تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكون يسافر بين وريدي ووريدك



شريفة العلوي
27-07-2008, 11:49 PM
حين أحبك ..تدنو من أنفاسي شذى أزهارٍ برية تنثر في الأرجاء ريحان الطهر.... وأنت تسافر في براري روحي بدون توقف لا احد يحدوك ..وفي بحور قلبي تطوق شطآن أيامي و تسافر في ذاكرتي عصور تبني قصور النصر ....

فتلاحقني رائحتك كأهازيج العيد لأستعيد طفولتي بين يديك ضاحكة مستبشرة مقبلة نحو صباحات الصفو ..حين نما بخيالي برعم صوتك كانت تصغي عيوني حتى تتكحل في أصداء السحر ..كانت أصابعي تضفر خيوطا من اشعة الشمس التي ترتاد أمسياتك و ألوان أطيافك التي تنقش خطوط الطول والعرض على فستاني لأكون جديرة بمعرفة الطقس في أقاليمك ...

حين احبك أجوب الكون بأجنحة الضحكات و أرجوحتي الفضية تربط شرق غيابك في غرب حضورك ..حين احبك تنحت مناقير العصافير أحلامي بمكعبات السكر على سطح البحر /وتنسق باقات الورد مع نثرات الدر على الورق ..تحوك من خرزات الملح على جبل الجليد ..وشاحا متطرزا بالدفء على جيد الشتاء والزمهرير على خاصرة الصيف والشمس تنحني من كبد السماء ...ويتدلى الشعاع ثمارا على بقعة داجية ....

إنها لوحة لم تخطر على بال تاريخ الفن التشكيلي ..ثم يمتلئ متحفنا من زوار متعددة الجنسيات ...حين احبك يمحي الزمن وعورة الظن والكون يسافر بين وريدي ووريدك كي ينسج تاريخه من ديباج هذا البهاء وشما غير قابل للإزالة على جيد حمامة ابن حزم ...

حين احبك يُكسر حاجز الحدود ...ليتفتت زجاج البعد فيرسم لنا صراطا من رمال اللجين ... حين احبك تتصافح مساحة البعد و مسافة القرب لتكون بؤرة اللقاء... ...

حين أحبك لا أستأذن من الشمس ولا القمر ولا أبرم إتفاقية الهدنة مع أمواج الحلكة لأنها تتقلص متى ما رقص الضوء على ناصيتك... ..

حين أبحر في عينك لا احتاج الى ادوات الغوص بالرغم من معرفتي عمق بحورك.......أجزم انه من لم يغرق بها قد لا يخرج منها .....

حين تتقابل جموع نظراتي بنظراتك تسدل السماء سنابلها الذهبية وتتراقص حلقات النجوم على أنغام نسمات المسك و تصبح مجرتنا غابة يحرسها الحب و لا يدخلها الا أسراب من طيور النور التي تقتات على وريقات تسقط من أغصان أحاسيسنا ومخلوقات ضوئية تطرز شرانقها من موشحاتنا .. ..

وكل ضباب الكون لا يجرؤ على تمزيق صحو فضاءاتي حين يبتسم محياك الوضاء ..فيكون العالم حولي بساتين الحب التي تعير العشاق شرارات غرام ٍ تؤكد أن معظم الحب من مستصغر الشرر في قلبك ..لأنه في الحب ,, أنت الكون و قلبك ثمرة تفاح أزلية تتدلى من سدرة البدر....

أيها البدر متى تكتمل لأنكفئ على قلادتي التي تحتفظ بصورتك وأغنيتك ....
لأقرأ في كفيك أناشيد غدي وخرائط أمسي .. ولكن لا املك مشطا لأمشط خصلات الشوق المحترقة في سرداب المنفى القسري...يا .....
وطني

هشام عزاس
28-07-2008, 12:18 AM
الله ...

الكاتبة الرائعة / شـــريفة العلوي

بين مد و جزر وجدتني بين حروف تتقن بالفعل الرسم بالكلمات ... و من غير مبالغة سيدتي فقد كان مد السيل يجرفني نحو شلال منهمر من الصور الشعرية البديعة التي كلما تذوقت إحداها و متعت ذائقتي بجمال حسنها و ظننت أن لا مزيد ... أجدني في أخرى أكثر عذوبة و دهشة ... توقفت عند كلمة ( وطني ) لتتراكم كل الصور في ذهني و تصب في قالب مقدس .... أفقت لأجد شفتي تردد الله الله ...
ربما في اسم العلوي سر ما ... فقد أذهلني السامق خالد العلوي في كتاباته و ها أنت تزدين الذهول بلة

بارك الله لكِ هذا التميز الرفيع .

حرف بالفعل يستحق كل الثناء رغم أنه لا يفيه حقه .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

جوتيار تمر
28-07-2008, 11:41 AM
العزيزة شريفة...

لااعلم ان كنت قد قرأت لك هذا النص ام لا ، لكن وكانه مر علي من خلال متابعتي لنصوصك القديمة هنا وهناك ، ولكن يبقى للمرء في كل قراءة رؤية ، لانه دائما امام تحدي جديد من خلال رسم بديع تنفتح اواصره للمرء وهو يغوص في افاق النص ، اراك هنا كعادتك ترسمين الداخل بحرفية فائقة ، وتبعثرين الاوصال لا لدفنها ، انما لتعريتها من شوائبها وتنقيتها لتكون صالحة لاستقبال المزيد من الاخر ، وكذا يكون الحب في سلسلة تفادي الانحراف عن قافلة الحب للحب ، بحق رسمك جميل.

محبتي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
28-07-2008, 02:03 PM
رسامة توشم القلوب والأوراق بحروف لا تنمحي ..
تمتلكين قلما بسحر حرفك تحول إلى ريشة تعرف كيف تدمج ألوان المشاعر لرسم لوحات إنسانية عميقة
التعبير ، وحب متوهج بنور قدسي ..

الأخت الأديبة شريفة العلوي ..
سأبقى على ضفاف هذا الحرف أرقب الجمال ..

صادق ودي ..

شريفة العلوي
28-07-2008, 05:44 PM
الله ...
الكاتبة الرائعة / شـــريفة العلوي
بين مد و جزر وجدتني بين حروف تتقن بالفعل الرسم بالكلمات ... و من غير مبالغة سيدتي فقد كان مد السيل يجرفني نحو شلال منهمر من الصور الشعرية البديعة التي كلما تذوقت إحداها و متعت ذائقتي بجمال حسنها و ظننت أن لا مزيد ... أجدني في أخرى أكثر عذوبة و دهشة ... توقفت عند كلمة ( وطني ) لتتراكم كل الصور في ذهني و تصب في قالب مقدس .... أفقت لأجد شفتي تردد الله الله ...
ربما في اسم العلوي سر ما ... فقد أذهلني السامق خالد العلوي في كتاباته و ها أنت تزدين الذهول بلة
بارك الله لكِ هذا التميز الرفيع .
حرف بالفعل يستحق كل الثناء رغم أنه لا يفيه حقه .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام
الأخ المبدع هشام عزاس
في الحقيقة سعدت بهذه القراءة العميقة والاستنتاج الذي قادك الى ملامسة تباشير الضحى حتى اخر طرف لخيط في الشفق المسائي متتبعا لخاتمة نهار النص ...القراءة الجادة المخلصة هي التي تحفز القلم على الكتابة وقد تكون النصوص التي اكتبها لا تتعدى قدرتي وعالمي الصغير الذي يكبر مع ظله وقد يصغر حينما احاول ان أتأثر بما حولي في عدة مواقع منها المفرحة والموجعة وهنا اجد عالمي مجرد نقطة في البحر الذي يحيط بي من كل الجهات ...وقد يكون النص بحجم البوح والبوح بحجم الاحساس والاحساس بحجم الوعي به ...كم انا سعيدة بتواجدي بينكم في هذا المنبر التنويري الذي يقيم الكلمة ويضع لكل حرف ميزان ...دمت بكل هذا الرقي ...

علاء عيسى
29-07-2008, 02:49 AM
الفاضلة شريفة
بحثت فى كلماتك كى أقتبس منها جملة رقيقة عذبة
فوجدتنى أحتاج ان اقتبس كل الأحرف
ولككننى وقت القراءة وقعت عينى على هذه الجملة فوجدتها خير من تعبر عن خلجاتى
إنها لوحة لم تخطر على بال تاريخ الفن التشكيلي ..

ولذا
وجبت تحيتى
ولكن أردت فقط أن أهمس فى أذنيك


لما جاءت النهاية " للوطن "
لما قيدتى حرية الفكرة
دعيها نهاية مفتوحة
حتى يكون الوطن أجمل بهاءاً

وعلى كل
تحياتى
وامتنانى

شريفة العلوي
29-07-2008, 05:49 PM
العزيزة شريفة...
لااعلم ان كنت قد قرأت لك هذا النص ام لا ، لكن وكانه مر علي من خلال متابعتي لنصوصك القديمة هنا وهناك ، ولكن يبقى للمرء في كل قراءة رؤية ، لانه دائما امام تحدي جديد من خلال رسم بديع تنفتح اواصره للمرء وهو يغوص في افاق النص ، اراك هنا كعادتك ترسمين الداخل بحرفية فائقة ، وتبعثرين الاوصال لا لدفنها ، انما لتعريتها من شوائبها وتنقيتها لتكون صالحة لاستقبال المزيد من الاخر ، وكذا يكون الحب في سلسلة تفادي الانحراف عن قافلة الحب للحب ، بحق رسمك جميل.
محبتي
جوتيار
الشاعر المتميز جوتيار تمر
هكذا دائما مداخلاتك في النص تحمل له اكثر مما تأخذ منه ......الشيء المفرح إنك متابع لنصوصي.. وقد يتكون لدى المتلقي غالبا فكرة ما تقوده الى ملامسة بصمة قلم ما من خلال رصد كتاباته, كطيف مر على الخاطر يتآلف القارئ مع اسلوب هذا القلم حتى يشعر احيانا بأنه قرا هذا النص ...وليس هذا مرده تكرارا يقع فيه الكاتب كما قد يظن البعض ولكن لأن التعمق في القراءة تولد لدى المتلقي معرفة رموز الكاتب ذاته مما يخلق لديه القناعة بان النص لذلك الكاتب .....النص جديد الى حد ما نشرته مرة ضمن نصوص متعددة في احدى المنتديات قد تكون اطلعت عليه او قد لا ..ولكن كل هذا يجعلني في سعادة غامرة لحسن قراءتك وما تقدمت به من جميل العبارات ووصولك الى بر الامان بهذاالنص المتواضع .........
تحياتي

عبدالله المحمدي
30-07-2008, 12:17 PM
أحيانا كثيرة نخفق في الحفاظ على أشيائنا المقدسة ..
تظهر قيمتها عندما تختفي من أيامنا ..
يظهر بريقها في أيدي غيرنا .. رغم أن بريقا أزليا يخطف أبصارنا ولكننا نتعامى عنه ..
نتجاهله ..
أحيانا نقسو عليه وعلى أنفسنا .. لكنه يختفي إلى الأبد ..
ما أقسى أن تبوح في غير وقت البوح ..
ونعترف في حضرة من لا يدرك قيمة اعترافاتنا ..
وما أقسى أن تقول أحبك لمن لا يدرك قيمة هذه الحروف المجنونة فيستحيل اعترافك إلى غباء ..

شريفه :
حضور يليق بوقدة تلك الشموع التي نخشى الاقتراب منها ..
حروف تعي ملامسة سقف الألم ..
أشياء تجبرنا على البوح أكثر أو الاستسلام للرغبة في الجنون ..

أمتعني كثيرا حضورك المتألق ..

خليل حلاوجي
31-07-2008, 09:59 AM
الوطن ... الذبيح ... يستصرخ فينا همة توازي همومه هذا الوطن المسكين ..

\

مودتي

شريفة العلوي
01-08-2008, 09:30 PM
رسامة توشم القلوب والأوراق بحروف لا تنمحي ..
تمتلكين قلما بسحر حرفك تحول إلى ريشة تعرف كيف تدمج ألوان المشاعر لرسم لوحات إنسانية عميقة
التعبير ، وحب متوهج بنور قدسي ..
الأخت الأديبة شريفة العلوي ..
سأبقى على ضفاف هذا الحرف أرقب الجمال ..
صادق ودي ..




المبدعة وفاء شوكت خضر
أيتها الوفية
تأتي وفي يديك مزن تقطر بالصدق والمحبة
ما أسعدني بتواجدك الأنيق وبريق حرفك المطعم بالعقيق
دمت

شريفة العلوي
02-08-2008, 08:34 PM
الفاضلة شريفة
بحثت فى كلماتك كى أقتبس منها جملة رقيقة عذبة
فوجدتنى أحتاج ان اقتبس كل الأحرف
ولككننى وقت القراءة وقعت عينى على هذه الجملة فوجدتها خير من تعبر عن خلجاتى
إنها لوحة لم تخطر على بال تاريخ الفن التشكيلي ..
ولذا
وجبت تحيتى
ولكن أردت فقط أن أهمس فى أذنيك
لما جاءت النهاية " للوطن "
لما قيدتى حرية الفكرة
دعيها نهاية مفتوحة
حتى يكون الوطن أجمل بهاءاً
وعلى كل
تحياتى
وامتنانى

أخي المبدع علاء عيسى
سعيدة بحضورك المورق وقراءتك المتفوقة ....
بالنسبة لنهاية النص أجد بأن الوطن أشمل لكل ما هو محبب الى النفس والروح ..والوطن يمثل كل عزيز وغالي وهو المنتهى لكل احساس وقد نرمز بالوطن لأقصى حالة تشدنا احساسا وقربا ......
ودمت بكل هذا العطاء

بدر عبدو
02-08-2008, 10:36 PM
فعلا إنه الوطن المقدس ، وذاك الحنين الذي يساوني في الغربة
لكن أريد أن أسأل هل يمكن للوطن أن يتنكر لأبنائه ؟ أقصد ليس كبقعة جغرافية وحدود بل ما يسيطر عن الوطن
وهل يمكن أن يكره الوطن من طرف أبنائه ؟
هل يستحق أن يكتب له شعرا وهو تحت وطأت من لا يعرفون قيمته ؟

مودتي وسلامي

بدر

شريفة العلوي
04-08-2008, 05:34 PM
أحيانا كثيرة نخفق في الحفاظ على أشيائنا المقدسة ..
تظهر قيمتها عندما تختفي من أيامنا ..
يظهر بريقها في أيدي غيرنا .. رغم أن بريقا أزليا يخطف أبصارنا ولكننا نتعامى عنه ..
نتجاهله ..
أحيانا نقسو عليه وعلى أنفسنا .. لكنه يختفي إلى الأبد ..
ما أقسى أن تبوح في غير وقت البوح ..
ونعترف في حضرة من لا يدرك قيمة اعترافاتنا ..
وما أقسى أن تقول أحبك لمن لا يدرك قيمة هذه الحروف المجنونة فيستحيل اعترافك إلى غباء ..
شريفه :
حضور يليق بوقدة تلك الشموع التي نخشى الاقتراب منها ..
حروف تعي ملامسة سقف الألم ..
أشياء تجبرنا على البوح أكثر أو الاستسلام للرغبة في الجنون ..
أمتعني كثيرا حضورك المتألق ..
أخي المبدع عبدالله المحمدي
لحضورك هنا قيم انسانية عالية الاحساس وقابضة على جمرة الصدق في شساعة أفق الشفافية التي تمتد من الذات القادرة على استعياب أعماقها وبالتالي فهم وإدارك المحيط من خلال هذا القدر من العقلانية المتمنطقة بالحكمة .........هكذا كما قلت بأننا على زورق تتلاعب به الرياح في عرض البحر نضيع من أيدينا اشياء قيمة ثم نبحث عنها ولا ندري بأن الشمس عندما تغرب لا تعود الا في يوم آخر ولكن بثوب آخر ولحن آخر حتى الاشياء التي نبحث عنها في دواخلنا تتغير نكهتها بعد ان تلوثها الظنون في خواطر السطور ......
دمت بكل هذا العطاء اخي

شريفة العلوي
07-08-2008, 03:19 PM
الوطن ... الذبيح ... يستصرخ فينا همة توازي همومه هذا الوطن المسكين ..
\
مودتي


أخي المبدع المتألق خليل حلاوجي
اشكرك على القراءة الهادفة والمرور المورق
دمت بكل خير

شريفة العلوي
11-08-2008, 12:17 PM
فعلا إنه الوطن المقدس ، وذاك الحنين الذي يساوني في الغربة
لكن أريد أن أسأل هل يمكن للوطن أن يتنكر لأبنائه ؟ أقصد ليس كبقعة جغرافية وحدود بل ما يسيطر عن الوطن
وهل يمكن أن يكره الوطن من طرف أبنائه ؟
هل يستحق أن يكتب له شعرا وهو تحت وطأت من لا يعرفون قيمته ؟
مودتي وسلامي
بدر
اخي الكريم بدر عبدو
رائعة قراءتك هذه اذ تدلل على التعمق فيما بين السطور وما بين فراغات الفكرة الى العبور ....
لو نظرنا الى الوطن من خلال الذين يمثلونه شرعيا وهي السلطة طبعا لأصبح الوطن في نظرنا عبارة عن مكان يصلح لنا او لا وفي اعتبار هذا يمكنه الانسان ان يستغنى عن الحب المقدس للوطن في هذا المنظور ..ولكن الوطن اكبر من كل الذين يمثلونه بصور خاطئة ويرتكبون شتى الجرائم تحت ظلاله ..الوطن هو شامل للبقعة الجغرافية والأهل والإنتماء والإحساس المطلق بالكينونة ..كل هذا لا يمكن ان يتنزعه اولئك الذين لا يصلحون لادراته ..هم سيرحلون ويظل الوطن ...لذا سيكون الوطن خارج نطاق سلبيات الأيادي الآثمة فهو مصدر الحب ومنبته والخير ومنبعه والثقافة والمبادئ والاعراف المستقاة منذ أنامل الطفولة ثم تظل تفرز شهدا مستخلصا من اعماقنا لنواجه به الحياة اينما كنا ...