المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرام لم تعد باسمة



ياسمين شملاوي
02-07-2008, 02:52 PM
مرام لم تعد باسمه
للكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
ما أكثر الذكريات التي تنقش على جدران شرايننا وتتشبث في عقولنا ... وتغدو عميقة... عميقة .... لا نستطيع نسيانها أو تناسيها على مر الأيام ...
ولعل حياتنا اليومية وما تحويه من مفردات الألم والقهر والمعاناة ... ما تجعل أحداثها السحيقة تطفو على سطح ذكرياتي ... حتى انه ما من يوم يمر إلا وأراها تتهاوى أمامي كقطعة قماش بالية .. هشة عاجزة عن لملمة شظاياها وصورها.
ومهما حاولت إتباع قواعد الاسترخاء واستدعاء الصور السعيدة من صندوقي الأسود المحكم الإغلاق..في أسبار ذواتي الخفية إلا أنها تزداد غورا وسبورا..
ورغم هذا الكل المركز من إجترار الذكريات المتراكمة فوق كاهلي وكأنها الجبال..إلا أن صورة صديقة طفولتي وعمري ( مرام النحلة ) تبقى المستحوذة على كل جوارحي وأحاسيسي.. وهي ما انفكت تستقبلني مع ترانيم كل صباح ..تلبس زيها المدرسي الأزرق تلملم شعرها الناعم المنثور .. بطوق من الياسمين .. ليزيدها سحرا ودلالا .. لا تكاد تفارقها ابتسامتها العريضة التي أصبحت علامتها الفارقة المميزة ..
نشبك أيادينا .. نتباهى بطفولتنا المفعمة بالحيوية والنشاط .. نقارب ما بين مقاعد الدراسة حتى تحتك الأكتاف بالأكتاف.. ويغدو همسنا أكثر وضوحا . وفي ساعات المساء .. يحضرنا الشوق والحنين .. فنخترع لأهالينا أسبابا واهية لاستعمال الهاتف .. وما أن أسمع صوتها الآتي من الحارة القريبة كوقع شحرور يشدو .. حتى يُطمئنني قلبي بأن عالمي يسير برتابته المعتادة في رسم معالم الغد الحالم بالأمن والأمان ..
مرام : - هل سترتلين علينا غدا بعضا من آيات الذكر الحكيم ..
- طبعا حبيبتي غدا دوري بالتسميع ..
مرام : - يا الله ما أطيب معلمة الدورة وما أحرصها على تحفيظنا القران الكريم وشرحه ...
- تريدنا أن نكون على خطى الصالحات من أمهات المسلمين ..
مرام : - كم حزنت البارحة على صديقتنا ( ملاك ) كان الله في عونها
- ليس بسيطا أن تفقد الأسرة راعيها...
مرام : - ما أكرم أن يقضي الإنسان شهيدا ..يشفع لسبعين من أهله ..
.. وفي ليل ذات اليوم حيث سقط الدم فيها في الدم .. والتاريخ من التاريخ .. ومرام من الياسمين ..
اقتحم المغول محيط سكناها .. بحثا عن شباب المقاومة .. فاختلط الرصاص بالدم .. والصراخ بالهدم .. وصوت جريح غير بعيد عن بيتهم.. يستغيث ..ينزف يتألم .. اندفع أبواها نحو الباب غير آبهين لجنود الموت ودباباتهم وآلياتهم .. يحاولون انتشال ما تبقى من الجريح الذي أمسى جثة هامدة ..غير بعيدة عن جثامين رفاقه الأربعة الآخرون..
مرام التي تقف غير بعيدة عن والديها تشاهد ودموعها منهمرة على وجنتيها .. أطلقت صرخة رعب وفزع وفتحت عيناها وفرغت فاها ( وا .. ويلتاه .... )!!؟؟
عاجلتها رصاصة احتلالية غادرة مرت بالقرب من جبهة والدها وأُذن والدتها .. لتخترق دمعتها ولتستقر بثغرها الجميل .. وتقتل معها كل ما هو جميل .
(ولتسجل مرام رقما جديدا في قافلة الدم المسفوح في كل دقيقة ..)
اليوم وبعد أربعة أعوام على رحيلها ... رزقت والدتها بمرام جديدة غدت تملئ حياتهم بالبهجة والسعادة .. وبعض التعويض ..!!
وأنا مافتِئتُ أسأل باكية.. أو أبكي متسائلة :
((من يعوض محمد.. وعبير وفارس وحنان .. وإيمان .... )) ؟؟؟؟؟؟؟

جوتيار تمر
02-07-2008, 03:57 PM
ياسمين...
لأن الذكريات تبقى في ماهيتها الشيء والدلالة ، فهي بلاشك ليست رمز او دلالة الى عالم عياني يشير اليه ، كما انها ليست عالما او شيئا تغيب وراءه الاشياء الحقيقية ،بل هي تجمع العالمين معا من اجل رؤية انضج ، وهذا النضوج الدلالي العياني يتسم دائما بالديمومة ، لانهما يستمدان قوتهما من الداخل الانساني ، وهذا الداخل سواء في طوره الوجعي الالمي ، ام الخارج عنهما ، فانه يبقى المنهل والنبع لهما ، وها انتِ هنا تؤثثين لعوالم الالم التي هي بلاشك تخلد اكثر من عوالم اخرى طارئة ليست صميمية ، ليست ازلية ، نصك هذا استحضار لماهية الانسان في كينونته التي جُبل عليها ، ولاشيء يدوم ايتها العزيزة ، فالفقد عنوان لم يتجاهلنا وان تعمدنا نحن تجاوزه او تجاهله او حتى تناسيه .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

مازن سلام
03-07-2008, 07:18 PM
الآنسة ياسمين شملاوي المحترمة
أنتِ اليوم عينٌ شاهدة على المأساة و الدمعة والوجع,
أنتِ ذاكرة الغد ,
على أمل أن يكون المستقبل مشرقاً كأحلام الطفولة البريئة ,
وليس كالكوابيس التي تحاصرنا.
كل التحية
مازن سلام

بوفاتح سبقاق
03-07-2008, 10:16 PM
تحياتي
بالفعل الذكريات تبقى دوما تعيش مع المرء
و خاصة عندما تكون مؤثرة
مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق الجزائر

د. مصطفى عراقي
04-07-2008, 11:43 PM
مرام لم تعد باسمه
للكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
ما أكثر الذكريات التي تنقش على جدران شرايننا وتتشبث في عقولنا ... وتغدو عميقة... عميقة .... لا نستطيع نسيانها أو تناسيها على مر الأيام ...
ولعل حياتنا اليومية وما تحويه من مفردات الألم والقهر والمعاناة ... ما تجعل أحداثها السحيقة تطفو على سطح ذكرياتي ... حتى انه ما من يوم يمر إلا وأراها تتهاوى أمامي كقطعة قماش بالية .. هشة عاجزة عن لملمة شظاياها وصورها.
ومهما حاولت إتباع قواعد الاسترخاء واستدعاء الصور السعيدة من صندوقي الأسود المحكم الإغلاق..في أسبار ذواتي الخفية إلا أنها تزداد غورا وسبورا..
ورغم هذا الكل المركز من إجترار الذكريات المتراكمة فوق كاهلي وكأنها الجبال..إلا أن صورة صديقة طفولتي وعمري ( مرام النحلة ) تبقى المستحوذة على كل جوارحي وأحاسيسي.. وهي ما انفكت تستقبلني مع ترانيم كل صباح ..تلبس زيها المدرسي الأزرق تلملم شعرها الناعم المنثور .. بطوق من الياسمين .. ليزيدها سحرا ودلالا .. لا تكاد تفارقها ابتسامتها العريضة التي أصبحت علامتها الفارقة المميزة ..
نشبك أيادينا .. نتباهى بطفولتنا المفعمة بالحيوية والنشاط .. نقارب ما بين مقاعد الدراسة حتى تحتك الأكتاف بالأكتاف.. ويغدو همسنا أكثر وضوحا . وفي ساعات المساء .. يحضرنا الشوق والحنين .. فنخترع لأهالينا أسبابا واهية لاستعمال الهاتف .. وما أن أسمع صوتها الآتي من الحارة القريبة كوقع شحرور يشدو .. حتى يُطمئنني قلبي بأن عالمي يسير برتابته المعتادة في رسم معالم الغد الحالم بالأمن والأمان ..
مرام : - هل سترتلين علينا غدا بعضا من آيات الذكر الحكيم ..
- طبعا حبيبتي غدا دوري بالتسميع ..
مرام : - يا الله ما أطيب معلمة الدورة وما أحرصها على تحفيظنا القران الكريم وشرحه ...
- تريدنا أن نكون على خطى الصالحات من أمهات المسلمين ..
مرام : - كم حزنت البارحة على صديقتنا ( ملاك ) كان الله في عونها
- ليس بسيطا أن تفقد الأسرة راعيها...
مرام : - ما أكرم أن يقضي الإنسان شهيدا ..يشفع لسبعين من أهله ..
.. وفي ليل ذات اليوم حيث سقط الدم فيها في الدم .. والتاريخ من التاريخ .. ومرام من الياسمين ..
اقتحم المغول محيط سكناها .. بحثا عن شباب المقاومة .. فاختلط الرصاص بالدم .. والصراخ بالهدم .. وصوت جريح غير بعيد عن بيتهم.. يستغيث ..ينزف يتألم .. اندفع أبواها نحو الباب غير آبهين لجنود الموت ودباباتهم وآلياتهم .. يحاولون انتشال ما تبقى من الجريح الذي أمسى جثة هامدة ..غير بعيدة عن جثامين رفاقه الأربعة الآخرون..
مرام التي تقف غير بعيدة عن والديها تشاهد ودموعها منهمرة على وجنتيها .. أطلقت صرخة رعب وفزع وفتحت عيناها وفرغت فاها ( وا .. ويلتاه .... )!!؟؟
عاجلتها رصاصة احتلالية غادرة مرت بالقرب من جبهة والدها وأُذن والدتها .. لتخترق دمعتها ولتستقر بثغرها الجميل .. وتقتل معها كل ما هو جميل .
(ولتسجل مرام رقما جديدا في قافلة الدم المسفوح في كل دقيقة ..)
اليوم وبعد أربعة أعوام على رحيلها ... رزقت والدتها بمرام جديدة غدت تملئ حياتهم بالبهجة والسعادة .. وبعض التعويض ..!!
وأنا مافتِئتُ أسأل باكية.. أو أبكي متسائلة :
((من يعوض محمد.. وعبير وفارس وحنان .. وإيمان .... )) ؟؟؟؟؟؟؟
=====
الابنة الراقية القاصة المتألقة المتفوقة ياسمين
خطوة جديدة واثقة في مسيرة قضيتك وقضيتنا العادلة الفاصلة ، وفي درب الإبداع السردي المتميز .

لكنني أرى هنا أن النهاية جاءت رغم بلاغتها الجميلة ( أسأل باكية.. أو أبكي متسائلة ) عبئا على البناء الفني لقصتك الشجية.
أقترح - مجرد اقتراح - أن تكون النهاية :
رزقت والدتها بمرام جديدة غدت تملأ حياتهم بالبهجة والسعادة .. والذكريات ..!
==
ملحوظات يسيرة :
ومهما حاولت إتباع = اتباع (همزة وصل)
وأحاسيسي = إحساساتي
تملئ = تملأ
ولك أطيب التحيات
وأصدق الدعوات

ياسمين شملاوي
08-07-2008, 08:07 PM
ياسمين...
لأن الذكريات تبقى في ماهيتها الشيء والدلالة ، فهي بلاشك ليست رمز او دلالة الى عالم عياني يشير اليه ، كما انها ليست عالما او شيئا تغيب وراءه الاشياء الحقيقية ،بل هي تجمع العالمين معا من اجل رؤية انضج ، وهذا النضوج الدلالي العياني يتسم دائما بالديمومة ، لانهما يستمدان قوتهما من الداخل الانساني ، وهذا الداخل سواء في طوره الوجعي الالمي ، ام الخارج عنهما ، فانه يبقى المنهل والنبع لهما ، وها انتِ هنا تؤثثين لعوالم الالم التي هي بلاشك تخلد اكثر من عوالم اخرى طارئة ليست صميمية ، ليست ازلية ، نصك هذا استحضار لماهية الانسان في كينونته التي جُبل عليها ، ولاشيء يدوم ايتها العزيزة ، فالفقد عنوان لم يتجاهلنا وان تعمدنا نحن تجاوزه او تجاهله او حتى تناسيه .
دمت بخير
محبتي
جوتيار
الكريم جوتيار تمر
يحضرني بعض الوقت ..تقف اصابعي حائرة ..امام لوحة المفاتيح ..لمجاراة حروفك الكبيرة ..
انت قارىء اعتز بتواجدك في متصفحي ..
واسعد جدا حين تقرا حروفي بعين الرضا والتحليل العميق ..المتفهم لهمي الوطني الكبير ..
دمت كريما عزيزا بهيا
ولا حرمت جوارك الطيب ابدا
عقد ياسمين لروحك المحلقة .

ابراهيم السكوري
09-07-2008, 09:20 PM
الأخت المبدعة ياسمين سلام الله عليك..
اعلمي أختاه أنني بالكاد أتحمل متابعة النشرات الإخبارية و هذه اليوميات الدموية في فلسطين الحبيبة. نفس الحزن والأسى تركته قصتك القصة " مرام لم تعد باسمة" و الحقيقة أن مرام ماتت باسمة و نحن لا نجد شيئا يجعلنا نبتسم .. قصة في منتهى الروعة بلغة شعرية سلسة لها أثر عميق في النفس ، و بنسج حكائي جميل إنها نقل حي للصورة المأساوية القاتمة التي يعيشها أطفالنا في فلسطين .
دمت أديبة للقضية.. و نسأل الله أن يفرج كربتنا ........... ألا إن نصر الله قريب .

تحياتي و تقديري ............


أخوك المتفائل : ابراهيم ــــ المغرب

ياسمين شملاوي
09-07-2008, 10:26 PM
الآنسة ياسمين شملاوي المحترمة
أنتِ اليوم عينٌ شاهدة على المأساة و الدمعة والوجع,
أنتِ ذاكرة الغد ,
على أمل أن يكون المستقبل مشرقاً كأحلام الطفولة البريئة ,
وليس كالكوابيس التي تحاصرنا.
كل التحية
مازن سلام
الكريم مازن سلام ..
سلام الله عليك ..ورحمته وبركاته ..
سلام على روحك الطيبة ..الابية من ربوع الزيتون وريتا ..والبرتقال الحزين ..
وبحوك الجميل جعلني استرجع سؤال وجه لي ..لماذا تكتب ياسمين ..
[
**-اكتب لأكون الشاهدة والمشهودة ...
على زمان عز فيه مشاهدي الحق والحقيقة ...
-اكتب لتدعيم القيمة الإنسانية في وطن كل ما فيه مستباح من الألف إلى الياء .. ضمن ورشة احتلالية هائلة الإمكانيات تعمل من رفح إلى جنين وفق آليات ممنهجة محكمة .. تهدف بإستراتيجيتها العامة ... لتغيب الوعي القومي والديني وتغيب ثقافة الرفض والمقاومة لشعبنا وامتنا ..
- اكتب حتى يرى العالم ويسمع حال ومآل شعبنا ..الذي أمسى على جسر العبور ..إلى غياهب المجهول..!!؟؟
** إن الكتابة طريقة مسورة لعبور الأفكار والحقائق ولكي يسمع العالم صرخة طفلة فلسطينية تستغيث أمة خرجت من رحم الإسلام أمة يجمعها التاريخ والأمجاد ... امة كانت خير أمة .. فحتما سيخرج من هذه الأمة العظيمة ..من ينصر بيت المقدس ..وشعب فلسطين...[/frame]
اشكرك على المرور الطيب ..ولا حرمت جوارك المتعاطف ابدا
الياسمين

ياسمين شملاوي
09-07-2008, 10:42 PM
تحياتي
بالفعل الذكريات تبقى دوما تعيش مع المرء
و خاصة عندما تكون مؤثرة
مع تمنياتي بمزيد من التألق
من الكاتب بوفاتح سبقاق الجزائر
الكريم بوفاتح سبقاق
اسعدني مرورك الطيب بصفحتي ..
وذكريات شعبنا المسفوحة ..لا تختلف عن حزين ذكريات شعبكم العظيم
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
مودتي
الياسمين

ياسمين شملاوي
12-07-2008, 01:16 PM
=====
الابنة الراقية القاصة المتألقة المتفوقة ياسمين
خطوة جديدة واثقة في مسيرة قضيتك وقضيتنا العادلة الفاصلة ، وفي درب الإبداع السردي المتميز .
لكنني أرى هنا أن النهاية جاءت رغم بلاغتها الجميلة ( أسأل باكية.. أو أبكي متسائلة ) عبئا على البناء الفني لقصتك الشجية.
أقترح - مجرد اقتراح - أن تكون النهاية :
رزقت والدتها بمرام جديدة غدت تملأ حياتهم بالبهجة والسعادة .. والذكريات ..!
==
ملحوظات يسيرة :
ومهما حاولت إتباع = اتباع (همزة وصل)
وأحاسيسي = إحساساتي
تملئ = تملأ
ولك أطيب التحيات
وأصدق الدعوات
الكريم العراقي
انت واحدا من القلائل الذين احرص ..على حضورهم بنصي ..
ومجرد ذلك يعطيني اعلى درجات الرضا ..والبهجة لحروفي ..
حضورك دافىء مفعم بالاصالة والبهاء ..والعين الثاقبة ..
حتى احس انك تقرا كل التفاصيل .بعناية ..وتفهم وتحليل عميق ..
واكثر ما يبهجني تلك الطريقة الطيبة السلسة التي ..تصحح فيها .وتنصح بها ..
وقد عملت بكل ما اوردت والذي فعلا اضفى جمالا وبهاء اكثر لنصي ..
اشكرك ..وكم اتمنى التواصل اكثر معكم لاقدم لك حتى نصوصي غير المنشورة لابداء النصح والارشاد ..
اكون جد سعيدة اذا كان الامر يناسبك ..فقط ضع لي على الخاص بريدك ..
واذا كان وقتك لا يسمح بذلك ..اتفهم الامر ..ويكفيني ان القاك بمتصفحي دوما ..
لك الخير والسعادة والراحة ..دوما
احتراماتي
الياسمين

مصلح أبو حسنين
12-07-2008, 10:05 PM
مرام لم تعد باسمه
للكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
ما أكثر الذكريات التي تنقش على جدران شرايننا وتتشبث في عقولنا ... وتغدو عميقة... عميقة .... لا نستطيع نسيانها أو تناسيها على مر الأيام ...
ولعل حياتنا اليومية وما تحويه من مفردات الألم والقهر والمعاناة ... ما تجعل أحداثها السحيقة تطفو على سطح ذكرياتي ... حتى انه ما من يوم يمر إلا وأراها تتهاوى أمامي كقطعة قماش بالية .. هشة عاجزة عن لملمة شظاياها وصورها.
ومهما حاولت إتباع قواعد الاسترخاء واستدعاء الصور السعيدة من صندوقي الأسود المحكم الإغلاق..في أسبار ذواتي الخفية إلا أنها تزداد غورا وسبورا..
ورغم هذا الكل المركز من إجترار الذكريات المتراكمة فوق كاهلي وكأنها الجبال..إلا أن صورة صديقة طفولتي وعمري ( مرام النحلة ) تبقى المستحوذة على كل جوارحي وأحاسيسي.. وهي ما انفكت تستقبلني مع ترانيم كل صباح ..تلبس زيها المدرسي الأزرق تلملم شعرها الناعم المنثور .. بطوق من الياسمين .. ليزيدها سحرا ودلالا .. لا تكاد تفارقها ابتسامتها العريضة التي أصبحت علامتها الفارقة المميزة ..
نشبك أيادينا .. نتباهى بطفولتنا المفعمة بالحيوية والنشاط .. نقارب ما بين مقاعد الدراسة حتى تحتك الأكتاف بالأكتاف.. ويغدو همسنا أكثر وضوحا . وفي ساعات المساء .. يحضرنا الشوق والحنين .. فنخترع لأهالينا أسبابا واهية لاستعمال الهاتف .. وما أن أسمع صوتها الآتي من الحارة القريبة كوقع شحرور يشدو .. حتى يُطمئنني قلبي بأن عالمي يسير برتابته المعتادة في رسم معالم الغد الحالم بالأمن والأمان ..
مرام : - هل سترتلين علينا غدا بعضا من آيات الذكر الحكيم ..
- طبعا حبيبتي غدا دوري بالتسميع ..
مرام : - يا الله ما أطيب معلمة الدورة وما أحرصها على تحفيظنا القران الكريم وشرحه ...
- تريدنا أن نكون على خطى الصالحات من أمهات المسلمين ..
مرام : - كم حزنت البارحة على صديقتنا ( ملاك ) كان الله في عونها
- ليس بسيطا أن تفقد الأسرة راعيها...
مرام : - ما أكرم أن يقضي الإنسان شهيدا ..يشفع لسبعين من أهله ..
.. وفي ليل ذات اليوم حيث سقط الدم فيها في الدم .. والتاريخ من التاريخ .. ومرام من الياسمين ..
اقتحم المغول محيط سكناها .. بحثا عن شباب المقاومة .. فاختلط الرصاص بالدم .. والصراخ بالهدم .. وصوت جريح غير بعيد عن بيتهم.. يستغيث ..ينزف يتألم .. اندفع أبواها نحو الباب غير آبهين لجنود الموت ودباباتهم وآلياتهم .. يحاولون انتشال ما تبقى من الجريح الذي أمسى جثة هامدة ..غير بعيدة عن جثامين رفاقه الأربعة الآخرون..
مرام التي تقف غير بعيدة عن والديها تشاهد ودموعها منهمرة على وجنتيها .. أطلقت صرخة رعب وفزع وفتحت عيناها وفرغت فاها ( وا .. ويلتاه .... )!!؟؟
عاجلتها رصاصة احتلالية غادرة مرت بالقرب من جبهة والدها وأُذن والدتها .. لتخترق دمعتها ولتستقر بثغرها الجميل .. وتقتل معها كل ما هو جميل .
(ولتسجل مرام رقما جديدا في قافلة الدم المسفوح في كل دقيقة ..)
اليوم وبعد أربعة أعوام على رحيلها ... رزقت والدتها بمرام جديدة غدت تملئ حياتهم بالبهجة والسعادة .. وبعض التعويض ..!!
وأنا مافتِئتُ أسأل باكية.. أو أبكي متسائلة :
((من يعوض محمد.. وعبير وفارس وحنان .. وإيمان .... )) ؟؟؟؟؟؟؟
___________________________________

ياسمين شملاوي

سرنا المرور

وأمتعنا المنشور

دمت بخير

ياسمين شملاوي
14-07-2008, 03:54 PM
___________________________________
ياسمين شملاوي
سرنا المرور
وأمتعنا المنشور
دمت بخير
الكريم مصلح أبو حسنين
وسرنا الشهود
وامتعنا ..الموجود
واتحفنا الجود
مودتي
الياسمين

ياسمين شملاوي
18-07-2008, 05:26 PM
الأخت المبدعة ياسمين سلام الله عليك..
اعلمي أختاه أنني بالكاد أتحمل متابعة النشرات الإخبارية و هذه اليوميات الدموية في فلسطين الحبيبة. نفس الحزن والأسى تركته قصتك القصة " مرام لم تعد باسمة" و الحقيقة أن مرام ماتت باسمة و نحن لا نجد شيئا يجعلنا نبتسم .. قصة في منتهى الروعة بلغة شعرية سلسة لها أثر عميق في النفس ، و بنسج حكائي جميل إنها نقل حي للصورة المأساوية القاتمة التي يعيشها أطفالنا في فلسطين .
دمت أديبة للقضية.. و نسأل الله أن يفرج كربتنا ........... ألا إن نصر الله قريب .
تحياتي و تقديري ............
أخوك المتفائل : ابراهيم ــــ المغرب
الكريم ابراهيم السكوري
اعتذر بداية عن سهوي عن الرد على بوحك الجميل ..
واعلم اخي اننا تعودنا على مظاهر الالم والدموع ..
وما عادت القشعريرة تصيب احدا ..لتكرار مشاهد الدم المسفوح..
وامواه الاجساد المنخلة بالرماح والحراب الاحتلالية ..
حتى امست الحياة والموت من اجلها سيان ..
نحن شعب كتب علينا الحزن سبعة ايام بالاسبوع ..
واصبحت ..الرغبة بزوال الاحتلال ..يقدم لها كل شىء ..على مذبح الحرية
**اشكرك ايها الكريم على هذا المرور المفعم بالحمية والوفاء لفلسطين
دمت اخا وفيا ..مخلصا
مودتي
الياسمين

زاهية
19-07-2008, 07:37 AM
رائعة والله ياحبيبة رائعة فليحفظك ربي من كل شر
أختك
بنت البحر

د. مصطفى عراقي
19-07-2008, 07:56 AM
الكريم العراقي
انت واحدا من القلائل الذين احرص ..على حضورهم بنصي ..
ومجرد ذلك يعطيني اعلى درجات الرضا ..والبهجة لحروفي ..
حضورك دافىء مفعم بالاصالة والبهاء ..والعين الثاقبة ..
حتى احس انك تقرا كل التفاصيل .بعناية ..وتفهم وتحليل عميق ..
واكثر ما يبهجني تلك الطريقة الطيبة السلسة التي ..تصحح فيها .وتنصح بها ..
وقد عملت بكل ما اوردت والذي فعلا اضفى جمالا وبهاء اكثر لنصي ..
اشكرك ..وكم اتمنى التواصل اكثر معكم لاقدم لك حتى نصوصي غير المنشورة لابداء النصح والارشاد ..
اكون جد سعيدة اذا كان الامر يناسبك ..فقط ضع لي على الخاص بريدك ..
واذا كان وقتك لا يسمح بذلك ..اتفهم الامر ..ويكفيني ان القاك بمتصفحي دوما ..
لك الخير والسعادة والراحة ..دوما
احتراماتي
الياسمين


ابنتي الغالية الأديبة الراقية : ياسمين

بارك الله فيك يا بنيتي ، وأسعدك كما أسعدتني بهذا الرد الجميل الذي فاض أدبا ، وأريحية ، وثقة

وكم يشرفني أيتها الصادقة السامقة أن أحظى بهذا الشرف الكبير

سائلا المولى عو وجل ان أكون على قدر هذه الثقة الغالية


وحفظك المولى لنا ولأمتك ابنة نجيبة ، وأديبة بارعة

وتقبلي أطيب تحياتي
وأصدق دعواتي
بدوام التألق والتفوق

ياسمين شملاوي
19-07-2008, 08:24 AM
ابنتي الغالية الأديبة الراقية : ياسمين
بارك الله فيك يا بنيتي ، وأسعدك كما أسعدتني بهذا الرد الجميل الذي فاض أدبا ، وأريحية ، وثقة
وكم يشرفني أيتها الصادقة السامقة أن أحظى بهذا الشرف الكبير
سائلا المولى عو وجل ان أكون على قدر هذه الثقة الغالية
وحفظك المولى لنا ولأمتك ابنة نجيبة ، وأديبة بارعة
وتقبلي أطيب تحياتي
وأصدق دعواتي
بدوام التألق والتفوق
الكريم د. مصطفى
كنت على قناعة بانك كذلك ..
شرفتني بعظيم ادبك ونبل خلقك ..وحسن ردك ..
لا عدمت بوحك الجميل الطيب في فضاء ..حروفي الفلسطينية
عقد ياسمين لقلبك الصافي ..بالمحبة والعطاء والبهاء
الياسمين
**ارسلت لك بعض النصوص

ياسمين شملاوي
19-07-2008, 08:26 AM
رائعة والله ياحبيبة رائعة فليحفظك ربي من كل شر
أختك
بنت البحر
الكريمة بنت البحر
سلام على روحك البهية..
اغرقتني بنبل احساسك ..وصفاء وطهارة قلبك
لا حرمت جوارك الطيب ابدا
مودتي
الياسمين