مشاهدة النسخة كاملة : إلى محمود درويش
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 12:49 PM
الفراغ شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
إلى أين حبك يأخذني ؟!
والفراغ يكسّرني,
أنا أسئلة ٌ لا تلاقي جواب ْ.
فم النار يشفطني ,
أم أنا النار,
والنار أنت,
أنا أنت, أنت أنا,
وكلانا بذاك الجنون يدور,
كساعة رتم ٍ لرتم ٍ عجاب ْ.
كلانا بعمق المشاعر يقضي سنين الولادة,
يبتر سرد التهاليل,
يخفو وراء الحجاب ْ.
كلانا سؤالٌ يفتّش عن ضحكة ٍ
فوق أرض الإجابة,
يبتكر الوقت عمداً,
يفضّل زحف السقوط
على السفر المستديم
إلى الشمس قبل النحيب,
ويقتل معنى الكلام بصمت السرابْ.
سيسطع نورك بين حنايا فراقي,
وبين زوايا الرجاء,
أهيم بشوق ٍ أهيم,
لأبحر في أمنيات العصافير
عيداً بعيد المنال,
إلى أين تمضي شراعي؟!
أهيم بشوق ٍ أهيم,
تراني عرفت سؤالاً تراني!
تراني بحلم ٍ كسير ٍ,
أسير كذاك العجوز,
عصاه تلازم سوس السنين,
وعتَّ الأماني,
فيمشي ويمشي,
ويدرك خــط َّ البداية قبل ابتدائي,
ويقطع خـط َّ النهاية بعد انتهائي ,
أنا في ازدحام العواطف
أرثي الجوابْ.
ويبرق ليل الصلاة أمامي,
ويهدر صدري قليلاً,
فيطلق ألف عناق,
أنام أبوح وأعشق غيباً,
وأنتظر العندليب يغنّي نشيدي,
يعود على الشجر الإرجوانيْ غرابْ.
سلاماً إلى أمِّ صبري العجوز,
سلاماً نقيّاً إليك,
فلا تسأليني عن اليأس,
والدود بين عظامي,
ولا تسأليني عن الخوف,
يقطن أحشاء جسمي,
ولا تسأليني عن الموت أمي,
لأنَّ الحياة هناك,
وموت الحياة أنا أو دمائي,
أيا صوت نفسي القديم تعال,
ليسق ِ جراحي أزيز الهلاك,
تعال لترفع همس هواك,
أيادي الرجوع,
مناديل ذاك البعيد,
إلى أين تأخذني يا ملاك.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
وشيطان نفسي
يراقص صيحات قلبي ,
لماذا تعود؟
لماذا تموت؟
لماذا أخاف الحسابْ.
إلى أين ترجعني يا حبيبي؟
ترابي تعلّم أنْ يشرب الماء من ألمي,
والنشيد الأخير يجالس أوهامنا,
ويضاجع أوراقنا,
ينجب النغل من نبعة العمر,
يدفن فينا سلالاته,
يفتح السرَّ,
كي تقضم الحزنَ أنيابه,
هل تسنُّ ؟!
تكسّر أحلام أنثى الغيابْ.
نشرّع ألف انتهاك ,
ونزرع في رحم الحلم
نطفة طاعوننا,
يولد القبح قبل القبيح,
ويمرغ وقتي بمنديل ليل ٍ,
فنستوطن الطلَّ,
نرقد فيه ثوان ٍ,
لعمر ٍ طويل ٍ,
ونحبل منه بألف اكتئابْ.
إلى أين تقذفني ؟
تستهين بدمعي؟!
وتعلف خنزيرك الوغد من جسدي,
يا قليل الأناقة,
أيضاً ركيك السلوك,
أترفع شأن الخنازير شأنك؟!
شأني رخيص إلى الحدِّ هذا؟!
يساوي بكارة عاهرة ٍ
بالبلاد التي تستمدّ الرجولة
من ( مرمغات) النساء,
إلى أين تأتي ؟
أهيم بشوق ٍ أهيم,
بنيت قصور الخيال بشعري,
ومازلت أبني وأبني,
ويهدم ذاك الصغير اللقيط بنائي,
سأعلن نصري على الملأ,
فافتحْ صناديق شعري تراها,
تنام كورد ٍ على دفتر الشوق,
لا لن تراني لأني أراك,
أنا شبح ٌ سيّد الصمت,
يا ساكناً بالخرابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
أشتهيك, وأرمي المرايا,
وشهوة لحمي القديد,
وشعرك يغزو ليالي الشتاء,
وصدرك يحكي حكايات فصل ٍ,
لهفِّ الثلوج,
طقوس التصاق الغرائز
في سرِّ سحر السرير,
وروحك تبكي ربيعاً,
أنا مترع ٌبالحنين فلا توقطيني,
أنا مثقل ٌ بالأنين فلا تقربيني,
هنيئاً لك الحلم
يا جنّة الأرض ,
يا رغبة ً تأخذ الحقَّ أخْذ اغتصابْ.
ترامتْ لحوم العذارى على العشب,
تسأل عن صيدها,
والصليب يشير فلا تصلبيني,
فقلْ: من يقارب تلك الفضيحة
غير الكلابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
في دمي ينبض البؤس,
يسري ويبكي فيدمي,
صبغت ملامح وجهي الجميل,
كوحش ٍ بدوت,
ومازلت منتظراً نثرة الخبز,
فوق الرصيفْ.
وشكل الرصيف كشكل الرغيفْ.
ومازلت مكتئباً كاكتئاب الحفيفْ.
ومازلت ملقى من البدء
فوق الرصيفْ.
كأني الضياع الذي يعتلي كل وجه ٍ,
كأني الثوابْ.
فلا تغمض العين
حتى تراني بمذبحة ٍ
لاتعيب العذابْ.
إلى أين تركلني يا مصابْ.
أهيم بشوق ٍأهيم,
إلى أين تهدرني يا عقابْ.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
إلى أين ترسلنا يا كتابْ.
فنحن الحياة لأنَّ علاقتنا بالترابْ.
_____________
لطفي الياسيني
10-08-2008, 01:06 PM
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
بارك الله فيك يا سيدي وتاج راسي ووسام صدري
الذي اتباهى به امام الامم دمت بحفظ المولى
زاهية
10-08-2008, 02:57 PM
سلاماً إلى أمِّ صبري العجوز,
سلاماً نقيّاً إليك,
فلا تسأليني عن اليأس,
والدود بين عظامي,
ولا تسأليني عن الخوف,
يقطن أحشاء جسمي,
ولا تسأليني عن الموت أمي,
لأنَّ الحياة هناك,
وموت الحياة أنا أو دمائي,
أيا صوت نفسي القديم تعال,
ليسق ِ جراحي أزيز الهلاك,
تعال لترفع همس هواك,
أيادي الرجوع,
مناديل ذاك البعيد,
إلى أين تأخذني يا ملاك.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
وشيطان نفسي
يراقص صيحات قلبي ,
لماذا تعود؟
لماذا تموت؟
لماذا أخاف الحسابْ.
بارك الله بك أخي المكرم أحمد
قصيدة ثرة بالصور والمعاني
مررت من هنا وسرني المرور
رعم الحزن الذي يغمر القصيدة
كن بخير
أختك
بنت البحر
ريمة الخاني
10-08-2008, 03:42 PM
رحمه الله قد كان شمعة تضيئ درب المناضلين
رحمه الله واسكن روحه الجنه
عبد الصمد الحكمي
10-08-2008, 04:44 PM
الشاعر المحترف
أحمد عبد الرحمن جنيدو
كان عزف الراحل على وتر ( فعولن ) طاغيا في شعره وها أنت تمنحها الوفاء على غرار وفائك له
القصيدة في المفضلة إلى حين تهيئة نفسية تليق .
\
غزير مودتي
عقيل اللواتي
10-08-2008, 06:02 PM
قال يرحمه الله :
( كل قلوب الناس
جنسيتي
فلتسقطوا عني
جواز السفر )
و صدق
فأصبح ضريحُهُ القلوب ...
تعازينا للجميع
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 07:28 PM
لطفي الأستاذ كتبتها الدموع والفراغ الذي بات يحيطنا
دمت بخير
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 07:30 PM
زاهية فقدنا عظمة الشعر قداسه تاجه
ولغته وأخاف من القادم شكراً زاهية
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 07:34 PM
الأستاذ الكبيرة ريمة الخاني مازلنا وسنبقى وسنظل
وهذا قدرنا أن نكتب بالسكين على لحمنا المباح
رحم الله الكبير
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 07:38 PM
الغالي عقيل اللواتي رحم الله الفقيد وتقبل دعاءك
ودعائي بالرحمة فقدنا عذرية الشعر
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 07:40 PM
الكبير عبد الصمد الحكمي نكتب في فراغ قاتل ظلاماً
وسنبقى نلهث خلف الفراغ ما حيينا
محسن شاهين المناور
10-08-2008, 09:18 PM
أخي أحمد
فقدنا رجل أمة وعمودا من أعمدة
الشعر ومناضلا أفنى عمره حاملا هم الامة
رحم الله الفقيد وجعل مثواه الجنان مع الصديقين
والشهداء
شكرا لك أخي على هذه القصيدة المعبرة وجزاك الله خير الجزاء
رحم الله الفقيد وعظم الله أجر الجميع
سلمتم ودمتم
ابراهيم السكوري
10-08-2008, 10:06 PM
جزاك الله خيرا أيها الشاعر
عزاؤنا واحد في عملاق القضية ....
رحمك الله يا درويش
ابراهيم ـــــــــ المغرب
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 11:39 PM
الصديق الغالي محسن
تعازينا فقدنا عذرية الكلمة
بماذا نكتب لم يبقى غير السكين نكتب به على لحمنا
أحمد عبد الرحمن جنيدو
10-08-2008, 11:43 PM
الأخ الصديق الرائع ابراهيم السكوري
تعزينا ورحم الله الفقيد شكراً لك
حسين العفنان
10-08-2008, 11:47 PM
أخي الحبيب : أحمد
لن أترحم على من سب ربنا وديننا !!
قال صلى الله عليه وسلم :
(أوثق عرى الإسلام –وفي رواية الإيمان- الحب في الله والبغض في الله)
رواه أحمد والطبراني وغيرهما وصححه الألباني.
تابعوا هنا :
السفير الإسرائيلي في باريس يشكر درويش لأنه استنكر المؤتمر الذي سيفضح (الهولوكست)!
وزير التربية الإسرائيلي يكافىء درويش على نضاله ويضمن بعض شعره في المناهج اليهودية!!
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/2.htm
فعلا شاعر القضية الفلسطينية !!
لك الله يا فلسطين الجريحة !!
أحمد عبد الرحمن جنيدو
11-08-2008, 12:08 AM
الأخ حسين العفنان أولاً شكراً لك لأنك قرأت القصيدة
ثانياً صح لسانك بالحديث النبوي الشريف
ثالثاً نحن كناس وبشر مالنا من الآخرين يا صديقي
أن نأخذ منهم ما هو مفيد ومهم ويخدم إنسانيتنا وقضيتنا وبشريتنا
ومحمود درويش رمز للعطاء الفكري والأدبي والثقافي فقد أتحف الثقافة العربية بروائع
أنا مثلك أتعرض معه بالعلاقات مع إسرائيل وبمواقف كثيرة غيرها ولكن لا أنكر دفاعه عن القضية
المحورية العربية (فلسطين)
ولا أنكر فكره إذا كنا لا نأخذ الجميل من الناس فسنفقد كل شيء
لماذا لا تسأل نفسك لماذا تستخدم الانترنيت والموبايل ووووووووغيرها
أليسوا صناعهم كافرين وأغلبهم ملحدين لكن نأخذ الحسن منهم
فخذ من الفقيد (رحمه الله) حسنه فلديه الكثير الكثير
وشكراً أطلت أنا آسف
أحمد عبد الرحمن جنيدو
13-08-2008, 11:56 AM
أشكر كل الذين قبلوا التعازي وشكاركا قصيدة بكائيتها
أخوكم أحمد
جولييت بدر
13-08-2008, 12:22 PM
الشاعر أحمد جنيدو
قصيدتك باذخة
لكن الراحل يستحقها
رحم الله الراحل العظيم وأسكنه فسيح جنانه
ودام نزف قلمك الرائع
وافر احترامي وودي
عبد القادر رابحي
13-08-2008, 03:29 PM
الفراغ شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
إلى أين حبك يأخذني ؟!
والفراغ يكسّرني,
أنا أسئلة ٌ لا تلاقي جواب ْ.
فم النار يشفطني ,
أم أنا النار,
والنار أنت,
أنا أنت, أنت أنا,
وكلانا بذاك الجنون يدور,
كساعة رتم ٍ لرتم ٍ عجاب ْ.
كلانا بعمق المشاعر يقضي سنين الولادة,
يبتر سرد التهاليل,
يخفو وراء الحجاب ْ.
كلانا سؤالٌ يفتّش عن ضحكة ٍ
فوق أرض الإجابة,
يبتكر الوقت عمداً,
يفضّل زحف السقوط
على السفر المستديم
إلى الشمس قبل النحيب,
ويقتل معنى الكلام بصمت السرابْ.
سيسطع نورك بين حنايا فراقي,
وبين زوايا الرجاء,
أهيم بشوق ٍ أهيم,
لأبحر في أمنيات العصافير
عيداً بعيد المنال,
إلى أين تمضي شراعي؟!
أهيم بشوق ٍ أهيم,
تراني عرفت سؤالاً تراني!
تراني بحلم ٍ كسير ٍ,
أسير كذاك العجوز,
عصاه تلازم سوس السنين,
وعتَّ الأماني,
فيمشي ويمشي,
ويدرك خــط َّ البداية قبل ابتدائي,
ويقطع خـط َّ النهاية بعد انتهائي ,
أنا في ازدحام العواطف
أرثي الجوابْ.
ويبرق ليل الصلاة أمامي,
ويهدر صدري قليلاً,
فيطلق ألف عناق,
أنام أبوح وأعشق غيباً,
وأنتظر العندليب يغنّي نشيدي,
يعود على الشجر الإرجوانيْ غرابْ.
سلاماً إلى أمِّ صبري العجوز,
سلاماً نقيّاً إليك,
فلا تسأليني عن اليأس,
والدود بين عظامي,
ولا تسأليني عن الخوف,
يقطن أحشاء جسمي,
ولا تسأليني عن الموت أمي,
لأنَّ الحياة هناك,
وموت الحياة أنا أو دمائي,
أيا صوت نفسي القديم تعال,
ليسق ِ جراحي أزيز الهلاك,
تعال لترفع همس هواك,
أيادي الرجوع,
مناديل ذاك البعيد,
إلى أين تأخذني يا ملاك.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
وشيطان نفسي
يراقص صيحات قلبي ,
لماذا تعود؟
لماذا تموت؟
لماذا أخاف الحسابْ.
إلى أين ترجعني يا حبيبي؟
ترابي تعلّم أنْ يشرب الماء من ألمي,
والنشيد الأخير يجالس أوهامنا,
ويضاجع أوراقنا,
ينجب النغل من نبعة العمر,
يدفن فينا سلالاته,
يفتح السرَّ,
كي تقضم الحزنَ أنيابه,
هل تسنُّ ؟!
تكسّر أحلام أنثى الغيابْ.
نشرّع ألف انتهاك ,
ونزرع في رحم الحلم
نطفة طاعوننا,
يولد القبح قبل القبيح,
ويمرغ وقتي بمنديل ليل ٍ,
فنستوطن الطلَّ,
نرقد فيه ثوان ٍ,
لعمر ٍ طويل ٍ,
ونحبل منه بألف اكتئابْ.
إلى أين تقذفني ؟
تستهين بدمعي؟!
وتعلف خنزيرك الوغد من جسدي,
يا قليل الأناقة,
أيضاً ركيك السلوك,
أترفع شأن الخنازير شأنك؟!
شأني رخيص إلى الحدِّ هذا؟!
يساوي بكارة عاهرة ٍ
بالبلاد التي تستمدّ الرجولة
من ( مرمغات) النساء,
إلى أين تأتي ؟
أهيم بشوق ٍ أهيم,
بنيت قصور الخيال بشعري,
ومازلت أبني وأبني,
ويهدم ذاك الصغير اللقيط بنائي,
سأعلن نصري على الملأ,
فافتحْ صناديق شعري تراها,
تنام كورد ٍ على دفتر الشوق,
لا لن تراني لأني أراك,
أنا شبح ٌ سيّد الصمت,
يا ساكناً بالخرابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
أشتهيك, وأرمي المرايا,
وشهوة لحمي القديد,
وشعرك يغزو ليالي الشتاء,
وصدرك يحكي حكايات فصل ٍ,
لهفِّ الثلوج,
طقوس التصاق الغرائز
في سرِّ سحر السرير,
وروحك تبكي ربيعاً,
أنا مترع ٌبالحنين فلا توقطيني,
أنا مثقل ٌ بالأنين فلا تقربيني,
هنيئاً لك الحلم
يا جنّة الأرض ,
يا رغبة ً تأخذ الحقَّ أخْذ اغتصابْ.
ترامتْ لحوم العذارى على العشب,
تسأل عن صيدها,
والصليب يشير فلا تصلبيني,
فقلْ: من يقارب تلك الفضيحة
غير الكلابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
في دمي ينبض البؤس,
يسري ويبكي فيدمي,
صبغت ملامح وجهي الجميل,
كوحش ٍ بدوت,
ومازلت منتظراً نثرة الخبز,
فوق الرصيفْ.
وشكل الرصيف كشكل الرغيفْ.
ومازلت مكتئباً كاكتئاب الحفيفْ.
ومازلت ملقى من البدء
فوق الرصيفْ.
كأني الضياع الذي يعتلي كل وجه ٍ,
كأني الثوابْ.
فلا تغمض العين
حتى تراني بمذبحة ٍ
لاتعيب العذابْ.
إلى أين تركلني يا مصابْ.
أهيم بشوق ٍأهيم,
إلى أين تهدرني يا عقابْ.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
إلى أين ترسلنا يا كتابْ.
فنحن الحياة لأنَّ علاقتنا بالترابْ.
_____________
الأخ الكريم احمد عبد الرحمن..
بوح حزين ..
في زمن صعب..
و في سياق حرف أصعب..
بارك الله فيك..
و رحم الله الشاعر محمود درويش..
عبد القادر..
أحمد عبد الرحمن جنيدو
13-08-2008, 11:54 PM
الأخت جوليت شكراً على المرور والتعليق وتعازينا الحارة
لك ولكل عربي ولكل إنسان
والمرحوم يستحق الكثير الكثير وليس قصيدة
أحمد عبد الرحمن جنيدو
14-08-2008, 06:12 PM
عبد القادر الرابحي مرورك بقصيدتي شرف عظيم
وتعليقك إضافة كبيرة للقصيدة ولي شخصياً
شكراً
مصلح أبو حسنين
15-08-2008, 08:42 AM
الفراغ شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
إلى أين حبك يأخذني ؟!
والفراغ يكسّرني,
أنا أسئلة ٌ لا تلاقي جواب ْ.
فم النار يشفطني ,
أم أنا النار,
والنار أنت,
أنا أنت, أنت أنا,
وكلانا بذاك الجنون يدور,
كساعة رتم ٍ لرتم ٍ عجاب ْ.
كلانا بعمق المشاعر يقضي سنين الولادة,
يبتر سرد التهاليل,
يخفو وراء الحجاب ْ.
كلانا سؤالٌ يفتّش عن ضحكة ٍ
فوق أرض الإجابة,
يبتكر الوقت عمداً,
يفضّل زحف السقوط
على السفر المستديم
إلى الشمس قبل النحيب,
ويقتل معنى الكلام بصمت السرابْ.
سيسطع نورك بين حنايا فراقي,
وبين زوايا الرجاء,
أهيم بشوق ٍ أهيم,
لأبحر في أمنيات العصافير
عيداً بعيد المنال,
إلى أين تمضي شراعي؟!
أهيم بشوق ٍ أهيم,
تراني عرفت سؤالاً تراني!
تراني بحلم ٍ كسير ٍ,
أسير كذاك العجوز,
عصاه تلازم سوس السنين,
وعتَّ الأماني,
فيمشي ويمشي,
ويدرك خــط َّ البداية قبل ابتدائي,
ويقطع خـط َّ النهاية بعد انتهائي ,
أنا في ازدحام العواطف
أرثي الجوابْ.
ويبرق ليل الصلاة أمامي,
ويهدر صدري قليلاً,
فيطلق ألف عناق,
أنام أبوح وأعشق غيباً,
وأنتظر العندليب يغنّي نشيدي,
يعود على الشجر الإرجوانيْ غرابْ.
سلاماً إلى أمِّ صبري العجوز,
سلاماً نقيّاً إليك,
فلا تسأليني عن اليأس,
والدود بين عظامي,
ولا تسأليني عن الخوف,
يقطن أحشاء جسمي,
ولا تسأليني عن الموت أمي,
لأنَّ الحياة هناك,
وموت الحياة أنا أو دمائي,
أيا صوت نفسي القديم تعال,
ليسق ِ جراحي أزيز الهلاك,
تعال لترفع همس هواك,
أيادي الرجوع,
مناديل ذاك البعيد,
إلى أين تأخذني يا ملاك.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
وشيطان نفسي
يراقص صيحات قلبي ,
لماذا تعود؟
لماذا تموت؟
لماذا أخاف الحسابْ.
إلى أين ترجعني يا حبيبي؟
ترابي تعلّم أنْ يشرب الماء من ألمي,
والنشيد الأخير يجالس أوهامنا,
ويضاجع أوراقنا,
ينجب النغل من نبعة العمر,
يدفن فينا سلالاته,
يفتح السرَّ,
كي تقضم الحزنَ أنيابه,
هل تسنُّ ؟!
تكسّر أحلام أنثى الغيابْ.
نشرّع ألف انتهاك ,
ونزرع في رحم الحلم
نطفة طاعوننا,
يولد القبح قبل القبيح,
ويمرغ وقتي بمنديل ليل ٍ,
فنستوطن الطلَّ,
نرقد فيه ثوان ٍ,
لعمر ٍ طويل ٍ,
ونحبل منه بألف اكتئابْ.
إلى أين تقذفني ؟
تستهين بدمعي؟!
وتعلف خنزيرك الوغد من جسدي,
يا قليل الأناقة,
أيضاً ركيك السلوك,
أترفع شأن الخنازير شأنك؟!
شأني رخيص إلى الحدِّ هذا؟!
يساوي بكارة عاهرة ٍ
بالبلاد التي تستمدّ الرجولة
من ( مرمغات) النساء,
إلى أين تأتي ؟
أهيم بشوق ٍ أهيم,
بنيت قصور الخيال بشعري,
ومازلت أبني وأبني,
ويهدم ذاك الصغير اللقيط بنائي,
سأعلن نصري على الملأ,
فافتحْ صناديق شعري تراها,
تنام كورد ٍ على دفتر الشوق,
لا لن تراني لأني أراك,
أنا شبح ٌ سيّد الصمت,
يا ساكناً بالخرابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
أشتهيك, وأرمي المرايا,
وشهوة لحمي القديد,
وشعرك يغزو ليالي الشتاء,
وصدرك يحكي حكايات فصل ٍ,
لهفِّ الثلوج,
طقوس التصاق الغرائز
في سرِّ سحر السرير,
وروحك تبكي ربيعاً,
أنا مترع ٌبالحنين فلا توقطيني,
أنا مثقل ٌ بالأنين فلا تقربيني,
هنيئاً لك الحلم
يا جنّة الأرض ,
يا رغبة ً تأخذ الحقَّ أخْذ اغتصابْ.
ترامتْ لحوم العذارى على العشب,
تسأل عن صيدها,
والصليب يشير فلا تصلبيني,
فقلْ: من يقارب تلك الفضيحة
غير الكلابْ.
إلى أين حبك يأخذني؟
في دمي ينبض البؤس,
يسري ويبكي فيدمي,
صبغت ملامح وجهي الجميل,
كوحش ٍ بدوت,
ومازلت منتظراً نثرة الخبز,
فوق الرصيفْ.
وشكل الرصيف كشكل الرغيفْ.
ومازلت مكتئباً كاكتئاب الحفيفْ.
ومازلت ملقى من البدء
فوق الرصيفْ.
كأني الضياع الذي يعتلي كل وجه ٍ,
كأني الثوابْ.
فلا تغمض العين
حتى تراني بمذبحة ٍ
لاتعيب العذابْ.
إلى أين تركلني يا مصابْ.
أهيم بشوق ٍأهيم,
إلى أين تهدرني يا عقابْ.
أهيم بشوق ٍ أهيم,
إلى أين ترسلنا يا كتابْ.
فنحن الحياة لأنَّ علاقتنا بالترابْ.
_____________
الشاعر القدير المتألق / أحمد عبد الرحمن جن
جئت أقتطف بعض الجمال
رأيتني أحثوه كله
تألق يراعك السحري بين أناملك الذهبية
فأنتج هذه التحفة الرائعة
ما شاء الله
ورحم الله محمود درويش وغفر لنا وله
شكرا أيها الرائع :hat:
أحمد عبد الرحمن جنيدو
15-08-2008, 11:50 PM
الأستاذ الكبير مصلح الشكر والامتنان والمحبة والمودة لك
ياصديقي كلنا لها والمرحوم محظوظ بحب الناس وطلب الرحمة منهم
وحب الناس من حب الله تعازينا لك
شكراً يا عظيم
يوسف أحمد
16-08-2008, 03:23 PM
شكرا لك اخي أحمد حفظك الله
أحسنت اقتناص اللحظات النافرة
فشددت القلوب الى سروج أحزانها
سلمت سلمت
أحمد عبد الرحمن جنيدو
17-08-2008, 01:26 AM
الأخ الصديق يوسف أحمد لك الشكر والامتنا على مرورك وتعليقك
وانتباهك الرائع والواعي دمت بخير يا صديقي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir