تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصبحٌ لا يأتى لدينا غيلةً



محمود موسى
07-07-2008, 02:09 PM
الصمتُ أجملُ
قالها من إخوتى ، المتربعون على عروش اليأس
فور جلوسهم
مِن بعد أن قرؤوا بإحباطاتِ مشهورينَ
قد سبقوا إلى سُننٍ ، أنا المسفوح حين سمعتُها جَبراً
وقد رفعوا بها الأصوات .
لم يكفِ أن سَيَّرْتُها للمهملات.
هى رَكلةٌ مِنى تساقُ إلى المدى
و أقول مافى هذه الدنيا كبيرٌ قد بخلتُ بهِ
على مسرى قطار الفقدِ
قلتُ لـ كل طيفٍ كان من فجرٍ كذوبٍ
أنت أنت وإننى أبقى "أنا"
لا شىء بالدنيا يدوم ..
ولكل خلدٍ بالحياةِ تزعمته الأمنياتُ المبطلاتُ
أقول فلْتُكمل خطاك "إلى الجحيم"..
إنى إلى الأفْقِ العليةِ صاعدٌ
وعلى اليمين و عن شمالى رفقتى
قد نختلف .
قبل الصعودِ اعتَدْتَ يا مِثلى مساءلةَ الرفيقِ
تقول مبتسماً إذا ما حان مبدأُ رحلتى
ماذا ستأخذُ؟
أىَّ شىءٍ سوف تبدأ حملَهُ ليكون أول ماتقابِلُه الحقيبةُ ؟
لا تَقُل : "شيئاً يذكّرنى بخطّ الاِستواءِ"
الأرضُ ترفعُ حاجبَيْها للمدى المثقوبِ
فاقْصِرْ من حسابكَ وصفها بعضاً
إلى رُقياكَ
أيضا لا تَقُل "شرخاً سأسحَبُهُ من الجدرانِ
محتفظاً بمن صنعوا المسافةَ فى سجلٍّ مبعدٍ "
فلِضَعْفِ مايَحْوِى جدارُكَ مِن شُروخٍ
ما يُمِيتُ حماسَها
أن تُغلِقَ المَعبَر ..
فلها استِكاناتُ الزواحِفِ بينها
إن قُلتَ شَرخاً
قال يسلُخُنى عن الجدرانِ أن يلتفَّ
تقويمُ الحياةِ إلى الوراءِ
ولا تقل "نظرية التصفيق"
من فَطِنوا إليها عُلِّموا ، قد أَدركَ الباعوضُ
مِن تصفيقِ أهلِ البيت رغبتُهُم إلى قتلٍ
يُفَوِّضُهُ الملل ..
قد أَدركَ العظماءُ من تصفيق عصبتِهِم
ثناءً مصْمَتاً أرخى الستار على الجميعِ
قد استوى فيهِ الذين تَقَدَّموا ، بمن ابتَذل..
حان اختيارى
ما برحتُ بطول كفى سِترةً لليلِ غبَّرها زفيرُ
المفلسينَ ليستريحَ عنادُهم
وأنا أراقبُ من هناكَ كبيرَ من بعثوه راحَ
بخفةٍ يرتادُ "أوكازيونَ"
يطوى السؤْل عن سعرِ القواربِ
لم أعلّق !
قال بعض العارفين بأنهُم سمِعوا الذينَ تخَوَّلوا
مقهى حقيراً / أرسلوا المَعنِىَّ يَحضُرُ بالقوائمِ /
ذاك ليلٌ رائدٌ
(و كأنَّهم قصدوهُ فعلا بالمديحِ!)
الآن نُلقى ليلنا فى اليمِّ !
خوفاً / إنه قد يقطعُ الإشعاعُ من فمِّ النهارِ وريدَهُ
هذا نهارٌ قد تخبَّأَ خلفَ صخرٍ
عند أول نخلةٍ للحىِّ
ماذا ؟
هل لضوء الصبحِ أن يأتى لدينا غيلةً !
يا ليلَنا أعطِ التِزامَكَ حِرْصَهُ المألوف ..
ما كنتَ محتاجاً لأنقاضِ الدليلِ
موضِّحاً حُسْنَ النوايا ..
كل الذى فى الأمر أنك ماطلبتَ المعجزة ..
أَنْ قلتَ "فاستتروا"
وقال الناسُ "نَعرَى"..
هم يعلمونك جيداً /لئِن الْتَفَتَّ الآنَ ثانيةً
لَقام الكُلُّ يقفزُ فى مساكِنِهِ
مَخافةَ أن تَبِينَ من الخرائبِ ألفُ حُفرة..
ما كُنتَ بالإزعاجِ مُحْتَذياً
فأنت كما عرَفْتُكَ قلتَها للقائمين على عَجَل ..
يستعجلون الشَّمْسَ قبل أوانِها
قد قُلْتَها
أن سافِروا للشَّمسِ فى أقصى بقاعِ الأرضِ
حيثُ أنا هُنا
متقلداً فيكم حَمِيَّةَ مُنْصِفٍ
لا أبتغى الإزعاج / لى بعضٌ من الميقاتِ
أقضى منه ما يَقْضِى الضَّميرُ
وبعدها ..
أُعطى التَّحِيَّةَ حين أرحلُ حاملاً بين الحقائبِ
ما تبقى فى محصلتى هنالك من كرامة ..!
لا خَيْرَ فى أرضٍ تُفَسِّرُ لى رجائى
بالوعيدِ و تَحْسَبُ التِّحْنانَ قضباناً
و لَمْ تَشْهَدْ لأى الحرصِ من جهدى .. علامة!
7/7/2008

عمر الراجي
07-07-2008, 02:19 PM
أووووووووووووووووو هذه قصيدة كبيرة جدا واحدة من أروع قصائد التحديث والمعاصرة جميل جميل
هذه المخاطبة الصادقة للذات والمحيط شكرا وتقبل إعجابي.

لطفي الياسيني
07-07-2008, 05:01 PM
الاستاذ الفاضل الكبير السامق الراقي محمود مرسي
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا
وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير

محمود موسى
09-07-2008, 04:41 PM
أووووووووووووووووو هذه قصيدة كبيرة جدا واحدة من أروع قصائد التحديث والمعاصرة جميل جميل
هذه المخاطبة الصادقة للذات والمحيط شكرا وتقبل إعجابي.
كامل تحاياى سيدى
لكم أسعدنى مثل هذا المرور

عبد القادر رابحي
09-07-2008, 05:48 PM
الصمتُ أجملُ
قالها من إخوتى ، المتربعون على عروش اليأس
فور جلوسهم
مِن بعد أن قرؤوا بإحباطاتِ مشهورينَ
قد سبقوا إلى سُننٍ ، أنا المسفوح حين سمعتُها جَبراً
وقد رفعوا بها الأصوات .
لم يكفِ أن سَيَّرْتُها للمهملات.
هى رَكلةٌ مِنى تساقُ إلى المدى
و أقول مافى هذه الدنيا كبيرٌ قد بخلتُ بهِ
على مسرى قطار الفقدِ
قلتُ لـ كل طيفٍ كان من فجرٍ كذوبٍ
أنت أنت وإننى أبقى "أنا"
لا شىء بالدنيا يدوم ..
ولكل خلدٍ بالحياةِ تزعمته الأمنياتُ المبطلاتُ
أقول فلْتُكمل خطاك "إلى الجحيم"..
إنى إلى الأفْقِ العليةِ صاعدٌ
وعلى اليمين و عن شمالى رفقتى
قد نختلف .
قبل الصعودِ اعتَدْتَ يا مِثلى مساءلةَ الرفيقِ
تقول مبتسماً إذا ما حان مبدأُ رحلتى
ماذا ستأخذُ؟
أىَّ شىءٍ سوف تبدأ حملَهُ ليكون أول ماتقابِلُه الحقيبةُ ؟
لا تَقُل : "شيئاً يذكّرنى بخطّ الاِستواءِ"
الأرضُ ترفعُ حاجبَيْها للمدى المثقوبِ
فاقْصِرْ من حسابكَ وصفها بعضاً
إلى رُقياكَ
أيضا لا تَقُل "شرخاً سأسحَبُهُ من الجدرانِ
محتفظاً بمن صنعوا المسافةَ فى سجلٍّ مبعدٍ "
فلِضَعْفِ مايَحْوِى جدارُكَ مِن شُروخٍ
ما يُمِيتُ حماسَها
أن تُغلِقَ المَعبَر ..
فلها استِكاناتُ الزواحِفِ بينها
إن قُلتَ شَرخاً
قال يسلُخُنى عن الجدرانِ أن يلتفَّ
تقويمُ الحياةِ إلى الوراءِ
ولا تقل "نظرية التصفيق"
من فَطِنوا إليها عُلِّموا ، قد أَدركَ الباعوضُ
مِن تصفيقِ أهلِ البيت رغبتُهُم إلى قتلٍ
يُفَوِّضُهُ الملل ..
قد أَدركَ العظماءُ من تصفيق عصبتِهِم
ثناءً مصْمَتاً أرخى الستار على الجميعِ
قد استوى فيهِ الذين تَقَدَّموا ، بمن ابتَذل..
حان اختيارى
ما برحتُ بطول كفى سِترةً لليلِ غبَّرها زفيرُ
المفلسينَ ليستريحَ عنادُهم
وأنا أراقبُ من هناكَ كبيرَ من بعثوه راحَ
بخفةٍ يرتادُ "أوكازيونَ"
يطوى السؤْل عن سعرِ القواربِ
لم أعلّق !
قال بعض العارفين بأنهُم سمِعوا الذينَ تخَوَّلوا
مقهى حقيراً / أرسلوا المَعنِىَّ يَحضُرُ بالقوائمِ /
ذاك ليلٌ رائدٌ
(و كأنَّهم قصدوهُ فعلا بالمديحِ!)
الآن نُلقى ليلنا فى اليمِّ !
خوفاً / إنه قد يقطعُ الإشعاعُ من فمِّ النهارِ وريدَهُ
هذا نهارٌ قد تخبَّأَ خلفَ صخرٍ
عند أول نخلةٍ للحىِّ
ماذا ؟
هل لضوء الصبحِ أن يأتى لدينا غيلةً !
يا ليلَنا أعطِ التِزامَكَ حِرْصَهُ المألوف ..
ما كنتَ محتاجاً لأنقاضِ الدليلِ
موضِّحاً حُسْنَ النوايا ..
كل الذى فى الأمر أنك ماطلبتَ المعجزة ..
أَنْ قلتَ "فاستتروا"
وقال الناسُ "نَعرَى"..
هم يعلمونك جيداً /لئِن الْتَفَتَّ الآنَ ثانيةً
لَقام الكُلُّ يقفزُ فى مساكِنِهِ
مَخافةَ أن تَبِينَ من الخرائبِ ألفُ حُفرة..
ما كُنتَ بالإزعاجِ مُحْتَذياً
فأنت كما عرَفْتُكَ قلتَها للقائمين على عَجَل ..
يستعجلون الشَّمْسَ قبل أوانِها
قد قُلْتَها
أن سافِروا للشَّمسِ فى أقصى بقاعِ الأرضِ
حيثُ أنا هُنا
متقلداً فيكم حَمِيَّةَ مُنْصِفٍ
لا أبتغى الإزعاج / لى بعضٌ من الميقاتِ
أقضى منه ما يَقْضِى الضَّميرُ
وبعدها ..
أُعطى التَّحِيَّةَ حين أرحلُ حاملاً بين الحقائبِ
ما تبقى فى محصلتى هنالك من كرامة ..!
لا خَيْرَ فى أرضٍ تُفَسِّرُ لى رجائى
بالوعيدِ و تَحْسَبُ التِّحْنانَ قضباناً
و لَمْ تَشْهَدْ لأى الحرصِ من جهدى .. علامة!
7/7/2008

الأخ الكريم محمود موسى..
تحياتي..
قصيدة تنم عن شاعر مسكون بالموضوع..
و همه الوصول إلى النص المثالي..
سعدت بالقراءة
اخوك عبد القادر

أحمد عبد الرحمن جنيدو
13-07-2008, 08:38 AM
الشكر لك أدخلتني في عوالم من الفلسفة والروحانية الدقيقة
وأشياء من بحوث في مكنونات النفس
أشكر لك هذا الحس
تقبل مروري
أخوك أحمد عبد الرحمن جنيدو

محمود موسى
28-07-2008, 02:10 PM
الاستاذ الفاضل الكبير السامق الراقي محمود مرسي
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا
وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أ/ لطفى الياسينى
البالغ من الرقى ما يعجزنى دائما
دُم كما انت وكفى :0014:

زاهية
28-07-2008, 03:45 PM
أخي المكرم محمود موسى
نص يدعو للتفكر جميل
أتمنى لك مزيدا من التقدم، والنجاح الدائم
أختك
بنت البحر

د. سمير العمري
28-11-2008, 01:48 AM
تظل في تقديري شاعرا له بصمته وأسلوبه الشعري الجميل والذي يميل للفلسفة والتأمل.

أحسنت جدا فلله درك!

أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير



تحياتي

محمود موسى
22-01-2009, 04:00 PM
تظل في تقديري شاعرا له بصمته وأسلوبه الشعري الجميل والذي يميل للفلسفة والتأمل.
أحسنت جدا فلله درك!
أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير
تحياتي
د.سمير

قليلة هى حروف الشكر عليك

مجذوب العيد المشراوي
22-01-2009, 06:27 PM
محمود وها هيَ الآن بعد كم شهر تؤكّد توجّساتك أيها الرفيق ..

جميلة ولي رجعة إليها

محمود موسى
24-01-2009, 07:18 AM
محمود وها هيَ الآن بعد كم شهر تؤكّد توجّساتك أيها الرفيق ..

جميلة ولي رجعة إليها
مرحباً بعودكَ متى شئت أخى مجذوب

الطنطاوي الحسيني
24-01-2009, 09:12 AM
هذا نهارٌ قد تخبَّأَ خلفَ صخرٍ
عند أول نخلةٍ للحىِّ
ماذا ؟
هل لضوء الصبحِ أن يأتى لدينا غيلةً !
يا ليلَنا أعطِ التِزامَكَ حِرْصَهُ المألوف ..
ما كنتَ محتاجاً لأنقاضِ الدليلِ
موضِّحاً حُسْنَ النوايا ..
كل الذى فى الأمر أنك ماطلبتَ المعجزة ..
أَنْ قلتَ "فاستتروا"
وقال الناسُ "نَعرَى"..
هم يعلمونك جيداً /لئِن الْتَفَتَّ الآنَ ثانيةً
لَقام الكُلُّ يقفزُ فى مساكِنِهِ
مَخافةَ أن تَبِينَ من الخرائبِ ألفُ حُفرة..
ما كُنتَ بالإزعاجِ مُحْتَذياً
فأنت كما عرَفْتُكَ قلتَها للقائمين على عَجَل ..
يستعجلون الشَّمْسَ قبل أوانِها
قد قُلْتَها
أن سافِروا للشَّمسِ فى أقصى بقاعِ الأرضِ
حيثُ أنا هُنا
متقلداً فيكم حَمِيَّةَ مُنْصِفٍ
لا أبتغى الإزعاج / لى بعضٌ من الميقاتِ
أقضى منه ما يَقْضِى الضَّميرُ
وبعدها ..
أُعطى التَّحِيَّةَ حين أرحلُ حاملاً بين الحقائبِ
ما تبقى فى محصلتى هنالك من كرامة ..!
لا خَيْرَ فى أرضٍ تُفَسِّرُ لى رجائى
بالوعيدِ و تَحْسَبُ التِّحْنانَ قضباناً
و لَمْ تَشْهَدْ لأى الحرصِ من جهدى .. علامة!
لك بصمة وعلامة اخي الشاعر الموغل في فلسفة الحياة
كل الحياة
دمت بكل القك وابداعك وسموك

محسن شاهين المناور
24-01-2009, 09:30 AM
وبعدها ..
أُعطى التَّحِيَّةَ حين أرحلُ حاملاً بين الحقائبِ
ما تبقى فى محصلتى هنالك من كرامة ..!
لا خَيْرَ فى أرضٍ تُفَسِّرُ لى رجائى
بالوعيدِ و تَحْسَبُ التِّحْنانَ قضباناً
و لَمْ تَشْهَدْ لأى الحرصِ من جهدى .. علامة

أخي الحبيب محمود موسى
بوركت وبورك هذا النبض الشاعري المميز
قصيدتك أخرجتني إلى مابعد حدود الزمن
دمت ودام منهلك الشعري العذب

محمود موسى
28-01-2009, 09:46 AM
أخي المكرم محمود موسى
نص يدعو للتفكر جميل
أتمنى لك مزيدا من التقدم، والنجاح الدائم
أختك
بنت البحر
كل الشكر أختنا المبدعة زاهية
وآسف جدا للتخطى الغير مقصود للرد

كونى بخيرٍ دائماً