تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : {مِن أحلامِ جَدّتِهِ}



حسين العفنان
23-06-2008, 02:42 PM
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ
http://hamzani.com/gallery/images/arts/db104.jpg

{مِن أحلامِ جَدّتِهِ}
بقلم : حُسين العفنان
كُتبت عام 1428
***

ــ غدًا العِيدُ ..!!
لونتْ هذهِ الكلمةُ وَجْههُ ، ودفنتْ النَّفَسَ فِي صَدرهِ ، ولو تراهُ لقلتَ : كأنَّه السَّاعةَ أهالَ التُّرابَ عَلى حَبيبٍ ، فتأفّفَ وألقى سَمعَهُ على قَطَراتِ المَطرِ التي تُداعبُ النَّافذةَ ، وكأنّه يلتمسُ منجاةً لذاتِهِ مِن هذهِ الدَّوامةِ ..!!
لم تتعجبْ زوجُهُ مِن رَدّةِ فِعلهِ وتقلبِ مِزاجِهِ، فهذهِ عادتُهُ مُنذُ سَنواتٍ ، مُنذُ أنْ قطعَ الصِّلةَ بأقارِبهِ وهجرَهُم ، لم يستطعْ أنْ يُعيدَ المَحلَّ ، كانَ الجَشعُ جاثمًا عليهِ ، يريدُ أن يَدعمَ تِجارتَهُ التي كبتْ ، أخذتهُ العزةُ بالإثمِ ، حِينَ طلبَ خالدٌ ابنُ عمّهِ حصّتهُ ، لم يرحمْ توسلاتِهم وأقسمَ ألا يَروا شيئًا ، صَرخَ فِي أبنائِهِ : قَاطِعوهُم فإنّهم أعداؤُكُم ، وكمْ عَنّفَ ولدَهُ الأكبرَ (عَبدَ المجيدِ) حِينَ عَلمَ أنّ له اتصالاتٍ بِهم ، حَرمه من الجَوال ومن أشياءَ أخرى ، وجعله عبرةً بينَ إخوتِه..
ثمَّ تنهدَ وَقالَ لنفسِهِ :
ــ كمْ أغبطُ جارَنَا عَبدَ الرَّحمنِ ، إنّي أرى فِي وجهِهِ العيدَ كما خُلقَ ، يَضيقُ بَيتُهُ فِي كلِّ سنةٍ بأقاربِهِ وأصدقائِهِ ، يتبادلُ الأحاديثَ والهدايَا مَعهم ، وحينَ أراهم يَحفونَهُ وهو مُتجهٌ إلى المَسجدِ أشعرُ برغبةٍ فِي البُكاءِ...!
ثمّ تذكرَ أنّ هذا كانَ حُلمًا جَميلا مِن أحلامِ جدّتِهِ دُفنَ مَعها..فصرخَ :
( هُم السَّبب..هم السَّبب..هم السّبب!! )
فأفاقَ عَلى رُعبِ زَوجِهِ وَهي تلحظُهُ بِنظرةٍ مُشفقةٍ ..!!
أحسّ بالحَرجِ ، بحثَ عَن رِيقِهِ فلمْ يَجدهُ ، فتأفّفَ وألقى سَمعَهُ عَلى قَطراتِ المَطرِ التي تُداعبُ النَّافذةَ وكأنَّه يَلتمسُ مَنجاةً لذاتِهِ مِن هذهِ الدَّوامَةِ ..!
***

راضي الضميري
25-06-2008, 06:44 PM
الأخ الأديب الفاضل حُسين العفنان

قصتك جميلة وفيها عبر وعظات كثيرة ، ولقد عرضت موضوعك بشكل يجعل المتلقي مشدودًا ولآخر كلمة ، فصلة الرحم أمرٌ عظيم يجب على الجميع أن يتنبه له ، وقاطع الرحم له الويل والثبور وقد عدها بعض أهل العلم من الكبائر .
شكرًا لك على هذه القصة الهادفة والممتعة .
تقديري واحترامي

جوتيار تمر
30-06-2008, 08:39 AM
العفنان المبدع..
نص يقتنص الجمالية الشعرية في تكوين مفرداته ، بناء جيد ، وصور مشهدية تتماهى مع صور الواقع في ذهن الكتلقي ، بحيث تشكل رؤية معبرة ، تتسم بالتوجيه والارشاد والتوعية ، من اجل صقلها في ذهن الاخر ، وهذا ما يجعل النص يبدو كرسالة موجهة .

دم بخير
محبتي
جوتيار

براءة الجودي
03-06-2013, 11:55 PM
صلة الرحم لها عواقب سيئة ولن يكو ذكر الإنسان حميدا
وقد يكون هناك هجرا في حالات استثائية ولضرورة حيث لايصلهم إلا وقت الواجب وبشكل رسمي وقد يضطر الإنسان لفعل ذلك إن كان الجشع والحسد والحقد في قلوب أقرباءه ولايعود من بعد جلسته معهم إلا به أذى ومضرة ففي هذه الحالة يحق لهم التخفيف والزيارة الواجبة الخفيفة كي لايكون قاطع رحم
تقديري

لانا عبد الستار
21-06-2013, 08:00 AM
أسلوب جميل وسرد مشوق في قصة هادفة واعظة
أشكرك

نداء غريب صبري
20-07-2013, 01:41 AM
قصة جميلة جدا
اسلوبها ممتع وفكرتها مفيدة

شكرا لك أخي

بوركت

ربيحة الرفاعي
16-08-2013, 12:35 PM
نص قصّي متقن البناء أجاد الكاتب رسم مشاهده الحدثية بما يخدم بتأثيره توصيل رسالته
اللغة جميلة والسلوب ماتع

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
20-12-2013, 10:37 PM
لغة متينة بسرد خلاب وفكرة عظيمة
قصة تجمع الكثير من العبر
بارك الله باليراع
مودتي وتقديري

كاملة بدارنه
26-12-2013, 06:12 PM
بحثَ عَن رِيقِهِ فلمْ يَجدهُ ، فتأفّفَ وألقى سَمعَهُ عَلى قَطراتِ المَطرِ التي تُداعبُ النَّافذةَ وكأنَّه يَلتمسُ مَنجاةً لذاتِهِ مِن هذهِ الدَّوامَةِ ..!
كثيرا ما نبحث عن مهرب للتّخلص من دوّامات عديدة تدهم أفكارنا ...
سرد ممتع وهادف
بوركت
تقديري وتحيّتي

رويدة القحطاني
14-09-2015, 08:55 PM
أسلوب قصصي جميل بلغة شاعرية وإتقاء في بناء النص والجمل القصصية الموصلة

آمال المصري
21-12-2015, 03:49 PM
بلغة متينة وسرد متقن رسمت لنا معالم لمحة انسانية تجسد قطيعة الرحم وما يعقبها من ندم يعتمل بالنفس ظهر جليا عندما حل العيد
نص شائق بديع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
21-12-2015, 07:26 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه))
البخاري الفتح10(5986) ومسلم (2557)
نص جميل وهادف بصياغة محكمة وأداء قصي متمكن.
بوركت ـ وسلمت أناملك. :001: