د. ندى إدريس
27-07-2008, 12:28 PM
اعتدت المرور به ذهابا وإيابا .. كلما ذهبت للاستمتاع بسهرة مع زوجي في مطعم أبوشقرة حيث الأجواء المصرية المميزة التي تمتزج برائحة الزمن الجميل وعبق الكبار كأم كلثوم وهي تصدح (انت الحب اللي مافيش غيرو) ... بينما نتماهى ونتمايل زوجي وأنا على ترانيم صوتها و صوت الماء الناتج عن تساقط شلالاته .. في جو من الخصوصية يتمتع بها المكان .
أو حتى مجرد المرور لبلوغ البحر فجرا أو مساء للاستمتاع بشروق الشمس في الأيام الربيعية الغائمة على شاطيء البحر ..أو غروبها وهي تتماهى مودعة لتؤذن بميلاد , أو ربما ليلا للاستمتاع بالقمر في ليال قمرية وهو يعكس تلك الأشعة البلورية فيزيد صفحة الماء تألقا وجمالا ... استمتع وخلي بالنظر ونتشرب الجمال في كل الأحوال .. وغالبا .. يطالب الحِب بالمثلجات , بينما ألح في طلب صحن البليلة (ويابليلة بلبلوك , سبع جواري خدموكِ :011: ) .. كنت طوال تلك السنين كلما مررت به لفت انتباهي وشد حواسي وتساءلت عما يقبع خلف تلكم الأسوار.. انظر إليه بمبناه الدائري الأبيض وساحته الخارجية وأسواره المنخفضة المحيطة به... وأتساءل في إلحاح يدركه وجداني .. ماذا ياترى يوجد خلف هذه الأسوار ؟ ومالذي تخبأه الجدران من أمور ..أترى سيكون يوم يسمح فيه للنساء بالولوج أم أن نافذتنا الوحيدة فقط ستظل هي المنتديات ؟ (وكل الشكر والعرفان للمنتديات:noc:) تلك التي آنست وحشة .. وولدت دهشة .. وأسبغت على الوجدان أرق لمسة.. يكفي أن فيها ظل حلمنا بالقلم وللقلم متاحا.. وفي بوحنا للبوح مساحة .. وقرأنا وقرأ لنا .. وعرفنا وتعارفنا .. ومزجنا وتمازجنا .. لكن كان جميع هذا الحسن بعيدا عن اللمس والحس في واقعنا المعاش.. حتى الليلة ..
اتصال .. ياربي ... لاأرغب في الإجابة .. لكن هي عزيزة ..إذا لأجيب ..
هي: جاءتني اليوم أيضا دعوة للنادي الأدبي والوقت لايزال مبكرا .. أنت تهتمين بالأدب .. اذهبي .. أما أنا فلا .. ومع ذلك لاينفكون يرسلون لي لإشعاري بما لديهم .. اليوم عزمت عليك أن تذهبي
ندى : والله منهكة ولاأرغب إلا في النووووووووووووووم ..أعياني بحثي الذي أعمل عليه ياسيدتي
هي : ندى بليييييييييز روحي
ندى : لكني لاأعرف أحدا .. وسأشعر بحرج .
هي : انت فرغت من طباعة ديوانك الأول خذي نسخ منه معك لتكون بطاقة تعريف وأعطيهم رقم جوالك فيوافوك بالأخبار وبالتالي تنظمين أمورك لتحظي بالحضور دون أن تتململي وتتحججي بالبحوث
ندى : أشوف
هي : لاماتشوفي بل قومي واذهبي
اتصلت بالسائق .. تعال أريد الذهاب للحمراء.. جاء السائق.. ومضينا .. ومن شدة توثبي للذهاب تحت تأثير الحاح صديقتي ..تهت وأضعت الطريق!
تصوروا أضعت الطريق وظللت ألف وأدور حتى أدركت بعد مضي ساعة تامة ..
طبعا دخلت وقعدت في الخلف .. ( على فكرة عشقي القعود بالخلف :009:) .... وداخلي يقول إيه ٍ ياابنة إدريسٍ إيه .. أنت اليوم في الداخل بعد سنين من المرور الممتلئة بالتساؤل
اليوم أنت هنا ... ورحت أتابع الطرح .. كانت قصصية رائعة هي (د.أروى خميس) وكانت بجوارها (د. فاطمة إلياس) .. كان عرضها شيق وطرحها أدبي فلسفي متألق .. جمعت بين الدهشة والإبهار والتغلغل في الأعماق في رحلة شاهقة بين الخيال والواقع والطفولة وأحلامها .. وتصورات الكبار..
سألت أستاذتنا (د. فاطمة ) المنظمات أن يعمدن إلى توزيع الأوراق للمداخلات .. ومرت الفتيات ومامرت بي أي ورقة .. وانتظرت الفرج .. حتى أخذت أسماء كل الراغبات بالمشاركة تداخلا .. وأنا أنتظر في خجل لحداثة عهدي طبعا وتقديرا للمكان والسكان .. فإذ بالقدر يحمل اثنتين جميلتين من أهل الدار انضمت اليهن ثالثة وكن يتحادثن خلفي .. التفت إليهن وكلي حرج أبإمكاني الحصول على ورقة .؟ . فقلن قد مرت الأوراق .. قلت لكن لم تمر بي..
فنادت إحداهن سعادة الفاطمة .. فأمرت بأن أعطى .. فأعطتني الدفتر كله وليس ورقة كما كان مع الأخريات
قالت مااسمك , فقلت (د. ندى إدريس) وبدأت المداخلات تارة من قسم الرجال وأخرى من قسم السيدات .. ومن هنا وهناك وبين موجٍ هادر وهاد رست سفينة الإذن بالمشاركة على مشارف شطآني .. وأعلنت عن اسمي .. فتقدمت للمنصة حيث مكبر الصوت .. وتحدثت من القلب :
(جميلةٌ بدوتِ وشيقة للغاية , أجدتِ في شد الانتباه بين كلمةٍ وجملة ٍ وصورةٍ وألوان , نعم فقد لونت العبارة كما لونت الصور المعبرة .. وبإتقان مبدع ٍ لونت منا الوجدان بين حنينٍ لماضٍ وتشوقٍ لربطه بفنٍ بما نعيشه الآن ..
أروى .. لقد رويت جداب قلوبنا للأدب بشكل عام والكلمة المعبرة ذات الأبعاد والدلالة , ولأدب الطفل بشكلٍ خاص .. ولاأدري أأعتذر لك ولفنك أوأرثي لنفسي وأعتذر لها لتأخري عن إدراك وهج البداية في الطرح الجميل .. والسرد المغنى في الحس الرهيف..
سيدتي .. ألايوجد فرق في الكتابة للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة ؟
في تصوري أنه من الممكن أن يستوعب الصغار جدا (3سنوات) روعة الأدب والتفاعل معه والتطور من خلاله إذا سهلت العبارة وحافظت على حلة الأناقة .. في شموخ له الطفولة تنوخ)
سبب استفساري أن لغتها فارهة .. مترفة في الجمال والتمكن غارقة في العمق .. تمكن مدهش ولكن ربما استصعب على ادراك الصغار.. وفي نفس الوقت أريدهم أن يستمتعوا بالرقي ويعتادوا تذوق الجمال فمن خبرتي معهم أنهم يستمتعون اذا خلطت الحكايا برحيق المرح والتمثيل أثناء القراءة بحيث يعشن معك الأدور .. وقد نجحت مرارا مع صغيراتي وصغاري في ذلك (أولاد الجيران والأخوان) فهم صغاري وبحب وصدق
الحق .. أجابت (د. أروى ) بإمتاع اختلط بالتمتع وانداح بإبداع
كانت فعلا شيقة .. ولما انتهينا .. صار لي العديد من الصديقات .. سعدت بهن وسعدن بي.. جميعنا كنا في شوقٍ لدار ندوةٍ .. وسوق عكاظ .. جميعنا كان في شغفٍ لنوادي الأدب ومرافقة عشاقه
انتهت الأمسية .. وناولتني (د. فاطمة إلياس) جدولا بباقي الفعاليات .. ووعد بأن أحظى من قبلها بتسجيل(cd) وافٍ لكل مافاتني من أمسيات
عدت سعيدة .. مرفرفة .. محلقة .. فقد كنت في دار أدب مباشرة على الهواء وليس عبر جهاز ..
نعم كنت بداخله ولأول مرة( النادي الأدبي الثقافي بجدة) .. كنت خلف الأسوار وقد تسلقت برشاقة ودون جهد الجدار وكشفت بعض الأسرار
لسان وجداني .. شكرا جهاد .. وهي صديقتي صاحبة الإعلام والإصرار .. وشكرا ل .. فهي من لفتت انتباهي لفاطمة إلياس .. وأشعرتني أن دخول تلك الدار بات ممكنا .. وميسرا في بعض الأحوال
وشكرٌخاص لزوجي الذي ماانفك يحثني كلماتكاسلت ويشد على يدي وييسر لي الأسباب ..
لكم محبتي
جوتيار تمر
27-07-2008, 04:42 PM
اقف هنا امام نص مزج في لغته المحكمة السردية بالخاطرة ، فجاء على شكل حوار بديع يحاول ان يلم بالكثير من التفاصيل الذاتية من حيث الذات الداخلية والذات الخارجية ، من حيث أنا والاخر ، فجاءت التفاصيل متسلسلة مرتبطة متراكمة ، باعثة للتامل.
اهلا بعودتك الرائعة
محبتي
جوتيار
خليل حلاوجي
28-07-2008, 08:32 AM
كم وددت أن يأخذ المثقف دوره في النهضة الفكرية التي نطمح لها جميعاً ...
وهذا هو دوره الفاعل في المجتمع ... أن يسبق جمهوره ... لا أن يهرول خلفهم.
ماقرأته هنا يدلل على ماأقول ... وأنا مع الدكتورة أن المشهد الثقافي اليوم مقلق وعلينا تدارك أمره.
\
بالغ تقديري
وفاء شوكت خضر
28-07-2008, 02:27 PM
الشاعرة الأديبة د. ندى إدريس ..
مرحبا بك بيننا مرة أخرى بعد غياب طال كثيرا ..
نعم مازالت بعض مجتمعات تفرض الحصار على المرأة ، لكن المرأة غالبا أخذت مكانها في بعض المجتمعات الأخرى ..
لعلنا نحتاج للثقة بالنفس أكثر حتى نثبت وجودنا في هذا المجال ، حيث المرأة ملتزمة أكثر في كتاباتها الأدبية ، مما يجعل الأمر ثقيلا على النفوس في عصر التكنولوجيا والعولمة والإباحية ..
أعتقد أن هذا النص مكانه ليس منتدى النثر ، وربما من الأفضل أن يكون في منتدى استراحة الواحة أو
منتدى الفكر والحوار المعرفي ، حتى يحظى بمناقشة فاعلة ..
طرح موفق باسلوب جميل بداية من الحصار الفكري للمرأة وانتهاء بنقاش أسلوب كتابة قصص الأطفال ..
تحيتي وتقديري ..
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:22 PM
الأمسية الثانية
اليوم هو اليوم السابق لليوم الموعود لأمسية الأديب السعودي الحجازي ابن البلد (يحي باجنيد) لمناقشة أدب الحكاية الشعبية المروية باللهجة الحجازية , غدا سأدخل قاعة كانت بالنسبة لي هي المجهول والسر الخفي والتي أصبحت شيئا من المعلوم المحسوس ,ولسان حالي يقول ( حقابله بكره ..حقابله بكره) . أفكر بالأمر مذ عدت وأدعو الله تعالي أن يمن علي بأن يكفيني شر العوارض.. ملتحقة هي محدثتكم بدورة الكورت وهذا أمر يتطلب دوام رسمي يومي ( في عز الإجازة ) من الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا , لأعود فأنشغل بواجبات الظهر الزوجية . يعني الرجل لابد أن يأكل وهذا جهد تدركه النساء جيدا حين تعدن من العمل لتنزعن ثيابه المثقلة بالتعب , وترتدين المريلة وتغصن في الثلاجة لاستخراج الأعباء , ثم تجرجرن أرجلهن المصفدة بويلات الدوام لتقابلن لهيب البوتجاز . وبعد ذلك (بالنسبة لي) أعمال البحث وأخرى . طبعا لم أنم جيدا وأصبحت في صباح اليوم المنشود مجهدة ولابد لي من الدوام بمركز التطوير لمحاضرات الكورت .. أتحامل على نفسي .. وأترك الفراش بعد صلاة الفجر كي لا استغرق في النوم (تروح علي نومة) وتضيع معلومات الكورت لذلك اليوم وبديهي ألا يعيد المعلم ما فات لمن غاب .. طبعا استعنت بعد الله بالمستقبل الإخبارية (الحمراء ) , وكوب كافي ميت بالنسكافية (أحب الكافي ميت ملعقتين والقهوة ع الريحة!!!) , والعمل على إدراج البيانات في برنامح الـspss , و يارب افتح علي ويسر لي الأمر وأعني على سلطان النوم .. حتى إذا ماشارف الموعد خرجت لأدرك الجامعة .. وهناك يارب يارب يارب .. وهكذا حتى مرت الساعات الخمس .. طبعا أوقات بانفعال ذهني وتفاعل مدرك , وأخرى بشرود إما للسرحان وحياكة نسيج من الرؤى والأحلام , وإما للنوم مع إظهار اليقظان .. وقد أفيق على تساؤلات لا أجد لها إجابة من قبل المدربة الجميلة .. ياللا .. النوم سلطان.. ( قررت تقدير ساعات نوم تلميذاتي خلال المحاضرات أكثر:004:) .
انتهى اليوم عدت لمقابلة الواجبات الظهرية .. تأبى عيني النوم , يقظ حسي جدا , متوثبة هي كل مشاعري ,فهجرت سريري وعدت لأتابع الأخبار .. والعمل البحثي حتى صلاة المغرب .. نشطت كمن لسعته عقرب .. انتفضت .. تجهزت .. أنجزت أعمالا تحتاج لإنجاز , وبين أنا كذلك أذن لصلاة العشاء (حي على الفلاح ) .. حضر السائق .. هرعت للحمراء للنادي الأدبي الثقافي .. لاحظت أن هناك لوحة وحاجز عند المدخل الرئيسي .. كتب على اللوحة .. الصالة النسائية بالأعلى .. بيني ونفسي (حديث) لكننا كنا في المرة السابقة في الدور الأرضي .. لم اقتنع:020:
دخلت من البوابة الرئيسية وإذ بالصالة ليس بها إلا رجالا يتأهبون لصلاة العشاء وامرأة تقف أمام كشك بيع الكتب .. فقالت لي فوق .. بدا في عيني تساؤل , أجابت أنا أنتظر الأخ المسؤول ليفتح لي الكشك لشراء بعض الكتب ( أها) .. فهمت , سألتها كان هنا رجل مصري فاضل أظنه السكرتير , قالت نعم : مضى ليجلب المفتاح انتظريه إن شئت .. قلت أفعل .. وما هي إلا ثواني حتى جاء وفتح لها . قلت (ممكن لحظة) , فقدم مبتسما , قلت هل لي بخدمة , فأجاب أنت التي جئت هنا المرة السابقة وهو يبتسم , قلت نعم , قال (أؤمري) , قلت (مايؤمر عليك ظالم ) فقط خذ هذه النسخ واعطها للأستاذ السريحي والأستاذ عبده الخال وفلان وفلان , قال أفعل , لكن أقول لهم ممن قلت (د. ندى إدريس ) اسمي مكتوب , ثم تنبهت فقلت وهذه نسخة لحضرتك فتألق فرحا وحمدت الله الذي هداني لاستدراك غفلتي في تجاهله , وهممت بالخروج للباب الخارجي لبلوغ الدور الأول , فإذ به يناديني يادكتورة تعالي واصعدي بالمصعد سيأخذك بالمقلوب لكن خذي يمين في يمين فتصلي . فعلتُ ذلك بعد شكره للطفه , ووجدت نفسي مجددا في أروقة لايقطنها غير مفرزي هرمون التستستيرون , وإذ بآخر يناديني مبتسما .. سيدتي من هنا ومضى بي لناحية بها باب موصد , وطرق الباب , قلت مابكم تأخذوننا تارة لأسفل وأخرى لأعلى؟! , قال والله حسب رغبة النساء , ثم قال ابتعدي قليلا فسيفتح الباب تجاهك فحاذري أن يصيبك, لطيف مهذب:v1:
فتح الباب , دخلت , فوجدت سجادة بسطت للصلاة فصليت العشاء وانضممت للنسوة .
دخلت امرأة ممتلئة وقارا ونباهة واتزان وثقة وفخر , قعدت بجواري فاليوم كنا حول المستديرة , ثم أخرجت كتابا وناولتنيه , فتناولته وقلت مبتسمة , هاك أيضا ديواني الأول فتناولته , ورحت اقرأ مافي خلفية الكتاب بعد تعرفي على الاسم كانت الكاتبة (عائشة زاهر) وهي مشرفة تربوية , ومناظرة دولية من خلال البرامج الإذاعية حول علاقة الإعلام بالعنف مع الكاتب المصري الأستاذ عبد التواب يوسف والمخرجة المصرية زمزم إسماعيل العام 1425 هـ وقد تم بثه على مختلف الموجات الإذاعية بالدول العربية .. كان اسم الكتاب ( لاتكن ضد نفسك) , وبينما كنت أتحدث إليها تدافقت الأديبات والإعلاميات وكانت من بينهن الإعلامية ( حليمة مظفر) , ودارت نقاشات وحوارات قيمة وراقية حتى أزفت الآزفة وظهر الأستاذ عبده الخال .. نعم عبده الخال الذي حيا ورحب بالضيف والحضور وترك مساحة للمنظمة في القسم النسائي للبدء فقد اتضح أن منظمي الأمسية (هن) وليس (هم ) .. ثم أعادوا إليه الميكرفون فتحدث وأسهب في سيرة ضيفنا العطرة ومناقبه .. كان يحي ! .. وكم كان جميلا متناغما طروبا منتشيا بالحكاية .. فبدأ بالثناء على الأنثى وأثرها في تكوين الحكايا وعكف على رأس أمه التي أصرت على الحضور ليمطره بوابلٍ من القبلات بكلماته الحنون , الممتلئة بشجن الشجون , ويضع أكليلا من الامتنان عليه ويدعو الله أ أن يحفظها له ويصون .
دندن أستاذنا عشقه للمرأة فقال وأشجى , أنا أميل للنصف الثاني من الأمسية (قاعة النساء) وموّل موالا عذبا حرك المشاعر يحكي فخره واعتزازه بأن الدعوة كانت من صاحبات الدلال وربات الغنج والجمال) , وتابع الغريد بوحه شاديا .. وجودكم يزعجني , يقلقني , يرعبني .
يااااااااااااااه عملاق بحق !!!
فالمرأة هي النخلة التي هزتها مريم فتساقطت عبر فم الحياة رطبا جنيا .
حدثنا عن أيام دراسته بإيطاليا , وكيف أنه كان بالقرب من معهده معهدا للأزياء ,راح يعرج عليه للاستمتاع بهذا الفن ( بالفن وحسب :005: ) ثم حدثته نفسه بالالتحاق لكنه تراجع حين مرت بذهنه السستة , والبنسة , وصولا لطقطقة اللبانة, وحركة الأصابع ونعومة اللسان , فاكتفى بالمشاهدة ليحظى بالأمان . D:وتابع الساخر الطروب قائلا : الحكاية أنثى , الشمس أنثى , الرواية أنثى , مثلما الفتنة بجمالها أنثى , الجاذبية أنثى , الأرض أنثى , الضحكة أنثى , البسمة أنثى , فأضاف آخر عن بعد (والمصيبة أنثى:006:), (شوفوا بس غيرة الرجال) .
مضى في تواضع يقول ستكون دردشة مدعيا أنه ليس مخولا بجعلها دراسة عن الحكاية..وراح يصدح . ياالله ما أجمل طريقته في الحكاية .. يعيشها يحسها,يتحسسها , يتنفسها, يعشقها , يلمس نبضها , يشاهدها فتشاهدها معه بأدق أدق تفاصيلها وأوضح صورها وموسيقاها التصويرية ,مصطلحات حجازية قديمة أفلت , كنا نسمعها حين كنا صغارا من الجدة والجد والجارات والوالدة . تحدث عن طفولته ومعلماته الأوليات (دادة سعادة , أستيتة سعدية بكُتاب البغدادية ) , حدثنا عن الأم وأدب الحكاية وكيف كانت تقص وتتقمص وتصور الانفعال ( بنت زي القمر تقول للقمر غيب وأنا بدالك نقيب ) .
همس همسا ضج بروحي (اللي ماعنده أم حاله يغم) ياااااااااااااااه .. لطالما كانت ترددها أمي على مسامعي .. رحمة الله عليك يا أم أحمد (اشتهت روحك الرحمة )
ثم راح يحكينا وكأنه ( يقول .. وحدوا الله .. فنجيب لاإله إلا الله , فيثني واللي ذنبو كبير يستغفر الله .. فنجيب استغفر الله ) , رحم الله جدتي ميمونة هكذا كانت تبدأ ورحم الله أمي .
حكايتنا المختارة عن أم البنات التي كانت لا ترى إلا حبلى وإحدى يديها على خاصرتها وتجر بالأخرى طفلا .. وحين كانوا صغارا يسألون عن السبب الدائم لانتفاخ بطنها كانت الإجابة من الأمهات ( ليلاتي تاكل حبحب , يوماتي تاكل حبحب ) :002:
كانت الحبحباتية مرتبطة بزوج آتاه الله بسطة فاحشة في الجسم وفظاظة في الخلق فكان مداوما دواما كليا بالكركون , وهذا المكركن .. أقسم على أم البنات أن إذا جاء الحمل السابع بنتا سيطلقها ويأتي بشاطرة تنجب له الولد !
وجاء يوم الميلاد .. وانطلقت الغطاريف , وهو أمر غير معهود في مثل هذه الأوضاع , في بيت أم البنات !!؟, حدث أمر .. قد جاء عبد الجبار , وتبخرت معه أحلام أم البنات في الخلاص من الزوج النكد. ومر الزمان (البنات اتعلموا , وعبدالجبار دشر , مات أبو البنات بعد أن ورث العائلة شي من ريحته , ولم يقطع الولد عادة المرحوم في ملازمة الكركون .. وحبة فوق , وحبة تحت) .
بعد أن انتهى اعتذر فلربما أطال , ولسان حال النسوان يقول (كمان , كمان )لكن للرجال أقوال ورؤى تقتضي ما لانريد من الأفعال ,فأُوقف الغريد , وبدأ التنسيق للمداخلات بين القاعتين , بدأت مديرة القسم النسائي ومنظمة الأمسية وداعية الأستاذ يحي, الأستاذة (نورة القحطاني) بأخذ الأسماء لتنادي للمداخلات , وقالت النساء وقال الرجال , ومن هنا وهناك , حتى استقر طائر السعد على أغصاني فقالت د.ندى إدريس
وقالت المنتشية حتى الثمالة بنت إدريس..
أسعد الله المساء
سعادة الأستاذ النبيل والأديب الجليل , ذو الذوق الجميل والإبداع المتلأليء كبريق نجمٍ بحالك ليل .. يحي .
لتحيا .. وتحيا .. وتحيا .
حقا , حقا , حقا , أنت مدهش , وهرم مثلك ليس بحاجة لرأي من هي مثلي ولكني أقوله لآنس به مع نفسي وأتباهى على وجداني حين أخلو بذاتي.
معك حلقت روحي في سماواتٍ من جمال , واستغرقت مشاعري في الذكريات بين صمتٍ وحنين وبكاءٍ وأنين .. ورحم الله رامي إذ يقول :
كيف أنسى ذكرياتي وهي أحلام حياتي = إنها صورة أيامي على مرآة ذاتي
حملت الماضي بعبق الامتنان , وأريج العرفان , حلقت بنا لبيت جدي والخالة والعمة وستي ميمونة واستيتة فتو وخالة سعاد , في شجنٍ عذب , وانسيابٍ رطب , لامس القلوب بحس مرهف , وتصوير عاشق متيم .
فهِمنا عبر تلك الصور في آفاقٍ لاحدود لها من الدهشة لرقيٍ راق , وأداءٍ رقراق .
سيدي : شكرا لأنك هنا , وشكرٌ أشمل وأجمل لوجودك في الحياة .. فلله الحمد لمنه الذي لايحد , فأنت بحرٌ لايعرف الجزر , فهو مدٌ في مدٍ في مد .
دم كما أنت جميلا متألقا فطنا ذكيا , طروبا , منتشيا .. لنطرب )
علق الأستاذ الخال .. يبدو أن الأستاذ يحي قد عرف كيف يكسب رضا النساء:hat:
ثم قالت لي من بجانبي .. هذه زوجه .. أديبة الحكاية الرائعة (د.زهرة معبي) فالتفت إليها وقلت عفوا لكن زوجك جميل والحسن مستفز .:NJ:
قالت وهي تبتسم رضى .. إن للإنسان من اسمه حظ .. كلماتك كانت كاسمك .
كم راقت لي .. متألقة جميلة كزوجها .
ثم توالت المداخلات وكانت ليلة بألف ليلة وليلة وكانت حلوى الحضور (تسجيل صوتي لحكايات ممثلة بعنوان : رضية وحسن النية ,في شريط يحمل اسم (حكيني) أدّاها كلا من الأستاذ خالد زارع العملاق والتاريخ الحجازي المعتق بعبير ذكريات الأمس وأحلام الطفولة وتوق الأمهات واستمتاع المتابعين لطلته أو رنة صوته (ربوع بلادي علينا بتنادي تقول تعالوا شوفوني ياولادي) يالرحيق الطفولة وعبق الذكريات , والممثلة الرقيقة فريدة عبد الستار , وكتابٍ له بعنوان (حسبنا الله ) اللطيف المدهش برقي ملفت أني لمحته بأيدي السيدات فقلت لزوجه من أين أحصل عليه ؟ قالت إنه هنا , وقامت بنفسها وجاءتني بنسخة سمعية وأخرى مقروءة , يالجمال الرقي وحسن التعامل والكرم.:hat:
وبعد أن انتهت أعاد الأستاذ عبده الخال لمشجينا الميكرفون , فأشجانا
بطربية قصصية أخرى , حملنا لسماوات وغاصت إيقاعاته بالوجدان فرفعت وخفضت وأضحكت وأضحكت وأضحكت وقهقهت ثم أبكت .. يااااااااااااااااااه
ثم مضى يجيب على جميع المداخلات بتواضع راق. داهمني الوقت وتجاوزت الساعة الثانية عشرة ومالت إلى النصف ,فالتفت لمديرة الجلسة قلت هل لي بسيديهات الأمسية قالت ..لا هي فقط للنادي!
قلت لكني مضطرة للمغادرة قالت إذا سلي الأخريات .. وبين امتناع وامتناع , وتمنع وتشبثٍ بالبقاء ,انتزعت روحي من قاعة الشجن وذهبت وتركت باقي الجمال يزهو على ضفاف الإبداع يتتابع كموج لا يعرف غير التوغل في الإمتاع.
على فكرة تابعوا برنامج المعلم في البرنامج الثاني بالإذاعة السعودية , واستمتعوا بحجازياته عبر مؤلفاته التي تحمل حكايات أهل الحجاز بإيجاز وإعجاز
واعلموا أن الرجل طاقات إبداع , صحفي ,تشيكلي , كاريكاتوري , كاتب , وأديب , حكايا!!! , وعضو في الجمعية الوطنية للمتقاعدين في أعمال بر لوجه الله صرح بها من يعرفوه , وأجمع جميعهم أنه له محب وعاشق ومتيم , رجل جميل بكل ما تحمله المعاني وعلى جميع الأصعدة.
لم يتبق معي نسخ من ديواني .. وكم أحببت أن أهديه , فقلت لزوجه أتأتين الأربعاء قالت وهي تبتسم وفي عينيها بريق أخاذ , إن أتيت آتي .. قلت وأنا أرفرف من الفرح ..بإذن الله آتي .
يااااااااااااااااااااااه .. أين كنا من هذا النعيم
بوركت اللجنة النسائية .. وكل من ساهم في إحياء الجمال وجعله ممكنا وليس بمحال.
كونوا بخير
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:26 PM
اقف هنا امام نص مزج في لغته المحكمة السردية بالخاطرة ، فجاء على شكل حوار بديع يحاول ان يلم بالكثير من التفاصيل الذاتية من حيث الذات الداخلية والذات الخارجية ، من حيث أنا والاخر ، فجاءت التفاصيل متسلسلة مرتبطة متراكمة ، باعثة للتامل.
اهلا بعودتك الرائعة
محبتي
جوتيار
وأقف عاجزة عن التعبير بالشكر لما أغدقته عليه بلطفٍ وفن
شكرا لكل جميل هنا سكبت
من الود أعذبه
احتراماتي
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:29 PM
كم وددت أن يأخذ المثقف دوره في النهضة الفكرية التي نطمح لها جميعاً ...
وهذا هو دوره الفاعل في المجتمع ... أن يسبق جمهوره ... لا أن يهرول خلفهم.
ماقرأته هنا يدلل على ماأقول ... وأنا مع الدكتورة أن المشهد الثقافي اليوم مقلق وعلينا تدارك أمره.
\
بالغ تقديري
والله ياصديقي هي نفس الأمنية
أتعلم أحلم بمنشأة ثقافية شاملة راقية تجمع المثقفين والمفكرين والتشكيلين والأدباء من كل مكان ليتمازجوا ويصبوا في بحر راق من الإبداع لرقٍ متناه أبدي خلاب
ليت شعري ياأخي ليت شعري
ولمرورك كل التقدير والاحترام
كن بخير
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:30 PM
الدكتورة والشاعرة الراقية ندى ادريس
من الرائع أن تجد طاقات الإنسان الخيرة متنفساً لتوظيفها بشكل مثمر
سعدت بما قرأت وأتمنى لكِ ولكل الأخوات كل خير وإلى الأمام دائماً
تقديري لك
عزيزي مرورك غنى وضياء
شكرا لأنك هنا
دعم وللفكر أمان
كن بخير
احتراماتي
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:34 PM
د . ندى ادريس
قد وضعت يدك على الجرح بحكمة الطبيب
نعم عزيزتي كم نحن بحاجة لمن يأخذ بأيدينا نحن النساء وخاصة الأديبات لنأخذ حصتنا ولو قسما منها وإن
لم تكن جميعها في عالم الأدب
لك من الجوري أجمل جورية:0014::0014:
لنطمح ياصديقتي بيوم تتساوى فيه الفرص للأديبات مع الأدباء وهم جديرون بتفعيل مثل هذه الإجراءات
ولك من الندى أرق مافيه
سعيدة بمرورك
كوني بخير
د. ندى إدريس
29-07-2008, 08:36 PM
الشاعرة الأديبة د. ندى إدريس ..
مرحبا بك بيننا مرة أخرى بعد غياب طال كثيرا ..
نعم مازالت بعض مجتمعات تفرض الحصار على المرأة ، لكن المرأة غالبا أخذت مكانها في بعض المجتمعات الأخرى ..
لعلنا نحتاج للثقة بالنفس أكثر حتى نثبت وجودنا في هذا المجال ، حيث المرأة ملتزمة أكثر في كتاباتها الأدبية ، مما يجعل الأمر ثقيلا على النفوس في عصر التكنولوجيا والعولمة والإباحية ..
أعتقد أن هذا النص مكانه ليس منتدى النثر ، وربما من الأفضل أن يكون في منتدى استراحة الواحة أو
منتدى الفكر والحوار المعرفي ، حتى يحظى بمناقشة فاعلة ..
طرح موفق باسلوب جميل بداية من الحصار الفكري للمرأة وانتهاء بنقاش أسلوب كتابة قصص الأطفال ..
تحيتي وتقديري ..
وفاء
أسعد الله الأنقياء
اذهب معك تماما فيماذهبت إليه ..
ومكان النص أنت من تحدديه .. هو تحت تصرفك فافعلي به ماترين
وحقيقة فتشت عن منتدى للمقال فما وجدت فطرحته هنا بغير اقتناع
أنت طوق نجاة .. فخلصيه وألقيه في يم النقاش
كوني بخير
ولك الود الأعذب , والشكر المستعذب
وفاء شوكت خضر
30-07-2008, 08:01 PM
الأخت والأديبة الشاعرة د.ندى ..
نقلت الموضوع لمنبر الفكر والحوار المعرفي ، وإن لم يجد التفاعل الذي يستحقه سأقوم بنقله لاستراحة الواحة بإذن الله حتى تعم الفائدة ونجد من يتفاعل مع الموضوع في نقاش جاد ..
تحيتي أيتها السامقة .
عبدالصمد حسن زيبار
30-07-2008, 10:01 PM
ندى
هي سويعات للسمو
فعمر الورد فصل من السنة
إنها الحكاية
ابصار و إصرار
لينعم بالمراد
الأمل في سريان التثاقف
ليغطي امتدادات من العطشى
إنه ترمومتر الوعي
وهو بداية الحكاية
/
كيف عاملة مع الكورت
ممتع و مفيد
لو وجد المدرب المتقن فهو يعمل على تغيير الذهنية
ذهنية التكاسل و الاتكال
نحو تحرير التفكير وتوسعة مجال الادراك
تحية ود وورد و سلام
د. ندى إدريس
10-08-2008, 10:38 PM
ندى
هي سويعات للسمو
فعمر الورد فصل من السنة
إنها الحكاية
ابصار و إصرار
لينعم بالمراد
الأمل في سريان التثاقف
ليغطي امتدادات من العطشى
إنه ترمومتر الوعي
وهو بداية الحكاية
/
كيف عاملة مع الكورت
ممتع و مفيد
لو وجد المدرب المتقن فهو يعمل على تغيير الذهنية
ذهنية التكاسل و الاتكال
نحو تحرير التفكير وتوسعة مجال الادراك
تحية ود وورد و سلام
أسعد الله المساء
سعدت بمرورك جدا
ونعم .. الكورت ممتع للغاية
شكر لك
واحترامي الممتن:011:
د. ندى إدريس
10-08-2008, 10:41 PM
تأخرت عن سرد مامر بي في أمسيتي الثالثة بالنادي
أعلم ..
السبب .. لم تكن تلك الأمسية بالنسبة لي مما يطرب ..
ولكن..
انتزعت فرصة من براثن الليث وتداخلت تشاكسا
قلت .. وبي وجع سيدركه قارئي
أسعد الله المساء
مداخلتي من شقين كلاهما يغني على ليلاي , إذ أن كلا يغني .. وقد أذن لنا بالغناء أستاذنا الكريم الشاعر أحمد مقرن الزهراني
تساؤلي الأول هو تساؤل عاشق للورق متيم بالتصفح مع التقدير للتقنيات الحديثة والتمازج معها حتى التوحد , لذا تراني أبحث من خلالكم عن المكتبات التي تحتوي على مميزات تستحث الباحث والمثقف والمهتم ليرتادها مصطحبا أولاده لينشئهم على حب العلم وتقدير المعرفة من خلال رؤية المثقفين وتجمعاتهم ومثاقافاتهم فيندمجون ويتمازجون فينتشون بالبحث والاستمتاع والاكتشافات التي قد تصادفه أثناء بحثه وتنقيبه ومحاكاته الكبار .
المداخلة الثانية : ذكر الأستاذ الدكتور حسن السريحي أن من الأمور التي تستدعي الإعجاب هو تمسك الأمم بتراثها وقيمها الحضارية وأظنه يرمي إلى أن ذلك جزء من قومية الشعوب , حتى أنه ذكر ذلك في شأن إسرائيل على سبيل الإعجاب والتقدير مع الأسف من الناحية العاطفية والتقدير من الناحية العقلية المنطقية , إذا لمَ لا ألاحظ اعتزازا بتراث الشعر العربي القديم :008:, وما السبب الداعي للتنكر للقصيدة العمودية ووصمها بالتخلف وجحود فضلها وتاريخها في نقل القيم والخبرات والأحداث والتاريخ بل وحتى الجغرافيا فضلا عن مساهمتها في حفظ اللغة؟! :002:.
يكفيك أن تستمع لقصيدة من قصائدهم حتى تجد نفسك أمام شاشة عرض كبيرة وبالألوان تنقل إليك الأحداث نقلا حيا نابضا يشنف الآذان , ويشبع البصر , ويستدعي الفكر وينبه الإدراك
شكرا
كونوا جميعا بخير
د. ندى إدريس
13-08-2008, 09:39 AM
ولطالما حلمت ونساء بلادي (المهتمات بالشعر منهن طبعا:005:) في حضور فعالياتها في نقل حي ومباشر
وبدأت النوادي الأدبية تفسح مجالا لتفاعل النساء, جنبا إلى جنب مع الشعراء الرجال (ليس تماما:009: )
البارحة كانت محل ترقبي وصديقتي الجميلة الشاعرة ( د. هند باخشوين) والحمد لله بلغنا الليلة بخير وحضرنا الأمسية
دخلت مبكرا بعض الشيء وكانت هناك الفارسة الأنثى الوحيدة بين رجلين ( أ. إيمان أحمد) كانت مشغولة بترتيب أوراقها , قلت وأنا أتأمل سمتها ورقتها بابتسام (الأستاذة إيمان أحمد ) فنظرت إلي باستغراب يشوبه تساؤل , تبحث عن إجابة :002: , قلت أنت مشرفة بالفكر والأدب بشظايا , قالت أعقبتِ على نص لي مؤخر ? , قلت ماتقاطعنا قط , بيد أني عرفت بأمر مزاملتي لك فيها عبر إعلان الجميل (عبدالرحمن الرويس) , قالت وقد استبد الفضول بها إذا من أنت ؟ قلت لك أن تتخيلي ؟ قالت من ؟ قلت ( د. ندى إدريس ) فقامت ببشاشة وسلمت علي بحرارة وجمال ينقطع نظيره إلا مع من تمتلك حسها الرهيف وذوقها العالي الظريف , فهتفت أخرى من الجهة المقابلة ( ندى إدريس) تمنيت أن أراك , كنت أقرأ لك منذ خمس سنوات وأنت أول من حببني في الشعر حتى صرت اليوم أكتبه ولي محاولات في القصة القصيرة أيضا , قلت إذا ستبلغين حلمك , فهذه المنتديات أثرت تأثيرا جميلا , علمت , وطورت , وارتقت بمحبي الرقي والمخلصين للكلمة , المترنمين بعشق الحرف في إخلاصٍ متفاني . تعارفنا وأضفت لقائمة صديقاتي نبيلة , أديبة , هي الآن قريبة .
قدم المقدمون وبدأت الرقيقة ( إيمان) بحق هي ناثرة جميلة للغاية وهذا ما اتفقت عليه حتى أستاذتي اللغة بجامعة الملك عبدالعزيز ( د.إبتسام , ود. هند باخشوين) .. فقد أقرتا لها بثراء مخزونها اللغوي وقدرتها على تطويع ذلك المخزون في صور جميلة .
محمد خضر , هو شاعر حداثي وربما هو متمتع للمهتمين بهذا النوع من الكتابة أما أختكم فلسان حالها ( لا أفقه كثيرا مما تقول) فلست من أهل تلك اللغة ولا مدركي معانيها, كانت عروسه بيننا , وقد أحسن بإحضارها لترى وتسمع .
أحمد التيهاني : حكايا :noc: , لله دره ما أجمله أسمعني شعرا شنف آذاني, وضجت بجواري انفعالا وتفاعلا الشاعرة الدكتورة هند باخشوين التي ظلت تهتف وتردد الله الله الله , ياااااااااااااااااااااااا اه كم هي جميلة في طربها الطروب!
أحمد شاعر عذب ومتمكن , وقد بدأت مداخلتي بالآتي:
جميلٌ بدوت بحرفٍ شجانا = يثير الحنين لكنا وكانا
تعلق قلبي بحرفك لما = همست بحبٍ بماذا دهانا
دهانا حنينٌ وشوقٌُ لماضٍ = تولى سريعا وخلى المكانا
أيا شاعرا قد نزفت جمالا =تسرب حزنا شفيفا بكانا
فملنا إليه ندندن حرفا = يثير اللواعج حين احتوانا
فعدنا نسامر أشواق قلبٍ =بليلٍ خلي به ملتقانا
أيا شاعري قد عزفت جميلا = سلمت لك الله يامن شجانا
أستاذ أحمد اسمح لي أن أحييك بقصيدة لي قد قلتها ذات طربٍ بشعرٍ لشاعرٍ جميل , وأجدها اليوم تحوم بنبضي وتجول في انفعالي مع نبضك وتفاعلي.
لطالما حلمت بحضور أمسيات الشعر في نقلٍ حي أشاهد وأستمع وأنتشي وأطرب , أعيش حالة الشجن , والحقيقة أنك قد حققت لي أمنيتي , بات حلمي واقعا .
شكرا , شكرا , شكرا أستاذ أحمد , وشكرا لكل من ساهم في هذه الأمسية
كونوا بخير
واحترامي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir