تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى روح الفيلسوف عبد الوهاب المسيري ... يَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُوَكْ



غسان الرجراج
07-07-2008, 01:50 AM
رَحل عنا المسيري ، رحل عمالقة قبله ، و سيرحل عمالقة بعده ،هو الموت لا بد منه ، و لكنني لم أحس بوطأته كما أحسست حين ودعنا جسد المسيري ، إلى إشعار آخر ..
لأني لم أتماه قبل مع فيلسوف قبل كما فعلت معه .. المفكر،الأديب،المناضل،الم قاوم،الفكرة والإنسان...
لأني قبل قرابة عام أشرت على منظمتنا الطلابية بإتخاذه مفكر السنة ، و قبل شهر أهديته بحث إجازتي ، لا زلت أذكرني أكتبها "إلى الفيلسوف الإنسان .. عبد الوهاب المسيري" .. لأني قبيل موته بساعات أعطيت سيرته الفكرية لصديقي الشاعر الكبير محمد عريج مؤكدا على أنها ستكون أحسن ما قرأ في حياته .. لأني تابعته قبل رحيل جسده عنا يبشرنا بنهاية الصهيونية و الصهاينة .. لأني كنت أنوي أن أفاخر أبناء بيير بورديو في فرنسا به في دراسة عن فيلسوفنا المناضل ، كما كان بورديو ...
لأنه عبد الوهاب المسيري .. الذي تماهيت معه حتى الذوبان ، إقتناعا لا إستلابا ، و حتى حين أردت رثاءه وجدتني أكذب نبأ وفاته لا إعتراضا على القدر ، ولكن ؛ لأن أمثاله لا يموتون...
لأني وجدتني أكتب سيرته الفكرية في قصيدة كانت معدة في البدء للرثاء .. كما وجد نفسه حين أراد كتابة سيرته الذاتية ، يكتب سيرة غير ذاتية ، غير موضوعية ، سيرة فكرية في البذور و الجذور و الثمور ...
و كما وجد نفسه دون سابق إصرار أو ترصدٍ ذات تأمل .. شيوعيا على سنة الله و رسوله .. مفكرا إسلاميا مقاوما مناضلا عاش للفكر و الأدب .. و لا زال فينا يقول "كفاية" ...

إلى روح أستاذي و سيدي عبد الوهاب المسيري

يَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكْ




يَا صَـاحِبِي لاَ تُـتَمْـتِمْ إِنَّهُ رَحَـلَ
مَا زَالَ فِينَا يَخُطُّ الفِكْرَ وَ السُّبُلَ
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ لاَ تُرْهِقْ بِهِ المُقَلَ
نَجْمُ المَسِيرِيِّ رَغْمَ المَوْتِ مَا أَفَلَ


عَهِدْنَاكَ يَا مَوْتُ
سَيْفاً عَلَيْنَا
يُرِيقُ غُرُورَهُ
بَعْدَ الحِمَامْ...

عَهِدْنَاكَ غَدْراً
تَخَطَّفَ مِنَّا
أَعَزَّ أَحِبَّتِنَا وَالسَّلاَمْ ..

عَهِدْنَاكَ سَادِيَّةً
كَمْ تَسَلَّتْ
بِتَعْذِيبِنَا
يَا عَدُوَّ الأَنَامْ...

و َلَكِنْ
أَيَا مَوْتُ
قِفْ هَهُنَا
وَ خَفِّفْ غُرُوراً
بِهَذَا المَقَامْ...

أَقِرَّ بِذَنْبِكَ
قَبْلَ المَسِيرِي
وَ بَعْدَ الدَّمَنْهُورِيِّ
بِالإِنْهِزَامْ ...

فَمَا قَدْ قَتَلْتَهُ
كَفْكِفْ غُرُوَرَكَ
لاَ زَالَ فِينَا
سَلِيلُ الكِرَامْ...



فَمَا زَالَ فِينَا
يَقُولُ
لِمَنْ قَدْ تَصَهْيَنَ
فِي ذَاتِ ذُلٍّ
كَفَى مِنْ ضَلاَلٍ
هُمُ قَاتِلُوكْ...

وَ مَا زَالَ فِينَا
يَقُولُ لِمَنْ قَدْ تَعَوْلَمَ مِنَّا
بِسُوقِ النِّخَاسَةِ
هُمْ بَائِعُوكْ...

وَ لاَ مُشْتَرٍ
إِنْ هُمُ قَايَضُوكْ...



وَ لاَ زَالَ فِينَا
يَقُولُ لِمَنْ
قَدْ تَحَيَّزَ
نَحْوَ الأَعَادِي ؛
وَ فِكْرِ الأَعَادِي
لِتَجْمَعْ ضَلاَلَكَ
ثُمَّ ارْتَحِلْ مِنْ هُنَا يَا غُلاَمْ...

فَبَيْنَ الحَدَاثَةِ
وَ المُحْدِثِينَ
وَ ذُلِّ التَّعَوْلُمِ
وَ الرَّاقِصِينَ
بِمَبْغَى الخُنُوعِ
أَضَعْتُمْ نُهَاكُمْ
و ذَاكَ النُّهَا يَا غُلاَمْ ..

هُوَ الفَرْقُ
بَيْنَ البَهِيمَةِ
- يُنْشِبُ فِيهَا السُّعَارُ أَظَافِرَهُ -
وَ الأَنَامْ ...



فَلاَ زَالَ فِينَا
يُعَلِّمُ
مَنْ قَدْ يَهَابُ الصَّهَايِنَ مِنَّا
بِأَنَّ زَوَالَ العَدُوِّ قَرِيبٌ
وَ سَهْلٌ يَسِيرٌ
إِذَا مَا عَزَمْنَا القِتَالْ...

وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُعَلِّمُ
مَنْ قَدْ يَهَابُ العَدُوَّ
بِأَنَّ العَتَادَ
بِأَيْدِي الصَّهَايِنِ
لاَ
لَيْسَ يُغْنِي
غَداً
عَنْهُمُ
مِنْ زَوَالْ...

وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُصِرُّ عَلَى أَنَّ
ذَاكَ العَدُوَّ
لَمَبْغَى خُصَاةٍ
- كَحُكَّامِنَا -
قَدْ يَقُومُ بِأَسْرِهِ
تَحْتَ المَلاَجِئِ
بَعْضُ الرِّجَالْ...


وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُفِكِّكُ جَيْشَ العَدُوِّ بِفِكْرَةْ ..
وَ يَجْمَعُ مَا قَدْ تَبَقَّى بِفِكْرَةْ ..

لِيُلْقِيهِ فِي سَلَّةِ المُهْمَلاَتْ ...

وَلاَ زَالَ
فِينَا يَصِيحُ
- أَيَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكَ -
:
"فَالنَّصْرُ لاَ رَيْبَ آتْ"



فَلاَ زَالَ فِينَا
يَصِيحُ "كِفَايَةْ"
إِذَا مَا اسْتَبَدَّ
ذَلِيلٌ غَرِيبٌ
وَ أَلْقَى بِقُوتِ المَسَاكِينِ
نَحْوَ العَدُوِّ
وَ غَلَّقَ أَبْوَابَهُ فِي وَجْهِ
إِخْوَتِهِ الأَقْرَبِينْ ...

وَ لاَ زَالَ فِينَا
يَصِيحُ "كِفَايَةْ"
إِذَا مَا تَجَبَّرَ فِيهِمْ
غَوِيٌّ لَعِينْ ...

وَ حَوَّلَ شَعْباً
لَهُ النِّيلُ فَخْرٌ
إِلَى جَائِعِينْ ...

وَ حَوَّلَ أَرْضاً
بِهَا خَيْرُ جُنْدِ الأَرَاضِي جَمِيعاً
إِلَى مَخْفَرٍ
فِيهِ سِجْنٌ وَ مَلْهَى،
وَ حَوَّلَ خَيْرَ الجُنُودِ
إِلَى مُخْبِرِينْ ...



فَخَفَّفْ غُرُورَكَ
يَا مَوْتُ
لاَ زَالَ فِينَا خَطِيباً
يُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمَالِ وَ بَيْنَ المُجُونْ ...

وَ
مَجْدَةْ وَ كَاظِمْ
وَ
هَيْفَا وَ رُوبِي وَ طُونِي وَ جُونْ ...



فَلاَ زَالَ فِينَا
يُفَرِّقُ
بَيْنَ السَّفَرْدِ
وَ بَيْنَ الفِلاَشَةِ وَ الإِشْكِنَازِ
بِبَيْتِ اليَهُودْ ...

وَ لاَ زَالَ فِينَا
إِذَا مَا انْتَهَى مِنْ حَدِيثِهِ ذَاكَ
دَعَانَا لِنَسْفِهِ
لاَ فَرْقَ عِنْدَهُ
بَيْنَ المُقِيمِ
وَ بَيْنَ الجُنُودْ ...



هُمُ الغَاصِبُونَ جَمِيعاً ،
كيَانُ الحُلُولِ
إِذَا عَادَ عُدْنَا
وَ نِيرَانُ ثَوْرَتِنَا وَ اللَّهِيبْ ...

فَيَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكَ
مَا زَالَ فِينَا
أَرَاهُ هُنَا
يَا غَبِيّاً يُرَتِّلُ
" نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ ،
فَتْحٌ قَرِيبْ "
...



أَلاَ يَا "هُدَى"
لاَ حِدَادٌ عَلَيْهِ
فَذَاكَ المُصَابُ
بِدَاءِ التَّأَمُّلِ
لاَ زَالَ فِينَا
أَرَاهُ يُنَاضِلْ ...

فَمَا مَاتَ إِلاَّ
خَنُوعٌ جَهُولٌ
يَسِيرُ بِتَارِيخِهِ لِلْمَزَابِلْ ...



أَلاَ يَا "هُدَى"
إَنَّنَا المَيِّتُونَ
فَفِينَا المُطَبِّعُ
فِينَا العَمِيلُ
وَ فِينَا المُسَاوِمْ ...

وَ يَا صَاحِبِي
لاَ تُذَرِّفْ عَلَيْهِ
لأَنِّي أَرَاهُ
هُنَا بَيْنَنَا
سَاخِراً بَاسِماً؛
لأَنِّي أَرَاهُ
- وَ هْوَ الذِي جَرَّ خَلْفَهُ سَبْعِينَ عَاماً -
فَتِيّاً يُقَاوِمْ ...


غسان الرجراج
السبت 05/07/2008

د. نجلاء طمان
07-07-2008, 04:01 AM
رحمه الله وجعل مثواه الفردوس

ويبقى الموت قدرًا لله كلنا معانقوه شئنا ذاك أم أبينا !

خفف الله عنكَ أخي وعن ثكالى المسلمين

يرعاكَ ربي

عمر الراجي
07-07-2008, 02:39 PM
جزاك الله خيرا والموت حتمي علينا

عمر الراجي
07-07-2008, 02:41 PM
وقصيدتك من الناحية الفنية موفقة

لطفي الياسيني
07-07-2008, 04:56 PM
الاستاذ الفاضل الكبير السامق الراقي غسان الرجراج
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا
وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير

د. مصطفى عراقي
07-07-2008, 07:08 PM
رحمه الله تعالى

وجزاه عن أمته خير الجزاء



للتثبيت تقديرا ووفاءً

سمو الكعبي
08-07-2008, 12:58 AM
رحمه الله , أجمل بالشعر أن يشدو بمثل هولا ء

الصباح الخالدي
08-07-2008, 05:23 AM
رحمه الله واسكنه فسيج جناته
درب سيسلكه الجميع

صفاء حجازي
08-07-2008, 07:33 AM
رحمه الله ورحمنا جميعا
غسان
تغيب وتأتي بالدر بعد طول الغياب
لله أنت
وأعود أقول لك لا تغب يا رفيق
فلك هنا أهلٌ يسألون عنك دوما:)


تحياتي يا ابن المقاومة

د. أيمن العتوم
08-07-2008, 10:28 AM
يا سيّدي ...
رحم الله المسيريّ فقد أدّى - إن شاء الله - ما عليه تُجاه أمته، ولم يقامر بتاريخها، وكان وفيّا لمجدها العظيم، وسدّ ثغرة كبيرة في حمى الإسلام .... وقد أفضى إلى ما قدّمَ بين يدي رحيمٍ كريم ... ندعو الله له بالرّحمة والفوز .... واعلم أخي أنّ العظماء لا يموتون ... تموت أجسادهم وترتقي أرواحهم ... ولكن تبقى أعمالهم تذكّر بهم وتُعلي من جهودهم في سبيل أمّتهم ... وتذكّرْ معي قول شوقي:
فارفَعْ لنفسِكَ بعد موتكَ ذكرها
فالذِّكْرُ للإنسانِ عُمْرٌ ثانِ
ودمتَ أخي بخير ...

عبد القادر رابحي
09-07-2008, 06:59 PM
رَحل عنا المسيري ، رحل عمالقة قبله ، و سيرحل عمالقة بعده ،هو الموت لا بد منه ، و لكنني لم أحس بوطأته كما أحسست حين ودعنا جسد المسيري ، إلى إشعار آخر ..
لأني لم أتماه قبل مع فيلسوف قبل كما فعلت معه .. المفكر،الأديب،المناضل،الم قاوم،الفكرة والإنسان...
لأني قبل قرابة عام أشرت على منظمتنا الطلابية بإتخاذه مفكر السنة ، و قبل شهر أهديته بحث إجازتي ، لا زلت أذكرني أكتبها "إلى الفيلسوف الإنسان .. عبد الوهاب المسيري" .. لأني قبيل موته بساعات أعطيت سيرته الفكرية لصديقي الشاعر الكبير محمد عريج مؤكدا على أنها ستكون أحسن ما قرأ في حياته .. لأني تابعته قبل رحيل جسده عنا يبشرنا بنهاية الصهيونية و الصهاينة .. لأني كنت أنوي أن أفاخر أبناء بيير بورديو في فرنسا به في دراسة عن فيلسوفنا المناضل ، كما كان بورديو ...
لأنه عبد الوهاب المسيري .. الذي تماهيت معه حتى الذوبان ، إقتناعا لا إستلابا ، و حتى حين أردت رثاءه وجدتني أكذب نبأ وفاته لا إعتراضا على القدر ، ولكن ؛ لأن أمثاله لا يموتون...
لأني وجدتني أكتب سيرته الفكرية في قصيدة كانت معدة في البدء للرثاء .. كما وجد نفسه حين أراد كتابة سيرته الذاتية ، يكتب سيرة غير ذاتية ، غير موضوعية ، سيرة فكرية في البذور و الجذور و الثمور ...
و كما وجد نفسه دون سابق إصرار أو ترصدٍ ذات تأمل .. شيوعيا على سنة الله و رسوله .. مفكرا إسلاميا مقاوما مناضلا عاش للفكر و الأدب .. و لا زال فينا يقول "كفاية" ...
إلى روح أستاذي و سيدي عبد الوهاب المسيري
يَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكْ


يَا صَـاحِبِي لاَ تُـتَمْـتِمْ إِنَّهُ رَحَـلَ
مَا زَالَ فِينَا يَخُطُّ الفِكْرَ وَ السُّبُلَ
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ لاَ تُرْهِقْ بِهِ المُقَلَ
نَجْمُ المَسِيرِيِّ رَغْمَ المَوْتِ مَا أَفَلَ
عَهِدْنَاكَ يَا مَوْتُ
سَيْفاً عَلَيْنَا
يُرِيقُ غُرُورَهُ
بَعْدَ الحِمَامْ...
عَهِدْنَاكَ غَدْراً
تَخَطَّفَ مِنَّا
أَعَزَّ أَحِبَّتِنَا وَالسَّلاَمْ ..
عَهِدْنَاكَ سَادِيَّةً
كَمْ تَسَلَّتْ
بِتَعْذِيبِنَا
يَا عَدُوَّ الأَنَامْ...
و َلَكِنْ
أَيَا مَوْتُ
قِفْ هَهُنَا
وَ خَفِّفْ غُرُوراً
بِهَذَا المَقَامْ...
أَقِرَّ بِذَنْبِكَ
قَبْلَ المَسِيرِي
وَ بَعْدَ الدَّمَنْهُورِيِّ
بِالإِنْهِزَامْ ...
فَمَا قَدْ قَتَلْتَهُ
كَفْكِفْ غُرُوَرَكَ
لاَ زَالَ فِينَا
سَلِيلُ الكِرَامْ...
فَمَا زَالَ فِينَا
يَقُولُ
لِمَنْ قَدْ تَصَهْيَنَ
فِي ذَاتِ ذُلٍّ
كَفَى مِنْ ضَلاَلٍ
هُمُ قَاتِلُوكْ...
وَ مَا زَالَ فِينَا
يَقُولُ لِمَنْ قَدْ تَعَوْلَمَ مِنَّا
بِسُوقِ النِّخَاسَةِ
هُمْ بَائِعُوكْ...
وَ لاَ مُشْتَرٍ
إِنْ هُمُ قَايَضُوكْ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
يَقُولُ لِمَنْ
قَدْ تَحَيَّزَ
نَحْوَ الأَعَادِي ؛
وَ فِكْرِ الأَعَادِي
لِتَجْمَعْ ضَلاَلَكَ
ثُمَّ ارْتَحِلْ مِنْ هُنَا يَا غُلاَمْ...
فَبَيْنَ الحَدَاثَةِ
وَ المُحْدِثِينَ
وَ ذُلِّ التَّعَوْلُمِ
وَ الرَّاقِصِينَ
بِمَبْغَى الخُنُوعِ
أَضَعْتُمْ نُهَاكُمْ
و ذَاكَ النُّهَا يَا غُلاَمْ ..
هُوَ الفَرْقُ
بَيْنَ البَهِيمَةِ
- يُنْشِبُ فِيهَا السُّعَارُ أَظَافِرَهُ -
وَ الأَنَامْ ...
فَلاَ زَالَ فِينَا
يُعَلِّمُ
مَنْ قَدْ يَهَابُ الصَّهَايِنَ مِنَّا
بِأَنَّ زَوَالَ العَدُوِّ قَرِيبٌ
وَ سَهْلٌ يَسِيرٌ
إِذَا مَا عَزَمْنَا القِتَالْ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُعَلِّمُ
مَنْ قَدْ يَهَابُ العَدُوَّ
بِأَنَّ العَتَادَ
بِأَيْدِي الصَّهَايِنِ
لاَ
لَيْسَ يُغْنِي
غَداً
عَنْهُمُ
مِنْ زَوَالْ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُصِرُّ عَلَى أَنَّ
ذَاكَ العَدُوَّ
لَمَبْغَى خُصَاةٍ
- كَحُكَّامِنَا -
قَدْ يَقُومُ بِأَسْرِهِ
تَحْتَ المَلاَجِئِ
بَعْضُ الرِّجَالْ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
يُفِكِّكُ جَيْشَ العَدُوِّ بِفِكْرَةْ ..
وَ يَجْمَعُ مَا قَدْ تَبَقَّى بِفِكْرَةْ ..
لِيُلْقِيهِ فِي سَلَّةِ المُهْمَلاَتْ ...
وَلاَ زَالَ
فِينَا يَصِيحُ
- أَيَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكَ -
:
"فَالنَّصْرُ لاَ رَيْبَ آتْ"
فَلاَ زَالَ فِينَا
يَصِيحُ "كِفَايَةْ"
إِذَا مَا اسْتَبَدَّ
ذَلِيلٌ غَرِيبٌ
وَ أَلْقَى بِقُوتِ المَسَاكِينِ
نَحْوَ العَدُوِّ
وَ غَلَّقَ أَبْوَابَهُ فِي وَجْهِ
إِخْوَتِهِ الأَقْرَبِينْ ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
يَصِيحُ "كِفَايَةْ"
إِذَا مَا تَجَبَّرَ فِيهِمْ
غَوِيٌّ لَعِينْ ...
وَ حَوَّلَ شَعْباً
لَهُ النِّيلُ فَخْرٌ
إِلَى جَائِعِينْ ...
وَ حَوَّلَ أَرْضاً
بِهَا خَيْرُ جُنْدِ الأَرَاضِي جَمِيعاً
إِلَى مَخْفَرٍ
فِيهِ سِجْنٌ وَ مَلْهَى،
وَ حَوَّلَ خَيْرَ الجُنُودِ
إِلَى مُخْبِرِينْ ...
فَخَفَّفْ غُرُورَكَ
يَا مَوْتُ
لاَ زَالَ فِينَا خَطِيباً
يُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمَالِ وَ بَيْنَ المُجُونْ ...
وَ
مَجْدَةْ وَ كَاظِمْ
وَ
هَيْفَا وَ رُوبِي وَ طُونِي وَ جُونْ ...
فَلاَ زَالَ فِينَا
يُفَرِّقُ
بَيْنَ السَّفَرْدِ
وَ بَيْنَ الفِلاَشَةِ وَ الإِشْكِنَازِ
بِبَيْتِ اليَهُودْ ...
وَ لاَ زَالَ فِينَا
إِذَا مَا انْتَهَى مِنْ حَدِيثِهِ ذَاكَ
دَعَانَا لِنَسْفِهِ
لاَ فَرْقَ عِنْدَهُ
بَيْنَ المُقِيمِ
وَ بَيْنَ الجُنُودْ ...
هُمُ الغَاصِبُونَ جَمِيعاً ،
كيَانُ الحُلُولِ
إِذَا عَادَ عُدْنَا
وَ نِيرَانُ ثَوْرَتِنَا وَ اللَّهِيبْ ...
فَيَا مَوْتُ خَفِّفْ غُرُورَكَ
مَا زَالَ فِينَا
أَرَاهُ هُنَا
يَا غَبِيّاً يُرَتِّلُ
" نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ ،
فَتْحٌ قَرِيبْ "
...
أَلاَ يَا "هُدَى"
لاَ حِدَادٌ عَلَيْهِ
فَذَاكَ المُصَابُ
بِدَاءِ التَّأَمُّلِ
لاَ زَالَ فِينَا
أَرَاهُ يُنَاضِلْ ...
فَمَا مَاتَ إِلاَّ
خَنُوعٌ جَهُولٌ
يَسِيرُ بِتَارِيخِهِ لِلْمَزَابِلْ ...
أَلاَ يَا "هُدَى"
إَنَّنَا المَيِّتُونَ
فَفِينَا المُطَبِّعُ
فِينَا العَمِيلُ
وَ فِينَا المُسَاوِمْ ...
وَ يَا صَاحِبِي
لاَ تُذَرِّفْ عَلَيْهِ
لأَنِّي أَرَاهُ
هُنَا بَيْنَنَا
سَاخِراً بَاسِماً؛
لأَنِّي أَرَاهُ
- وَ هْوَ الذِي جَرَّ خَلْفَهُ سَبْعِينَ عَاماً -
فَتِيّاً يُقَاوِمْ ...
غسان الرجراج
السبت 05/07/2008
رحم الله المفكر و الفيلسوف عبد الوهاب المسيري
و جازاه الله عنا خير الجزاء بما قدم لهذه الأمة من عمل نافع
دون ضجيج
و دون أضواء
و دون بهرج
و جزاك الله خيراأخي غسان على ما كتبت
في المقدمة المؤثرة
و في القصيدة..
أخوك عبد القادر

غسان الرجراج
13-07-2008, 02:57 AM
رحمه الله وجعل مثواه الفردوس
ويبقى الموت قدرًا لله كلنا معانقوه شئنا ذاك أم أبينا !
خفف الله عنكَ أخي وعن ثكالى المسلمين
يرعاكَ ربي




و خفف عنك سيدتي الراقية
و نعم بالله
له ما أعطى و له ما أخذ
حفظك الله أختي وجعلك على دربه
شكرا لأنك أول المارين
دمتِ

غسان الرجراج
13-07-2008, 02:53 PM
جزاك الله خيرا والموت حتمي علينا


و أنت من أهل الجزاء أخي
هو ذاك .. لا يخطئ أحدا
دمت

عبدالملك الخديدي
13-07-2008, 02:59 PM
رحمه الله رحمة واسعة
لقد نافح عن الحق وجاهد الفكر الصهيوني وبين كثير من الحقائق عن تاريخ الصهيونية العالمية ..
تاريخ مشرف من الفكر الانساني والاسلامي والعربي الاصيل ..
جزاك الله خيرا أخي غسان وبارك في قلمك الجميل وفكرك المتوقد بهذه الرائعة الأدبية ..
تقبل أجمل التحايا

خميس لطفي
14-07-2008, 08:43 AM
معلقة رائعة أخي غسان ..
عهدنا مقاومة ، فدمت ودامت أغانيك الجميلة .

خليل حلاوجي
14-07-2008, 09:12 AM
فَبَيْنَ الحَدَاثَةِ
وَ المُحْدِثِينَ
وَ ذُلِّ التَّعَوْلُمِ
وَ الرَّاقِصِينَ
بِمَبْغَى الخُنُوعِ
أَضَعْتُمْ نُهَاكُمْ
و ذَاكَ النُّهَا يَا غُلاَمْ ..
هُوَ الفَرْقُ
بَيْنَ البَهِيمَةِ
- يُنْشِبُ فِيهَا السُّعَارُ أَظَافِرَهُ -
وَ الأَنَامْ ...

\

رحم الله مفكرنا الجليل

وقصيدة باذخة بالهم والإبداع ..

غسان الرجراج
15-07-2008, 02:02 PM
وقصيدتك من الناحية الفنية موفقة


ربنا يجبر بخاطرك أخي

غسان الرجراج
18-07-2008, 12:12 AM
الاستاذ الفاضل الكبير السامق الراقي غسان الرجراج
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا
وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير


سيدي الكبير لطفي الياسيني
لكم سعدت بمرورك من هنا
و طيب كلامك
و عطر تحيتك
و طهر دعائك

لك الشكر حتى ترضى سيدي
دمت لإخوانك و أبنائك


عهدنا


مقاومة

وائل محمد القويسنى
18-07-2008, 02:48 AM
أخى غسان
نسأل الله له الرحمة والمغفرة
وأن يحاسبنا جميعا برحمته لا بأعمالنا
جعل الله هذا القصيد صدقة جارية فى ميزان حسناتك
ورحمة له بكل دعوة دعاها مار على هذه الصفحة
تقديرى
وائل القويسنى

محسن شاهين المناور
19-07-2008, 08:48 AM
رحمه الله وتغمده بواسع الرحمة
هؤلاء الرجال الرجال لن نفيهم حقهم
مهما قلنا وهما كتبنا
إنهم صانعوا مجد الأمة
شكرا لك أخي

غسان الرجراج
19-07-2008, 06:34 PM
[CENTER][center]
[size="7"]
رحمه الله تعالى
وجزاه عن أمته خير الجزاء
[size="6"]للتثبيت تقديرا ووفاءً


[CENTER]

آمين
وجميع الشرفاء من أموات المسلمين
مع تحيات القصيدة

غسان الرجراج
20-07-2008, 02:17 PM
رحمه الله , أجمل بالشعر أن يشدو بمثل هولا ء




آمين
و أسكنه فسيح فردوسه
لك الشكر أخي

غسان الرجراج
21-07-2008, 02:25 PM
رحمه الله واسكنه فسيج جناته
درب سيسلكه الجميع


آمين
و ألحقنا به مؤمنين
صدقت
كلنا لها

غسان الرجراج
21-07-2008, 07:04 PM
رحمه الله ورحمنا جميعا
غسان
تغيب وتأتي بالدر بعد طول الغياب
لله أنت
وأعود أقول لك لا تغب يا رفيق
فلك هنا أهلٌ يسألون عنك دوما:)
تحياتي يا ابن المقاومة



أخيتي الصافية
عطر يتجدد بك مع كل مرور
شكرا على جمال تعليقك

و أنا هنا ما استطعت إلى ذلك سبيلا
من أجل أمثالك

كوني بخير


عهدنا


مقاومة

غسان الرجراج
21-07-2008, 07:16 PM
يا سيّدي ...
رحم الله المسيريّ فقد أدّى - إن شاء الله - ما عليه تُجاه أمته، ولم يقامر بتاريخها، وكان وفيّا لمجدها العظيم، وسدّ ثغرة كبيرة في حمى الإسلام .... وقد أفضى إلى ما قدّمَ بين يدي رحيمٍ كريم ... ندعو الله له بالرّحمة والفوز .... واعلم أخي أنّ العظماء لا يموتون ... تموت أجسادهم وترتقي أرواحهم ... ولكن تبقى أعمالهم تذكّر بهم وتُعلي من جهودهم في سبيل أمّتهم ... وتذكّرْ معي قول شوقي:
فارفَعْ لنفسِكَ بعد موتكَ ذكرها
فالذِّكْرُ للإنسانِ عُمْرٌ ثانِ
ودمتَ أخي بخير ...



كما قلت سيدي
أمثال هذا العملاق لا يموتون
جعلنا الله و إياك على دربه

شكرا لك

غسان الرجراج
21-07-2008, 07:28 PM
رحم الله المفكر و الفيلسوف عبد الوهاب المسيري
و جازاه الله عنا خير الجزاء بما قدم لهذه الأمة من عمل نافع
دون ضجيج
و دون أضواء
و دون بهرج
و جزاك الله خيراأخي غسان على ما كتبت
في المقدمة المؤثرة
و في القصيدة..
أخوك عبد القادر



و لك خير الجزاء أخي عبد القادر
كان لمرورك وقع مميز في قلبي
ربما لأنك من أهل الفكر
و هم لأعرف الناس بالمسيري

دم بالجوار أخي


عهدنا


مقاومة

غسان الرجراج
21-07-2008, 08:06 PM
رحمه الله رحمة واسعة
لقد نافح عن الحق وجاهد الفكر الصهيوني وبين كثير من الحقائق عن تاريخ الصهيونية العالمية ..
تاريخ مشرف من الفكر الانساني والاسلامي والعربي الاصيل ..
جزاك الله خيرا أخي غسان وبارك في قلمك الجميل وفكرك المتوقد بهذه الرائعة الأدبية ..
تقبل أجمل التحايا



أستاذي عبدالملك الخديدي
أشكر لك هذا المرور الراقي من هنا
هو كما قلت يا سيدي
الفيلسوف الذي فكك الصهيونية

على دربه سائرون
مع تحية خاصة من قلمي

دمت

عهدنا


مقاومة

غسان الرجراج
21-07-2008, 08:11 PM
معلقة رائعة أخي غسان ..
عهدنا مقاومة ، فدمت ودامت أغانيك الجميلة .


أستاذي الشاهق خميس
أصبحت هذه القصيدة أعز قصائدي بعد مرورك هذا
شكرا على الوسام
دمت عملاقا

عهدنا

مقاومة

عبدالصمد حسن زيبار
21-07-2008, 08:27 PM
غسان
سيرة المسيري
سيرة فكرية في البذور و الجذور و الثمور
فلنكن مسيريي المستقبل
كما قال المقرئ ابو زيد في لقاء التأبين
و أنشدت قصيدتك المميزة


إنه المسيري
الذي كتب يوما :

عرج بي فهمي للإنسان "الرباني" إلى الإيمان بالله وبدلاً من الوصول إلى الإنسان من خلال الله،
وصلت إلى الله من خلال الإنسان، ولا يزال هذا هو أساس إيماني الديني وهو ما أسميه "الإنسانية الإسلامية

المسيري الانسان

غسان الرجراج
22-07-2008, 01:39 AM
فَبَيْنَ الحَدَاثَةِ
وَ المُحْدِثِينَ
وَ ذُلِّ التَّعَوْلُمِ
وَ الرَّاقِصِينَ
بِمَبْغَى الخُنُوعِ
أَضَعْتُمْ نُهَاكُمْ
و ذَاكَ النُّهَا يَا غُلاَمْ ..
هُوَ الفَرْقُ
بَيْنَ البَهِيمَةِ
- يُنْشِبُ فِيهَا السُّعَارُ أَظَافِرَهُ -
وَ الأَنَامْ ...
\
رحم الله مفكرنا الجليل
وقصيدة باذخة بالهم والإبداع ..



رحمة المولى عليه
شكرا على تشريفي هنا
أهل الفكر أحق بالمسيري من غيره
مع أنه كان مفكر الإنسانية جمعاء

ودي

سيدي


عهدنا


مقاومة

غسان الرجراج
22-07-2008, 04:23 AM
أخى غسان
نسأل الله له الرحمة والمغفرة
وأن يحاسبنا جميعا برحمته لا بأعمالنا
جعل الله هذا القصيد صدقة جارية فى ميزان حسناتك
ورحمة له بكل دعوة دعاها مار على هذه الصفحة
تقديرى
وائل القويسنى



آمين أخي
تقبل الله طيب دعواتك
و حبانا من نورك يا طيب

دم بالجوار

إحترامي سيدي




عهدنا

مقاومة

غسان الرجراج
22-07-2008, 04:29 AM
رحمه الله وتغمده بواسع الرحمة
هؤلاء الرجال الرجال لن نفيهم حقهم
مهما قلنا وهما كتبنا
إنهم صانعوا مجد الأمة
شكرا لك أخي



اللهم آمين سيدي
هو ذاك
ليست أبياتنا بمقامهم
ولم ولن نوفيهم حقهم
بل ولعل قصائدنا عبء على هذا الرجل و أمثاله

لنا الله
ممتن لمرورك أخي


عهدنا


مقاومة

غسان الرجراج
22-07-2008, 04:43 AM
غسان
سيرة المسيري
سيرة فكرية في البذور و الجذور و الثمور
فلنكن مسيريي المستقبل
كما قال المقرئ ابو زيد في لقاء التأبين
و أنشدت قصيدتك المميزة
إنه المسيري
الذي كتب يوما :
عرج بي فهمي للإنسان "الرباني" إلى الإيمان بالله وبدلاً من الوصول إلى الإنسان من خلال الله،
وصلت إلى الله من خلال الإنسان، ولا يزال هذا هو أساس إيماني الديني وهو ما أسميه "الإنسانية الإسلامية
المسيري الانسان



هو ذاك سيدي
صدقت
يجب أن لا نتباكى عليه بل أن نسير على دربه

لكم إستفدت من منهجه و نماذجه التفسيرية في تفكيك العولمة و الإستهلاك و الأنساق القيمية
و نحن على دربه إن شاء الله
مقاومون بوعي

ما كنت أتوقع ذلك اليوم أن يكون من بين المؤبنين زميل من الواحة
أم أنك شاهدت التسجيل؟؟؟


حفظ الله المقرئ بعد المسيري

سرني مرورك أخي
و سيسرني التعرف عليك عن قرب أكثر

دم بالجوار سيدي


عهدنا


مقاومة

:0014::0014::0014:

محمد عريج
27-08-2008, 02:28 PM
يَا صَـاحِبِي لاَ تُـتَمْـتِمْ إِنَّهُ رَحَـلَ
مَا زَالَ فِينَا يَخُطُّ الفِكْرَ وَ السُّبُلَ


إيهٍ وربك يا صاح،ما زالت أفكاره سبلا لا يجتازها إلا ذو قضية،ولا يحملها إلا ذو قلب سليم عفيف...مثلك

نقف معك -منتصبي القامة- إجلالا لهذا الراحل العظيم،ونحمد الله على أن تمجيد مثله في قصيدة -تختزل

مجمل فكره وتلخصها في قالب إبداعي فذ-فرض "كفاية"،وأنت نــُبت عنا جميعا هنا وإلا فمن أين لنا بمثل

هذه القصيدة...؟؟

غسان...لن أضيف شيئا....أنت تعرف دربك

بوركت أيها الشاعر الثائر

ودمت كما أعرفك