المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمثالٌ نصفي



د. نجلاء طمان
01-07-2008, 11:12 PM
http://up.graaam.com/p15ic/15371b149b.jpg (http://www.graaam.com/)



تمثالٌ نصفي


بلا حراك تقف, تنافس في ثباتها قطعة صلصالٍ سوداء كبيرة استقرت على المائدة تنظر إليها بلا إبصار, تترقب متلهفة, كأنها تنتظر في استغاثة ضربات أناملها تعيد تشكيل وجهها الممسوح... كانت تنظر إلى القطعة بعين عمياء, طار منها بؤبؤها إلى الماضي في رحلة داخل تلافيف ذكرياتها, واختلطت أصوات مبهمة في ذاكرتها:

- نعم يعرفكِ وألف غيركِ, في ذات الوقت بذات القلب...
- نعم صلبكِ كالجميع على جدر حزنه الوهمي...
- إنه يرتدي دومًا جلد الضأن فوق قلب الضبع ...
- إنه........
- مستحيل, مستحيل لا أصدق !
- هي الحقيقة, لابد أن تدركي حقيقة الألوان التي تلون سلوكه, إنه........

قفزت عيناها فجأة من ذكريات تلك المنطقة هربًا من جحيمها, لتستقر على قطعة الصلصال , مخلفًا أثر قفزتها الفجائية اضطراب عشرات من دوائر التوتر تحت سطح عجزها, وامتدت يداها إليها تحاول الهروب من شِباك ذكرياتها التي علقت بها. تحسست أناملها القطعة في حذر وكأنها تطأ أرضًا محرمة, وأخذت تتكشف ملامحًا مطموسةً للقطعة الصامتة, استراحت يداها مترددة على جانبي القطعة, لكنها لم تمكث طويلاً بلا حراك بل حركها غضب بارد, ووبخها عقلها:

- إنكِ ترفضين شفقة الآخرين, وتتعثرين في بركة من الشفقة من صنع يديكِ, جابهي الموقف, أسدلي الستار على وجهه المنقوش على وجهكِ, امحه كما فعل هو, شكلي بيديكِ وجهكِ الجديد....

شرعت في العمل بدافع الألم وراحت تحدد على الصلصال ملامحه الجديدة, وثارت فيها نشوة غريق لمح طوق نجاته بعد دهور من غرق الضياع, وسمعت طبول الانتصار تدق داخل عقلها, مدغدغة وجنة سعادة وليدة, لكنها كانت كالطبل الأجوف مثل حياتها تمامًا. كبلها الوقت داخله كأخطبوط وحيد والتفت حولها أذرعه, فاستسلمت لعناقه هاربة من الماضي والمستقبل وتاركة يديها تحدد وجهًا جديدًا, وكل قطعة من مشاعرها ذهبت خالصة للصلصال الناعم. أنَّت يداها مرهقةً تنبئ بانتهاء العمل , فتوقفت تتأمل إبداعها في فخر, تنظر بطرف سعادة إلى وجه التمثال الناطق... لينسحب فجأة هذا الطرف في عنف بيد الذعر الذي ارتسم على ملامحها عند اصطدام عينيها بوجه التمثال, ارتفعت دقات قلبها في عنف وأخذ قلبها يركض بين أضلعها راقصًا رقصة ذهول, تلعثمت كلماتها على لسان صدمتها, فأخذت تهز رأسها رافضة غير مصدقة ما ترى... وامتدت يداها على وجه التمثال تتحسسه لتصفع عينيها الكاذبة, شعرت بالمعالم الصلبة لفكه القوي تحت يديها, وانطلاقًا من خط الفك, أخذت أطراف أناملها تسري على خديه حتى وصلت إلى عظمتي الوجنتين, ثم إلى فوق حيث رموشه المعقوصة فوق عينيه الناظرة إليها, لتتحسس بعد ذلك حاجبيه الكثيفين وجبينه العريض, وشعرت بشعره القصير, واصطدمت بأنفه الروماني المتناسب مع غروره, لتنتهي على شفتيه مستشعرة حزمهما الرقيق وانتهت من فحص زوايا ذقنه القوية, واستقرت هناك تقسم لها بعد الرحلة أن هذا الوجه... وجهه هو !

اجتاحت الجروح كيانها , وتدفقت الذكريات تجرف بقايا عمرها المنحور, وصرخ عقلها حانقًا:
- حطميه.. دمريه ! حوليه إلى كومة من الصلصال..

استراحت يداها على جانبي الوجه تعانقه مرتعشة, وأبت تنفيذ الأمر, ثم أطبقت يداها المرتجفة على كتف التمثال النصفي, ثم أنزلتها إلى صدره, ووضعتها في احتياج على قلبه, وشعرت وكأن نبضاته ترددت فوق راحة يديها وكأن نبض قلبه انطلق في سباق جنوني مع نبض قلبها الملتاع. سقطت دمعة, ثم دمعة أخرى, وانفرطت مسبحة الدموع ساحبة معها حبات من نبضه- هذا النبض الذي طالما انساب على صدرها غافيًا مرتاحًا. أجهشت بالبكاء فجأة عندما تذكرت فجيعتها فيه, ثم صرخت في ثورة:

- لاااااااااااااااااااا
ثم انطلقت يداها تحطم التمثال وهي تصرخ في هيستيريا :
- أخرج مني أيها الأفعى... أيها المخادع.. اخرج !
- اخرج مني... لم تعبث بداخلي؟؟ لم لا تخرج ؟؟
- اخرج مني أيها الوهم.. اخرج مني...اخرج...

توقفت منهكة وقد تناثرت القطع والبقايا في جميع أرجاء الغرفة, فأخذت تلهث في إعياء وقد تهدل شعرها الغسقي كشلال نار على وجهها وكتفها وتشعث ملتصقًا بدموعها, تراقص نشيج على أوتار حلقها المصلوب على حائط الغصة, واهتز جسدها من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها منتفضًا في عذاب, وامتدت أطراف أناملها المرتعشة تمسح بقايا من خط دموعها المتحرشة بخصلات شعر ثائرةً على وجهها, فخلفت وراءها خطًا من الصلصال الأسود أطفأ عزيمتها. تحدب كتفاها , وتقوس ظهرها من شدة الألم في صدرها, وصرخ قلبها متوجعًا:

- أرجوكِ, أخمدي تلك النار التي تأكلني, خلصيني من هذا الألم, اقتليني...

تجاهلت نداءه في عجز مرير, وتركت جسدها ينهار مع أملها على المقعد ثم أسندت رأسها على انهيارها وتركت عينيها تسبح على فوضى الصلصال التي وضعت بصمتها على كل مكان بالغرفة, وارتخت جفونها في إرهاق وعجز لتنغلق على آخر مشهد منعكس على عينيها الدامعة ؛ آلاف من قطع الصلصال المتناثرة؛ كل قطعة تتشكل على حدة, ليتكون من كلٍ منها وبكل تحدي... تمثالٌ نصفي.

أكرم الشرفاني
01-07-2008, 11:21 PM
دكتورة
حتماً ساعود الى هنا مرة اخرى
لكي اقول كلمتي ... فانا عاجز الان عن وصف ما في داخلي حيال هذه الاسطر
ساعود اجل ... اعدك اني ساعود

تحية
اكرم

راضي الضميري
03-07-2008, 04:10 AM
- إنكِ ترفضين شفقة الآخرين, وتتعثرين في بركة من الشفقة من صنع يديكِ, جابهي الموقف, أسدلي الستار على وجهه المنقوش على وجهكِ, امحه كما فعل هو, شكلي بيديكِ وجهكِ الجديد....

نداء يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي ... لو يأخذ العقل فرصته بعيدًا عن عواطف القلب .

/

الأديبة الراقية د . نجلاء طمان

أسجل إعجابي الشديد بهذا القلم الرائع .

تقديري واحترامي

اسلام محروس
04-07-2008, 12:28 AM
المبدعة المتنوعه / نجلاء طمان
دائما ما استمتع بأعمالك الراقيه
ولا اجد من الكلام الكثير
كل تقديرى
واحتراماتى

بوفاتح سبقاق
04-07-2008, 12:14 PM
نص جميل
و تحكم في تقنيات السرد
سعدت بتواجدي هنا

مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق

أكرم الشرفاني
06-07-2008, 12:40 AM
نص يحتاج الى تحنيط ليعيش الخلود هنا على صفحتنا في الواحة
ففي زمننا هذا لا نرى مثل هذه النصوص الا من جبابرة القلم
وانتي واحدة منهم سيدتي الفاضلة

تقبلي مروري

اكرم

وفاء شوكت خضر
06-07-2008, 12:43 AM
وقفت على صفحتك ايتها العزيزة طويلا ..
وكلما حاولت الخروج من هنا أجدني أعود كي أبدأ القراءة من جديد ..

أديبتنا د. نجلاء ..
صورت الحالة بتركيز علي من حيث الشعور والحدث ..
بحق قصة رائعة بتصويرها وسردها ..

لك صادق الود وعقد من الفل المصري يزين جيدك ..

محبتي ..



http://up5.m5zn.com/photos/00075/7og2abqfjv63.jpg

د. نجلاء طمان
07-07-2008, 04:47 AM
دكتورة
حتماً ساعود الى هنا مرة اخرى
لكي اقول كلمتي ... فانا عاجز الان عن وصف ما في داخلي حيال هذه الاسطر
ساعود اجل ... اعدك اني ساعود
تحية
اكرم


شكرًا لكَ دومًا على متابعتكَ الدائمة لحرفي المتواضع

أنتظر الوفاء بالوعد أكيد

يرعاكَ ربي ويحفظكَ

د. نجلاء طمان
17-07-2008, 01:09 PM
- إنكِ ترفضين شفقة الآخرين, وتتعثرين في بركة من الشفقة من صنع يديكِ, جابهي الموقف, أسدلي الستار على وجهه المنقوش على وجهكِ, امحه كما فعل هو, شكلي بيديكِ وجهكِ الجديد....
نداء يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي ... لو يأخذ العقل فرصته بعيدًا عن عواطف القلب .
/
الأديبة الراقية د . نجلاء طمان
أسجل إعجابي الشديد بهذا القلم الرائع .
تقديري واحترامي


لو يأخذها !!

نعم صدقتَ وربي

و...............


ربما أخذها أيها الراقي, ربما ..........


أسجل شرفي بمروركَ دومًا بالقرب من حرفٍ يتألم

يرعاكَ الله أبدًا

مروة عبدالله
22-07-2008, 12:32 AM
وردتي

حروفٍ حزينة مكبلة باليأس
ولكنها مبدعة خرجت من
بين أصابعكِ بروعه وفن
وكأنكِ تعزفين مقطوعة لبتهوفين

نجلائي

سأعود لكِ غاليتى
فانتظرينى
جل المحبة هي لكِ

د. نجلاء طمان
04-08-2008, 06:27 AM
المبدعة المتنوعه / نجلاء طمان
دائما ما استمتع بأعمالك الراقيه
ولا اجد من الكلام الكثير
كل تقديرى
واحتراماتى


يكفيني مروركَ النابع من قلب الهديل

وان قل كلامكَ وصل سلامكَ


كن بخير أخي يرعاكَ ربي أبدًا

خليل حلاوجي
09-08-2008, 08:54 AM
هو الإنسان ... نور ونار ... روح وجسد ... براءة وخبث ... جحيم وجنان


هو الإنسان ... فلماذا العجب ؟

لا ملائكة فوق الأرض يمشون ... لا ملائكة ..


\

مودتي

يسرى علي آل فنه
14-08-2008, 05:43 PM
http://up.graaam.com/p15ic/15371b149b.jpg (http://www.graaam.com/)

تمثالٌ نصفي
بلا حراك تقف, تنافس في ثباتها قطعة صلصالٍ سوداء كبيرة استقرت على المائدة تنظر إليها بلا إبصار, تترقب متلهفة, كأنها تنتظر في استغاثة ضربات أناملها تعيد تشكيل وجهها الممسوح... كانت تنظر إلى القطعة بعين عمياء, طار منها بؤبؤها إلى الماضي في رحلة داخل تلافيف ذكرياتها, واختلطت أصوات مبهمة في ذاكرتها:
- نعم يعرفكِ وألف غيركِ, في ذات الوقت بذات القلب...
- نعم صلبكِ كالجميع على جدر حزنه الوهمي...
- إنه يرتدي دومًا جلد الضأن فوق قلب الضبع ...
- إنه........
- مستحيل, مستحيل لا أصدق !
- هي الحقيقة, لابد أن تدركي حقيقة الألوان التي تلون سلوكه, إنه........
قفزت عيناها فجأة من ذكريات تلك المنطقة هربًا من جحيمها, لتستقر على قطعة الصلصال , مخلفًا أثر قفزتها الفجائية اضطراب عشرات من دوائر التوتر تحت سطح عجزها, وامتدت يداها إليها تحاول الهروب من شِباك ذكرياتها التي علقت بها. تحسست أناملها القطعة في حذر وكأنها تطأ أرضًا محرمة, وأخذت تتكشف ملامحًا مطموسةً للقطعة الصامتة, استراحت يداها مترددة على جانبي القطعة, لكنها لم تمكث طويلاً بلا حراك بل حركها غضب بارد, ووبخها عقلها:
- إنكِ ترفضين شفقة الآخرين, وتتعثرين في بركة من الشفقة من صنع يديكِ, جابهي الموقف, أسدلي الستار على وجهه المنقوش على وجهكِ, امحه كما فعل هو, شكلي بيديكِ وجهكِ الجديد....
شرعت في العمل بدافع الألم وراحت تحدد على الصلصال ملامحه الجديدة, وثارت فيها نشوة غريق لمح طوق نجاته بعد دهور من غرق الضياع, وسمعت طبول الانتصار تدق داخل عقلها, مدغدغة وجنة سعادة وليدة, لكنها كانت كالطبل الأجوف مثل حياتها تمامًا. كبلها الوقت داخله كأخطبوط وحيد والتفت حولها أذرعه, فاستسلمت لعناقه هاربة من الماضي والمستقبل وتاركة يديها تحدد وجهًا جديدًا, وكل قطعة من مشاعرها ذهبت خالصة للصلصال الناعم. أنَّت يداها مرهقةً تنبئ بانتهاء العمل , فتوقفت تتأمل إبداعها في فخر, تنظر بطرف سعادة إلى وجه التمثال الناطق... لينسحب فجأة هذا الطرف في عنف بيد الذعر الذي ارتسم على ملامحها عند اصطدام عينيها بوجه التمثال, ارتفعت دقات قلبها في عنف وأخذ قلبها يركض بين أضلعها راقصًا رقصة ذهول, تلعثمت كلماتها على لسان صدمتها, فأخذت تهز رأسها رافضة غير مصدقة ما ترى... وامتدت يداها على وجه التمثال تتحسسه لتصفع عينيها الكاذبة, شعرت بالمعالم الصلبة لفكه القوي تحت يديها, وانطلاقًا من خط الفك, أخذت أطراف أناملها تسري على خديه حتى وصلت إلى عظمتي الوجنتين, ثم إلى فوق حيث رموشه المعقوصة فوق عينيه الناظرة إليها, لتتحسس بعد ذلك حاجبيه الكثيفين وجبينه العريض, وشعرت بشعره القصير, واصطدمت بأنفه الروماني المتناسب مع غروره, لتنتهي على شفتيه مستشعرة حزمهما الرقيق وانتهت من فحص زوايا ذقنه القوية, واستقرت هناك تقسم لها بعد الرحلة أن هذا الوجه... وجهه هو !
اجتاحت الجروح كيانها , وتدفقت الذكريات تجرف بقايا عمرها المنحور, وصرخ عقلها حانقًا:
- حطميه.. دمريه ! حوليه إلى كومة من الصلصال..
استراحت يداها على جانبي الوجه تعانقه مرتعشة, وأبت تنفيذ الأمر, ثم أطبقت يداها المرتجفة على كتف التمثال النصفي, ثم أنزلتها إلى صدره, ووضعتها في احتياج على قلبه, وشعرت وكأن نبضاته ترددت فوق راحة يديها وكأن نبض قلبه انطلق في سباق جنوني مع نبض قلبها الملتاع. سقطت دمعة, ثم دمعة أخرى, وانفرطت مسبحة الدموع ساحبة معها حبات من نبضه- هذا النبض الذي طالما انساب على صدرها غافيًا مرتاحًا. أجهشت بالبكاء فجأة عندما تذكرت فجيعتها فيه, ثم صرخت في ثورة:
- لاااااااااااااااااااا
ثم انطلقت يداها تحطم التمثال وهي تصرخ في هيستيريا :
- أخرج مني أيها الأفعى... أيها المخادع.. اخرج !
- اخرج مني... لم تعبث بداخلي؟؟ لم لا تخرج ؟؟
- اخرج مني أيها الوهم.. اخرج مني...اخرج...
توقفت منهكة وقد تناثرت القطع والبقايا في جميع أرجاء الغرفة, فأخذت تلهث في إعياء وقد تهدل شعرها الغسقي كشلال نار على وجهها وكتفها وتشعث ملتصقًا بدموعها, تراقص نشيج على أوتار حلقها المصلوب على حائط الغصة, واهتز جسدها من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها منتفضًا في عذاب, وامتدت أطراف أناملها المرتعشة تمسح بقايا من خط دموعها المتحرشة بخصلات شعر ثائرةً على وجهها, فخلفت وراءها خطًا من الصلصال الأسود أطفأ عزيمتها. تحدب كتفاها , وتقوس ظهرها من شدة الألم في صدرها, وصرخ قلبها متوجعًا:
- أرجوكِ, أخمدي تلك النار التي تأكلني, خلصيني من هذا الألم, اقتليني...
تجاهلت نداءه في عجز مرير, وتركت جسدها ينهار مع أملها على المقعد ثم أسندت رأسها على انهيارها وتركت عينيها تسبح على فوضى الصلصال التي وضعت بصمتها على كل مكان بالغرفة, وارتخت جفونها في إرهاق وعجز لتنغلق على آخر مشهد منعكس على عينيها الدامعة ؛ آلاف من قطع الصلصال المتناثرة؛ كل قطعة تتشكل على حدة, ليتكون من كلٍ منها وبكل تحدي... تمثالٌ نصفي.


غاليتي الحبيبة د.نجلاء

اقف مبهورة باسلوبك المميز في الكتابة والذي ينم عن طاقة شعورية وأدبية مدهشة
مع هذه القصة وجدتني احاول ان أستخلص العبرة ولعله من المناسب أن أقول
على المشاعر أن تبقى محصورة ضمن حدود قاعدة تقول
لايكن حبك تلفا ولابغضك تلفا
وأن نجعل من التنفيس عن الحنق وسيلة لاستعادة القوة والاتزان وليس العكس
نجلاء :-
القراءة لكتاباتك بالنسبة لي وللكثيرين مكسب
احترامي وتقديري العميق لكِ

د. نجلاء طمان
10-10-2008, 02:27 AM
نص جميل
و تحكم في تقنيات السرد
سعدت بتواجدي هنا
مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق


شكرًا لشهادة في حق النص أعنز بها

وشكرًا لأمنيتكَ الكريمة

يرعاكً الله

ابراهيم السكوري
12-10-2008, 03:27 PM
أستاذتي نجلاء حياك الله .
لا يتجادل اثنان في تملكك ناصية الأدب و أنت المبعة الكبيرة ,,,, و التمسي لجرأتي على قراءة نصوصك عذرا ...
أ لا ترين أن نفس الوهم و الصورة الفوضاوية التي تعيشها بطلة القصة هي نفسها التي تنشأ عند القارئ لينتقل رغما عنه إلى عمق النص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الوهم كثيرا ما يتحول إلى تمثال بل إلى صنم يعبد يمارس سلطة الإخضاع و الإجبار على الخنوع ... إذاك من الصعب التخلص منه ,و تكسيره وحده لايكفي لأنه يتخذ له مكانا في دواخلنا.......
عذرا إن كان فهمي ضيقا قريبا للقصة, لأن مدلولها أعمق و أبعد ........
تحياتي.........
المفائل : ابراهيم

سعيدة الهاشمي
12-10-2008, 05:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

في كثير من الأحيان يجود علي قلمي بكلمات تعتقني من نيران الصمت الذي يخنق تعابيري

لكن اليوم لم يجد علي بشيء بل همس لي قائلا: لا تفسدي جمال ما قرأتي بكلمات بائسة

وتلذذي به في صمت وهدوء تامين، فالصمت فحرم الجمال جمال، آسفة على عجزي، فقد

خذلني مداد الكلم، سأخلد لصمتي الآن.

تحياتي لك أيتها المبدعة، فقد راقني ما قرأت.

سحر الليالي
13-10-2008, 12:14 AM
:
ثصة رائعة يا نجلاء
مبدعة أنت بــ حق

سعدت بـ القراءة هنا

سلمت ودمت بــ ألق
لك ودي وتراتيل ورد

د. نجلاء طمان
10-11-2008, 02:56 PM
نص يحتاج الى تحنيط ليعيش الخلود هنا على صفحتنا في الواحة
ففي زمننا هذا لا نرى مثل هذه النصوص الا من جبابرة القلم
وانتي واحدة منهم سيدتي الفاضلة
تقبلي مروري
اكرم

شكرًا ... هل تكفيكَ؟؟ لا أظن!

لذا أدعو الله دومًا لا أكف, بأن يريني عجائب قدرته في رد عظيم صنيعكَ بما تستحق وزيادة

تحية تليق بكَ

سالى عبدالعزيز
26-12-2008, 11:37 AM
اشكرك على هذة السطور الرئعه وكتابتك المتميزة دئما


تحياتى

سالى

د. نجلاء طمان
28-02-2009, 12:53 AM
وقفت على صفحتك ايتها العزيزة طويلا ..
وكلما حاولت الخروج من هنا أجدني أعود كي أبدأ القراءة من جديد ..
أديبتنا د. نجلاء ..
صورت الحالة بتركيز علي من حيث الشعور والحدث ..
بحق قصة رائعة بتصويرها وسردها ..
لك صادق الود وعقد من الفل المصري يزين جيدك ..
محبتي ..
http://up5.m5zn.com/photos/00075/7og2abqfjv63.jpg


يحاول القلم أن يعبر أستاذتي, يحاول الحبو فوق لوحات العقل عله يقف في وجه ريح تتربص بخطواته!

لكِ عقد من الياسمين المصري يصافح معصمكِ.

حبي وتقديري

د. نجلاء طمان
21-03-2009, 02:14 AM
وردتي
حروفٍ حزينة مكبلة باليأس
ولكنها مبدعة خرجت من
بين أصابعكِ بروعه وفن
وكأنكِ تعزفين مقطوعة لبتهوفين
نجلائي
سأعود لكِ غاليتى
فانتظرينى
جل المحبة هي لكِ

مروة الحبيبة:

كان اختياركِ لموسيقا بيتهوفن سهمًا أصاب قلبي, فذاك الحزين عزف موسيقاه الحزينة من خضم التوتر والألم, مما قد يتشابه مع موسيقا القصة المتواترة والمعانقة ارتباك القلب مع ذكرياته.

تعلمين كم أحب مروركِ وأحبكِ أكثر.

تقديري وحبي

رشدي مصطفى الصاري
30-03-2009, 07:38 AM
الفاضلة د. نجلاء طمان
دائماً أبحث هنا وهناك بين السطور عن كل ماهو سابق لعصره.....فكرة أو إبداع في التشويق
وحقيقة الأمر أني وجدت في طريقة طرحك لآلام المرأة وجراحها
لمسة تجدد وسبق زمني وتفرد في التصوير
وددت لو انتهت سطورك عند (- حطميه.. دمريه ! حوليه إلى كومة من الصلصال..)
وليبقى قلمك منارة للإبداع
------------------------------------------- د. رشدي

د. نجلاء طمان
21-05-2009, 02:48 AM
هو الإنسان ... نور ونار ... روح وجسد ... براءة وخبث ... جحيم وجنان
هو الإنسان ... فلماذا العجب ؟
لا ملائكة فوق الأرض يمشون ... لا ملائكة ..
\
مودتي

ولأنه لا ملائكة تمشي على الأرض, نحاول رسم ملائكة نحن في خيالنا, لكن الأجنحة تتمزق للملائكة والخيال معًا... فنهوي.

أيها المغرق في الغياب, عساكَ بألف خير أخي!

ودي وتقديري

د. نجلاء طمان
20-12-2009, 10:44 PM
غاليتي الحبيبة د.نجلاء
اقف مبهورة باسلوبك المميز في الكتابة والذي ينم عن طاقة شعورية وأدبية مدهشة
مع هذه القصة وجدتني احاول ان أستخلص العبرة ولعله من المناسب أن أقول
على المشاعر أن تبقى محصورة ضمن حدود قاعدة تقول
لايكن حبك تلفا ولابغضك تلفا
وأن نجعل من التنفيس عن الحنق وسيلة لاستعادة القوة والاتزان وليس العكس
نجلاء :-
القراءة لكتاباتك بالنسبة لي وللكثيرين مكسب
احترامي وتقديري العميق لكِ

يسرى أيتها المسافرة على كف القمر أغنية نور

هو مروركَ قصة تنافس حكاية

عساكِ بالخير والرضا غاليتي

محبتي والتقدير

د. نجلاء طمان
06-04-2010, 01:46 AM
أستاذتي نجلاء حياك الله .
لا يتجادل اثنان في تملكك ناصية الأدب و أنت المبعة الكبيرة ,,,, و التمسي لجرأتي على قراءة نصوصك عذرا ...
أ لا ترين أن نفس الوهم و الصورة الفوضاوية التي تعيشها بطلة القصة هي نفسها التي تنشأ عند القارئ لينتقل رغما عنه إلى عمق النص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الوهم كثيرا ما يتحول إلى تمثال بل إلى صنم يعبد يمارس سلطة الإخضاع و الإجبار على الخنوع ... إذاك من الصعب التخلص منه ,و تكسيره وحده لايكفي لأنه يتخذ له مكانا في دواخلنا.......
عذرا إن كان فهمي ضيقا قريبا للقصة, لأن مدلولها أعمق و أبعد ........
تحياتي.........
المفائل : ابراهيم

سلام الله

أما عن مديحكَ فقد أغرقنا وفاض في بحرٍ من خجل أيها الأستاذ الكبير.

وأما عن تساؤلكَ, فأنا أدعو الله أن يكون قد حدث, فأتيهُ في سحائب السعادة, عندما أدركُ أن التأثير كان من العنف فانفعل المتلقي مع البطلة حتى ذاك الحد الذي نقله إلى غابات القص.

وأما عن مداخلتكَ عن الوهم؛ فنعم صدقتَ والله, كم من وهمٍ يستحيل في كياننا صنمًا, حتى يعفو الله!! .


غاية شكري وتقديري

د. نجلاء طمان
18-05-2010, 09:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

في كثير من الأحيان يجود علي قلمي بكلمات تعتقني من نيران الصمت الذي يخنق تعابيري

لكن اليوم لم يجد علي بشيء بل همس لي قائلا: لا تفسدي جمال ما قرأتي بكلمات بائسة

وتلذذي به في صمت وهدوء تامين، فالصمت فحرم الجمال جمال، آسفة على عجزي، فقد

خذلني مداد الكلم، سأخلد لصمتي الآن.

تحياتي لك أيتها المبدعة، فقد راقني ما قرأت.


أما أنا فتعابيري الآن كلها مخنوقة أيتها العزيزة !

غيابكِ طال , وصار رحيل الأحبة في حياتي عادة... لكنها جحيم ... جحيم !

أتمنى أنكِ بكل الخير !


شوقي وتقديري

محمد ذيب سليمان
21-05-2010, 07:46 PM
الرائعة د. نجلاء طمان
للمرة الثالثة أعاود قراءتها وفي كل مرة
أجدني متعاطفا معها وفي نفس الوقت أجدها تستحق ماهي عليه
فهل هو الحب الأعمى الذي أوصلها الى هذه الدرجة
أم هو الإخلاص
أم ضعف الشخصية وسيطرته عليها
عشت مع تفصيلات القصة حتى لكأنني أنظر اليه وإليها
رأيت ما رايت
ورغم ذلك أسعدتني النهاية وتخلصها من الكابوس
وأراك هنا أنصفتها حينما كسرت ذلك الجبار الموجدود داخل التمثال
فهل تراك أعدتها من جديد لبداياتها مع شظايا التمثال
كم هو مؤلم ذلك
تحاياي

محمد ذيب سليمان
21-05-2010, 07:47 PM
مدرسة أنت ورائعة

حسام القاضي
22-05-2010, 09:02 PM
أديبتنا الراقية / د. نجلاء طمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت النص أكثر من مرة
وانخدعت أيضاً اكثر من مرة ..

براعة كبيرة منك أن تجعلينا نعايش صراعك الداخلي
وكأنه حقيقة واقعة ماثلة امامنا..
رحلة هروب من ملامحه ولو إلى أي ملامح مختلفة
محاولة لرسم شخصية مختلفة ، وبرغم مرارة الرحلة
إلا انها تنتهي إليه مرة أخرى ..
أي منه وإليه!!
هذا التمثال الوهمي ..الصنم الذي نشيده داخلنا
ولا نستطيع هدمه بسهولة ، وهل يمكن محو الحب هكذا بإرادتنا ؟؟!!
كان الصراع بطل القصة الأول هنا فقد جاء مفعماً صادقاً ، وكيف لا والقصة
نفسية ذهنية ..
جاء استخدامك للصلصال الأسود وكأنه المعادل الموضوعي للحالة النفسية للبطلة
تحاول تشكيل واقع جديد لمحو / طرد ماض يطاردها ، ولكن الماضي ينتصر :

آلاف من قطع الصلصال المتناثرة؛ كل قطعة تتشكل على حدة, ليتكون من كلٍ منها وبكل تحدي... تمثالٌ نصفي
نهاية قوية رائعة لعمل أكثر من رائع جاء كمائدة شهية حفلت بالعديد من عناصر القص المتضافرة ( رمزية / تيار الوعي ..و) لتقدم لنا هذا العمل المتميز.
أشكرك لما أمتعتننا به هنا.

تقبلي خالص تقديري واحترامي

د. نجلاء طمان
18-04-2013, 12:06 PM
:
ثصة رائعة يا نجلاء
مبدعة أنت بــ حق

سعدت بـ القراءة هنا

سلمت ودمت بــ ألق
لك ودي وتراتيل ورد



سحر يا فراشة الواحة..

عساكِ بمليون خير !!

لكِ الحب والتقدير

كريمة سعيد
18-04-2013, 05:41 PM
أهلا بعودة الأديبة الأريبة د/ نجلاء الطمان
نحن من يخلق الأصنام ويمنحها حياة وسلطة ... نجعلها تتحكم بمصيرنا عندما نجعلها حقيقة مع أن كل هاتف فينا يصرخ بأنها مجرد أوهام
سرد ماتع ومثير
بوركت أختي الغالية

ناديه محمد الجابي
18-04-2013, 10:38 PM
نص رائع .. ممتع
أحييك على هذه القصة التي جمعت بين جمال الشكل الفني وإتقانه
بين اللغة الرصينة السامقة وذلك الشلال من المشاعر..
وروح الفنان داخل البطلة التي بعثت بصورته في الصلصال
ثم تحطيم ذلك الصنم في محاولة للتخلص من مشاعرها نحوه.
الكلمات تعجز عن التعبير عن إعجابي..
الأديبة الرائعة .. د. نجلاء طمان
أسجل إعجابي الشديد بهذا القلم الرائع.

كاملة بدارنه
19-04-2013, 05:14 PM
قصّة ذات أبعاد نفسيّة ... فالتّمثال الذي أنشأته أخذ ملامح الشّخصيّة التي تحاول التّخلّص منها بعد سماع الحقيقة عنها ...
الوعي يحدّثها بتغيير الوجه، واللاوعي يبني الملامح التي اكتشفتها بعد الانتهاء من العمل ... إنّها ملامحه
ويستمرّ الصّراع وتؤدّي سورة الغضب إلى تحطيم التّمثال... تحطيم الأسطورة التي ألّفتها وأسكنتها في دواخلها للتّخلّص من جرح الإهانة والخيانة
لكنّ هذه المحاولة في المحو لاتنجح ... إذ رأت القطع المحطّمة تتجمّع لتكوّن تمثالا نصفيّا
هذا يعني أنّها تعاود بناء التّمثال ليظلّ من أرادت التّخلّص منها مخلّدا!
قصّة رائعة الفكرة والسّرد
بوركت
تقديري وتحيّتي
( تحدٍّ )

لانا عبد الستار
31-07-2013, 12:51 AM
ثم انطلقت يداها تحطم التمثال وهي تصرخ في هيستيريا :
- أخرج مني أيها الأفعى... أيها المخادع.. اخرج !
- اخرج مني... لم تعبث بداخلي؟؟ لم لا تخرج ؟؟
- اخرج مني أيها الوهم.. اخرج مني...اخرج...

هل يمكن إحصاء اللواتي وقفن أمام الغدر يصحن بهذا قبل أن يعدن بكل هدوء مستسلمات للغادر يدّعين الصفح !
قصة هادرة بحقيقة تعرفها كل ضحاياه
أشكرك نجلاء

د. سمير العمري
28-05-2014, 04:33 PM
هي الحياة ديدن لا يتغير ولا يتبدل ، وهم البشر منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وإنما اللبيب من استعمل عثرات حياته مطية انعتاق وشموخ وقوة تستمد لمستقبل أفضل.

نصك القصصي هنا كان زاخرا بلغة رصينة لم يغلبها إلا مشاعر دافقة وانفعال شعوري يشد القارئ بقوة للتماهي مع النص.


أحسنت وأكثر!

تقديري

ربيحة الرفاعي
14-06-2014, 12:45 AM
أصفق بقوة للنص المتين والقصّ المدهش بفكرته وأدائه

ببراعة لعبت القاصة على أوتار النفس بطرفيها أمام النص هنا نفس البطلة ونفس المتلقي، وصوّرت الصراع الداخلي لأسيرة الوهم تحاول التخلص مما تتمسك بحياله وتلفها بيديها حولها لتزداد له انسياقا فتصل للنهاية التي أعلنتها القفلة المدهشة بقطع الصلصال المتناثرة تتشكل بملامحه لتستحيل كل قطعة منها تمثالا نصفيا للغادر ذاته

تحيتي لبديع أدائك أيتها الرائعة

لا حرمك البهاء

خلود محمد جمعة
13-03-2015, 06:59 PM
قطع الصلصال المتناثرة لم تكن سوى روحها المحطمة
وكم من الذكريات التي تسكن قلوبنا حد احتلال النبض وكلما حاولنا الهروب منها ندرك أننا نهرب اليها
قصة رسمت بدقة معالم الألم على القلوب المهشمة بسرد ماتع وأسلوب شائق وحبكة غرقنا في تفاصيلها
اسجل اعجابي
بوركت وكل التقدير