تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجائزه الكبرى



مصطفى ابووافيه
18-08-2008, 03:22 PM
عم احمد -- رجل بسيط -- بسيط فى امكانياته -- بسيط فى احلامه -- يعمل حارسا لفيلا البيه الكبير -- ويقيم فى غرفه ملحقه بالفيلا هو وزوجته وابنه -- يقضى يومه فى الاعتناء بحديقة الفيلا وينام بعد صلاة العشاء نوما عميقا وهو مرتاح البال -- تنحسر احلامه فى اشياء بسيطه -- اولها ان يتذوق لحم الشواء الذى يشم رائحته خارجه من فيلا البيه -- يحلم بمنزل آخر به غرفه اضافيه لابنه محمد --عسى ان يظفر ببعض الخصوصيه مع زوجته دون عناء -- وايضا سياره اجره يعمل عليها ابنه بدلا من العمل فى ورشة الحاج عتريس -- وآخر احلامه ان يدخل ذلك المحل الكبير الموجود فى آخر الشارع -- الذى يشترى منه البيه وكل البهوات طلباتهم من ماكولات وغيره ويطلقون عليه المول التجارى – يدخل ليشترى ولو حتى قطعة حلوى -- هذا يحتاج منه الى جراءه كبيره --- ويحتاج ايضا الى فائض من المال -- فقد تكون الحلوى بهذا المحل غالية الثمن -- وفى احد الايام قررعم احمد ان يحقق هذا الحلم -- ارتدى افضل ملا بسه ووضع فى جيبه كل ما يملك من نقود واستجمع شجاعته ودخل المحل ليشترى قطعة الحلوى -- اختار اول قطعة حلوى تقابله -- فليس الهدف الحلوى بل الهدف ان يشترى من هذا المحل ليشعر ببعض الاعتزاز بالنفس-- تقدم عم احمد الى احدى ماكينات المحاسبه -- وما ان بدأت الموظفه استخراج فاتوره لعم احمد حتى انطلقت الاجراس وصفق كل العاملين وقدموا التهانى لعم احمد الذى وقف مذهولا-- لايعرف ماذا حدث-- هل اخطأ فى شىء ما -- لايدرى -- اخيرا تقدم منه مدير المحل وقال له مهنئا -- مبروك -- انت الزبون رقم مليون الذى يشترى من المحل -- لقد ربحت الجائزه الكبرى – مليون جنيه -- مليون جنيه-- كميه كبيره من اوراق البنكنوت-- وضعها المدير فى جوال واعطاها لعم احمد الذى مازال على ذهوله -- لم يكن يعرف ان مليون جنيه تساوى كل اوراق البنكنوت هذه -- التى ملأت الجوال -- حمل عم احمد الجوال واسرع به الى مسكنه -- قص على زوجته وابنه ما حدث وبدات سلسلة تحقيق الاحلام -- اشترى وجبه كبيره من اللحم المشوى من الكبابجى الموجود بالسوق -- اشترى منزل آخر فى حى متوسط المستوى -- هو بالنسبة له حلم من الاحلام -- اشترى سياره لابنه -- ملابس جديده له ولزوجته -- اشترت الزوجه مساحيق التجميل التى كانت تسمع عنها من بعض الجيران -- حقق كل ما يحلم به -- لكن الجوال مازال مملوء -- كل ما اشتراه لايمثل شيئا بالنسبه لمليون جنيه--احتار عم احمد ماذا يفعل بباقى النقود -- وضع الجوال فى احضانه وظل قابعا بالمنزل -- يخشى عليه من اللصوص -- ويخشى من ابنه الذى تغير سلوكه بعد ان ظهرت عليه علامات الثراء والتف حوله اصدقاء وصديقات السوء -- احتار ماذا يفعل مع زوجته التى بدأت ترتدى ملابس ضيقه حسب الموضه -- واصبحت مع كثرة ما تضعه من مساحيق مثل البلياتشو-- لم يستطع عم احمد ان ينعم بنوم هادىء كما كان عهده -- فهو يخشى ان راح فى نوم عميق ان ينال احدهم من محتويات الجوال -- ابنه او زوجته -- او ربما احد الجيران يتسلل الى المنزل ليلا ويسرق النقود -- الزوجه ايضا لم تستطع النوم جيدا -- تخشى على زوجها -- ربما تغريه النقود بالزواج من غيرها -- بدأت الزوجه فى التردد على المشعوذين لعمل الاحجبه الازمه للزوج -- فكر عم احمد ان يضع النقود بالبنك – لكن كيف -- لم يسبق له ولا لاحد اجداده التعامل مع البنوك -- يخشى اذا ذهب الى البنك ان يتعرض للنصب من قبل موظفى البنك -- فكر فى التبرع للجمعيات الخيريه -- لكنه تردد -- ربما كان القائمين عليها من ذوات الزمم الخربه -- ولم لا -- فلم تقدم له تلك الجمعيات اى مساعده عندما كان فقيرا -- تدهور حال عم احمد بسبب كثرة التفكير وهجره النوم العميق-- فشحب وجهه وجحظت عيناه -- فكر فى ان يعيد ما تبقى من مال الى المول -- لكنه خشى الدخول الى المول -- فربما يفوز بجائزه اخرى وتتعاظم المشكله -- اصبح الحمل ثقيل -- واصبح حلم عم احمد الوحيد-- الذى لم يستطيع تحقيقه بالنقود -- ان ينام نوما عميقا مرتاح البال كما كان سابقا

جوتيار تمر
19-08-2008, 02:02 PM
العزيز ابو وافية...
القناعة كنز لايفنى ، بالطبع مقولة يمكن ان نطبقها بتعميماتها ومدلولاتها ، ومضامينها ، على حالة العم احمد ، لكنها من وجهة نظر اخرى تتسم ببعض الضعف في الارادة ، وانعدام الشخصية ، والتي لها ايضا اسبابها المقنعة ، كونه عاش طوال عمره يخدم وينفذ الاوامر ، ولم يجد نفسه يوما كيف يعطي الاوامر ، لذا عندما وقع بين يديه المال ليحقق امانيه التي رافقته وهو فقير ، وجد نفسه بين الشخصية القديمة المحطمة تماما والمليئة بالاماني ، والشخحصية الجديدة القادرة على فعل مايشاء لكنه لم ينجح ، من الناحية الاجتماعية اظهرت لنا ماهية الفقر والاماني التي تلحف بهم ، ومن الناحية النفسية/ الضخصية اظهرت لنا انعدام الارادة لدى المعدومين ايضا، وكذلك التغيرات التي تجعلهم اناس اخرين فينخرطون في اعمال تسيء اليهم .

محبتي
جوتيار

مصطفى ابووافيه
23-08-2008, 11:04 AM
العزيز ابو وافية...
القناعة كنز لايفنى ، بالطبع مقولة يمكن ان نطبقها بتعميماتها ومدلولاتها ، ومضامينها ، على حالة العم احمد ، لكنها من وجهة نظر اخرى تتسم ببعض الضعف في الارادة ، وانعدام الشخصية ، والتي لها ايضا اسبابها المقنعة ، كونه عاش طوال عمره يخدم وينفذ الاوامر ، ولم يجد نفسه يوما كيف يعطي الاوامر ، لذا عندما وقع بين يديه المال ليحقق امانيه التي رافقته وهو فقير ، وجد نفسه بين الشخصية القديمة المحطمة تماما والمليئة بالاماني ، والشخحصية الجديدة القادرة على فعل مايشاء لكنه لم ينجح ، من الناحية الاجتماعية اظهرت لنا ماهية الفقر والاماني التي تلحف بهم ، ومن الناحية النفسية/ الضخصية اظهرت لنا انعدام الارادة لدى المعدومين ايضا، وكذلك التغيرات التي تجعلهم اناس اخرين فينخرطون في اعمال تسيء اليهم .
محبتي
جوتيار
استاذى / جوتيار
هبطت ثروه على عم احمد اكبر من قدرته على الاستيعاب -- ارتبك ورتبكت الاسره واتسمت تصرفاتهم بالعشوائيه والفوضى -- ليس هذا لان عم احمد رجل بسيط فقط -- بل حتى لو كان عم احمد على غير تلك الصوره فربما تتضاعف قيمة الجائزه -- المقصود ان لكل انسان قدره على التكيف مع متغيرات الحياه حتى لو كانت تلك المتغيرات هى ثروه كبيره
ترى ماذا يحدث للانسان المتعلم الغير بسيط اذا هبطت عليه فجأه ثروه تقدر بمليار دولار مثلا ؟؟؟؟
اعتقد انه سيكون صوره شبيهه من عم احمد
مودتى
مصطفى ابووافيه

أحمد حلمي
23-08-2008, 11:19 AM
ذكرتني بقوله تعالى :

(( ولو بسط الله لعباده الرزق لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر على من يشاء من عباده ))

قصة جميلة .. استمتعت بقراءتها .. شدت انتباهي .. سردتها سلس .. ولها هدف .. وفكرة

تحياتي لقلمك

نزار ب. الزين
24-08-2008, 06:03 AM
الفقر و الجهل اجتمعا معا
لدى عم أحمد
و عندما قبر الفقر ،
لم يتمكن من التكيف مع الغنى !
و أصبح حلمه الوحيد
أن يستطيع النوم ملء جفنيه
****
أخي المبدع مصطفى
أحسنت الوصف ، و أتقنت الصياغة
سلمت أناملك و دمت منألقا
نزار

لانا عبد الستار
24-07-2013, 02:05 AM
أصابته لعنة الجهل ومن ثم لعنة المال فضيعته
قصة جميلة
أشكرك

ناديه محمد الجابي
24-07-2013, 10:13 AM
كلنا يبحث عن المال لنحقق السعادة , ولكن المال وحده لا يشتري السعادة
فالسعادة لا بد أن تأتي من داخلنا , من ذلك الأحساس بالرضى وراحة البال
والشعور بالأمان, وقد نجحت في رسم شخصية الأنسان البسيط في آماله
وطموحاته .. وكيف يمكن أن يكون المال نقمة وليس نعمة.
نص عميق المغزى حيك بسرد موفق وأسلوب ممتع.
تحياتي وتقديري.

ربيحة الرفاعي
24-08-2013, 06:40 PM
لو لم يكن العم أحمد قد جمع إلى فقره جهله لما أعياه حمل قابل للتبديد بيد غيره

قصة بإسقاط أبعد مما حمل المشهد ، وتعريج على تباين مسببات المعاناة بين البشر ووحدة أثرها في النهاية
وخلاصة تختصر حاجة الروح براحة البال

دمت بخير أديبنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
20-03-2015, 07:25 PM
كان سعيدا بالتحليق في سماء أحلامه وعندما لامس الحلم بجائزته ادرك قيمة ما فقده من راحة البال
قصة بأبعاد عميقة وسرد شائق وفكرة نبيلة
بوركت

آمال المصري
09-11-2015, 07:24 PM
هل كانت لعنة المال من حلت به ؟ ومن هنا نطبق المثل " المُفْلس يغلب السلطان "
دُلّني عليه أديبنا وأنا أحمل عنه هذا العبء لينام
رحم الله أديبنا الفاضل أبو وافية
تحاياي