المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سامحيني حبيبتي



خديجة منصور
28-06-2008, 04:06 PM
سامحيني حبيبتي

" النبي حبه غالي سيدنا النبي حبه غالي... حبه غالي علينا ينور ليالينا..."
تتألق عيناها لترنيمي و تتسع على اتساعهما، يملأهما نشاط روحي غريب يشلني فيستحيل كل كيانها الصغير...لعينين واسعتين تذكرني بلحظات أمضتها بين ذراعي تقتات مني...كانت لا تترك وجهي تود أن تنفد الى أعماقي... و أستكين أنا لها... لأحضان البراءة العارمة.
- أتحبينني؟
اعتادت حتما على سؤالي هذا...رسمت حركة رأسها "نعم" دون أن تنطقها
- " بزاف" أو "شوية" ؟
و بنفس نبرتها المعتادة و براءة وجهها الملائكي ذو الثلاثة ربيعا قالت:
- شوية
رنوت إليها و هي بين يدي:
- ثاني ريم...تقولين شوية ثاني...تحبينني شوية فقط؟
و للحال دبت في نفسي مرارة – رغم أنني أسمع نفس الجواب مرارا- و اتجهت بها كما كل مرة إلى اللوحة الكبيرة التي أعلقها في بهو المنزل
- انظري ريم...هذا كبييير (كنت أمرر يدي على الفضاء الواسع بما فيه الشمس و كواكبها) و هذه صغيييرة ( و كنت أضع اصبعي على الكرة الأرضية بألوان يابستها و زرقة بحرها)
و أنظر اليها مستجدية عطف عينيها الواسعتين:
- تحبينني كما الفضاء الواسع الكبيييير....أم كما الكرة الأرضية الصغيييرة ( و أنا أشير لكل على حدا في اللوحة الجدارية الكبيرة)
و أبتعد قليلا عن مكان الكرة الأرضية، أقنع نفسي أنه ربما قربها منها و أنا أحملها هو ما يجعلها تختارها...و أصر:
- قولي ريم...كيف تحبينني؟
فتدير برأسها الصغير إلى الكرة الأرضية و تمد أصبعها و أراه أنا يتجه ببطئ مريع إلى جهتها في اللوحة و كأنني أنتظر آخر حكم علي بالحرمان من أجمل كلمة تتوق إليها نفسي في عناد غريب....و يستقر الأصبع الصغير على الرسم ... و تتلاشى أماني و لا أدري هل تصلها خيبتي رغم ابتسامة أساريري لكنها لا تترك وجهي.... و أقبل وجنتها البضة قائلة:
- أنا كذلك أحبك صغيرتي
أجلس كثيرا أمام لوحة الفضاء الواسع، أتوه في اللون الأسود الذي يمثله، يجذبني لحد الوله فأنسى ذاتي و محيطي، تقفز كلمة "شوية" كدبوس يفرقع توهان نفسي فأحاول أن أستجمعها و أحول نظري الى رسم الكرة الأرضية البهي
....البهي؟؟؟؟....البهي ....هذا هو ....انتفضت في جلستي و اقتربت أكثر ثم ابتعدت و نظرت إلى اللوحة بأكملها....أكيد... هذا هو التفسير
كانت نائمة نومتها البديعة...أبعدت خصلات شعرها الناعمة عن جبهتها و قلت هامسة:
- أفهمك الآن حبيبتي....سامحيني صغيرتي....تحبينني كما أجمل ما ترين....و أتعنت في أن تحبيني كما أرى الجمال أنا... سامحيني حبيبتي

عدنان القماش
28-06-2008, 05:26 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الكريمة خديجة منصور،،،
يختلف أسلوب كل منا في التعبير عن مشاعره، وليس الحب بالحجم وليس بالضرورة أن يطابق ما نراه نحن. فحضن الأم يعلن عن حب لا حدود له، وكد الأب وشقاءه خارج البيت وتحمله لكل الصعاب، يحمل حبا قد لا نراه، ونرتبط بالأم لحنانها، وقد ننسى الأب الذي أعطى الكثير أيضا.

قصتك جميلة، وأتمنى لك دوام الإبداع،،،

وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

جوتيار تمر
30-06-2008, 08:35 AM
العزيزة خديجة...

سردية تتمتع ببناء جيد ، وتعمل على كشف المدفون بصورة عفوية ، الصورة تحاكي الداخل الانساني ، وتحاول كشف مضامينه ، من اجل بلورة رؤية جانبية تتصل وبعمق بالمدلول الايجابي للمحبة ، ومع السواد هنا نجد هذه الرؤية تلتحف بحزن شفيف يؤدي بالتالي الى بلورة رؤية عن مفاهيم الجمال في الانسان ، الجمال الذي ينبع منه التصور عن المحبة وكل ما يخالج الذات الانسانية ، وعند التوقف عن مفهوم الجمال في مثل هذه الحالات نجده يتخذ من سمة التععدية ايضا مدخلا في اظهار مضامينه ،في بناء تصور اجمالي عن مقاييس الجمال كمدخل لذلك المفهوم نجد النص، يحاكي في المتلقي تصورات قائمة على الرؤية الجمالية المتعددة الانساق ، فمن ما هو صوري وجمالي وجسماني وطبيعي وحسي وعقلي ونسبي ومطلق، ينطلق التصور حول الجمال، النص جاء في ختمته يثيرا لكونه ترك هاجس الجمال في ذهن المتلقي.

محبتي
جوتيار

بوفاتح سبقاق
03-07-2008, 10:19 PM
نص جميل
تحكم في تقنيات السرد
و مستقبل واعد
تمنياتي بمزيد من التألق

من الكاتب بوفاتح سبقاق

خديجة منصور
27-12-2008, 01:23 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة خديجة منصور،،،
يختلف أسلوب كل منا في التعبير عن مشاعره، وليس الحب بالحجم وليس بالضرورة أن يطابق ما نراه نحن. فحضن الأم يعلن عن حب لا حدود له، وكد الأب وشقاءه خارج البيت وتحمله لكل الصعاب، يحمل حبا قد لا نراه، ونرتبط بالأم لحنانها، وقد ننسى الأب الذي أعطى الكثير أيضا.
قصتك جميلة، وأتمنى لك دوام الإبداع،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل عدنان القماش
فعلا التعبير عن المحبة يختلف جدا من شخص لآخر و ربما يفوتنا أو يصعب علينا أو نخطئ في التقاط هذه المشاعر
شكرا جزيلا لمروركم

خديجة منصور
27-12-2008, 01:28 AM
العزيزة خديجة...
سردية تتمتع ببناء جيد ، وتعمل على كشف المدفون بصورة عفوية ، الصورة تحاكي الداخل الانساني ، وتحاول كشف مضامينه ، من اجل بلورة رؤية جانبية تتصل وبعمق بالمدلول الايجابي للمحبة ، ومع السواد هنا نجد هذه الرؤية تلتحف بحزن شفيف يؤدي بالتالي الى بلورة رؤية عن مفاهيم الجمال في الانسان ، الجمال الذي ينبع منه التصور عن المحبة وكل ما يخالج الذات الانسانية ، وعند التوقف عن مفهوم الجمال في مثل هذه الحالات نجده يتخذ من سمة التععدية ايضا مدخلا في اظهار مضامينه ،في بناء تصور اجمالي عن مقاييس الجمال كمدخل لذلك المفهوم نجد النص، يحاكي في المتلقي تصورات قائمة على الرؤية الجمالية المتعددة الانساق ، فمن ما هو صوري وجمالي وجسماني وطبيعي وحسي وعقلي ونسبي ومطلق، ينطلق التصور حول الجمال، النص جاء في ختمته يثيرا لكونه ترك هاجس الجمال في ذهن المتلقي.
محبتي
جوتيار


الفاضل جوتيار

يبقى دائما التصور حول الجمال يشكل أكبر الهواجس

احترامي و تقديري

خديجة منصور
27-12-2008, 01:35 AM
نص جميل
تحكم في تقنيات السرد
و مستقبل واعد
تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق


الاستاذ الفاضل بوفاتح سبقاق

جزيل الشكر لتقييمكم المشجع

كل التقدير و الاحترام

سعيدة الهاشمي
23-01-2009, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأخت الفاضلة خديجة منصور،

لقد تعايشت مع وقائع قصتك، سلسة الأسلوب، منسابة الكلمات، متقنة في السرد هكذا رأيتها

القصة تتطرق إلى تيمة الحب من زاويتين: زاوية الكبار وزاوية الصغار.

الصغيرة ترى الحب وتلمسه في كل ما هو جميل، والأم تقيسه بالمساحات الشاسعة فكلما كان الفضاء واسعا

كلما كان الحب عميقا.

الحب يتفرد ويتميز باختلاف طرق التعبير عنه، إننا نحسه في كثير من الأحيان رغم انعدام الكلمات

نحسه يتملكنا دون أن يقول لنا الطرف الآخر "أحبك كثيرا أو قليلا" فقد يعبر عنه الصمت وقد يعبر عنه الكلام

وقد تعبر عنه الإشارة وتعبر عنه أيضا الأفعال والتصرفات.

أعجبتني النهاية إذ تمكنت الأم أخيرا من فهم صغيرتها.

احترامي وتقديري.

ربيحة الرفاعي
04-11-2012, 05:42 PM
قصة حيكت خيوطها بمهارة لتحكي تباينات فهم المعاني بأداء قصي جميل وتتابع ذكي ركب مطي سرد شائق تمكن من القاؤئ يتابع شغوفا ويتلقى بتاثر

جميل ما قرأته هنا أديبتنا

تحاياي

نداء غريب صبري
10-02-2013, 02:19 PM
سرد مشوق كشف حوارا داخليا صنع الأحداث الصغيرة في القصة
امتعتني قراءتها اختي

شكرا لك

د. سمير العمري
23-07-2015, 02:40 AM
قصة جذابة بتفاصيلها بريئة براءة حب الطفلة وحجم هذا الحب الذي تعرفه هي بحجم أكبر مما تريد الأم.

راق لي هذا النص بما حمل من إنسانية ورقة وحنو ، وكذا برمزيته المهمة في استيعاب المفهوم الآخر للآخر لولا بعض ما شابه من هنات قليلة متفرقة.

تقديري

ناديه محمد الجابي
15-11-2015, 09:06 PM
أدهشتني قصتك بعفويتها ومضمونها وسلاسة الأفكار فيها
قصة جميلة عميقة ذكية الفكرة
لا حرمنا الله من قصصك .. عبرة وخبرة وفكرة وإمتاع
دمت ببهاء الحرف الممتع الهادف. :001:

خلود محمد جمعة
17-11-2015, 10:31 AM
كيف نرى انعكاس ابعاد ما حولنا هو مالا يشبه انعكاس الاخرين في مدى رؤيتنا
الاختلاف يحدث الفرق وربما القرب
والحكم على ما نبصر يختلف عندما نستبصر
قصة جميلة بسردها وفكرتها ورسمها
بوركت وكل التقدير

آمال المصري
04-04-2016, 11:56 AM
تختلف المساحات فلكل رؤاه في التعبير وربما تعنت الأم ل " شوي " التي بحجم الكرة الأرضية تحوي العالم بأسره ويزيد
أتذكر ابنتي عندما كانت صغيرة وقمت بسؤالها نفس السؤال فكانت تفرد ذراعيها لتحوي بهما كمية الحب .. لو قسنا تلك المساحة بمنظورنا لوجدناها لاتتعدى جزء من المتر ولكنها تراه بحجم الكون
بوركت أيتها المبدعة
ولك التحايا والود