المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجوه



أحمد عبد الرحمن جنيدو
31-07-2008, 06:38 PM
وجوه ٌ مخربشة ٌ
(شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو)
على ردهات انحدار السماتْ.
وجوهٌ مخربشة اللون،
يعبث واحدنا بالألوف،
فتلقى الوجوه على الردهاتْ.
عليها مهالك دهر ٍ،
وفيها مكامن سرٍّ،
ومنها تضيع الصلاة ْ.
وتحفر أزمنة الخلط أوكارها
في مفاصلها داخل الدرناتْ.
بواطن ما في الضمور ككشف الذواتْ.
وصورتها العبثيّة في منطق الكون
مشــــــــبعة الصدماتْ.
وعمق التكتـّم جرح ٌ ينزُّ
بأقصوصة العيش في زمن الحيض،
في زمن ٍ خاصم المعجزاتْ.
تراها جليّاً حقيقتنا لحظة الغضب
المؤسف المتجمّد يخصي بنا العنفوان
وسلب الردود،
وتجتثُّ ما يمكن الردَّ فيه،
بعصر البغاة ْ.
تآلف بعض ببعض ٍ نشوء امتزاج ٍ،
وفي مغفل الالتصاق تراكمُ نسغ ٍ،
يسمّى بمحضرنا العفنيِّ مرايا
انعكاس التشوّه في ضامر الأصل،
والعمق يبني صروحاً من الذكرياتْ.
ويحمل عبء الحكايات،
يتلف مجملها في اللهاث،
لأجل الوجود وراء الحياة ْ.
ويبقى هزيلاً يصالح فيه سخافاتنا
كالنوايا بخير تواصلها،
قد يبيح انحدارَ الصفاتْ.
على جبهات البقاء نصارع
من أجل ذاك البقاء،
نموت ويبقى الصراع البقاء،
ترى المتغـيّرَ في الأمر في كثرة الجبهاتْ.
يسود التشابك في النفس،
يدركنا واقع السرِّ في شرك المستباح،
مجازاً من العقباتْ.
هنا يتعلـّق أوّلنا بالهشاشة ،
خير الوقوف بحال الثباتْ.
وأزهى الحياة بحال السباتْ.
فعِدْ كم ترى في الحياة
جناة ـ عصاة ـ بغاة ـ غزاة ،
بلقمة عيشك هم واقفون،
بغرفة نومك هم نائمون،
بلحظة جنسك هم فاتكون،
بإنجاب طفلك هم زارعون،
وإنْ تسأل الحاضرين
يقولون: أنّ الحصاة حماة ٌ حماة ْ.
على سكرات انكسار الضمير نصافح ذاتْ.
وهذا التصافح كالسكراتْ.
ونلبس ثوب الحقيقة في أصعب اللحظاتْ.
قطيع الهشيل من الناس،
في زهوة العيش
في رغبة الوقت،
يفقد صوت الرعاة ْ.
وأرض المراعي يباب،
رعاة القطيع كلاب،
وصوف الجلود جراب،
ولحم الخراف قديدٌ بجوع ٍ مصاب،
حليب النعاج دماءٌ وعظمٌ وناب،
وناي السهول تناسى،
أفي الغصـّة الأغنياتْ.
تكلـّم وعلـّقْ هدير الكمون،
بحلم ٍ حنون،
لأنّ الحياة تـَلاقي الفنون،
وأحلى الفنون جنون،
وأجمل ما تعرف الناس كالترّهاتْ.
رغيفاً يطارده الجائعون،
تصوّرْ بأنّك نطق السؤال،
لهاثاً يحاصره الراكضون،
تحمـّلْ فإنّك تلك النجاة ْ.
أيا زمن العاهراتْ.
أيا وجع الأمنيات ْ.
أيا غدنا المستباح،
كأني تقمّصت شيئاً،
فأصبح حلمي فتاتْ.
أخيراً تعلـّمت شيئاً،
فأصبح عمري على الظلماتْ.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
نيسان / 2008

محسن شاهين المناور
31-07-2008, 06:43 PM
أخي الحبيب أحمد
نص جميل يستحق التوقف
ألم حزن شتات
مفردات الألم تلاحقنا حتى في
نومنا شكرا أخي على هذا الابداع الراقي
جناة ـ عصاة ـ بغاة ـ غزاة ،
بلقمة عيشك هم واقفون،
بغرفة نومك هم نائمون،
بلحظة جنسك هم فاتكون،
بإنجاب طفلك هم زارعون،
وإنْ تسأل الحاضرين
يقولون: أنّ الحصاة حماة ٌ حماة ْ.
دمت ودامت حروفك
أخوك

لطفي الياسيني
31-07-2008, 09:40 PM
جزاك الله خيرا اخي في الله
الاستاذ الكبير الفاضل
الشاعر السامق احمد عبد الرحمن
ونفع الله بك الاسلام والمسلمين

أحمد عبد الرحمن جنيدو
31-07-2008, 10:40 PM
الكبير محسن والعظيم أشكر لك مرورك وتعليقك
وهذا ليس بجديد لعظمتك أنت السباق والرائع
دمت بخير وسلام وصحة جيدة

أحمد عبد الرحمن جنيدو
31-07-2008, 10:43 PM
العملاق والصديق لطفي أعجز أحياناً بالرد
فالكلمات أقزام أمام جلالتك وعظمتك

شكراً يا معلم

عبد الصمد الحكمي
02-08-2008, 04:07 PM
أخي الشاعر أحمد جنيدو
وجهة نظري حيال شعرك لا تتبدل ولكني أوجه رسالة :
حتى وهو يتناول قضية لا بد للشعر من أن يطرب وإلا تحول إلى خطبة موزونة مقفاة
هذا النص أرهقته الكلمات المفخخة ( أزمنة الخلط ، الضمور ، يخصي ، وفي مغفل الالتصاق تراكمُ نسغ ٍ،
........ )

نحن شعراء المشهد الجديد نحمل على عاتقنا همّ الامتداد من الخاطرة الشعرية إلى تقاسيم زرياب لكي لا نَفقد المتلقي الواعي غير المنحاز ، ولا نقدم أنفسنا إليه صورة مكررة لنمط حفظه عن ظهر قلب .

\

غزير مودتي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
02-08-2008, 06:02 PM
العظيم والكبير والأخ عبد الصمد الحكمي
أولاً لك الشكر والامتنان والاحترام والتقدير لتعليقك على القصيدة
ومرورك بها وأعتز دائماً بكلماتك لأنك من الشعراء الرائعين ومرورهم وتعليقهم
على القصيدة يعطي الفائدة والنصيحة شكراً
ثانياً حسب تصوري ليس القضية تشفير أو رمزية على قدر ما هو هروب من حقيقة
بطريقة لبقة وطريقة لا تترك خلفك سؤال
ثالثاً من حيث السرد والصمر واللغة الشعرية أراها حسب تصوري (الأناني)
إنها أعطت ما تريد إلى القارىء العربي ولو أقل ثقافة برغم ما يكتنفها من غموض جزئي
أرجوك يا صديقي أن تعيد قراءتها وتعلق من جديد لأنها تستحق ( حسب تصوري الأناني)

عبد الصمد الحكمي
04-08-2008, 03:01 AM
ً
ثانياً حسب تصوري ليس القضية تشفير أو رمزية على قدر ما هو هروب من حقيقة
بطريقة لبقة وطريقة لا تترك خلفك سؤال
ثالثاً من حيث السرد والصمر واللغة الشعرية أراها حسب تصوري (الأناني)
إنها أعطت ما تريد إلى القارىء العربي ولو أقل ثقافة برغم ما يكتنفها من غموض جزئي
أرجوك يا صديقي أن تعيد قراءتها وتعلق من جديد لأنها تستحق ( حسب تصوري الأناني)


رجاؤك موكب ضيف عالي القدر والشأن
النص يستحق الوقوف عنده طويلا غير أني سأكتفي باقتناص خاصة التكثيف المدهش الذي يعد أظهر مزايا شعرية أحمد جنيدو
والتكثيف أن يختزل الشاعر خطابا مطولا في عبارة أو مفردة لأغراض منها منح المتلقي فسحة التأمل فلنأت على سبيل المثال لا الحصر إلى قوله :
" وفي مغفل الالتصاق تراكم نسغ "
فـ ( نَسْغ ) وإن تبدُ مفردة معجمية إلا أن الشاعر احتاج إليها كونها تختصر مشهدا يحتاج إلى جمل . كيف ؟
النسغ هو الماء الذي يخرج من جذع الشجرة وقت قصها وتراكمه يعني أن القص طال أشجارا والشجرة ترمز إلى الحياة ، فـ ( تراكم النسغ ) يشي بأن اغتيال الحياة مشهدٌ متكرر .

ثم إلى قوله :
" قطيع الهشيل من الناس "
وكيف هي الدقة في توظيف مفردة ( الهشيل ) وما اختزلته من معنى واسع
فالهشيل يعني الدواب التي تستعمل دون إذن صاحبها ولن أتوسع في الخوض في التفاصيل .

ثم إلى قوله :
" وعلّق هدير الكمون بحلم حنون "
حيث لا مجال لاستعمال مجاني للكلمات بدءا من ( علّق ) مرورا بـ ( هدير الكمون ) وانتهاء بـ ( حنون ) وصفًا لـ ( حلم ) .
وأكتفي بهذا التطفل راجيًا أن أترك في النص لمستعذب فسحة التقصّي ، وما أكثر ما سيجد

\

شكرا أحمد إذ منحنتني أوكسجين الغوص

أحمد عبد الرحمن جنيدو
04-08-2008, 02:23 PM
والآن وصلت إلى مبتغاي أنت ألق القصيدة بروحها وعمقها
وصورها وجمالها لذلك أتوق لقراءة حرفك في قصيدتي لإشباعها بحقيقة الشعر الواثقة
ومن كلماتك نصل حدود الإقناع ولو بطمع الشاعر الذي يرسم من خياله
قصصاً يسردها دون النظر خلفه
أيها الرائع شكراً من أخوك الذي يحبك جداً ويحترم رأيك جداً
لك تقديري

زاهية
05-08-2008, 12:32 AM
قصيدة تحكي الواقع أسعدني المرور أخي أحمد وقراءة مادار بينك وبين أخي عبد الصمد من نقاش مفيد، حفظكما الله للأمة، ورعاكما للأدب
أختكما
بنت البحر

محمد زغلول
05-08-2008, 12:49 AM
تقبل تحياتى



محمد زغلول

أحمد عبد الرحمن جنيدو
05-08-2008, 11:11 AM
شكراً أختاه زاهية مرورك بين سطوري شرف ووسام
وقيمة فنية وشعرية وتعلقك إضافة شكراً

أحمد عبد الرحمن جنيدو
05-08-2008, 11:15 AM
شكراً على المرور محمد زغلول دمت بخير وسلام محبتي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
06-08-2008, 12:53 PM
الأصدقاء الشعراء في واحة الأدب والفكر النير اتقدم لكل من أرسل تعليقاً
أو نقداً أو إطراءاً بالشكر والامتنان والاحترام والتقدير
أنا منكم وإليكم
أخوكم أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا حماه عقرب

محمد الأمين سعيدي
07-08-2008, 01:23 AM
في زمن الحيض،
...
...ههههههههههههههه
ياه يا صاحبي..
اختصرت كل ما نراه من فساد في كلمتين..
لله درك يار أيها الشاعر الجميل.
شكرا

مازن عبد الجبار
07-08-2008, 01:42 PM
وعمق التكتـّم جرح ٌ ينزُّ
بأقصوصة العيش في زمن الحيض،
في زمن ٍ خاصم المعجزاتْ.
تراها جليّاً حقيقتنا لحظة الغضب
قصيدة جميلة تثير في النفس اسئلة عديدة لتعود وتجد جوابها في القصيدة ذاتها بعد قراءتها من جديد

أحمد عبد الرحمن جنيدو
07-08-2008, 02:04 PM
الأخ الغالي محمد الأمين السعيدي
شكراً على مرورك وتعليقك وقراءتك القصيدة
والشكر الأكبر على اللفتة الرائعة من شخص ذكي
يلتقط الخبايا والأسرار بسهولة

أحمد عبد الرحمن جنيدو
07-08-2008, 02:09 PM
الغالي مازن عبد الجبار مرورك كرم وشهامة
وتعليقك وسام وكرامة وقراءتك عرش للقصيدة
وحضورك إضافة وقيمة شكراً يا صديقي العزيز

د. سمير العمري
25-08-2008, 08:56 PM
نص أدبي جميل يحمل ملامح مرحلته وينعتق إلى آفاق تحمل أسقاطات الرمزية.

أهلا بك في أفياء واحة الخير.

لعلني أعدل اسمك الكريم ليكون كاملا ولذا وجب التنويه.




تحياتي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
26-08-2008, 02:58 PM
الدكيور المبدع والعظيم سمير العمري
شكراً لك على مرورك بقصيدتي فهذا فخر لي ولها
وتعليقك عليها إضافة أدبية وقيمة للقصيدة وخصوصاً ثناءك بها
شكراً وكل عام وأنت بخير لحلول شهر الخير والبركات رمضان الكريم
وأرجو لو تفضلت أن تعدل اسمي لأني حاولت ولم أعرف كيف فشلت
دمت بخير

أحمد عبد الرحمن جنيدو
29-08-2008, 01:24 AM
كل عام وأنتم بخير لحلول شهر الخير رمضان كرثيم للجميع