تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أوهام طائرة



راضي الضميري
29-07-2008, 08:31 PM
رآه صدفة يمشي وهو يحدث نفسه ، لم يعرفه من النظرة الأولى ، ولكن عندما دقق النظر في تفاصيل وجهه عرفه ، فاقترب منه وسأله :
- أين كنت يا صديقي ، لم أرك منذ شهر مضى، حمدًا لله على سلامتك .
- الله يسلمك .
- أخبرني ماذا جرى لك ، يبدو منظرك وكأنك كنت تخوض حربًا ؟
- أرجوك دعني الآن ، سأخبرك فيما بعد .
- لا بل الآن أخبرني ، منذ متى كنت تخفي عني أخبارك ؟
- ماذا أقول لك ، لقد خرجت للتو من مستشفى المجانين .
- ماذا ؟؟
- نعم ، والحمد لله أن الأمور انتهت على خير ، رغم أنني أصبحت مجنون بأوراق رسمية .
- يا رجل قتلني الفضول ، قل لي ، لماذا دخلت المستشفى ما الذي جرى ؟
- صدقني لا أعرف كيف أشرح لك ما حصل معي ؟
- اهدأ قليلاً و قل لي ما الذي حصل ؟
- منذ شهر تقريبًا احتجت لبعض النقود ، فقررت أن أبيع بعض القطع النحاسية التي كان يحتفظ بها جدي في غرفته التي على السطح، وبينما كنتُ أتفقد تلك القطع وجدت فانوسًا ، وعندما حاولت أن أزيح عنه الغبار فوجئت بدخان كثيف يخرج منه ، ثم تشكل من هذا الدخان شيء غريب لم أره في حياتي ...
- ويلك ماذا تقول ؟
- مثلما سمعت !
- وما هو هذا الشيء ؟
- لا أدري ؛ فهو ليس برجل ، ربما يكون شيطانًا أو جنيًا ، لا أدري ، فأنا لم أرَ هذا ولا ذاك ، لذلك لا أستطيع أن أحدد بالضبط ما هو .
- و ماذا حصل بعد ذلك ؟
- قال لي : لديك ساعة واحدة تطلب مني فيها طلبًا واحدًا ، وسألبيه لك مهما كان هذا الطلب ، وفي المقابل سأطلب منك طلبًا وستلبيه بدورك ، وإذا تأخرت عن الموعد فسأعود من حيث أتيت .
- ثم ماذا ؟
- لقد كدت أن أطير من الفرحة ، لم أصدق نفسي ، ظننت أني أحلم !!!
- و ماذا طلبت منه ؟
- لم أعرف ماذا أطلب على وجه التحديد ، لقد تزاحمت الأفكار في رأسي ، فمع هذا الجفاف والقحط الذي نعيشه لم أعرف ماذا أطلب ، لقد بعثرت الدهشة أفكاري ، ثم فكرت مليًا و قلت له أريد منك أن .. ولكنه قاطعني قائلاً أنه هو من سيطلب أولاً وبعد أن أحقق له طلبه سيلبي لي طلبي ، فسألته لماذا لا أطلب أنا أولاً ؟
- وماذا قال لك؟
- قال لي بل أنا سأطلب أولاً ، فأنتم بنو البشر نادرًا ما توفون بعهودكم ، وما أن تحصلوا على مرادكم حتى تنسون وعودكم ، ولطالما كنتم تخونون العهود وتنقضون المواثيق ، وتأكلون بعضكم بعضًا ، وبصراحة فأنا لا أثق بكم ، ولقد كان آخر عهدي بكم منذ عقود ولم أرى أي تغيير طرأ عليكم ، ولو لا أنني أخذت عهدًا على نفسي بتلبية رغبة كل من يوقظني لما مددت يد العون لأحد منكم .
- طيب أطلب أنتّ أولاً ، ماذا تريد ؟
- أريد منك أن تحضر لي طعامًا فأنا لم آكل منذ سنيين ؟
- وما هو نوع الطعام الذي تريده .
- أي شيء ؛ لا يهم ماذا تحضر ، المهم أن يكون طعامًا يروي عروقي ويعيد النبض في قلبي وروحي .
صمت قليلاً فقال له صديقه :
- وماذا بعد؟
- هرعت إلى المطبخ حيث كانت أمي تضع وعاء فيه طعام فأخذت الوعاء وأنا أجري مثل المجنون إلى سطح المنزل وأمي تصرخ عليّ وتصيح إلى أين تذهب أيها المجنون ، إخوتك لم يأكلوا منذ الصباح ، تعال هنا ، لكنني لم أنتبه لكلامها وتابعت طريقي ثم بدأت تدعو عليّ وتقول الله لا يسامحك ، الله يغضب عليك ، وأنا أركض ثمَّ ...
سكت قليلًا و لم يستطع أن يكمل ، فسأله :
- ثم ماذا ؟
-عندما كنت أركض لم أنتبه إلى خطواتي على السلم فوقعت على وجهي ووقع الوعاء وكل ما فيه على الأرض فكسر أنفي و رأيت أسناني تتدحرج على الدرج ، فنقلوني إلى المستشفى وأنا أصرخ بهم وأتوسل إليهم أن يتركوني وشأني لكنهم لم يفعلوا ، ثمّ وضعوني على النقالة لكنني هربت منهم فلحق بي كل من كان هناك ، و ركضت باتجاه السوق ...
قاطعة بدهشة :
- السوق ؟ لكن لماذا لم تذهب إلى بيتك ؟
- كنت أريد أن أحضر طعامًا لهذا الشيء ، فبعد أن سقط مني الوعاء لم يبقى في البيت شيء يؤكل ، وهكذا تابعت طريقي حتى وجدت أحد المطاعم ، فرأيت بعض الدجاج المشوي فأخذت ما تيسر لي حمله وبعض الخبز وركضت باتجاه البيت فلحق بي صاحب المطعم مع جملة الذين يركضون ورائي ، وكلما ركضت كان الجمع الذي يلحق بي يكبر ،وبدا الأمر مثل كرة ثلج تتدحرج من ورائي ، تكبر وتكبر ، وكانوا جميعًا يصرخون بصوت واحد ، فتارة يقولون حرامي، وتارة أخرى مجنون أمسكوا به ..
- ؟؟؟ ؟
- وصلت إلى البيت وصعدت إلى السطح ، كان الألم والتعب قد أخذ مني مأخذه ، والدم ينزف من فمي وأنفي يتدلى على وجهي ، فأعطيته الطعام ثم قال لي أطلب ما تريد ؟
- وماذا طلبت منه ؟
- طلبت منه أن يعيد لي أسناني وأنفي المكسور .
- وطبعًا لم يفعل ذلك ؟
- بل على العكس ، وفّى بوعده .
- ولكنني أرى أن أنفك مازال مكسورًا؟
- آه ، نسيت أن أخبرك أن صاحب المطعم كان أول من أمسك بي ، وفهمك كفاية يا صديقي !!

عمر ابورمان
29-07-2008, 10:13 PM
قصه في منتهى الجمال ............... والحكمه .............


تحكي واقعا لامفر منه


كم أنت رائع أستاذي العزيز


منك نتعلم


لكم مني
تحياتي
سلامي
عمر
ابورمان

هشام عزاس
29-07-2008, 11:00 PM
الجميل المبدع / راضي

ما زالت خطوات أسلوبك تثير دهشتي في كل مرة أقرأ لك ... فقد صورت واقعا مريرا بأسلوب رائع فيه من الفكاهة و الطرفة و العمق و النضوج و التلميح الساخر ما يجعل الصورة راسخة في ذهن المتلقي
قد أعود مجددا لهذا النص بكل تأكيد

دمت برقي

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

جوتيار تمر
30-07-2008, 03:25 PM
راضي الضميري...
سردية تحمل في طياتها الكثير من الصور التي تملي على المتلقي الغوص في ماروائيات الحدث نفسه ، اسلوب شيق ، مزج الجدية بالفكاهة ، فخلق نصا تعدديا بارعا ورائعا ، ولولا معرفة القصد من نشر هذا النص هنا ، لكنت قلت الكثير الاخر ، ايها العزيز ، تواضعك هذا يجعلك قدوة لكل من يريد ان يكون اديبا في المستقبل.

محبتي
جوتيار

راضي الضميري
30-07-2008, 04:13 PM
قصه في منتهى الجمال ............... والحكمه .............
تحكي واقعا لامفر منه
كم أنت رائع أستاذي العزيز
منك نتعلم
لكم مني
تحياتي
سلامي
عمر
ابورمان

أخي العزيز عمر ابو رمان
هذا الواقع المرير يجعل من الحليم حيرانا ، ولعلك تلاحظ مدى سوء الأوضاع الذي وصل إليه الحال في بلادنا كلها ، فكل شيء تغير وتبدل ؛ وتحت وقع هذا كله تجد هناك من بات يحلم ولا يملك إلا أن يحلم ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : كيف نحلم ...
شكرًا لكِ أخي العزيز عمر على هذا المرور الجميل .

تقديري واحترامي

وفاء شوكت خضر
30-07-2008, 08:47 PM
أخي الكريم راضي الضميري ..

فاجأني وجود نصك في منتدى على درب الإبداع ، وكم كبرت في نظري أخي وأنت تتواضع أمام الحرف
في نصك الرائع هذا الذي يحاكي واقعا إنسانيا مؤلما فيما آل إليه حال الفرد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ، والنفسي ..

حيث مزجت ما بين الخرافة وبين الواقع في سرد مشوق سلس وبسيط ..

كما عهدناك رائع الفكر والحرف ..
صادق ودي ..

راضي الضميري
07-08-2008, 06:00 PM
الجميل المبدع / راضي
ما زالت خطوات أسلوبك تثير دهشتي في كل مرة أقرأ لك ... فقد صورت واقعا مريرا بأسلوب رائع فيه من الفكاهة و الطرفة و العمق و النضوج و التلميح الساخر ما يجعل الصورة راسخة في ذهن المتلقي
قد أعود مجددا لهذا النص بكل تأكيد
دمت برقي
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام
أستاذي وصديقي هشام
بل منك نتعلم ووجودك معي يشجعني على الاستمرار في طلب العلم ، فكن بالجوار دومًا أيها الصديق الجميل ، فوجودك له نكهة رائعة وطعم خاص .
أما بخصوص النص ففيه كل ما ذكرت ، ويبدو أن الحال الذي نعيشه يدفعنا دفعًا لإضافة الملح على الجرح فترانا تارة نضحك وتارة أخرى نبكي ، وهذا هو حالنا أيها العزيز وكما وصفته أنت بكلماتك الرقيقة والعذبة .
تقديري واحترامي

هشام عزاس
15-08-2008, 12:59 AM
الجميل الرائع / راضي

جئت مجددا كي أروح عن نفسي بمروحة جمعت بين الهزل و الجد ... سخرية تحمل في باطنها وعي و قيمة اجتماعية هادفة ... و هذه في رأيي المتواضع مهمة الكتابة الساخرة فهي لا تؤتى إلا من خلال رؤية عميقة جدا لمظاهر المجتمع و هي أداة كفيلة أن تنقل الصورة بوضوح لأنها لا تعتمد على تبليغ رسالتها من خلال مباشرة الطرح الذي قد يكون تأثيره آنيا بل تحمل على عاتقها مشقة غرس مفهوم ما بتأثيرها الوجداني أولا في نفسية المتلقي ثم تركه ليحدد بنفسه القيمة و ترسيخ ماهية الرسالة في ذهنه .

أتمنى أن تكون بخير عزيزي فأنا أحس بغيابك

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

يسرى علي آل فنه
15-08-2008, 02:12 PM
رآه صدفة يمشي وهو يحدث نفسه ، لم يعرفه من النظرة الأولى ، ولكن عندما دقق النظر في تفاصيل وجهه عرفه ، فاقترب منه وسأله :
- أين كنت يا صديقي ، لم أرك منذ شهر مضى، حمدًا لله على سلامتك .
- الله يسلمك .
- أخبرني ماذا جرى لك ، يبدو منظرك وكأنك كنت تخوض حربًا ؟
- أرجوك دعني الآن ، سأخبرك فيما بعد .
- لا بل الآن أخبرني ، منذ متى كنت تخفي عني أخبارك ؟
- ماذا أقول لك ، لقد خرجت للتو من مستشفى المجانين .
- ماذا ؟؟
- نعم ، والحمد لله أن الأمور انتهت على خير ، رغم أنني أصبحت مجنون بأوراق رسمية .
- يا رجل قتلني الفضول ، قل لي ، لماذا دخلت المستشفى ما الذي جرى ؟
- صدقني لا أعرف كيف أشرح لك ما حصل معي ؟
- اهدأ قليلاً و قل لي ما الذي حصل ؟
- منذ شهر تقريبًا احتجت لبعض النقود ، فقررت أن أبيع بعض القطع النحاسية التي كان يحتفظ بها جدي في غرفته التي على السطح، وبينما كنتُ أتفقد تلك القطع وجدت فانوسًا ، وعندما حاولت أن أزيح عنه الغبار فوجئت بدخان كثيف يخرج منه ، ثم تشكل من هذا الدخان شيء غريب لم أره في حياتي ...
- ويلك ماذا تقول ؟
- مثلما سمعت !
- وما هو هذا الشيء ؟
- لا أدري ؛ فهو ليس برجل ، ربما يكون شيطانًا أو جنيًا ، لا أدري ، فأنا لم أرَ هذا ولا ذاك ، لذلك لا أستطيع أن أحدد بالضبط ما هو .
- و ماذا حصل بعد ذلك ؟
- قال لي : لديك ساعة واحدة تطلب مني فيها طلبًا واحدًا ، وسألبيه لك مهما كان هذا الطلب ، وفي المقابل سأطلب منك طلبًا وستلبيه بدورك ، وإذا تأخرت عن الموعد فسأعود من حيث أتيت .
- ثم ماذا ؟
- لقد كدت أن أطير من الفرحة ، لم أصدق نفسي ، ظننت أني أحلم !!!
- و ماذا طلبت منه ؟
- لم أعرف ماذا أطلب على وجه التحديد ، لقد تزاحمت الأفكار في رأسي ، فمع هذا الجفاف والقحط الذي نعيشه لم أعرف ماذا أطلب ، لقد بعثرت الدهشة أفكاري ، ثم فكرت مليًا و قلت له أريد منك أن .. ولكنه قاطعني قائلاً أنه هو من سيطلب أولاً وبعد أن أحقق له طلبه سيلبي لي طلبي ، فسألته لماذا لا أطلب أنا أولاً ؟
- وماذا قال لك؟
- قال لي بل أنا سأطلب أولاً ، فأنتم بنو البشر نادرًا ما توفون بعهودكم ، وما أن تحصلوا على مرادكم حتى تنسون وعودكم ، ولطالما كنتم تخونون العهود وتنقضون المواثيق ، وتأكلون بعضكم بعضًا ، وبصراحة فأنا لا أثق بكم ، ولقد كان آخر عهدي بكم منذ عقود ولم أرى أي تغيير طرأ عليكم ، ولو لا أنني أخذت عهدًا على نفسي بتلبية رغبة كل من يوقظني لما مددت يد العون لأحد منكم .
- طيب أطلب أنتّ أولاً ، ماذا تريد ؟
- أريد منك أن تحضر لي طعامًا فأنا لم آكل منذ سنيين ؟
- وما هو نوع الطعام الذي تريده .
- أي شيء ؛ لا يهم ماذا تحضر ، المهم أن يكون طعامًا يروي عروقي ويعيد النبض في قلبي وروحي .
صمت قليلاً فقال له صديقه :
- وماذا بعد؟
- هرعت إلى المطبخ حيث كانت أمي تضع وعاء فيه طعام فأخذت الوعاء وأنا أجري مثل المجنون إلى سطح المنزل وأمي تصرخ عليّ وتصيح إلى أين تذهب أيها المجنون ، إخوتك لم يأكلوا منذ الصباح ، تعال هنا ، لكنني لم أنتبه لكلامها وتابعت طريقي ثم بدأت تدعو عليّ وتقول الله لا يسامحك ، الله يغضب عليك ، وأنا أركض ثمَّ ...
سكت قليلًا و لم يستطع أن يكمل ، فسأله :
- ثم ماذا ؟
-عندما كنت أركض لم أنتبه إلى خطواتي على السلم فوقعت على وجهي ووقع الوعاء وكل ما فيه على الأرض فكسر أنفي و رأيت أسناني تتدحرج على الدرج ، فنقلوني إلى المستشفى وأنا أصرخ بهم وأتوسل إليهم أن يتركوني وشأني لكنهم لم يفعلوا ، ثمّ وضعوني على النقالة لكنني هربت منهم فلحق بي كل من كان هناك ، و ركضت باتجاه السوق ...
قاطعة بدهشة :
- السوق ؟ لكن لماذا لم تذهب إلى بيتك ؟
- كنت أريد أن أحضر طعامًا لهذا الشيء ، فبعد أن سقط مني الوعاء لم يبقى في البيت شيء يؤكل ، وهكذا تابعت طريقي حتى وجدت أحد المطاعم ، فرأيت بعض الدجاج المشوي فأخذت ما تيسر لي حمله وبعض الخبز وركضت باتجاه البيت فلحق بي صاحب المطعم مع جملة الذين يركضون ورائي ، وكلما ركضت كان الجمع الذي يلحق بي يكبر ،وبدا الأمر مثل كرة ثلج تتدحرج من ورائي ، تكبر وتكبر ، وكانوا جميعًا يصرخون بصوت واحد ، فتارة يقولون حرامي، وتارة أخرى مجنون أمسكوا به ..
- ؟؟؟ ؟
- وصلت إلى البيت وصعدت إلى السطح ، كان الألم والتعب قد أخذ مني مأخذه ، والدم ينزف من فمي وأنفي يتدلى على وجهي ، فأعطيته الطعام ثم قال لي أطلب ما تريد ؟
- وماذا طلبت منه ؟
- طلبت منه أن يعيد لي أسناني وأنفي المكسور .
- وطبعًا لم يفعل ذلك ؟
- بل على العكس ، وفّى بوعده .
- ولكنني أرى أن أنفك مازال مكسورًا؟
- آه ، نسيت أن أخبرك أن صاحب المطعم كان أول من أمسك بي ، وفهمك كفاية يا صديقي !!

الكريم راضي الضميري

الله يجيرك جعلتنا نركض مع هذا المجنون الرسمي نتعاطف معه ونشتمه
لكن بصدق هذا الجني لم يعجبني لأنه متعجرف وناكر للجميل ويحب التعميم وقلبه أسود على الناس
ويستاهل الحبس :010:

حفظك الله أخي الطيب بكل حال أعجبتني هذه القصة ويبدو أنني لن أنساها
تقديري العميق لك

راضي الضميري
15-08-2008, 11:33 PM
راضي الضميري...
سردية تحمل في طياتها الكثير من الصور التي تملي على المتلقي الغوص في ماروائيات الحدث نفسه ، اسلوب شيق ، مزج الجدية بالفكاهة ، فخلق نصا تعدديا بارعا ورائعا ، ولولا معرفة القصد من نشر هذا النص هنا ، لكنت قلت الكثير الاخر ، ايها العزيز ، تواضعك هذا يجعلك قدوة لكل من يريد ان يكون اديبا في المستقبل.
محبتي
جوتيار
عندما نكتب نحاول جهدنا أن تكون لغتنا واضحة المعالم ، وهدفنا قابل للولوج إلى العقول لعلها تبصر ونبصر معها واقعنا الممتلئ بثغرات أحدثتها فوضى البحث عن كل ما هو زائف وأدى بنا إلى الوقوع في هذا المستنقع الذي نراه الآن .
أيها العزيز جو

ليتنا نعيد التفكير في كل أدواتنا التي أكل عليها الدهر وشرب ، ليتنا نعيد ترتيب أولوياتنا ... و أن نفكر كيف سنبني واقعًا فيه شيء من النظافة وشيء من الاكتفاء الذاتي من المعرفة الأصيلة من تاريخنا الأصيل .

تقديري واحترامي

محمد العباسي
17-08-2008, 03:24 AM
أستاذي راضي
مر عليّ زمن لم أقرأ فيه مثل كلماتك تلك
أن تنتزع الضحكة من براثن ذلك الواقع الأليم الذي نحياه
بأسلوب شيق غاية في الروعة والجمال
هذا لعمري هو ما يميز الكاتب الساخر الجيد وسط هذا الكم من الهراء المنتشر الآن
دمت متألقا ولك جزيل الشكر سيدي الفاضل علي هذه البسمة الرائعة التي منحتنا أياها

راضي الضميري
14-09-2008, 12:15 AM
أخي الكريم راضي الضميري ..
فاجأني وجود نصك في منتدى على درب الإبداع ، وكم كبرت في نظري أخي وأنت تتواضع أمام الحرف
في نصك الرائع هذا الذي يحاكي واقعا إنسانيا مؤلما فيما آل إليه حال الفرد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ، والنفسي ..
حيث مزجت ما بين الخرافة وبين الواقع في سرد مشوق سلس وبسيط ..
كما عهدناك رائع الفكر والحرف ..
صادق ودي ..
هو الواقع يحكي نفسه ، وهوالواقع المضحك المبكي ، وهي أحلام الفقراء التي ذهب بها حيتان هذا الزمن الموبوء ..

هي قصة حياتنا التي باتت تحاول التعلق بقشة في خضم محيط هائج عصف بأحلامنا جميعًا

هي الحياة وبكل ما فيها من قسوة ومن جمال رحل ولم يعد .

وفاء شوكت خضر أيتها الطيبة

كوني بخير

راضي الضميري
04-10-2008, 07:53 PM
الجميل الرائع / راضي
جئت مجددا كي أروح عن نفسي بمروحة جمعت بين الهزل و الجد ... سخرية تحمل في باطنها وعي و قيمة اجتماعية هادفة ... و هذه في رأيي المتواضع مهمة الكتابة الساخرة فهي لا تؤتى إلا من خلال رؤية عميقة جدا لمظاهر المجتمع و هي أداة كفيلة أن تنقل الصورة بوضوح لأنها لا تعتمد على تبليغ رسالتها من خلال مباشرة الطرح الذي قد يكون تأثيره آنيا بل تحمل على عاتقها مشقة غرس مفهوم ما بتأثيرها الوجداني أولا في نفسية المتلقي ثم تركه ليحدد بنفسه القيمة و ترسيخ ماهية الرسالة في ذهنه .
أتمنى أن تكون بخير عزيزي فأنا أحس بغيابك
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
أخي العزيز هشام
أهلاً بك ، وأهلًا بgتك الملاحظات القيّمة والرائعة والتي أوضحت من خلالها ما أريد قوله .
كنت بارعًا كعادتك ،فلا تحرمنا من طلتك البهية .
كل عام وأنت بخير
تقديري واحترامي

راضي الضميري
16-12-2008, 11:15 PM
الكريم راضي الضميري
الله يجيرك جعلتنا نركض مع هذا المجنون الرسمي نتعاطف معه ونشتمه
لكن بصدق هذا الجني لم يعجبني لأنه متعجرف وناكر للجميل ويحب التعميم وقلبه أسود على الناس
ويستاهل الحبس :010:
حفظك الله أخي الطيب بكل حال أعجبتني هذه القصة ويبدو أنني لن أنساها
تقديري العميق لك
الأخت الفاضلة يسرى
لقد ركضت خلفه طويلًا وأتعبني أنا أيضًا ، ولعلّ الملايين المطحونة ما زالت تركض خلفه وخلف هذا الوهم - أو ما يسمونه الأمل - الذي بنى أعشاشه في عقول الكثيرين .لكن ركضي خلفه كان لغاية أخرى ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إيصال مضمونها للقارئ الكريم .
حفظك الله أيتها الأخت الطيبة
تقبلي تقديري واحترامي

راضي الضميري
31-01-2009, 01:37 AM
أستاذي راضي
مر عليّ زمن لم أقرأ فيه مثل كلماتك تلك
أن تنتزع الضحكة من براثن ذلك الواقع الأليم الذي نحياه
بأسلوب شيق غاية في الروعة والجمال
هذا لعمري هو ما يميز الكاتب الساخر الجيد وسط هذا الكم من الهراء المنتشر الآن
دمت متألقا ولك جزيل الشكر سيدي الفاضل علي هذه البسمة الرائعة التي منحتنا أياها
لعلّ هذا الجنيّ او المارد أرحم بكثير من هذا الواقع الذي يربض فوق رؤوسنا وكأنه قدر لا مفر منه .
هو الواقع ومن حوله هذا الجمع الهائل من المجانين ، ومن خلفهم ما زال ينمو كل هذا الهراء الذي أشرت إليه أيها العزيز .
هو الواقع وهو مرفوض بكل تفاصيله .
نحتاج إلى إعادة صياغة أفكارنا ومفاهيمنا ، وأن نعود لثوابتنا التي أهملنا حتى مجرد مراجعة أبسط بنودها والتي لا تحتاج إلى كثير جهد وعناء للالتزام بها وتطبيقها .
تقديري واحترامي لزيارتك التي تشرفت بها .

خالد الهواري
31-01-2009, 04:49 PM
ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه
هههههههههههه
هههههههههه
لقد سرقت مني وعي وسرقت مني عقلي وافكاري واخذتني معك حتي انني ركضت مع هذا التعس وكسرت انفي معه وكم حزنت عندما سقط الوعاء علي السلم وضاع الطعام وكم وكم
لا اطيل عليك انت ماكر حقا
هذه مداعبة والله حتي الان وانا ادتب تعليقي عليها لم اتوقف عن الضحك رغم معرفتي بمحتواها الرائع من الشرح الساخر لما يحدث حولنا في هذا العالم ولكن
هل تعلم انني لكنت فعلت ما فعله هذا المجنون
ربما يدخلني ذلك الي عدة اسئلة وهي هل انا مجنون مثل بطل قصتك هذه
دوختني يا رجل


خالد بن الوليد الهواري

راضي الضميري
15-02-2009, 03:43 PM
أخي الفاضل خالد
بصراحة أعجبني ردّك ، و أنا ضحكت أيضًا عندما كتبتها ، والآن أمام تعليقك عدتّ ثانية وقرأتها .
شر البلية ما يضحك ، وبطلنا أصبح يملك شهادة تفيد بأنّه مجنون رغم أنّ الواقع يعجّ بالمجانيين وبمن سبّبوا له كل هذا الجنون ، وكل فرد في هذا الواقع يدّعي أنّه عاقل بل أعقل العقلاء ، وهذه هي المفارقة المضحكة والمبكية في آن معًا .
مرحبًا بك وشكرًا لما جاد به قلم الجميل .
تقديري واحترامي

خالد الهواري
15-02-2009, 04:56 PM
الاستاذ راضي الضميري
احسبك مصري
اولا
لان الاسلوب الذي كتبت به منبعه هواء مصر وجلسات السمر علي ضفاف نيلنا الخالد
ولكن اود ان اشكرك علي ردك الجميل ايضا
ما اعجبني الا جمال لفظك وحلاوة بناء القصة التي ما احسست انها تتقطع ابدا انما البناء القصصي والعبرة والواقع التي في القصة تكاتفت معا لتخرج ما بداخلك من رفض لذلك الواقع وانها واللله علامة في هذا الفن
سعدت بك كاتبا رائعا
كن مصريا حتي اكون حسن التوقع
والا يكفيك منا الاسلام والعروبة رابطا اقوي من الارض وما اقلت
تلميذكم خالد الهواري

راضي الضميري
11-04-2009, 07:29 PM
الاستاذ راضي الضميري
احسبك مصري
اولا
لان الاسلوب الذي كتبت به منبعه هواء مصر وجلسات السمر علي ضفاف نيلنا الخالد
ولكن اود ان اشكرك علي ردك الجميل ايضا
ما اعجبني الا جمال لفظك وحلاوة بناء القصة التي ما احسست انها تتقطع ابدا انما البناء القصصي والعبرة والواقع التي في القصة تكاتفت معا لتخرج ما بداخلك من رفض لذلك الواقع وانها واللله علامة في هذا الفن
سعدت بك كاتبا رائعا
كن مصريا حتي اكون حسن التوقع
والا يكفيك منا الاسلام والعروبة رابطا اقوي من الارض وما اقلت
تلميذكم خالد الهواري

أولًا أنا مصري الهوى ، بل هذه لا تكفِ للتعبير عن الحقيقة . أنا أعشق النيل وكل من شرب منه ؛ وقد شربت منه حتى الثمالة . وصدق ظنك و ما حسبته وتوقعته .

وثانيًا أنا من بلاد الشام وفيها حياتي ونشأتي ورئتي .

وثالثًا أحب المغرب العربي وطيبة قلبهم وشذى شهدائهم والتاريخ يثبت ذلك .

ورابعًا لي في خليجي العربي كل ما يريده طالب الآخرة ، حيث النبوة ، والحرمين وعلى ضفافها أهل لنا فيهم النخوة والكرامة وعزة النفس و لا ينكرها إلا حاسد أو حقود .

والإسلام جامع لنا ، وأكرمنا عند الله تعالى أتقانا.

أمّا القصة أخي العزيز ففيها بعض ملامح هذا الواقع الأليم ، نسأل الله تعالى أن يفرّج الكرب والهمّ عن الجميع.

شكرًا أخي خالد ، وأتمنى أن أراك شاعرًا كبيرًا في القريب العاجل ومثلك إنْ شاء الله تعالى سيصل حتمًا .

تقديري واحترامي

سالم العلوي
11-04-2009, 10:21 PM
الله الله يا أبا حمزة
ما كل هذا الألق وهذه الروعة وهذا الإدهاش
نص موفق ما شاء الله ..
تقبل خالص التحية والتقدير
أخوك / بوبدر

راضي الضميري
13-05-2009, 09:03 PM
الله الله يا أبا حمزة
ما كل هذا الألق وهذه الروعة وهذا الإدهاش
نص موفق ما شاء الله ..
تقبل خالص التحية والتقدير
أخوك / بوبدر


صديقي العزيز سالم العلوي

يا رجل والله تفرح قلبي لمجرد مرورك فكيف بهذا التعليق الذي شرف متصفحي المتواضع.

أشكرك من أعماق قلبي وكن دومًا بالجوار واحذر من أي فانوس تراه .

تقديري واحترامي

خالد الهواري
13-05-2009, 10:22 PM
الاستاذ الكبير راضي
بارك الله فيك علي هذه النفس الجميلة التي عاشت في اطراف ارض الاسلام وتربت علي تعاليمه
وحلمت بمج العرب واقامت له صرحا
احسبك كل هذا والله
ولقد تشرفت بردكم الجميل ايها الاديب الاريب

واشكرك لتشجيعك لي ايضا فلا ينسي ذلك
واشكر الواحة ان جادت لنا بمن هو مثلك من ادباء العرب كي نتعلم من علمهم وننهل من منهلهم ونشرب من مائهم الرائق في دنيا قد اسنت فيها المشارب والمارب
عذرا لثرثرتي وخربشاتي
ولكن اخشي ان اكون كبطل تلك الرواية
تدثر بجمال روحك الزاهية الدافئة

خالد الهواري