الأرضُ تدورُ، الأرض تبحثُ عني

[منير باهي]

الأرضُ تدورُ، الأرض تبحثُ عني

اَلْأَرْضُ فِي أَزَلٍ كَانَتْ يُنَادِمُهَا التَّنِينُ دَوْمًا، وَ كَانَ الْخَمْرُ ِوِدْيَانَا. الأرضُ تسكَرُ كانتْ، خمرُهَا لهبٌ يجري، وَدَاخَتْ فَكَانَ الْقَيْءُ بُرْكَانَا. الأَرْضُ تَرْقُصُ قامتْ، بعضُ رقصتِهَا الزلزالُ، بالتْ، فكان البولُ طوفانَا. الأرضُ تحلمُ باتتْ، حُلْمُهَا حيواناتٌ، فأصبحَ بالتَّأويلِ إِنسَانَا.
منْ أينَ نعبُرُ نحو الضّوءِ؟
أَيَّةُ أرضٍ لم يَصِرْ فيها بَعْدُ اللّيلُ سُلطاناَ ؟
إيتوا ببرهانكمْ إنْ جِئْتُكُمْ بِكلامي تهزأونَ و هاتوا القولَ بُرهانَا !
بُرهانِيَ القولُ
لا أمشي به أثرَ التّنزيلِ
ـ حاشا ـ
هل النّوران سيَّانَ؟
لا أعبُدُ اللّيلَ
لا أنتمْ رعيّةُ صُبْحٍ فيه تَرْعَوْنَ
ليس اللّيلُ مَرْعَانَا
ولستُ إلا أنا
أقسمتُ أن تَتَفَتَّتَ العشائرُ في كَفَّيَّ نِسياناَ
لَا أَدَّعِي مِثْلَمَا الْأَشْبَاحُ مُعْجِزَةً
وَإِنْ بَدَا مَا أَرَى كَشْفاً وعِرْفَانَا
إِنِّي قَؤُولٌ، وَقَوْلِي اللهُ يَكْشِفُهُ
وَلَا أُسَخِّرُ عِنْدَ الْكَشْفِ شَيْطَانَا
وَلَا أَقُولُ شَيَاطِينِي أُخَاصِمُهَا
إِذْ خِلْسَةً تَسْكُنُ الْأَوْرَاقَ أَحْيَاناَ
فَتُشْعِلُ الْوَرَقَ الأًمِّيَّ مَعْرَكَةً
فِي النّصر تمنحني عرشاً وتيجانَا
ولم تهبني عيونًا كي أرى فرحًا
فكانَ شعري الرؤى دمعًا وأشجانَا

[عبد القادر رابحي]

الأرضُ تدورُ، الأرض تبحثُ عني

اَلْأَرْضُ فِي أَزَلٍ كَانَتْ يُنَادِمُهَا التَّنِينُ دَوْمًا، وَ كَانَ الْخَمْرُ ِوِدْيَانَا. الأرضُ تسكَرُ كانتْ، خمرُهَا لهبٌ يجري، وَدَاخَتْ فَكَانَ الْقَيْءُ بُرْكَانَا. الأَرْضُ تَرْقُصُ قامتْ، بعضُ رقصتِهَا الزلزالُ، بالتْ، فكان البولُ طوفانَا. الأرضُ تحلمُ باتتْ، حُلْمُهَا حيواناتٌ، فأصبحَ بالتَّأويلِ إِنسَانَا.
منْ أينَ نعبُرُ نحو الضّوءِ؟
أَيَّةُ أرضٍ لم يَصِرْ فيها بَعْدُ اللّيلُ سُلطاناَ ؟
إيتوا ببرهانكمْ إنْ جِئْتُكُمْ بِكلامي تهزأونَ و هاتوا القولَ بُرهانَا !
بُرهانِيَ القولُ
لا أمشي به أثرَ التّنزيلِ
ـ حاشا ـ
هل النّوران سيَّانَ؟
لا أعبُدُ اللّيلَ
لا أنتمْ رعيّةُ صُبْحٍ فيه تَرْعَوْنَ
ليس اللّيلُ مَرْعَانَا
ولستُ إلا أنا
أقسمتُ أن تَتَفَتَّتَ العشائرُ في كَفَّيَّ نِسياناَ
لَا أَدَّعِي مِثْلَمَا الْأَشْبَاحُ مُعْجِزَةً
وَإِنْ بَدَا مَا أَرَى كَشْفاً وعِرْفَانَا
إِنِّي قَؤُولٌ، وَقَوْلِي اللهُ يَكْشِفُهُ
وَلَا أُسَخِّرُ عِنْدَ الْكَشْفِ شَيْطَانَا
وَلَا أَقُولُ شَيَاطِينِي أُخَاصِمُهَا
إِذْ خِلْسَةً تَسْكُنُ الْأَوْرَاقَ أَحْيَاناَ
فَتُشْعِلُ الْوَرَقَ الأًمِّيَّ مَعْرَكَةً
فِي النّصر تمنحني عرشاً وتيجانَا
ولم تهبني عيونًا كي أرى فرحًا
فكانَ شعري الرؤى دمعًا وأشجانَا
يطرح النص الذي بين أيدينا إشكاليات أساسية تستفيق في عمق الشاعر و تؤرقه. و هي لا يمكن أن تتحق إلا في مستوى معين من مستويات الكتابة المخترقة لأواصر الطقوس المعهودة و المتجاوزة لحجاب التعامل المسالم مع اللغة.
إن النص لغة..
و لا يمكن للغة أن تخترق جدار المعهود و المألوف و هي ترزح تحت نيرهما.
و لأن النص لغة ..فإن اللغة في هذه الحال لا تملك إلا خيارا وحيدا، هو الأخطر من ضمن كل الخيارات -و ما أكثرها- و هي أن تكون كاشفة او لا تكون..
لا يوفر النص للقارئ المعهود و المألوف و المستهلك الأدوات التي تمكنه من البقاء في مملكة ما يعتقد أنه نص يرضي رغبته الخاصة..لأن النص في هذه الحالة لا يملك أيقونات الإرضاء.. و لذلك فهو يقدم ما يعاكس هذه الصورة المستتبة لما يريد أن يقرأه القارئ.. و هو الإزعاج..
و تتم آلية تحقيق شرط "الإزعاج " في النص عن طريق قلب الموازين في بنياته الفكرية و الفلسفية أولا.. ذلك أن النص ،في حالته هاته مهووس و مسكون بالرؤية الشمولية للكون و للإنسان... و من هنا بإمكانه أن يحقق شرط الإزعاج عن طريق "التفلسف"الذي يمر عبر اللغة في حالتها الكاشفة.. إن كل تفلسف هو طريق للبحث عن إجابة ما ............

ملاحظة:
الأخ الكريم منير باهي..
هذه أحرف أولى لما يمكن ان يكون قراءة لدوران الأرض التي تبحث عنك.. ربما أنهيتها بعد فترة..
تحياتي لك
و لنصك العارف بخبايا الكتابة..


عبد القادر رابحي

[د. مصطفى عراقي]

الأرضُ تدورُ، الأرض تبحثُ عني

اَلْأَرْضُ فِي أَزَلٍ كَانَتْ يُنَادِمُهَا التَّنِينُ دَوْمًا، وَ كَانَ الْخَمْرُ ِوِدْيَانَا. الأرضُ تسكَرُ كانتْ، خمرُهَا لهبٌ يجري، وَدَاخَتْ فَكَانَ الْقَيْءُ بُرْكَانَا. الأَرْضُ تَرْقُصُ قامتْ، بعضُ رقصتِهَا الزلزالُ، بالتْ، فكان البولُ طوفانَا. الأرضُ تحلمُ باتتْ، حُلْمُهَا حيواناتٌ، فأصبحَ بالتَّأويلِ إِنسَانَا.
منْ أينَ نعبُرُ نحو الضّوءِ؟
أَيَّةُ أرضٍ لم يَصِرْ فيها بَعْدُ اللّيلُ سُلطاناَ ؟
إيتوا ببرهانكمْ إنْ جِئْتُكُمْ بِكلامي تهزأونَ و هاتوا القولَ بُرهانَا !
بُرهانِيَ القولُ
لا أمشي به أثرَ التّنزيلِ
ـ حاشا ـ
هل النّوران سيَّانَ؟
لا أعبُدُ اللّيلَ
لا أنتمْ رعيّةُ صُبْحٍ فيه تَرْعَوْنَ
ليس اللّيلُ مَرْعَانَا
ولستُ إلا أنا
أقسمتُ أن تَتَفَتَّتَ العشائرُ في كَفَّيَّ نِسياناَ
لَا أَدَّعِي مِثْلَمَا الْأَشْبَاحُ مُعْجِزَةً
وَإِنْ بَدَا مَا أَرَى كَشْفاً وعِرْفَانَا
إِنِّي قَؤُولٌ، وَقَوْلِي اللهُ يَكْشِفُهُ
وَلَا أُسَخِّرُ عِنْدَ الْكَشْفِ شَيْطَانَا
وَلَا أَقُولُ شَيَاطِينِي أُخَاصِمُهَا
إِذْ خِلْسَةً تَسْكُنُ الْأَوْرَاقَ أَحْيَاناَ
فَتُشْعِلُ الْوَرَقَ الأًمِّيَّ مَعْرَكَةً
فِي النّصر تمنحني عرشاً وتيجانَا
ولم تهبني عيونًا كي أرى فرحًا
فكانَ شعري الرؤى دمعًا وأشجانَا



شاعرنا المبدع الأستاذ منير باهي

تحية عاطرة زاهرة لكل ما سكبت هنا من شعر ورؤى واشتعال


للتثبيت إعجابا وتقديرا


مصطفى

[عبد الصمد الحكمي]

أهلا منير أهلا أيها البهي
نص أعجبني فيه الإخلاص للفكرة
* ظهرت لدى الشاعر رغبة في الخروج على ( سيمترية ) العمود - كتابة فقط - ، وبقي النص عموديا . ولعلي أحيل السبب إلى دافعين :
1 -كتابة الشطرين قد لا تفي بحضور المعنى كاملا ـ حسبما يعتقد الشاعر ـ بداعي التدوير الذي حفلت به الأبيات وخاصة الستة الأولى منها .
2 - الشاعر يلتقط بعضا من عناصر أسطورة أو أكثر يَعيب بموجبها ظلامية الآخر الذي قامت فكرة النص على تعبئة علامات التعجب للمثول أمام وعيه ، ويحرص من خلال الكتابة السطرية على كشف عورة هذه الأسطورة أمام المتلقي التي يرى أن إخراجَها في قالب عمودي يبقيها قيدَ الغموض .
* بعد أن عرض الشاعر نماذج من أسطورة الآخر مارس أحقيته في رفع صوته احتجاجا على الوهن الذي أصاب تلك العقول بكثير من الاتزان لم يزد فيها عن :
- ضجر من ظلام بات يفرض سلطانه على الأرض
منْ أينَ نعبُرُ نحو الضّوءِ؟
أَيَّةُ أرضٍ لم يَصِرْ فيها بَعْدُ اللّيلُ سُلطاناَ ؟
- المثول واثقا على مسرح تتناظر فيه البراهين
إيتوا ببرهانكمْ إنْ جِئْتُكُمْ بِكلامي تهزأونَ ...
- بيان حجته وقناعته التي يتسلح بها
لا أعبُدُ اللّيلَ
لا أنتمْ رعيّةُ صُبْحٍ فيه تَرْعَوْنَ
ليس اللّيلُ مَرْعَانَا
* لغة النص كانت سلسة ابتعدت عن التعقيد والغموض وإن أوحت البداية بخلاف ذلك
* حرِص الشاعر على إيصال فكرته و لم يبحث عن صور ومجازات جريا على نسق العمودي إلا ما كان من :
تَتَفَتَّتَ العشائرُ في كَفَّيَّ
إِذْ خِلْسَةً تَسْكُنُ الْأَوْرَاقَ أَحْيَاناَ
فَتُشْعِلُ الْوَرَقَ الأًمِّيَّ
\
أخي منير
دمت منيرا

[عمر الراجي]

هذا النص حمل إديولوجيا التجديد الحقيقي في الشعر وهو غاية في الجمال.

[سمو الكعبي]

وقفت هنا إعجابا
كل الود

[محسن شاهين المناور]

الأخ منير باهي
تحيتي . . لاأخفيك كمتلقي إنني أقرأ
شعرا جديدا وجميلا إلا أنني لست من أصحاب النقد
ولكني لااخفيك أنني أتوقف عند شعرك كثيراواستعذبه
شكرا على هذا الابداع الراقي
وسلمت أخي

[منير باهي]

القدير عبد القادر رابحي
أجدني عاجزا عن لملمة الكلمات القادرة على شكرك.
شكرا إذ أصغيت الى هذا النص بعمق ولم تتعب.
شكرا لأنك كتبت ماكتبت بروح ناقد مبدع ولم تمل.
شكرا لأنك منحت نصي ما يجعله يشعر ببعض الزهو.
شكرا عميقا سيدي

[منير باهي]

[quote= مصطفى عراقي;372422]شاعرنا المبدع الأستاذ منير باهي
تحية عاطرة زاهرة لكل ما سكبت هنا من شعر ورؤى واشتعال
للتثبيت إعجابا وتقديرا
مصطفى/quote]

الفاضل مصطفى عراقي

من حقي يادكتور أن أنتشي بالنيشان الذي وضعته على كتفي هذا النص.
ومن حقك علي أن أمنحك باقة شكر لا تذبل.
تقبل تقديري وافتخاري بالتواجد بينكم.

[منير باهي]

الرائع عبد الصمد حكمي

أنا حقا منتش بوقوفك الرائع أمام هذا النص المتواضع...
وفخور بأن يحظى ببعض اهتمام يعيد للشعر بعض الكبرياء...
قراءتك للنص تفرض على أن أسمت كي تنوب بلاغة الصمت عن الكلام لتقول ببساظة:
شكرا لك

[منير باهي]

صديقي الشاعر عمر الراجي

أنا سعيد لأنك لمست في النص نزوعا الى التجديد...
وأن يكون التجديد ايديولوجيا ساختلف معك..
ما لا نختلف حوله هو احترامي لك ولتجربتك الشعرية.
تقبل اعتزازي

[منير باهي]

المحترمة سمو الكعبي

هناك بعض اللحظات في غفلة من الزمن تمر خاطفة فتترك في الروح أثرا عصيا على الامِّحاء...
كذا كان تعليقك.
شكرا

[منير باهي]

الشاعر الضوء محسن شاهين المناور

وماذا بعد كل هذا الثناء الرقيق الذي أخجلت به حروفي...
مثل كلماتك من قامة شعرية بحجمك هي التي تزرع الغرور في قلب من عنه تحدثت.
شرف لي أن تقرأني مثلما حظيت بشرف قراءتك... ولو لم أترك اثرا.
اعتزازي بك

[وائل محمد القويسنى]

الأرضُ تدورُ، الأرض تبحثُ عني

لَا أَدَّعِي مِثْلَمَا الْأَشْبَاحُ مُعْجِزَةً
وَإِنْ بَدَا مَا أَرَى كَشْفاً وعِرْفَانَا
إِنِّي قَؤُولٌ، وَقَوْلِي اللهُ يَكْشِفُهُ
وَلَا أُسَخِّرُ عِنْدَ الْكَشْفِ شَيْطَانَا
وَلَا أَقُولُ شَيَاطِينِي أُخَاصِمُهَا
إِذْ خِلْسَةً تَسْكُنُ الْأَوْرَاقَ أَحْيَاناَ
فَتُشْعِلُ الْوَرَقَ الأًمِّيَّ مَعْرَكَةً
فِي النّصر تمنحني عرشاً وتيجانَا
ولم تهبني عيونًا كي أرى فرحًا
فكانَ شعري الرؤى دمعًا وأشجانَا

أخى الشاعر منير الباهى
هو حقا دوران على صفحات
تجربة واثقة الخطى فى موج ثائر
قلم واعٍ يخط الخط فى مجراه ولا يحيد
جميلة بلا نقص ولا زيادة
فكأنما وزنت كلماتك لتكون على وزن الفكرة
لا أسكن الله لك أوراقا ولا قصف لك قلما
وجعل شعرك فرحا وسرورا وبهجة
تقديرى
وائل القويسنى

[محمد الأمين سعيدي]

إن أهم ما لفتني في هذا النص الجميل،هو سعي الشاعر من خلاله إلى كسر الروتين الذي تخلقه رتابة الشطرين ..فيضطر القارئ إلى أن يكمل الجملة لا أن يكمل البيت وبهذا يكتمل في ذهنه المعنى وتتشكل الصورة..وقد تحقق هذا العمل من خلال التدوير الذي أصاب كثيرا من أبيات القصيدة..
ثم إن اللغة تقترح أساليب جديدة في هذا النص ..وتعلن الخروج عن فراش طاعة اللغة القديمة..مما أدى إلى تشاكل حقيقي بين جدّة الطرح و عمق الرؤية..
أخي شكرا لك..

[منير باهي]

الشاعر الأنيق وائل محمد القويسنى
مرورك الضوئي من هنا يخجلني لأني أمر بإبداعاتك ولا أترك على الباب بعضا من انطباعاتي..
المرة القادمة سأفعل.
سعيد جدا بتواصلك
تقبل تحياتي

[منير باهي]

الشاعر الرائع محمد الأمين سعيدي
بضربة انتباه ذكي أصبتني بالكبرياء
كنت أخشى بعد انتهائي من كتابة النص من ألا تتحقق الرغبة التي سيطرت علي في توظيف لغة مختلفة..
أردت أن أتحايل على المتعصبين لقصيدة النثر الموغلين في الاستخفاف بقدرة القصيدة العمودية على التمرد داخل حدودها...
لك مني كل الشكر وأكثر منه تقديري العميق