تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحيل وجه وولادة جثة



عبير بني نمرة
08-08-2008, 08:13 PM
رحيل وجه ..وولادة جثة
احتجت أصابعي وسط دندنة صمتي ، وثرثرة روحي ، لكمتني نظرات دميتي ودموع كفني... فحاولت أن أجمع فتاتي المتناثر على صفحات عمري..لازلت أتألم لدموع الشتاء أكثر من دموعي ..وحتى الأليهة أفضّل نورها على بكاء شتائي ....
تنقصني أشياء كثيرة ...أود لو أكتب ذاكرة البكاء،والعتمة .. ولكني أتمنى أن أسكن والليل وحدنا ..لم أذق إلا مرارة الرحيل تنكفئ على وجهي كإناء قسوة يعذب جسدي....لازال يؤلمني غياب الآخر ، ويتمنى رؤيتي لقاء آخر ... كنت أحاول رسم الريح فوق قبعتي الثلجية ،أحتسي برد أطرافي المتيبسة فوق تلال طفولتي ...
حاولت العبث بسيجارة عمري ، فوجدت نفسي أحترق بلهب صامت ،يحرقني بهدوء ولؤم أكثر ....محابري هربت ،ودموعي فنيت،حتى وسادتي لا يعتليها إلا جنود الأرق يفضون بكارة أفكاري.....
فقط أزحف هرباً من كراسي الانتظار .... وكأنها وميضاً ينذرني كل لحظة بذهاب من أحب ...عزيزتي لا يكفي أن أموت من أجلك مرة واحدة .... فرماد ذاكرتي لا يحتمل رؤيتك تشعلي سيجارة الذهاب في قلبي ...من أجلي فقط لا ترحلي ... لم يعد هناك شيء تحتمله روحي ...عذبت كثيراً ولازلت ...أنتي نفسي وشتاتي المتناثر على أزقة شفاهي ، عيوني لا تتسع لبكائي وفقدي وحزني ...أود لو أصمت أكثر ...وألملم أشلائي المصلوبة من أجلك ..كنت أتجرع كؤوس الألم والحزن والتحدي ...وكل ما تحتاجه النفس لكي تصبح رماداً.
ولكنك جعلتِ روحي بنفسجية ،وشفاهي سرمدية بحبك، وقلبي يشتعل لأجلكِ ...هل ستتركيني ووجهي المجعد ،كهلاً أصارع زجاج الدهشة وألم الغربة ....؟! هل تريدين أن تغتالني العتمة ،أم أرصفة ارتباكي ؟!!
أشتهي مصافحة الخامسة من عمري ،حينما كنت أعيش طفولتي ،دون أن أشعر بألم كهولتي ...
اسمك يا سيدتي لن تستضيفه لغتي ، وعيونك هي من تستحق بوحي ..أما تفاصيل شفاهك ..مثيرة ..تحمل ضياعي وخوفي ...كنتِ تزيين الأرصفة العطشى بابتسامتك ،وتملئي جوفي بوجودك ...
هدوؤك ..همسك ...يشعرني بخجل لا محدود ..لأنك نصفي .. هل يهون عليكِ نزفي ؟!... ألم تري نسمات حبي حبلى ..لا تضع إلا قبلات الندى على شفاهك .....!!
صدقيني صوتي غائب ..أنتظر بقايا جسدي على حافة لوني الخريفي .. أوراقي ثكلى ..وأقلامي غضبى .....
لازلت ألتاع ملح يافا ..وأسمع دندنة أصداف عكا... بيت جالا ..لا ينسجني اسمها إلا موجاً لبحر لم أجده بعد.. اسرئيل أشتهي رؤيتها ، ليس حباً ..وإنما عشقاً لأرضي ...هل تظنين أني أعيش في وطني ..وأنا أتدحرج خائفة فوق صفحات انبعاثي..!!
قد أرحل قبلك ...حيث كسارات مجدو ..ولكني لا أريد أن أبهرك بكفن عرسي ..!!!!!
ولكني بصدد أن أخبرك أنك كسرتي صمتي بعد ستة أشهر من الغياب الطويل ...والصمت المقيت ..... فلم أعد أحتمل تلك الزحمة ..وفوضى الغربة ...أود أن تعلمي أن عمري يحترق ..وقلبي يتمزق لأجلكِ ... أنت ستهربين ..بحثاً عن شيء ، لا أتصور وجوده ...إلا ألماً يحرق غربتك ...
لذا أرجو قلبك ..بحق حبي ، وبحق اشتياقي إليكِ ....لا ترحلي .. ألا تريدين أن نحفر قبورنا معاً ... نحن لم نحدد المكان بعد ..فلنحدده أولاً ثم نتقاسم رصاصات رحيلك ... وولادة جثتي .!!!

بقلم :عبير بني نمرة
30/12/2007

عدنان أحمد البحيصي
08-08-2008, 08:50 PM
عبير أيتها الباسقة
نصك هنا ، ليس كأي نص قرأت ، لقد أمسكت الحروف بقلبي فهزته هزا ، وما كان له أن يهتز إلا لجمال العبارة ، وقوة الأسلوب ، وصفاء الفكرة ، وصدق الحروف
لا أملك هنا إلا أن أرحب بك وأشكرك ، وأطلب منك المزيد

بوركت

عبير بني نمرة
08-08-2008, 08:56 PM
عبير أيتها الباسقة
نصك هنا ، ليس كأي نص قرأت ، لقد أمسكت الحروف بقلبي فهزته هزا ، وما كان له أن يهتز إلا لجمال العبارة ، وقوة الأسلوب ، وصفاء الفكرة ، وصدق الحروف
لا أملك هنا إلا أن أرحب بك وأشكرك ، وأطلب منك المزيد
بوركت



أخي الكريمْ عدنان
يشرفني مرورك النديّ على رحى حروفي
وأشكر لكَ ترحيبك وصفاء وجودكَ
تقديري العميقْ

هشام عزاس
08-08-2008, 09:32 PM
المورقــة / عبــــيـــر

مرحبا بك و بقلمك في واحة الخير

نص جميل و بوح شجي استعمل لسان الآخر للتعبير عن مكنونات الذات برقة و شفافية
رغم الألم الذي يغلف الحروف إلا أنها تألقت و استحقت أن نعيشها وفق منظور الكاتب و نحس من خلال وقع دبيب خطواتها بمدى الوجع المتجذر في الذات و الذي لم يستطع الكاتب أن يتخلص من قبضته الحديدية رغم الرجاء الذي يغرق في اللاجدوى و اللاممكن ...
بداية موفقة جدا ... أتمنى لك الإستمرارية و التألق .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

فاطمة جرارعة
08-08-2008, 10:18 PM
لي مكانٌ هنــــا

و سأعود إن شاء الله

كوني بخير صديقتي

تقديري و اشتياقي

روميه فهد
08-08-2008, 10:52 PM
العزيزة عبير ..
ونص غارق في الألم ، الوحدة ثم الشوق وعشق العودة ،غلبه الصور
ال جمالية متعددة الأوجه أحيانا، مما أكسبه بريقا خاص يترجم مايجول
في النفس على الورق .
ويجدر الإشارة إلى العنوان الذي يجذب القارىء إلى قراءة النص
ومعرفة ما سر الرحيل وما هي الجثة.


اسرئيل أشتهي رؤيتها ، ليس حباً ..وإنما عشقاً لأرضي

لا يوجد على الخارطة إسرائيل بل فلسطين أليس كذلك يا عبير ..

دمتِ بود ..
تقديري ..

صاحبة الحروف الأربعة

وفاء شوكت خضر
08-08-2008, 11:19 PM
الصمت رفيقنا ، والألم يسكننا ، والرحيل قدرنا ..

نص جميل بلغته وصوره ، عميق بمعناه ..
لازلت ألتاع ملح يافا ..وأسمع دندنة أصداف عكا... بيت جالا ..لا ينسجني اسمها إلا موجاً لبحر لم أجده بعد.. اسرئيل أشتهي رؤيتها ،

مرحبا بك يا غالية في واحة الخير أديبة باسقة تمتلك أسلوبا راقيا في الأدب ..
فقط أعتب عليك أختي ..
وهل نعترف بإسرائيل ؟
ألا يمكن أن نقولها بشكل آخر كي نحتفظ بحقنا في تلك الأرض ..


لكنك رائعة بحق في بث هذا الشعور الوطني الجميل الذي امتزجت صوره بحوارية فيها الحزن وعمق المشاعر والارتباط بالأرض ..

صادق ودي ..

عبدالصمد حسن زيبار
09-08-2008, 12:22 AM
الصور
تحكي هنا
انبعاث
و سير
عبر خطى الألم و الأمل المحملة على ضفاف نهر العمر

عبير

تحية ورد وود وسلام

جوتيار تمر
09-08-2008, 11:01 AM
عبيــــر....

اهلا بك في الواحة الخضراء.....

قرأت النص مرتين ..في الاول لاستوعب كنة النص نفسه وجنسه ، وفي الثانية لاستوعب المكنون الذي جاء وفق معطيات ثنائية المنشأ ، ف التعبير على لسان الاخر امر يحتاج الى ادراك ووعي بالاخر نفسه ، لقد جذب انتباهي عمق الحس في النص ، والانتقال الذي كان يلوح بين الفقرات من الملموس المحسوس الى الغيبي الشعوري ، وهذه النقلة جعلت المتلقي يعيش النص بكامل تفاصيله ، والامر الاكثر وعيا منك هو اعتبار الكائن (اسرائيل ) واقعا ملموسا ، وهذه جرأة قلما نجدها في النصوص بالاخص للنظرة السائدة والمسبقة لها ، احيي فيك هذه الروح ، ونصك يبشر بانطلاقة اكبر اكيد.

محبتي
جوتيار

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:02 PM
المورقــة / عبــــيـــر
مرحبا بك و بقلمك في واحة الخير
نص جميل و بوح شجي استعمل لسان الآخر للتعبير عن مكنونات الذات برقة و شفافية
رغم الألم الذي يغلف الحروف إلا أنها تألقت و استحقت أن نعيشها وفق منظور الكاتب و نحس من خلال وقع دبيب خطواتها بمدى الوجع المتجذر في الذات و الذي لم يستطع الكاتب أن يتخلص من قبضته الحديدية رغم الرجاء الذي يغرق في اللاجدوى و اللاممكن ...
بداية موفقة جدا ... أتمنى لك الإستمرارية و التألق .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


أخي الكريم هشام
أشكركَ على وجودكَ الذي أيقظَ الحلم من غفوته المبكرة
تقديري العميق

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:03 PM
لي مكانٌ هنــــا
و سأعود إن شاء الله
كوني بخير صديقتي
تقديري و اشتياقي



غاليتي فاطمة
أشكرُ لكِ وجودك
أنتظرُ عودتك
لا عدمتكِ

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:05 PM
العزيزة عبير ..
ونص غارق في الألم ، الوحدة ثم الشوق وعشق العودة ،غلبه الصور
ال جمالية متعددة الأوجه أحيانا، مما أكسبه بريقا خاص يترجم مايجول
في النفس على الورق .
ويجدر الإشارة إلى العنوان الذي يجذب القارىء إلى قراءة النص
ومعرفة ما سر الرحيل وما هي الجثة.
لا يوجد على الخارطة إسرائيل بل فلسطين أليس كذلك يا عبير ..
دمتِ بود ..
تقديري ..
صاحبة الحروف الأربعة



عزيزتي صاحبة الحروف الأربعة
بداية لا يسعني إلا أن أعتز بوجودكِ وبمروكِ على حروفي
وبالتأكيد لا يوجد ما يُسمى إسرائيل .... وهذا لا يعني أنني أعترف بها أو ببعضها
اشكركِ من قلبي

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:06 PM
الصمت رفيقنا ، والألم يسكننا ، والرحيل قدرنا ..
نص جميل بلغته وصوره ، عميق بمعناه ..
لازلت ألتاع ملح يافا ..وأسمع دندنة أصداف عكا... بيت جالا ..لا ينسجني اسمها إلا موجاً لبحر لم أجده بعد.. اسرئيل أشتهي رؤيتها ،
مرحبا بك يا غالية في واحة الخير أديبة باسقة تمتلك أسلوبا راقيا في الأدب ..
فقط أعتب عليك أختي ..
وهل نعترف بإسرائيل ؟
ألا يمكن أن نقولها بشكل آخر كي نحتفظ بحقنا في تلك الأرض ..
لكنك رائعة بحق في بث هذا الشعور الوطني الجميل الذي امتزجت صوره بحوارية فيها الحزن وعمق المشاعر والارتباط بالأرض ..
صادق ودي ..



الغالية وفاء
يُشرفني مروركِ الرائع
وأعتذرُ عن" إسرائيل ".... فلم تكن موجودة ولن تكون
خالص تقديري حتى مطلع الشفق

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:07 PM
الصور
تحكي هنا
انبعاث
و سير
عبر خطى الألم و الأمل المحملة على ضفاف نهر العمر
عبير
تحية ورد وود وسلام



أخي الكريم عبد الصمد
سُعدتُ بمروركَ الراقي
تقبل تقديري

عبير بني نمرة
04-09-2008, 09:09 PM
عبيــــر....
اهلا بك في الواحة الخضراء.....
قرأت النص مرتين ..في الاول لاستوعب كنة النص نفسه وجنسه ، وفي الثانية لاستوعب المكنون الذي جاء وفق معطيات ثنائية المنشأ ، ف التعبير على لسان الاخر امر يحتاج الى ادراك ووعي بالاخر نفسه ، لقد جذب انتباهي عمق الحس في النص ، والانتقال الذي كان يلوح بين الفقرات من الملموس المحسوس الى الغيبي الشعوري ، وهذه النقلة جعلت المتلقي يعيش النص بكامل تفاصيله ، والامر الاكثر وعيا منك هو اعتبار الكائن (اسرائيل ) واقعا ملموسا ، وهذه جرأة قلما نجدها في النصوص بالاخص للنظرة السائدة والمسبقة لها ، احيي فيك هذه الروح ، ونصك يبشر بانطلاقة اكبر اكيد.
محبتي
جوتيار



الغالي جوتيار
أعتزُ بوجودكَ بحجم السماء
واشكركَ على القراءة الراقية على ضفاف قلمي
تستحقُ تقديري