أنس إبراهيم
28-06-2008, 12:56 PM
مســرحية هـدى غالــية
هدى غالية
المشهد الأول :
( البيت يعجُ بالفوضى ، يملأهُ الصراخ ، الأمتعة تحزم ، الجميع فرحـون ، الـذهابُ إلى شاطـئ البحر هو الذي يشغل بالَ الجميع ، " هدى " تملأ الإبتسامة والضحكة وجهها )
هدى : بابا متى بدنا نروح ؟ زهقت !
الأب : يلا يابا هينا طالعين ، بس منهان لتجهز إمك ، استني شوي . .
هدى : ماااااااااما يلا يلا بسرعة بدي اروح سابقتكم . .
الأم : يلا يا هدى استني شوي
الإخوة جميعهم : يلا يلا يلا بدنا نروح بدنا نروح . .
الأم : وهلأ جهزت يلا نطلع
الإخوة جميعهم : ماما إجت ماما إجت يلا يا بابا يلا يابا . .
الأب : يلا جننتوني اطلعو قدامي . .
( الجميع يركب بالسيارة ويذهبون ، متجهين نحو شاطئ البحر )
المشـهد الثـاني :
( خارجين من السيـارة الجميع ومتلهفون لملامسة رمال البحر ومياهه ، ويلاعبون بعضهم ويضحكون بصوتٍ عالٍ )
الأب : انبسطو ! وهينا وصلنا ، ما بدكم توكلو ( ممازحاً لهُم ) . .
( تنظر إليه هدى بنظرة إستهزائية قليلاً ضاحكةً )
هدى : بابا جد بتحكي ، إحنا ما صدقنا متى راح نوصل عشان نلعاااااااااب ونسبح . .
( الأب ضاحكاً )
الأب : انتِ بتعرفي تسبحي أصلاً !!
( هدى مستنفرة قليلاً )
هدى : طييييييييب هلأ بوريك السباحة كيف !!
( الأب ضاحكاً )
الأب : طيب يلا وريني السباحة . .
هدى ( مناديةَ بأخواتها )
هدى : يلااا عالبحر الحقوووني . .
( الأم بصوت عالٍ قليلاً )
الأم : شوي شوي يا ولاد مش تغرقو هلأ !!
( يركض الأولاد مسرعين إلى البحر يلعبون بالرمال ويسبحون )
( الأب يجلس بجانب الأم وهي تحضر الطعام )
الأب : والله كان من زمان جينا هون ، خلي الولاد ينبسطو شوي بدل اللي بشوفو عالتفزيون من قتل ودبح . . !
الأم : آه والله كان لازم جينا هون ونصير نيجي دايما . .
المـشهد الـثالثْ
( الجمـيع متجمعون حول الطعـام على الرمال بعد أن أنهى الأولاد لعبهم قليلاً ومتعبون من اللعب والأم تعد الطعام لهم )
الأم : يلا يا ولاد كلو بس شوي شوي وما تنزلو تسبحو بعديها عطول لأنو الأكل بعدين سباحة مش منيح
( الأولاد ضاحكون )
الأولاد : حاضر ماما . . !
( الجميع يأكل والإبتسامة تعلو وجوه الجميع ومن ضمنهم هدى التي كانت أسعدهُم
صــــــوت بـعيد ، مــزعجْ ، قــوي . .
صـــــــــــاروخْ
إنــفجــار ، ثـــم ماذا ؟!
الجـــميع ميتْ
الصــراخ قبل المــوت أمرٌ حتميّ
هــدى بقيت حيّة ، تــستنشقُ الهــواء
تبـكي )
( هــدى تصرخ بصوت عالٍ وبــكاء ، تمشي وتتبعثر بالرمال ، تسقط ثم تقف تسقط ثم تقف تسقط ثم تقف تسقطُ
ثم
تقف )
هدى : بااااابا ، مااااما ، أحمد ، ساااااارة ، ردو علي ، لييييييييش ســاكتبيييين !!!!! ؟
( هــدى تتحسس أباها وتشده بقوة )
هدى : بابا قوم قوووووم بلا دلع ، انت مش ميت قوووم ، انت نايم صح ؟! ( باكية )
انت نايم انت نايم قوووم مشاني تقوم مشان الله قوم
( تبكي بغزارة ) : قوووم . . قووم .. قوم . .
( هدى تركض نحو كوم من الرمال وتنثر الرمال فوق رأسها وجسدها وتصرخ بصوت عال وباكية والناس حولها وتنظر إلى عائلتها الميتة "
هدى : ليش ؟ ليييش احنا ؟ احنا ما عملنا شي احنا ما عملنا شي
ما قتلنا اسرائيل ، احنا كنا نلعب لييش ؟
( تهدأ هدى بصورة غريبة ، تتساءل )
هدى : البــحر مش إلنا !! البــحر مش إلنا !!
( يبدأ الصراخ من جديد )
هدى : البـحر مش إلنا باااااابا ، ليش جينا عليه ليييش يا بابا ؟ لييش ؟
( تسقط هدى أرضا من شدة البكاء والصراخ والتعب ويتجمع الناس حولها )
المـشهد الرابع :
( تـدخل هدى البيت هادئة ، يوشح وجهها الحزن ، متخبطة في المشي ، وتجلس على كنبة )
( البيت معتم ، فقط الكنبة التي تجلس عليها هدى مضاء فوقها )
هدى : لما اطلعنا من البيت كنا مبسوطين وكنت فرحانة انا لأني بدي اروح على البحر
بدي اروح اسبح ، ما كنت عارفة شو راح يصير ، ولا كنت عارفة شي
ما كنت عارفة شي . . ما كنت عارفة شي . .
( تضع هدى رأسها بين يديها وتوجه رأسها إلى الأرض )
هدى : امبيرح أو قبل كم ساعة ، كنت حاملة أخوي الصغير بين إيدي ، وهلأ اخوي راح مع
ماما ، اول مرة ماما بتروح مشوار وبعرف وين بتكون رايحة ومتى بدها ترجع
( توجه راسها إلى السقف إلى السماء وتقول )
هدى : هي رايحة فوق ، عند الملايكة ، عالسما واخوي رايح معها وبابا وكل اخواتي
( تبكي هدى بهدوء يرتفع قليلاً قليلاً )
هدى : بس هم ليش ما اخدوني معهم ؟! ليش راح مرة وحدة بدون ما يحكولي
ليش راحو فجأة وقدام عيني !!!!
( تنفجر هدى بكاءً ثم تقف )
هدى : بس ليش أنا ؟! ليش أنا ضليت وهم ماتو !! ليش ماتو اصلا
ما قتلنا حدا ما قتلنا حدا ولا كنا رايحين نقتل
( تصمت هدى ثم تقول في هدوء وحزن قاتل )
هدى : انا بدي افهم شي واحد أو أي حد ييجي يقلي ، يفهمني
بابا وماما وإخواتي وأخوي الصغير
شو عملو ليموتو
انا شو عملت لأضل بدون أب وبدون أم شو عملت ؟
( هدى تصرخ بصوت عالٍ )
هدى : شووو عملت شووو عملت
( تسقط هدى على الكنبة فجأة بعد آخر كلمة تقولها )
هدى غالية
المشهد الأول :
( البيت يعجُ بالفوضى ، يملأهُ الصراخ ، الأمتعة تحزم ، الجميع فرحـون ، الـذهابُ إلى شاطـئ البحر هو الذي يشغل بالَ الجميع ، " هدى " تملأ الإبتسامة والضحكة وجهها )
هدى : بابا متى بدنا نروح ؟ زهقت !
الأب : يلا يابا هينا طالعين ، بس منهان لتجهز إمك ، استني شوي . .
هدى : ماااااااااما يلا يلا بسرعة بدي اروح سابقتكم . .
الأم : يلا يا هدى استني شوي
الإخوة جميعهم : يلا يلا يلا بدنا نروح بدنا نروح . .
الأم : وهلأ جهزت يلا نطلع
الإخوة جميعهم : ماما إجت ماما إجت يلا يا بابا يلا يابا . .
الأب : يلا جننتوني اطلعو قدامي . .
( الجميع يركب بالسيارة ويذهبون ، متجهين نحو شاطئ البحر )
المشـهد الثـاني :
( خارجين من السيـارة الجميع ومتلهفون لملامسة رمال البحر ومياهه ، ويلاعبون بعضهم ويضحكون بصوتٍ عالٍ )
الأب : انبسطو ! وهينا وصلنا ، ما بدكم توكلو ( ممازحاً لهُم ) . .
( تنظر إليه هدى بنظرة إستهزائية قليلاً ضاحكةً )
هدى : بابا جد بتحكي ، إحنا ما صدقنا متى راح نوصل عشان نلعاااااااااب ونسبح . .
( الأب ضاحكاً )
الأب : انتِ بتعرفي تسبحي أصلاً !!
( هدى مستنفرة قليلاً )
هدى : طييييييييب هلأ بوريك السباحة كيف !!
( الأب ضاحكاً )
الأب : طيب يلا وريني السباحة . .
هدى ( مناديةَ بأخواتها )
هدى : يلااا عالبحر الحقوووني . .
( الأم بصوت عالٍ قليلاً )
الأم : شوي شوي يا ولاد مش تغرقو هلأ !!
( يركض الأولاد مسرعين إلى البحر يلعبون بالرمال ويسبحون )
( الأب يجلس بجانب الأم وهي تحضر الطعام )
الأب : والله كان من زمان جينا هون ، خلي الولاد ينبسطو شوي بدل اللي بشوفو عالتفزيون من قتل ودبح . . !
الأم : آه والله كان لازم جينا هون ونصير نيجي دايما . .
المـشهد الـثالثْ
( الجمـيع متجمعون حول الطعـام على الرمال بعد أن أنهى الأولاد لعبهم قليلاً ومتعبون من اللعب والأم تعد الطعام لهم )
الأم : يلا يا ولاد كلو بس شوي شوي وما تنزلو تسبحو بعديها عطول لأنو الأكل بعدين سباحة مش منيح
( الأولاد ضاحكون )
الأولاد : حاضر ماما . . !
( الجميع يأكل والإبتسامة تعلو وجوه الجميع ومن ضمنهم هدى التي كانت أسعدهُم
صــــــوت بـعيد ، مــزعجْ ، قــوي . .
صـــــــــــاروخْ
إنــفجــار ، ثـــم ماذا ؟!
الجـــميع ميتْ
الصــراخ قبل المــوت أمرٌ حتميّ
هــدى بقيت حيّة ، تــستنشقُ الهــواء
تبـكي )
( هــدى تصرخ بصوت عالٍ وبــكاء ، تمشي وتتبعثر بالرمال ، تسقط ثم تقف تسقط ثم تقف تسقط ثم تقف تسقطُ
ثم
تقف )
هدى : بااااابا ، مااااما ، أحمد ، ساااااارة ، ردو علي ، لييييييييش ســاكتبيييين !!!!! ؟
( هــدى تتحسس أباها وتشده بقوة )
هدى : بابا قوم قوووووم بلا دلع ، انت مش ميت قوووم ، انت نايم صح ؟! ( باكية )
انت نايم انت نايم قوووم مشاني تقوم مشان الله قوم
( تبكي بغزارة ) : قوووم . . قووم .. قوم . .
( هدى تركض نحو كوم من الرمال وتنثر الرمال فوق رأسها وجسدها وتصرخ بصوت عال وباكية والناس حولها وتنظر إلى عائلتها الميتة "
هدى : ليش ؟ ليييش احنا ؟ احنا ما عملنا شي احنا ما عملنا شي
ما قتلنا اسرائيل ، احنا كنا نلعب لييش ؟
( تهدأ هدى بصورة غريبة ، تتساءل )
هدى : البــحر مش إلنا !! البــحر مش إلنا !!
( يبدأ الصراخ من جديد )
هدى : البـحر مش إلنا باااااابا ، ليش جينا عليه ليييش يا بابا ؟ لييش ؟
( تسقط هدى أرضا من شدة البكاء والصراخ والتعب ويتجمع الناس حولها )
المـشهد الرابع :
( تـدخل هدى البيت هادئة ، يوشح وجهها الحزن ، متخبطة في المشي ، وتجلس على كنبة )
( البيت معتم ، فقط الكنبة التي تجلس عليها هدى مضاء فوقها )
هدى : لما اطلعنا من البيت كنا مبسوطين وكنت فرحانة انا لأني بدي اروح على البحر
بدي اروح اسبح ، ما كنت عارفة شو راح يصير ، ولا كنت عارفة شي
ما كنت عارفة شي . . ما كنت عارفة شي . .
( تضع هدى رأسها بين يديها وتوجه رأسها إلى الأرض )
هدى : امبيرح أو قبل كم ساعة ، كنت حاملة أخوي الصغير بين إيدي ، وهلأ اخوي راح مع
ماما ، اول مرة ماما بتروح مشوار وبعرف وين بتكون رايحة ومتى بدها ترجع
( توجه راسها إلى السقف إلى السماء وتقول )
هدى : هي رايحة فوق ، عند الملايكة ، عالسما واخوي رايح معها وبابا وكل اخواتي
( تبكي هدى بهدوء يرتفع قليلاً قليلاً )
هدى : بس هم ليش ما اخدوني معهم ؟! ليش راح مرة وحدة بدون ما يحكولي
ليش راحو فجأة وقدام عيني !!!!
( تنفجر هدى بكاءً ثم تقف )
هدى : بس ليش أنا ؟! ليش أنا ضليت وهم ماتو !! ليش ماتو اصلا
ما قتلنا حدا ما قتلنا حدا ولا كنا رايحين نقتل
( تصمت هدى ثم تقول في هدوء وحزن قاتل )
هدى : انا بدي افهم شي واحد أو أي حد ييجي يقلي ، يفهمني
بابا وماما وإخواتي وأخوي الصغير
شو عملو ليموتو
انا شو عملت لأضل بدون أب وبدون أم شو عملت ؟
( هدى تصرخ بصوت عالٍ )
هدى : شووو عملت شووو عملت
( تسقط هدى على الكنبة فجأة بعد آخر كلمة تقولها )