تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غروب ...... قصة قصيرة بقلم / منى كمال _ مصر



منى كمال
31-07-2008, 02:18 AM
http://www.magle.dk/cds/singles/sunset-cover.jpgغروب... قصة بقلم / منى كال


على شاطيء النهر ، وعند غروب الشمس جلست بمفردها إلى جوار تلك الشجرة العجوز، ذات الأفرع المتشابكة نظرت إلي ذلك الفرع الممتد، والذي ألقى بجذوره إلي الأرض متشبثا بها ، كيف نمت منه أفرع صغيرة جديدة آخذة في النمو.

ورغم أنه مازال يستمد غذاءه من الشجرة الأم ، فلم تحزن ولم تمنع عنه الغذاء، خرجت منها تنهيدةً حارة وهى تتمتم: ما أعظمك أيتها الشجرة الحنون، ثم هامت بخيالها مرة أخرى، ترى هل يوجد ثمة شبه بيني وبين تلك الشجرة؟!

تذكرته بعينيه العسليتين ، وهو ينظر لها بحب ،وكيف كانت تعطى وتعطى دون مقابل، لم تكن تريد منه أكثر من أن تظل تلك النظرة بعينيه.

أفاقت من شرودها على صوت ارتطام ،علي صفحة ماء النهر نظرت ناحية الصوت.. إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه

وهما في طريق عودتهما بعد رحلة صيد شاقة ربما أثمرت تلك الرحلة عن رزق وافر أو لم تثمر

هنا قفز إلى رأسها الصغير سؤال: ترى هل هم سعداء؟ رغم ما يبدو عليهما من رقة الحال؟

ولكن ماهو مقياس السعادة الذي سأبنى عليه كونهما سعداء أم لا ؟

هكذا سألت نفسها وكانت الإجابة حاضرة، وليست بحاجة إلى تفكير ، فالسعادة شيء نسبى ، يختلف من شخص إلى آخر .
مرة أخرى رأت عيناه المتبسمتان على وجه الماء، وتذكرت كم قاست معه شظف العيش، ورغم ذلك كانت سعيدة ، فقد كان يكفيها أن ترى تلك الابتسامة على وجهه، وتلك النظرة الحنون في عينيه، كي تسعد وترضى وتقنع، ولكن هو سعادته كانت نابعة من هذا العطاء المتدفق من جهتها.

اعتاد دائما أن يأخذ من مشاعرها ويعُب، ولم يلتفت مرة واحدة أنها هي الأخرى بحاجة للأخذ، حتى تستمر بالعطاء.

هنا طفرت من عينيها دمعة حارقة، استقرت على إحدى وجنتيها.

كفكفت دمعتها ملقية نظرة على الشمس ،التي بدت ملوحة بالمغيب وهى تلملم ثوبها القرمزي، آذنة بقرب نهاية متوقعة.

نعم مثل نهاية حبها التي كانت تتوقعها دوما. كانت تعرف أنه ولابد راحل، ولما يبقى بعد أن استنزف آخر ما بها من مشاعر تجاهه.

سوف يغادر ليبحث عن قلب، مازال قادرا على العطاء، أما هي فقد سحب كل رصيده من قلبها، ولم يبق منه شيئا

انهارت الدموع من عينيها، مثل شلالٍ جارف ،كم أحبته، وكم ودت أن يظلا معا إلى الأبد .

آه لقد حل الظلام، وغادرت الشمس على أمل بالعودة .

فهل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ هل ستجد قلبا ينبض بحبها؟ قلبا قادرا على العطاء! قلبا يحوى بقايا حلم ضائع تمنت أن تعيشه؟!

ربما سيأتي يومٌ وتعيش الحلم القابع في زاوية النفس.
نظرت نظرة حانية، للشجرة الرءوم، وهى تهم مغادرة، شاكرة لها ذلك العطاء المتدفق، وقد ارتاحت نفسها قليلا.

ذهبت وتركت بقايا دموع، وبقايا حلم، في حضن الشجرة الآم...



قصة بقلم

منى كمال

القاهرة في

13/3/2008

ريمة الخاني
31-07-2008, 08:42 AM
الحقيقه استاذه منى قص تلامس شغاف القلب النسائي تماما
للاسف يعتقد الرجل انه فهم المراة تماما لكنه ....لن يفهمها الا من منظوره هو فقط....
كل التقدير

جوتيار تمر
31-07-2008, 09:25 AM
العزيزة منــى...

رحلة اكتشاف داخلية ، حوار منولوجي ، بدأ بحالة وصفية وجدانية ، وانتهى بخلق تساؤل في ذهن المتلقي عن سبب الرحيل ، بين البداية والنهاية تعرت النفس من كل ما يحتاط منها ، وبدأت في حوارها تخرج مخالجاتها بصورة عفوية ، وبين فهم الاخر ولافهمه تبقى الصورة معلقة في ذهن الانسان ، فالانسان مادم مخلوقا لن يستحيل ادراك ماهية فكره ، ولااعلم لماذا يحتاك كلا الاثنين الجنسين من هذه المسألة وكان معرفة الاخر للاخر بكل تفاصيله هدم لمقومات حياته ولشخصيته ، مع ان الحياة خلقت لهما توافقية مكملة وليس تنافسية عدائية ، الاثنان يدعيان بأنه لايمكن لاحد ان يخرق عوالمه الداخلية ، النص شفاف منى ويثير الكثير من الجدل.

محبتي
جوتيار

منى كمال
02-08-2008, 06:33 PM
الحقيقه استاذه منى قص تلامس شغاف القلب النسائي تماما
للاسف يعتقد الرجل انه فهم المراة تماما لكنه ....لن يفهمها الا من منظوره هو فقط....
كل التقدير

اشكرك عزيزتى ريمة على مرورك الجميل الذى اسعدنى

مودتى

ابراهيم خليل
02-08-2008, 07:20 PM
المبدعة منى كمال
قصتك تحمل دلالات جميلة صاغها قلمك المبدع بلغة غاية فى الجمال
لك خالص التحايا

منى كمال
02-08-2008, 08:52 PM
العزيزة منــى...
رحلة اكتشاف داخلية ، حوار منولوجي ، بدأ بحالة وصفية وجدانية ، وانتهى بخلق تساؤل في ذهن المتلقي عن سبب الرحيل ، بين البداية والنهاية تعرت النفس من كل ما يحتاط منها ، وبدأت في حوارها تخرج مخالجاتها بصورة عفوية ، وبين فهم الاخر ولافهمه تبقى الصورة معلقة في ذهن الانسان ، فالانسان مادم مخلوقا لن يستحيل ادراك ماهية فكره ، ولااعلم لماذا يحتاك كلا الاثنين الجنسين من هذه المسألة وكان معرفة الاخر للاخر بكل تفاصيله هدم لمقومات حياته ولشخصيته ، مع ان الحياة خلقت لهما توافقية مكملة وليس تنافسية عدائية ، الاثنان يدعيان بأنه لايمكن لاحد ان يخرق عوالمه الداخلية ، النص شفاف منى ويثير الكثير من الجدل.
محبتي
جوتيار
العزيز جوتيار مرورك دوما يسعدنى اشكر لك مرورك وتحليلك الرائع بين السطور

دمت بكل خير

مودتى

أبو خولة هبة الله
02-08-2008, 09:29 PM
قصة رائعة عشت معها وكأني واحد من شخصياتها،لقد حبكت بخيوط متينة ولغة رزينة .
مشكورة على ذلك.

منى كمال
04-08-2008, 09:46 PM
المبدعة منى كمال
قصتك تحمل دلالات جميلة صاغها قلمك المبدع بلغة غاية فى الجمال
لك خالص التحايا

اشكرك اخى الاستاذ ابراهيم خليل ابراهيم على مرورك الكريم وكلماتك الراقية

دمت بكل خير اخى

بهجت عبدالغني
05-08-2008, 01:16 PM
الاستاذة منى كمال
اعجبني نقلك لمعاني القصة عن طريق لوحات معبرة رائعة ( لقد حل الظلام ) و ( غادرت الشمس على أمل بالعودة ) و ( هل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ ) و ( إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير ، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه ) ..

مما تعطي للقصة قوة وتدفقاً وروعة ..

وارى في قصتك قلماً مبدعاً يجمع بين وضوح العبارة ببلاغة المعنى ، وكذلك القدرة على التصوير ..
والى مزيد من العطاء والتميز ..مع فائق التقدير والاحترام

منى كمال
05-08-2008, 03:18 PM
الاستاذة منى كمال
اعجبني نقلك لمعاني القصة عن طريق لوحات معبرة رائعة ( لقد حل الظلام ) و ( غادرت الشمس على أمل بالعودة ) و ( هل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ ) و ( إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير ، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه ) ..
مما تعطي للقصة قوة وتدفقاً وروعة ..
وارى في قصتك قلماً مبدعاً يجمع بين وضوح العبارة ببلاغة المعنى ، وكذلك القدرة على التصوير ..
والى مزيد من العطاء والتميز ..مع فائق التقدير والاحترام
اخى بهجت الرشيد اشكر لك تواجدك الرائع وكلمتك الرقيقة واتمنى ان اكون دوما عند حسن الظن

دمت بكل خير اخى

مصطفى ابووافيه
09-08-2008, 10:44 AM
من قال ان الرجل طفل كبير -- لم يكذب -- المرأه او الزوجه هى الصدر الحنون بالنسبه للرجل وقد خص الله المرأه بقدر اكبر من الرجل من الحنان والصبر والتضحيه من اجل الحبيب او العائله -- وفى خضم كل هذا ربما ينسى الرجل دوره فى العطاء
دمت لنا مبدعه ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه

منى كمال
09-08-2008, 06:06 PM
قصة رائعة عشت معها وكأني واحد من شخصياتها،لقد حبكت بخيوط متينة ولغة رزينة .
مشكورة على ذلك.
الاستاذ / ابو خولة هبة الله اقدم شديد اعتذارى لتخطيك الغير مقصود

واشكر لك هذا المرور الالق والكلمات الراقية

دمت بكل خير

منى كمال
09-08-2008, 06:09 PM
من قال ان الرجل طفل كبير -- لم يكذب -- المرأه او الزوجه هى الصدر الحنون بالنسبه للرجل وقد خص الله المرأه بقدر اكبر من الرجل من الحنان والصبر والتضحيه من اجل الحبيب او العائله -- وفى خضم كل هذا ربما ينسى الرجل دوره فى العطاء
دمت لنا مبدعه ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه
اخى مصطفى ابو وافية اشكر لك مرورك الكريم وتعليقك الراقى

دمت اخى بكل خير

د. سمير العمري
10-03-2010, 05:44 PM
نص قصصي جيد لكنه يحتاج لفكرة أعمق وتكثيف أكبر وتجنب الوقوع في طرح شخص الكاتب في النص من خلال الرأي المباشر أو الإجابة على أسئلة تطرح بشكل مباشر وبسيط.

أتمنى لك التوفيق!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
24-07-2012, 11:11 PM
نص حلو الفكرة بدخول موفق مشوق
وسرد شابه شيء من إسهاب وبعض مباشرة نأت بجزء منه عن فنيات القصة

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحاياي

منى كمال
15-11-2012, 11:25 PM
نص قصصي جيد لكنه يحتاج لفكرة أعمق وتكثيف أكبر وتجنب الوقوع في طرح شخص الكاتب في النص من خلال الرأي المباشر أو الإجابة على أسئلة تطرح بشكل مباشر وبسيط.

أتمنى لك التوفيق!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي
الدكتور سمير العمري مرورك على كتاباتي المتواضعة تزيدها شرفا ورونقا قد كانت هذه ثاني محاولة لي في كتابة القصة القصيرة وان شاء الله اضع كل ماتفضلتم به نصب العين

شكرا مرة اخرى


منى كمال

منى كمال
15-11-2012, 11:27 PM
[
نص حلو الفكرة بدخول موفق مشوق
وسرد شابه شيء من إسهاب وبعض مباشرة نأت بجزء منه عن فنيات القصة

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحاياي



الاستاذة ربيحة شرف لي تواجدي بين نخبة رائعة من الادباء العرب شكرا لك تواجدك الالق بين السطور

محبتي

منى كمال

نداء غريب صبري
25-11-2012, 04:39 PM
http://www.magle.dk/cds/singles/sunset-cover.jpgرأت عيناه المتبسمتان على وجه الماء، وتذكرت كم قاست معه شظف العيش، ورغم ذلك كانت سعيدة ، فقد كان يكفيها أن ترى تلك الابتسامة على وجهه، وتلك النظرة الحنون في عينيه، كي تسعد وترضى وتقنع، ولكن هو سعادته كانت نابعة من هذا العطاء المتدفق من جهتها.

اعتاد دائما أن يأخذ من مشاعرها ويعُب، ولم يلتفت مرة واحدة أنها هي الأخرى بحاجة للأخذ، حتى تستمر بالعطاء.

هنا طفرت من عينيها دمعة حارقة، استقرت على إحدى وجنتيها.

كفكفت دمعتها ملقية نظرة على الشمس ،التي بدت ملوحة بالمغيب وهى تلملم ثوبها القرمزي، آذنة بقرب نهاية متوقعة.

نعم مثل نهاية حبها التي كانت تتوقعها دوما. كانت تعرف أنه ولابد راحل، ولما يبقى بعد أن استنزف آخر ما بها من مشاعر تجاهه.


لا يستطيع الرجل أن يحب بالطريقة التي تحب بها المرأة
لا يفهم أن كل شئ في الحب متبادل
يطلب الاخلاص ولا يعطيه
يريد من المرأة كل شئ ولا يعطيها سوى الكلام والأماني
وتظل تحبه

قصة جميلة أختي
بوركت

منى كمال
01-12-2012, 05:28 PM
لا يستطيع الرجل أن يحب بالطريقة التي تحب بها المرأة
لا يفهم أن كل شئ في الحب متبادل
يطلب الاخلاص ولا يعطيه
يريد من المرأة كل شئ ولا يعطيها سوى الكلام والأماني
وتظل تحبه

قصة جميلة أختي
بوركت

الاستاذة الجميلة نداء صبري كم اعجبني تعليقك واسعدني كثيرا لاني مقتنعة بكل حرف فيه
سعدت بهذا المرور الالق

محبتي

:0014:

لانا عبد الستار
07-12-2012, 08:45 PM
مهما تصور الرجال أنهم يفهموننا
يكتشفون دائما أنهم على خطأ

اعجبتني القصة
أشكرك

منى كمال
09-12-2012, 05:34 PM
مهما تصور الرجال أنهم يفهموننا
يكتشفون دائما أنهم على خطأ

اعجبتني القصة
أشكرك

الشكر موصول لك حبيبتي لانا لمرورك الجميل

محبتي

:0014:

آمال المصري
12-05-2013, 05:23 AM
نص اجتماعي راقي .. بديع بإسقاطاته وترميز الطبيعة وتوظيفها لتوائم الحالة والشعور الإنساني بالقصة
بوركت واليراع الجميلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

منى كمال
13-05-2013, 09:56 PM
نص اجتماعي راقي .. بديع بإسقاطاته وترميز الطبيعة وتوظيفها لتوائم الحالة والشعور الإنساني بالقصة
بوركت واليراع الجميلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

الاستاذة امال انه لشرف لي ان تحظى كلماتي المتواضعة بمروركم الكريم

محبتي الدائمة