تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل عرفت الآن لماذا أسميك "أنت"..؟



شريفة العلوي
14-08-2008, 11:02 PM
عندما مسحت يد النهار كل التفاصيل الدقيقة التي يتحملها شاطئ البحر قسرا , كانت أسراب النوارس تنبش جرح الرمال التي ظلت تومض رغم نصل الموج وهو يكرر في ذهابه وإيابه لطم أهداب الرمال ثم تعود ثانية تلك التفاصيل الصغيرة لتختبئ في حلزونة التوق التي لا تيأس من رمية الرامي حتى وإن خابت في التصويب ...
كنت أبحث عن هموم الصيادين داخل القواقع المتفائلة وما يتبقى فيها من شعاع شمس الأصيل المرتبكة الى لمساتها البرتقالية في عودة الغروب المشرد ...
بينما أنت كنت تمسك بيد البحر لتأخذه المدرسة ...وتلقنه كيف يوازن منسوبه أثناء حصص المد و الجزر ..كنت مدركا قبل البحارة بأن بحور القلب أوسع وأكثر عمقا من المحيطات ..
فوجدتك لا تهرع مثل الآخرين لملاحقة رنين العملات , كما إنك لا تلهث تملقا لكسب الحلقات الممتلئة بالدخان.. ولا تمارس كرة السلة مع الأقصوصات الطائرة و الخاملة والغير متفاعلة مع أي عنصر أو مادة ....
لم تلهث جالسا مثل النمطيين الذين لا يكفون عن السرد المنفوخ , الذي لا يثمر عنه سوى ضحكات صفراء آنية الوقع و لا تقشر الأدمة الميتة من الصدور ولا تسرح خصلات الموجوعين .....
يا ذاك الشغف الصادح صفيرا عندما يتراقص النسيم بين جنبات الأصداف أدرك بأن سكان البحار يتشابهون في أوجاعهم ويختلفون في خصائصهم ....ولكنك تختلف حتى في تماثلك بهم ....
لم تكن مظلة الغيوم تشعر بالغربة عندما ترمي كسوتها على الساحل وعندما تلتحف بها الأمواج في عرض البحر لأنها تعي بأنك هناك ....كان يبدو من هناك شيء مألوف من أبعد نقطة في الأفق قد تكون يد الشراع التي ترواغ المتربصين بك لهفةً كانت تبدو مقبلة و هي مدبرة ...
هكذا أيها الصيادون مهنة الصيد أصقلت صبركم وأضفت على ملامحكم النضارة المغسولة من الهموم بعرق التأمل الذي يحيل الملح إلى السكر...لأن الطبع يغلب على التطبع ..
كنت أنت الوحيد الذي بقي واقفا بينما جثا الكل من أجل سمكة قد يقع صيادها في الشبكة أنت الذي لم ينحن لكل هذا العبث العائم فوق الماء ...
لذا كانت عيوني فقط تخيط وشاح نظراتها المزركشة من نسج مناداتك بــ يا أنت كم شامخ أنت ............
دعني أتساءل الآن متى يجدر بي أن أتعامل معك بضمير الغائب ؟
أتظنني سأعثر على حبر يتلائم لونه مع المصطلح الجديد ؟
وهل ستطاوعني الأبجدية ؟
وكيف لي أن أتكيف مع هذا النمط من الأسماء ؟
ومن أين أجلب الجرأة على نفي المواطن ومصادرة الوطن؟
قد تتساءل يوما لماذا أستخدم لك ضمير الحاضر وأنت لم تعد بعد من رحلة الصيد ؟
ببساطة ,, لا يتورط قلمي بأقتراف جملة دون أن تكون لديه حجة جلية......

عندما ستجد آثار أقدامك مازالت مزخرفة على جسد رمال الشاطئ ستعي لماذا كان ضمير الحاضر يلزمك في كل رحلة ......
هل عرفت الآن لماذا أسميك ..."أنت" ... ؟

هشام عزاس
14-08-2008, 11:43 PM
المبدعة الرائعة / شريـــفة العلوي

أي ابداع نثرته حروفك هنا سيدتي ؟؟؟ صراحة أجبرني نصك على قراءته ثلاث مرات ...
ساحر نصك هذا في مفرداته و صوره و حتى في تساؤلاته ... تكتبين بطريقة مبتكرة و جديدة
حتى و إن كانت كل الصور المستخدمة في النص قد استعملت من قبل كثيرا إلاّ أن طريقة طرحها و تأثيرها مختلف جدا ... فلوقعها في نفسية المتلقي دق خاص مغلف بالسحر .
نصك أربكني بحق ... فلست متخصصا في الأدب و لكنها رؤية متذوق أحس فعلا بطعم نصكِ المختلف .

عندما ستجدين آثار حروفكِ لا زالت عالقة في الذهن ستعرفين لما غيابك غدى حضورا ... يا أنتِ

دمت بهكذا إبداع ...

تقديري و انبهاري ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

وفاء حسن الأيوبي
15-08-2008, 07:21 AM
عندما مسحت يد النهار كل التفاصيل الدقيقة التي يتحملها شاطئ البحر قسرا , كانت أسراب النوارس تنبش جرح الرمال التي ظلت تومض رغم نصل الموج وهو يكرر في ذهابه وإيابه لطم أهداب الرمال ثم تعود ثانية تلك التفاصيل الصغيرة لتختبئ في حلزونة التوق التي لا تيأس من رمية الرامي حتى وإن خابت في التصويب ...
كنت أبحث عن هموم الصيادين داخل القواقع المتفائلة وما يتبقى فيها من شعاع شمس الأصيل المرتبكة الى لمساتها البرتقالية في عودة الغروب المشرد ...
بينما أنت كنت تمسك بيد البحر لتأخذه المدرسة ...وتلقنه كيف يوازن منسوبه أثناء حصص المد و الجزر ..كنت مدركا قبل البحارة بأن بحور القلب أوسع وأكثر عمقا من المحيطات ..
فوجدتك لا تهرع مثل الآخرين لملاحقة رنين العملات , كما إنك لا تلهث تملقا لكسب الحلقات الممتلئة بالدخان.. ولا تمارس كرة السلة مع الأقصوصات الطائرة و الخاملة والغير متفاعلة مع أي عنصر أو مادة ....
لم تلهث جالسا مثل النمطيين الذين لا يكفون عن السرد المنفوخ , الذي لا يثمر عنه سوى ضحكات صفراء آنية الوقع و لا تقشر الأدمة الميتة من الصدور ولا تسرح خصلات الموجوعين .....
يا ذاك الشغف الصادح صفيرا عندما يتراقص النسيم بين جنبات الأصداف أدرك بأن سكان البحار يتشابهون في أوجاعهم ويختلفون في خصائصهم ....ولكنك تختلف حتى في تماثلك بهم ....
لم تكن مظلة الغيوم تشعر بالغربة عندما ترمي كسوتها على الساحل وعندما تلتحف بها الأمواج في عرض البحر لأنها تعي بأنك هناك ....كان يبدو من هناك شيء مألوف من أبعد نقطة في الأفق قد تكون يد الشراع التي ترواغ المتربصين بك لهفةً كانت تبدو مقبلة و هي مدبرة ...
هكذا أيها الصيادون مهنة الصيد أصقلت صبركم وأضفت على ملامحكم النضارة المغسولة من الهموم بعرق التأمل الذي يحيل الملح إلى السكر...لأن الطبع يغلب على التطبع ..
كنت أنت الوحيد الذي بقي واقفا بينما جثا الكل من أجل سمكة قد يقع صيادها في الشبكة أنت الذي لم ينحن لكل هذا العبث العائم فوق الماء ...
لذا كانت عيوني فقط تخيط وشاح نظراتها المزركشة من نسج مناداتك بــ يا أنت كم شامخ أنت ............
دعني أتساءل الآن متى يجدر بي أن أتعامل معك بضمير الغائب ؟
أتظنني سأعثر على حبر يتلائم لونه مع المصطلح الجديد ؟
وهل ستطاوعني الأبجدية ؟
وكيف لي أن أتكيف مع هذا النمط من الأسماء ؟
ومن أين أجلب الجرأة على نفي المواطن ومصادرة الوطن؟
قد تتساءل يوما لماذا أستخدم لك ضمير الحاضر وأنت لم تعد بعد من رحلة الصيد ؟
ببساطة ,, لا يتورط قلمي بأقتراف جملة دون أن تكون لديه حجة جلية......
عندما ستجد آثار أقدامك مازالت مزخرفة على جسد رمال الشاطئ ستعي لماذا كان ضمير الحاضر يلزمك في كل رحلة ......
هل عرفت الآن لماذا أسميك ..."أنت" ... ؟



الحبيبة المبدعة الاديبة شريفة العلوي !!

كم قرات هذا النص وأنا منتشية بحروف النور هذه !

كان الشغف إلى المزيد من هذه الجواهر المرصعة يعتريني
وكان الفكر يهوم وراء الفكرة يدفعه التشوق الى اللآلئ القصية
الملتحفة باطن الكف

لم أكن لأبتعد عن النص حتى أشتاق الى الغوص فيه من جديد
مع أننا في عصر السرعة الذي يحدونا لآلتقام الطعام في شارع الضباب

هكذا تكون الكلمة حاملة كل فكر رشيد
ولا مزيد!!:hat:

دمت لنا خير مبدعة رقيقة !!

جوتيار تمر
15-08-2008, 11:19 AM
شريفة العزيزة...
تترسم في لغتك المنتقاة احرفها بدقة وحرفية ، معينها من هذا النبع الذي لاينضب في اعماقك ، حيث القلب ، حيث مساحة الرؤية عنده تتسه الافق ، لتخلق من ثيمات الوجود اوجه ، تنطلق من خلالها الى الوجه الواحد ، حيث الواحد في التعريف المعرفي أنت/ وفي الكياني الوجداني أنا / تلاحمية الروح نسميها ، بالفعل تجيدين هذا العزف المنفرد ، لغتك سامقة ، استعاراتك وتوظيفك الصوري يجعل من النص مشهدا دراميا ، او حتى لوحة جدراية .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

شريفة العلوي
15-08-2008, 02:37 PM
المبدعة الرائعة / شريـــفة العلوي
أي ابداع نثرته حروفك هنا سيدتي ؟؟؟ صراحة أجبرني نصك على قراءته ثلاث مرات ...
ساحر نصك هذا في مفرداته و صوره و حتى في تساؤلاته ... تكتبين بطريقة مبتكرة و جديدة
حتى و إن كانت كل الصور المستخدمة في النص قد استعملت من قبل كثيرا إلاّ أن طريقة طرحها و تأثيرها مختلف جدا ... فلوقعها في نفسية المتلقي دق خاص مغلف بالسحر .
نصك أربكني بحق ... فلست متخصصا في الأدب و لكنها رؤية متذوق أحس فعلا بطعم نصكِ المختلف .
عندما ستجدين آثار حروفكِ لا زالت عالقة في الذهن ستعرفين لما غيابك غدى حضورا ... يا أنتِ
دمت بهكذا إبداع ...
تقديري و انبهاري ...
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


أخي المبدع هشام عزاس
سعدت بمرورك المسهب في خطواته لأنه جاء بقراءة متعمقة تحمل أدواتها الجلية في التأويل والتحليل ..
تقديري وفائق احترام
دمت بكل خير

وفاء شوكت خضر
16-08-2008, 02:48 AM
شريفة العلوي
عاشقة البحر ..
ما زلت ترسمي على الماء أجمل اللوحات ..

نص كتب بلغة أدبية راقية ورسم بريشة فنانة مبدعه ..

تقبلي مروري ..

خليل حلاوجي
16-08-2008, 08:33 AM
المواطن في الوطن هو وطن

لكن

لا كرامة لوطن المواطن فيه مهان ... ومدان

وتلك هي حقيقة مصيبتنا ...

شريفة العلوي
16-08-2008, 01:47 PM
الحبيبة المبدعة الاديبة شريفة العلوي !!
كم قرات هذا النص وأنا منتشية بحروف النور هذه !
كان الشغف إلى المزيد من هذه الجواهر المرصعة يعتريني
وكان الفكر يهوم وراء الفكرة يدفعه التشوق الى اللآلئ القصية
الملتحفة باطن الكف
لم أكن لأبتعد عن النص حتى أشتاق الى الغوص فيه من جديد
مع أننا في عصر السرعة الذي يحدونا لآلتقام الطعام في شارع الضباب
هكذا تكون الكلمة حاملة كل فكر رشيد
ولا مزيد!!:hat:
دمت لنا خير مبدعة رقيقة !!

الأديبة المتميزة وفاء الأيوبي
كالغمامة الأرجوانية التي توزع حلوى الغيث على جدب الروح تأتين بكل حفاوة بهائك وتتركي هنا بين سطور النص, بين رنين الهمس ,وبين سنين الدرب ثمة درر ثمينة لا يأفل بريقها ولا يبهت سحرها
دمت لي أختا وفية كما أنت

شريفة العلوي
17-08-2008, 12:51 PM
شريفة العزيزة...
تترسم في لغتك المنتقاة احرفها بدقة وحرفية ، معينها من هذا النبع الذي لاينضب في اعماقك ، حيث القلب ، حيث مساحة الرؤية عنده تتسه الافق ، لتخلق من ثيمات الوجود اوجه ، تنطلق من خلالها الى الوجه الواحد ، حيث الواحد في التعريف المعرفي أنت/ وفي الكياني الوجداني أنا / تلاحمية الروح نسميها ، بالفعل تجيدين هذا العزف المنفرد ، لغتك سامقة ، استعاراتك وتوظيفك الصوري يجعل من النص مشهدا دراميا ، او حتى لوحة جدراية .
دمت بخير
محبتي
جوتيار
أخي الشاعر المتألق جوتيار تمر
اشكرك على هذه الاطلالة الوافية التي تبحر تأويلا في ثنايا النص وتحلق تفسيرا في تعمق كافي بسيكولوجية مشاهد الأفكار المسقطة على الصور ..
دمت مبدعا

شريفة العلوي
18-08-2008, 01:34 PM
شريفة العلوي
عاشقة البحر ..
ما زلت ترسمي على الماء أجمل اللوحات ..
نص كتب بلغة أدبية راقية ورسم بريشة فنانة مبدعه ..
تقبلي مروري ..


الغالية وفاء شوكت خضر
واحات من الشكر تنسدل على صحراء متصفحي حين تنال حروفي معانقتك
دمت بهذا الألق المعطاء

عبدالله المحمدي
19-08-2008, 12:16 PM
ارتشفت حرفك هنا كما يجب
ارتشفت الإحساس حتى الثمالة
فعادت النرجسية تمطرني رغبة
في الكتابة
واستعصى صغير أناملي عن
الاستزادة فمن مجرّة حرفك العذر
ولك من عبدالله تصفيق
إعجاب عقره عجزي عن القيام
لروعته
حقا قرأت هنا ملحمة إحساس
تكفي لأن تنبش المستكين
تحت الرماد
فاستعر المسكين
وبقيت أحتفظ لك بمايليق
دمت بهذا النور
دمت بخير

شريفة العلوي
20-08-2008, 11:35 AM
المواطن في الوطن هو وطن
لكن
لا كرامة لوطن المواطن فيه مهان ... ومدان
وتلك هي حقيقة مصيبتنا ...


أخي المبدع خليل حلاوجي
صدقت أخي كرامة الوطن من كرامة المواطن والعكس صحيح
تحياتي وفائق احترامي
دمت بكل خير وسلام

شريفة العلوي
23-08-2008, 04:14 PM
ارتشفت حرفك هنا كما يجب
ارتشفت الإحساس حتى الثمالة
فعادت النرجسية تمطرني رغبة
في الكتابة
واستعصى صغير أناملي عن
الاستزادة فمن مجرّة حرفك العذر
ولك من عبدالله تصفيق
إعجاب عقره عجزي عن القيام
لروعته
حقا قرأت هنا ملحمة إحساس
تكفي لأن تنبش المستكين
تحت الرماد
فاستعر المسكين
وبقيت أحتفظ لك بمايليق
دمت بهذا النور
دمت بخير
الكتابة كيان مستقل عن الذات الكاتبة لذا فلا عجب ان كانت تتسم الكتابة في دواخلنا بشيء من النرجسية
وان كانت تتخذ شكل البحر في العمق والضحالة فالضحالة هنا ليست نقصا بقدرما هي تنبؤ عن انطفاء نبض البحر على ايقاعات الرمال ..وفي التنقل بين المد والجزر ...واتخاذها تعرجات السواحل التي تحدد نهايات الحدود البرية وبدايات سواعد الموج ......
اخي المكرم عبدالله المحمدي سعدت بحضورك الذي يجلب معه الحروف المنعتقة من المكوث على الرفوف ..دمت بكل خير