تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أن تـتركَ الـقلمَ والدفـتر / محمود درويـش فـارسٌ تـرجلْ



أنس إبراهيم
10-08-2008, 11:03 AM
دارتْ في المدائنِ مصيبةٌ ، أيا قدسُ هل تعلمينَ بحالي ؟
المـوتُ ينزلُ بنا المصائبُ وما كل المصائب تصيبُ
ما كلُ ما يهوى المكانُ يكونُ ، وإن هوى الشعرُ أن تـظل رفيقهُ فأنتَ الرفيقُ والصديق . .


سيدٌ للشعرِ أنتَ وفـارسٌ
دونك الشعر في قـواف المكـان ينتـثر ، مبعثرٌ هـوَ دونَ أن تـصفهُ كمـا كنتَ تصـفُ ريـتا وأخـواتها ، ريـتا تلـك هي صديـقتُكْ
البـندقيةُ كـانت كمـا كنتْ . . حيـنما كـنت
كـانت سيـفَ القـضية كمـا كنتَ أنـتْ ، كـانت للـوطنِ حلمـاً كمـا كنـتَ أنتْ . .
كنـت ولم تـكنْ .. سوى الإلـه
إلـهٌ للـشعر والـروحَ التـي لـا تنـسابُ إلـا حينـما تـخطُ أحـرفاً تـعشقُ القضية وتفـاصيلـها . .

الوداعُ أمـرٌ لـيس بـهِ شكٌ . .
إنـهُ قـائمٌ كمـا كنـتَ تـقول . .

المـوتُ . .
لـن أبعثرَ خربـشاتي أمـامكْ
فالمــوتُ إن تـحدثت البـلاغةُ عنـهُ ، مـا وفتْ حقـهُ مثلمـا وفـيتَ أنتْ . .
لـنْ أرفـضْ . .
لـنْ أرفضَ أن تـكون بصمـةً في تـاريخِ ميـلادي . .
أن تـرحلَ وتــتركَ يـومَ ميـلادي يـتلاشى ، بتلـاشيكَ في غيـاهبِ بـلادِ الهنـدي الأحمـر ، كمـا كنـتَ تـقولْ . . !
أنـتَ كنــتَ ولـا تزال
مــا زلـتَ ذاك الفـارسْ ، مــا زالَ السنـونو يـحلقُ في تـراتيـلِ القصـيدة ، مكـانكَ مـا زالَ مكـانُكْ . .
مــا زلـتَ تـثيرُ الـعنبر والزيـتونْ
مـا زلـت تـصرفُ المـارونْ ، ومـا زلـتَ تـلعبُ بـلاعبِ النـرد . .
مـا زالـتْ حبـال الغـسيل تـغتسلُ بطـهرِ كلمـاتِكْ
مـا زلـتَ تـقبلُ طهر كعبيّ أمـكْ ، عسـاك تصيرُ الإلـهَ وقـد صـرتْ
صـرتَ إلـهَ القـصيدةِ . .
مـا زالـتْ الخـريطـةُ كمـا ودعتـها ، راقـدةٌ عـلى أطلالـكْ
تـذرفُ الدمـعَ حـين وجـدتكَ نـائمٌ .. متمددٌ ، مغشى العينينْ ، بهـدوءٍ أنتَ أتـيتْ ورحـلتْ ، لـن تبـورَ ملامحُ وجـهك عـن رام الله . .
عصافيرُ الحيّ مـا زالـت تـرقبُ الـقصيدة الجديدة . .
كـي تـأسسَ رقـصةً جديـدةً كمـا عـودتها . .
كمـا عتـادتْ أن تـتذكر وجنتي حيـفا ويـافا ، على مـوسيقاك . .
أنـتَ كمـا أنــت .. وسـتظلُ أنـتْ . .


مـــا دمعُ المضــاجع فـيكِ كثيرٌ ولــكن الكـثيرَ أن تــتركَ الدفــتر والـقلم . .
أن تـسيلَ دمـعَ زيتـونتنا . .
أن تــترجلَ فـاراساً ،، يـكفر الـشعرُ بـعدكَ بـأي كلـمةٍ تـقال . .
قـوافٍ في الشـعرِ لـها بـصمتُكَ . .

درويــشْ كـلمةٌ لـن تـماثلـها أخــرى
لـا في الحـاضر . .
لـن يـكونَ المـستقبلُ كذلك ولـن يكـونَ المـاضي . .
لـا تـلدُ الأرضُ مـرتين . .
كمـا كنـت تـولدُ مـرتين أنـتَ وريـتا
فـريـتا . . ذهـبت بـذهابك ..
واستقـلت سيـارةَ أجـرةٍ .. فأنــت تـركتـها وحـيدةً دون أن تـوصلـها إلى بـر الأمـان .. كمـا اعتـدت أن تـوصلَ الخـائفـونْ . .

فـي جـنونِ عـقلي سـؤالٌ
أنـتَ سـألتـه قبـلي ..

لمـاذا تـركتَ الحـصانَ وحـيداً ؟!

هشام عزاس
11-08-2008, 02:03 AM
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟

حتى نموت مرتين

فمرة نموت في الحياة

و مرة نموت عند الموت!

هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟

هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !

هل يذكر المساء

مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟

هل يذكر المساء

مهاجرا مات بلا كفن ؟

يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين

أن الذي رموه تحت ظلك الحزين

- كأي شيء ميت - إنسان ؟

هل تذكرين أنني إنسان

و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟

أماه يا أماه

لمن كتبت هذه الأوراق

أي بريد ذاهب يحملها ؟

سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...

و أنت يا أماه

ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...

لعلّكم أحياء

لعلّكم أموات

لعلّكم مثلي بلا عنوان

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

///////

رحمه الله ... كان إنسانا بأتم معنى كلمة الإنسان

الأمير الصغير أنس بارك الله فيك على نصك الموجع

و لكن الحصان ينتظر الفارس ... و أنتم فرسان اليوم و الغد

الوعي يصنع البطولات ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

جوتيار تمر
11-08-2008, 11:51 AM
سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق؟
قُلْتُ: لا يدافع !.
وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟
قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد !.
لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون.

أنت، منذ الآن، غيرك !.



انس......دم بخير
محبتي
جوتيار

خليل حلاوجي
11-08-2008, 01:59 PM
جوتيار أيها الحبيب : لم أفهم ما قصدته ... عن بن خلدون !!!


أنتظرك

أنس إبراهيم
11-08-2008, 06:04 PM
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
///////
رحمه الله ... كان إنسانا بأتم معنى كلمة الإنسان
الأمير الصغير أنس بارك الله فيك على نصك الموجع
و لكن الحصان ينتظر الفارس ... و أنتم فرسان اليوم و الغد
الوعي يصنع البطولات ...
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

هــشامْ

شـكراً لـك الآن ولاحــقاً . .


تـقديري

يسرى علي آل فنه
12-08-2008, 04:09 AM
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح
(الشاعر الراقي محمود درويش)
تغمده الله بالرحمة والرضوان

****
أنس الكريم :- أحسن الله لك العزاء وجزاك خير الجزاء
صدقت فكتبت فأبدعت

جهاد عفانة
12-08-2008, 05:54 PM
رحم الله درويش
وعزائنا ما تركه لنا من روائع
الف شكر لك أخ هشام
حقا انت مبدع

أنس إبراهيم
17-08-2008, 04:45 PM
سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق؟
قُلْتُ: لا يدافع !.
وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟
قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد !.
لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون.
أنت، منذ الآن، غيرك !.
انس......دم بخير
محبتي
جوتيار


أستاذي العزيز جو

شكـراً لمرورٍ أرجواني منحتني إياه

تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
21-08-2008, 08:58 PM
جوتيار أيها الحبيب : لم أفهم ما قصدته ... عن بن خلدون !!!
أنتظرك


شكـراً لمـرورٍ لـم أفهم ما هيته

تحيتي وتقديري لك

هشام عزاس
21-08-2008, 09:29 PM
رحم الله درويش
وعزائنا ما تركه لنا من روائع
الف شكر لك أخ هشام
حقا انت مبدع

المورقة جهاد بلا شك تقصدين أنس D:
أما إذا كنت تقصدين ما اقتطفته من شعر درويش رسالة من المنفى فالمبدع الوحيد هنا هو محمود درويش نفسه :005:
هذا من باب التوضيح أخيتي جهاد فقصائد درويش أشهر من نار على علم

تحية ثانية لك أيها الأمير الصغير :noc:
دمت بخير يا صديقي .

أنس إبراهيم
28-08-2008, 09:21 PM
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح
(الشاعر الراقي محمود درويش)
تغمده الله بالرحمة والرضوان
****
أنس الكريم :- أحسن الله لك العزاء وجزاك خير الجزاء
صدقت فكتبت فأبدعت


أخــتاه يـسرى

وليــحسن الله مثـواه

ومـا أنـا من دونِ أن أقــرأ شـعرهُ لـا شيء !

تحيتي لكِ