تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درويش..ما بعدك أنت!!



عمر زيادة
16-08-2008, 02:39 PM
و أَعْبُرُ ما لا أريدُ إلى ما أُريدُ
دمي معبرٌ للجنونِ على رعشاتِ المجازِ
و أسقُطُ في الظلِّ ظلِّ الكلامِ ...
المُسجّى على وعيهِ في الرّخامِ و لا وعيهِ
و يعبُرُني
لأبلُغَ وَجْهَكَ أتْبَعَهُ لُجَجِيّاً
و ينزعُني منْ لُزومِ البلاغةِ ..
في حضرةِ الحاضرين لِشِبْهِ احتضارْ
أراهم على البرزخيّاتِ في الإنتِظارْ
و أُبصرُ وجهَكِ يسبَحُ في الضوءِ في فُسُحاتِ البياضِ
و كنتَ اشتَهيْتَهْ
و كنتَ رأَيْتَهْ
شفيفاً لطيفاً
و هوَ البياضُ بياضُ الكناياتِ في الورْدِ و الوجْدِ و اللاوجودْ
تُحدّدهُ لا حدودْ

أراكَ و حولكَ رفُّ زنابقَ ..
يغزلُ منديلَ زهْرٍ لعينيكَ يخفقُ فيهِ النّدى و الصباحْ
و بحرٌ تُنَوْرِسُهُ من شرودِ البياضِ ..
جدائلُ شمسٍ و همسٍ أقاحْ

أراكَ كأنّي أنظرُ أبعدَ منكَ
هناكَ
بعيداً قريبْ
و وجهُكَ ما زالَ يحمِلُ نَفْسَ الملامِحِ حُزناً أصيلاً
يُحاولُهُ _أن يذوبَ_ الغروبْ
و لا يستطيعُ
و حولكَ يرمحُ لَهواً حصانُكَ
يا فارسَهْ
و تمرحُ في البيدرِ المشمشيِّ السنابلُ
يا حارسَهْ
و فيكَ على قمم الزيزفونِ تَضيعُ

و أنتَ كأنتَ كما كنتَ ..
ما جفَّ صوتُكَ بينَ البلابلِ غضّاً نديّا
يشقُّ عبابَ القلوبِ و شطآنَها نَورسيّا
أُغنّيكَ أُغنيةً للفَراشِ لكي يرتعشْ..
على حسّ سَجْعِكَ يا سوسنيّ اللحونِ
و للبرتقالِ الحزينِ لكي ينتعشْ
و لليلِ كي يتألّقَ روحاً و يسطعَ في حسنِهِ قَمَريّا

أأرثيكَ؟! ... أبكيكَ؟!
كيفَ بحقِّ الذي أنشأكْ؟!
أأكتُبُكَ اليومَ دمعاً لكي أقرأكْ؟!!
و هل كنتَ قبلُ انتهيتَ لكي أبدأكْ!!
و أصرخ موتاً بموتِكَ أو شبهِ موتِكَ:
خُذْني مَعَكْ
ذبلتُ وحيداً
أما آن لي _تتخطّفُ قلبي الرزايا_ بأنْ أتبَعَكْ؟!
فتصبحَ لي ملجأً من رحيلِكْ
و أبلغَ في بحرهِ مرفأكْ!!

و كنتَ السماءَ تُظلّلني بالقصائدِ
تُمطرُ عطراً أزاهرَ من ألَقٍ و خيالِ
فتُمرعُ حُبّاً مروجُ الظلالِ
فكيفَ ذهبتَ لتَتْرُكَ كلَّ الظلالِ وراءَكَ قفرا
و كلّ الشموسِ القديمةِ ذكرى
و ثكلى بذِكْراكَ
كيفَ ترانيَ أنجو و أرجو السحائبَ بعدكَ غَيْثاً و غَوْثاً؟!
و كيفَ تَراني؟!
أذوبُ على نَشَواتِ الكَمانِ!!
و ألهو على زَجَلِ الأُقحوانِ!!
أراكَ..
و أُبصرُ لوزَ القصائدِ خلفَكَ يبكي مَهيضَ الجناحْ
تُكسّرُ أغصانَهُ نَزاوتُ الرّياحْ
و ما كانَ قَبْلَ ذهابِكَ يشكي و لا يُستَباحْ

و عكا..
ألا تُبصِرُ اليومَ عكّا يتيمة,
و أسوارَها خائرَة؟!
و أمواجَها فوقَ صخر البلايا كليمة ,
و أطيارَها حائرة؟!
و أحزانَها مستديمة؟!

كيافا و حيفا
تشيخُ بمنفى و أنتَ بمنفى
و تنحرُ خَلْفَكَ صوفيّةَ الدمعِ حرفاً فَحَرفا!!

تركتَ لَنا التيهَ خَلْفَكَ ..
للرملِ.. تغورُ بهِ الذاكراتُ
و ينبتُ فوقَ المماتِ مماتُ
و لا بوصلة
تَبينُ لنا في رؤاها الجهاتُ
فننجوَ من تيهنا الدجوجيّ و من مقصلة
تُقصّلُ أحلامَنا يا حبيبُ
أحنُّ إليكَ..
إلى خُبْزِ شعرِكَ ...إنّي غريبُ
و كلُّ القصائدِ مثلي غريبة
و كلّ القلوب سليبة
فخُذْني إليكَ لعلّيَ أنجو..
و ترجعُ شمسٌ على خيلِ عَزْمكَ بين الرؤى و الحقيقة
و تُرجِعُ للمجدِ فينا بَريقَهْ
كما شِئتَ
يُبعَثُ فجرٌ جديدٌ على راحيتيكْ
أحنُّ إليكْ
تُوضئني أدمعٌ طاهراتٌ على وجنتيكْ
فما أنتَ ميتٌ و لا..لن تكونْ
لَكَ المجدُ طولاً طريفاً تليداً
و للزائلِ الزائلونْ
و للزائلِ الزائلونْ

لروحِكَ كُلُّ الكلامْ
و (فاتحةٌ) تتنزّلُ حبّاً كمثْلِ الحَمامْ
عليكَ السلامْ
عليكَ السلامْ

عبد القادر رابحي
16-08-2008, 02:54 PM
و أَعْبُرُ ما لا أريدُ إلى ما أُريدُ
دمي معبرٌ للجنونِ على رعشاتِ المجازِ
و أسقُطُ في الظلِّ ظلِّ الكلامِ ...
المُسجّى على وعيهِ في الرّخامِ و لا وعيهِ
و يعبُرُني
لأبلُغَ وَجْهَكَ أتْبَعَهُ لُجَجِيّاً
و ينزعُني منْ لُزومِ البلاغةِ ..
في حضرةِ الحاضرين لِشِبْهِ احتضارْ
أراهم على البرزخيّاتِ في الإنتِظارْ
و أُبصرُ وجهَكِ يسبَحُ في الضوءِ في فُسُحاتِ البياضِ
و كنتَ اشتَهيْتَهْ
و كنتَ رأَيْتَهْ
شفيفاً لطيفاً
و هوَ البياضُ بياضُ الكناياتِ في الورْدِ و الوجْدِ و اللاوجودْ
تُحدّدهُ لا حدودْ
أراكَ و حولكَ رفُّ زنابقَ ..
يغزلُ منديلَ زهْرٍ لعينيكَ يخفقُ فيهِ النّدى و الصباحْ
و بحرٌ تُنَوْرِسُهُ من شرودِ البياضِ ..
جدائلُ شمسٍ و همسٍ أقاحْ
أراكَ كأنّي أنظرُ أبعدَ منكَ
هناكَ
بعيداً قريبْ
و وجهُكَ ما زالَ يحمِلُ نَفْسَ الملامِحِ حُزناً أصيلاً
يُحاولُهُ _أن يذوبَ_ الغروبْ
و لا يستطيعُ
و حولكَ يرمحُ لَهواً حصانُكَ
يا فارسَهْ
و تمرحُ في البيدرِ المشمشيِّ السنابلُ
يا حارسَهْ
و فيكَ على قمم الزيزفونِ تَضيعُ
و أنتَ كأنتَ كما كنتَ ..
ما جفَّ صوتُكَ بينَ البلابلِ غضّاً نديّا
يشقُّ عبابَ القلوبِ و شطآنَها نَورسيّا
أُغنّيكَ أُغنيةً للفَراشِ لكي يرتعشْ..
على حسّ سَجْعِكَ يا سوسنيّ اللحونِ
و للبرتقالِ الحزينِ لكي ينتعشْ
و لليلِ كي يتألّقَ روحاً و يسطعَ في حسنِهِ قَمَريّا
أأرثيكَ؟! ... أبكيكَ؟!
كيفَ بحقِّ الذي أنشأكْ؟!
أأكتُبُكَ اليومَ دمعاً لكي أقرأكْ؟!!
و هل كنتَ قبلُ انتهيتَ لكي أبدأكْ!!
و أصرخ موتاً بموتِكَ أو شبهِ موتِكَ:
خُذْني مَعَكْ
ذبلتُ وحيداً
أما آن لي _تتخطّفُ قلبي الرزايا_ بأنْ أتبَعَكْ؟!
فتصبحَ لي ملجأً من رحيلِكْ
و أبلغَ في بحرهِ مرفأكْ!!
و كنتَ السماءَ تُظلّلني بالقصائدِ
تُمطرُ عطراً أزاهرَ من ألَقٍ و خيالِ
فتُمرعُ حُبّاً مروجُ الظلالِ
فكيفَ ذهبتَ لتَتْرُكَ كلَّ الظلالِ وراءَكَ قفرا
و كلّ الشموسِ القديمةِ ذكرى
و ثكلى بذِكْراكَ
كيفَ ترانيَ أنجو و أرجو السحائبَ بعدكَ غَيْثاً و غَوْثاً؟!
و كيفَ تَراني؟!
أذوبُ على نَشَواتِ الكَمانِ!!
و ألهو على زَجَلِ الأُقحوانِ!!
أراكَ..
و أُبصرُ لوزَ القصائدِ خلفَكَ يبكي مَهيضَ الجناحْ
تُكسّرُ أغصانَهُ نَزاوتُ الرّياحْ
و ما كانَ قَبْلَ ذهابِكَ يشكي و لا يُستَباحْ
و عكا..
ألا تُبصِرُ اليومَ عكّا يتيمة,
و أسوارَها خائرَة؟!
و أمواجَها فوقَ صخر البلايا كليمة ,
و أطيارَها حائرة؟!
و أحزانَها مستديمة؟!
كيافا و حيفا
تشيخُ بمنفى و أنتَ بمنفى
و تنحرُ خَلْفَكَ صوفيّةَ الدمعِ حرفاً فَحَرفا!!
تركتَ لَنا التيهَ خَلْفَكَ ..
للرملِ.. تغورُ بهِ الذاكراتُ
و ينبتُ فوقَ المماتِ مماتُ
و لا بوصلة
تَبينُ لنا في رؤاها الجهاتُ
فننجوَ من تيهنا الدجوجيّ و من مقصلة
تُقصّلُ أحلامَنا يا حبيبُ
أحنُّ إليكَ..
إلى خُبْزِ شعرِكَ ...إنّي غريبُ
و كلُّ القصائدِ مثلي غريبة
و كلّ القلوب سليبة
فخُذْني إليكَ لعلّيَ أنجو..
و ترجعُ شمسٌ على خيلِ عَزْمكَ بين الرؤى و الحقيقة
و تُرجِعُ للمجدِ فينا بَريقَهْ
كما شِئتَ
يُبعَثُ فجرٌ جديدٌ على راحيتيكْ
أحنُّ إليكْ
تُوضئني أدمعٌ طاهراتٌ على وجنتيكْ
فما أنتَ ميتٌ و لا..لن تكونْ
لَكَ المجدُ طولاً طريفاً تليداً
و للزائلِ الزائلونْ
و للزائلِ الزائلونْ
لروحِكَ كُلُّ الكلامْ
و (فاتحةٌ) تتنزّلُ حبّاً كمثْلِ الحَمامْ
عليكَ السلامْ
عليكَ السلامْ

الأخ الكريم عمر زيادة يسعدني أن أكون أول معانق لهذه المرثية الحزينة..


تألق .. و روعة
و لغة حداد تكاد تتوقف عن البكاء لتهزنا جميعا..



تحياتي

و رحم الله المرحوم محمود درويش


عبد القادر

يوسف أحمد
16-08-2008, 02:55 PM
نص مثخن بالعذاب
لفراق
أدمى
قلوب
القصائد
سلمت يا عمر
ودام قلمك محلقا مواسم فرح

عمر زيادة
17-08-2008, 12:04 AM
الأخ الكريم عمر زيادة يسعدني أن أكون أول معانق لهذه المرثية الحزينة..
تألق .. و روعة
و لغة حداد تكاد تتوقف عن البكاء لتهزنا جميعا..
تحياتي
و رحم الله المرحوم محمود درويش
عبد القادر

الأخ الحبيب العزيز عبد القادر
كم هو رائعٌ ماتعٌ مرورك
برغم حداد الحروف متشحةً بحزنها عليهْ

رحم الله درويش

و لا عدمناكْ

محبتي:001:

لطفي الياسيني
17-08-2008, 01:07 AM
سيدي الكبير المفضال وامير المنابر الشعرية الاستاذ عمر زيادة
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
الى الامام في عالم الشعر
دمت بحفظ المولى

د. عمر جلال الدين هزاع
19-08-2008, 02:44 AM
أخي الحبيب
نص قوي كعادة نصوصك
وساحر كسحر لغتك
جزاك الله خيرًا
ولك من قلب أخيك المودة

سالم العلوي
19-08-2008, 06:30 AM
بحر زاخر .. وغيث ماطر يا أخانا عمر
رحم الله درويش وغفر له .. إن سميع قريب
تقبل خالص التحايا

عمر زيادة
21-08-2008, 02:41 PM
نص مثخن بالعذاب
لفراق
أدمى
قلوب
القصائد
سلمت يا عمر
ودام قلمك محلقا مواسم فرح

إيه و الله
و أيّ فراق
فراق الفحل و القامة الشعرية الباسقة

محبتي لك
و باقة حب مُسوسنة :001:

عمر زيادة
21-08-2008, 02:42 PM
سيدي الكبير المفضال وامير المنابر الشعرية الاستاذ عمر زيادة
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
الى الامام في عالم الشعر
دمت بحفظ المولى

الرائع الحبيب
لطفي الياسيني
شكراً لك
مرورك الشرف و الجمال كله

محبتي لك:001:

زاهية
21-08-2008, 02:49 PM
أما آن لي _تتخطّفُ قلبي الرزايا_ بأنْ أتبَعَكْ؟!
فتصبحَ لي ملجأً من رحيلِكْ
و أبلغَ في بحرهِ مرفأكْ!!
عمر زيادة أخي المكرم قصيدة فاخرة ،
قرأت حبك العظيم للراحل ،
اطئن فالإنسان يُحشَرُ مع من يُحبُّ.
دمت بخير
أختك
بنت البحر

عمر زيادة
21-08-2008, 10:58 PM
أخي الحبيب
نص قوي كعادة نصوصك
وساحر كسحر لغتك
جزاك الله خيرًا
ولك من قلب أخيك المودة

الحبيب
د.عمر
اشتقنا لك و اللهِ
و لمرورك على قصائدنا

شكراً لكَ يا شاعر

محبتي لك :001:

محسن شاهين المناور
21-08-2008, 11:46 PM
أخي الحبيب عمر زيادة
مرثية مغلفة بالحزن كعادتك تختار لغتك الخاصة
ومفرداتك النابضة بمعان وصور جديدة
بعيدا عن التكلف والغموض قصيدة سامقة
تليق بحق من كتبت لأجله شكرا لسمو حرفك
ودمت مبدعا
أخوك

عمر زيادة
23-08-2008, 09:06 PM
بحر زاخر .. وغيث ماطر يا أخانا عمر
رحم الله درويش وغفر له .. إن سميع قريب
تقبل خالص التحايا

أهلا بكَ
و بقلبك العطر
المزهر حبا

شكرا لك
على مرورك
محبتي:001:

عمر زيادة
07-09-2008, 03:35 PM
أما آن لي _تتخطّفُ قلبي الرزايا_ بأنْ أتبَعَكْ؟!
فتصبحَ لي ملجأً من رحيلِكْ
و أبلغَ في بحرهِ مرفأكْ!!
عمر زيادة أخي المكرم قصيدة فاخرة ،
قرأت حبك العظيم للراحل ،
اطئن فالإنسان يُحشَرُ مع من يُحبُّ.
دمت بخير
أختك
بنت البحر

أختي زاهية بنت البحر..

شكراً لك أفضل الشكر..
على مرورك الرائع ..

مودتي و تقديري

عمر زيادة
10-09-2008, 07:50 PM
أخي الحبيب عمر زيادة
مرثية مغلفة بالحزن كعادتك تختار لغتك الخاصة
ومفرداتك النابضة بمعان وصور جديدة
بعيدا عن التكلف والغموض قصيدة سامقة
تليق بحق من كتبت لأجله شكرا لسمو حرفك
ودمت مبدعا
أخوك


الحبيب محسن شاهين المناور..

لك ألف شكر
و بحر ود

و مروج ورد

على مرورك

محبتي:001: