تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مبادلة



صبيحة شبر
26-06-2008, 01:06 AM
مبادلة

هرعت الى ركني الهاديء في المطبخ ، بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية ، بسطت الفراش ، وهياته الى غفوة لذيذة ، من البعد عن الاحلام المستحيلة ، التي لم اعد الى الترحيب بها ، في دنياي ، التي لااجد فيها الا الازهار الذابلة.
كانت سيدتي ربة المنزل ، لطيفة معي هذا الصباح ، لم تصرخ كثيرا كعادتها كل يوم ، ولم ابق متذمرة من صرخاتها ،التي تريد منها نصحي ، الا تنصح الامهات بناتهن؟ ، مبينات لهن معالم الطريق ، وهي ام لي اجدها رحيمة ، وان كانت ترهقني بالكثير من الاعمال ،التي لااجد بقربي من يعينني عليها.
اخرجت الرواية التي كنت اقرأ فيها ، منذ ثلاث ليال خلت ، فكثرة اعمالي في النهار ، لاتدع لي وقتا للقيام بهواية المطالعة ، التي كثيرا ما تجده سيدتي وقتا ، اقتله في الطالح من الأامور ، والذي لايجديني نفعا ، ولكن ما باليد حيلة ، انها طبيعة ، اكتسبتها حين كان ابواي يتمتعان ، بنصيبهما من الحياة ، ولكن قناصا ارداهما قتيلين ، فلم اجد بقربي ، الا تلك السيدة التي تحنو على طفولتي ، وتنقذها من تشرد مؤكد.
اغرق في أجواء الرواية ، انسى واجبي في النوم مبكرا ، للاستيقاظ قبل نهوض الاولاد ، وتحضير ما يلزم لطعام الافطار ، والمرور بواجبات الجولة اليومية ، فأقوم بكل الاعمال ، وانا انتظر ، بعض اللحظات الهنية ، بجانب الكتاب الذي اتعمد الى اخفائه.
- ها ماذا تفعلين في هذه الساعة ؟
يفاجئني السؤال ، حقا ، كان يجب ان اتسلح بالانتباه ، ولا اجعل كتابي المحبوب لقمة سائغة ، في يد ربة المنزل ، تسقط عليه انتقامها الشديد
- انك تسرقين ساعات طويلة ، كان يجب ان تنفقيها في واجباتك.
تحاول السيدة ان تبدو هادئة ، وليس كعهدي بها ، سريعة الانفعال
- لقد اكرمناك كثيرا ، جعلنا منك ابنة لنا ، وانا احبك ، والاولاد يحبونك
ولم أبخل عليك بشيء ، جميع ملابسي حين تضيق علي ، امنحها لك عن طيب خاطر.
كنت دائما حريصة على ارضائها ، اجدها طيبة.
- انت ابنتي ، وعزيزة علي ، وسوف احدثك كصديقة
انها ام رؤوم ، وامراة شديدة الحنان ، ولا افهم لماذا ينعتونها بالتسلط
- اريد ان انقذك من المتاعب ، لقد لاحظت ان ابا الاولاد يريد الفتك بك ، فلا تجعلي الطريق امامه مفتوحا.
- ولكن كيف يمكنني ان افتح الطريق او أغلقه ؟
- حسن ، سوف أبين لك المعالم ، هل تضعين الكحل ؟
- لا والله
- لاحظت ان عينيك جميلتان ، كحلهما رباني ، سوف اجد لك طريقة تنقذين بها نفسك ، من ابي الاولاد ، ومن كل رجل تسول له نفسه افتراسك
- ولكنه ابي.
تصمت السيدة مفكرة ، ثم تواصل :
- وهل تصدقين بالرجال ؟ انهم ماكرون ، هل تضعين أحمر الشفاه ؟
- ابدا سيدتي.
تواصل السيدة شرح طريقتها للدفاع عني :
- صدرك يبدو ناهدا ، مما يؤدي الى الاعتداء عليك.
- سوف اسعى الى عدم اظهاره ، سيدتي
- عيونهم وقحة ، يجردون بنظراتهم البنات المسكينات ، من ملابسهن
تنظر السيدة الي مليا ، وانا حائرة ، ماذا بمقدوري ان افعل ، لأنقذ نفسي من عدوان وشيك.
تلتمع عينا السيدة كمن ظفر اخيرا بالجواب الصائب :
- عندي الحل يا ابنتي العزيزة
افتح عيني جيدا وأهيء أذني لما تقوله :
- عليك الا تأتمني الرجال ، فهم غدارون ، كنت مثلك ساهية ، صدقت بدعوى الحب ، جميلة ، فافترس شبابي ووأد انوثتي.
- لااحب الرجال سيدتي ،
- جميل يا ابنتي ، لاتفكري بالزواج ، انه لعنة يا ابنتي
- - لن افكر
- هناك امور لديك لست بحاجة اليها
- لم افهم يا امي.
- سوف نجري بيننا اتفاقا ، لدي النقود واحب ان احافظ عليك ، وامنحك ساعات طويلة للقيام بالهواية التي تحبين.
- نعم ؟
- لنقم بمبادلة بيننا ، تعطينني ما لديك واعطيك ما لدي.
- .........
- عيناك ، فمك ، نهداك ،،، وسوف افتح لك حسابا مصرفيا



صبيحة شبر
16- 5 -2008

ريمة الخاني
26-06-2008, 09:13 AM
حسبنا الله
نص جريئ
مرور وتحيه لقلمك اشتقنا لك اخيتي الغاليه

ابراهيم خليل
28-06-2008, 06:53 PM
أختى المبدعة صبيحة
نصك يحمل من التقنية الفنية الكثير والكثير
هذا هو عهدى بك دوما
خالص تحياتى
وتسجيل حضور فى صفحتك الرائعة

أكرم الشرفاني
29-06-2008, 10:49 AM
الاستاذة الاديبة صبيحة شبر

لن استطيع ان اعلق
نصك رهييييييييييييييييييييييي ييييييييب


سلمت يداك يا سيدتي الفاضلة

تحية
اكرم

جوتيار تمر
30-06-2008, 08:21 AM
الشبر.......

كالمعتاد نص يقتنص البداعة في السرد ، والبناء المحكم ، والتلاعب بعنصري الزمان والمكان ، والاجادة بالولوج في اعماق النفس من اجل تعريتها من شوائبها التي لم تزل يعاني منها الاغلبية البشرية ، في النص ملامح الواقع بشقيه ، حيث الفقر مفاده الى الاستسلام التام ، وترك النفس وكل ما يمكن ان يجدد في النفس حياتها ، والانغماس في تلبية الطلبات ، وتقبل الفروض ، (عبودية ورق ) بمضمونها الحداثي الجديد ، وكأن مؤسسة الرق لا تتوالنى في تجديد رؤيتها للانسان ، والشطر الثاني الغني الذي لم يزل يعتقد بأنه يمتلك من تابعيه حتى الروح والجسد ، فيسخر ماله لاهوائه وشهواته ، قيجرد الانسان الاخر من كل تطلعاته وميوله ورغباته وحتى تطلعاته المحدودة اصلا لكونها لاتتأقلم مع الواقع الذي يعيش فيه .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

صبيحة شبر
08-07-2008, 01:09 PM
حسبنا الله
نص جريئ
مرور وتحيه لقلمك اشتقنا لك اخيتي الغاليه

الأخت العزيزة ريمة الخاني
جزيل الشكر على المرور الجميل
وفقك الله

صبيحة شبر
08-07-2008, 01:12 PM
أختى المبدعة صبيحة
نصك يحمل من التقنية الفنية الكثير والكثير
هذا هو عهدى بك دوما
خالص تحياتى
وتسجيل حضور فى صفحتك الرائعة

الأخ العزيز ابراهيم خليل
الشكر الجزيل على التقييم الجميل
وعذوبة المرور
دمت بخير

صبيحة شبر
08-07-2008, 01:17 PM
الاستاذة الاديبة صبيحة شبر
لن استطيع ان اعلق
نصك رهييييييييييييييييييييييي ييييييييب
سلمت يداك يا سيدتي الفاضلة
تحية
اكرم

الأخ العزيز أكرم الشرفاتي
الشكر الجزيل على التقييم الجميل
مرحبا بك في ظلال الواحة الخضراء
ارجو ان يسعدك المقام
دمت بخير

صبيحة شبر
08-07-2008, 01:21 PM
الشبر.......
كالمعتاد نص يقتنص البداعة في السرد ، والبناء المحكم ، والتلاعب بعنصري الزمان والمكان ، والاجادة بالولوج في اعماق النفس من اجل تعريتها من شوائبها التي لم تزل يعاني منها الاغلبية البشرية ، في النص ملامح الواقع بشقيه ، حيث الفقر مفاده الى الاستسلام التام ، وترك النفس وكل ما يمكن ان يجدد في النفس حياتها ، والانغماس في تلبية الطلبات ، وتقبل الفروض ، (عبودية ورق ) بمضمونها الحداثي الجديد ، وكأن مؤسسة الرق لا تتوالنى في تجديد رؤيتها للانسان ، والشطر الثاني الغني الذي لم يزل يعتقد بأنه يمتلك من تابعيه حتى الروح والجسد ، فيسخر ماله لاهوائه وشهواته ، قيجرد الانسان الاخر من كل تطلعاته وميوله ورغباته وحتى تطلعاته المحدودة اصلا لكونها لاتتأقلم مع الواقع الذي يعيش فيه .
دمت بخير
محبتي
جوتيار

العزيز جوتيار
تحليل دقيق للنص
تجيده دائما بقلمك المبدع
الشكر الجزيل لك
دمت بخير

د. سمير العمري
09-07-2010, 05:54 PM
نص قصصي مميز في خصائصه وأجده نصا راصدا منفتحا على آفاق كثيرة من المعاني التي جلها مؤلم ، وتبدي الكثير من النزعات البشرية التي تبعث على التأمل والتدبر وتسلط الضور على ظاهرة الرق في ثوب عصري جديد حتى لقد رأيت كأن لسان حال تلك الفتاة اليتيمة يقول: "رضينا بالهم والهم ما رضي بنا".

ولكني لعلني تركت الكثير مما يمكن أن يشار إليه لأشير إلى براعة طرح قضية مهمة ومؤلمة حين يزعم أحد دعوى الحب والحرص من خلال الإيذاء أو الكمع فيما هو عندك أو فيما يمكن أن يحصد منك. وتلك المرأة كأنها تريد أن تنتزع عيني الفتاة وتسلب جمالها وشبابها بزعم الحرص والحب ، وما أشبه هذا بالكثير من واقع حياة الأمة في هذا الزمان المر.

نص جميل الطرح عميق المعاني أشكره لك!


تحياتي

صبيحة شبر
09-07-2010, 06:34 PM
الأخ العزيز د.سمير العمري
تسعدني دائما قراءاتك الواعية لقصصي
ويبهجني تحليلك الوافي لها وتقييمك الجميل
جزيل الشكر لك
وفقك الله

ربيحة الرفاعي
26-02-2013, 09:47 PM
مهارة سردية وأداء قصي متمكن وقف ببراعة على مظاهر للاستهانة بإنسانية الأضعف أو الأقل شأنا واستغلاله بمزاعم تزداد بشاعة بازدياد جمالية عناوينها حين تجند في لصوصية تدعي الخير وإجرام يتسربل الحب

قص جميل هادف

تحاياي

نداء غريب صبري
04-04-2013, 12:04 AM
حسبنا الله ونعم الوكيل
بعض المخلوقات تشبه البشر، لكن الوحوش لا ترضى بنسبتها إليها
هذه المرأة وحش حقيقي
وأنت اختي صبيحة قاصة رائعة وتصويرك للمشهد رائع

شكرا لك
بوركت

آمال المصري
28-06-2013, 12:27 AM
التقاطة بارعة لفكرة ليست غريبة عندما يُطمع فيما هو أكثر من الماديات بدعوى الحب وادعاء الأمومة والخوف والاحتواء
حبكة قوية حتى خلت صورة اقتلاع كل المفاتن وسلبها من ضعيف لاحول لها ولا قوة
أسعدني المرور هنا أديبتنا الرائعة
بوركت واليراع
تحاياي

ناديه محمد الجابي
24-02-2014, 10:06 PM
لقلمك أسلوب جميل ولخيالك القدرة على الدخول في أعماق النفس
القصة أكثر من رائعة لغة وأسلوبا وسردا والقص جميل
أتمنى أن أرى قلمك من جديد في الواحة لنستمتع بقلمك الناضج القدير.
تحياتي وتقديري.