المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "حديث الروح" ـ الرسالة الثانية ـ



فدوى يومة
01-07-2008, 10:19 PM
"رسالة الـى ميتة"
"أمنحك وردة من روحي فامنحي روحي بعضا من الفرحـ "


صباح جديد وحلمـ ، أرقب الجميع ويراقبني الجميع، لست اذري ما الذي حصل، قيل لي مند سنوات أنك رحلت ،لم أبكي عليك ساعتها تصدقين ذلك. !! لكنني اليوم أبكي عليك بعد مرور عشر سنين على وفاتك، فقد أيقنت أنك لن تعودي مجددا إلي، أيقنت اليوم أن روحك حلقت للبعيد كي تحضن كل غائب فضل السفر عنا، أيقنت اليوم أن زمن حكاياتك انتهى وما عاد للحكايات مكان غير الذاكرة.أمازلت بخير. ؟هذا السؤال يقتلني فمازلت لليوم اسأل نفسي ذات السؤال الأبله. أوجدت راحتك في الموت.؟هل التقيت بتوأم روحك الذي أبت روحك أن تودعه فعانقته عند مرور شهر على رحيله .؟ أخبريني فقد مللت السؤال .تعرفين أنني الأسبوع الفائت ذهبت لقبرك كي أتلو على روحك بعضا من آيات الذكر، ما زلت لا أصدق أنك ترقدين تحت التراب، فكلما ذهبت لزيارة قبرك يخيل إلي أنك تسكنين بيتا من طين، وأنك ذات شتاء سوف تأتين إلينا لتقولي بصوتك العذب:
-طردني الشتاء من بيتي الطيني فأتيت كي أمكث عندكم حتى بداية الربيع .
أمازال الشتاء لم يطردك من بيتك الطيني.؟ قد اشتقت لك،اشتقت كي أجلس على حجرك كي تسمعيني حكاية الأمير والحذاء، اشتقت كي أرتشف الشاي من يدك،اشتقت كي أنام بحجرك فمند رحيلك لم أنم بهدوء كما تعودت .تعرفين أن فقيه الحي دوما يقرأ عليك سورا من القرآن ،وأبي يدعو لك بالمغفرة عنك كل صلاة، وأمي مازالت تسألني عنك كل يوم وتقول:
- إنها بخير أعرف ذلك زارتني أمس في منامي كانت تلبس ردائها الأبيض وتربت على كتفي بفرح وتقول:
-سوف آتي لزيارتكم هذا الشتاء.
مازال يذكرك الجميع، فهل تذكريننا بالمثل.؟ أما زلت تذكرين وجهي كما أذكرك.؟ أما زلت تهمسين باسمي كما أهمس باسمك كل يوم.؟أما زالت قبلتي مطبوعة على جبينك البارد.؟ تذكرين تلك القبلة.؟وأنت ممددة على الأرض، يلف جسدك ذلك التوب الأبيض ، تسللت خفية عن الجميع للغرفة التي ضمتك في آخر لحظاتك، اقتربت منك أمسكت بيدك وسألتك أن تطيلي البقاء معنا لكنك لم تجيبيني، كانت رموشك متهدلة على جفنك وكأنك نائمة، تحلمين بحلمـ جميل ،لم أرد ساعتها أن أوقظك منه فطبعت قبلة على جبينك مثلما تعودت أنت أن تطبعيها على جبيني دوما حين النوم، دخلت أمي علينا الغرفة وجدتني ما زلت أمسك بيدك فأجهشت في البكاء وأبعدتني عنك ،بعد لحظات قليلة حملوا جسدك فوق لوح خشبي بارد كجبينك، ضمني أناس كثر في ذلك اليوم، وبكى لأجلك الجميع ،عداي أنا، فقد كنت أكيدة أنك سوف تعودين عند المساء، انقضى ذلك المساء ولم أرك، وانقضى فصل الصيف ولم أرك، وبعدها تعاقبت الفصول في هدوء فقد تعودت غيابك عنها ،لكنني لم أتعود ذلك مازلت ككل ليلة أجلس على طرف سريري أنتظر لبرهة من الزمن أن تدخلي عبر الباب كي تقبلي جبيني وتحكي لي حكاية المساء، مازلت أنتظرك كي تشتري لي قطعة الحلوى ،فمند رحيلك امتنعت عن أكل الحلوى.
فهل تزورين حلمي هذا اليوم لتقدمي لي قطعة الحلوى؟ اشتقت لمذاقها الحلو منك واشتقت لك أكثر.
أحبك وحدك للأبد
فيـ ليلة غاب عنها القمر عند الساعة الواحدة كانتِ الساكنة بأعماقي كتبت هذه الرسالة.

وفاء شوكت خضر
01-07-2008, 11:00 PM
العزيزة فدوى ..

قرأت باهتمام هذا النص ، وأعصابي كلها مشدودة خشية ان ينفلت حرف من تحت ناظري ، أو تنفلت دمعة ..
فقدت حبيبتان ..
واحدة كانت بين يدي حين أسلمت الروح ، تقبض على يدي ، وكان وداعها بلا دموع ، لكنها كانت تكره الشتاء والبرد ، ورحلت في يوم تساقطت فيه الثلوج بغزارة ..
أما الثانية فلم يمض على رحيلها غير شهرين ونصف ، لكن لم أعتد حتى الآن غيابها ..
أشتاق لها بحق ..
أتراه الشتاء يطردها من بيتها الطيني لتأتي فتنتظر الربيع بيننا ؟؟
أعرف أنه المستحيل ، لكن الشوق يرسم بعضا من أماني لا تتحقق ..


عذرا إن حلقت خارج السرب ..
تحيتي ..

جوتيار تمر
02-07-2008, 12:42 PM
فــدوى....
تحمل رسائلك الطابع الوجداني ، الغارق في مساحات عميقة من الذات الانسانية ، وتعمل على حفرها من خلال ادوات تمتلكينها ،النص مزج بين الخاطرة والسردية ، وفيه تجلت رؤية النفس التي تعيش الواقع من خلال الفقد ، والحلم ، والروح ،وهذا ما يتجلى من خلال المقدمة ، والبداية في النص ، ومن خلال سير الحدث السردي في النص ، والمثير هنا هو ان الروح تحمل في خلقها للحدث هنا صمة الصوفية الروحانية النقية رغم كل ما تحمله من اوجاع ، ولكنها مهيئة لتحمل المزيد وكان التصوف الروحي هنا سمة وصفة للاستمرارية ،رغم الفقد المستمر ، ورغم كل ما يخلفه هذا الفقد والرحيل من ايحاءات موجعة .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

بوفاتح سبقاق
04-07-2008, 12:18 PM
تحياتي
نص جميل
و سرد رائع
مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق

فدوى يومة
18-07-2008, 11:46 AM
امنحوني عذر الغياب ستكون لي عودة كي أعانق أقلامكم
للجميع وردة من القلب

أحمد حاتم
04-05-2009, 04:13 AM
مازلت ككل ليلة أجلس على طرف سريري أنتظر لبرهة من الزمن أن تدخلي عبر الباب كي تقبلي جبيني وتحكي لي حكاية المساء، مازلت أنتظرك كي تشتري لي قطعة الحلوى ،فمند رحيلك امتنعت عن أكل الحلوى.
فهل تزورين حلمي هذا اليوم لتقدمي لي قطعة الحلوى؟ اشتقت لمذاقها الحلو منك واشتقت لك أكثر.
أحبك وحدك للأبد

الفاضلة / فدوى
القدرة على الإمساك بتلك الخيوط الدقيقه بهذا السحر الذى لا بد من النحيب معه
لا شك أنها موهبه وقدرة لا تأتى إلا من عمق ووجدان فائقى الروعه
بارك الله فى هذا الحس وهذا السمو البرئ
تحيتى لبحر الصفاء

فدوى يومة
04-05-2009, 04:32 PM
العزيزة فدوى ..
قرأت باهتمام هذا النص ، وأعصابي كلها مشدودة خشية ان ينفلت حرف من تحت ناظري ، أو تنفلت دمعة ..
فقدت حبيبتان ..
واحدة كانت بين يدي حين أسلمت الروح ، تقبض على يدي ، وكان وداعها بلا دموع ، لكنها كانت تكره الشتاء والبرد ، ورحلت في يوم تساقطت فيه الثلوج بغزارة ..
أما الثانية فلم يمض على رحيلها غير شهرين ونصف ، لكن لم أعتد حتى الآن غيابها ..
أشتاق لها بحق ..
أتراه الشتاء يطردها من بيتها الطيني لتأتي فتنتظر الربيع بيننا ؟؟
أعرف أنه المستحيل ، لكن الشوق يرسم بعضا من أماني لا تتحقق ..
عذرا إن حلقت خارج السرب ..
تحيتي ..

العزيزة وفاء
الفقد موجع وأن نعيش على أمل معانقة من رحلوا أشد وجعا منه
عسانا نلتقي بهم هناك في جنة الخلد أيتها العزيزة
وكان لي شرف أن تحلقي هنا كي أقف على وجعك
معزتي وباقة ورد لك

فدوى يومة
04-05-2009, 04:37 PM
فــدوى....
تحمل رسائلك الطابع الوجداني ، الغارق في مساحات عميقة من الذات الانسانية ، وتعمل على حفرها من خلال ادوات تمتلكينها ،النص مزج بين الخاطرة والسردية ، وفيه تجلت رؤية النفس التي تعيش الواقع من خلال الفقد ، والحلم ، والروح ،وهذا ما يتجلى من خلال المقدمة ، والبداية في النص ، ومن خلال سير الحدث السردي في النص ، والمثير هنا هو ان الروح تحمل في خلقها للحدث هنا صمة الصوفية الروحانية النقية رغم كل ما تحمله من اوجاع ، ولكنها مهيئة لتحمل المزيد وكان التصوف الروحي هنا سمة وصفة للاستمرارية ،رغم الفقد المستمر ، ورغم كل ما يخلفه هذا الفقد والرحيل من ايحاءات موجعة .
دمت بخير
محبتي
جوتيار

الفاضل جوتيار
هل للفقد غطاء يستر عري جسده؟اكيد لا .
اسعدني ككل مرة ان اجدك بين الحرف
تقديري ومعزتي لك

فدوى يومة
04-05-2009, 04:39 PM
تحياتي
نص جميل
و سرد رائع
مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق

سعيدة بتواجدك هنا
وقراءتك لها
ايها الفاضل بوفاتح
تحياتي وتقديري

فدوى يومة
04-05-2009, 04:41 PM
مازلت ككل ليلة أجلس على طرف سريري أنتظر لبرهة من الزمن أن تدخلي عبر الباب كي تقبلي جبيني وتحكي لي حكاية المساء، مازلت أنتظرك كي تشتري لي قطعة الحلوى ،فمند رحيلك امتنعت عن أكل الحلوى.
فهل تزورين حلمي هذا اليوم لتقدمي لي قطعة الحلوى؟ اشتقت لمذاقها الحلو منك واشتقت لك أكثر.
أحبك وحدك للأبد
الفاضلة / فدوى
القدرة على الإمساك بتلك الخيوط الدقيقه بهذا السحر الذى لا بد من النحيب معه
لا شك أنها موهبه وقدرة لا تأتى إلا من عمق ووجدان فائقى الروعه
بارك الله فى هذا الحس وهذا السمو البرئ
تحيتى لبحر الصفاء

الفاضل أحمد
لعلها أتت فقط لأنك الوجع وصل لنقطة لم يعد فيها النطق يكفي فاكتفيت بالحرف
سعيدة بقراءتك لها
وبجعلي اعود من جديد لهذه الصفحة
تقديري وامتناني لك

حسنية تدركيت
06-05-2009, 11:00 PM
مشاعر حانية ومشتاقة للجدة وكأنها لم ترحل

ورغم الألم هناك رجاء في الله أن يجمعنا بالأحباب في جنات النعيم

فدوى يومة
07-05-2009, 08:55 PM
مشاعر حانية ومشتاقة للجدة وكأنها لم ترحل

ورغم الألم هناك رجاء في الله أن يجمعنا بالأحباب في جنات النعيم

ولم ترحل ايتها الفاضلة حسنية فما زالت ساكنة فيَ
ذلك رجائنا أختي عسانا نلتقي بهم هناك ونجتمع واياهم في جنة الخلد باذن الله
جزاك الله كل الخير
معزتي وتقديري لك

ناديه محمد الجابي
17-07-2019, 06:04 PM
ألم الفقد موجع ـ جرح في القلب، وألم وغصة لابتعاد من نحبهم عنا
سهم قاتل يبعث الحزن والألم في القلب
وبقدر حبنا لمن نفارقهم بقدر ما تكون المرارة
كلمات معبرة، وعواطف سامية ـ ترنيمة ملائكية عزفت على
أوتار الوفاء أجمل الألحان.
جمعك الله بمن تحبين في أعالي جنان الخلد بإذن الله.
ولك تحياتي وتقديري.
:v1::009::008: