المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقوبٌ سوداء في نسيج الذاكرة



فاطمة جرارعة
26-06-2008, 08:36 PM
ثقوبٌ سوداء في نسيج الذاكرة

"1"
ليلٌ آخر يحتلّ طقوس وحشتي, و حماقةٌ جديدةٌ تنصبُ لمرقدها أرجوحةً بين احتراقاتي, أحداقي تتحسّسُ بقعَ الآثام المتراميةِ على بقايا جسدي, و تأمّلاتي تتعثّر بشحوبٍ يسترسلُ في مد الكفن الأزرق من أقصاي إلى أقصاي, ألباب البشر تبتدعُ تحريف لون الأفق, و تتخذُ على أكذوبتها الغارقة في آلام المخاض برهاناً مدحوضاً تمقته فلسفة الغرباء, عنادي لا زال يصرّ على خنق زوبعة البرد قبل أن يعود طائري المُهاجر ليمحو البصمات السبع المطبوعة على جدران روحي.

"2"
اليوم أنتظرُ تهميشاً قاتم اللون على رصيف صدفةٍ أخرى, فظنون نصفي بدأت تسوّر نصفي بما يبعدني عنّي, كان عليّ التحاف فجيعةٍ قبل استعارة غفوةٍ على أطياف شوق, لئلا أدركَ حاجة النفس إلى من يعيد بلمرة أجزائها المبعثرة على شطآن نزف, صمتُ أنا بات يزنّرُ أوردتي بشيءٍ من سعير الدهشة, و المسافة بلغت حدّ الصقيع الذي ينخرُ في عظامي, أنانيةٌ مطلقة تستطير على ملائكيّتي, و توقٌ لمقارعةِ عنجهيّة البشر يحتضن أجنحتي, و تلوحُ في خاطري تأشيرات خروج, و فنّ اجتثاث الصور الرماديّة.

"3"
ذات اعتلاج سألتُ أمّي:
لماذا يُجافينا الموت رغم حاجتنا الماسّة إلى خوض تجربته؟
فأجابت:
الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,
أتدركين كم ألف موجة وجعٍ تتسلل إلى أجسادنا الترابيّة أثناء سكراته, و أيّ ثمنٍ نبذل لنغسلَ عن أنفسنا أدران رغبةٍ تعتلي عروش الصمت الداكن, قوانا تتساقط في محرابه أوراقاً خريفيّةً هشّة, و مخالبه تنغرسُ في لحمنا و تهشّر ملامح الاحتضار القاتم, المندسّ بين خلايا الغلاف الزيتيّ وخزات ألم تتدحرج على محيط خطايانا, و لن نملك آنه إلا أن ننزف ذاتنا المعتصرة من صخب الصراخ المكتوم في حشا الصمت...
ثمّ ازدادت نبرة التأنيب حدّةً في صوتها و قالت:
الزمي أنوثتك, و لا تبحثي عن الموت, فهو يأتي إلينا و لا نأتي إليه,,
و رغم ارتعاش معالمي تحت زخّات الخوف, إلا أنني ما زلت أشعر أن الموت حلقة مفقودة من سلسلة حياتي^^

"4"
رفيقة ألمي تطلبُ إليّ أن أنظر هذه الليلة إلى السماء علّ لون القمر يطمر شيئا من أخاديد العتمة الممتدّة إلى أبعد كسرةٍ من أشلائي, خرجتُ أسترق النظر فلمحت المحاق يزحف نحو حنجرتي, و يغرس في خاصرة الحلم غابات شوكٍ أسود, و يستعير لنفسهِ آخر بصيصٍ يتهادى على شرفتي, لعلّي نسيتُ أن حزوز الدم المالح تحجب نور القمر عن وجهي, سألتني حين انتهاء تعويذة الموت: لماذا تلزمين الصمت, فصمتّ..

"5"
أشتاق إلى ياسمينتي العذراء, ليته كان لي أن أخبرها عن عفريت الصحراء , أتخيّل كم من السنوات الضوئية أحتاج لأن أنسى ذلك الكابوس, أو تأويل أمّي التي أقسمتْ أنني حمقاء, أو على الأقلّ أمتلك تلقائيّة الحمقى, ما زالت تسائلني عن سرّ إدماني على تلك الفاكهة الكاسدة, و لماذا لا أكترث لغصّات القهر النابت بين عروقي حين أقضمها, ليتها تعلم أنني أحتاج شفقة عالَم, و أن قوّتي تضمر وهناً ليس لأيّ كان أن يبلغه.
مراهقتي لم تبدأ حتّى تنتهي, و شبابي سابق لطفولتي, و لا بأس بمراهقة متأخّرة أتعلّم في مراحلها كيف أصيّر هواجسي شرقيّة الملامح, و أطفئ عطش الروح بما يوائم قرارات محكمة التقاليد, و أعلم تماماً أن رمال التوبيخ ستظلّ تنهمر على سيمفونيّتي, حتّى آخر لحظة تسبق غرقي في الجحيم.

"6"
ألف شتاءٍ أو أكثر مضت قبل زحف أصابعي إلى أبعد ركنٍ في صفحات وجعي المستعصي, تسللتُ باحثةً عن شيءٍ يثيرُ فضولي, فإذ بصعقة تأنيبٍ تصفع بؤبؤي, الأرضُ تغطّ في سُباتٍ عميق, و آذاننا تُكابر عن سماع شخيرها, و لن يدغدغ وجودي المطفأ رمشَها النائم, ما دام اللغوب يسري في أوعية مئة ألفٍ أو يزيدون, بذوري المبعثرة في الصحراء لا تتعدّى إخماد رغبةٍ جنونيّةٍ في شنقِ الأنامل الملطخّة بجريمة انعتاقي, أُفوليَ المُباغت لم يكن إلا مرحلة تحوّري إلى ثمرةِ صبر لا تُبالي بوخزِ أيّ كائنٍ يحاول شراء غنائم معركتي, حيائي يردع وقتي اقتراف جُنحةٍ أخرى أبني على أكتافها المزيد من أخطائي, كدتُ أكذب على نفسي و أقول لسيّد المكان أن داءً عضالاً يلتهم دمعةً مهترئة ملّ الزمان برودها, و أنّ نقاهتي السافرة قد تستمرّ إلى اللاإياب, و لكنني عجبتُ كيف إلى الآن لم يبلغه خبر موتي!!!!

فادي غنام
27-06-2008, 02:23 AM
مرحبا
يا أختي رماد
الحياة دمعة ... وبسمة وذكرى , تختفي البسمة وتتلاشى الدمعة وتبقى الذكرى ناقوس يدق عالم النسيان
الى أن يأتي شبح الموت فلكل بداية نهاية وان لم تطول فلها نهاية .
فالى متى يا قلم الذكريات ستظل مدمعا بين السطور ..........
نثر ولا أجمل أبدعتي في الوصف وفي الأنتقال وفي كل ما حملت أبدعتي .
أخوكي فادي
والسلام
تقبلي مروري

سمو الكعبي
27-06-2008, 05:53 AM
فاطمة :
وبعد غياب طويل أتيت بهذه الدرر, هنا "لماذا يُجافينا الموت رغم حاجتنا الماسّة إلى خوض تجربته؟
فأجابت:
الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,
أتدركين كم ألف موجة وجعٍ تتسلل إلى أجسادنا الترابيّة أثناء سكراته, و أيّ ثمنٍ نبذل لنغسلَ عن أنفسنا أدران رغبةٍ تعتلي عروش الصمت ....." روعة بصمت بها
أهلا بك

نور سمحان
28-06-2008, 08:19 AM
رائعة حدا يستعصي عليّ وصفه
للتثبت
احتفاء ببديع نسجك وعميق حرفك
اشتقتك جدا لو تعرفين

وفاء شوكت خضر
28-06-2008, 01:25 PM
فاطمة ..

الصمت يخيم هنا احتراما لنص أدبي راقي .. خريدة نثرية أتت بعصارة إبداع وفكر ومشاعر عميقن ،
وتصوير لغوي بديع ..

شكرا لهذا الترف الأدبي الذي أمتعتنا به في عودة مباغته بعد غياب ..
وشكرا لأن درتك هذه أتت بحبيبة " نور سمحان " نشتاق لها وقد طال غيابها ..

سأتخذ مقعدي في زاية المكان أصيخ السمع لهذا الجمال ..

بحق رائع هذا النص ويستحق التثبيت ..
دمت بألق ..

خليل حلاوجي
29-06-2008, 04:57 PM
أنا أنزف ... إذن أنا موجود


سيقولها تاريخنا بعد ألف هزيمة ... ولا دماء ... في السماء

جوتيار تمر
29-06-2008, 04:58 PM
فاطمة.......

لعنة الانسان تبدأ بداخله ، عندما ينشطر الى كائن ومكنون ،الى سائر وعائق ، عندما يفضي به الحال الى تناقضات لاتنتهي ، ويستسلم هو لها في النهاية دون ان يبرر استسلامه ويعمل على خرق الهدنة مع ذاته من اجل بلورة ذاته نفسها، وهنا بين الموت والبلاغ صور غير متممة لانها في الاصل بدت مرتبكة ، لكنها مثرة جدا ، لانها تستفز المتلقي ليبحث ما وراءها ، وقد اجدت استغلال المساحة التي اشتغلتِ عليها هذه .

محبتي
جوتيار

محمد الأمين سعيدي
29-06-2008, 08:45 PM
الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,
...........
...........
كلمة تغوص في بحار من الحكمة..
حقيقة قد تغر الإنسان فيظن أن الموت خلاص لمأساته ..بينما هو بداية لحساب طويل..
شكرا

فاطمة جرارعة
30-06-2008, 06:02 PM
مرحبا
يا أختي رماد
الحياة دمعة ... وبسمة وذكرى , تختفي البسمة وتتلاشى الدمعة وتبقى الذكرى ناقوس يدق عالم النسيان
الى أن يأتي شبح الموت فلكل بداية نهاية وان لم تطول فلها نهاية .
فالى متى يا قلم الذكريات ستظل مدمعا بين السطور ..........
نثر ولا أجمل أبدعتي في الوصف وفي الأنتقال وفي كل ما حملت أبدعتي .
أخوكي فادي
والسلام
تقبلي مروري


أهلاً بكَ أخي فادي

و لكنني هنا فاطمة و لستُ رماد

و هكذا هي الحياة فينا كعود كبريت لا يبرح أن يشتعل حتى ينطفئ و يبقي ما عمنا

أشكركَ على حضورك الجميل

فاجأتني بحق

مودّتي لك
فاطمة :
وبعد غياب طويل أتيت بهذه الدرر, هنا "لماذا يُجافينا الموت رغم حاجتنا الماسّة إلى خوض تجربته؟
فأجابت:
الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,
أتدركين كم ألف موجة وجعٍ تتسلل إلى أجسادنا الترابيّة أثناء سكراته, و أيّ ثمنٍ نبذل لنغسلَ عن أنفسنا أدران رغبةٍ تعتلي عروش الصمت ....." روعة بصمت بها
أهلا بك


الغالية السامية سمو

أشكركِ على حضورك الألق

و دمتِ بكلّ الخير

محبتي

فاطمة جرارعة
30-06-2008, 06:07 PM
رائعة حدا يستعصي عليّ وصفه
للتثبت
احتفاء ببديع نسجك وعميق حرفك
اشتقتك جدا لو تعرفين

حبيبتي نور

أشكركِ من أعماقِ أعماقي على بث الروح في روحي هذه

لكِ منّي كلّ الحبّ و التقدير

اشتياقي حد الموت

فاطمة ..
الصمت يخيم هنا احتراما لنص أدبي راقي .. خريدة نثرية أتت بعصارة إبداع وفكر ومشاعر عميقن ،
وتصوير لغوي بديع ..
شكرا لهذا الترف الأدبي الذي أمتعتنا به في عودة مباغته بعد غياب ..
وشكرا لأن درتك هذه أتت بحبيبة " نور سمحان " نشتاق لها وقد طال غيابها ..
سأتخذ مقعدي في زاية المكان أصيخ السمع لهذا الجمال ..
بحق رائع هذا النص ويستحق التثبيت ..
دمت بألق ..


أمي الغالية وفاء

هو بعضٌ مما لديكم

أحبّ تواجدكِ بين حروفي

يرسيني على برّ الأمان

محبتي و تقديري

هشام عزاس
01-07-2008, 12:01 AM
المورقة / فاطمة

من مدة طويلة و أنا أشهد نصوصا تؤسس لثقافة الموت لو صح التعبير / الموت بمعناه الحقيقي و الميتافيزيقي و الفلسفي / أحياء أموات و آخرون يعودون من الموت ... ربما لأن الكثير منا يحس بأنه ميت و لكنه يتنفس و ربما لأننا أصبحنا نرى في الموت ملاذا و مخرجا آمنا لصراعاتنا التي لا تستقر عند معنى و التي ما تنفك تتوالد و تتسع رقعتها النفسية و الفكرية بدواخلنا ...
كثيرا ما نظن أن الموت راحة لنا لأن الحياة لا تمنحنا غير التعب و الألم و الموت ( بمعناه المعنوي )
و يجدر بنا أن نبحث عن الخلاص في الحياة نفسها و إلا فما فائدتنا كمخلوقات تميزت عن غيرها بالعقل
إذن فثقافة الموت ما هي إلا هزيمة تضاف في سجل هزائمنا المتتالية .
أظن أن من واجب الأديب أن يقدم الجرح بطريقة مختلفة حتى و لو كان إحساسه به لا يختلف عن أي شخص آخر و أن يكون نزفه باعثا للأمل رغم مرارته و هذا هو التحدي الذي يواجهه أدبنا اليوم للتصدي للإنكسارات التي بدواخلنا أولا ثم الإبراز للعالم ماهية الشخصية العربية المسلمة بالفعل .
شكرا لهذا النص لأنه جعلني أتنفس أفكارا راودتني كثيرا في المدة الأخيرة .
دمت بخير ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

مازن سلام
02-07-2008, 09:10 AM
"5"
أشتاق إلى ياسمينتي العذراء, ليته كان لي أن أخبرها عن عفريت الصحراء , أتخيّل كم من السنوات الضوئية أحتاج لأن أنسى ذلك الكابوس, أو تأويل أمّي التي أقسمتْ أنني حمقاء, أو على الأقلّ أمتلك تلقائيّة الحمقى, ما زالت تسائلني عن سرّ إدماني على تلك الفاكهة الكاسدة, و لماذا لا أكترث لغصّات القهر النابت بين عروقي حين أقضمها, ليتها تعلم أنني أحتاج شفقة عالَم, و أن قوّتي تضمر وهناً ليس لأيّ كان أن يبلغه.
مراهقتي لم تبدأ حتّى تنتهي, و شبابي سابق لطفولتي, و لا بأس بمراهقة متأخّرة أتعلّم في مراحلها كيف أصيّر هواجسي شرقيّة الملامح, و أطفئ عطش الروح بما يوائم قرارات محكمة التقاليد, و أعلم تماماً أن رمال التوبيخ ستظلّ تنهمر على سيمفونيّتي, حتّى آخر لحظة تسبق غرقي في الجحيم.


الراقية السيدة فاطمة جرارعة المحترمة

بين شعر ونثر تمسكين برياحين اللغة و تنثرينها عبقاً يعطـّر ذاكرة الجمال والابداع.
عذرية المفردات و رمزيتها ترسم مع كل جملة لوحة خاصة.. وإذا أعدنا القراءة تتبدّل نظرتنا إلى نفس اللوحة, فإذا بالحروف و الموسيقى تنهمر مختلفة كاختلاف المواسم, فمرة نقرأ الهدوء الملتحف بالصوفية, ومرة نقرأ هدوء ما قبل العاصفة, ومرة نرى البراكين "الثائرة" بخطى ثابتة ...

كل التحية
مازن سلام

شجاع الصفدي
07-07-2008, 11:53 PM
ذات اعتلاج سألتُ أمّي:
لماذا يُجافينا الموت رغم حاجتنا الماسّة إلى خوض تجربته؟
فأجابت:
الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,

للبدء دوما خاتمة نخشاها , حتى وإن ظنناها تنهي رحلة الألم
لربما رغبة خوض غموض رحلة الموت هو دافعنا لهذا الظن افتراضيا ..

الكريمة فاطمة
سرد فلسفي جميل
لك التحية والود

فاطمة جرارعة
10-07-2008, 08:08 PM
أنا أنزف ... إذن أنا موجود
سيقولها تاريخنا بعد ألف هزيمة ... ولا دماء ... في السماء

حيّاك الله أستاذ

الكثيرون يتمزّقون من الداخل فقط

حمداً لله أننا ما زلنا نستطيع النزف

تحيتي و تقديري

[/center]

فاطمة.......
لعنة الانسان تبدأ بداخله ، عندما ينشطر الى كائن ومكنون ،الى سائر وعائق ، عندما يفضي به الحال الى تناقضات لاتنتهي ، ويستسلم هو لها في النهاية دون ان يبرر استسلامه ويعمل على خرق الهدنة مع ذاته من اجل بلورة ذاته نفسها، وهنا بين الموت والبلاغ صور غير متممة لانها في الاصل بدت مرتبكة ، لكنها مثرة جدا ، لانها تستفز المتلقي ليبحث ما وراءها ، وقد اجدت استغلال المساحة التي اشتغلتِ عليها هذه .
محبتي
جوتيار


لا تناقض يا جو

ففي الحياة عدد لا نهائي من (اللحظات)

و لكل لحظة قيمتها التي تقيمها ذواتنا بها

لعلّها و إن كانت مرتبكة

فهي لا تتعدّى فاطمة

و تعني لها الكثير

شكراً لك


الموت يعرفُ مقدار سذاجتنا حين نظنّ أن متاعبنا تنتهي عنده و لا ندري أنها تبتدئ منه,
...........
...........
كلمة تغوص في بحار من الحكمة..
حقيقة قد تغر الإنسان فيظن أن الموت خلاص لمأساته ..بينما هو بداية لحساب طويل..
شكرا


أهلاً بكَ أخي

نحن بحاجةٍ للغوص أكثر

تحيتي و ودّي

فاطمة جرارعة
26-09-2008, 12:50 PM
المورقة / فاطمة
من مدة طويلة و أنا أشهد نصوصا تؤسس لثقافة الموت لو صح التعبير / الموت بمعناه الحقيقي و الميتافيزيقي و الفلسفي / أحياء أموات و آخرون يعودون من الموت ... ربما لأن الكثير منا يحس بأنه ميت و لكنه يتنفس و ربما لأننا أصبحنا نرى في الموت ملاذا و مخرجا آمنا لصراعاتنا التي لا تستقر عند معنى و التي ما تنفك تتوالد و تتسع رقعتها النفسية و الفكرية بدواخلنا ...
كثيرا ما نظن أن الموت راحة لنا لأن الحياة لا تمنحنا غير التعب و الألم و الموت ( بمعناه المعنوي )
و يجدر بنا أن نبحث عن الخلاص في الحياة نفسها و إلا فما فائدتنا كمخلوقات تميزت عن غيرها بالعقل
إذن فثقافة الموت ما هي إلا هزيمة تضاف في سجل هزائمنا المتتالية .
أظن أن من واجب الأديب أن يقدم الجرح بطريقة مختلفة حتى و لو كان إحساسه به لا يختلف عن أي شخص آخر و أن يكون نزفه باعثا للأمل رغم مرارته و هذا هو التحدي الذي يواجهه أدبنا اليوم للتصدي للإنكسارات التي بدواخلنا أولا ثم الإبراز للعالم ماهية الشخصية العربية المسلمة بالفعل .
شكرا لهذا النص لأنه جعلني أتنفس أفكارا راودتني كثيرا في المدة الأخيرة .
دمت بخير ...
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


أخي الفاضل

ليت لأحد الذين يموتونَ عودة إلى الدنيا يخبرنا بعدها عما يتوق بعضنا لنيله

حتى يعلم المنتظرون أنهم يهربون من الجحيم إلى صقر

أشكركَ على وجودكَ الألق

لك مودّتي و باقة ورد

سحر الليالي
26-09-2008, 05:49 PM
[ فاطمة جراعة]
:
ونص جعلني أمكث طويلا بين طيات نبضه..!
حرف باذخ ...
لـ تعذري تأخري.

سلمت ودام حرفك
لك ودي وتراتيل ورد

روميه فهد
27-09-2008, 12:11 AM
أعلى درجة في الحماقة هي التي تنتج وجعا يعترف بنفسه على نحو مقنع
سواء بفاكهة أو ذكرى أو سلوك معارض ، ثم الحياة الفردية ذات وشم القبيلة
سيكون لها دور أخير في مراحل متقدمة عندما تكون الشخصية ناضجة التفرد،
وعليه للوجع وللحماقة وللأم وأبحاث المساء خضوع في النهاية .

فطــــومه ...

نصك يبيّن ما فيه من نضج الحرف والكلمة رغم صغر سنك ..

دمتِ بخير ..

فاطمة جرارعة
24-02-2009, 09:50 PM
الراقية السيدة فاطمة جرارعة المحترمة

بين شعر ونثر تمسكين برياحين اللغة و تنثرينها عبقاً يعطـّر ذاكرة الجمال والابداع.
عذرية المفردات و رمزيتها ترسم مع كل جملة لوحة خاصة.. وإذا أعدنا القراءة تتبدّل نظرتنا إلى نفس اللوحة, فإذا بالحروف و الموسيقى تنهمر مختلفة كاختلاف المواسم, فمرة نقرأ الهدوء الملتحف بالصوفية, ومرة نقرأ هدوء ما قبل العاصفة, ومرة نرى البراكين "الثائرة" بخطى ثابتة ...

كل التحية
مازن سلام

سيّدي الفاضل

أشكركً لإطرائك الجميل

و آمل أن أكون عند حسن ظنكم دائماً

تقديري

فاطمة جرارعة
24-02-2009, 09:52 PM
للبدء دوما خاتمة نخشاها , حتى وإن ظنناها تنهي رحلة الألم
لربما رغبة خوض غموض رحلة الموت هو دافعنا لهذا الظن افتراضيا ..
الكريمة فاطمة
سرد فلسفي جميل
لك التحية والود

صدقت أخي

و أشرتَ إلى خريطة موتي

دمتَ بعمق

تقديري

فاطمة جرارعة
24-02-2009, 09:54 PM
[ فاطمة جراعة]
:
ونص جعلني أمكث طويلا بين طيات نبضه..!
حرف باذخ ...
لـ تعذري تأخري.
سلمت ودام حرفك
لك ودي وتراتيل ورد

و لتعذري تأخري أختاه

أشكرُ لكِ مرورك العذب

دمتِ قريبة من نبضي

فاطمة جرارعة
24-02-2009, 09:58 PM
أعلى درجة في الحماقة هي التي تنتج وجعا يعترف بنفسه على نحو مقنع
سواء بفاكهة أو ذكرى أو سلوك معارض ، ثم الحياة الفردية ذات وشم القبيلة
سيكون لها دور أخير في مراحل متقدمة عندما تكون الشخصية ناضجة التفرد،
وعليه للوجع وللحماقة وللأم وأبحاث المساء خضوع في النهاية .
فطــــومه ...
نصك يبيّن ما فيه من نضج الحرف والكلمة رغم صغر سنك ..
دمتِ بخير ..
أيتها القريبة

تصرّين على اجتياح عباب ذاتي بمفرداتك

قد مضى من العمر تسعة عشر خريفاً

و ليس للوجع دول

شكراً لحضورك العميق,, الرقيق

راضي الضميري
01-03-2009, 12:59 AM
قلما نجد نصوصًا بمثل هذا الجمال وهذه الحكمة وهذه الصياغة الأنيقة .
مثل هذا النصّ يحق للنثر أنْ يحتفل به ، رغم أنّه يفيض ألمًا ؛ إلا أنّه في المقابل يفتح فضاءً واسعًا أمام العقل والقلب فينظر في داخله ومن حوله ليجد أنّ الحياة ما هي إلا رحلة قصيرة ، قصيرة فعلًا .
أمام الموت ورهبة الانتظار ؛ وأمام واقع غريب بكل صوره وتجلياته يبقى السؤال مطروحًا ، من ينتظر من ، ومن يشتاق إلى الآخر أكثر ..
الأخت الأديبة الفاضلة فاطمة جرارعة
هذا النصّ تحفة ثمينة بكل معنى الكلمة

تقديري واحترامي

فاطمة جرارعة
09-03-2009, 05:21 PM
قلما نجد نصوصًا بمثل هذا الجمال وهذه الحكمة وهذه الصياغة الأنيقة .
مثل هذا النصّ يحق للنثر أنْ يحتفل به ، رغم أنّه يفيض ألمًا ؛ إلا أنّه في المقابل يفتح فضاءً واسعًا أمام العقل والقلب فينظر في داخله ومن حوله ليجد أنّ الحياة ما هي إلا رحلة قصيرة ، قصيرة فعلًا .
أمام الموت ورهبة الانتظار ؛ وأمام واقع غريب بكل صوره وتجلياته يبقى السؤال مطروحًا ، من ينتظر من ، ومن يشتاق إلى الآخر أكثر ..
الأخت الأديبة الفاضلة فاطمة جرارعة
هذا النصّ تحفة ثمينة بكل معنى الكلمة

تقديري واحترامي

أشكركَ سيّدي الكريم على حضورك الجميل و عذب ثنائك

تزدادن كلماتي بمروركم

دمتَ بخير

تقديري

فاطمة جرارعة
06-06-2009, 12:03 AM
رائعة حدا يستعصي عليّ وصفه

للتثبت
احتفاء ببديع نسجك وعميق حرفك
اشتقتك جدا لو تعرفين


كم أشتاقكِ يا نور
و أتوقُ إلى أن يجمعنا حرفٌ آخر
لا أدري ما الذي جعلني أنبش صفحة الأمس
و لكنني ما زلتُ أقرؤكِ مرارا و أقرأ نفسي
إن مررتِ من هنا أخرى
فاعلمي أن لكِ في فؤادي حبٌ لا ينطفئ
و باقة ورد

لمى ناصر
24-06-2009, 03:07 PM
لوحة اشتعال المخاض ببوتقة

الموت من عنده تبدأ الحياة.


لوحة رائعة من قلبك الندي.

عبير هاشم
25-06-2009, 11:15 AM
أتعلمين يا فاطمة أيتها البهية
قرأت ذاكرتك بل قرأتك أكثر من مرة
أجهدني التعب وتعبت من الصمت حتى .
لم أكن أعي أن بين توسلات الحياة حياة أجمل
وبين أشواك الكلمات زهور أجمل
تقبلي مداخلتي
ضيفة جديدة هنا
ومتابعة لكِ
تحياتي

بابيه أمال
25-11-2010, 01:31 AM
أملي وأنا آمال أن يكون الزمن قد أرسى بقلم فطوم على جناح الراحة بعد أن رأت أن في الحياة ألوانا شتى من الأحزان والأفراح المختلفة العدد والمختلطة الشكل رسالة من الحياة نفسها بأن ظروفها كيفما كانت وجدت من أجل تعليمنا فن العيش لا أكثر !

فاطمة: كنتُ هنا ذات شوق.. فشكرا لقلم ينقش الكلم ببلاغة عميقة المعاني..
كوني بخير يا غالية.. رعاك ربي.

د. سمير العمري
20-12-2010, 08:50 PM
نص مترف باذخ سواء في عمق الطرح أو في جمال الشرح أو في ألق الأسلوب.

لله درك من أديبة مميزة شعرا ونثرا بما يستحق المدح في كل آن!

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي

آمال المصري
14-02-2015, 02:48 PM
من أجمل وأبهى ماقرأت اليوم شاعرتنا الرائعة
التي تعرف كيف تصوغ الحروف دررا منسكبة
دمت مبدعة
ومرحبا بك في ربوع الواحة
تحيتي

خلود محمد جمعة
15-02-2015, 07:03 AM
ذاكرة مطعونة بسكين الألم على يد الواقع المهشم
حرف عميق وطرح رائع ولغة باذخة الجمال
رائعة
بوركت وكل التقدير

ربيحة الرفاعي
06-09-2016, 05:30 PM
مدهش هذا المنثور السندسي الديباجة العبهري العبق بفلسفته وجمال حرف وألق انثياله

دمت بخير أديبتنا

تحيتي