تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرة عاشق عربي...



محمد الأمين سعيدي
14-08-2008, 04:25 PM
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
تكاثرت الأوجاع فينا وقادنا=جنون تربّى بين أحضانه الخوفُ
أنين اليتامى يستغيث ويرتقي=إلى الأفق الأعلى بأبوابه يغفو
يُناجي إلاه الكون و الأفـْق ذابلٌ=ووجه الدياجي في سماواته سقفُ
ألا أيّها الجرح الذي ملأ المدى=قـُتلنا فلمْ نثأرْ لميْت ولمْ نعفوا
وكنّا إذا داس الهوان قلوبنا=أرامل دهر يستبدّ به الضعفُ
تُحاصرنا الأرزاء من كل وجهة=ويجهد في إفناء أحلامنا الحتفُ
أبادوك يا بغداد هل من تميمة=تبدّد عصرا خير أسمائه الزيْفُ
رياح المآسي عاصف بعد عاصفٍ=تناوب فينا في مدًى كلّه عصْفُ
أرى ردّة في الجوّ تعلو وتختفي=فيا ليته يأتي لإظهارها الكشفُ
ويا لهف نفسي هل يكون لنا علا=وهل يُنبت الأمجاد في أرضنا اللهفُ
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائدي=تمزّق في هيجائها اللفظ و الحرفُ
ألا أيها الطيف الذي كان هاهنا=يُريق دماء الغاصبين ولا يعفو
ألا أيها الطيف المقدّس ها أنا= أعاتبُ قوما قادهم بعدك الخوفُالمشرية في 1/09/2007
من ديوان "أنا يا أنت" الصادر عن دار الأديب للنشر و التوزيع الجزائر

عادل شاكر
14-08-2008, 04:46 PM
رائعة تترجم ما بالنفس من ألم

أرى الإبداع وقد تجسد فى صورة من لحم ودم

حينما طالعت بديع النظم وشممت رائحة البارود

الصاعدة من ثنايا الحروف المشتعلة أيقنت أنى

أمام صادق بوح محروق الفؤاد

دمت بكل خير

لطفي الياسيني
14-08-2008, 05:26 PM
سيدي الشاعر السامق الاستاذ الفاضل محمد الامين
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
من الشكر والتقدير يا امير المنتدى
دمت بخير

مجذوب العيد المشراوي
14-08-2008, 07:08 PM
أمين هذه المرة سأكون مفتشا في ثنايا بعض الأبيات وسأكون في المستقل هكذا ..
إن عدم مناقشة ما يكتب هو الذي جعل الشاعر يركن لما يكتب ولا يعيد ضبط الأشياء ..
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
هنا في البيت الأول فعل هفا لا ينسجم مع سما الأسى لأن هفا مفادها يضيق بسما الأسى
ثم التساؤل في العجز بعيد كل البعد عن ما ورد في الصدر ولا معنى له أنت َ تقول وهل يُغلق ُ الطيف ُ الأبواب َ و في جوها دخيلة لا تعضد أي لفظة في البيت ولا تضيف ..
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تعلّق بحبل تدلّ على أن الأمر من عنده أي أنه من فعله ولكن لقد عُلّقَ يا أمين وقد تفيد تعلّق أي عشق ههههه ثم نحن نقول إلتفَّ الشيء بالشيء لقوله تعالى والتفـَّت الساق بالساق ..
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
عجيب أول مرة أرى تشبيها بالإحساس هههههه وقد كان كالإحساس ثم أنظر هو كالإحساس هواجسه أي أحاسيسه من نوع الهاجس أنهارها هيهات تصفو أترى أنك بنيْت َ بيتا جميلا يا أمين
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أرى الصدر صنع َ صنعا ووهو لا يخدم العجز إلا من بعيد ما رأيك ثم تعالى هنا الصورة مقلوبة في صدرك أي أن التمر والسف غدا نخيلا في دمك معليش مقبولة بس السعف كيف تسرّب إلى الدم مقابل التمر الذي عذب وجوده في الدم هههههه
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
هنا العمق هاؤها تعود على الحقد وأراها غير مستصاغة لأنها ما تظهر بسهولة ثمّ كل ّ هذا حدث أقصد :يجتاحها لظىيُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ حدث في أماني بغداد والتي هي في زمن الغيب ؟؟؟ صح ما تريد أن تقول ؟؟ أقصد أمانيك مش مضبوطة ..
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ما علاقة هذا البيت مع سابقه ؟ ثم هو بيت فارغ لا يوصلك إلى شيء يعني أن ما تذرفه العينان يصوّر ُ وجه الأرض بآليات الوصفية للقصائد يعني أن القصائد مهمتها وصف الأرض في هذا السياق
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
في البيتين أعلاه ابتعدت َ لنرى بماذا سـاتي بهذا البعد الفجائي ؟؟
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
جيد هنا عملية تمازج بينك َ وبينها بس تبيد غرام الخائنين مش كويسة يا أمين لأن الإبادة هنا أصبحت لصالحهم أخلاقيا هههههههههههههه أنت تبيد غرام فهمني
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
وهنا أيضا السؤال تشكيكي ما دمت َ قد قلت َ أحمي هوى الأحباب ، لو لم تكن هذه الحماية لكان سؤال أستكاري .

ماجد الغامدي
14-08-2008, 07:46 PM
لا فُض فوك أيها الأمين الشاعر

قصيدة رائعة قالت الصدق و أوقدت النفوس

ألا أيّها الجرح الـذي مـلأ المـدى
قُتلنا فلمْ نثـأرْ لميْـت ولـمْ نعفـوا

لافُض فوك يا صاحبي

للتثبيت إعجاباً وتقديرا

عبدالملك الخديدي
14-08-2008, 09:56 PM
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائـدي
تمزّق في هيجائها اللفـظ و الحـرفُ
ألا أيها الطيف الذي كـان هاهنـا
يُريـق دمـاء الغاصبيـن ولا يعفـو

سلمت قصائدك من الخور
رائع أخي الشاعر المبدع لقد أمتعتنا بهذه الرائعة.

مع الناقد الشاعر : المشراوي في بعض تحليله للقصيدة .. ولكن بالنسبة لغرام الخائنين .. فأعتقد أنه بيت بليغ جدا .. حيث أن غرام الخائنين تفيد شدة تعلق الخائنين بأعمالهم فهم مغمرمون بالخيانة .. واعتقد هو قصد الشاعر.

تحيتي وتقديري

مجذوب العيد المشراوي
15-08-2008, 01:09 AM
ماجد أيها الشاعر الأنيق أعجبني تثبيتك للقصيدة ربما لأني قاصر نظر فقط أنوه بأن البيت الذي اخترته أيضا فيه ضعف
ألا أيّها الجرح الـذي مـلأ المـدى
قُتلنا فلمْ نثـأرْ لميْـت ولـمْ نعفـوا
الشاعر يخاطب الجرح الذي ملأ المدى فينهي المسألة بقوله مخاطبا إياه قـُتِلنَا وعليه لم نثأرْ ولم نعف ُ هنا أرى فعل القتل مش خلاق إنما لا يدع لنا أملا نهائيا أرجو أن تستوعب ما أقول ..

مجذوب العيد المشراوي
15-08-2008, 01:11 AM
لا فُض فوك أيها الأمين الشاعر
قصيدة رائعة قالت الصدق و أوقدت النفوس
ألا أيّها الجرح الـذي مـلأ المـدى
قُتلنا فلمْ نثـأرْ لميْـت ولـمْ نعفـوا
لافُض فوك يا صاحبي
للتثبيت إعجاباً وتقديرا
ماجد أيها الشاعر الأنيق أعجبني تثبيتك للقصيدة ربما لأني قاصر نظر فقط أنوه بأن البيت الذي اخترته أيضا فيه ضعف
ألا أيّها الجرح الـذي مـلأ المـدى
قُتلنا فلمْ نثـأرْ لميْـت ولـمْ نعفـوا

الشاعر يخاطب الجرح الذي ملأ المدى فينهي المسألة بقوله مخاطبا إياه قـُتِلنَا وعليه لم نثأرْ ولم نعف ُ هنا أرى فعل القتل مش خلاق إنما لا يدع لنا أملا نهائيا أرجو أن تستوعب ما أقول ..

ملاحظة مهمة :
يجب أن تعرف أن محمد الأمين سعيدي تربيتي وأنا أقسو عليه كما ترى ليكون أحسن من الجميع .. اللهم إلا إن رفض ذلك فسأدعه لمصيره ..هههههههه

هشام مصطفى
15-08-2008, 02:25 AM
أمين هذه المرة سأكون مفتشا في ثنايا بعض الأبيات وسأكون في المستقل هكذا ..
إن عدم مناقشة ما يكتب هو الذي جعل الشاعر يركن لما يكتب ولا يعيد ضبط الأشياء ..
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
هنا في البيت الأول فعل هفا لا ينسجم مع سما الأسى لأن هفا مفادها يضيق بسما الأسى
ثم التساؤل في العجز بعيد كل البعد عن ما ورد في الصدر ولا معنى له أنت َ تقول وهل يُغلق ُ الطيف ُ الأبواب َ و في جوها دخيلة لا تعضد أي لفظة في البيت ولا تضيف ..
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تعلّق بحبل تدلّ على أن الأمر من عنده أي أنه من فعله ولكن لقد عُلّقَ يا أمين وقد تفيد تعلّق أي عشق ههههه ثم نحن نقول إلتفَّ الشيء بالشيء لقوله تعالى والتفـَّت الساق بالساق ..
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
عجيب أول مرة أرى تشبيها بالإحساس هههههه وقد كان كالإحساس ثم أنظر هو كالإحساس هواجسه أي أحاسيسه من نوع الهاجس أنهارها هيهات تصفو أترى أنك بنيْت َ بيتا جميلا يا أمين
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أرى الصدر صنع َ صنعا ووهو لا يخدم العجز إلا من بعيد ما رأيك ثم تعالى هنا الصورة مقلوبة في صدرك أي أن التمر والسف غدا نخيلا في دمك معليش مقبولة بس السعف كيف تسرّب إلى الدم مقابل التمر الذي عذب وجوده في الدم هههههه
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
هنا العمق هاؤها تعود على الحقد وأراها غير مستصاغة لأنها ما تظهر بسهولة ثمّ كل ّ هذا حدث أقصد :يجتاحها لظىيُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ حدث في أماني بغداد والتي هي في زمن الغيب ؟؟؟ صح ما تريد أن تقول ؟؟ أقصد أمانيك مش مضبوطة ..
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ما علاقة هذا البيت مع سابقه ؟ ثم هو بيت فارغ لا يوصلك إلى شيء يعني أن ما تذرفه العينان يصوّر ُ وجه الأرض بآليات الوصفية للقصائد يعني أن القصائد مهمتها وصف الأرض في هذا السياق
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
في البيتين أعلاه ابتعدت َ لنرى بماذا سـاتي بهذا البعد الفجائي ؟؟
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
جيد هنا عملية تمازج بينك َ وبينها بس تبيد غرام الخائنين مش كويسة يا أمين لأن الإبادة هنا أصبحت لصالحهم أخلاقيا هههههههههههههه أنت تبيد غرام فهمني
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
وهنا أيضا السؤال تشكيكي ما دمت َ قد قلت َ أحمي هوى الأحباب ، لو لم تكن هذه الحماية لكان سؤال أستكاري .
الأستاذ الشاعر والناقد / مجذوب العيد
مساؤك شعر ونقد
بداية أشكر لك وقفتك مع القصيدة فهي إن تنمّ إنما تنمّ عن شاعر وناقد يسعى للرقي ولكن اسمح لي أستاذي الكريم أن أعارضك في بعض الملاحظات التي تناولتها في الأبيات
بداية أستاذي الكريم ألا يجب الولوج أولا للقصيدة من عتبتها وأقصد بالعتبة العنوان فالنص معنون بـ ( ذاكرة عاشق عربي ) إذا فنحن أمام استحضار للمشاهد ومن ثم المناجاة للمعشوقة ( بغداد ) وهنا يدخل الشاعر من باب اقتران الطيف ( كقرين للاستحضار وباب شرعي له ) ومادام المستحضر هو طيف للمعشوقة فلم لا يكون في فضاء الحزن ( سماء الأسى )كذلك يمكن اعتبار السماء كغطاء يلف الشاعر ليجعل منها انبثاق للطيف وبذلك يتناسب فعل هفا مع انبثاق الطيف وبالتالي يتناسب الفعل مع الفاعل فلا يجب أبدا أن نأخذ اللفظ في الشعر بعيدا عن الدال له وإلا فقد أوقفنا اللغة الشعرية على مدلول معين لتموت معه لغة الشعر أما عن هفا يهفو في المعجم الوسيط يدور معناها حول الإسراع والزلل الهبوب فنحن أمام معنى الإسراع لأن الذي هفا هو الطيف وليس هناك أي ضيق بين السماء للحزن و فعل هفا لأنه ليس المقصود موازنة حجم المساحة التي يهفو فيها الطيف بل على ما أعتقد الإشارة إلى اللهفة رغم مساحة الحزن في سماء أو أفق العاشق ومحيطه وأما عن الاستفهام فأعتقد أنه للنفي فالشاعر أراد أن ينفي منع الطيف من الإتيان وإن بعد المعنى بسبب بناء الفعل ( يُغلق ) والرائع أن الشاعر بذلك البناء قد فتح أفق التخيل للفاعل الحقيقي .
خذ مثلا أيضا في اعتراضك أو تساؤلك عن كيفية عودة التمر والسعف لكينونته الأصلية مع أن مساحة المعنى في البيت تتيح ذلك حيث أن البيت يعكس حالة العودة أو الارتداد لما كانت عليه المعشوقة فكأنه يريد لنا أن ندرك أن المعشوقة ( بغداد ) قد ضاع منها ما أثمرته في تاريخها المعاصر وأما عن السعف والدم فالشاعر يريد من ذلك طرح صورة العودة للمنبت حيث لا دال على نتاج ومحو كل أثر للإثمار وللدلالة على ذاتية الرؤية للعاشق جعل العودة مسرها دمه والدم اليخفى عليك دواله المعنوية
خلاصة ما أردت أن أقول في مداخلتي لك أستاذي
أولا لقد اجتزأت الأبيات فلابد لها أن تنسلخ من معناها لأن القصيدة تبدو في تلاحم وتتابع تسقط وينفرط عقدها إن رأينا بيتا دون ترابطه بالأبيات السابقة أو اللاحقة عليه وهنا تكمن الإشكالية
ثانيا أستاذي الكريم إنك قد ضيّقت لغة الشعر بالعلاقات المنطقية سواء في العلاقة بين الدال والمدلول في الفضاء المعنوي للفظ أو بين علاقات المشابهة وأحسب أن ذلك يحجم من شعرية القصيدة أو اللفظة أم حتى الجملة
ثالثا أنك في رؤيتك النقدية جعلتها تقوم على الجزئية ( أي فصل البيت عن القصيدة ) من جهة ومن جهة أخرى لم تقم العلاقات المفترضة بين الشبكة الداخلية للقصيدة ( أي الرؤية الأفقية متعاضدة مع الرؤية الرأسية ) ليصبح المعنى الممكن والذي يشغل المنقب والباحث لأي قصيدة ويجعله شغله الشاغل
كامل احترامي ومودتي لشخصك الكريم وسعة صدرك لهذه المداخلة

محمد الأمين سعيدي
15-08-2008, 02:47 AM
رائعة تترجم ما بالنفس من ألم
أرى الإبداع وقد تجسد فى صورة من لحم ودم
حينما طالعت بديع النظم وشممت رائحة البارود
الصاعدة من ثنايا الحروف المشتعلة أيقنت أنى
أمام صادق بوح محروق الفؤاد
دمت بكل خير
أخي الفاضل عادل..
أشكرك على مرورك الرائع هنا و على كلماتك الجميلة أيضا..
يظهر أن حال أمتنا في انحطاط كبير ..لكن نطلب من الله المعافاة..
ونرجو أن يردّ لنا امجادنا التي غابت عنا كثيرا..
شكرا وتقبل مودتي واحترامي..

مجذوب العيد المشراوي
15-08-2008, 11:54 AM
الأستاذ الشاعر والناقد / مجذوب العيد
مساؤك شعر ونقد
بداية أشكر لك وقفتك مع القصيدة فهي إن تنمّ إنما تنمّ عن شاعر وناقد يسعى للرقي ولكن اسمح لي أستاذي الكريم أن أعارضك في بعض الملاحظات التي تناولتها في الأبيات
بداية أستاذي الكريم ألا يجب الولوج أولا للقصيدة من عتبتها وأقصد بالعتبة العنوان فالنص معنون بـ ( ذاكرة عاشق عربي ) إذا فنحن أمام استحضار للمشاهد ومن ثم المناجاة للمعشوقة ( بغداد ) وهنا يدخل الشاعر من باب اقتران الطيف ( كقرين للاستحضار وباب شرعي له ) ومادام المستحضر هو طيف للمعشوقة فلم لا يكون في فضاء الحزن ( سماء الأسى )كذلك يمكن اعتبار السماء كغطاء يلف الشاعر ليجعل منها انبثاق للطيف وبذلك يتناسب فعل هفا مع انبثاق الطيف وبالتالي يتناسب الفعل مع الفاعل فلا يجب أبدا أن نأخذ اللفظ في الشعر بعيدا عن الدال له وإلا فقد أوقفنا اللغة الشعرية على مدلول معين لتموت معه لغة الشعر أما عن هفا يهفو في المعجم الوسيط يدور معناها حول الإسراع والزلل الهبوب فنحن أمام معنى الإسراع لأن الذي هفا هو الطيف وليس هناك أي ضيق بين السماء للحزن و فعل هفا لأنه ليس المقصود موازنة حجم المساحة التي يهفو فيها الطيف بل على ما أعتقد الإشارة إلى اللهفة رغم مساحة الحزن في سماء أو أفق العاشق ومحيطه وأما عن الاستفهام فأعتقد أنه للنفي فالشاعر أراد أن ينفي منع الطيف من الإتيان وإن بعد المعنى بسبب بناء الفعل ( يُغلق ) والرائع أن الشاعر بذلك البناء قد فتح أفق التخيل للفاعل الحقيقي .
خذ مثلا أيضا في اعتراضك أو تساؤلك عن كيفية عودة التمر والسعف لكينونته الأصلية مع أن مساحة المعنى في البيت تتيح ذلك حيث أن البيت يعكس حالة العودة أو الارتداد لما كانت عليه المعشوقة فكأنه يريد لنا أن ندرك أن المعشوقة ( بغداد ) قد ضاع منها ما أثمرته في تاريخها المعاصر وأما عن السعف والدم فالشاعر يريد من ذلك طرح صورة العودة للمنبت حيث لا دال على نتاج ومحو كل أثر للإثمار وللدلالة على ذاتية الرؤية للعاشق جعل العودة مسرها دمه والدم اليخفى عليك دواله المعنوية
خلاصة ما أردت أن أقول في مداخلتي لك أستاذي
أولا لقد اجتزأت الأبيات فلابد لها أن تنسلخ من معناها لأن القصيدة تبدو في تلاحم وتتابع تسقط وينفرط عقدها إن رأينا بيتا دون ترابطه بالأبيات السابقة أو اللاحقة عليه وهنا تكمن الإشكالية
ثانيا أستاذي الكريم إنك قد ضيّقت لغة الشعر بالعلاقات المنطقية سواء في العلاقة بين الدال والمدلول في الفضاء المعنوي للفظ أو بين علاقات المشابهة وأحسب أن ذلك يحجم من شعرية القصيدة أو اللفظة أم حتى الجملة
ثالثا أنك في رؤيتك النقدية جعلتها تقوم على الجزئية ( أي فصل البيت عن القصيدة ) من جهة ومن جهة أخرى لم تقم العلاقات المفترضة بين الشبكة الداخلية للقصيدة ( أي الرؤية الأفقية متعاضدة مع الرؤية الرأسية ) ليصبح المعنى الممكن والذي يشغل المنقب والباحث لأي قصيدة ويجعله شغله الشاغل
كامل احترامي ومودتي لشخصك الكريم وسعة صدرك لهذه المداخلة
يا هشام أحييك على هذا التناول ..
1 أنا ما أردت نقدا كاملا للقصيدة ولو أردت ُ ذلك لعرفت ُ كيف أدخل إلى القصيدة فالأبواب كثيرة في نظرتي الشعرية وليس ما يتعلمه الطلبة في الجامعات .
2 هفا بمعنى أسرع أصرّ أنها لا تتوافق مع سما الأسى لأن في لغتي هفا تستعمل ُ في المفرح والمسعد وليس في وضع كارثي ّ ٍ طبعاأظنك تعرف بطل القصيدة هنا ؟؟
3أما عن الإستفهام الذي أشرت إليه أدعه للقراء ولا أجيب ثم أنت لم تأخذ لفظة /جوها/ في الحديث هنا وهيَ التي أراها مقحمة ..
4 السعف استهجنته في دم الشاعر ثم أنت بعيد هنا عن ما يريد الشاعر لأنه ربط القضية هنا بمسألة وجدانية بحتة مادام نبهنا إلى أن التمر والسعف يجريان في الدم فأصبحا نخيلا ههههه
5 ما زلت ُ أؤكد أني أني ما تعرضت إلى نقد متكامل وذلك ما تلحّ على إظهاره وإنما أكدّت على اضطراب الأبيات فقط ...يا صاحبي مسألة نقد قصيدة أمر آخر ..
ثم في مسألة اضطراب الأبيات عليك أن تدقق في انسجام الألفاظ بعضها ببعض ودلالاتها في إطار البيت الواحد لأنك تريد أن تشهد على جودة البيت أو ضعفه هذا كل ما فعلته في قراءتي لبعض أبيات الأنيق محمد الأمين
لذا فآخر ما ما أدليت َبه وأول ما أدليتَ به معطلان في قراءتي يا حبيبي *** أنا تعرضت فقط لاستنطاق بعض الأبيات لأرى أهيَ بالإسمنت أم بالطين *** ثم نيتي فيما أقوم به يعلمها الله وحده .

الآن فقط أرى أن الواحة بدأت تستفيق من الإطراءات الجزافية بهكذا تدخلات ... فقط يجب أن نتعلم َ أن النقد مسألة نظيفة وهيَ مشكوك فيها عندما تنطلق من نظرة المحاماة . فليَعلم ْ كل متدخل من الآن أن طرح الرؤية النزيهة تؤكد شرف الإنسان وطيب أصله أما الدخول برؤية يسبقها الدفاع عن فلان أو علان ستأسرُ النظرة النقدية في براكين الغرائز وتحطم عملية البناء الحقيقية ..

ابراهيم السكوري
15-08-2008, 01:28 PM
حياك الله يا مين
القصيدة جميلة لا تخرج إلا من في شاعر فحل.....
شخصيا تمتعت بقراءة هذه القصيدة
دامت شاعريتك

محمد الأمين سعيدي
15-08-2008, 05:48 PM
سيدي الشاعر السامق الاستاذ الفاضل محمد الامين
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
من الشكر والتقدير يا امير المنتدى
دمت بخير
الشاعر لطفي الياسيني..
شكرا على مرورك الرائع هنا ..
تقبل خالص تحياتي..

محمد الأمين سعيدي
15-08-2008, 05:53 PM
أمين هذه المرة سأكون مفتشا في ثنايا بعض الأبيات وسأكون في المستقل هكذا ..
إن عدم مناقشة ما يكتب هو الذي جعل الشاعر يركن لما يكتب ولا يعيد ضبط الأشياء ..
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
هنا في البيت الأول فعل هفا لا ينسجم مع سما الأسى لأن هفا مفادها يضيق بسما الأسى
ثم التساؤل في العجز بعيد كل البعد عن ما ورد في الصدر ولا معنى له أنت َ تقول وهل يُغلق ُ الطيف ُ الأبواب َ و في جوها دخيلة لا تعضد أي لفظة في البيت ولا تضيف ..
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تعلّق بحبل تدلّ على أن الأمر من عنده أي أنه من فعله ولكن لقد عُلّقَ يا أمين وقد تفيد تعلّق أي عشق ههههه ثم نحن نقول إلتفَّ الشيء بالشيء لقوله تعالى والتفـَّت الساق بالساق ..
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
عجيب أول مرة أرى تشبيها بالإحساس هههههه وقد كان كالإحساس ثم أنظر هو كالإحساس هواجسه أي أحاسيسه من نوع الهاجس أنهارها هيهات تصفو أترى أنك بنيْت َ بيتا جميلا يا أمين
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أرى الصدر صنع َ صنعا ووهو لا يخدم العجز إلا من بعيد ما رأيك ثم تعالى هنا الصورة مقلوبة في صدرك أي أن التمر والسف غدا نخيلا في دمك معليش مقبولة بس السعف كيف تسرّب إلى الدم مقابل التمر الذي عذب وجوده في الدم هههههه
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
هنا العمق هاؤها تعود على الحقد وأراها غير مستصاغة لأنها ما تظهر بسهولة ثمّ كل ّ هذا حدث أقصد :يجتاحها لظىيُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ حدث في أماني بغداد والتي هي في زمن الغيب ؟؟؟ صح ما تريد أن تقول ؟؟ أقصد أمانيك مش مضبوطة ..
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ما علاقة هذا البيت مع سابقه ؟ ثم هو بيت فارغ لا يوصلك إلى شيء يعني أن ما تذرفه العينان يصوّر ُ وجه الأرض بآليات الوصفية للقصائد يعني أن القصائد مهمتها وصف الأرض في هذا السياق
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
في البيتين أعلاه ابتعدت َ لنرى بماذا سـاتي بهذا البعد الفجائي ؟؟
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
جيد هنا عملية تمازج بينك َ وبينها بس تبيد غرام الخائنين مش كويسة يا أمين لأن الإبادة هنا أصبحت لصالحهم أخلاقيا هههههههههههههه أنت تبيد غرام فهمني
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
وهنا أيضا السؤال تشكيكي ما دمت َ قد قلت َ أحمي هوى الأحباب ، لو لم تكن هذه الحماية لكان سؤال أستكاري .
مجذوب..
شكرا على مرورك الجميل هنا..
سعيد بتفتيشك في قصيدتي هذه المرة و أتمنى من كل قلبي أن يتواصل هذا التفتيش في كل قصائدي ..
لن أجرأ على أن أدافع عن قصيدتي ..لكن أتمنى أن يُدافع النص عن نفسه كما كنت تقول دائما..
تقبل خالص تحياتي أيها الشاعر الجميل..
شكرا

سالم العلوي
15-08-2008, 06:16 PM
تعالى كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
تكاثرت الأوجاع فينا وقادنا=جنون تربّى بين أحضانه الخوفُ
أنين اليتامى يستغيث ويرتقي=إلى الأفق الأعلى بأبوابه يغفو
يُناجي إلاه الكون و الأفـْق ذابلٌ=ووجه الدياجي في سماواته سقفُ
ألا أيّها الجرح الذي ملأ المدى=قـُتلنا فلمْ نثأرْ لميْت ولمْ نعفوا
وكنّا إذا داس الهوان قلوبنا=أرامل دهر يستبدّ به الضعفُ
تُحاصرنا الأرزاء من كل وجهة=ويجهد في إفناء أحلامنا الحتفُ
أبادوك يا بغداد هل من تميمة=تبدّد عصرا خير أسمائه الزيْفُ
رياح المآسي عاصف بعد عاصفٍ=تناوب فينا في مدًى كلّه عصْفُ
أرى ردّة في الجوّ تعلو وتختفي=فيا ليته يأتي لإظهارها الكشفُ
ويا لهف نفسي هل يكون لنا علا=وهل يُنبت الأمجاد في أرضنا اللهفُ
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائدي=تمزّق في هيجائها اللفظ و الحرفُ
ألا أيها الطيف الذي كان هاهنا=يُريق دماء الغاصبين ولا يعفو
ألا أيها الطيف المقدّس ها أنا= أعاتبُ قوما قادهم بعدك الخوفُالمشرية في 1/09/2007
من ديوان "أنا يا أنت" الصادر عن دار الأديب للنشر و التوزيع الجزائر

الشاعر المتألق الشائق الرائق محمد الأمين سعيدي
ترجمت الهم الجاثم في صدورنا والمتجدد كل مساء ..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفك أسر الحبيبة .. وما ذلك على الله بعزيز
همسة لو أذنت لي تتعلق بإملاء بعض الكلمات
يجفوا = يجفو
ولم نعفوا = ولم نعفُ
سلمت وسلم بوح الجميل المعبر
ودمت متألقا مبدعا
مع خالص التحية

محسن شاهين المناور
15-08-2008, 09:11 PM
أخي الحبيب محمد الأمين السعيدي
اخي كمتلقي وقفت على القصيدة فقرأت
في كل حرف جرح في قصيدة تفيض
حزنا واسى ومرارة كصورة للواقع
الذي تلفنا مصائبه ولا حل في الأفق
وخير مثال ما صورته عن بغداد وماتعاني
أنا مع النقد البناء الذي ينمي قدراتنا
وسعة أفقنا الشعري . . . قصيدة معبرة
وصور موفقة وشاعر متمكن
أخوك

هشام مصطفى
16-08-2008, 02:25 AM
يا هشام أحييك على هذا التناول ..
1 أنا ما أردت نقدا كاملا للقصيدة ولو أردت ُ ذلك لعرفت ُ كيف أدخل إلى القصيدة فالأبواب كثيرة في نظرتي الشعرية وليس ما يتعلمه الطلبة في الجامعات .
2 هفا بمعنى أسرع أصرّ أنها لا تتوافق مع سما الأسى لأن في لغتي هفا تستعمل ُ في المفرح والمسعد وليس في وضع كارثي ّ ٍ طبعاأظنك تعرف بطل القصيدة هنا ؟؟
3أما عن الإستفهام الذي أشرت إليه أدعه للقراء ولا أجيب ثم أنت لم تأخذ لفظة /جوها/ في الحديث هنا وهيَ التي أراها مقحمة ..
4 السعف استهجنته في دم الشاعر ثم أنت بعيد هنا عن ما يريد الشاعر لأنه ربط القضية هنا بمسألة وجدانية بحتة مادام نبهنا إلى أن التمر والسعف يجريان في الدم فأصبحا نخيلا ههههه
5 ما زلت ُ أؤكد أني أني ما تعرضت إلى نقد متكامل وذلك ما تلحّ على إظهاره وإنما أكدّت على اضطراب الأبيات فقط ...يا صاحبي مسألة نقد قصيدة أمر آخر ..
ثم في مسألة اضطراب الأبيات عليك أن تدقق في انسجام الألفاظ بعضها ببعض ودلالاتها في إطار البيت الواحد لأنك تريد أن تشهد على جودة البيت أو ضعفه هذا كل ما فعلته في قراءتي لبعض أبيات الأنيق محمد الأمين
لذا فآخر ما ما أدليت َبه وأول ما أدليتَ به معطلان في قراءتي يا حبيبي *** أنا تعرضت فقط لاستنطاق بعض الأبيات لأرى أهيَ بالإسمنت أم بالطين *** ثم نيتي فيما أقوم به يعلمها الله وحده .
الآن فقط أرى أن الواحة بدأت تستفيق من الإطراءات الجزافية بهكذا تدخلات ... فقط يجب أن نتعلم َ أن النقد مسألة نظيفة وهيَ مشكوك فيها عندما تنطلق من نظرة المحاماة . فليَعلم ْ كل متدخل من الآن أن طرح الرؤية النزيهة تؤكد شرف الإنسان وطيب أصله أما الدخول برؤية يسبقها الدفاع عن فلان أو علان ستأسرُ النظرة النقدية في براكين الغرائز وتحطم عملية البناء الحقيقية ..
أستاذي الكريم / الجميل مجذوب
أولا أستاذي أشكر لك سعة صدرك لمداخلتي وحسن الظن بي وبها
أستاذي إن لم تتحاور الأفكار بالقطع لن نتقدم أو نقدم أدبا يعبر عنّا وهذا ما أعتقد أنك تتفق معي فيه
أما عن ثانيا فأنا أعلم تماما أنك لم تقدم رؤية نقدية للعمل ولكن اسمح لي أستاذي حينما خالفتك فإنني بذلك أحاور منهجية النقد عموما وأخالفها وأعتقد ان هذا لا ضير فيه بل حتميته واجبة لذا وجدت أن مثلا هفا والتي عارضتها تناسب تماما لكون الفاعل هو الطيف أما عن كون الفعل ذاته في نطاق سماء الأسى فهذا لا يعني أنها ( أي سماء الأسى ) توصف بالضيق هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يجب أن يكون العقل في لغة الشعر هو الحاكم لأن العلاقات في الخيال لا تخضع لمنطقية العقل ( وهذه إشكالية خلافية مع شخصك الكريم ) وهب أنها كذلك فأين الرؤية الحداثية التي تحاول تفسير المتناقضات فنحن بذلك نحكم على القصيدة العمودية بالثبات أمام القصيدة الحداثية فلم لا يستخدم الشاعر العمودي لغة الحداثة ويمكن تفسير العلاقة من هذه الزاوية ومع تطور الدلالات للفظ فيكون انتساب السعة للأفق الضيقة ليعبر بذلك الشاعر عن متغير في الحياة هذا مثال لا أكثر
وأما أستاذي الكريم عن السعف فلو أننا رجعنا للبيت ككل لوجدنا الشاعر بدأه بقوله ( ها غابت الآمال ) إذا نحن أمام ضياع الأمل ومع ترتيب الجملة حسب ما أفهمه يكون الشطر ( والسعف والتمر عادا نخيلا ) وازن بين الشطرين تجد أن الارتداد هو ما يقصده الشاعر ( وهذه إشكالية أخرى أختلف معك فيها حيث يوجب الربط الأفقي للبيت الواحد مع الربط الرأسي لتكوين شبكة العلاقات المسؤولة عن إبارز المعنى الممكن )
أستاذي الكريم أتفق معك أن القراءة النقدية لأي قصيدة لا يمكن أن تكون هكذا ولكنك أشرت أنك تتفحص ولن تقف كما يحدث مع الآخرين لذا فأي مار من القراء أو الزائرين من المؤكد أنه سيعتقد أن النقد هكذا مع التأكيد على أن قدرتك النقدية لا غبار عليها بل نتعلم منها وإن خالفناها
أما عن الدفاع عن القصيدة أو الانطلاق من هذا المبدأ فهذا بعيد تماما عن الإطار الذي أتحدث به لأنني لا أعرف الشاعر ( وإن كان يشرفتي معرفتي به و أرجو أن يعذرني في ذلك ويعذر جهلي ) وهذا ليس من منهجي عند المرور في أي متصفح فأنا قليل المداخلات لإيماني أن المداخلة يجب أن تثمر إما بإلقاء النظر على الجانب الجيد أو طرح التساؤل ( وهذا اختلف معك فيه أيضا ) حيث أن الحكم يعني امتلاك الحقيقة أو حقيقة المعنى وأعتقد أن هذا مالا يقدر عليه أحد حتى مع الشعر العمودي المحافظ إلا إذا كان في الإيقاع أو اللغة ليس كنسق وإنما كقاعدة نحوية
أستاذي الكريم نقطة أخير أتفق معك فيها أن الموضوعية إن ذهبت عن النقد أصبح لا نقد وإنما تهريج وادعاء
خالص شكري وتقديري ومحبتي

مجذوب العيد المشراوي
16-08-2008, 01:17 PM
أستاذي الكريم / الجميل مجذوب
أولا أستاذي أشكر لك سعة صدرك لمداخلتي وحسن الظن بي وبها
أستاذي إن لم تتحاور الأفكار بالقطع لن نتقدم أو نقدم أدبا يعبر عنّا وهذا ما أعتقد أنك تتفق معي فيه
أما عن ثانيا فأنا أعلم تماما أنك لم تقدم رؤية نقدية للعمل ولكن اسمح لي أستاذي حينما خالفتك فإنني بذلك أحاور منهجية النقد عموما وأخالفها وأعتقد ان هذا لا ضير فيه بل حتميته واجبة لذا وجدت أن مثلا هفا والتي عارضتها تناسب تماما لكون الفاعل هو الطيف أما عن كون الفعل ذاته في نطاق سماء الأسى فهذا لا يعني أنها ( أي سماء الأسى ) توصف بالضيق هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يجب أن يكون العقل في لغة الشعر هو الحاكم لأن العلاقات في الخيال لا تخضع لمنطقية العقل ( وهذه إشكالية خلافية مع شخصك الكريم ) وهب أنها كذلك فأين الرؤية الحداثية التي تحاول تفسير المتناقضات فنحن بذلك نحكم على القصيدة العمودية بالثبات أمام القصيدة الحداثية فلم لا يستخدم الشاعر العمودي لغة الحداثة ويمكن تفسير العلاقة من هذه الزاوية ومع تطور الدلالات للفظ فيكون انتساب السعة للأفق الضيقة ليعبر بذلك الشاعر عن متغير في الحياة هذا مثال لا أكثر
وأما أستاذي الكريم عن السعف فلو أننا رجعنا للبيت ككل لوجدنا الشاعر بدأه بقوله ( ها غابت الآمال ) إذا نحن أمام ضياع الأمل ومع ترتيب الجملة حسب ما أفهمه يكون الشطر ( والسعف والتمر عادا نخيلا ) وازن بين الشطرين تجد أن الارتداد هو ما يقصده الشاعر ( وهذه إشكالية أخرى أختلف معك فيها حيث يوجب الربط الأفقي للبيت الواحد مع الربط الرأسي لتكوين شبكة العلاقات المسؤولة عن إبارز المعنى الممكن )
أستاذي الكريم أتفق معك أن القراءة النقدية لأي قصيدة لا يمكن أن تكون هكذا ولكنك أشرت أنك تتفحص ولن تقف كما يحدث مع الآخرين لذا فأي مار من القراء أو الزائرين من المؤكد أنه سيعتقد أن النقد هكذا مع التأكيد على أن قدرتك النقدية لا غبار عليها بل نتعلم منها وإن خالفناها
أما عن الدفاع عن القصيدة أو الانطلاق من هذا المبدأ فهذا بعيد تماما عن الإطار الذي أتحدث به لأنني لا أعرف الشاعر ( وإن كان يشرفتي معرفتي به و أرجو أن يعذرني في ذلك ويعذر جهلي ) وهذا ليس من منهجي عند المرور في أي متصفح فأنا قليل المداخلات لإيماني أن المداخلة يجب أن تثمر إما بإلقاء النظر على الجانب الجيد أو طرح التساؤل ( وهذا اختلف معك فيه أيضا ) حيث أن الحكم يعني امتلاك الحقيقة أو حقيقة المعنى وأعتقد أن هذا مالا يقدر عليه أحد حتى مع الشعر العمودي المحافظ إلا إذا كان في الإيقاع أو اللغة ليس كنسق وإنما كقاعدة نحوية
أستاذي الكريم نقطة أخير أتفق معك فيها أن الموضوعية إن ذهبت عن النقد أصبح لا نقد وإنما تهريج وادعاء
خالص شكري وتقديري ومحبتي


أيها الجميل هناك قضية أثرتها سأتكلم فيها بإسهاب
حدود العقل في فهم الشعر
مما لا إشكال فيه أن الجملة الشعرية خاضعة لمشاعر الشاعر بنسب متفاوتة وذلك تبعا لحالته الشعرية وهيَ في أحسن أحوالها تأتي بجديد في تأليف الأشياء المتباعدة بحيث لا يستهجن العقل ذلك من حيث بديهيته التي خلقه الله عليها بل إن ما هو إبداع في لغة المشاعر ينجذب إليه العقل انجذاب الساجد لعذوبة ما يرى
هذا هو حد العقل في جمال الشعر أما من ناحية تدخله في نظم القصيدة بكل قوته الصلبة فهو أيضا يضر بها أيما ضرر ..
اللهم إلا إذا كان بناء القصيدة فلسفي عقلي يتناول مفهوما ما على طريقة الشعر الغربي بعضه طبعا والذي خدم هذه الأفكار ببراعة ..
هذا شيء قليل لتأصيل نظرتي والتي ترها جد عقلية وأنا الشاعر الذي يرى بشعره ذلك ..
أعود إلى البيت الذي ترى فيه جمالا ما يا صاحبي سأعريه لك جيدا حتى تعرف ما أرى وربما يغيب عنك

تعالى كطيف في سماء الأسـى يهفـو
وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟

أي أن البيت يتناول صدام حسين ولكن الشاعر تناوله وجدانيا أي في مخيلته لذا أطلق عليه طيفا
يبدأ بلفظة تعالى والتي تؤكد أن الشاعر أخذه بعد موته مباشرة حيث يراه طيفا... خلاص
لكن ّ الشاعر يراه يتعالى في سماء الأسى وأورد هنا في العجز فعلين أولهما تعالى وثانيهما يهفو وبينهما سماء الأسى مما عصف بأحقية الفعل الثاني يهفو هذا الفعل الذي يتعامل مع محذوف لم يقله الشاعرمما ضعّفَ من أحقيته ولو أظهر الشاعر ما يريد أن يصنع بالفعل هفا لانتهى الإشكال ولكنه وقد أخفى ذلك فلنا أن نقول بإشارات العقل التي لا تعجبُك يا صاحبي ما نراه مرجّحا ..وهو تصادم دلالي لفعلين حيث أن القراءة الأخرى لذلك تكون كما يلي تعالى يهفو في سما الأسى هل فهمتني الآن ويبقى المحذوف مَنْ يثير الإشكال هنا ..
لكنه عندما ذهب للصدر خرج خروجا في انسياب المعاني بتساؤل وهو لم يوفِ صدر البيت حقه من المعنى بوجود محذوف من الكلام أي أن الشاعر تساءل وهو لم يضع الأرضية قبل ذلك ..
والأغرب أن سؤاله كان غير مفهوم تماما في لغة القلب والعقل معا يا صاحبي ..
لاحظ معي كيف يسأل ؟ سأسأل بطريقة نثرية شارحا البيت لتدرك ما أقول ..

وهل يُغلق ُ الطيف ُ أبوابَ السماء -- في جوِّها أي الأسى الموجود -- ما يريد أن يوصله الشاعر ولم يصل
أو
وهل يغلق ُ الطيف ُفي جوِّها أبوابَ السماء وهنا أيضا جوّها يقصد به الأسى المذكور آنفا ولم يصل ْ أيضا

ثم ما معنى السؤال ؟؟ يا صاحبي هل فهمت َ شيئا ؟؟؟

أحد الشروحات والتي أراها قوية هو أن الشاعر يرى صدام من المغضوب عليهم في السماء أو له شك في المسألة لذا أتى بالسؤال هل يُغْلِقُ ... ؟؟؟ منْ .. ؟ الطيف ُ .. وهنا أعود لما كنت ُ أقول في العجز
منْ أن ّ هذا الطيف لم يتعامل معه الشاعر بحزم في الفتوى التي تسيطر على مخيلته لذا هفا ليست من جنس البيت بأي شكل مادام َ فعل هفا يقترن عادة بالإسراع إلى شيء جميل ..
ثم إن هذا السؤال فجائي ونحن ُ لم نكوّن رأيا في الصّدر من ْ أيّ زاوية نُلريد ..
ثم لو سألت الشاعر عن كل ما صرّحت ُ به هنا لنفى ذلك تماما وقال إن مجذوب لم يفهم ْ البيت وأتى بشرح آخر . وله أن يفعل ذلك ما دام َ لغة البيت هنا رخوة هلامية لا تخفـِّي فيها وإنما غياب القصدية الإبداعية ظاهر ٌ عليها بلا جدال ..
يا هشام رأيتك تثير عقليتي في فهم الأمور وأدركت ُ ما وراء عباراتك ..
وأسأل : ما دخل ُ الحداثة فيما كتب محمد الأمين ؟؟
أعتبر ُ هذا التدخل آخر ما يمكن ُ أن أ ُدلي به هنا ومحمد يعرف سببَ إثارتي الزوبعة حول بعض أبياته
كنت ُ أستطيع ُ أن أتدخل في قصيدته وأقول كما يقولون ... قصيدة رائعة وممتازة وووو ...
كما أفعل عادة مع كثيرين ممن أراهم بعيدين عن الإبداع بعدا لا حلول له ..
يا محمد الأمين صدقني أني لا أكذب عليك فيما أرى وهدفي لن تعرفه اليوم وإنما بعد سنوات تذكر هذا ..
أما أن تبرر أنتَ أو آخرون جودة القصيدة بأني جدّ ُ عقلي فهذا لا يفيد بشيء صدقني ..
وأكثر من هذا هل أشار عليك هؤلاء بأخطائك النحوية فيها ؟؟؟
ماجد مثلا انتقى بيتا فيه خطأ نحويّ من قصيدتك ليستشهد به على روعة القصيدة وقد ضمنت ُ الخطأ في ردي حينما نوّهت ُ على تثبيت القصيدة ..؟

أرجو أن تختم الموضوع هذا ونلتفت َ إلى إبداع جديد ..

مجذوب العيد المشراوي

محمد الأمين سعيدي
16-08-2008, 06:24 PM
لا فُض فوك أيها الأمين الشاعر
قصيدة رائعة قالت الصدق و أوقدت النفوس
ألا أيّها الجرح الـذي مـلأ المـدى
قُتلنا فلمْ نثـأرْ لميْـت ولـمْ نعفـوا
لافُض فوك يا صاحبي
للتثبيت إعجاباً وتقديرا
أخي الفاضل..
شكرا على مرورك الجميل هنا ..
تقبل خالص تحياتي ومحبتي ..
شكرا مجددا

هشام مصطفى
17-08-2008, 09:21 AM
أيها الجميل هناك قضية أثرتها سأتكلم فيها بإسهاب
حدود العقل في فهم الشعر
مما لا إشكال فيه أن الجملة الشعرية خاضعة لمشاعر الشاعر بنسب متفاوتة وذلك تبعا لحالته الشعرية وهيَ في أحسن أحوالها تأتي بجديد في تأليف الأشياء المتباعدة بحيث لا يستهجن العقل ذلك من حيث بديهيته التي خلقه الله عليها بل إن ما هو إبداع في لغة المشاعر ينجذب إليه العقل انجذاب الساجد لعذوبة ما يرى
هذا هو حد العقل في جمال الشعر أما من ناحية تدخله في نظم القصيدة بكل قوته الصلبة فهو أيضا يضر بها أيما ضرر ..
اللهم إلا إذا كان بناء القصيدة فلسفي عقلي يتناول مفهوما ما على طريقة الشعر الغربي بعضه طبعا والذي خدم هذه الأفكار ببراعة ..
هذا شيء قليل لتأصيل نظرتي والتي ترها جد عقلية وأنا الشاعر الذي يرى بشعره ذلك ..
أعود إلى البيت الذي ترى فيه جمالا ما يا صاحبي سأعريه لك جيدا حتى تعرف ما أرى وربما يغيب عنك
تعالى كطيف في سماء الأسـى يهفـو
وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
أي أن البيت يتناول صدام حسين ولكن الشاعر تناوله وجدانيا أي في مخيلته لذا أطلق عليه طيفا
يبدأ بلفظة تعالى والتي تؤكد أن الشاعر أخذه بعد موته مباشرة حيث يراه طيفا... خلاص
لكن ّ الشاعر يراه يتعالى في سماء الأسى وأورد هنا في العجز فعلين أولهما تعالى وثانيهما يهفو وبينهما سماء الأسى مما عصف بأحقية الفعل الثاني يهفو هذا الفعل الذي يتعامل مع محذوف لم يقله الشاعرمما ضعّفَ من أحقيته ولو أظهر الشاعر ما يريد أن يصنع بالفعل هفا لانتهى الإشكال ولكنه وقد أخفى ذلك فلنا أن نقول بإشارات العقل التي لا تعجبُك يا صاحبي ما نراه مرجّحا ..وهو تصادم دلالي لفعلين حيث أن القراءة الأخرى لذلك تكون كما يلي تعالى يهفو في سما الأسى هل فهمتني الآن ويبقى المحذوف مَنْ يثير الإشكال هنا ..
لكنه عندما ذهب للصدر خرج خروجا في انسياب المعاني بتساؤل وهو لم يوفِ صدر البيت حقه من المعنى بوجود محذوف من الكلام أي أن الشاعر تساءل وهو لم يضع الأرضية قبل ذلك ..
والأغرب أن سؤاله كان غير مفهوم تماما في لغة القلب والعقل معا يا صاحبي ..
لاحظ معي كيف يسأل ؟ سأسأل بطريقة نثرية شارحا البيت لتدرك ما أقول ..
وهل يُغلق ُ الطيف ُ أبوابَ السماء -- في جوِّها أي الأسى الموجود -- ما يريد أن يوصله الشاعر ولم يصل
أو
وهل يغلق ُ الطيف ُفي جوِّها أبوابَ السماء وهنا أيضا جوّها يقصد به الأسى المذكور آنفا ولم يصل ْ أيضا
ثم ما معنى السؤال ؟؟ يا صاحبي هل فهمت َ شيئا ؟؟؟
أحد الشروحات والتي أراها قوية هو أن الشاعر يرى صدام من المغضوب عليهم في السماء أو له شك في المسألة لذا أتى بالسؤال هل يُغْلِقُ ... ؟؟؟ منْ .. ؟ الطيف ُ .. وهنا أعود لما كنت ُ أقول في العجز
منْ أن ّ هذا الطيف لم يتعامل معه الشاعر بحزم في الفتوى التي تسيطر على مخيلته لذا هفا ليست من جنس البيت بأي شكل مادام َ فعل هفا يقترن عادة بالإسراع إلى شيء جميل ..
ثم إن هذا السؤال فجائي ونحن ُ لم نكوّن رأيا في الصّدر من ْ أيّ زاوية نُلريد ..
ثم لو سألت الشاعر عن كل ما صرّحت ُ به هنا لنفى ذلك تماما وقال إن مجذوب لم يفهم ْ البيت وأتى بشرح آخر . وله أن يفعل ذلك ما دام َ لغة البيت هنا رخوة هلامية لا تخفـِّي فيها وإنما غياب القصدية الإبداعية ظاهر ٌ عليها بلا جدال ..
يا هشام رأيتك تثير عقليتي في فهم الأمور وأدركت ُ ما وراء عباراتك ..
وأسأل : ما دخل ُ الحداثة فيما كتب محمد الأمين ؟؟
أعتبر ُ هذا التدخل آخر ما يمكن ُ أن أ ُدلي به هنا ومحمد يعرف سببَ إثارتي الزوبعة حول بعض أبياته
كنت ُ أستطيع ُ أن أتدخل في قصيدته وأقول كما يقولون ... قصيدة رائعة وممتازة وووو ...
كما أفعل عادة مع كثيرين ممن أراهم بعيدين عن الإبداع بعدا لا حلول له ..
يا محمد الأمين صدقني أني لا أكذب عليك فيما أرى وهدفي لن تعرفه اليوم وإنما بعد سنوات تذكر هذا ..
أما أن تبرر أنتَ أو آخرون جودة القصيدة بأني جدّ ُ عقلي فهذا لا يفيد بشيء صدقني ..
وأكثر من هذا هل أشار عليك هؤلاء بأخطائك النحوية فيها ؟؟؟
ماجد مثلا انتقى بيتا فيه خطأ نحويّ من قصيدتك ليستشهد به على روعة القصيدة وقد ضمنت ُ الخطأ في ردي حينما نوّهت ُ على تثبيت القصيدة ..؟
أرجو أن تختم الموضوع هذا ونلتفت َ إلى إبداع جديد ..
مجذوب العيد المشراوي
أستاذي / مجذوب
بالرغم من أني أحمل في فكري الكثير مما أتيت به إلا أنني أحترم كل الاحترام رغبتك في غلق الموضوع للانتقال إلى إبداع آخر
فقط أنوه عن الاختلاف لا يعني الدفاع ولا يعني أني أشكك في فهمك للنص بل هو تعبير آخر عن رؤية أخرى فالنص الجيد ( رغم الأخطاء التي يمكن تداركها مستقبلا ) يبقى هو المثير للأسئلة
الله أكبر تراني فتحت موضعا آخر أعتذر ههههههه
مودتي

محمد الأمين سعيدي
17-08-2008, 12:33 PM
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائـدي
تمزّق في هيجائها اللفـظ و الحـرفُ
ألا أيها الطيف الذي كـان هاهنـا
يُريـق دمـاء الغاصبيـن ولا يعفـو
سلمت قصائدك من الخور
رائع أخي الشاعر المبدع لقد أمتعتنا بهذه الرائعة.
مع الناقد الشاعر : المشراوي في بعض تحليله للقصيدة .. ولكن بالنسبة لغرام الخائنين .. فأعتقد أنه بيت بليغ جدا .. حيث أن غرام الخائنين تفيد شدة تعلق الخائنين بأعمالهم فهم مغمرمون بالخيانة .. واعتقد هو قصد الشاعر.
تحيتي وتقديري
أخي عبد الملك ..
شكرا على مرورك الجميل هنا ..
تقبل محبتي و خالص احترامي..

محمد الأمين سعيدي
18-08-2008, 01:39 AM
الأستاذ الشاعر والناقد / مجذوب العيد
مساؤك شعر ونقد
بداية أشكر لك وقفتك مع القصيدة فهي إن تنمّ إنما تنمّ عن شاعر وناقد يسعى للرقي ولكن اسمح لي أستاذي الكريم أن أعارضك في بعض الملاحظات التي تناولتها في الأبيات
بداية أستاذي الكريم ألا يجب الولوج أولا للقصيدة من عتبتها وأقصد بالعتبة العنوان فالنص معنون بـ ( ذاكرة عاشق عربي ) إذا فنحن أمام استحضار للمشاهد ومن ثم المناجاة للمعشوقة ( بغداد ) وهنا يدخل الشاعر من باب اقتران الطيف ( كقرين للاستحضار وباب شرعي له ) ومادام المستحضر هو طيف للمعشوقة فلم لا يكون في فضاء الحزن ( سماء الأسى )كذلك يمكن اعتبار السماء كغطاء يلف الشاعر ليجعل منها انبثاق للطيف وبذلك يتناسب فعل هفا مع انبثاق الطيف وبالتالي يتناسب الفعل مع الفاعل فلا يجب أبدا أن نأخذ اللفظ في الشعر بعيدا عن الدال له وإلا فقد أوقفنا اللغة الشعرية على مدلول معين لتموت معه لغة الشعر أما عن هفا يهفو في المعجم الوسيط يدور معناها حول الإسراع والزلل الهبوب فنحن أمام معنى الإسراع لأن الذي هفا هو الطيف وليس هناك أي ضيق بين السماء للحزن و فعل هفا لأنه ليس المقصود موازنة حجم المساحة التي يهفو فيها الطيف بل على ما أعتقد الإشارة إلى اللهفة رغم مساحة الحزن في سماء أو أفق العاشق ومحيطه وأما عن الاستفهام فأعتقد أنه للنفي فالشاعر أراد أن ينفي منع الطيف من الإتيان وإن بعد المعنى بسبب بناء الفعل ( يُغلق ) والرائع أن الشاعر بذلك البناء قد فتح أفق التخيل للفاعل الحقيقي .
خذ مثلا أيضا في اعتراضك أو تساؤلك عن كيفية عودة التمر والسعف لكينونته الأصلية مع أن مساحة المعنى في البيت تتيح ذلك حيث أن البيت يعكس حالة العودة أو الارتداد لما كانت عليه المعشوقة فكأنه يريد لنا أن ندرك أن المعشوقة ( بغداد ) قد ضاع منها ما أثمرته في تاريخها المعاصر وأما عن السعف والدم فالشاعر يريد من ذلك طرح صورة العودة للمنبت حيث لا دال على نتاج ومحو كل أثر للإثمار وللدلالة على ذاتية الرؤية للعاشق جعل العودة مسرها دمه والدم اليخفى عليك دواله المعنوية
خلاصة ما أردت أن أقول في مداخلتي لك أستاذي
أولا لقد اجتزأت الأبيات فلابد لها أن تنسلخ من معناها لأن القصيدة تبدو في تلاحم وتتابع تسقط وينفرط عقدها إن رأينا بيتا دون ترابطه بالأبيات السابقة أو اللاحقة عليه وهنا تكمن الإشكالية
ثانيا أستاذي الكريم إنك قد ضيّقت لغة الشعر بالعلاقات المنطقية سواء في العلاقة بين الدال والمدلول في الفضاء المعنوي للفظ أو بين علاقات المشابهة وأحسب أن ذلك يحجم من شعرية القصيدة أو اللفظة أم حتى الجملة
ثالثا أنك في رؤيتك النقدية جعلتها تقوم على الجزئية ( أي فصل البيت عن القصيدة ) من جهة ومن جهة أخرى لم تقم العلاقات المفترضة بين الشبكة الداخلية للقصيدة ( أي الرؤية الأفقية متعاضدة مع الرؤية الرأسية ) ليصبح المعنى الممكن والذي يشغل المنقب والباحث لأي قصيدة ويجعله شغله الشاغل
كامل احترامي ومودتي لشخصك الكريم وسعة صدرك لهذه المداخلة
............
............
أخي الفاضل..
شكرا على مرورك الرائع هنا...
سعيد بآرائك حول النص...
تقبل خالص تحياتي

محمد الأمين سعيدي
24-08-2008, 09:53 PM
يا هشام أحييك على هذا التناول ..
1 أنا ما أردت نقدا كاملا للقصيدة ولو أردت ُ ذلك لعرفت ُ كيف أدخل إلى القصيدة فالأبواب كثيرة في نظرتي الشعرية وليس ما يتعلمه الطلبة في الجامعات .
2 هفا بمعنى أسرع أصرّ أنها لا تتوافق مع سما الأسى لأن في لغتي هفا تستعمل ُ في المفرح والمسعد وليس في وضع كارثي ّ ٍ طبعاأظنك تعرف بطل القصيدة هنا ؟؟
3أما عن الإستفهام الذي أشرت إليه أدعه للقراء ولا أجيب ثم أنت لم تأخذ لفظة /جوها/ في الحديث هنا وهيَ التي أراها مقحمة ..
4 السعف استهجنته في دم الشاعر ثم أنت بعيد هنا عن ما يريد الشاعر لأنه ربط القضية هنا بمسألة وجدانية بحتة مادام نبهنا إلى أن التمر والسعف يجريان في الدم فأصبحا نخيلا ههههه
5 ما زلت ُ أؤكد أني أني ما تعرضت إلى نقد متكامل وذلك ما تلحّ على إظهاره وإنما أكدّت على اضطراب الأبيات فقط ...يا صاحبي مسألة نقد قصيدة أمر آخر ..
ثم في مسألة اضطراب الأبيات عليك أن تدقق في انسجام الألفاظ بعضها ببعض ودلالاتها في إطار البيت الواحد لأنك تريد أن تشهد على جودة البيت أو ضعفه هذا كل ما فعلته في قراءتي لبعض أبيات الأنيق محمد الأمين
لذا فآخر ما ما أدليت َبه وأول ما أدليتَ به معطلان في قراءتي يا حبيبي *** أنا تعرضت فقط لاستنطاق بعض الأبيات لأرى أهيَ بالإسمنت أم بالطين *** ثم نيتي فيما أقوم به يعلمها الله وحده .
الآن فقط أرى أن الواحة بدأت تستفيق من الإطراءات الجزافية بهكذا تدخلات ... فقط يجب أن نتعلم َ أن النقد مسألة نظيفة وهيَ مشكوك فيها عندما تنطلق من نظرة المحاماة . فليَعلم ْ كل متدخل من الآن أن طرح الرؤية النزيهة تؤكد شرف الإنسان وطيب أصله أما الدخول برؤية يسبقها الدفاع عن فلان أو علان ستأسرُ النظرة النقدية في براكين الغرائز وتحطم عملية البناء الحقيقية ..
مجذوب..
سعيد جدا بانطباعاتك و أرائك النقدية..
تقبل خالص تحياتي ومحبتي..

محمد الأمين سعيدي
26-08-2008, 01:17 AM
حياك الله يا مين
القصيدة جميلة لا تخرج إلا من في شاعر فحل.....
شخصيا تمتعت بقراءة هذه القصيدة
دامت شاعريتك
اخي شكرا على المرور ..
اعجبتني آراؤك هنا ..
تقبل مني خالص محبتي...

محمد الأمين سعيدي
23-09-2008, 03:37 AM
الشاعر المتألق الشائق الرائق محمد الأمين سعيدي
ترجمت الهم الجاثم في صدورنا والمتجدد كل مساء ..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفك أسر الحبيبة .. وما ذلك على الله بعزيز
همسة لو أذنت لي تتعلق بإملاء بعض الكلمات
يجفوا = يجفو
ولم نعفوا = ولم نعفُ
سلمت وسلم بوح الجميل المعبر
ودمت متألقا مبدعا
مع خالص التحية
سالم ..
شكرا على مرورك الرائع وعلى ملاحظاتك الصائبة..
تقبل تحياتي الخالصة..

معروف محمد آل جلول
29-09-2008, 03:46 AM
محمد الأمين سعيدي ;,كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
تكاثرت الأوجاع فينا وقادنا=جنون تربّى بين أحضانه الخوفُ
أنين اليتامى يستغيث ويرتقي=إلى الأفق الأعلى بأبوابه يغفو
يُناجي إلاه الكون و الأفـْق ذابلٌ=ووجه الدياجي في سماواته سقفُ
ألا أيّها الجرح الذي ملأ المدى=قـُتلنا فلمْ نثأرْ لميْت ولمْ نعفوا
وكنّا إذا داس الهوان قلوبنا=أرامل دهر يستبدّ به الضعفُ
تُحاصرنا الأرزاء من كل وجهة=ويجهد في إفناء أحلامنا الحتفُ
أبادوك يا بغداد هل من تميمة=تبدّد عصرا خير أسمائه الزيْفُ
رياح المآسي عاصف بعد عاصفٍ=تناوب فينا في مدًى كلّه عصْفُ
أرى ردّة في الجوّ تعلو وتختفي=فيا ليته يأتي لإظهارها الكشفُ
ويا لهف نفسي هل يكون لنا علا=وهل يُنبت الأمجاد في أرضنا اللهفُ
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائدي=تمزّق في هيجائها اللفظ و الحرفُ
ألا أيها الطيف الذي كان هاهنا=يُريق دماء الغاصبين ولا يعفو
ألا أيها الطيف المقدّس ها أنا= أعاتبُ قوما قادهم بعدك الخوفُالمشرية في 1/09/2007
من ديوان "أنا يا أنت" الصادر عن دار الأديب للنشر و التوزيع الجزائر

الشاعر المميز ..الأمين المحترم..

المجاهد يصمد في ساح الأسى مرفوع الهامة..متعاليا..مترفعا ..صامدا..

يستشهد..فيتبددالمه ..وتنزاح أحزانه..وهو يغرغر..يعانق سماء الفرح..ويشهد خير يوم منذ ولدته أمه..

اللهم اجعلنا منهم..

..وفي رائعتك هذه؛ طرقت بدقة باب الوصف ..المحمل بالتمجيد للشهيد..المترع بحالته الماثلة في تضحيته بنفسه..فيرضي الله..ويبعث روح الاقتداء في من يليه من المجاهدين..فيضرمونها شعاليل ملتهبة فوق رؤوس الأعداء..وينتصرون ..فينعم المحررون الأحياء بخيرات الأرض التي أثمرها رضى الله تعالى..

وفي الضفة الأخرى من قصيدتك..تفصح بطريقتك السلسة ؛ عن الوجوه المشوهة بفضاعة العار ..ومنكر الفضيحة..وتلطم وجوههم القذرة بقذائف معبأة بالقيح و الصديد..فتنتن أجسادهم ..وتتعرى أوساخهم..فينفر منهم القارئ...اللبيب..

هذه سمات الأدب الجاد الذي يبحث عنه القارئ..

أما أنت وأمثالك من الأطهار فلا تجد إلا الدموع تخضب بها نحرك ..ولم تبق مكتوفا ..بل سلاحك شعرك ..وشعرك قنبلة نووية..قد تفجر الكرة الأرضية..فتعلنها ثورة على الطغيان أينما ارتحل وحل..و الدليل أننا نشهد ميلاد عالم متعدد الأقطاب..

ثم إنك تنفذ إلى باطن القارئ..فتفجر فيه روح الشفقة و المواساة..للثكلى المغلوبات و المستضعفين المقهورين...

قصيدة مكتملة من حيث البناء الهيكلي..وقد صارت مرآةعاكسة لواقع حرب ضروس في العراق...يصمد فيها من يصمد ..و يخسأ فيها من يخسأ..

والآن ندرك لم قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ لحسان ـ َ ض ـ// لهذا أشد عليهم من وقع النبل..//

أيها الأمين ..هل سيوافق اسمك مسماك ..فتصير أمين الأمة ؛ حامل قضيتها..لكن تمهل ..

لاأعرف كيف أخرج من مرصعتك هذه ..

أنت شاعر مميز وكفى..

سلامنا الحار للعراق المجاهد..و القدس الصامد..

وائل محمد القويسنى
29-09-2008, 11:06 PM
أوقظت الجراح يا صاحبى
سامحك الله
!!!
قصيدة جمعت الآلام وصبتها فى قلبى صبا
ودى
وائل القويسنى

محمد الأمين سعيدي
10-12-2008, 11:33 PM
أخي الحبيب محمد الأمين السعيدي
اخي كمتلقي وقفت على القصيدة فقرأت
في كل حرف جرح في قصيدة تفيض
حزنا واسى ومرارة كصورة للواقع
الذي تلفنا مصائبه ولا حل في الأفق
وخير مثال ما صورته عن بغداد وماتعاني
أنا مع النقد البناء الذي ينمي قدراتنا
وسعة أفقنا الشعري . . . قصيدة معبرة
وصور موفقة وشاعر متمكن
أخوك
أخي الحبيب محسن..
أشكرك على ردك الرائع وكلماتك الطيبة..
تقبل خالص تحياتي

معروف محمد آل جلول
08-02-2009, 07:57 PM
[quote=معروف محمد آل جلول;387791]محمد الأمين سعيدي ;,كطيف في سماء الأسى يهفو=وهل يُغلق الأبواب في جوّها الطيفُ؟
تعلّق قبل الموت عند وفاتنا=بحبل على جيد العروبة يلتفّ ُ
تمسّكتِ الأشواق في ليل غربتي=به حينما خانوا هواه وما وفّـُوا
وقد كان كالإحساس يحيا مخضّبا=هواجسُه هيهات أنهارُها تصفو
وها غابت الآمال من كلّ مهجة=وعادا نخيلا في دمي التمْر و السعْفُ
أمانيك يا بغدادُ يجتاحها لظى=يُهيّجُ نار الحقد في عمقه القصْفُ
فما تذرف العينان إلاّ قصائدا=يُصوّرُ وجه الأرض في وجهها الوصْفُ
ففي الأرض أمصار تقاتل بعضها=وفي البحر أشلاء على سطحه تطفو
وفي النفس آلام تذبّحُ نصفها=ويرفض أن يقتصّ من نصفه النصفُ
أنا أنت يا بغداد قلبي حرائقٌ=تبيد غرام الخائنين وتصطفّ ُ
أنا أنت يا بغداد أحمل رايتي=وأحمي هوى الأحباب هل مثلنا يجفوا؟
تكاثرت الأوجاع فينا وقادنا=جنون تربّى بين أحضانه الخوفُ
أنين اليتامى يستغيث ويرتقي=إلى الأفق الأعلى بأبوابه يغفو
يُناجي إلاه الكون و الأفـْق ذابلٌ=ووجه الدياجي في سماواته سقفُ
ألا أيّها الجرح الذي ملأ المدى=قـُتلنا فلمْ نثأرْ لميْت ولمْ نعفوا
وكنّا إذا داس الهوان قلوبنا=أرامل دهر يستبدّ به الضعفُ
تُحاصرنا الأرزاء من كل وجهة=ويجهد في إفناء أحلامنا الحتفُ
أبادوك يا بغداد هل من تميمة=تبدّد عصرا خير أسمائه الزيْفُ
رياح المآسي عاصف بعد عاصفٍ=تناوب فينا في مدًى كلّه عصْفُ
أرى ردّة في الجوّ تعلو وتختفي=فيا ليته يأتي لإظهارها الكشفُ
ويا لهف نفسي هل يكون لنا علا=وهل يُنبت الأمجاد في أرضنا اللهفُ
تهدّمت الأقوال.. خارت قصائدي=تمزّق في هيجائها اللفظ و الحرفُ
ألا أيها الطيف الذي كان هاهنا=يُريق دماء الغاصبين ولا يعفو
ألا أيها الطيف المقدّس ها أنا= أعاتبُ قوما قادهم بعدك الخوفُ
المشرية في 1/09/2007
من ديوان "أنا يا أنت" الصادر عن دار الأديب للنشر و التوزيع الجزائر
الشاعر المميز ..الأمين المحترم..
المجاهد يصمد في ساح الأسى مرفوع الهامة..متعاليا..مترفعا ..صامدا..
يستشهد..فيتبددالمه ..وتنزاح أحزانه..وهو يغرغر..يعانق سماء الفرح..ويشهد خير يوم منذ ولدته أمه..
اللهم اجعلنا منهم..
..وفي رائعتك هذه؛ طرقت بدقة باب الوصف ..المحمل بالتمجيد للشهيد..المترع بحالته الماثلة في تضحيته بنفسه..فيرضي الله..ويبعث روح الاقتداء في من يليه من المجاهدين..فيضرمونها شعاليل ملتهبة فوق رؤوس الأعداء..وينتصرون ..فينعم المحررون الأحياء بخيرات الأرض التي أثمرها رضى الله تعالى..
وفي الضفة الأخرى من قصيدتك..تفصح بطريقتك السلسة ؛ عن الوجوه المشوهة بفضاعة العار ..ومنكر الفضيحة..وتلطم وجوههم القذرة بقذائف معبأة بالقيح و الصديد..فتنتن أجسادهم ..وتتعرى أوساخهم..فينفر منهم القارئ...اللبيب..
هذه سمات الأدب الجاد الذي يبحث عنه القارئ..
أما أنت وأمثالك من الأطهار فلا تجد إلا الدموع تخضب بها نحرك ..ولم تبق مكتوفا ..بل سلاحك شعرك ..وشعرك قنبلة نووية..قد تفجر الكرة الأرضية..فتعلنها ثورة على الطغيان أينما ارتحل وحل..و الدليل أننا نشهد ميلاد عالم متعدد الأقطاب..
ثم إنك تنفذ إلى باطن القارئ..فتفجر فيه روح الشفقة و المواساة..للثكلى المغلوبات و المستضعفين المقهورين...
قصيدة مكتملة من حيث البناء الهيكلي..وقد صارت مرآةعاكسة لواقع حرب ضروس في العراق...يصمد فيها من يصمد ..و يخسأ فيها من يخسأ..
والآن ندرك لم قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ لحسان ـ َ ض ـ// لهذا أشد عليهم من وقع النبل..//
أيها الأمين ..هل سيوافق اسمك مسماك ..فتصير أمين الأمة ؛ حامل قضيتها..لكن تمهل ..
لاأعرف كيف أخرج من مرصعتك هذه ..

أنت شاعر مميز وكفى..
سلامنا الحار للعراق المجاهد..و القدس الصامد..

ألا أيها الجرح الذي ملأ المدى ـ ـ قُتِلْنا فـلم نثأر لِميْتٍ ولمْ نعفوا
ألا أيُّها الطّيْف الذي كان ههناـ ـ يُريقُ دِماء الغاصبين ولا يعْفو
ألا أيُّها الطّيْفُ المُقدَّسُ ها أنا ـ ـ أُعاتِبُ قوْما قادهم بعْدك الْخوْفُ

أخي الحبيب الأمين..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
كل المُعادلة في القصيدة التي جرّني إليها جمالها ..
في..


..../ الجرح/....الحاضر....
..../الطيف/....الغائب.....
وقد كان الطيف يوما رجلا يمشي ..يأكل ويشرب ..

وينظم الصفوف..
ويُلقي الخُطَبَ..
ويدفع الأذى عن الثكالى والمُستضعفين..
ويُلاحق العدو ..أينما حلّ ..وارتحل..
نثرتهم فوق الأُحَيْدِبِ نثْرَةً ـ ـ كما نُثِرت فوق العروس الدّراهمُ


لله درُّك من شاعر مُلْهم..
خالص تحيتي..
وبالغ تقديري..

د. سمير العمري
27-03-2011, 05:14 PM
لا أعلم كيف غابت عني هذه الفاتنة!

قرأتها اليوم فوجدتها ليست أحد أجمل ما قرأت لك بل ربما أحد أجمل ما قرأت من قصائد ، ولن يشوه جمالها الخلاب رأي عابر أو حتى بعض ما ضابها من موضعين سهوت فيهما لغويا وهما:

يجفوا ... الصواب يجفو بدون ألف.

ولم نغفوا ... الصواب نغفُ جزما بحذف حرف العلة وطبعا الألف لا توجد في مثل هذا المعنى حتى بدون جزم.


قصيدة شارحة ناضحة رائعة تشهد لك وحدها بتفوق شعري كبير!

هي شهادة حق وصدق!

دام ألقك وعز قدرك!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

عمار الزريقي
27-03-2011, 07:27 PM
وفـــــي الـنــفــس آلام تــذبّـــحُ نـصـفــهــا ويرفـض أن يقتـصّ مـن نصفـه النصـفُ

رائعة جيدة السبك
صاغتها أنامل متمكنة

دمت أيها الجميل