المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هم الآن يتمتعون بجمال البلاد لوحدهم ..



فاطمة أولاد حمو يشو
23-08-2008, 04:45 PM
رمى بي الحر..في حضن شاطئ رمادي متوحش ..أصبح شبه أليف بفعل إشراف جمعية على تنظيم إجراء التخييم به..كان من قبل يجمع كل المخيمين الذين لا يملكون قدرة ارتياد الأماكن الشاطئية الباهظة الثمن ..هذه تترك لهؤلاء الذين تمكنوا من اغتنام الفرصة لحظة امتلاكهم سلطة إصدار القرارات والتصرف في الملكيات والأراضي ..هم الآن يتمتعون بجمال البلاد لوحدهم ..أما ما بقي من الشواطئ فهي إما ممنوعة بادعاء خلوها من الحراسة..أو سلمت للأجانب ليستثمروها ويقتسموا خيراتها فيما بينهم..إن جمال البلاد لم يعد من حق المواطن العادي..فحيثما وجد الجمال تبادر إليه تلك الأيادي الخبيثة التي لا يهمها شيء سوى التوسع والتوسع بدون حدود..في البداية رفضت أن أخيم في هذا الشاطئ الرمادي الذي كنت اعتبره جنتي ومكان يجمعني بكل هؤلاء الذين لا تخشى على نفسك وعلى قيمك وعلى أمتعتك حين ارتمائك في أحضان تلك الزرقة التي تأخذ بالعقل وتجعله أكثر تشبثا بالبقاء وأكثر حبا للحياة.. لا وجود للمرتزقة..لا ولا للمتسولين ..واللصوص لا يجرؤون على الاقتراب من الأملاك الخاصة..فأنت في شاطئ مماثل موقر محترم .. كل من فيه يحترم حرية الآخر ..هذا ما كان يميز شاطئي الجميل ..يقع في منحدر جبلي .. تغذت الأمواج من أطرافه.. فأحالته بفعل تمردها إلى صخور رقيقة جميلة ذات أشكال وألوان مدهشة تجعل الشعر يتدفق صورا جميلة لامعة لمعان الصخور بفعل ملاطفة لذيذة لموجة حنونة تغسل وجه الحروف كما تغسل بمياهها المالحة تلك الأشكال المتنوعة من الصخور الجميلة ..كانت الموجة تشبه في هدوئها ثورة البحر الأبيض المتوسط ..فهي حين تغضب لا يرتقي انفعالها إلى مستوى المحيط الأطلسي ..وحين تلقي بمراكب الصيد يسارع الجميع إلى مد يد العون ..وكل يد متعاونة تأخذ نصيبها من ثروات لا تعد ولا تحصى..فهذا السردين يؤكل مجانا ..وذاك سمك "الشرال" يوزع وكأنه مياه بئر جماعي التي يستحيل على احدهم أن يدعي امتلاكها لوحده..إلا في حالة تدخل يد قذرة شغوفة ببيع ثروات البلاد والعباد للأجانب استهتارا واحتقارا لمواطنيها ولقدراتهم على الخلق والإبداع ..كان شاطئي الرمادي يجمع كل أصناف البشر تماما كما يجمع في أعماق مياهه مختلف أشكال و ألوان الأسماك..ففيه يتعايش السافر والمتحجب..الكافر والمؤمن..الأجنبي والمواطن ..كل هؤلاء سواء ..يسكنون خياما ..يفترشون الرمال ..يتخذون من لون السماء غطاء..ومن النجوم نورا.. ومن النار حفلة رومانسية تذكي الحلم وتجعل الذات تتغذى من وقود الجمال..إنه الشاطئ الوحيد الذي يمكنك من الاتحاد بالوجود..والحلول في الظلام والنور..وحتى إذا قيل لك توجد جنة بعد هذا ..لقلت يكفيني ما أنا فيه من نعيم..فلا جنة بعد هذه ..والجحيم للذين يفضلون صخب المدن الشاطئية الكبرى..ضجيج البيران.. صرير المياه في جوف السكارى التائهين في الملايير المنهوبة من عرق جبين الغفلة ..سذاجة الزمن ..كل هذا وبعد هذا لا توجد جنة فإذا كان هناك وجود لها فلن تكون مختلفة عن هذه التي أنعم بفجرها المتألق المنبثق في الأفق ..المنسكب ككأس ممتلئا بعصير البرتقال ..وبمسائها الوردي الساحر الذي تفوح منه رائحة السمك الطري الذي لم يفقد صلابته ولمعانه...إن الله قد خلق جنته فوق الأرض لكن قلة هم الذين يملكون مفتاح الدخول إليها..بل كثرة هم الذين أفسدوها وجعلوا الاسمنت يقوم مقامها ..غير عابئين بتلك الألوان الجميلة التي تتعايش مع وجه الأخضر واليابس الصلب واللين ..اللطيف والخشن..الباهت واللامع..يستحيل على هؤلاء تقدير طهارة المياه إذ لايقدرون تلك المادة الرمادية التي تحل محل الله في الحفاظ على ملكه..تلك المادة الرمادية الجميلة الخارقة التي تبعث على الدهشة تماما كما هي مدهشة رمال هذا الشاطئ وصخوره الجميلة..كل شيء كان جميلا قبل صدور قرار مراقبة الشواطئ ومنع التخييم المتوحش بها ..إنه إعلان حالة الطوارئ الذي امتد في البلاد لسنوات طوال ..وهي السنوات التي ستعرف فيها البلاد أزمات رغم ما تزخر به من خيرات ..وحده ذاك الأجنبي القادم من بلاد الأندلس صاحب الأنف المتدلي إلى الأسفل الذي تفوح منه رائحة اليهودي المتخفي في الجنسية الاسبانية.. وحده كان يستحوذ في أثناء هذه الأزمة على جمال الشاطئ وخيراته..سمح له ببناء قصر اختار له شكلا تشبه قبته قبب تلك الأضرحة التي كانت تتخذ صفة الضريح وهي في العمق مجرد مكان لالتقاط الأخبار ونقلها ..لقد بنى نموذجا معماريا جميلا .. متميزا لا يمكن لعقل مغربي مبدع أن يأتي بمثله ..ما دام ممنوعا من أن يحظى بنفس امتيازات الأجانب..فهؤلاء تباح لهم الأراضي الفلاحية ..المناطق الخضراء ..كل ما هو محرم على المواطن مباح للأجنبي ..حتى أصبح الواحد منا يكره ان يكون مغربيا ويخامره ذاك الشعور بتغيير جنسيته ..لكن كيف السبيل إلى ذلك وهذا الوحش يحرس هذا الأفق الممتد المغري ..؟

جوتيار تمر
24-08-2008, 08:23 PM
العزيزة فاطمة....
تلك سمة الحكومات المحلية دائما ، فالتاريخ يشهد دائما بانها قدمت امتيازات للاجانب على حساب الاهالي ، لااعلم حينها كانوا يقولون بانهم يريدون الدخول للمجتمع الدولي كأصحاب تاريخ وثقافةواقتصاد ، والغريب انهم ظلوا كما هم قديما وحديثا خاضعين لاهواء الاجنبي ورغباته ، بل اراهم قد تخلوا عن مكوناتهم الثقافية لصالح المكونات الثقافية الاجنبية ، وتطرفوا حتى اصبحوا مدمنين على المجون بدل التحرر من القيود المفروضة عليهم تحت اغطية واهية معروفة ، من قبل ألد اعدائهم كما يدعون هم ، ولااعلم ربما في الخفاء ليسوا باعداء انما شركاء ، نصك فيه تلميح وايحاء ، وفيه مباشرة وتوجيه ، اراهما في محلهما من اجل تثبيت المادة التي يعقلوها دائما على اللافتات ، باسم التحرر والشعب والاعداء ، هنا تمت تعريتهم.

دمت بخير
محبتي
جوتيار

روميه فهد
29-08-2008, 01:29 PM
ومن السبب؟
صمتنا أو قلة حيلتنا أو جشع بعضنا أو استسلام البعض الآخر أو أو أو ...
أخاف فطّومه أن يأتي يوم عليّ استئذانهم قبل أن أحدّثك ِ ..

عزيزتي ..

حروفك إنسانية واقعية ، قادرة على تصويره وكأننا معكِ ..

دمتِ بخير ..

صاحبة الحروف الأربعة

فاطمة أولاد حمو يشو
29-08-2008, 07:10 PM
العزيزة فاطمة....
تلك سمة الحكومات المحلية دائما ، فالتاريخ يشهد دائما بانها قدمت امتيازات للاجانب على حساب الاهالي ، لااعلم حينها كانوا يقولون بانهم يريدون الدخول للمجتمع الدولي كأصحاب تاريخ وثقافةواقتصاد ، والغريب انهم ظلوا كما هم قديما وحديثا خاضعين لاهواء الاجنبي ورغباته ، بل اراهم قد تخلوا عن مكوناتهم الثقافية لصالح المكونات الثقافية الاجنبية ، وتطرفوا حتى اصبحوا مدمنين على المجون بدل التحرر من القيود المفروضة عليهم تحت اغطية واهية معروفة ، من قبل ألد اعدائهم كما يدعون هم ، ولااعلم ربما في الخفاء ليسوا باعداء انما شركاء ، نصك فيه تلميح وايحاء ، وفيه مباشرة وتوجيه ، اراهما في محلهما من اجل تثبيت المادة التي يعقلوها دائما على اللافتات ، باسم التحرر والشعب والاعداء ، هنا تمت تعريتهم.
دمت بخير
محبتي
جوتيار
العزيز جو..لقد تمكن هؤلاء من توظيف قدراتهم العقلية بطريقة تسمح لهم بالدخول إلى العالم الذي أخرجوا منه من الباب وها هم يدخلون إليه من النافذة ..وما كان خروجهم إلا مناورة مؤقتة ..لكني أزداد حيرة كلما نظرت إلى العملاء بالداخل الذين لا يحلو لهم سوى التبجح بلغة غير لغتهم..إنهم شديدي العنف مع من يميل إلى خدمة البلد يخشونه خشيتهم على كراسيهم..وهم مستعدين لقطع الرؤوس التي تبدو يانعة ومستعدين لتشجيع القردة ..إن القردة هي أقرب الحيوانات من الانسان لكنها لن ترقى أبدا إلى مستوى امتلاك القدرة على التمييز بين ما هو قبيح وما هو جميل ما هو صحيح وما هو خطأ ..ما هو حق وما هو باطل..
ما نملك هو السخرية من أقدار هؤلاء ..إنها أقدارهم صنعها جهلهم..أم مقدر علينا ان نحيا تحت سيطرتهم..؟
مودتي وتقديري دمت محبوبا جو..

فاطمة أولاد حمو يشو
29-08-2008, 07:32 PM
ومن السبب؟
صمتنا أو قلة حيلتنا أو جشع بعضنا أو استسلام البعض الآخر أو أو أو ...
أخاف فطّومه أن يأتي يوم عليّ استئذانهم قبل أن أحدّثك ِ ..
عزيزتي ..
حروفك إنسانية واقعية ، قادرة على تصويره وكأننا معكِ ..
دمتِ بخير ..
صاحبة الحروف الأربعة
العزيزة صاحبة الحروف الاربعة..مسرورة بمرورك المتسائل عن الاسباب ..وأرى ان أي جواب عن اسئلتك سيكون متسرعا ..لكن في الامكان افتراض ان ازدهار الشعوب يأتي من إرادة وتصميم قادتها..من حبهم للناس ومن غيرتهم على البلاد ومحبتهم لها ..ينمو الحب في نفوس الناس عن طريق التربية ..فما الذي نتعلمه في المدارس ؟ وما الذي نتلقنه في الشوارع ..وما ذا يؤسسه فينا البيت؟ هذه جملة أسئلة تحتاج إلى دراسة وتحليل ومتابعة ..ونظرة شاملة تمكننا من إيجاد حلول لوضعنا المأساوي ..إنه وضع مأساوي ..يدعو على القلق ..نعم عندما نعجز ..ونفقد القدرة على بدل الجهد ونركن للفترة والكسل نبحث عن أسهل الحلول تماما كذلك الشخص الذي يعجز عن التفكير في مشاريع ملائمة فيسرق أفكار غيره ويستدعي لتطبيقها خبراء اجانب..فما الذي يجعل أصحاب الاموال لايملكون الافكار المناسبة بل يحتاجون لمن يفكر بدلا عنهم..؟
حدثيني قبل استئذانك لهم ..فربما تحدثنا طويلا ..وبعدها قد أتوق إلى اقناعك بالعدول عن أفكارك..لانه لايجوز ان تكوني مثل الذين يستثمرون فقط في مجال المعمار..
مودتي الخالصة ..