المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستارة سوداء



علي عطية
30-07-2008, 09:01 PM
ستارة سوداء

في سكون ظلمة الليل ونيام العيون تسلل إلى غرفته الخاصة....
وعبثت أفكاره بكل الدروب .. ابتسم وهو يقلب الفكر مع كل صورة ومنظر .. ومقطع فيديو يروق له فلا أحد من رفاقه بجواره ... تمتع ... وافعل ما بدا لك فالكل الآن نائمون : خاطب نفسه . الآن الجو آمان . إيه : هذا هو الموقع الذي كنت أريد صفق بكلتا يديه ياااااااه هذا !!!! لا تدع الوقت السمين بالليل يمر بدون متعه يردد بذاته .
طار من مقعده هذه هي دخلت الشات . ليلة جميله بدأت العبارات مع مزيج الصور عبر الكاميرا تتراقص ويغني مع تلك المناظر.. هذه هي التي رأيتها أمس بالشاطئ يااااااااه لكن هل لي أن أرى..... خاطبها : عادي وأكثر .. أجابت . أمتد الليل سرمدا عانق أطياف الخيال معها يااااه أكثر من كل الجمال هذه .... استمر لا تنقطع فالليل ساتر قد أسدل حجب الظلام والوحدة الرفيق ..
انخلع قلبه من هذا الذي يدفع بالباب ... لكن اطمأن . دائما لا أنسى إحكام إغلاقه : تذكر .. ثم امتدت عينه إلى ذلك المزلاج : ما هذا إنه مفتوح كيف ؟ لا أنساه أبدا ... آآآآآآآه أمتدت الثواني سرمدا إنه ربما يكون .... أو .... أو .... لكن ماذا لو رآني على هذا الحال .
نظر أسفل منه إنني ... ونظر إلى تلك النافذة التي آمامه ... آوووو ما هذا لو رآه أحد ماذا أقول ...؟ إذن أسرع بإغلاق الجهاز : وهي: أخذ يكتب أنا أنا أنا أنا ... ضاعت كل الحروف ستنكشف سوءتي ...
آه أُغلق الجهاز بدون مقدمات لها ولكن من أين أين ذاك الزر اللعين طاشت اليد وما درت أين حجاب الخطيئة ..
الباب على وشك الانفتاح . أخفض رأسه يريد أن يغتال وجوده وتلتف يديه على عنقه .
إذن افزع إلى الباب فأغلقه حتى أستطيع إخفاء فعلاتي : انهض . . تبا لتلك القدم لماذا لم تتطاوعني وتحملني .. ياللعنة السوداء من قتامة تلك الليلة حتى رجل الكرسي الخشبي العتيق تعيق الطريق وتسده أمامه مداراة تلك المخفيات التي بدت نافحة علانيتها لتفضحني ...
سأقول له : ... نعم أنا .. بل ... لا لن يصدق ... كيف أتت من تلقاء نفسها .. أم من هذه والتي ما تزال تظهر بعلانية الشمس ما أراد أن يراه منها بدون خجل ..
أخذ يتوارى وراء خواطرة . وما زالت الثواني في نومها السرمدي لا تعبر إلى اللحظة الأخيرة .
مع صرير الباب مر السيف على عنقة ... وأنفجرت تلك القذيفة في رأسة فسقط على يديه أمام الشاشة ليستره نورها ويزين رأسه بتلك الألوان المنبعثة من مشاهده وصوره التي ما استطاع أن يخيفها ..
وانتظر الداخل كي يمد يده إليه ليهز بداخله كل حماقات الإنفراد والعزلة التي فُضحت وطال انتظاره ولكن لم يتحرك أحد إليه ....
فمد عينيه المنهكتين من طول العبث مع ألوان الجهاز إلى الباب الفاصل بين الظلام والخليقة . وفجوة الخفاء والعلانية . ...
فوجده قد فتح . وتلك الواقفة بالباب تنتظر أن يمد إليها يده لتدخل . مع آخر دقة من دقات القلب التي مثلت كطبول الحرب ...
في أسفل الباب وجد ! من فتحه ؟ إنها : تلك التي إعتاد مداعبتها والمسح على رأسها واللعب معها قطته السوداء ...


أبو عباد

راضي الضميري
30-07-2008, 11:35 PM
أخي الأديب أبو عباد
قصة حملت أفكارًا قيمة كشفت عن واقع سيء يعيشه عالمنا المريض ، هذا العالم الذي أصبح يمارس هواية الانتحار ، عبر البحث عن الأمور التافهة وعن طريق هذه الشبكة العنكبوتية والتي أصبح بعض المترددين عليها أشبه بالمدمنين على المخدرات .
قصة هادفة وجميلة .
تقديري واحترامي

جوتيار تمر
31-07-2008, 09:19 AM
ابو عباد..


اهلا بك في الواحة الخضراء...

ومضة اكثر من متقنة ، اعتمدت اسلوبا سرديا موفقا ، حيث مزجت الحالة النفسية للشخصية ، مع الحالة النفسية للمتلقي ، الذي كان ينتزر بفارغ الصبر اللحظة الرائدة في القصة لكي يعلم الى ينتهي الحدث ، جميل ان نوظف كل ما يتعلق بهذه الشبكة الذئبية(العنكبوتية) في ايصال فكرتنا للاخرين ، وان نعلم بأن النت له سيئاته مثلما له حسناته.

محبتي
جوتيار

شهد ماجد
31-07-2008, 05:49 PM
السلام عليك و رحمة الله و بركاته ...
كم هو رائع أن نكتب لنوصل هدفا ساميا راقيا ..
حينها سيشعر القارئ برقي ما يقرأ و روعته ..
و هذا ما كان هنا ..
*********
ترى كم من محجوب خلف ستارة سوداء نسي أن عين الله لا تنام
هم للأسف كثير .. هدانا الله و إياهم
**********
أعجبني التقطع بالنص ... فقد جعلني أرقب ما صورته هنا و أستشعر ( المأزق ) الذي سقط فيه هذا الشاب
بصدق ...
*******
أهنئك على سمو هدفك
و دمت مبدعا

علي عطية
31-07-2008, 06:27 PM
أخي الأديب أبو عباد
قصة حملت أفكارًا قيمة كشفت عن واقع سيء يعيشه عالمنا المريض ، هذا العالم الذي أصبح يمارس هواية الانتحار ، عبر البحث عن الأمور التافهة وعن طريق هذه الشبكة العنكبوتية والتي أصبح بعض المترددين عليها أشبه بالمدمنين على المخدرات .
قصة هادفة وجميلة .
تقديري واحترامي
أستاذي الفاضل راضي الضميري
شرف لي أن تكون أول المعانقين لأول قصة لي برابطتنا الوارفة البيان
أشكر الله إليك على جميل مرورك
ودمت بكل إبداع
أبو عباد

علي عطية
04-08-2008, 12:24 PM
ابو عباد..
اهلا بك في الواحة الخضراء...
ومضة اكثر من متقنة ، اعتمدت اسلوبا سرديا موفقا ، حيث مزجت الحالة النفسية للشخصية ، مع الحالة النفسية للمتلقي ، الذي كان ينتزر بفارغ الصبر اللحظة الرائدة في القصة لكي يعلم الى ينتهي الحدث ، جميل ان نوظف كل ما يتعلق بهذه الشبكة الذئبية(العنكبوتية) في ايصال فكرتنا للاخرين ، وان نعلم بأن النت له سيئاته مثلما له حسناته.
محبتي
جوتيار

اخي: المبدع الذواق جويتار
شرف يفخر بمروركم
واطراء يزهو بكلماتكم
وثناء يشرق جبينه لرقة تعليقكم

دمتم مرورا كريما ودعما نقيا هادفا

علي عطية
14-10-2008, 05:59 PM
السلام عليك و رحمة الله و بركاته ...
كم هو رائع أن نكتب لنوصل هدفا ساميا راقيا ..
حينها سيشعر القارئ برقي ما يقرأ و روعته ..
و هذا ما كان هنا ..
*********
ترى كم من محجوب خلف ستارة سوداء نسي أن عين الله لا تنام
هم للأسف كثير .. هدانا الله و إياهم
**********
أعجبني التقطع بالنص ... فقد جعلني أرقب ما صورته هنا و أستشعر ( المأزق ) الذي سقط فيه هذا الشاب
بصدق ...
*******
أهنئك على سمو هدفك
و دمت مبدعا


ثناء بهي خلاب أتيه به فخراً وأدعو ان يقبل
قراءتك العميقة لحروفي تدفئها لتبعث فيها روحا اخرى تنتشي سموقاً

دام تذوقك يطب له بعض حروفنا

لكم الود والورد


أبوعباد

آمال المصري
12-12-2008, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح أكثر جرأة وقوة ...
قيم أخذت في الاندثار ...
عقول أصبحت قادرة على تقبل أي شيء ..
إنحراف عن الهدف الذي يجب أن تتجه إليه إستعمالاتنا للآلة ..
ضعف الوازع الديني الذي ينتهي بنا إلى هذه الصورة السوداء
أستاذي الفاضل / علي
ممتنة لك على هذه الدرة الثمينة
من فيض قلمك نستفيد 00
دمت لنا ضوء تكشف الحقائق
لك الود والورد وكل الصبح والندى

سعيدة الهاشمي
15-12-2008, 02:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدع علي عطية،

تلك الستارة السوداء ما أثقل ما تحجب خلف سوادها، لقد اسودت من تلك الأفعال الشنيعة

لله در هذا القلم المميز الذي كشف بعضا مما يدور في الخفاء، في كنف الليل وسواده وصمته ورهبته

راقني ما قرأت فعلا فقد خلقت تشويقا وقلقا لدى المتلقي وظل ذهنه مشتتا بين ما يجري على الشاشة

وما يعتمل في نفسية ذلك الشاب إثر محاولة فتح الباب.

ربما تكون تلك القطة السوداء سببا في تغيير حياته مستقبلا وإعمال فكره قبل الإقدام على تلك الأعمال

التي لا تمت للإسلام بصلة.

دمت بإبداع، تحيتي ومودتي.

عطا سليمان الطل
17-12-2008, 08:32 PM
أخي الفاضل
أسلوب سردي رائع يشد القاريء من بداية النص إلى النهاية ..... وأجمل من ذلك عنصر المفاجأة
في خاتمة القصة لدرجة أن من يمارس الخطأ يتوقع أنه مراقب من جميع ما حوله 0
كل الإحترام لمضمون القصة التي تحوي درسا في ماهية استخدام الشبكة العنكبوتية بطريقة إيجابية
مع الإحترام

علي عطية
18-12-2008, 12:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح أكثر جرأة وقوة ...
قيم أخذت في الاندثار ...
عقول أصبحت قادرة على تقبل أي شيء ..
إنحراف عن الهدف الذي يجب أن تتجه إليه إستعمالاتنا للآلة ..
ضعف الوازع الديني الذي ينتهي بنا إلى هذه الصورة السوداء
أستاذي الفاضل / علي
ممتنة لك على هذه الدرة الثمينة
من فيض قلمك نستفيد 00
دمت لنا ضوء تكشف الحقائق
لك الود والورد وكل الصبح والندى



عذوبة المرور يعم القلب بالنور
وجمال القراءة يبشر بامل في صلاح شبكتنا ومتصفحنا

آمل في كلمة هادفة بادب طاهر
لعل هذه هي غايتنا وغاية واحتنا الطاهرة

دمتم أم العاطء وام الكنوز

علي عطية
19-12-2008, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدع علي عطية،

تلك الستارة السوداء ما أثقل ما تحجب خلف سوادها، لقد اسودت من تلك الأفعال الشنيعة

لله در هذا القلم المميز الذي كشف بعضا مما يدور في الخفاء، في كنف الليل وسواده وصمته ورهبته

راقني ما قرأت فعلا فقد خلقت تشويقا وقلقا لدى المتلقي وظل ذهنه مشتتا بين ما يجري على الشاشة

وما يعتمل في نفسية ذلك الشاب إثر محاولة فتح الباب.

ربما تكون تلك القطة السوداء سببا في تغيير حياته مستقبلا وإعمال فكره قبل الإقدام على تلك الأعمال

التي لا تمت للإسلام بصلة.

دمت بإبداع، تحيتي ومودتي.


الأديبة الكريمة / سعيدة الهاشمي

بحق أنا ممن احب حرفك وأثق بفكرتك أروق بقراءتك الحكيمة

لله در من نثر الحكمة هنا في شبكة كثر الظلام حولها وأشتاقت بعض النور

على الله جزاء كل كلمة نقية كتبت هنا حملت معنا جميلا .. دلت على عمل نبيل


لله در الواحة من رياض نقية جمعت هنا انقياء بحق

دمت بطاعة أبداً


مودتي وخالص تقديري

آمال المصري
08-02-2014, 12:39 PM
عوالم مختلفة تركن خلف تلك الستائر السوداء .. تتعدد الدوافع والنوايا .. ويجتمع خلفها الخير والشر حيث لايلتقيان
سرد موفق لصورة من خلف شاشات الحاسوب والولوج للنت نقلها أديبنا الفاضل بما تحمل من داء عصري أقرب للإدمان
فكرة رغم أنها وردت كثيرا بأردية مختلفة ولكن كانت هنا بلغة سلسة ماتعة وحبكة قوية مزدانة بالخاتمة التي جعلته يتضاءل أمام هرّ
ربما احتاج النص استخدام علامات الترقيم ليكتمل الإبداع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
10-02-2014, 08:45 PM
ثواني الرعب التي مرت به بماذا تقدر
اللحظات الرخيصة ماذا تعني له
السواد بداخله
السواد بالفكر
دام اليراع مضيئاً
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
01-03-2014, 01:21 AM
سرد شائق لفكرة موفقة أجاد الكاتب التعبير عنها بما يخدم الغاية التوجيهية وبأسلوب نجح من خلاله بالتوغل لأعماق متلقيه عبر ولوجه مساربه في نفسية بطله

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
07-05-2014, 06:59 PM
اندثرت القيم
وغاب الرجال
وأصبحت الشوارب أكذوبة
وفي الرجال فحولة الكلاب

والقصة وصفت لحظة من حياة واحد من هؤلاء الذين لا يبحثون إلا عن شهواتهم الرخيصة

شكرا لك أخي

بوركت