مشاهدة النسخة كاملة : جدران القلعة..(مسوَّدة رواية)
د. مصطفى عراقي
27-06-2008, 07:01 PM
جدران القلعة..(مسوَّدة رواية)
إهداء : إلى من أحيت في قلبي حب البحر ، والأرض ، والرواية
مصطفى
-1-
القباب الفضية
شمس الضحى الصاحية في عليائها ، تلقي أشعتها الحانية على العباد والبلاد برفق ، تشارك القادمين إلى القلعة البهية فرحتهم ، ثم تلقي بظلالها على أقدام الجدران المتوهجة.
إنها شمس يوليو بعد أن هذبها البكور فأحسن تهذيبها ، لتصبح أكثر رقةً ، وحنانا
في رحاب هذا النور كانت قباب جامع محمد علي باشا الفضية تقف راسخةً شامخة ، تتلقى من الشمس أنوارها الزاهية لتوزعها على ما حولها من المآذن والقباب المجاورة في قاهرة المعز .
ثم تطل من بعدُ على شواهد القبور المتناثرة حولها بإشفاق كأنها تبادلها تحيتها الصباحية ، مع دعاء بالرحمة لقاطنيها منْ قضى منهم نحبه ومن ينتظر على السواء.
أما الجدران فكانت متأهبة تريد أن تروي طرفا مما شهدته من عجائب الأحداث ، وغرائب الأخبار مما مرَّ بها وعليها من وقائع الدهور.
من بين القادمين الطائفين المتأملين من الأسر المصرية والشباب والسائحين كانت هذه الأسرة التي جاءت قاصدةً قلعة صلاح الدين الأيوبي لتستلهم من ماضيها العريق ما تؤمل من حكمة المكان والزمان حيث يجتمعان هنا في توحد وامتزاج.
أبٌ كهلٌ يحث الخطى إلى الخمسين بدأب ، يجولُ فخورا بالقباب المضوِّية ، والأسوار المهيبة ، والشبابيك الرخامية ، والأبواب النحاسية ، يشتمُّ عبق التاريخ وعطر الزمان ، يتوخَّى أن يسكبهما في قلوب أبنائه ،
صبيتان رائعتان تستطلعان المكان بشوق وانبهار ،
طفلان ينطلقان فرحا وابتهاجا برحلةٍ جديدة .
وبين هاتين وهذين كانت الابنة الوسطى تعدو هنا وهناك في حبور ، منشغلة بظلها المراوغ على الأرض حينا ، وباحثة عن كفي حينا .
ثم يلتقي الخمسة على تبادل أوراق البردى والهدايا التذكارية ، والحلوى ، والأسئلة.
وفاء شوكت خضر
27-06-2008, 08:10 PM
أستاذنا وأديبنا وشاعرنا والناقد اللغوي الكبير د. مصطفى عراقي ..
يكتب الرواية ..
أخشى أن أشوه الصفحات هنا ، لكن إن حدث فسأحذف هذه المشاركة ..
لكن دهشتي دفعتني إلى أن أعلنها ..
أديب شامل بسم الله مشاءالله ..
سأكون من المتبعين ، وسأنتظر بشغف ..
اعذر اندفاعي إلى صفحاتك هنا ..
لك صادق الود وكل الاحترام ..
د. مصطفى عراقي
27-06-2008, 10:53 PM
أستاذنا وأديبنا وشاعرنا والناقد اللغوي الكبير د. مصطفى عراقي ..
يكتب الرواية ..
أخشى أن أشوه الصفحات هنا ، لكن إن حدث فسأحذف هذه المشاركة ..
لكن دهشتي دفعتني إلى أن أعلنها ..
أديب شامل بسم الله ما شاءالله ..
سأكون من المتبعين ، وسأنتظر بشغف ..
اعذر اندفاعي إلى صفحاتك هنا ..
لك صادق الود وكل الاحترام ..
========
أختي الفضلى الأديبة الراقية الأستاذة وفاء شوكت خضر
بل ما أسعدني يا أختاه بإشعاعاتك السنية على هذه الصفحة الأولى ، وبهذه الكلمات الغالية التي أحتاج إليها وأنا ألتمس أولى خطواتي هنا في هذه المسوَّدة للرواية .
والله أدعو أن أكون عند حسن ظنك بي .
ولك أسمى آيات الشكر لهذا الحضور المُبارك الذي استبشرتُ به خيرا كبيرا.
ودمتِ بكل الخير والسعادة والنور
أخوكِ: مصطفى
حسام القاضي
28-06-2008, 12:28 AM
أخي الحبيب وأستاذي القدير / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيراً قررت الافراج عن احدى روائعك المحبوسة
في الادراج ؟!
ننتظر بكل الشوق باقي أحداث الرواية
لنعيش في دهاليز القلعة وعبق التاريخ
تقبل تقديري واحترامي.
د. مصطفى عراقي
28-06-2008, 01:06 AM
أخي الحبيب
اكتملت سعادتي بزيارتك الغالية
وهي أيها الكريمُ ما تزال حبيسة أدراج العقل والقلب
وقد شجعني هذا القسم الجديد أن أسجلها هنا مسودةً لن تتم إلا بملحوظاتكم السديدة إن شاء الله
ولك أطيب التحيات
وأصدق الدعوات.
عدنان القماش
28-06-2008, 09:58 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الدكتور مصطفي عراقي،،،
من يبدع مرة يبدع مرات، ولا تتزاوج النجاحات والصدف.
"جدران القلعة" اسم جذاب يليق برواية متميزة، ويجعلنا ننتظر الكثير من وراء هذه الجدران العالية.
أتمنى لك كل التوفيق أستاذنا، وانتظر الفصول القادمة لأقرأ وأتعلم،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
د. مصطفى عراقي
29-06-2008, 01:20 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الدكتور مصطفي عراقي،،،
من يبدع مرة يبدع مرات، ولا تتزاوج النجاحات والصدف.
"جدران القلعة" اسم جذاب يليق برواية متميزة، ويجعلنا ننتظر الكثير من وراء هذه الجدران العالية.
أتمنى لك كل التوفيق أستاذنا، وانتظر الفصول القادمة لأقرأ وأتعلم،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
=====
أخي العزيز الأديب الصادق الأستاذ عدنان القماش
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أخي الكريم ، وبعدُ
فقد أحسست الآن حقا بمسؤولية هذه الخطوة في هذا الدرب الشاق لا سيما وأنا بين أصحاب هذا الفن المبدعين فيه ، فكأنني جئت أبيع الماء في حارة السقائين
فادعُ الله لي بالتوفيق والسداد
وأن يجعلني عند حسن ظنكم بأخيكم
وفي انتظار إرشاداتك القيمة
ودمت بكل الخير والسعادة والنور
أخوك: مصطفى
د. مصطفى عراقي
01-07-2008, 06:29 PM
-2-
المشهد
راحت زهراء تتأمل المشهد كله بفرحة غامرة ، منبهرة بجلال المكان ،مستمتعة بجو الرحلة في استهلال برنامج لزيارة معالم مصر الساحرة .
صاحت بإعجاب: مصر جميلة جدا يا أبي!
فرح أبوها بهذه الكلمة النابعة من إحساس صادق بغربة عن الوطن لسنين مضت في الكويت الشقيقة حيث يعمل الأب أستاذا للغة العربية ، والتحق الأبناء في مدارسها الحكومية النظيفة .
- فعلا يا زهراء مصر جميلة جدا
وأكمل في سريرته : لا سيما للقادمين العاملين في الخارج ليحصلوا من غربتهم على ثمن استمتاعٍ ما ببلدهم الرائع، كما يستمتع به الطير من كل جنسِ.
أما عينا مريم فانصرفتا إلى تفاصيل النقوش والزخارف بإعجاب وزهو .
بينما فجر الثلاثة الصغار عيونا متدفقة من الأسئلة ، حاول الأب أن يسبح فيها بمهارة تراعي مداركهم ، محرضا لهم على النظر مع إجابات موجزة ، وحكايات عالقة بالذاكرة متعلقة بأسرارالمكان و ذكريات الزمان البعيد .
شمس يوليو تحاول الإفلات من قبضة البكور ، لتواصل رحلتها متجهة إلى كبد السماء ، فترسل نذرا من أشعتها الحامية فيلجأ المارون إلى أغطية الرأس ، ويحاولون الاحتماء بظلال الجدران الصخرية المهيبة.
يلقون في مسيرهم الميضأة الفسقية فيؤمونها للوضوء مبتهجين بشكلها الدائري الأثري المثير.
كان للوضوء في الفسقية التاريخية مذاق خاص ، أما الصلاة في جامع المرمر فما تزال محفورة في ذاكرة الأبناء حتى بعد مرور السنوات ذات العدد، وقد تشربتها مخيلتهم المتحفزة من مظاهر الجمال والجلال الباذخة .
وما يزالون يذكرون أشكالا لنقوش ذهبية محلاة بلفظ الجلالة الله ، و "محمد رسول الله" ( صلى الله عليه وسلم) ،وأسماء الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم) ، بينما الأب يحتفظ بما لمح أسفل الشبابيك من أبيات للبوصيري من برديته المباركة.
د. مصطفى عراقي
01-07-2008, 07:52 PM
-3-
البوابة
وها هم أولاء يواصلون رحلتهم بين المداخل والطرق والبوابات في صحبة الأضواء والظلال، مع حكايات أبيهم ، حتى إذا بلغ قصة مذبحة القلعة حين قفز أحد الفارين من السور إلى حصانه.
سكت الأب واجما مذهولا .
- أكمل يا أبي
كان قد غرق في بحيرة عميقة من الصمت
- ماذا فعل الفارسُ؟
بدا شروده منهم عجيبا لم يروه عليه من قبل ، فقد ألفوه مقبلا عليهم محبا للحديث معهم مهما طال. حتى بدا لهم في هذه اللحظة شخصا لا يعرفهم ولا يعرفونه.
لكنه يفيق على طرقات أسئلتهم المتتابعة ، ونداءاتهم المتلاحقة كمن يخرج من بركة ما تزال مياهها تغطيه ، فيكاد يسمع نفسه ويسمعونه يقول كأنه يتنهد :
- كنتُ هنا !
تشجعت زهراء :
- كيف يا أبي؟
- كنت هنا في زنزانة من هذه الزنازين.
- زنزانة؟
صاح خالد :
- لماذا يا أبي؟
وتابع ماجد :
- أليست الزنازين للصوص والمجرمين ؟!
- وتتوالى الأسئلة الحائرة بعد أن تغير مجراها :
- لماذا ..؟
- كيف..؟
- هل....؟
أدرك الآن أنه بما باح به في ذهوله لم يراع ما كان حريصا عليه كل الحرص من المواءمة ومناسبة المرحلة العمرية مما هو منصوص عليه في كتب التربية المثالية للأبناء ، بل سمع نفسه يتمادى:
- كنت هنا أنا وعماكما .
صاحت مريم:
-عمي الدكتور عبد الرحمن ، وعمي أسامة.
وأشار بيده ناحية مجموعة من غرف أرضية متجاورة متقابلة تشبه الدكاكين ،
لكنه لم يقنع بهذا بل دلف إليها مندفعا ليتثبت فإذا هي هي!
هذه الكوة في أعلى الحائط المواجه ، كم تسلق عليه ليشاهد منها العالم الآخر من النزلاء الآخرين المَرضيّ عنهم وما هم فيه من براح ، ومزاح ، في مكان تزوره الشمس المحجوبة عنه وعن جيرانه المساكين.
وهذان الحائطان الجانبيان الأسمنتيان اللذين كانا يزدحمان بالحروف المحفورة عليهما بأظافر من سبقوه إليه يطالع فيها : "بأظافري سجلت كل مشاعري"! منقوشة على الجدار والذاكرة
وتتسابق إلى المخيلة أحب الشعارات ، في حب مصر ، وأصدق الدعوات: يارب
وأعجب التواقيع ، يطفر إليه منها الآن بخط دقيق مرتعش :"كنت وزيرا ،وأصبحت أسيرا "
وكأنه يراها الآن رأي العين.
اصطدم بالتجربة كلها حاضرة تحاصره بتفاصيلها كأنما هذه الأبواب ، بوابة الزمن التي خطفته من الزحام المؤنس ، والمكان الباهر ، والزمان الساحر.
هتف في جنبات أعماقه :
"لقد جئت في زيارة لتاريخ بلدي البعيد عبر القرون، لأجد نفسي هنا وجها لوجه أما م تاريخي القريب عبر السنين ، وكأن هذه السنين الفائتة قبيل انصرام عقد السبعينات قد تلاشت ، فإذا أنا في سجن القلعة أحد السجنين الشهيرين اللذين غنى لهما الشيخ إمام- في سياق مغاير - :
اتجمعوا العشاق في سجن القلعة = اتجمعوا العشاق في باب الخلق
و الشمس غنوة من الزنازن طالعة= و مصر غنوة مفرعة في الحلق
اتجمعوا العشاق بالزنزانة = مهما يطول السجن مهما القهر
مهما يزيد الفجر بالسجانة = مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر
لم يكن يخطر له على بال أن المكان الذي أرادوا أن يحبسوا فيه مصر حينا من الدهر ، ورأى فيه أبشع صور القهر ، يمكن أن يكون محوطا بكل هذه الروعة وكل هذا النور!
فقد ساقوه إليه معصوب العينين حتى خيّل له الظلام ورهبة الاختطاف أنهم يهبطون به إلى سراديب في أعماق الأرض.
استغرقه السؤال كما استغرقته الصدمة :
كيف؟
كيف استطاعوا أن يحجبوا عن هذه الزنازين كل ما يحوطها هنا من نور وجمال وبهاء، حتى صارت مرتعا
بين زبانية لا يرحمون ، وسجانين لا يفهمون.
لأشباح القهر والكآبة والظلام؟
وفاء شوكت خضر
02-07-2008, 08:12 AM
القلعة ..
كم هو رائع هذا المكان بحق ..
وكم هو مشوق هذا السرد استاذي ..
أتابع الرحلة مع أبطال هذه الرواية وكأني شخص منهم ..
لعلي زهراء التي وقفت منبهرة بجمال المكان ..
فقد بهرني بحق حين زرته لكن لم يكن هناك حينها من يتحدث عنه بهذا الحس الذي زاده بهاء ..
شكرا لك أستاذي على متعة منحتني إياها هنا بين أحجار هذا المكان وتاريخه ..
سأتابع بشغف ..
عدنان القماش
02-07-2008, 10:41 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة جذابة، تنظر إلي القلعة من منظور آخر.
والقلعة من أجمل المناطق في مصر، وللأسف لم أذهب هناك إلا مرة واحدة وكانت رحلة مدرسية، عندما كنا في الصف الأول الثانوي، وحقا كانت رحلة لا تنسى.
ونعم سيدي من الممكن أن يتحول جمال الدنيا كله إلي قبح، إذا فقد الإنسان حريته.
أنا متابع أستاذنا الكريم، ننتظر المزيد،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسام القاضي
02-07-2008, 09:22 PM
أخي الحبيب /د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقعت مفاجاة ما؛ فلم تكن تلك المقدمة لتخدعني بأي حال
ولكن ما جنح إليه خيالي جاء بعيداً عما أتيت به هنا
كنت أنتظر تاريخا يعود إلى صلاح الدين أو محمد علي
فإذا بك تقذفنا إلى أتون تاريخ قريب مازلنا نحياه..
جاء انتقاؤك للحظة الفاصلة موفقاً للغاية :
إذا بلغ قصة مذبحة القلعة حين قفز أحد الفارين من السور إلى حصانه.
سكت الأب واجما مذهولا .
- أكمل يا أبي
كان قد غرق في بحيرة عميقة من الصمت
- ماذا فعل الفارسُ؟
ثم
لكنه يفيق على طرقات أسئلتهم المتتابعة ، ونداءاتهم المتلاحقة كمن يخرج من بركة ما تزال مياهها تغطيه ، فيكاد يسمع نفسه ويسمعونه يقول كأنه يتنهد :
- كنتُ هنا !
تشجعت زهراء :
- كيف يا أبي؟
- كنت هنا في زنزانة من هذه الزنازين.
- زنزانة؟
- لماذا يا أبي؟
هذا الصراع الذي تأجج داخله بشكل
لم يستطع معه السيطرة على تصرفاته
كان طبيعياً جداً ، ومفجراً لكل الأحداث القادمة .
شوقتنا أخي القدير للمتابعة فلا تطل انتظارنا.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
همسة :
تمنيت لو أنك أرجأت تلك العبارة بعض الوقت:
وأعجب التواقيع ، يطفر إليه منها الآن :"كنت وزيرا ،وأصبحت أسيرا "
التوقيع: شعراوي جمعة.
تقبل تقديري واحترامي
د. مصطفى عراقي
05-07-2008, 01:25 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة جذابة، تنظر إلي القلعة من منظور آخر.
والقلعة من أجمل المناطق في مصر، وللأسف لم أذهب هناك إلا مرة واحدة وكانت رحلة مدرسية، عندما كنا في الصف الأول الثانوي، وحقا كانت رحلة لا تنسى.
ونعم سيدي من الممكن أن يتحول جمال الدنيا كله إلي قبح، إذا فقد الإنسان حريته.
أنا متابع أستاذنا الكريم، ننتظر المزيد،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
=
أخي الكريم الأديب الصادق السامق الأستاذ عدنان القماش
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وبعدُ
فللقلب أن يأنس بهذا الجوار المبارك وهذا الحوار المُغدق
جزاك الله خير الجزاء لهذه المتابعة الحبيبة
ودمت بكل الخير والسعادة والنور.
مصطفى
د. مصطفى عراقي
05-07-2008, 01:35 PM
أخي الحبيب /د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقعت مفاجاة ما؛ فلم تكن تلك المقدمة لتخدعني بأي حال
ولكن ما جنح إليه خيالي جاء بعيداً عما أتيت به هنا
كنت أنتظر تاريخا يعود إلى صلاح الدين أو محمد علي
فإذا بك تقذفنا إلى أتون تاريخ قريب مازلنا نحياه..
جاء انتقاؤك للحظة الفاصلة موفقاً للغاية :
إذا بلغ قصة مذبحة القلعة حين قفز أحد الفارين من السور إلى حصانه.
سكت الأب واجما مذهولا .
- أكمل يا أبي
كان قد غرق في بحيرة عميقة من الصمت
- ماذا فعل الفارسُ؟
ثم
لكنه يفيق على طرقات أسئلتهم المتتابعة ، ونداءاتهم المتلاحقة كمن يخرج من بركة ما تزال مياهها تغطيه ، فيكاد يسمع نفسه ويسمعونه يقول كأنه يتنهد :
- كنتُ هنا !
تشجعت زهراء :
- كيف يا أبي؟
- كنت هنا في زنزانة من هذه الزنازين.
- زنزانة؟
- لماذا يا أبي؟
هذا الصراع الذي تأجج داخله بشكل
لم يستطع معه السيطرة على تصرفاته
كان طبيعياً جداً ، ومفجراً لكل الأحداث القادمة .
شوقتنا أخي القدير للمتابعة فلا تطل انتظارنا.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
همسة :
تمنيت لو أنك أرجأت تلك العبارة بعض الوقت:
وأعجب التواقيع ، يطفر إليه منها الآن :"كنت وزيرا ،وأصبحت أسيرا "
التوقيع: شعراوي جمعة.
تقبل تقديري واحترامي
أخي الحبيب القريب المبدع دائما الأستاذ حسام القاضي
وللصدر أن ينشرح بهذا الكرم الموصول ، حبا ونصحا وإرشادا أنا في أمس الحاجة إليه
أشكر لك شهادتك الغالية، وملحوظتك القيمة
أرجو أن يكون التعديل الذي أجريته بفضلها مناسبا
ولك جزيل الشكر وصادق الدعاء
مصطفى
راضي الضميري
05-07-2008, 02:45 PM
أديبنا السامق د . مصطفى عراقي
سأتابع هذه الراوية الرائعة ، وسأكون قريبًا جدًا من ضِفاف هذا الحرف الراقي .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظك وأن يمتعك بالصحة والعافية .
كن بخير
وفاء شوكت خضر
06-07-2008, 12:25 AM
باتت عادة لدي استاذي أن امر على هذه الصفحات كي أتابع أحداث الرواية ، فلا تطل علينا ..
كلنا شوق لنكمل معك ..
تحيتي وتقديري أيها السامق ..
http://up5.m5zn.com/photos/00075/7og2abqfjv63.jpg
د. مصطفى عراقي
14-07-2008, 02:04 PM
-4-
مصر جميلة جدا
أخذ "خالد" و"ماجد" يجذبان أباهما بيديهما الصغيرتين تساعدهما "سلوى" بتحريض من "زهراء" و"مريم" إشفاقا منهم جميعا أن تضيع الرحلة هنا بين هذه الغرف الكئيبة الرهيبة ، وكأنها ما تزال تختزن في أعماق جدرانها أشباح ماضٍ قريب.
الأب يستسلم للمؤامرة راضيا كأنه الغريق ينشد النجاة من وطأة الذكريات
ما الذي جذبه إلى هذا المكان رغم كل ما لاقى فيه ؟
ما هذا الشعور المضطرب ؟
هو الحنين لحياة كانت هنا بمرها المرير وحلوها النادر
أم هو التأمل في ما تحمله لنا الحياة من مفارقات ومفاجآت؟
أم هو شيء غير هذا وذاك يحسه ولا يكاد يتبينه جعله يتسمر في هذا المكان المثير للذكرى والألم والأسى والمرارة، ممتزجة مع لقاءات و حكايات وأحاديث مع أصدقاء كانوا هناك.
عاد الأب إلى نفسه وأبنائه والرحلة والمكان والزمان ولكن بعين غير العين ، وقلب غير القلب ، حتى الشمس التي بلغت أوجها من القوة ، لم تستطع أن تبدد ما ران عليه من غيوم داكنة جثمت على صدره لتصير الرؤية غائمة .
يسمع من جديد العبارة تتهادى إلى أذنيه ، لا يدري من أحد أبنائه أم من أبناء أسرة من تلك الأسر المحيطة بهم :
- مصر جميلة جدا
يستعيد بأسى كلمة نور الشريف في أحد الأفلام
-مصر حلوة جدا من فوق.
ثم يضيف إليها:
أجل وكم هي رائعة حقا من الخارج!
تجول عيناه الجديدتان في المكان :
هذا ما شاده صلاح الدين الكردي ، ومحمد علي التركي لمصر ، أتكون هذه الزنازين التعيسة بما حوت من الظلم والألم هي إضافة أبنائك إليك يا مصرنا الغالية ؟
لك الله يا مصر!
ظل الناس يحلمون بحكام منك فلما جاؤوك انقلبوا عليك وعلى بنيك وبناتك يتوارثونك ويتوارثونهم بالسوط والحيلة ، والفساد، باسم الأمة حينا وباسم الديمقراطية أحيانا.
تترد في مسامعه كلمة أحدهم:
- الديمقراطية لها أنياب..!
حتى صار لدى أبنائك جميعا البريء منهم قبل المذنب رصيد هائل من الإحساس بالقهر لدى رؤية ضابط أو مسؤول.
في بلاد العالم جميعا يرى الناس ضابط الشرطة رجلا منهم يؤدي واجبه في خدمة المواطنين والمقيمين باحترام متبادل بغير شعور برهبة أو خوف
فلماذا في أرضك الطيبة لا ينظر الناس إليه في الأغلب الأعم بغيرالخوف من بطشٍ، ولا يخاطبونه إلا بالمداراة والخضوع اتقاءً لإساءة متوقعة.
متوجين ذلك كله بهذا النداء
- : يا باشا
فهل ألغوا هذه الألقاب لكي يستأثروا بها ؟!
يتذكر ما حكاه سائق التاكسي أثناء طريقه إلى هنا :
- قلت له يا باشا لا داعي لشتيمة الأم
فحملني هائجا متوعدا ، مخالفات لا قبل لي بها ، ومازلت أنوء بها حتى الآن!
- قلت له : أنا مريض يا باشا
قال لي : ربنا يأخذك أنت وأمثالك؟
ثم ملتفتا إلى صاحبنا :
- والله لم أفعل شيئا يستحق كل ذلك ،
وأضاف:
- هل صارت الكرامة جريمة ياأستاذ؟!
ويتذكر كيف كان في طفولته – عندما يبيت عند خاله في منطقة "السبتية" بالقاهرة - يفخر بالخفير في مروره الليلي بين المنازل والدكاكين المغلقة ، يصيح : من هناك؟
- لماذا انقرض هذا الشعور الجميل؟
حتى الشعار الذي كان يبث في نفوس الناس قدرا من السكينة والطمأنينة : "الشرطة في خدمة الشعب". استنكفوا منه وبدلوه تبديلا.
كيف جثم على صدور بنيك الطيبين أيتها الطيبة كل هذا الإرث الثقيل من القهر والاستخفاف والهوان؟!
وما الذي يجعل ضابط الاحتياط يصرخ :
- إن الله لم يخلق العساكر إلا خدما لنا!
ألهذا كانت تتردد عبارة:
- "شخبطة ابن سعادتك تخطيط لمستقبل مصر!
لك الله يا مصر!
لك الله يا طيبة!
وفاء شوكت خضر
14-07-2008, 10:55 PM
أتابع هنا بشغف هذه الرواية وأتابع أحداثها الرائعة ..
لكني أستاذي وقفت عن نقطة وجدتني أتوه فيها لا أدري لعله قصور في التركيز عندي أو أني لم أستوعب
الحدث هنا في هذه الفقرة ..
يتوج ذلك كله الخطاب : يا باشا
وكأنهم ألغوا هذه الألقاب لكي يستأثروا بها
يتذكر حكاية سائق التاكسي :
- قلت له يا باشا لا داعي لشتيمة الأم
فحمله هائجا متوعدا ، مخالفات لا قبل له به مازال ينوء بها حتى الآن.
ثم ملتفتا إليه:
- هل صارت الكرامة جريمة ياأستاذ؟!
عذرا استاذي فقط استفهم ..
لي عودة بإذن الله كي أتابع القراءة ..
د. مصطفى عراقي
15-07-2008, 01:55 AM
أتابع هنا بشغف هذه الرواية وأتابع أحداثها الرائعة ..
لكني أستاذي وقفت عن نقطة وجدتني أتوه فيها لا أدري لعله قصور في التركيز عندي أو أني لم أستوعب
الحدث هنا في هذه الفقرة ..
يتوج ذلك كله الخطاب : يا باشا
وكأنهم ألغوا هذه الألقاب لكي يستأثروا بها
يتذكر حكاية سائق التاكسي :
- قلت له يا باشا لا داعي لشتيمة الأم
فحمله هائجا متوعدا ، مخالفات لا قبل له به مازال ينوء بها حتى الآن.
ثم ملتفتا إليه:
- هل صارت الكرامة جريمة ياأستاذ؟!
عذرا استاذي فقط استفهم ..
لي عودة بإذن الله كي أتابع القراءة ..
=
أختي الفضلى الأديبة السامقة الأستاذة وفاء
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الكريمة الغالية، وهذا التنبيه الراقي
معك حق الضمائر هنا تحتاج إلى توضيح
عدلتها أيتها الغالية
أرجو أن تكون أكثر وضوحا الآن
لك الشكر موصولا
ودمت بكل الخير والسعادة والفضل
أخوكِ: مصطفى
حسام القاضي
17-07-2008, 08:39 PM
اخي وأستاذي المبدع والناقد / د. مصطفى عراقي
"مصر جميلة جداً"
عنوان بدأت به هنا ليقول كل شيء
رحلة قصيرة ولكنها عميقة مشحونة
بالشجون والأحزان..
"-مصر حلوة جدا من فوق."
"أجل وكم هي رائعة حقا من الخارج!"
ما بين هذه وتلك تكمن الشجون والأحزان
على وطن كان لنا ولم يعد كذلك!!
"أتكون هذه الزنازين التعيسة بما حوت من الظلم والألم هي إضافة أبنائك إليك يا مصرنا الغالية ؟"
وهنا تكمن الآلام كلها ؛فلو انك طرحتها في شكل غير هذا التساؤل لهان الأمر كثيراً
ولكن هذا هو الفرق بين الكاتب والفنان المبدع.
مساحة صغيرة نسبياً لكنها تقول الكثير ، وتسيًر الرواية في مسار أكثر عمقاً وتحديداً .
همسة
قد اختلف معك في جزئية ـ شاويش التجنيد ـ برغم وجودها
ولكن هذا لا يمنعني من انتظارالقادم بلهفة بالغة
تقبل تقديري واحترامي
د. مصطفى عراقي
18-07-2008, 01:31 AM
أديبنا السامق د . مصطفى عراقي
سأتابع هذه الراوية الرائعة ، وسأكون قريبًا جدًا من ضِفاف هذا الحرف الراقي .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظك وأن يمتعك بالصحة والعافية .
كن بخير
جزاك الله خير الجزاء يا أخي الأعز الأغر
حفظك الله لنا
ونضر حضورك الغالي الذي يبث الروح والريحان
محبك: مصطفى
د. مصطفى عراقي
18-07-2008, 01:48 AM
اخي وأستاذي المبدع والناقد / د. مصطفى عراقي
"مصر جميلة جداً"
عنوان بدأت به هنا ليقول كل شيء
رحلة قصيرة ولكنها عميقة مشحونة
بالشجون والأحزان..
"-مصر حلوة جدا من فوق."
"أجل وكم هي رائعة حقا من الخارج!"
ما بين هذه وتلك تكمن الشجون والأحزان
على وطن كان لنا ولم يعد كذلك!!
"أتكون هذه الزنازين التعيسة بما حوت من الظلم والألم هي إضافة أبنائك إليك يا مصرنا الغالية ؟"
وهنا تكمن الآلام كلها ؛فلو انك طرحتها في شكل غير هذا التساؤل لهان الأمر كثيراً
ولكن هذا هو الفرق بين الكاتب والفنان المبدع.
مساحة صغيرة نسبياً لكنها تقول الكثير ، وتسيًر الرواية في مسار أكثر عمقاً وتحديداً .
همسة
قد اختلف معك في جزئية ـ شاويش التجنيد ـ برغم وجودها
ولكن هذا لا يمنعني من انتظارالقادم بلهفة بالغة
تقبل تقديري واحترامي
=
أخي الحبيب الأديب الراقي الأستاذ حسام
لك الشكر خالصا أيها الكريم لهذا التشجيع الصادق ، وهذه المتابعة الحبيبة
أرجو أن يكون التعديل مناسبا استجابة لنصيحتك الغالية
ولك أطيب التحيات
وأصدق الدعوات
محبك: مصطفى
عدنان القماش
23-07-2008, 03:21 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكريم الدكتور مصطفى،،،
اعذرني لتأخري ولكني كنت في "المصيف"، ولكن حقا لم أنس الرواية.
حقا أستاذي هذا الجزء جميل جدا، رغم شجونه، إلا أنك أبدعت في تصويره لنا.
خصوصا الجزء الخاص بسائق التاكسي. شعرت أني أسمعه يتحدث، رغم أن ما قال جاء بالفصحى.
أجدت أستاذنا وننتظر المزيد،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ناديه محمد الجابي
04-01-2019, 06:30 PM
ماذا فعلت بنفسي أنا هنا؟؟؟
دخلت لأستكشف مسودة رواية لأجد نفسي أغوص مع أحداثها
وأندمج مع خيوط قصة قوية الملامح، سبكت بنسيج حرفي متلاحم
ذكية الفكرة، مأهولة بالروعة، مسبوكة بإجادة...
وإذا بالقص يتوقف فجأة .. ينقطع الخيط ، ويطفأ النور
لتصعد الروح إلى بارئها..
رحمة الله عليك ايها الأديب الكبير
اللهم ارحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .
اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك .
اللهم انزل نورا من نورك عليه
واغفر له وارحمه .
:009::001::009:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir