مشاهدة النسخة كاملة : زنبقُ المدى
نضال نجار
23-10-2003, 06:24 AM
من محارات الصمت الأزليِّ...
أجمِّعُ لؤلؤَ الحبِّ
لأشكِّلَ سُبحةَ الانسان...
ها الليلُ
تساوى عندي والنهار
ها المكانُ غادرني
والزمان...
وكما الفراشةُ حولَ النورِ
أطوفُ حولَ كعبةِ الأسرار...
أحترقُ بالفناءِ...
فتُبعثُ فيَّ أسطورةَ البقاء...
معبدٌ هو
من جفونِ المطرِ؛
خمرٌ من أهدابِ السكون،
شموعٌ من عطر الحلم،
وزمنٌ
من أبجديةِ اللازمن...
إلهٌ هو الحبُّ!...
فلنُشعِلْ بُخورَ الغفرانِ،
نرتِّلُ قرآنَ الروحِ،
ننذرُنا للآلامِ
تُبعَثُ فينا الحياة...
هو شفقُ الذات!...
كالحلم الأخضرِ يهدلُ
على شرفات الحروف...
أسرحُ
في أسرارِ حبرهِ الغارقِ
بنرجسِ الأفقِ...
أسرحُ...
في عبقِ صنوبرهِ الغائبِ
في رَشَفاتِ الظمأ
وأغيبُ...
أغيبُ في زنبقِ المدى...
نونٌ
على عرش الألفِ استوى !.....
مودتي
نضال نجار
www.postgasidaes.com/member/nidanajar
22/10/2003
حنظلة
23-10-2003, 03:28 PM
لست أدري لماذا الإصرار من بعض الكتاب على وضع كلمات لها معان خاصة معينة في ديننا وتراثنا الإسلامي ضمن ما يكتبون بشكل رمزي تمس قدسية هذه الكلمات:
أطوف حول كعبة الأسرار
نرتل قرآن الروح
ثم كلمات يمكن تفسيرها بشكل يعارض أبجديات عقيدتنا الإسلامية:
إله هو الحب
أحترقُ بالفناءِ...
فتُبعثُ فيَّ أسطورةَ البقاء
واقتباس من كلمات القرآن تمس قدسيته:
نونٌ
على عرش الألفِ استوى
_______
إن لم يكن هذا الكلام هو الحداثة المزعومة التي تريد هدم لغتنا والنيل من تراثنا وقيمنا فأي شيء هي الحداثة إذا.
يوسف الحربي
24-10-2003, 08:16 AM
نضال نجار ...
نص متخم بالصور والإستعارات ..نص أوشك أن يصل الى القمة لولا الإتيان بمفردات لها دلالات دينية عظيمة ..مفردات وظفت في غير محلها ..مفردات تثير في نفس المسلم أشياء وأشياء ...
نضال ..
كان بالإمكان أن يكون النص أفضل مما كان ولسبب واحد ..هو أنك تمتلك قلماً يقطر روعة وجمالا ..
معاذ الديري
25-10-2003, 02:27 AM
تحية للغة قوية ومعان رائعة ..
اجد الاخوة اصابوا في الهدف وان لم يصب احدهما في الاسلوب..
ولكنها تبقى رائعة وممتازة ..
شكرا لك واهلا بك بيننا ..
ننتظر مزيدك .
نضال نجار
28-10-2003, 06:54 PM
يااااااه
أليسَ الله محبة قبل كل شيء؟!.. وإن لم يكن كذلك فما هو إذن؟!..
ولسيدنا محمد ( ص ) مقام المحبة حين اتخذه الله حبيباً ، والمحبة وسيلةٌ لكشف المعرفة لما لها من قوةٍ تخرجُ الكون من العدم، أليس صحياً ما أقول؟!..
أما عن الفناء والبقاء فقد شرحهما ابن القيم بأنهما وجهان لحقيقةٍ واحدة قائلاً
" الفناءُ في التوحيد مقرونٌ بالبقاء وهو أن تثبتَ إلهية الحق في قلبكَ وتنفي إلهية سواه...
هذا الفناء هو الذي يجعلنا متصلينَ مع البقاء – الخلود – الله..
وتلك الكلمات المقدسة التي اقتبستها من قرآننا الكريم لا ولن تمس قدسيته مطلقاً ..
ألا تعرف ما لحرف النون من أسرار وكرامات..وكذلك حرف الألف.. إني لم أستخدمهما إلا في
القصد المقدس... والكعبة الشريفة ، هي المكان الذي منه وفيه تجلَّتْ أعظم وأكبر الأسرار...
والناسُ حولها نيامٌ نيام وكما يقول البسطامي:
" حولها يطوفون يطلبون البقاء" ... بينما حولها ( حول أسرارها) أطوفُ ويطوفُ كل من يطلب اللقاء..
وعن القرآن... أعتقد بأنني لم أستخدم تلك المفردة إلا كما ينبغي..
فالقرآن أُنزلَ للروحِ وليس للجسد... لأن الجسد مجرد وسيلة لأداء ما تأمر به الروح..
فلماذا الاستغراب والاتهامات بأنها الحداثة التي ستهدم تراثنا وأصالتنا؟!...
سأقول ماهي الحداثة التي هدمت الانسان والروحانيات ( هي المجتمعات الاستهلاكية، هي تقليد سلبيات الغرب من مجون وتعرّي وانفلاتٍ أخلاقي) وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ قد لا تُحصى عملت على هدم قيمنا ومنذ أمدٍ بعيد....
أخي عاقد وابن المدينة وحنظلة...
أعتقدُ بأنكم لم تسمعوا بنصوص الشعر الصوفية وإلاَّ لما كان هذا الكلام الجميلُ منكم
فهذه النصوص تقسمُ إلى الحب والفناء والمعرفة...
لقد قالت رابعة فيما مضى:
كأسي وخمري والنديمُ ثلاثة وأنا المشوقةُ في المحبة رابعة...
هل كانت تقصد الاساءةَ إلى القيم والاسلام والله؟!...
ويقول الشبلي:
صح عند الناسِ إني عاشقُ غير أن لم يعلموا عشقي لمن؟...
هذه هي القصة .. واعذروني ، كان يجب أن أذكرَ هذا التوضيح في مقدمة هذا النص الشعري الصوفي
مودتي
نضال نجار
حنظلة
28-10-2003, 11:18 PM
نضال
أراك تبسطين الأمور كثيرا. فهل تظنين بأن شرحك لمقاصدك وتبسيطها بتلك الطريقة سيقلب الحق باطلا والباطل حقا. ثم من هو صاحب العقيدة الصحيحة هذا الذي يقول بأن الله هو المحبة. في الحقيقة هذه إحدى كلمات الإنجيل المحرف وليست من كلامنا نحن المسلمين.
ثم هل تظنين بأن اجتزاءك لكلام ابن القيم من أجل الاستدلال على مذهبك الفاسد الذي تؤمنين به سيقنعنا بأن هذا هو حقا ما يؤمن به ابن القيم. في الحقيقة هذا افتراء على ابن القيم الذي رد بكل وضوح على من يقول بوحدة الوجود في كتاب مدارج السالكين.
و أحب أن أقول لك بأن ذكرك للنص بأنه شعر صوفي لن يغير من الأمر شيئاً، فللصوفية أمثال رابعة العدوية والحلاج وغيرهم مقولات تخالف العقيدة الصحيحة جملة وتفصيلا.
فلرابعة العدوية أقوال مستنكرة في الحب والعشق الإلهي للتعبير عن المحبة بين العبد وربه ، وظهرت تبعاً لذلك مفاهيم خاطئة حول العبادة من كونها لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار مخالفةً لقول الله تعالى : (( يدعوننا رغباً ورهباً)) وهذا نص صريح بأن المسلم يعبد الله رغبة في ثوابه وخوفا من عقابه لا كما تقول العدوية وغيرها.
ويبدو جلياً الآن أن نصك يدور حول ما يسمى بالحب أو العشق الإلهي. وهذا الذي تتحدثين عنه كانت بدايته في اليونان الوثنية ما قبل الفلسفة، وفي مدارس ومذاهب الفلسفة اليونانية الوثنية، ثم في النصرانية المنحرفة والآداب الاوروبية، إلى مفهومه في الآداب الشرقية القديمة ثم عند بعض الفرق المنحرفة الضالة كالشيعة وغلاة الصوفية.
والمصيبة العظمى لمن لا يعلم خطورة هذا الكلام هو أن دعاته باتوا يؤمنون بوحدة الأديان على أساس أنهم جميعا يحبون الله ويعشقونه (زعموا).
وأخيرا وليس آخرا أي قدسية مزعومة هذه التي تدعينها لأحرف مثل النون والألف فتستبدلينها باسم الله (الرحمن) ثم تقولين بأنك لم تمسي قدسية القرآن الكريم.
في الحقيقة هذه هي الباطنية التي يجتمع عليها أصحاب الفرق الضالة كلهم فيجعلون للنصوص الشرعية وكذلك لنصوصهم ظاهرا وباطنا. حتى إذا أخذ على أيديهم قالوا ما قصدنا هذا خوفا أو تقية.
وبالطبع فهم – الباطنيون- مثلك تماما يهزأون بمن يرى بالتفسير الظاهر للنصوص فهم بالنسبة لك أناس بسطاء سطحيون. أما أنتم (الباطنيون) فأصحاب العلم الصحيح الذي به تهدمون به النصوص وقدسيتها أولا. ثم تروجون لمذاهبكم الهدامة ثانيا. ثم تهدمون اللغة ثالثا.
إن ما يميز ديننا حقيقة هو بساطته ووضوحه ويسره وما هذه الأقوال والمذاهب إلا غلو وتطرف وانحراف.
وأما الحداثة فهي حرب على ديننا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا. وهي تهدم لغتنا العربية بالنصوص الغريبة المليئة بالرموز التي تفرغ اللغة العربية من مضمونها. كما أنها تلتقي تماما مع المذاهب الباطنية في تفسير النصوص ظاهرا وباطنا حسب الأهواء والأحوال والمذاهب المنحرفة.
نضال نجار
29-10-2003, 11:57 AM
أخي حنظلة..
ليس من باب اقناعكَ والأخرين أنني أوضِّحُ قصدي..
ففي النهاية ، لكم دينكم ولي ديني
إن لم يكن الله محبة .. فماذا إذن؟!..
أتعلم أن مفردة الحب قد ذُكِرَت في القرآن الكريم ثلاثين مرة!..
وأن الله خصَّ سيدنا محمد ( ص ) بمقام المحبة!..
ثم تأتي لتقولَ بأن مفردة الحب من الانجيل المحرَّف؟!....
دعنا نحب الله ونعبده بحريةٍ .. دعنا نعبِّر عن هذا الحب أيضاً بحريةٍ..
وهل أنتَ الحكمُ العدلُ يا حنظلة لتحكمَ على مذهبي بأنه فاسد أو جيد؟!..
أو على الشيعة و المتصوفين والآخرين بأنهم فرقٌ ضالَّةٌ؟!..
أو على الباطنية بأنها تجمعُ الفرق الضالة وغير الضالة؟!.. فـ "الأعمالُ بالنيات ولكل امرىءٍ ما نوى"..
أما عن تأويلكَ ( يدعوننا رغباً ورهباً) فيا أخي يبقى تأويلكَ الخاص.. ولو تعمَّقتَ أكثر لعلمتَ أكثر..
فقد (علَّمَ الانسان مالم يعلم)، وحتماً لن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..
سؤالٌ بسيط أطرحه عليك ؛
لو لم تكن هناك جنةٌ أو نار فهل كان الناسُ سيعبدون الله خالق الأكوان والأسرار؟!..
"إن ما يميز ديننا حقيقة هو بساطته ووضوحه ويسره وما هذه الأقوال والمذاهب إلا غلو وتطرف وانحراف"..
حكمتَ فعدلت..
وماهذه الأقوال التي ذكرتَها في حقِّ المذاهب والطوائف إلاَّ غلوٌّ وانحرافٌ ؛
لأنَّ الاسلام هو الاستسلام ( لتكن مشيئتك) و( ناصيتي بيديك) وهذا ما لا يُنكره أي مؤمنٍ حقيقي..
وأخيراً...
أنا لا أُروِّجُ لمذهبٍ معين، ولا يوجد بنصوصي أي مسٍّ للمقدسات التي في كل لحظةٍ تُدنَّس من شارون
وأمثاله دون أن ندافعَ عنها بقيمنا وأصالتنا وإسلامنا وعروبتنا لأننا وبكل بساطة لانملكُ أيَّاً منها..
أحترمُ علمكَ أخي حنظلة .. فاعذر جهلي:010: ..
مودتي
نضال
حنظلة
29-10-2003, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(الله محبة) من يقول هذه الكلمة؟. إليكم هذا الرابط :
http://www.baytallah.org/food/2000/4/14.htm
وانظروا إلى كلام ذلك النصراني وقارنوا بينه وبين كلام صاحبة النص هنا واحكموا بأنفسكم.
وأعود مرة أخرى وأكرر بأن هذا ليس من كلامنا نحن المسلمين ولا من عقيدتنا بل هو من كلام النصارى المنقول من كتبهم المحرفة. ويكفي الكاتبة فخرا أن تقول بقولهم.
ثم من قال بأن للمسلم الحق بأن يعبد الله كيفما شاء. في الحقيقة هذا أمر بدهي معلوم من الدين بالضرورة وهو أن العبادة يشترط فيها شرطان وهما إخلاص النية، (إنما الأعمال بالنيات) وهنا يستشهد بهذا الحديث لا بالطريقة التي استشهدت بها الكاتبة على باطلها. فالعمل يستلزم وجود نية خالصة لله سبحانه وتعالى حتى يقبله الله. والشرط الثاني هو أن يكون العمل وفق ما شرع الله، فلا يقبل الابتداع في العبادة أبداً.والدليل قوله عليه الصلاة والسلام( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه ولا يقبل عند الله. وقال أيضا (وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).
وأما عن تساؤل الكاتبة عن أحقيتي في القول ببطلان مذهبها. فلقولي أدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والعلماء من الأولين والآخرين على بطلان مذاهب الشيعة والصوفية الغلاة والباطنية الذين نكب العالم الإسلامي بسببهم على مر التاريخ.
ويكفي أنه لم يجرؤ أحد من أعداء الإسلام على هدم الكعبة المشرفة إلا القرامطة الباطنيون الذين استباحوا حرم الله وقتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الأسود وبقي عندهم ثلاثين عاما.
وأما عن قول الله تعالى (يدعوننا رغبا ورهبا) فما قلته ليس من تأويلي ولا من تفسيري بل هو قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه وغيره من سلف هذه الأمة. أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن حكيم قال: خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إنهم يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.
وأرجو أن لا تكون الكاتبة أفهم لكتاب الله من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خير هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما عن سؤال الكاتبة البسيط فالرد عليه بسيط وجداً أيضا. فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الجنة والنار فهو الحكيم، العليم بخلقه وما يصلح لهم وما يصلحهم. ولا مجال لهذه الافتراضات التي لا أساس لها. ثم ما هذا الوصف الغريب لله سبحانه وتعالى (خالق الأسرار).
وأما عن قولي "إن ما يميز ديننا حقيقة هو بساطته ووضوحه ويسره وما هذه الأقوال والمذاهب إلا غلو وتطرف وانحراف" فأرجو أن لا تعبث به الكاتبة وفق أهوائها وآرائها المنحرفة.
وأما عن كون الإسلام هو الاستسلام، فنعم ولكن للكلام بقية يجب عدم بترها حتى يتضح المعنى ولا يبقى رموزا كنص الكاتبة. فالإسلام هو الاستسلام لله والانقياد له والخضوع له بالطاعة. فهو استسلام وانقياد وخضوع ولا مجال فيه للاختيار بين قبول ورفض ولا بين أخذ ورد. قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة..).
أين هذا الاستسلام المطلوب من تفسير النصوص حسب الأهواء والمذاهب المنحرفة وزعم الكاتبة بأن لها علما خاصاً تميزت به. ثم من أين أتاها هذا العلم؟! هل هو كما يقول الصوفية (حدثني قلبي عن ربي).
وأخيرا فإنني أدعو الكاتبة دعوة صادقة من كل قلبي أن تفتح قلبها للإيمان الصحيح الموصل إلى رضوان الله ونعيمه وإلا فإن الموضوع جد خطير.
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" ( آل عمران 31)
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
_________
د. سمير العمري
29-10-2003, 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كاتبتنا الرائعة نضال:
كم أسعدنا أن يهل علينا بدرك وينتشر بيننا عطرك في هذه الواحة الطيبة واحة الفكر والأدب.
ثم إنني أشكر لك هذا الحوار الملتزم الذي لا يستطيعه إلا من ملك الفكر والأدب وأنت لك فيهما نصيب كبير.
أعود إلى ما كتب لأوافق رأي الأخ حنظلة دون أسلوبه. إن استعمال كلمات تحمل إسقاطات دينية أو تراكيب قرآنية في مجال الحب والغزل وربط ذلك بالبقاء والفناء والإلوهية والأزل هو أمر ترفضه عقيدة المسلم المستنير فما يكون إذن حين تستعمل كلمات واضحة في أصل العقيدة كالكعبة والعرش والإله وتوظف في غير ما تحمل من قداسة ومعنى؟؟
إن ما نراه هو نتاج ثقافة التبعية والانبهار بالحداثة التي تسلخنا عن ديننا وثقافتنا. وأنا أتابعك منذ زمن وأعلم ميولك للحداثة ولكن أختاه فإننا أجدر بأن نعتمد الأصالة وإن ملنا للحداثة فبما يوافق ويفيد وفي الواحة متسع للجميع وللحوار منهجية وأدب يضمن لنا حواراً مثمراً جدياً.
على كل حال أعتذر لك عن حدة أسلوب الأخ حنظلة وأعلم أنك قادرة على أن تتعالي فوق ردود الفعل الشخصية لنرتقي نحو أصل الأمر فلا يشغلنا ظاهر الأمر عن جوهره.
الأخ حنظلة:
لن أكرر ما أقول لك كل مرة ولكني أقول لك مختصراً إن منهجية الإسلام هي كل لا يتجزأ فإن حرصت على أن تحكم على الأمور بمنهجه (وهذا ما يسعدنا ونعمل به أيضاً) فإنه يلزمك أن تعتمد منهجية الإسلام أيضاً في الدعوة والحوار وهنا سأستعين بكلمات ربي لترد على أسلوبك الفظ وقولك الغليظ المستفز في أحايين كثيرة.
يقول تعالى مخاطباً نبيه:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
ويقول تعالي في منهجية تعامل المسلم مع المسلم:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53)
ويقول في منهجية المسلم في التعامل مع غير المسلم:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46)
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) (المؤمنون:96)
فإن كان أمر الله باللين والقول الحسن مع الخلق جميعاً مسلماً وغير مسلم أفلا يكن لك في ذلك سبيلاً؟؟
تحياتي وودي
:0014:
نضال نجار
30-10-2003, 01:37 AM
أخي حنظلة ... أخي سمير...
والله لا أقصد الاساءة لا للدين ولا لعالم الغيب والشهادة ولا أُروِّج لما يُروِّجُ له المروِّجون..
" فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل " ، ــ بما هو أهلٌ له ـــ أي خوفاً لا من ناره بل منه عزوجل، وطمعاً لا في جنته بل فيه عزوجل لأنه أهلٌ لهذا الحب....
وكيف لا وهو رب العالمين ورب المشرقين والمغربين ورب السموات والأرض وما بينهما...
" وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..."
أما عن الوصف الغريب الذي استنكرته يا أخ حنظلة .. فأعود لأقولَ بأن الله خالق الأسرار، فالغيب سرٌّ
والله خالقه، والروح سرٌّ والله خالقها والأسرار كثيرةٌ وما " أوتيتم من العلم إلاّ قليلا..."
" وزعم الكاتبة بأن لها علما خاصاً تميزت به. ثم من أين أتاها هذا العلم؟!"...
لتعلم بأني لا أعلم إلاَّ ما علَّمني الله وهو فوق كل ذي علمٍ عليم..." .. أيكفي هذا الجواب!..
أم تريد المزيد من الأجوبة:
" وأسرُّوا قولكم أو اجهروا به فإنه عليمٌ بذات الصدور..."
يا أخي حنظلة...
إن لم يكن قلبي سيحدِّثني عن ربي / والمقصود بالقلب ــ البصيرة ــ فماذا يكون ؟!...
فالرحمن علَّم القرآن ،خلقَ الانسان،علَّمه البيان..." والبيانُ بيِّنٌ وواضحٌ في الشمس والقمر، والنجم والشجر، والسماء والميزان... ألاَّ نطغوَ في الميزان/ الحق والحقيقة...
بالبصيرةِ يا أخي ندركُ معنى البيان ــ الحقيقة...
"تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع"...
أشكرُ تأويلكَ حسنَ نواياي ، فقد بذلتَ جهدكَ أو اجتهادكَ .. لكنك لست العليم بذات الصدور، فالذين" يخشون ربهم بالغيب ــ دون أن يروه ــ لهم مغفرةٌ وأجرٌ كريم.."...
كما أشكرُ دعوتكَ لي ..
وأضيفُ في النهاية؛ " إنَّا جعلنا على قلوبهم أكنَّةً ــ أغطيةً ــ أن يفقهوه ــ أن يفهموه ( فلا يفهموه) ، وفي
آذانهم وقْراً ــ ثقلاً ( فلا يسمعوه).."
"... وكان الانسانُ أكثر شيء جدلاً..."
أخي سمير..
إنني أميلُ لكل ما يُوصلني إلى الحقيقة... والحقيقة ليست إلاَّ بالبصيرة والتبصُّر...فإن كانت البصيرةُ حداثةً
فأهلاً بها .. لهذا لايجوز يا أخي سمير أن نعتبرَ الحداثةَ هدمٌ لديننا وأصالتنا... كما لا يجوز أن نعتمدها كمنهجٍ
دينيٍّ أو دنيوي... "... فإننا أجدر بأن نعتمد الأصالة"..
وهل فيما قلتُ يا سمير لا ينتمي أو لا ينم عن الأصالة التي أعتزُّ بها لكن ذلك لا يمنعني من الاستفادة مما هو
حداثوي للوصول إلى المعرفة والعلم...
لا تعتذر عن أخي حنظلة أو أسلوبه إنني لستُ منه غاضبه بدليل متابعتي ردوده والاستمرار في الحوار لا الجدال معه... وأرجو ... أرجو أن نرقى كما ذكرت لمعرفةِ أصل الأمور لا أشكالها...
وحسبنا الله ونعم الوكيل...
مودتي
لكما
نضال
د. سمير العمري
30-10-2003, 02:02 AM
أختي نضال:
لم أقل بمحاربة أو مقاطعة الحداثة إلا بما يسيء لديننا أو يشوه جمال أدبنا الذي يشهد له كل منصف بالتفوق. سيدتي أنا أكتب بلغات أجنبية وصلت فيها إلى حد من النجاح كبير ولعلك ترين قصائدي بالغربية والتي تميل إلى الأصالة والالتزام الواضح بأدبنا العربي الأصيل الراسخ. أفلا يعني لك نجاحي هنا وهناك شيئاً؟؟ أليس لكل أدب مواصفاته وأساليبه؟؟ ... إنني ما أردت أن أتطرق لمثل هذا إلا بما يكفي لأعلن أنني مع الحداثة الهادفة المثمرة وضد كل العبث الذي يقترف باسمها ولا أن أتطرق حتى لأصل الحوار إلا بما يوضح أننا ضد مثل هذا الأدب الذي يعتمد كلمات ذات رمز وقداسة لمعان غير متفقة مع السياق وكذا لنعلن عدم موافقتنا لأسلوب الغلظة في الرد.
على العموم لا أتفق تماماً مع أخي حنظلة في مسألة أن العلاقة بالله هي علاقة ثواب وعقاب ورغب ورهب ولا أوافقك بأن الله محبه وإنما جعلنا أمة وسطاً وأنا في هذا أؤمن بأن مبدأ الثواب والعقاب هو المبدأ العام وأن حب الله والتعبير عن هذا الحب بالعمل الصالح والتقوى في القول والعمل واستحضاره تعالى في كل قول وفعل والحرص على أن لا نأتي ما يكرهه الخالق (الحبيب) أو يغصبه هو علاقة خاصة يبلغها الخاصة ممن اصطفى ربنا. أما الحب الصوفي والحديث عن حب الله حبنا غيرنا من البشر فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة. إن حب الله يكون باستحضاره في كل أمر والحرص على حسن عبادته وتقواه ورضوانه.
مهما يكن من أمر فإنني سعيد بأي حوار مثمر يوصل إلى فائدة ويلتزم أدب الحوار بما يوافق توجه الواحة.
تحياتي للجميع
:0014:
نضال نجار
30-10-2003, 11:32 AM
أحترمُ رأيكَ أخي سمير...
ولا أقصد بحب الله إلاَّ ما ذكرت " بالعمل الصالح والتقوى في القول والعمل واستحضاره تعالى في كل قول وفعل" "......
"... الخالق (الحبيب).." ألا تعني أنه الحبيب والمحبوب والحب كما أنا بيَّنت ؟..
فالحب له معانٍ عدة...وأن يكون الله هو الحب المطلَق هو غايتنا...
أقدِّرُ ماتكتب يا أخي لأنني أفهم ما تكتب وأنت حتماً تتفهم ما أقصد!..
وهذه المعاني المقدسة التي اعتبرتموها أنها تسيءُ للدين أو تشوِّه الأدب العربي والاسلامي وأنها
غير متفقة مع السياق، فأنا لم أستخدمها إلاَّ بالسياق القدسي عينه...
" نونٌ على عرش الألف استوى..."
فحرف النون ـ نور ــ ، والنور هو الله ، والله هو الحقيقة... أليسَ كذلك؟!..
أما الألف ــ فحرفٌ غنيٌّ عن البيان والتعريف والتوصيف ، اسم الله يبدأ بالألف/ الله، أولٌ، أبدٌ، أزلٌ ، آخرٌ... /
ونون على عرش الألف استوى... أن النور ، الحقيقة، الله قد استوى على عرشه ـــ قد تولَّى المُلْك ــ
وهذا يا أخي ليس أدباً أو مذهباً بل حقيقةٌ أوردها الله في القرآن الكريم في أكثر من آية...
" .. الله الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرشِ "... 6ــ السجدة.
".. الرحمن على العرشِ استوى"... 5ــ طه.
فهل من اختلافٍ أو خلاف؟!...
والتصوف ليس بدعةً يا أخي
ألايعود الفضل إلى الصوفية في أسلمة بلاد عدة مثل الهند وأجزاء من أفريقيا. ؟!..
والتصوف أليس إحساس القلب بالسعادة حين يدنو وقت الحزن؟!..
وسأوردُ بعض ما يتعلق بحقيقة الرموز تلك؛
"اعلم أن عجائب القلب خارجة عن مدركات الحواس''
هذا ما قاله الغزالي (حول طبيعة الرمز الصوفي) في لجوء الصوفي اضطرارا إلى استخدام الأمثلة المحسوسة في التعبير عن معان غير محسوسة وغير معهودة..
وأنا في نصي ( زنبق المدى) لم أتحدَّث بلغة العقل، بل بلغة الروح والباطن والمشاعر الخفية، لأعبِّر عن معان عميقة لا يمكن أن يفهمها العامة ولا كثير من الخاصة، لهذا كان النص غارقاً في الغموض وأوجه البديع والبيان... فالرمز الصوفي ''عالم خاص لكي ندخله لا بد أن نتجاوز العقل إلى الوجدان"....
علينا أن نتبعَ المسمَّى لا المسميات يا أخي سمير، فالأسماء من صوفية وغيرها ليس المهم الأهم عبادة الله..فلاخيرفي اسلام شخص يغلبُ الاسلام على لسانه وشكله ولا يغلبُ على قلبه ووجدانه هي ذي حقيقة التصوف وهذا جوهر الاسلام ..
التصوف هو طريق ونهاية إلى ينبوع الحب الحقيقي للمحبوب الحقيقي وهو الله..
لنقفز فوق الأفكار والمناقشات الفَلسفية التي لن تودي بنا إلى النهاية...
وحول اتهامات البعض أو العديد لميولي الحداثوي أو الغربي ،فأقول لهم أجمعين:
إنني بالحب عرفتُ ربي وربكم فآمنتُ به.
" ...فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه،أذلة على المؤمنين أعزة علىالكافرين.."
" رَبنَا اغفرْ لَنَا وَلإخواَننَا الذينَ سَبَقونَا باَلإيماَن وَلاَ تَجعَل في قلوبنَا غلا للذينَ آمَنوا رَبَنَا إنَكَ رَؤوف
رَحيم" ..
شكراً لك يا سمير
على هذا الحوار الراقي
والفكر الصافي..:010:
مودتي
نضال
د. سمير العمري
30-10-2003, 03:29 PM
لعلني لا أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه من أن "التصوف هو طريق ونهاية إلى ينبوع الحب الحقيقي للمحبوب الحقيقي وهو الله.."
إن الصوفية كمذهب قد أثبتت ضلالتها وخروجها عن أسس العقيدة السليمة فدعينا نتفق على أن لا نخلط قضية حب الله تعالى بهذا المذهب الضال والذي ورث عقيدة غير سوية انتشرت في مناطق كالتي ذكرت.
أقول دعينا نتفق على أن نتحدث عن حب الله عز وجل وهو الحب الأسمى وهو فرض على كل كل إنسان فلا يؤمن المرء حتى يكون الله أحب إليه من كل شيء ثم الرسول ولكن هذا الحب أقصد حب الله يختلف عن معنى الحب الذي نشعر به تجاه بعضنا البعض لأنه حب يتصل بالعبادة والطاعة والتعبير عنه أساساً بالأفعال وليس بكلمات الغزل والهيام مما يبتذل من قداسة هذا الحب وتفرده.
وعليه أختاه فإن حب الله لا يتصل بالصوفية ولا يحتاج مذهبية. حب الله فرض مؤكد لا يتم الإيمان إلا به وهو كما قلت الحب الأكبر لا نختلف عليه وإنما نختلف على أسلوب التعبير عنه والذي نؤكد على أنه لا يكون إلا بالتزام طاعته واستحضاره والعمل على رضاه والدعاء والتبتل بما يليق بجلاله وسلطانه كإله وخالق وليس كمعشوق وعاشق.
نحن أيضاً أختاه عرفنا الله والتزمنا حبه كما أمر وبما به يسر بلا غموض ولا تأويل ولا طلاسم وما أهلك الأمة وفرقها إلى أحزاب إلا قضية التأويل وقد تناسى الجميع قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
تركتم على مثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فطريق الإسلام واضح وطريق الحق واضح والكيس من جانب الشبهات ولزم طريق الهدى. وإنني أوافقك بأن العبادة هي الغاية الكبرى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) أما ما عداه فهو من البدع المفضية إلى ضلال.
إن تقييمنا للنص "زنبق المدى" هو تقييم لمعنى يفهم وليس تأويلاً للغة الروح والباطن والمشاعر الخفية لإنك حين كتبت النص أصبحنا فيه شركاء ووجب أن نقول فيه ما نرى :011: أما المشاعر الخفية والعلاقة الروحية فهذه بينك وبين ربك لا سلطان لنا عليها ولا رأي لنا فيها.
سعيد أنا بهذا الحوار وهو وإن خرج عن أساس موضوعه إلا أنه يمنحنا إضاءات وإني لأرججو به أن يكون سبباً للود لا مدعاة للصد.
تحياتي وودي
:0014:
الضبابية
30-10-2003, 04:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ..
كل عام و أنتم جميعا بألف خير
تابعت هذا الحوار هنا و لم أكن أنوي التدخل فيه لأستمتع به عن بعد
لكنني وجدت لدي تعليقا صغيرا جدا على جزئية صغيرة فيه
و التعليق على الجملة التي كتبها أستاذي الفاضل سمير العمري حينما قال :
(( إن الصوفية كمذهب قد أثبتت ضلالتها وخروجها عن أسس العقيدة السليمة فدعينا نتفق على أن لا نخلط قضية حب الله تعالى بهذا المذهب الضال والذي ورث عقيدة غير سوية انتشرت في مناطق كالتي ذكرت ))
أستاذي الفاضل ..
الصوفية ليست مذهبا ضالا .. و لم يخرجوا عن أسس العقيدة ..
من فعلوا ذلك هم من اتصفوا بصفة الصوفية و حملوا اسمها و هم ليسوا منها
بينما الصوفية الحقيقية الحقيقية لا تعترف بشيء مما يقومون به
الخطأ في الناس الذين ادعوها .. و ليس في الصوفية ذاتها
أما الصوفية الصحيحة فللأسف أصحابها قلة نادرة في هذه الأيام
هذا رأيي على الأقل :004:
أختي الكريمة نضال ..
ألفاظك قوية جزلة .. و لديك جمال يروقني جدا في تعابيرك
تمتلكين قلما طيعا لينا رقيقا .. أسعدك الله به و أسعده بأنامل كأناملك
أما توجه النص .. فلن أخوض فيه فقد فعل ذلك من سبقوني
آمل أن نرى لك المزيد من النصوص .. بتوجه آخر
كل عام و أنت بخير .. و شهر مبارك عليك أخيتي:0014:
الفاضل حنظلة ..
تمتلك قدرة كبيرة على القراءة بمنظور إسلامي
و على ترتيب أفكارك و نقدك
بارك الله فيك
فقط .. لو سمحت لأخيتك بكلمة صغيرة : اعمل على أن تكون مداخلاتك أقرب للهمس الهادئ
لأنك تمتلك أسلوبا جميلا تبدى من كتاباتك ..
و باستخدامه تستطيع شرح وجة نظرك و إقناع من حولك
استغل مقدرتك الأدبية الجميلة
كل عام و أنت بألف خير :010:
كل التحية و التقدير
غموض
حنظلة
30-10-2003, 05:05 PM
لي تعليق بسيط على ما تقوله الكاتبة حول حرف الألف الذي تزعم الكاتبة بأنه غني عن التعريف و البيان، فهل تعلم الكاتبة أيضا بأن الشيطان وإبليس يبدآن أيضا بهذا الحرف.
ثم إنني سأرفق لكم بحثا عن الحداثة أرجو أن يستفاد منه:
الحداثة:
هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم ،وهي افراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير.
التأسيس وأبرز الشخصيات :
بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريا في باريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرق والغرب.حتى وصل إلى شرقننا الإسلامي والعربي .
ومن أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين :
- شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذبتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.
الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.
- مالارامية 1842-1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .
الأديب الروسي مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل .
ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:
- يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الاصل رئيس تحرير مجلة الحداثية .وقد مات منتحراً أثناء الحرب الاهلية اللبنانية .
- أدونيس( علي أحمد سعيد ) سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعيةالتي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة ( القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .وسبب شهرتة فساد الإعلام بتسليط الأضوءعلى كل غريب .
-د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر ييساري.
- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.
- محمد عابد الجابري مغربي.
الشاعرالعراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.
-الشاعر الفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي أثناء اقامته بفلسطين المحتله , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .
-كاتب ياسين ماركسي جزائري .
- محمد أركون جزائري يعيش فى فرنسا .
- الشاعر المصري صلاح عبدالصبور – مؤلف مسرحية الحلاج .
الأفكار والمعتقدات :
- نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيمايلي :
- رفض مصادر الدين الكتاب والسنة والجماع وما صدر عنها من عقيدة أما صراحة أوضمنا .
- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .
- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .
- الدعوة الى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .
- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها فى منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .
- تبني أفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأ وهامه , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وفكار نيتشة ،وهلوسته،والتي سموها فلسفة ،في الإنسان على( السوبر بان) .
- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية،وتبني رغبات الانسان الفوضوية والغريزية.
- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .
- رفض كل ما يمت الى المنطق والعقل.
- -اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي،لذا يجب أن تموت،ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعدأن أضحث اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.
- -الغموض والابهام والرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.
- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الانسان وجهده على الطبيعة والكون .
ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.
إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.
ويتخفىالحداثيون وراء مظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل،بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية ومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ،وهذا هو السر في الحملة علىالقديم وعلى التراث وعلى السلفية.
تطورمذهب الحداثة في الغرب وفي البلاد العربية :
إن حركة الحداثة الأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيهابين الفنانين في الأحياء الفقيرة.
ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات ، ووجود فوضىحضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.
وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات ،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.
وقد تبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:
1-الدادائية : وهي دعوةظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.
2-السريالية : واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.
3-الرمزية : وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام ،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ،واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها .وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا،
ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .
وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال :بودلير ورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري ،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود .
كان لعلي أحمد( أدونيس)دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس :
ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الاتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ،وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.
لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال :ثورة الزنج والقرامطة .
ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول : ( لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم ) .
أهم خصائص الحداثة :
- محاربة الدين بالفكر والنشاط .
- الحيرة والشك والاضطراب .
- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد .الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور .
- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية .
- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة .
- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه .
- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنها ، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة .
- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية .
- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع .
- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة .
- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم .وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة،عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية .
ويتضح ما سبق :
أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماما - للكون والإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها .وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذرة الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ) .
حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية ،وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ،وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها،الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ، وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ،وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد ،يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ،فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية .
فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والإنسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل .وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .
- ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الإنتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية .ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسة بقوله :
لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار
حنظلة
30-10-2003, 05:12 PM
وهذا بحث عن الصوفية أيضا:
الصوفية:
مقدمة :
لم يكن الإسلام أبداً ، إلا دين علم وعمل خالص لقوله تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين )) . وقوله تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) . وقوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : (( اعملي يافاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئاً )) . ولم يكن الإسلام كذلك إلا دين توحيد خالص ، لا توجه فيه إلا إلى الله وحده : (( ذلك الدين القيم )) .
والإسلام بهذه المثابة دين صفاء العقيدة ، ونقاء الاعتقاد ، دين بلا طرق ، دين بلا مذاهب في أصل العقيدة ، ولا اختلافات حول جوهر وأصول الدين .
ولقد ظل الإسلام بهذه الصورة العظيمة المتفردة ، حتى هبت عليه رياح التغيير بعد اتساع الفتوحات الإسلامية ، وازدياد الرخاء ، وحدوث الانغماس في الترف الحضاري ، فقام نفر من المخلصين الزهاد بحمل لواء الدعوة إلى العودة إلى خشونة الحياة ، آملاً في استمرار النمط الأول للحياة ، وانطلق نفر من هؤلاء الزهاد في اتجاه آخر هو اتجاه التصوف ، ولم يكن هذا الاتجاه في بداياته الأولى يريد غير صلاح المسلمين بتربية النفوس على مقتضى العقيدة .
ولكن فشو الجهل ، واستمراء التعيم ، وظهور الفتن ، واندساس الحاقدين ، وظهور النفعيين المرتزقين باسم الدين ، بل وظهور أعداء الإسلام ، أوجد مدرسة جديدة مارقة عن العقيدة هي مدرسة الصوفية الجديدة التي اتبعت فكر المجوس ، وأولت القرآن ، وأتت بفكر باطني مدمر ، وحرفت الكلم عن مواضعه ، وبدأت تنتشر كالسم في جسد الأمة الإسلامية ، وكلما نأت عن الكتاب والسنة خطوة كلما سرى السم في جسد الأمة المسلمة خطوات وخطوات ، حتى أصبح العالم الإسلامي يموج الآن بكثير من الفرق الضالة التي تتشح بوشاح الصوفية الذي لم يكن جوهره سبباً من أسباب الانحراف . وحتى يقف الشباب المسلم على طبيعة التصوف فإننا نعرض فيما يلي للصوفية بصورة عامة .
التعريف :
التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري . ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرق مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة . ويلاحظ أن هناك فروقاً جوهرية بين مفهومي الزهد والتصوف أهمها : إن الزهد مأمور به ، والتصوف جنوح عن طريق الحق الذي اختطه أهل السنة والجماعة .
أبرز الشخصيات :
مقدمة هامة :
· خلال القرنين الأولين ابتداءً من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين حتى وفاة الحسن البصري ، لم تعرف الصوفية سواء كان باسمها أو برسمها وسلوكها ، بل كانت التسمية الجامعة : المسلمين ، المؤمنين ، أو التسميات الخاصة مثل : الصحابي ، البدري ، أصحاب البيعة ، التابعي .
لم يعرف ذلك العهد هذا الغلو العملي التعبدي أو العلمي الاعتقادي إلا بعض النزعات الفردية نحو التشديد على النفس الذي نهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة ، ومنها قوله للرهط الذين سألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم :(( لكني أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء ، وآكل اللحم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
وقوله صلى الله عليه وسلم للحولاء بنت نويت التي طوقت نفسها بحبل حتى لا تنام عن قيام الليل كما في حديث عائشة رضي الله عنها : (( عليكم من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل )) .
ـ وهكذا كان عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم على هذا المنهج يسيرون ، يجمعون بين العلم والعمل ، والعبادة والسعي على النفس والعيال ، وبين العبادة والجهاد ، والتصدي للبدع والأهواء مثلما تصدى ابن مسعود رضي الله عنه لبدعة الذكر الجماعي بمسجد الكوفة وقضى عليها ، وتصديه لأصحاب معضد بن يزيد العجلي لما اتخذوا دوراً خاصة للعبادة في بعض الجبال وردهم عن ذلك .
· ظهور العباد : في القرن الثاني عشر الهجري في عهد التابعين وبقايا الصحابة ظهرت طائفة من العباد آثروا العزلة وعدم الاختلاط بالناس فشددوا على أنفسهم في العبادة على نحو لم يُعهد من قبل ، ومن أسباب ذلك بزوغ بعض الفتن الداخلية ، وإراقة بعض الدماء الزكية ، فآثروا اعتزال المجتمع تصوناً عما فيه من الفتن ، وطلباً للسلامة في دينهم ، يضاف إلى ذلك أيضاً فتح الدنيا أبوابها أمام المسلمين ، وبخاصة بعد اتساع الفتوحات الاسلامية وانغماس بعض المسلمين فيها ، وشيوع الترف والمجون بين طبقة من السفهاء ، مما أوجد ردة فعل عند بعض العباد وبخاصة في البصرة والكوفة حيث كانت بداية الانحراف عن المنهج الأول في جانب السلوك .
ـ ففي الكوفة ظهرت جماعة من أهلها اعتزلوا الناس وأظهروا الندم الشديد بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وسموا أنفسهم بالتوَّابين أو البكَّائين . كما ظهرت طبقة من العباد غلب عليهم جانب التشدد في العبادة والبعد عن المشاركة في مجريات الدولة ، مع علمهم وفضلهم والتزامهم بآداب الشريعة ، واشتغالهم بالكتاب والسنة تعلماً وتعليماً ، بالإضافة إلى صدعهم بالحق وتصديهم لأهل الأهواء . كما ظهر فيهم الخوف الشديد من الله تعالى ، والإغماء والصقع عند سماع القرآن الكريم مما استدعى الإنكار عليهم من بعض الصحابة وكبار التابعين كأسماء بنت أبي بكر وعبد الله بن الزبير ومحمد بن سيرين ونحوهم رضي الله عنهم ، وبسببهم شاع لقب العبَّاد والزُهَّاد والقُرَّاء في تلك الفترة . ومن أعلامهم : عامر بن عبد الله بن الزبير ، و صفوان بن سليم ، وطلق بن حبيب العنزي ، عطاء السلمي ، الأسود بن يزيد بن قيس ، وداود الطائي ، وبعض أصحاب الحسن البصري .
· بداية الانحراف : كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً ، ثم مايلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن ادهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي ، ورابعة العدوية ، وعبد الواحد بن زيد ، إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج . يقول مالك بن دينار : (( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب )) . وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .
ـ وفي الكوفة أخذ معضد بن يزيد العجلي هو وقبيله يروِّضون أنفسهم على هجر النوم وإقامة الصلاة ، حتى سلك سبيلهم مجموعة من زهاد الكوفة ، فأخذوا يخرجون إلى الجبال للانقطاع للعبادة ، على الرغم من إنكار ابن مسعود عليهم في السابق .
ـ وظهرت من بعضهم مثل رابعة العدوية أقوال مستنكرة في الحب والعشق الإلهي للتعبير عن المحبة بين العبد وربه ، وظهرت تبعاً لذلك مفاهيم خاطئة حول العبادة من كونها لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار مخالفةً لقول الله تعالى : (( يدعوننا رغباً ورهباً )) .
ـ يلخص شيخ الإسلام ابن تيمية هذا التطور في تلك المرحلة بقوله : (( في أواخر عصر التابعين حدث ثلاثة أشياء : الرأي ، والكلام ، والتصوف ، فكان جمهور الرأي في الكوفة ، وكان جمهور الكلام والتصوف في البصرة ، فإنه بعد موت الحسن وابن سيرين ظهر عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء ، وظهر أحمد بن علي الهجيمي ت200 ، تلميذ عبد الواحد بن زيد تلميذ الحسن البصري ، وكان له كلام في القدر ، وبنى دويرة للصوفية ـ وهي أول مابني في الإسلام ـ أي داراً بالبصرة غير المساجد للالتقاء على الذكر والسماع ـ صار لهم حال من السماع والصوت ـ إشارة إلى الغناء . وكان أهل المدينة أقرب من هؤلاء في القول والعمل ، وأما الشاميون فكان غالبهم مجاهدين )) .
· ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :
ـ البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب ، وقد تنازع العلماء والمؤرخون في أول من تسمَّ به . على أقوال ثلاثة :
2) ول شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه : أن أول من عُرف بالصوفي هو أبو هاشم الكوفي ت150هـ أو 162هـ بالشام بعد أن انتقل إليها ، وكان معاصراً لسفيان الثوري ت 155هـ قال عنه سفيان : (( لولا أبو هاشم ماعُرِفت دقائق الرياء )) . وكان معاصراً لجعفر الصادق وينسب إلى الشيعة الأوائل ويسميه الشيعة مخترع الصوفية .
2) يذكر بعض المؤرخين أن عبدك ـ عبد الكريم أو محمد ـ المتوفى سنة 210هـ هو أول من تسمى بالصوفي ، ويذكر عنه الحارث المحاسبي أنه كان من طائفة نصف شيعية تسمي نفسها صوفية تأسست بالكوفة . بينما يذكر الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أن عبدك كان رأس فرقة من الزنادقة الذين زعموا أن الدنيا كلها حرام ، لا يحل لأحد منها إلا القوت ، حيث ذهب أئمة الهدى ، ولا تحل الدنيا إلا بإمام عادل ، وإلا فهي حرام ، ومعاملة أهلها حرام .
3) يذهب ابن النديم في الفهرست إلى أن جابر بن حيان تلميذ جعفر الصادق والمتوفى سنة 208هـ أول من تسمى بالصوفي ، والشيعة تعتبره من أكابرهم ، والفلاسفة ينسبونه إليهم .
ـ وقد تنازع العلماء أيضاً في نسبة الاشتقاق على أقوال كثيرة أرجحها :
1ـ ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية ، وبالتالي فقد أبطلوا كل الاستدلالات والاشتقاقات الأخرى على مقتضى قواعد اللغة العربية ، محمولة نسبة الصوفية أنفسهم إلى علي بن أبي طالب والحسن البصري وسفيان الثوري رضي الله عنهم جميعاً ، وهي نسبة تفتقر إلى الدليل ويعوزها الحجة والبرهان .
2ـ الاشتقاق الآخر ما رجحه أبو الريحان البيروني 440هـ وفون هامر حديثاً وغيرهما من أنها مشتقة من كلمة سوف اليونانية والتي تعني الحكمة . ويدلل أصحاب هذا الرأي على صحته بانتشاره في بغداد وما حولها بعد حركة الترجمة النشطة في القرن الثاني الهجري بينما لم تعرف في نفس الفترة في جنوب وغرب العالم الإسلامي . ويضاف إلى الزمان والمكان التشابه في أصل الفكرة عند الصوفية واليونان حيث أفكار وحدة الوجود والحلول والإشراق والفيض . كما استدلوا على قوة هذا الرأي بما ورد عن كبار الصوفية مثل السهروردي ـ المقتول ردة ـ بقوله : (( وأما أنوار السلوك في هذه الأزمنة القريبة فخميرة الفيثاغورثيين وقعت إلى أخي أخميم (( ذي النون المصري )) ومنه نزلت إلى سيار ستري وشيعته (( أي سهل التستري )) وأضافوا إلى ذلك ظهور مصطلحات أخرى مترجمة عن اليونانية في ذلك العصر ، مثل الفلسفة ، الموسيقا ، الموسيقار ، السفسطة ، الهيولي .
________
يتبع ....
حنظلة
30-10-2003, 05:16 PM
طلائع الصوفية :
ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي :
· الطبقة الأولى :
وتكتل التيار الذي اشتهر بالصدق في الزهد إلى حد الوساوس ، والعد عن الدنيا والانحراف في السلوك والعبادة على وجه يخالف ماكان عليه الصدر الأول من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بل وعن عباد القرن السابق له ، ولكنه كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار :
ـ الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة ، ولذلك يعد من أهم الشخصيات التي يعتمد المتصوفة على أقواله وآرائه وبخاصة في التوحيد والمعرفة والمحبة . وقد تأثر بآراء ذي النون النوبي ، فهذبها ، وجمعها ونشرها من بعده تلميذه الشبلي ، ولكنه خالف طريقة ذي النون والحلاج و البسطامي في الفناء ، حيث كان يؤثر الصحو على السكر وينكر الشطحات ، ويؤثر البقاء على الفناء ، فللفناء عنده معنى آخر ، وقد أنكر على المتصوفة سقوط التكاليف . وقد تأثر الجنيد بأستاذه الحارث المحاسبي والذي يعد أول من خلط الكلام بالتصوف ، وبخاله السري السقطي ت 253هـ .
وهناك آخرون تشملهم هذه الطبقة أمثال : أبو سليمان الدارني عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العني ت205هـ ، وأحمد بن الحواري ، والحسن بن منصور بن إبراهيم أبو علي الشطوي الصوفي وقد روى عنه البخاري في صحيحه ، والسري بن المغلس السقطي أبوالحسن ت253هـ ، سهل بن عبد الله التستري ت273هـ ، معروف الكرخي أبومحفوظ 412هـ محمد بن الحسن الأزدي السلمي ، محمد بن الحسن بن الفضل بن العباس أبويعلى البصري الصوفي 368هـ شيخ الخطيب البغدادي .
ـ ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة : بداية التمييز عن جمهور المسلمين والعلماء ، وظهور مصطلحات تدل على ذلك بشكل مهد لظهور الطرق من بعد ، مثل قول بعضهم : علمنا ، مذهبنا ، طريقنا ، قال الجنيد : (( علمنا مشتبك مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم )) وهو انتساب محرم شرعاً حيث يفضي إلى البدعة والمعصية بل وإلى الشرك أيضاً ، وقد اشترطوا على من يريد السير معهم في طريقتهم أن يخرج من ماله ، وأن يقل من غذائه وأن يترك الزواج مادام في سلوكه .
ـ كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين . ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية . وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة في مثل : كتب أبو طالب المكي قوت القلوب وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ، وكتب الحارث المحاسبي . وقد حذر العلماء الأوائل من هذه الكتب لاشتمالها على الأحاديث الموضوعة والمنكرة ، واشتمالها على الإسرائيليات وأقوال أهل الكتاب . سئل الإمام أبو زرعة عن هذه الكتب فقيل له : في هذه عبرة ؟ قال : من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة .
· ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه (( الذوق )) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم ، فلم يستطيعوا أن يحموا نهجهم الصوفي من الاندماج أو التأثر بعقائد وفلسفات غير إسلامية ، مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .
· الطبقة الثانية : خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم مما زاد العداء بينهما ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .
· ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبواليزيد البسطامي ت263هـ ، ذوالنون المصري ت245هـ ، الحلاج ت309هـ ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ ، الحكيم الترمذي ت320هـ ، أبوبكر الشبلي 334هـ وسنكتفي هنا بالترجمة لمن كان له أثره البالغ فيمن جاء بعده إلى اليوم مثل :
ـ ذوالنون المصري : وهو أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم ، قبطي الأصل من أهل النوبة ، من قرية أخميم بصعيد مصر ، توفي سنة 245 هـ أخذ التصوف عن شقران العابد أو إسرائيل المغربي على حسب رواية ابن خلكان وعبد الرحمن الجامي . ويؤكد الشيعة في كتبهم ويوافقهم ابن النديم في الفهرست أنه أخذ علم الكيمياء عن جابر بن حيان ، ويذكر ابن خلكان أنه كان من الملامتية الذين يخفون تقواهم عن الناس ويظهرون استهزاءهم بالشريعة ، وذلك مع اشتهاره بالحكمة والفصاحة .
ويعده كتاب الصوفية المؤسس الحقيقي لطريقتهم في المحبة والمعرفة ، وأول من تكلم عن المقامات والأحوال في مصر ، وقال بالكشف وأن للشريعة ظاهراً وباطناً . ويذكر القشيري في رسالته أنه أول من عرف التوحيد بالمعنى الصوفي ، وأول من وضع تعريفات للوجد والسماع ، وأنه أول من استعمل الرمز في التعبير عن حاله ، وقد تأثر بعقائد الإسماعلية والباطنية وإخوان الصفا بسبب صِلاته القوية بهم ، حيث تزامن مع فترة نشاطهم في الدعوة إلى مذاهبهم الباطلة ، فظهرت له أقوال في علم الباطن ، والعلم اللدني ، والاتحاد ، وإرجاع أصل الخلق إلى النور المحمدي ، وكان لعلمه باللغة القبطية أثره على حل النقوش والرموز المرسومة على الآثار القبطية في قريته مما مكنه من تعلم فنون التنجيم والسحر والطلاسم الذي اشتغل بهم . ويعد ذوالنون أول من وقف من المتصوفة على الثقافة اليونانية ، ومذهب الأفلاطونية الجديدة ، وبخاصة ثيولوجيا أرسطو في الإلهيات ، ولذلك كان له مذهبه الخاص في المعرفة والفناء متأثراً بالغنوصية .
ـ أبويزيد البسطامي : طيفور بن عيسى بن آدم بن شروسان ، ولد في بسطام من أصل مجوسي ، وقد نسبت إليه من الأقوال الشنيعة التي يشكك الكثير من الباحثين في صدق نسبتها إليه مثل قوله : (( خرجت من الحق إلى الحق حتى صاح فيّ : يا من أنت أنا ، فقد تحققت بمقام الفناء في الله )) ، (( سبحاني ما أعظم شأني )) وهي أقوال لاتُغفر لصاحبها ، سواءً كان في حالة سكر أو صحو ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يعده من أصحاب هذه الطبقة ويشكك في صدق نسبتها إليه حيث كانت له أقوال تدل على تمسكه بالسنة ، ومن علماء أهل السنة والجماعة من يضعه مع الحلاج والسهروردي في طبقة واحدة .
ـ الحكيم الترمذي : أبوعبد الله محمد بن علي بن الحسين الترمذي المتوفى سنة 320ه* أول من تكلم في ختم الولاية وألف كتاباً في هذا أسماه ختم الولاية كان سبباً لاتهامه بالكفر وإخراجه من بلده ترمذ ، يقول عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : (( تكلم طائفة من الصوفية في (( خاتم الأولياء )) وعظموه كالحكيم الترمذي ، وهو من غلطاته ، فإن الغالب على كلامه الصحة بخلاف ابن عربي فإنه كثير التخليط )) . [ مجموع الفتاوى 1/363 ] . وينسب إليه انه قال : (( للأولياء خاتم كما ان للأنبياء خاتماً )) ، مما مهد الطريق أمام فلاسفة الصوفية أمثال ابن عربي وابن سبعين وابن هود والتلمساني للقول بخاتم الأولياء ، وأن مقامه يفضل مقام خاتم الأنبياء .
· الطبقة الثالثة :
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ، على أن الموجود الحق هو الله وماعداه فإنها صور زائفة وأوهام وخيالات موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي . وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية . ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667 هـ .
ـ الحـلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه :
1ـ اتصاله بالقرامطة .
2ـ قوله (( أنا الحق )) .
3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته .
4ـ قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .
كانت في شخصيته كثير من الغموض ، فضلاً عن كونه متشدداً وعنيداً ومغالياً ، له كتاب الطواسين الذي أخرجه وحققه المستشرق الفرنسي ماسنيون .
· يرى بعض الباحثين أن أفراد الطائفة في القرن الثالث الهجري كانوا على علم باطني واحد ، منهم من كتمه ويشمل أهل الطبقة الولى بالإضافة إلى الشبلي القائل : (( كنت أنا والحسين بن منصور ـ الحلاج ـ شيئاً واحداً إلا انه أظهر وكتمت )) ، ومنهم من أذاع وباح به ويشمل الحلاج وطبقته فأذاقهم الله طعم الحديد ، على ماصرحت به المرأة وقت صلبه بأمر من الجنيد حسب رواية المستشرق الفرنسي ماسنيون .
حنظلة
30-10-2003, 05:17 PM
ظهور الفرق :
وضع أبو سعيد محمد أحمد اميهمي الصوفي الإيراني 357 ـ 430 هـ تلميذ أبي عبد الرحمن السلمي أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلاً عن طريق الوراثة .
· يعتبر القرن الخامس امتداداً لأفكار القرون السابقة ، التي راجت من خلال مصنفات أبي عبد الرحمن السلمي ، المتوفى 412هـ والتي يصفها ابن تيمية بقوله : (( يوجد في كتبه من الآثار الصحيحة والكلام المنقول ماينتفع به في الدين ، ويوجد فيه من الآثار السقيمة والكلام المردود مايضر من لا خيرة له ، وبعض الناس توقف في روايته )) [ مجموع الفتاوى 1/ 578 ] ، فقد كان يضع الأحاديث لصالح الصوفية .
· ما بين النصف الثاني من القرن الخامس وبداية السادس في زمن أبي حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام ت505هـ أخذ التصوف مكانه عند من حسبوا على أهل السنة . وبذلك انتهت مرحلة الرواد الأوائل أصحاب الأصول غير الإسلامية ، ومن أعلام هذه المرحلة التي تمتد إلى يومنا هذا :
ـ أبوحامد الغزالي : محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الملقب بحجة الإسلام 450 ـ 505هـ ولد بطوس من إقليم خراسان ، نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة ، والباطنية ، والتصوف ، مما أورثه ذلك حيرة وشكاً دفعه للتقلب بين هذه المذاهب الأربعة السابقة أثناء إقامته في بغداد ، رحل إلى جرجان ونيسابور ، ولازم نظام الملك ، درس في المدرسة النظامية ببغداد ، واعتكف في منارة مسجد دمشق ، ورحل إلى القدس ومنها إلى الحجاز ثم عاد إلى موطنه . وقد ألف عدداً من الكتب منها : تهافت الفلاسفة ، والمنقذ من الضلال ، وأهمها إحياء علوم الدين . ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة ، التي تسلمت راية التصوف من أصحاب الأصولية الفارسية إلى أصحاب الأصول السنية ، ومن جليل أعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية في كتابه المستظهري أو فضائح الباطنية . ويحكي تلميذه عبد الغافر الفارسي آخر مراحل حياته ، بعدما عاد إلى بلده طوس ، قائلاً : (( وكانت ثمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله ، ومطالعة الصحيحين ـ البخاري ومسلم ـ اللذين هما حجة الإسلام )) ا . هـ . وذلك بعد أن صحب أهل الحديث في بلده أمثال : أبي سهيل محمد بن عبد الله الحفصي الذي قرأ عليه صحيح البخاري ، والقاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي الذي سمع عليه سنن أبي داود [ طبقات السبكي 4 / 110 ] .
ـ وفي هذه المرحلة ألف كتابه إلجام العوام عن علم الكلام الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته ، وانتصر لمذهب السلف ونهجهم فقال : (( الدليل على أن مذهب السلف هو الحق : أن نقيضه بدعة ، والبدعة مذمومة وضلالة ، والخوض من جهة العوام في التأويل والخوض بهم من جهة العلماء بدعة مذمومة ، وكان نقيضه هو الكف عن ذلك سنة محمودة )) ص[96] .
ـ وفيه أيضاً رجع عن القول بالكشف وإدراك خصائص النبوة وقواها ، والاعتماد في التأويل أو الإثبات على الكشف الذي كان يراه من قبل غاية العوام .
· يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني ، المتوفى سنة 561ه* ، وقد رزق بتسعة وأربعين ولداً ، حمل أحد عشر منهم تعاليمه ونشروها في العالم الإسلامي ، ويزعم أتباعه أنه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – رغم عدم لقائه بالحسن البصري ، كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة . ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : (( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله )) ، وكان يقول : (( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له )) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .
- يقول السيد محمد رشيد رضا : (( يُنقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات مالم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها )) [دائرة المعارف الإسلامية11/171] .
· كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه* ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتَّاب الصوفية – كدأبهم مع من ينتسبون إليهم – الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية . ومن هذه الأقوال : (( كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال )) [طبقات الشعراني ص141 ، قلادة الجواهرص42] .
-وقد تزوج الرفاعي العديد من النساء ولكنه لم يعقب ، ولذلك خلفه على المشيخة من بعده علي بن عثمان ت584ه* ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه* ، ولأتباعه أحوال وأمور غريبة ذكرها الحافظ الذهبي ثم قال : (( لكن أصحابه فيهم الجيد والرديء )) .
-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587ه* ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه* ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر . ومن كتبه : حكمة الإشراق ، هياكل النور ، التلويحات العرشية ، والمقامات .
· تحت تأثير تراكمات مدارس الصوفية في القرون السالفة أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .
· في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر .
- محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638ه* رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء ، ولد بالأندلس ، ورحل إلى مصر ، وحج وزار بغداد ، واستقر في دمشق حيث مات ودفن ، وله فيها الآن قبر يُزار ، طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله ، وله كتب كثيرة يوصلها بعضهم إلى 400كتاب ورسالة مايزال بعضها محفوظاً بمكتبة يوسف أغا بقونية ومكتبات تركيا الأخرى ، وأشهر كتبه : روح القدس ، وترجمان الأشواق وأبرزها : الفتوحات المكية وفصوص الحكم .
- أبو الحسن الشاذلي 593-656ه* : صاحب ابن عربي مراحل الطلب –طلب العلم – ولكنهما افترقا حيث فضّل أبوالحسن مدرسة الغزالي في الكشف بينما فضل ابن عربي مدرسة الحلاج وذي النون المصري ، وقد أصبح لكلتا المدرستين أنصارهما إلى الآن داخل طرق الصوفية ، مع ما قد تختلط عند بعضهم المفاهيم فيهما ، ومن أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه* أبوالعباس ت686ه* ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت675ه* . ويلاحظ على أصحاب هذه المدرسة إلى اليوم كثرة اعتذارها وتأويلها لكلام ابن عربي ومدرسته .
· وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه* . · أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف . ومن أبرز سمات القرن التاسع هو اختلاط أفكار كلتا المدرستين . وفي هذا القرن ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه . وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة . ومن كتب تراجم الصوفية في هذا القرن : عبد الوهاب الشعراني ت 973ه* صاحب الطبقات الصغرى والكبرى . · وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم ، واختلطت فيهم أفكار كلتا المدرستين وبدأت مرحلة الدراويش .
- ومن أهم ماتتميز* به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها . وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعزف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .
ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة :
- عبدالغني النابلسي 1050-1287ه* .
- أبوالسعود البكري المتوفى 1812مأول من عرف بشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر بشكل غير رسمي .
- أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287ه*
- عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه* ، ومما يحسن ذكره له أنه اهتم بنشر الإسلام بين الوثنيين ، وكون لذلك جيشاً ، وخاض به حروباً مع الوثنيين ، واستولى على مملكة سيغو وعلى بلاد ماسينه . ومن مؤلفاته : سيوف السعيد ، سفينة السعادة ، رماح حزب الرحيم على نحو حزب الرجيم .
- محمد عثمان الميرغني ت1268ه* .
- أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327ه* ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد .ومن كتبه : حياة الأنبياء ، لسان الحجة البرهانية في الذب عن شعائر الطريقة الأحمدية الكتانية .
- أحمد التيجاني ت1230ه* .
- حسن رضوان 1239-1310ه* صاحب أرجوزة روض القلوب المستطاب في التصوف .
- صالح بن محمد بن صالح الجعفري الصادقي 1328-1399ه* انتسب إلى الطريقة الأحمدية الإدريسية بعد ماسافر إلى مصر والتحق بالأزهر ، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بخيث المطيعي ، والشيخ حبيب الله الشنقيطي ، والشيخ يوسف الدجوي ، ومن كتبه : الإلهام النافع لكل قاصد ، القصيدة التائية ، الصلوات الجعفرية .
أهم العقائد :
· مصادر التلقي :
- الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور الشرعية والكونية منها :
1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن تقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى حيث أخذه الملك الذي يوحي به إلى النبي أو الرسول .
4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
- الذوق : وله إطلاقان :
1- الذوق العام الذي ينظم جميع الأحوال والمقامات ، ويرى الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال إمكان السالك أن يتذوق حقيقة النبوة ، وأن يدرك خاصيتها بالمنازلة .
2- أما الذوق الخاص فتتفاوت درجاته بينهم حيث يبدأ بالذوق ثم الشرب .
- الوجد : وله ثلاثة مراتب :
1- التواجد .
2- الوجد .
3- الوجود .
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .
- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :
- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .
- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : (( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )) . ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه . ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .
- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف في الكون . ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير . ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم .
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً )) [الجن :21] .
- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .
- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .
- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .
- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .
- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً )) .
- الفناء : يعتبر أبويزيد البسطامي أول داعية في الإسلام إلى هذه الفكرة ، وقد نقلها عن شيخه أبي علي السندي حيث الاستهلاك في الله بالكلية ، وحيث يختفي نهائياً عن شعور العبد بذاته ويفنى المشاهد فينسى نفسه وما سوى الله ، ويقول القشيري : الاستهلاك بالكلية يكون (( لمن استولى عليه سلطان الحقيقة حتى لم يشهد من الغبار لا عيناً ولا أثراً ولا رسماً )) .
( مقام جمع الجمع ) وهو : (( فناء العبد عن شهود فنائه باستهلاكه في وجود الحق )) .
إن مقام الفناء حالة تتراوح فيها تصورات السالك بين قطبين متعارضين هما التنزيه والتجريد من جهة والحلول والتشبيه من جهة أخرى .
· درجات السلوك :
- هناك فرق بين الصوفي والعابد والزاهد إذ أن لكل واحد منهم أسلوباً ومنهجاً وهدفاً . وأول درجات السلوك حب الله ورسوله ، ودليله الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الأسوة الحسنة : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) .
ثم التوبة : وذلك بالإقلاع عن المعصية ، والندم على فعلها ، والعزم على أن لا يعود إليها ، وإبراء صاحبها إن كانت تتعلق بآدمي .
- المقامات : (( هي المنازل الروحية التي يمر بها السالك إلى الله فيقف فترة من الزمن مجاهداً في إطارها حتى ينتقل إلى المنزل الثاني )) ولابد للانتقال من جهاد وتزكية . وجعلوا الحاجز بين المريد وبين الحق سبحانه وتعالى أربعة أشياء هي : المال ، والجاه ، والتقليد ، والمعصية .
- الأحوال : (( إنها النسمات التي تهب على السالك فتنتعش بها نفسه لحظات خاطفة ثم تمر تاركة عطراًً تتشوق الروح للعودة إلى تنسُّم أريجه )) . قال الجنيد : (( الحال نازلة تنزل بالقلوب فلا تدوم )) .
والأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : (( الأحوال تأتي من عين الجود ، والمقامات تحصل ببذل المجهود )) .
- الورع : أن يترك السالك كل ما فيه شبهة ، ويكون هذا في الحديث والقلب والعمل .
- الزهد : وهو يعني أن تكون الدنيا على ظاهر يده ، وقلبه معلق بما في يد الله . يقول أحدهم عن زاهد : (( صدق فلان ، قد غسل الله قلبه من الدنيا وجعلها في يده على ظاهره)) . قد يكون الإنسان غنياً وزاهداً في ذات الوقت إذ أن الزهد لا يعني الفقر ، فليس كل فقير زاهداً ، وليس كل زاهد فقيراً، والزهد على ثلاث درجات :
1- ترك الحرام ، وهو زهد العوام .
2- ترك الفضول من الحلال ، وهو زهد الخواص .
3- ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى ، وهو زهد العارفين .
- التوكل : يقولون : التوكل بداية ، والتسليم واسطة ، والتفويض نهاية إن كان للثقة في الله نهاية ، ويقول سهل التستري:(( التوكل : الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد )) .
- المحبة : يقول الحسن البصري ت110ه* : (( فعلامة المحبة الموافقة للمحبوب والتجاري مع طرقاته في كل الأمور ، والتقرب إليه بكل صلة ، والهرب من كل ما لا يعينه على مذهبه )) .
- الرضا : يقول أحدهم :(( الرضا بالله الأعظم ، هو أن يكون قلب العبد ساكناً تحت حكم الله عز وجل )) ويقول آخر : (( الرضا آخر المقامات ، ثم يقتفي من بعد ذلك أحوال أرباب القلوب ، ومطالعة الغيوب ، وتهذيب الأسرار لصفاء الأذكار وحقائق الأحوال )) .
- يطلقون الخيال : لفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يصل السالك إلى اليقين وهو على ثلاث مراتب :
1- علم اليقين : وهو يأتي عن طريق الدليل النقلي من آيات وأحاديث (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) . [سورة التكاثر:5] .
2- عين اليقين : وهو يأتي عن طريق المشاهدة والكشف : (( ثم لترونَّها عين اليقين )) [سورة التكاثر:7] .
3- حق اليقين : وهو ما يتحقق عن طريق الذوق : (( إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم )) [سورة الواقعة:95،96] .
- وأما في الحكم والسلطان والسياسة فإن المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد .
- ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها ، وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ، ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ، ثم بالتلبيس على الشخص ، ثم بالرزق إلى علوم التصوف شيئاً فشيئاً ، ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج .
حنظلة
30-10-2003, 05:18 PM
مدارس الصوفية :
- مدرسة الزهد : وأصحابها : من النساك والزهاد والعباد والبكائين ، ومن أفرادها : رابعة العدوية ، وإبراهيم بن أدهم ، ومالك بن دينار .
- مدرسة الكشف والمعرفة : وهي تقوم على اعتبار أن المنطق العقلي وحده لا يكفي في تحصيل المعرفة وإدراك حقائق الموجودات ، إذ يتطور المرء بالرياضة النفسية حتى تتكشف عن بصيرته غشاوة الجهل وتبدو له الحقائق منطبقة في نفسه تتراءى فوق مرآة القلب ، وزعيم هذه المدرسة : الإمام أبو حامد الغزالي .
- مدرسة وحدة الوجود : زعيم هذه المدرسة محيي الدين بن عربي : ( وقد ثبت عن المحققين أنه ما في الوجود إلا الله ، ونحن إن كنا موجودين فإنما كان وجودنا به ، فما ظهر من الوجود بالوجود إلا الحق ، فالوجود الحق وهو واحد ، فليس ثم شيء هو له مثل ، لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان أو متماثلان )) .
- مدرسة الاتحاد والحلول : وزعيمها : الحلاج ، ويظهر في هذه المدرسة التأثر بالتصوف الهندي والنصراني ، حيث يتصور الصوفي عندها أن الله قد حل فيه وأنه قد اتحد هو بالله ، فمن أقوالهم : (( أنا الحق )) و (( ما في الجبة إلا الله )) وما إلى ذلك من الشطحات التي تنطلق على ألسنتهم في لحظات السكر بخمرة الشهود على مايزعمون .
· طرق الصوفية :
- الجيلانية : تنسب إلى عبد القادر الجيلاني 470 – 561ه* المدفون في بغداد ، حيث تزوره كل عام جموع كثيرة من أتباعه للتبرك به ، اطلع على كثير من علوم عصره ، وقد نسب أتباعه إليه كثيراً من الكرامات ، على نحو ما ذكرنا من قبل .
وقد ساهمت طريقته في إقامة المراكز الإسلامية التي قامت بدور كبير في نشر الإسلام في أفريقيا ووقفت حاجزاً منيعاً في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي .
- الرفاعية : تنسب إلى أحمد الرفاعي 512-580ه* من بني رفاعة أحد قبائل العرب ، و جماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في إثبات الكرامات . قال عنهم الشيخ الآلوسي في غاية الأماني في الرد على النبهاني : (( وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة : مبتدعة الرفاعية ، فلا تجد بدعة إلا ومنهم مصدرها وعنهم موردها ومأخذها ، فذكرهم عبارة عن رقص وغناء والتجاء إلى غير الله وعبادة مشايخهم . وأعمالهم عبارة عن مسك الحيات )) 1/370 .
وتتفق الرفاعية مع الشيعة في أمور عدة منها : إيمانهم بكتاب الجفر ، واعتقادهم في الأئمة الإثنى عشر ، وأن احمد الرفاعي هو الإمام الثالث عشر ، بالإضافة إلى مشاركتهم الحزن يوم عاشوراء . وغير ذلك .
هذا رغم ماورد عن شيخ طريقتهم – الشيخ أحمد الرفاعي – من الحض الشديد على السنة واجتناب البدعة ومنها قوله : (( ما تهاون قوم بالسنة وأهملوا قمع البدعة إلا سلط الله عليهم العدو ، و ما انتصر قوم للسنة وقمعوا البدعة وأهلها إلا رزقهم هيبة من عنده ونصرهم وأصلح شأنهم )).
وللرفاعية انتشار ملحوظ في غرب آسيا .
- البدوية : وتنسب إلى أحمد البدوي596-634ه* ولد بفاس ، حج ورحل إلى العراق ، واستقر في طنطا حتى وفاته ، وله فيها ضريح مقصود ، حيث يقام له كغيره من أولياء الصوفية احتفال بمولده سنوياً يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل مما يؤدي إلى الشرك المخرج من الملة . وأتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر ، ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية وأولاد نوح والشعبية ، وشارتهم العمامة الحمراء .
- الدسوقية : تنسب إلى إبراهيم الدسوقي 633-676ه* المدفون بمدينة دسوق في مصر ، يدعي المتصوفة أنه أحد الأقطاب الأربعة الذين يرجع إليهم تدبير الأمور في هذا الكون .
- الكبرية : نسبة إلى الشيخ محيي الدين بن عربي ، وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر ، ولها ثلاث صفات : الصبر على البلاء ، والشكر على الرخاء، والرضا بالقضاء .
- الشاذلية : نسبة إلى أبي الحسين الشاذلي 593-656ه* ولد بقرية عمارة قرب مرسية في بلاد المغرب ، وانتقل إلى تونس ، وحج عدة مرات ، ثم دخل العراق ومات أخيراً في صحراء عيذاب بصعيد مصر في طريقه إلى الحج ، قيل عنه : ( إنه سهل الطريقة على الخليقة )) لأن طريقته أسهل الطرق وأقربها ، فليس فيها كثير مجاهدة ، انتشرت طريقته في مصر واليمن وبلاد العرب ، وأهل مدينة مخا يدينون له بالتقدير والاعتقاد العميق في ولايته ، وانتشرت طريقته كذلك في مراكش وغرب الجزائر وفي شمال أفريقيا وغربها بعامة .
- البكداشية : كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة ، وهي ما تزال منتشرة في ألانيا ، كما أنها أقرب إلى التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني ، وقد كان لهذه الطريقة أثر بارز في نشر الإسلام بين الأتراك والمغول ، وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيين ذاتهم .
- المولوية : أنشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ت672ه* والمدفون بقونية ، أصحابها يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر ، وقد انتشروا في تركيا وآسيا الغربية ، ولم يبق لهم في الأيام الحاضرة إلا بعض التكايا في تركيا وفي حلب وفي بعض أقطار المشرق .
- النقشبندية : تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن محمد البخاري الملقب بشاه نقشبند 618-791ه* وهي طريقة سهلة كالشاذلية ، انتشرت في فارس وبلاد الهند وآسيا الغربية .
- الملامتية : مؤسسها أبوصالح حمدون بن أحمد بن عمار المعروف بالقصار ت271ه* أباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها ، وقد ظهر الغلاة منهم في تركيا حديثاً بمظهر الإباحية والاستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية .
- وهناك طرق كثيرة غير هذه : كالقنائية ، والقيروانية ، والمرابطية ، والبشبشية ، والسنوسية ، والمختارية ، والختمية … وغيرها ، ولاشك أن كل هذه الطرق بدعية .
· شطحات الصوفية :
سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .
- يقول بعضهم بارتفاع التكاليف – إسقاط التكاليف – عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك ، ولأنه لو اشتغل بوظائف الشرع وظواهره انقطع عن حفظ الباطن وتشوش عليه بالالتفات عن أنواع الواردات الباطنية إلى مراعاة الظاهر .
- وينقل عن الغزالي انتقاده لمن غلبه الغرور ، ويعدد فرقهم :
1- فرقة اغتروا بالزي والهيئة والمنطق .
2- وفرقة ادعت علم المعرفة ، ومشاهدة الحق ، ومجاوزة المقامات والأحوال .
3- وفرقة وقعت في الإباحة ، وطووا بساط الشرع ، ورفضوا الأحوال ، وسووا بين الحلال والحرام .
4- وبعضهم يقول : الأعمال بالجوارح لاوزن لها وإنما النظر إلى القلوب ، وقلوبنا والهة بحب الله وواصلة إلى معرفة الله ، وإنما نخوض في الدنيا بأيدينا ، وقلوبنا عاكفة في الحضرة الربوبية ، فنحن مع الشهوات بالظواهر لا بالقلوب .
- ومذهب الوحدة المطلقة لم يكن له وجود في الإسلام بصورته الكاملة قبل ابن عربي ، فهو الواضع لدعائمه والمؤسس لمدرسته والمفضل لمعانيه ومراميه ، وله فصوص الحكم والفتوحات المكية وغيرهما .
- أما الحلاج فيعتبر صاحب مدرسة الاتحاد والحلول وله أقوال منها :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنـا
فإذا أبصرتـني أبصرتـه وإذا أبصرتـه أبصـرتنا
وقوله :
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة في الماء الزلال
فإذا مسّـَك شيء مسـني فإذا أنـت أنا في كل حـال
- يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : (( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل )) .
- لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول عند اشتداد الذكر : هو هو ، بلفظ الضمير . وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229 : (( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد )) .
ويقول في ص 228 أيضاً : (( من قال : ياهو ياهو ، أو هو هو ، ونحو ذلك ، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل )) .
- قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : (( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولامن الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة )) .
- ويقول أيضاً في ص 504 : (( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى )) .
- وفي ص 506 من نفس الكتاب : (( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ))
- ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : (( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين )) .
- وفي مقام الفناء عن شهود ماسوى الرب – وهو الفناء عن الإرادة – يقول ابن تيمية ص337 من كتابه : (( وفي هذا الفناء قد يقول : انا الحق ، أو سبحاني ، أو ما في الجنة إلا الله ، إذا فنى بمشهوده عن شهوده ، وبموجوده عن وجوده ، وفي مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود حلاوة الإيمان كما يحصل بسكر الخمر وسكر عشق الصور . ويحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غير محرم فلا جناح عليه فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال المحرمة ، بخلاف ماإذا كان سبب زوال العقل أمراً محرماً . وكما أنه لاجناح عليهم فلا يجوز الاقتداء بهم ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة ، بل هم في الخاصة مثل الغافل والمجنون في التكاليف الظاهرة )) .
- أما في مقام الفناء عن وجود السوي فيقول ص337 من الكتاب أيضاً : (( الثالث : فناء وجود السوي ، بمعنى أنه يرى الله هو الوجود وأنه لاوجود لسواه ، لابه ولا بغيره ، وهذا القول للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوي ونحوهم ، الذين يجعلون الحقيقة أنه غير الموجودات وحقيقة الكائنات ، وأنه لاوجود لغيره ، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به لكنهم يريدون أنه عين الموجودات ، فهذا كفر وضلال )) .
· تجاوزات بعض المنتسبين إلى الصوفية في الوقت الحاضر :
- من أبرز المظاهر الشركية التي تؤخذ على الصوفية مايلي :
1- الغلو في الرسول .
2- الحلول والاتحاد .
3- وحدة الوجود .
4- الغلو في الأولياء .
5- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
6- ادعاؤهم الانشغال بذكر الله عن التعاون لتحكيم شرع الله والجهاد في سبيله ، مع ماكان لبعضهم من مواقف طيبة ضد الاستعمار مثل الأمير عبد القادر الجزائري .
7- كثيراً ما يتساهل بعض المحسوبين على التصوف في التزام أحكام الشرع .
8- طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
9- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
الجذور العقائدية :
- إن المجاهدات الصوفية إنما ترجع إلى زمن سحيق في القدم من وقت أن شعر الإنسان بحاجة إلى رياضة نفسه ومغالبة أهوائه .
- لاشك أن ما يدعو إليه الصوفية من الزهد ، والورع والتوبة والرضا … إنما هي أمور من الإسلام ، وأن الإسلام يحث على التمسك بها والعمل من أجلها ، ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا إليه الإسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات لهذه المصطلحات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته .
لكن الذي وصل إليه بعضهم من الحلول والاتحاد والفناء ، وسلوك طريق المجاهدات الصعبة ، إنما انحدرت هذه الأمور إليهم من مصادر دخيلة على الإسلام كالهندوسية والجينية والبوذية والأفلاطونية والزرادشتية والمسيحية . وقد عبر عن ذلك كثير من الدارسين للتصوف منهم :
- المستشرق ميركس ، يرى أن التصوف إنما جاء من رهبانية الشام .
- المستشرق جونس يرده إلى فيدا الهنود .
- نيكولسون ، يقول بأنه وليد لاتحاد الفكر اليوناني والديانات الشرقية ، أو بعبارة أدق : وليد لاتحاد الفلسفة الأفلاطونية الحديثة والديانات المسيحية والمذهب الغنوصي .
- إن السقوط في دائرة العدمية بإسقاط التكاليف وتجاوز الأمور الشرعية إنما هو أمر عرفته البرهمية حيث يقول البرهمي : (( حيث أكون متحداً مع برهماً لا أكون مكلفاً بعمل أو فريضة )) .
- قول الحلاج في الحلول،وقول ابن عربي في الإنسان الكامل يوافق مذهب النصارى في عيسى عليه السلام .
- لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الشرور على المسلمين مثل التواكل ، والسلبية ، وإلغاء شخصية الإنسان ، وتعظيم شخصية الشيخ فضلاً عن كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام .
أماكن الإنتشار :
لقد عملت الطرق الصوفية على نشر الإسلام في كثير من الأماكن التي لم تفتحها الجيوش ، وذلك بما لديهم من تأثير روحي يسمونه ( الجذب ) ، مثل إندونيسيا ومعظم أفريقيا وغيرها من الأقطار النائية .
انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا .
لقد تركوا أثراً مهماً في الشعر والنثر والموسيقى وفنون الغناء والانشاد وكانت لهم آثار في إنشاء الزوايا والتكايا .
لقد كان للروحانية الصوفية أثر في جذب الغربيين الماديين إلى الإسلام ، ومن أولئك مارتن لنجز الذي يقول : (( إنني أوروبي وقد وجدت خلاص روحي ونجاتها في التصوف)) .
على أن اهتمام الغربيين ومراكز الاستشراق في الجامعات الغربية والشرقية بالتصوف يدعو إلى الريبة ، فبالإضافة إلى انجذاب الغربيين إلى روحانية التصوف وإعجابهم بالمادة الغزيرة التي كتبت عن التصوف شرحاً وتنظيراً ، فإن هناك أسباباً أخرى لاهتمام المستشرقين والمؤسسات الأكاديمية والغربيين بصفة عامة بالتصوف ، من هذه الأسباب :
- إبراز الجانب السلبي الاستسلامي الموجود في التصوف وتصويره على اعتبار أنه الإسلام.
- موافقة التصوف للرهبانية المسيحية واعتباره امتداداً لهذا التوجه .
- ميل منحرفي المتصوفة إلى قبول الأديان جميعاً ، واعتبارها وسيلة للتربية الروحية ، وقد وجد في الغرب من يعتبر نفسه متصوفاً ، ويستعمل المصطلحات وبعض السلوكيات الإسلامية دون أن يكون مسلماً ، وذلك من بين أتباع اليهودية والمسيحية والبوذية وغيرها من الأديان .
- تجسيم الصراع بين فقهاء الإسلام ومنحرفي المتصوفة على أنها هي السمة الغالبة في العقيدة والفقه الإسلاميين .
- تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي
الضبابية
30-10-2003, 05:39 PM
الفاضل حنظلة ..
جزاك الله خيرا على البحثين الذين أدرجتهما
سأتمهما قراءة بإذن الله
و لكن .. و من بداية ما أدرجته عن الصوفية ..
و الذي أراه ردا على ما علقت به أنا
أقول لك : قد ذكرت في ردي
(( الصوفية ليست مذهبا ضالا .. و لم يخرجوا عن أسس العقيدة ..
من فعلوا ذلك هم من اتصفوا بصفة الصوفية و حملوا اسمها و هم ليسوا منها
بينما الصوفية الحقيقية الحقيقية لا تعترف بشيء مما يقومون به
الخطأ في الناس الذين ادعوها .. و ليس في الصوفية ذاتها
أما الصوفية الصحيحة فللأسف أصحابها قلة نادرة في هذه الأيام ))
و قد ذكر في بداية البحث
(( لم يكن الإسلام أبداً ، إلا دين علم وعمل ........... ولقد ظل الإسلام بهذه الصورة العظيمة المتفردة ، حتى هبت عليه رياح التغيير بعد اتساع الفتوحات الإسلامية ، وازدياد الرخاء ، وحدوث الانغماس في الترف الحضاري ، فقام نفر من المخلصين الزهاد بحمل لواء الدعوة إلى العودة إلى خشونة الحياة ، آملاً في استمرار النمط الأول للحياة ، وانطلق نفر من هؤلاء الزهاد في اتجاه آخر هو اتجاه التصوف ، ولم يكن هذا الاتجاه في بداياته الأولى يريد غير صلاح المسلمين بتربية النفوس على مقتضى العقيدة ........... ولكن فشو الجهل ، واستمراء التعيم ، وظهور الفتن ، واندساس الحاقدين ، وظهور النفعيين المرتزقين باسم الدين ، بل وظهور أعداء الإسلام ، أوجد مدرسة جديدة مارقة عن العقيدة هي مدرسة الصوفية الجديدة ........... حتى أصبح العالم الإسلامي يموج الآن بكثير من الفرق الضالة التي تتشح بوشاح الصوفية الذي لم يكن جوهره سبباً من أسباب الانحراف ))
و ما أعنيه أنا من التصوف ما كان عليه في البداية من سبيل صحيح
أما ما طرأ عليه فيما بعد .. فكان إما حاجة وقتية المفروض انتهاؤها بانتهاء وقتها
كالابتعاد عن الفتن و الأمور المتداخلة التي ماج بها العالم الإسلامي في فترة معينة
أو زيادة تهدف إلى أهداف أخرى ليست من ديننا
و كلاهما مفروض ألا يوجد الآن في أمتنا ..
أما التصوف الأول .. الذي بدا في الأمة عند انغماس كثيرين في اللهو
فنحن بحاجة إلى شيء منه مع كل ما يوجد في عالمنا من ملهيات
أخالني ما أجدت التعبير عن وجهة نظري جيدا
اعذر قلما اضطرب :011:
و أشكرك ثانية على البحث الذي أدرجته :010:
كل التحية و التقدير
أختي الكريمة نضال ..
معذرة على خروجنا عن موضوع نصك لهذه الدرجة ..
لكن النقاشات تجر بعضها :011:
و في النهاية هدفنا المعرفة
تحية و كل الود
غموض
حنظلة
31-10-2003, 12:33 AM
وأخيرا فإليكم كلاما نفيسا جدا للشيخ الدكتور سفر الحوالي حول:
علاقة المحبة بالإيمان والعبادة :
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وحبيبه وخليله الأمين،محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد:
حديثنا في هذا الموضوع هو عن عمل من أعمال القلب، بل هو من أعظمها شأناً وأهمية، وهذا العمل هو: المحبة، والمحبة عمل عظيم، فهي -كما سنبين إن شاء الله تعالى- مما يجب على كل مؤمن أن يعتني بها،وأن يعرف حقيقتها،وأن يحققها لرب العالمين تبارك وتعالى كما شرع لنا وعلمنا رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والمحبة لها علاقة عظيمة ووثيقة بالإيمان وبالعبادة.
فأما علاقتها بالإيمان، فإن أصل الموضوع هو الحديث عن أعمال القلب، وعمل القلب جزء من الإيمان،الذي هو عند أهل السنة والجماعة : قول وعمل، فالقول قولان والعمل عملان.
وإذا أردنا أن نحدد كما حدده شَيْخ الإِسْلامِ -رحمه الله- في رسالته القيمة النافعة التحفة العراقية في الأعمال القلبية ، فإننا نقول: إن هذا الدين الذي هو قول وعمل لكل قسم من قسميه أصل عظيم هو الأساس الذي يقوم عليه.
فأما الأقوال فأصلها وأساسها هو الصدق: العمل القلبي الذي ترجع إليه كل الأقوال، ويدخل في كل الأقوال.
وأما المحبة فهي العمل القلبي الذي ترجع إليه كل الأعمال، ويدخل في كل الأعمال والطاعات.
إذاً: عرفنا بهذا أهمية هذين العملين، وهما: الصدق والمحبة، اللذان هما من أعمال القلب، وعرفنا أيضاً علاقتهما بالإيمان، فالصدق: أصل كل الأقوال، والمحبة: أصل كل الأعمال.
وأما العبادة كما عرفها شَيْخ الإِسْلامِ -رحمه الله- في كتاب العبودية فقال: ''هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة'' .
فالعبادة هي الدين كله، فكل ما أمر الله تبارك وتعالى به، فعملنا وامتثالنا به فإنه عبادة، وكل ما حذرنا الله تبارك وتعالى ونهانا عنه، فالتزامنا بتركه، ووقوعنا عند حدوده فإنه عبادة، فالعبادة تشمل هذه الأعمال جميعاً.
والعبادة هي الغرض وهي الحكمة التي خلق لها الثقلان، وهي التي طلبها الله تبارك وتعالى وأرادها من خلقه أجمعين، وهي التي بعث بها أنبيائه ورسله أجمعين، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] وكما قال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].
المحبة هي غاية العبادة
فإذا علمنا أن الحكمة من خلق الثقلين هي العبادة؛ فلنعلم أن العبادة هي تأليه الله تبارك وتعالى، وإذا رجعنا للاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة فإن المحبة: هي تأليه الله، ولذلك نحن نقول (لا إله إلا الله) مقرين وشاهدين على أننا لا نعبد إلا الله.
ولذلك فإن حقيقة لا إله إلا الله -كما جاءت في بعض الآيات وبعض الأحاديث- هي: أن لا يعبد إلا الله كما في آية الأنبياء: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] فهذه الكلمة هي بمعنى الآية الأخرى التي قال الله تعالى فيها: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] فالمعنى واحد.
ولذلك فإن الرسل الذين قال كل واحد منهم لقومه: (لا إله إلا الله) ودعاهم إليها، هم الذين قالوا لأقوامهم أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:26] وأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [المؤمنون:32] كما ورد ذلك في قصص الأنبياء،كنوح وهود وشعيب وصالح وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فإذا كانت حقيقة العبادة هي التأله، فإن المحبة هي غاية التأله، أو بمعنى آخر: إن المحبة في اللغة إذا اشتدت وغلا فيها صاحبها، أو عظمت عند صاحبها وارتقت فإنها تصبح ولهاً، ويصبح المحب الذي يحب محبة عظيمة بشغف وشوق شديد ولهاناً، ويقال له: (ولِه، وَوَاله، وولهان) من هنا فإن الوله هو: شدة المحبة، والتأله لله تبارك وتعالى هو: شدة محبة الله، ومحبة ما جاء من عند الله تبارك وتعالى.
فإذا قيل في اللغة: فلان يتأله؛ فإن معنى ذلك أنه يتحبب إلى الله تبارك وتعالى، ويحب الله تبارك وتعالى محبةً عظيمةً.
تحقق العبادة يكون بأمرين مهمين
المحبة الشرعية لها علاقة بالعبادة من جهة أخرى، وذلك أن التعبد والتأله لا بد أن يجتمع فيه أمران هما: كمال المحبة مع كمال الذل والخضوع، فالعابد الذي يعبد الله تبارك وتعالى لا بد أن يجمع بين هذين الأمرين.
وإذا تجردت المحبة عن الخضوع والذل أصبحت العبادة دعوى لا قيمة لها، وهذا ما أخطأ فيه الصوفية وأمثالهم ممن ادعوا محبة الله ولكنهم لم يأتمروا بأمر الله، ولم يخضعوا لسنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يحكّموها في أقوالهم، وأعمالهم، وعباداتهم.
وإذا أصبحت العبادة ذلاًَ وتجردت عن المحبة، أصبح العابد يعبد معبوده وهو لا يحبه، فعندها تتحول المحبة إلى بغضٍ وكراهيةٍ، ويصبح العابد هذا مكْرَهاًَ، ففي هذه الحالتين لا يقبل الله تبارك وتعالى هذه العبادة.
فلا بد إذن من اجتماع الأمرين في العبادة: المحبة من جهة، والخضوع والذل من جهة أخرى.
وبهذا نكون قد علمنا ارتباط المحبة بحقيقة الإيمان وارتباطها كذلك بالعبادة وبالتأله لله عز وجل، فإن هذا يقودنا إلى أن المحبة هي أصل كل الأعمال، وهي ركن لا بد منه في كل عبادة.
فمعنى ذلك أن المحبة تدخل في كل عمل من أعمالك التي تعملها، فإن ذكرت الله تبارك وتعالى، أو صليت، أو صمت، أو قرأت القرآن، أو حججت، أو اعتمرت، أو تصدقت، أو أي عمل عملته فلا بد أن يكون ركن المحبة، وعنصر المحبة متوفراً فيه، وهذا هو الفرق بين المؤمن والمنافق.
المحبة بين المؤمن والمنافق
الفرق بين المؤمن والمنافق هو: أن المنافق حاله كما أخبر الله تبارك وتعالى عنه بقوله: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54] فلم ينفعهم ذلك؛ لأنهم آمنوا كرهاً لكي تنجوا رقابهم من السيف، كما أنهم إذا خرجوا مع المؤمنين إلى الجهاد يخرجون وهم كارهون له، بل هم كارهون لنصر الله، ولا يريدون أن ينصر الله هذا الدين، وأيضاً وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] لأنهم يكرهون الصلاة، وهذا التثاقل منهم عن العبادة نتج لما في قلوبهم من الكراهية وعدم المحبة، وإلا فإن الذي تحبه مهما كنت متعباً، أو مجهداً، أو مرهقاً، فإنك تبادر إليه وتقوم وتنطلق وتسعى، وتنسى كل ما كنت تشعر به من تعب، فهكذا فطر الله القلوب والنفوس.
أما المنافقون فلو نام أحدهم الليل كله، وكان في غاية الراحة البدنية، ثم دعي إلى الصلاة، فإنه لا يؤديها إلا وهو كسلان -والعياذ بالله- ويجدها ثقيلة على قلبه، وإذا دخل المسجد فهو كالطير المحبوس في القفص، لأنه لا يحب المسجد ولا الصلاة ولا ذكر الله تبارك وتعالى.
أما المؤمن فهو بعكس ذلك، فالمؤمن يحب الله تبارك وتعالى ويحب طاعته، ويحب أن يقرأ القرآن ويجد في قراءته من الحلاوة واللذة والمتعة ما ينسيه أعظم الهموم، ويجلي أحزانه، ويشرح صدره، ويثلج خاطره، وكما أن حبه للصلاة تدفع عنه همه، وغمه، وألمه، ولذلك تجد قلبه معلقاً بالمساجد، كما جاء في حديث من يظلهم الله تبارك وتعالى تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: {ورجل قلبه معلق بالمساجد } وذلك من محبة المؤمنين لطاعة الله، فإذا ذهب هذا المؤمن أو سافر إلى أي مكان، فإن أول شيء، وأهم شيء يسأل عنه، هو: سؤاله عن مكان المسجد والعالم والمكتبة؛ لكي يستفيد منها علماً يقربه من الله تبارك وتعالى، فهذا قلبه معلق بالمساجد، ومحبته تابعة لطاعة الله، ولعبودية الله، ولرضى الله تعالى، فحيث ما كانت فإنه يتبعها ويتجه إليها.
أما أولئك المنافقون فإن صدورهم تنشرح باللهو واللعب ولأماكنها، ولو أن أحدهم ظل الليل كله يغني ويطرب، ويهتز، ويرقص لما تعب ولا تألم، فإذا قيل له: الصلاة.. الصلاة ولو كانت ركعتين ثقلت عليه وكأنه يحمل على ظهره أشد ما تكون الأثقال والأحمال...، نسأل الله العفو والعافية، فهذا حالهم في الصلاة.
وأما حالهم في النفقة فإنهم كما قال الله تعالى عنهم : وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54] فيدفع الواحد منهم ويستلذ أن يدفع في الشر والفجور، وفي مقاومة الخير الشيء الكثير؛ ولذلك لما بنوا في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجد الضرار، فقد كلفهم ذلك البناء نفقة وجهداً، لأنه لا بد في أي عمل من الأعمال من نفقة وتكاليف، ولكنهم استحبوا هذا العمل، ووجدوا أنه لا حرج فيه ولا غضاضة.
فحالهم كحال كثير من الناس اليوم -والعياذ بالله- ينفق ما ينفق على نوادي اللهو، واللعب والكرة، وعن كل ما هو مبعد عن طاعة الله تبارك وتعالى، لكن إذا قيل له أن يفعل عملاً خيرياً كأن يطبع كتاباً، أو ينفق لطباعة كتاب يعلم بعض المسلمين دينهم، أو أن يتصدق على الفقراء في أنحاء العالم الإسلامي -وما أكثر الفقراء اليوم- أو أن يشارك في إتمام بناء مسجد وبمبلغ أقل مما يدفع في الشر، فإنه لا ينفق إلا إذا كان للدين قوةً، أو كان للذي كلمه هيبة لديه، فإنه ينفق وهو كاره -والعياذ بالله- فهو لا يحب الطاعة ولا يريدها.
فلهذا فإن الله تعالى لا يقبل منهم نفقاتهم أو صدقاتهم؛ لأن أساس القبول هو: المحبة، فمن كان راغباً فيما عند الله تبارك وتعالى محباً له، فمهما قل عمله، ومهما قلت نفقته، فإنها كثيرة عند الله عز وجل؛ لأن المطلوب من العبد أن يتعبد الله بما يستطيع، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ولا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7].
وفي عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بعض الصحابة يأتي بعذق من الرطب للتصدق به، وربما يكون العذق حشفاً أو قريباً من الحشف؛ لكنه لا يملك إلا ذلك، فإن الله تبارك وتعالى يأجره عليه كمثل الذي يملك ذهباً وتصدق به، فهذا تصدق بما يملك وذاك تصدق بما يملك.
أما المنافقون فإنهم -كما ذكرهم الله- ينفقون وهم كارهون، ومع ذلك يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ويلمزون الذين لا يجدون إلا وسعهم، فيقولون: هذا الذي لم يأت إلا بهذا العذق الرديء، لو لم يأت به لكان خيراً.
كما يقول كثير من الناس اليوم: إن كانت الدعوة هكذا فإننا لا نريدها، وإن كانت الموعظة بهذه الطريقة فلا تتعب نفسك، وإن كان المركز بهذا الشكل؛ فلا تتعبوا أنفسكم، مع أنك قدمت ما في وسعك، لكن غرضهم ليس أنهم يريدون الأفضل، ولكن الغرض هو: الطعن، واللمز، والهمز الذي هو من أعظم صفات المنافقين لأنهم يكرهون الطاعة، ويكرهون من يعمل لطاعة الله تبارك وتعالى.
المحبة بين المؤمن والمشرك والكافر
إن محبة الله كما أنه يفترق فيها المؤمن عن المنافق -كما ذكرنا- فكذلك يفترق فيها المؤمن والمشرك والكافر، والله تبارك وتعالى يقول: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ [البقرة:165].
الكل يقول: إنه محب لله، لكن المشركين خلطوا محبة الله بمحبة آلهتهم، ولذلك فالمؤمنون أشدُّ حباً لله من محبة الكافرين لله ولآلهتهم، فإن كانوا -كما يدَّعون- يحبون الله، فإنهم لا يعيبونه إذ ليس في إمكان أي متأله أن يقول: إنني لا أحب الله، فكل متأله يزعم أنه يحب الله وإن كان مشركاً، فالمشركون الأولون يقولون: نحن نحب الله، والمشركون المعاصرون في هذا الزمن يدّعون ذلك أيضاً.
لكن هناك فرق بين المحبة الإيمانية، وبين تلك المحبة التي شابها وخالطها الشرك فأبطل عمل صاحبها.
ثم إنه من خلال المحبة، والتعظيم، والإجلال، والطاعة، والتشريع وقع الناس في الشرك، كما ذكر ووضح ذلك ابن القيم رحمه الله في المدارج ، فالذين أشركوا بالله تبارك وتعالى قديماً لم يشركوا به في ربوبيته، ولم يجعلوا خالقاً آخر غير الله خلق كخلقه أو خلق معه، أو يجعلون رازقاً يرزقهم من دونه أو معه، أو مدبراً يدبر الأمر كما قال تعالى: وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ [يونس:31] فهم يقرون لله بهذا، وإنما كان شركهم وعدلهم وتسويتهم في المحبة بين الله وخلقه، والإجلال، والتعظيم، والطاعة، والتشريع لغيره، كما يدل على ذلك القرآن في قول الله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31] فلما اتبعوا غيره وأطاعوهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال فهم بذلك جعلوهم أرباباً من دون الله.
نضال نجار
31-10-2003, 01:01 AM
يااااااااه يا حنظلة..
لم أعلم أن هناكَ في عالم الفكر والثقافة ثلَّةٌ من الجاهلين..
بمعنى الضيقي الأفق والنظرة ولديهم قناعات مبيَّتة..
فكيف لهم أن يعلموا ويتعلموا؟!..
وإذا كانت الحداثة كما ذكرتَ على لسان قائلهم،
فهل الاسلامُ كما يفعل أسامة بن لادن وغيره؟!..
أخي
أرجوك أفهم أو إن شاء الله عمرك ما فهمت ..
ليست كل الحداثة خيراً .. فهناك المفاسد التي لا ينبغي علينا الأخذ بها وللأسف الشديد أخذناها بالدواء المستورد والغذاء وطريقة العيش..
كما ليست الحركات الاسلامية تمثِّلُ الاسلام لضيقٍ في النظرة أو لغلوٍّ في الجهل الذي يمتطي غالبيتنا..
دمتَ لأصالتنا العربية الاسلامية
ولتنعمِ بأمثالكم ..
دعونا وشأننا من باب
لنا ثقافتنا ولكم ثقافتكم..وأصالتكم التي ماذا فعلت بواقعنا غير
العجز والجمود والشلل المؤبَّد إن بقيت كما أنتم تفهمونها
لا مودتي
وإذا خاطبكَ الجاهلون فقل
سلالالالالالالالالالالالا لالالالالالالالالالالالال الاما
نضال:010:
نضال نجار
31-10-2003, 01:57 AM
الحداثة ... ،وهي افراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير.
كلامٌ في غاية الجمال... لأنه توصيفٌ دقيق لمجتمعات الخليج أولاً حيث المخدرات والجنس والشذوذ الجنسي
بسبب الكبت .. والمجتمعات العربية ثانياً ... وحبذا لو أشرتَ إلى دولةٍ عربية أو اسلامية لم تفصل الدين عن الدولة... هل كان أمرنا شورى بيننا( بين الحاكم والمحكوم؟) وأين مجالسُ الشورى؟!.. هيا دُلَّني لأنني لم أعثر
إلاَّ على العبث والتناقض والاستخفاف بالعقول...
وليس دفاعاً عن أدونيس / لكن للتصحيح إنه هاجمَ الرؤيا المخالفة للدين والنظرة الجاهلة لمعناه وجوهره..
والاعلام ليس بحاجةٍ لأدونيس وأمثاله.. هكذا إعلام نتجَ عن هكذا شعوب يركبها الفساد والجهل من أقصاها
إلى أقصاها...
شكراً للمعلومة بأن محمود درويش يعيش خارج فلسطين كما كل أصحاب الفكر الذين في بلدانهم بينما فكراً وانسانيةً خارجها...
اسمع!..
ثمة من نادى للضرورة بخلع الحجاب في أمريكا / فها هذا المفتي يُعتَبرُ زنديقاً؟...
أعتقدُ لا.. فالضرورات تبيح المحظورات والتي لأننا لن نفهمها نقعُ في هذا اللغطِ الماجن وبامتياز..
أما عن الغموض والابهام والرمز.. فهذا ليس إلاَّ لنخبة الفكر وصفوة التفكر وليس للعامة من الناس..
فلا تقرأ هكذا نصوص لأنك لم ولن تفهمها يا حنظلة..
وصدِّق أو لا تصدق/ بأن لو كان للعرب مناعةً تقيهم تلك الشرور والسموم / سواء اللغة أو الدين الذي شكلاً يفهمون، أو التاريخ أو أو أو... لكانوا قاوموا وتصدوا لهذه الأشكال (الفاسدة) الحداثوية...
قل لي / ألا يُعتبر الكمبيوتر من مفرزات الحداثة؟.. لكننا حين نسيءُ استخدامه نقع في السوء والتهلكة..
وحين نحسن الاستخدام فلن يعود علينا إلا بالفائدة.. وهذا ينطبق على كل شيء..
الاسلام، اللغة، الاعلام، الثقافة، الفكر، الأصالة، المنطق ...
بمعنى أننا نحن من يحدد نتيجة العمل الذي نعمل لأننا مخيرون بين ارتكاب الشر أو إعمال العقل والمنطق فيه..
ثم إذا كنتَ تقول بأن ابليس والشيطان يبدأ اسم كلٍّ منهما بحرف الألف فأنت لأنكَ ربما ترى ابليس أو الشيطان في هذا الحرف النوراني الذي لا لا أرى فيه إلا ما ذكرتْ..
بمعنى نظرتنا للأمر هي التي تحدد صحة أو فساد المنطق الذي نحن فيه مختلفون وللأبد
وحتى لا تسقط وأمثالكَ في براثن الحداثة تلك/ أرجوك يا حنظلة أن تبقى معلَّقاً أبداً على أو حول عمود الشعر
فلا الليلُ ولا الخيلُ ولا البيداءُ تعرفني
إنما القرطاسُ و المدادُ والقلم...
يجب أن نطوِّرْ أنفسناــ دون التخلي عن الثوابت ــ لنتمكن من العيش بسلام ومحبة/ وإلا فهي الحرب التي تبغيها
فئاتٌ كثيرة، دون أن تتعبَ نفسها لتخسرَ عدةً وعتادأ..
ثم من قال بأن الحداثيين فقدوا ما ذكرت...
على العكس أجد أن الأصوليين وليس أصحاب الأصالة قد فقدوا ماضيهم وحاضرهم ولن تقوم لهم قائمة
بإذن الله...
دواؤكَ فيك وما تعلم
وداؤكَ فيك ولا تُبصرُ
أتحسبُ إنك جرمٌ صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
طبعاً لابن عربي
فقط لو تدري معنى العالم الأكبر؟...
نضال نجار
31-10-2003, 01:59 AM
أشكر رؤيتكَ وتعليقكِ للموضوعِ
هكذا...
وبكل ما يلف السديم من ضباب
أرى وجهكِ... يسمو
لتمتطِ ملامحُهُ
شاهقَ جنوني
مودتي
:0014:
د. سمير العمري
31-10-2003, 02:32 AM
الأخت نضال:
هنا فقط أجدني غير سعيد لسببين:
أولهما أنك بدأت تلجئين لذات الأسلوب الذي نمج ونرفض من التطاول على الآخر سواء شخصه أو فكره.
وثانيهما أنك كشفت أنك ممن اختلطت لديه الأمور وعن أفكار لم يسعفك فيها خلط القول بالقول والشرق بالغرب حتى رأيناك بالفعل ممن يعادي الأصالة ويقدس الحداثة ويدور في الفلك المفضي إلى غياهب الفكر المنسلخ عن جذوره المتمرد على عقيدته وهويته.
نحن هنا نتكلم عن أصالة الفكر والأدب وهو غير حداثة العلم والتقنية والخلط بينهما غير منصف أبداً. إن تفوق الغرب العلمي والتقني لا يعني تفوقاً مطلقاً في الجوانب الأخرى الأخلاقية والفكرية والأدبية وإن ما تدعين إليه بشكل غير مباشر من التبعية هو أمر مرفوض من كل أبي حر في هذه الأمة.
إن تقهقر الأمة وضعف مناعتها ما جاء إلا من مثل هذه الأفكار التي تروجي لها ومن مثل هؤلاء الأشخاص الذين تدافعين عنهم حين سلخوا هذه الأمة من أصولها وركبوا قطار الحداثة منبهرين بحضارة مادية متنكرين للقيم الروحية والأدبية والفكرية.
نعم .... من أفتى بخلع الحجاب أصبح زنديقاً بل وخرج عن الدين أصلاً.
أم هل تراك تفتين في أمور الدين يا نضال؟!
ونعم .... أمثال أدونيس زنادقة فجرة لا ينتسبون لأمة الإسلام.
ونعم .... شعر العمود هو الشعر الذي نشنق عليه هنا في إبداعات الواحة كل هراء وترهات الحداثيين.
ونعم .... نحن من سيعيد بالأصالة والالتزام والعلم بعد أن نتخلص من أذناب الحداثة والتبعية لهذه الأمة عزها ومنعتها ومناعتها.
صدقيني يا نضال إن الفكر الذي تدافعين عنه فاسد غير منسجم مع ذاته فعودي لذاتك ثم عودي لنا وإلا فقد أصبحنا على طرفي نقيض.
كنت أرجو أن تلتزمي أدب الحوار بعيداً عن التطاول والاستخفاف. كنا لمنا أخي حنظلة واليوم نجدك باللوم أولى. :007:
بالفعل أنا حزين حزين
أرجو لك كل خير
تحياتي
حوراء آل بورنو
31-10-2003, 03:18 AM
أيتها النضال ..
الحقيقة أني كتبت مرارا للرد عليك .. ولكني أعود فأمسح ما أكتب لأني وجدت هناك من ينوب في الرد .. بأحسن مما كنت سأرد.. غير أني وبعد ردك الأخير .. و ما فيه من تجريح لعلماء الأمة .. و رجالها الشرفاء .. و انحياز واضح منك لزناديق .. فساق .. ثم خروجك عن أدب الحوار .. و الجدال بألفاظ لا تليق بمن يحمل قلما حرا .. وجدت أنه لا بد أن تعلمي .. أننا وإن كنا نعيش في بلاد ماتت فيها الشورى .. و طغى فيها الحاكم على المحكوم .. إلا أننا لا تننازل أبدا عن مبادىء ديننا .. و ثوابت شرعنا .. و لن تبهرنا يوما حرية أقلام جوفاء .. تحمل لنا الضلال مغلفا بحداثة أو تطور مزعوم ..
و لا تظني أن الفكر الحر الأصيل .. و الذي يحمل هموم أمتنا .. ويزرع فينا حب الشرف و الكرامة و الجهاد .. هو خيار ثلة جاهلة ـ على حد تعبيرك ـ بل هو خيار أمة تعرف الحق و الحقيقة .. وترى أن القرآن هو النبراس .. لا تلك الثلة الفاسقة .. من الزناديق الحداثيين ..
و لتكوني على يقين كامل .. أن نور الهدى لن يطمسه مداد فاسد .. و إن وجد يوما مطبلين له .. فكل الحداثيين .. وأشياعهم .. هباء .. و زبد بحر ..
فاتقي الله .. و لتنظري أي طريق سلكتِ ..
هداك الله إلى سواء السبيل ..
حوراء آل بورنو
31-10-2003, 03:27 AM
الأخ سمير العمري ..
ما رأيت ردك إلا بعد أن بعثت ردي .. فعذرا ..
حنظلة
31-10-2003, 07:07 AM
أيها الفضلاء والفاضلات ممن كتب هنا فقط.
وتلك المرأة المتلبسة بالحدث الذي لا يطهره كل ماء الأرض ولا ترابها الطاهر ليست منكم بكل تأكيد.
أقول لكم الآن لماذا أكتب بهذا الأسلوب الذي تسمونه فظا غليظا. إنني أستخدم هذا الأسلوب لكشف حقيقة أمثال هؤلاء.
كنت أكتب بالأمس ردا قلت فيه: أيتها الكاتبة .. أتعلمين ما الذي يجمع بين من يقول بكلامك (القديم الذي لا جديد فيه مطلقاً) ويعتقد باعتقاداتك من الأولين والآخرين أمثال ابن الفارض والحلاج وابن عربي؟!!.
إنه الكبر والتعالي والنظر إلى الآخرين نظرة دونية والظن بأنه قد وصل مرتبة من الفهم والذكاء قد تفوق حتى مراتب الأنبياء. وهذا ليس افتراء عليك مني ولكنه واضح جدا من كلامك واستدلالاتك الخاطئة بآيات القرآن الكريم دون أدنى علم شرعي صحيح.
يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :( العز إزاري والكبرياء ردائي ، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته).
وهذا الكبر و التعالي هو الذي منع الملأ كما يسميهم القرآن الكريم من إتباع الدعوة الصحيحة وسلوك طريق الأنبياء. لأن إتباعهم للحق معناه وضعهم في مكانهم الحقيقي الذي يستحقونه وذهاب تلك العظمة المزعومة عنهم.
( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذى آمنتم به كافرون ).
ثم ما بالك أزعجتك تلك الكلمة بأن الحداثة... ،هي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير.
فهل بدأت الحداثة عندنا أم أنها نتجت عن ظلم الكنيسة المنحرفة الإقطاعية التي حرمت تعلم العلوم الدنيوية وقتلت حتى بعض العلماء بزعم هرطقتهم وشعوذتهم. ففصلت بذلك الدين عن كل شيء. فظهرت تلك الحداثة حربا على ذلك الدين المحرف الذي لا يتماشى مع المنطق ولا العقل ولا العلم الصحيح.
ثم من أين أخذ الغربيون أساس حضارتهم المادية. وهو المنهج التجريبي في البحث العلمي. لقد أخذوه من المسلمين أيام عزتهم ويوم أن كان الغربيون وقتها في ما يسمونه هم عصور الظلام.
ثم ما هذا الحقد الدفين الأعمى على مجتمعات الخليج. هل أصبحت متحدثة باسم أمريكا التي مرغ ابن لادن ومن معه من الشرفاء أنفها في التراب. ثم هم كشفوها على حقيقتها كما انكشفت أنت الآن على حقيقتك. كشفوا زيف ديمقراطيتها وكشفوا كبرها وتعاليها على كل الأمم. وكشفوا ميلها لليهود بكل وقاحة وصلف.
ثم ما بالك تفرقين بين الأصوليين وأصحاب الأصالة؟!! فالأصوليون يلتزمون الأصالة منهجاً. يلتزمون أصالة دينهم وتراثهم وتقاليدهم ولغتهم أيضاً. فأي أصالة تلك التي تتحدثين عنها غير كلمة فرغتها من معناها كما فرغت كثيرا من الكلمات من معناها على منهجك الذي تسمينه حداثوي.
وأما عن معنى العالم الأكبر الذي تقصدينه أنت وذلك الزنديق الملحد ابن عربي، فأنتم تقصدون عقيدة الحلول ووحدة الوجود الفاسدة المنحرفة التي حقيقة لا أريد أن أكتب تفسيرها من هول وشدة انحرافها.
ثم إنني أختم بكلام الله سبحانه وتعالى من سورة الروم:
(51فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين 52 وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون 53 الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير 54 ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون 55 وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون 56 فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون 57 ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون 58 كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون 59 فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون).
نضال نجار
31-10-2003, 12:31 PM
و صدق الله العظيم
نضال
احمد محجوب
31-10-2003, 01:23 PM
[
color=00CCFF] يقول الرب
رب الجنود
يا بن ادم
زرعتك فى موسم الياسمين
فلا تخرج
على العشب [/color]
نضال نجار
31-10-2003, 01:30 PM
الأخ سمير...
أنا لاأعادي الأصالة بل الأصولية والتطرف الذي أودى بنا إلى مانحن فيه..
وأنا لا أقدس من الحداثة إلا ما كان فيه خيرٌ لي ... لأنها وكما ذكرت مرات ومرات ليست كلها خيراً...
وأنا إن درتُ في أي فلك فلن يفضيَ بي إلا إلى الثوابت والجذور التي منها أنا... وليس تمرداً على العقيدة والهوية
بل على المنظِّرين لها من الغلاة والمتطرفين....
أعلم بأننا أو أنكم تتحدثون عن أصالة الفكر والأدب ، ولم أكن لأخلطَ بين حداثة العلم والتقنية لكنني أوردتُ ذلك ليفهم
من لا يريد أن يفهم... وتفوق الغرب في هذين المجالين لايعني مطلَقاً تفوقه أخلاقياً أو انسانياً .. أنا لم أقل ذلك..
كما لم أدعو إلى أي تبعية كانت لا بشكلٍ مباشر ولا غير مباشر على العكس أعاني وأتألم من تلك التبعية لمجون وفجور الغرب
ولجهل وفساد العرب...
هل يُعقل يا أخي أنني أروِّجُ لأفكارٍ جعلت الأمة العربية والاسلامية بهكذا حال؟!...
هل بتنا نشكِّلُ خطراً على العرب والمسلمين أكثر من شارون وبوش اللذان .... أنت تعلم البقية؟...
وعن قضية الحجاب // أعلم أن نساء الرسول ( ص) فُرضَ عليهن الحجاب منعاً من أذى المشركين والكفار...
ولكن حين تتعرض المسلمة الطالبة أو العاملة للأذى في بلاد الغرب بسبب حجابها / هل تصمد لتُعتَقَل ويُفْعَلُ
بها ما لا يرضاه الله أو الاسلام ؟..
هذه الفتوى ليست من عندي بل زغلول النجار وغيره أفتوا بها وأنا سمعتها لم يخبرني بها أحد؟..
وإن كان أدونيس وأمثاله زنادقة فجرة فلماذا نستقبلهم في بلادنا المسلمة وننظم هم المهرجانات والأمسيات ونهلل ونصفق؟...
وعن عمود الشعر... أصبت إن كان معَدَّاً للترهات والهراء...
أعيدوا الأصالة والالتزام بالعلم والفكر والحكمة وأنا أول العاملين لهذا الهدف النبيل// يبدو أنك لم تقرأ مقالاتي السياسية
في هذا المجال // هناك موقع صحيفة الحقائق والمحرر // فيهما مقالاتي .. وأنتظرُ أن أُساقَ للأسر بسبب الأفكار التي
أورتها ضد من يهدم أمة العرب والاسلام....
أخي سمير... والله لا أروج لأي فكر... أو مذهب... كفانا اقتتالاً بسبب الطائفية والمذهبية..كما لا أدافع عن أي فكر...
لكن ليس ذنبي أن رسالتي أو أفكاري لم تصل بالشكل المناسب....
"لا تحزن إن الله معنا"
وعن حنظلة وسوء كلامي معه فأنا أعتذر منه ولن أحذف هذه الفقرة
( أعتذر منك حنظلة ، سامحني، لقد أسأتُ الكلام معك)
بس والله هالحنظلة غلط معي ولأني جنني خرجت عن الأدب في الحوار معه...
أنا على ثقة أنه سيسامحني وكلنا أخوة ...
وبعمري ما اعتذرت من أياً كان لأن بعمري ما غلطت بحق أياً كان، هذا أول اعتذار
أقدمه بحياتي... ولن يفقدني انسانيتي بل على العكس أجدُ نفسي مزهوة بهذا الاعتذار
والله لوكنت ممن يتبنّى أي مذهب أو عقيدة فاسدة لما كنت اعتذرت وآسرت البقاء معكم
وأنت تعلم بأن المنتديات كثيرة والكلام أكثر لكنني أفضل البقاء هنا ( لونموت فلن نغادر...)
محبتي لكم
نضال
:0014:
د. سمير العمري
31-10-2003, 03:11 PM
نعم هكذا نريد أن يكون الحوار.
وتأكدي أيتها الكريمة أنك قد علوت بهذا الاعتذار وسموت بهذا الإصرار.
إننا هنا في الواحة لا نوازي المنتديات الأخرى لنكون رقماً يضاف إلى العدد. الواحة هي حلم النهوض بهذه الأمة وإعادة الصياغة على ذات القيم التي يرجوها كل حر أبي ، عقيدة وسطاً لا إفراط فيها ولا تفريط نقية تقية ، وأمة تقدر العلم وتحترم العلماء ، وشعب يهتم بما يفيده ويعليه لا ما يقيده ويلهيه ، وحاكم المنصف حر يعمل على رقي أوطانه ويعتمد العقيدة الصحيحة الوسطية منهجاً والشعب سنداً ومرجعاً.
إن الواحة يا نضال هي ثورة سلمية ضد كل ما قدمت من جهل وفساد وتخلف تبدأ بالفرد نفسه ثم تنطلق بعزم وريادة أولي الفهم والعزم والحلم من أدباء هذه الأمة وعلماءها ومفكريها لكي نؤسس لجيل يفرز لنا حاكماً منصفاً وعالماً مثمراً ومواطناً صالحاً ، جيل يقدم ما عليه قبل أن يطالب بما له ، جيل توحده الثوابت ويتفهم ما يقبل من الاختلافات ، جيل يعين على الخير ويحارب كل شر.
هذا ما رجونا من إنشاء الواحة التي بدأت بهذا الملتقى ليكون دار ندوة للنخبة مؤسسين زخم الانطلاقة ثم تطورت الأمور إلى إنشاء رابطة الواحة الثقافية لتكون المظلة القانونية التي تجمع ذوي الهمة وتوحد القلوب والعقول في منهجية مثمرة تتعدى مرحلة النقد والانتقاد واللوم والجدل إلى مرحلة التأثير بالعمل. وما زلنا نسعى بالواحة خطوة خطوة ليكون لها مقار ومكاتب تتقاطع من خلالها مع كل الجهود التي تجري في عالمنا العربي والإسلامي وخصوصاً الإعلام كيلا يكون في تأثيره السلبي ما يزيد أمورنا بلاء وتشويشاً.
( وعن قضية الحجاب // أعلم أن نساء الرسول ( ص) فُرضَ عليهن الحجاب منعاً من أذى المشركين والكفار...
ولكن حين تتعرض المسلمة الطالبة أو العاملة للأذى في بلاد الغرب بسبب حجابها / هل تصمد لتُعتَقَل ويُفْعَلُ
بها ما لا يرضاه الله أو الاسلام ؟..)
أنا أعيش أختاه في بلاد الغرب ولا أجد فيها من الضرر الذي تقولين بل إن الحجاب قد كان سبباً في إسلام الكثير وأنا بالطبع أتحدث عن الحجاب الشرعي المتفق عليه وهو أن لا يظهر من المسلمة غير وجهها وكفيها أما ما أوردت من فرض الحجاب ففيه صحة وإن كان الفهم فيه قاصراً. الأية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) كانت تتحدث عن أن يدنين عليهن من جلابيبهن وهو غطاء الوجه إذ إن المرء يعرف غالباً بوجهه وهنا فقد أصبت في فهم الأمر دون فهم الصورة الكلية. غطاء الوجه في السعودية مثلاً يصبح فرضاً حتى لا تتميز المرأة عن غيرها فتلفت إليها الانتباه وبذات المعنى يصبح الغطاء ضاراً في الغرب حين يلفت للمرأة المنقبة الانتباه فتحاصرها العيون وتلاحقها الأسئلة المرتابة.
أما الحجاب الأسلامي الأساسي بلباس محتشم وغطاء الرأس والصدر فهذا من أسس الأسلام التي لا يجوز التفريط فيها وإن أفضى ذلك إلى الشهادة.
أما قضية استقبال أمثال من ذكرت فهذا تأكيد لما نقول من فساد التوجه والمؤامرة الكبرى بنزع جذورنا ونزغ الفرقة بيننا. هل يعني هذا أنك ترين الراقصات وغير المحتشمات من الممثلات خير من علماء الأمة وأساتذة الجامعات ونخبة المفكرين والأدباء بذات القياس؟؟ هل ظهورهن المستمر في وسائل الإعلام وحتى في كل مكان مدعاة لهن بالخيرية؟؟
يا أختاه .... (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:100)
يا أختاه .... (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
يا أختاه .... (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) (الحشر:20)
يا أختاه .... إننا هنا في الواحة نسعى بخير هذه الأمة ونعمل على وحدتها واحتواء خلافاتها واختلافاتها. الأمر عظيم ولكننا بنرئ الذمة بأن نكون المبادرين في مسيرة قد تستمر سنين وسنين.
مرحباً بك بيننا ونرجو أن نقرأ لك من مقالاتك لتسهم في توضيح الصورة وليسعنا الاختلاف ولا يفرقنا الخلاف.
تحياتي واحترامي
:0014:
د. سمير العمري
31-10-2003, 03:20 PM
أخي الكريم حنظلة:
أراك عدت إلى ما حذرنا منه من التجني على أدب الحوار.
أرجو يا أخي أن تلتزمه وأن تأخذ رجاءنا الأخوي هذا مأخذ الجدية واعمل بمنهجية الإسلام في الحوار والتي أوضحنا لك سابقاً.
إن كان الله سبحانه قد أمر بالتأدب في الحوار مع غير المسلم بما يحمل من عقيدة فاسدة أفلا يجدر بنا أن نلزم أدب الحوار مع أخواننا في الدين والعقيدة واللغة؟!!
أم هل تراك نصبت نفسك نبياً لتحكم بين الناس بما أراك الله؟؟
أنا عاتب جداً من أسلوبك الذي أراك لا ترجع عنه بل تبرره. سنكتفي هذه المرة بحذف كل ما نراه خرج عن خلق المسلم ونرجو أن يكون في ذلك واعظاً.
تحياتي ورجائي للجميع بأن نكون في مستوى ما نحن فيه وما نرجو أن نكون إليه.
:0014:
نضال نجار
31-10-2003, 03:46 PM
أخي سمير...
أعلمُ
فقد بلغ السيلُ الزبى من ذاك الجدال حول الأصالة والأصولية...
وما إلى ذلك،
لكنني ليس هدفي الترويج والدعوة لما يهدم التراث أو التاريخ العربي
الذي أفتخرُ به أو الدين الاسلامي أو العقيدة أو الفكر الاسلامي..
كما أنني لا أدافع عن زنادقة أو فجَّار أو مذاهب ضلالية ..
أنت أعلم مني بالأخ عمر الشادي/ فلو كان ارتأى أن ما أكتبه ضلالاً
أو أن هدفي الدعوة إلى الفساد والضلال لما كان دعاني للكتابة شهرياً في مجلته
ولتسأله عن سبب الخلاف الذي حدث في موقع العنقاء بسبب الأصالة والحداثة ،
لكنَّا لتمسكنا (بالأصالة والعروبة والاسلام) خرجنا بهدوءٍ ( أنا وعمر الشادي وأيمن اللبدي وسوسن البرغوثي..
اسأل عادل سالم رئيس تحرير ديوان العرب عن آرائي وأفكاري وإلا لما كان الآخر
ليدعوني للكتابة في زاوية شهرية في مجلته ... وشكوتُ بأنني سأنسحب لما أتعرَّضُ له من اتهامات المعلِّقين
فأجابني لا تردي // التعليقات ليس لكِ بل للقراء....
لا أدري .. وجدتُ نفسي فجأةً في موقع الاتهام ولا أريد الدفاع عن نفسي
لأنني لستُ بتلك الكافرة الزنديقة الماجنة الزانية....
لكن لسوء فهمٍ ولتفاوت فكري وقعنا في هذا المطب...
أعود للقول... مهما اختلفت وجهات النظر والأفكار لكن الله واحد كما الأديان لا الديانات
لا اختلاف، كما الرسل لا اختلاف، وهذا ما أسميه الثوابت والجذور والأصالة العربية الاسلامية
التي أنا منها... وسواء تمثَّلت هذه الأصالة بالعمود الشعري أو أي طريقةٍ أخرى فهي الأبقى ... لأنها الأصالة
اختلافنا أخي واضحاً ..في الشكل لا المضمون.... لكن أأسف كثيراً أن يتحول هذا الاختلاف في الشكل
إلى خلاف وجدل نحن بغنى عنه لأنه لن يعملَ إلا على القطيعة التي نحن ننبذها داعينَ إلى الوحدة والتوحد
تحت راية الاسلام والعروبة...
لا أدري إن استطعتُ نقل وجهة نظري كما ينبغي...
أما عن الراقصات والـ.... أقسم بالله أنني لا أشاهد التلفاز وأنا ضد وسائل الاعلان لا الاعلام العربية وكتبتُ الكثير من المقالات أهاجم فيها تلك الوسائل وذاك الفساد...
ولتعذر أختك
إن كانت مجنونة كما حنظلة يقول..
... ولتسترها
إن كنتَ حقاً ترى فيها الفساد والمجون والكفر الذي تحدَّثَ عنه حنظلة
وغيره..
أشكر سعة صبركَ وأخلاقياتك
وأعتذر عن كل شيء... ولن أخوضَ بأي حوار يتمحور حول الديانات
لا الأديان.. لئلا أصلَ إلى ما وصلنا إليه
محبتي
محبتي الصافية
نضال
د. سمير العمري
31-10-2003, 06:30 PM
الأخت الكريمة نضال:
إن في احتفائنا بك حين مقدمك دليل على تقديرنا لك وبأننا لسنا بحاجة إلى أن نسأل الآخرين عنك.
نحن نتابعك ونعلم أنك تحملين قلماً مميزاً وكنا على دراية تامة بالاختلافات التي بيننا والتي لا تغير من رأينا فيك شيئاً إذ نحن نرحب بالاختلاف ونرفض الخلاف.
وأؤكد لك أننا لم نتهمك بما تقولين وإنما هو الحوار ورد الحجة بالحجة وتقريب الصورة بالمثل كالذي ضربنا بشأن الراقصات لانقصد به إلا توضيح الصورة. وأرجو أن لا تحملينا وزر ما تطاول به أخينا حنظلة فهو وإن قصد خيراً إلا أنه لا يستعمل الوسيلة السليمة في توصيل ما يريد رغم قدرته عليها وأنا أعتذر لك باسم إدارة الواحة وقد قمنا بحذف ما نراه تطاولاً في رده الأخير ولفتنا نظره إلى أن يكون أكثر التزاماً بأدب المسلم في الحوار.
إننا لا ننصب أنفسنا قضاة ولا رسل لنكفر هذا ونزندق ذاك إلا ما يظهر منه ويسفر من قول أو فعل ، ولا نحن اختصاصيون نفسيون لنقول بجنون هذا أو فساد عقل ذاك ولا نحن وكلاء على الناس فالله على كل شيء وكيل.
إننا هنا يا أختاه قوم تجتهد أن تلتزم منهجاً وسطاً يعتمد الإسلام كدستور وعبادة الله في الأرض كغاية والفكر والأدب والبيان والحكمة والعلم كوسائل. ونحن هنا نفتح الأبواب والعقول والقلوب لكل طرح جاد وتوجه صادق وأرى أن الحوار السليم هو السبيل الأمثل للوصول إلى الحقيقة والتقارب والتوحد وعليه فإننا نشجع كل حوار ملتزم جاد صادق يلتزم أدبه ويعطي ثمره.
إن آفة مجتمعنا الكبيرة هي فقدان القدرة على الحوار والتواصل وتلقيح الفكر بالفكر ونضوج الرؤى إذ كل يرى أنه ملك الحق ووقع غيره في الباطل وفي هذا لعمري جور كبير. أكرر بأننا هنا نرحب بكل حوار مثمر جاد شرط التزامه بأدب الحوار أولاً والتزامه بشروط الواحة ثانياً.
نرحب بك علماً مميزاً في هذه الواحة وأرجو أن تشاركينا ما تكتبين من خلال النشر في الواحة العلمية وليكن الاختلاف سبيلاً إلى الإثراء لا إلى الإقصاء.
ملحوظة: عبادة الله الصحيحة هي أن نعمر الأرض فكل ما نفعل عبادة وفضل العامل على العابد كفضل البدر على سائر النجوم أو كما قال الله صلى الله عليه وسلم.
تحياتي وتقديري
:0014:
حنظلة
01-11-2003, 02:15 AM
نضال ..
أود أولا أن أعتذر أنا منك عن أسلوبي الحاد في الحوار. وأرجو أن يخرج كل منا بدرس يستفيد منه مما حصل حول هذا النص الذي طرحته وما تلاه من ردود ومناقشات.
أيتها الكاتبة .. لقد قلت في معرض اعتذارك عن خروجك عن أدب الحوار بأن السبب كان غلطي عليك. وفي الحقيقة فإنني مقتنع تماما بأنك لو راجعت نفسك قليلا لعرفت بأن السبب أمر آخر تماما.
ومع كونك كاتبة وقارئة محترفة إلا أنه من الواضح جدا أنه حصل لك عدة أمور. الأمر الأول هو أنه لأول مرة في حياتك يبدو أنك تكتبين في مكان تواجهين فيه مثل تلك الآراء و البحوث التي تضعك وقناعاتك مباشرة في موضع الإتهام والنقد. الاتهام بكونك تعادين أمورا طالما ظننت بأنك كنت أنت المدافع عنها.
ففي مكان مثل الذي ذكرته مع أصحابك الشادي وغيره كنت تعتبرين مع الأصالة والعروبة والإسلام. وإذا بك هنا تتهمين بأنك ضد كل ذلك.
والأمر الثاني هو أنه وللمرة الأولى في حياتك - على ما يبدو- تواجهين من كنت تعتبرينهم أصوليين متطرفين بحججهم و استدلالاتهم الواضحة الجلية التي لم يصمد أمامها أي حجة ولا استدلال لك.
ثم كانت الصدمة الكبيرة لك حينما رأيت ذلك البحث عن الحداثة الذي عراها تماما وجعلها في موضع النقد والاتهام بأنها ضد الأصالة والعروبة والدين. ثم رأيت رموزها الذين هم رموزك أيضا يتساقطون الواحد تلو الآخر ويعرون تماما ويكونون أيضا في موضع الإتهام بأنهم ضد الأصالة والعروبة والدين.
وإنني أرجو منك بعد هذا الذي حصل أن تراجعي نفسك وفق منهج الإسلام الواضح الجلي ودون كبر ولا تعال عن الحق ثم تنظري من هو الذي على حق وصواب.
وإليك بعض الإضاءات التي أرجو أن تكون موصلا لك إلى الحق.
قول الله سبحانه وتعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85}.
قال الله تعالى( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق) {المائدة: 48}.
قال الله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) {الأحزاب: 40}.
قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) {البينة: 1}
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال - عليه الصلاة والسلام - : "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آتِ بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي"(رواه احمد والدارمي وغيرهما).
___________
قال تعالى (الحمد لله رب العالمين) وهذا نص على نفي ما ذهب إليه ابن عربي وغيره ممن قال بوحدة الوجود والحلول والإتحاد. ويثبت أن العالم قائم على الثنائية (الرب والمربوب). ومما يدل أيضا على بطلان هذا العقيدة أنها تستلزم أمورا باطلة وكل ما استلزم باطلا فهو باطل.
فهذه العقيدة تستلزم أن يحل الله سبحانه وتعالى في كل الأماكن حتى القذر منها. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
__________
قال عليه الصلاة والسلام (إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) أو كما قال عليه السلام.
وقال عليه الصلاة والسلام (أتيتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).
وقال أيضا (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
نضال نجار
01-11-2003, 10:30 AM
حنظلة...
عن شو ولا شو ...
أنا نسيت كل شي..
لأن لو سأبقىفي دوامة الذكرى
وخاصة إن كانت تحزنني
لما استطعتُ الحياة
بمعنى
لكنتُ كرهتُ نفسي ومن ثم الآخر...
لنعمل معاً من أجل السلام
والمحبة
لن يكون هناك خلاف رغم وجود الاختلاف في وجهات النظر
مودتي
:0014:
نضال نجار
01-11-2003, 10:32 AM
أخ سمير...
ولأنني أعتبر أن الوقت شيء مقدس،
فأنا أعتذر عن عمَّا حصل...
الهدف واحد وواضح...
لكن!... قد يحدث!...
فنحن لسنا أنبياء
محبتي:os:
عدنان أحمد البحيصي
07-11-2003, 09:25 AM
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
تعليق: كلمات لا تجوز وتخالف الدين والشريعة
نضال نصيحة :ديني بدين الإسلام لا بدين الحب
يقول الحق تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
وأقول ما قاله شاعر مسلم
أبي الإسلام لا أبا لي سواه.......لو فخرت بقصي أو تميم
عدنان أحمد البحيصي
07-11-2003, 09:30 AM
أخي الكريم حنضلة
أحترمك واحترم فيك علمك
ولكني اخالفك الراي في أن تسحب ذيل المساوىء على كافة من انتسب إلى الصوفية
واطلب منك أن ترجع إلى تقسيمات شيخ الإسلام ابن تيمية للصوفية
كما ان ترجع لأقوال ابن القيم في هذا الموضوع
وتجدها في دوحة الفكر الإسلامي في موضوع "قضايا مهمة في حياة الامة"
المبحث الرابع
بارك الله فيك
نضال نجار
07-11-2003, 11:04 AM
أخي سمير .. آسفة جداً
لا أعلم ما حصل ولكن إن ارتأيتَ بأن الحذف أفضل منعاً للخلاف
فأنتَ حتماً تصرَّفتَ بالصح
أخي عدنان والله أدين بدين الاسلام ولولا الحب الذي أكنه للعالم لما
أضيع وقتي وأحرق أعصابي لايصالهم إلى ( اقرأ) أي العقل ليعودوا للقرآآآآآآآآآن لا لكلام هذا وذاك
وإليك الرابط
http://www.d-alyasmen.com/
العنوان // بل نعبد الأوثان
محبتي
عدنان أحمد البحيصي
07-11-2003, 12:07 PM
نضال
لا ادري لماذا تغالطين الحقائق
لقد اتيت لك بجملة من جملك وهي توقيعك
وقلت لك أنها لا تجوز
ثم ما مدى إلتزامك بالدين
هل أنت محجبة ام هذا حرية شخصية؟
وأرجو أن تتقبلي انتقادي بصدر رحب
عدنان أحمد البحيصي
07-11-2003, 12:09 PM
على هاجسٍ
كان موعدنا...
إذن...
ماللوقتِ من ذريعة!..
كان..
فوق نيروزِ الأبعاد...
ها هو يقتربُ مني
أتلمَّسُني..
ينتفضُ الوهجُ..
أتوهَّجني..
وتتداخلُ الرؤى و الحواس...
يتكاثفُ اللونُ...
أدخلُ..
في برزخِ الغيمِ
ألمحُ...
عبقَ الضوءِ
ينسربُ بحبَّاتِ الصنوبرِ
و نهمي معاً...
على جنباتِ الكون...
في معبدِ الليلِ
ينهمرُ العشقُ...
تتفتَّحُ
نجومُ اللذةِ
و ترتِّبُ موعداً
مع الحواسِّ التي انتشتْ
من رقصِ الحمامِ
على أغصانِ الروح..
يهيمُ اللحنُ
أمامَ بحيرةِ الهواجسِ
مصلوبٌ .. هذا العالم
على نزفِ الخيال!...
و يمضي بي الحرفُ
إلى كوخٍ من الوردِ...
يومضُ
من برقِ الحلمِ؛
أمدُّ أناملي..
يجذبُني...
و نتوحَّدُ
في أوجٍ سرياليٍّ...
بصراحة لم افهم ما تقصدين بهذه القصيدة
ارجو الإيضاح
عدنان أحمد البحيصي
07-11-2003, 12:15 PM
نضال نجار 1968 حلب سوريا
إجازة في آداب اللغة الفرنسية و علومها
دبلوم ترجمة و تعريب
عضو حركة الاشتراكيين العرب
عضو جمعية العاديات
هل انت عضوة في حركة الإشتراكيين العرب
من هم الأشتراكيون
وما هي مبادئهم
وأهدافهم
أرجو الإيضاح
د. سمير العمري
07-11-2003, 02:09 PM
أختي نضال:
أريد أن أوضح أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الحذف هو التطاول والتعرض للأشخاص والأعضاء بما لا يليق إضافة إلى سوء استخدام هذه الحرية التي كفلناها بشروطها ولا يوجد حرية مطلقة في هذا الكون إلا لمن أراد أن يتشدق بها قولاً لا فعلاً كما نرى في الغرب هنا في بلد كالسويد مثلاً ممن تصنف في الطبقة الأولى في تطبيق الحرية ولكن حريتهم زيف تتناول ما تسمح به الدولة ويروج له أصحاب النفوذ لا غير.
لنكن أكثر منطقية وحكمة في الحكم على الأمور ولا تأخذنا عزة بإثم ولنتفق أن نكون عباد الله أخوانا فتنانصح ونتحاور ولكن بقلب مفتوح وبصيرة صادقة ورغبة أكيدة في اتباع الحق حيث كان.
أرجو أن تعيني على ذلك وأن نكون معاً في طريق الخير والصلاح والاعتراف بالخطأ هو منتهى القوة فما يتوارى خلف مكابرة إلا عاجز ضعيف.
تحياتي وتقديري
:os:
نضال نجار
07-11-2003, 08:03 PM
أخ سمير ... أشكركَ من قلبي أوجزت الكلمات لكنها كانت كافية ووافية عن كل ما قيل
الأخ عدنان.. القصيدة أو المقتطفات لاداعي لتفسيرها لكَ أو للآخرين
فلن أستطيع إيصال الفكرة مهما شرحت.. والدليل ماحدث في الحوار السابق الذي خالف كل المنهج الاسلامي..
وأنا في أي وقت لا أرفض النصح أو الانتقاد ومن إخوة لي.. أدينُ بدين الاسلام الذي أراده الله لا البشر
هذا الكلام لا أدري إن كان يرضي الأذواق أو لا...
أما عن العضوية فهذه كانت منذ أكثر من 15 سنة حينما كنت أدرس في الجامعة.. ومن 10 سنوات لا أعلم ماذا جرى أو ما يجري لدي 3 أطفال وأحلى عائلة صغيرة .. وعندي عالمي الخاص في الأدب والكتابة .. إلخ
لا أغادر البيت إلا لزيارة طبيب وهذا نادراً..
وعن الحجاب
فأنا لاأضع الحجاب لأن الحجاب الذي يحميني ليس برأيي قطعة قماش
بل عقلي .. وأعتبر أن هذا الموضوع حرية شخصية بما أنني لا أعمل أي عملٍ يسيءُ إلى الله من فجورٍ أو فساد أو ماشابه وهذا جوهر الاسلام...
أسأل الله الهداية في كل شيء.. وأنا لا أدري لمَ قصة الحجاب في مجتمعاتنا العربية تتصدَّر أولى القوائم مع أن ثمة أمورٍ جوهريةٍ في الدين الاسلامي كان يجب أن تكون الأولى..
أخي أعلم أن المذاهب قد وُضِعت للضرورات الاجتماعية لكن متعصبيها
راحوا يفرعون ويستفرعون من الأحكام الفرعية الجزائية ما أدى إلى هذه البلاوي التي فرَّقتنا .. وأدعو العالم كله بالعودة إلى الأصل وهو القرآن الكريم لا إلى الفروع...
لا أدري إن كانت ثمة أوامر بترحيل الغير محتجبات عن الواحة .. إذن أنتظر الرد
مودتي
نضال نجار
07-11-2003, 08:08 PM
إضافة..
أنا في حلب لا أحد يعرفني بقدر مايعرف اسمي
يعني لو مشيت في الشارع ماراح يعرفوني وهذا فخر لي..
إليك رابط موقع حياة الياقوت ناشري فيه مايدور عن الحجاب
http://www.nashiri.net/news.php?action=view&id=515&b971e92aee1e05ae2ad880de8d0cd06a
اميمة الشافعي
05-12-2003, 01:30 AM
كاتب الرسالة الأصلية نضال نجار
يااااااه
أليسَ الله محبة قبل كل شيء؟!.. وإن لم يكن كذلك فما هو إذن؟!..
ولسيدنا محمد ( ص ) مقام المحبة حين اتخذه الله حبيباً ، والمحبة وسيلةٌ لكشف المعرفة لما لها من قوةٍ تخرجُ الكون من العدم، أليس صحياً ما أقول؟!..
أما عن الفناء والبقاء فقد شرحهما ابن القيم بأنهما وجهان لحقيقةٍ واحدة قائلاً
" الفناءُ في التوحيد مقرونٌ بالبقاء وهو أن تثبتَ إلهية الحق في قلبكَ وتنفي إلهية سواه...
هذا الفناء هو الذي يجعلنا متصلينَ مع البقاء – الخلود – الله..
وتلك الكلمات المقدسة التي اقتبستها من قرآننا الكريم لا ولن تمس قدسيته مطلقاً ..
ألا تعرف ما لحرف النون من أسرار وكرامات..وكذلك حرف الألف.. إني لم أستخدمهما إلا في
القصد المقدس... والكعبة الشريفة ، هي المكان الذي منه وفيه تجلَّتْ أعظم وأكبر الأسرار...
والناسُ حولها نيامٌ نيام وكما يقول البسطامي:
" حولها يطوفون يطلبون البقاء" ... بينما حولها ( حول أسرارها) أطوفُ ويطوفُ كل من يطلب اللقاء..
وعن القرآن... أعتقد بأنني لم أستخدم تلك المفردة إلا كما ينبغي..
فالقرآن أُنزلَ للروحِ وليس للجسد... لأن الجسد مجرد وسيلة لأداء ما تأمر به الروح..
فلماذا الاستغراب والاتهامات بأنها الحداثة التي ستهدم تراثنا وأصالتنا؟!...
سأقول ماهي الحداثة التي هدمت الانسان والروحانيات ( هي المجتمعات الاستهلاكية، هي تقليد سلبيات الغرب من مجون وتعرّي وانفلاتٍ أخلاقي) وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ قد لا تُحصى عملت على هدم قيمنا ومنذ أمدٍ بعيد....
أخي عاقد وابن المدينة وحنظلة...
أعتقدُ بأنكم لم تسمعوا بنصوص الشعر الصوفية وإلاَّ لما كان هذا الكلام الجميلُ منكم
فهذه النصوص تقسمُ إلى الحب والفناء والمعرفة...
لقد قالت رابعة فيما مضى:
كأسي وخمري والنديمُ ثلاثة وأنا المشوقةُ في المحبة رابعة...
هل كانت تقصد الاساءةَ إلى القيم والاسلام والله؟!...
ويقول الشبلي:
صح عند الناسِ إني عاشقُ غير أن لم يعلموا عشقي لمن؟...
هذه هي القصة .. واعذروني ، كان يجب أن أذكرَ هذا التوضيح في مقدمة هذا النص الشعري الصوفي
مودتي
نضال نجار
الشاعرة الجميلة نضال نجار
اعجبنى نصك وسحرنى ما فيه من دروب روحانية
واعجبنى ردك هذا جدا ................. فأنا اعشق الثقافة والمجال المفتوح
تحياتى اليك
وعذرا على التأخير
اميمة الشافعي
05-12-2003, 01:48 AM
بل اعجبتنى كل ردودك وادبك
انتى رائعة سيدتى
عدنان أحمد البحيصي
05-12-2003, 08:51 AM
أخت اميمة الكريمة
بارك الله فيك على حضورك
وأرجو منك ان تنظري إلى الكأس كله
أي إلى النصف المليء
والنصف الفارغ
حتى تستطيعي أن تحكمي على الأشياء
أكرر شكري وتقديري
الأخت نضال:
((وأنا لا أدري لمَ قصة الحجاب في مجتمعاتنا العربية تتصدَّر أولى القوائم مع أن ثمة أمورٍ جوهريةٍ في الدين الاسلامي كان يجب أن تكون الأولى..))
1- ماهي الأمور الجوهرية التي تفوق أهمية الحجاب الساتر للمرأة؟
2- ومن يحدد جوهريتها؟
أطيب التحيات
أختكِ
سلوى
اميمة الشافعي
06-12-2003, 07:38 PM
كاتب الرسالة الأصلية عدنان الاسلام
أخت اميمة الكريمة
بارك الله فيك على حضورك
وأرجو منك ان تنظري إلى الكأس كله
أي إلى النصف المليء
والنصف الفارغ
حتى تستطيعي أن تحكمي على الأشياء
أكرر شكري وتقديري
الاخ الفاضل / عدنان الاسلام
اشكرك على اهتمامك ............. ووصلنت لمغزى كلامك
ورأيت كوب الماء وشربته حتى ارتويت
تحياتى لك اخى
نضال نجار
08-12-2003, 06:56 AM
حين ننظر إلى الكأس بنصفيْه الفارغ والممتلىء
أيضاً يجب أن ننظر إليه من كل الزوايا سواءً أكانت مظلمةً أو مضيئة..
وبالنتيجة ؛ فإن هذه النظرة تختلف من شخصٍ لآخر بموجب العمق الفكري
والروحاني والثقافي والانساني والأدبي والفني....
محبتي
نضال نجار:0014:
نضال نجار
08-12-2003, 06:58 AM
أميمة المبدعة
تحيااااتي إلى من وصلوا إلى البعد السابع، هنا فقط لن يوقفهم شيء من الأبعاد الأرضية
وحتى لن يلتفتوا إليها ليس غروراً بل لأنهم في البعد السابع حتماً تذوَّقوا مالم يتذوَّقوه في الأبعاد
الأولى... ربما سيكون كلامهم شاهق الصمت وربما صمتهم بليغ الكلام...
هي لغةٌ يعرفونها وحدهم حتى لو لم يُخاطَبون بها... وهو حديثٌ يفهمونه وحدهم حتى لو لم يكن هناك حديث..
وصلت ألوانكِ إلى فضاءاتِ خيالي، ها هي ترسمُ النكهةَ الكونية لهذا الذي في لبِّ الارجواااااان
محبتي
نضال
:0014:
نضال نجار
08-12-2003, 07:21 AM
أختي سلووووووى
ترقَّبي موضوعاً دسِماً بعض الشيء حول ( الحجاب والحاجب والمحجوب)
يومين لا أكثر
وفيه كل الأجوبة عن أسئلتكِ
محبتي لكِ
نضال:0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir