تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تبدو الإبتسامة هنا بطعم البحر



شريفة العلوي
25-08-2008, 12:21 PM
في إحدى الليالي .....أطل القمر من نافذتي وتساءل عن ذات الفستان الأزرق قلت له من هي ؟
وأردف ,, تلك التي على راسها تاج من اكليل القرنفلي الأبيض ..قلت من هي قال ..صاحبة العقد الكهرماني و الذي كان يطوق بعناية ورقة جيدها المرمري العالي ..أجبت .. إنها ...إنها ذهبت مع الغروب ...
وآخر من رآها تلك الغمامة التي ظللت هامتها عندما نزلت البحر و رمال الشاطئ التي أستبقت آثار خطواتها قناديلا ..والموج الذي أعاد حذائها ..والنوارس التي تنبأت بقدوم زوارق الصيد العائدة من بعيد وقد عثرت على رائحة عطرها بين زعانف السمك والشبكة ..والصخرة التي لم تشأ ان يدفعها التيار على جوانبها المدببة ..وآخر من شاهدها كان النسيم الذي حمل صدى الفقاعات التي فقأتها ذراعيها وهي تلوحهما لقطع مسافات طويلة نحو جهة لا تعرفها ..آخر من شاهدها الجزر عندما أغراها بنزول البحر ...والمد عندما حل محلها في الساحل وسحبها الى الخلف والخلف هو الأمام في البحر ..وأي بوصلة قد لا تعي الإتجاه في عرض البحر ........
ولكن ماذا عن السفن العابرة والتي تحمل السلع الغابرة ..وإن كروية الأرض تعيد الينا ضياعنا وتضيع هدانا ...ليس للبحر ساعة لحظر التجول ..ولكن في عقولنا أقفال تنفلت من مفاتيحها في لحظات ما ...آخر من رآها وصل الشاطئ بعد فوات الأوان وعاد يبحث عنها متتبعا رائحة الأثر على الرمال وزوج حذائها الذي طردته الأمواج ......قيل أن صاحبة الفستان الأزرق تركت صورتها على الغمامات المسافرة في الهطول ولم ينتبه أحد للمعان صوتها الذي تلألأ بين أطياف الزبد ..شيء ما كان يلمع من هناك في إحتراق الغروب الذهبي تسلل الى نقطة دجى التي غرقت في مطر أغتسلت فيه الذاكرة وكان الصباح ضيفا جديدا في شاطئ الصمت الذي أطرق رأسه لمعاودة إرتجاف الموج وخطوات أخرى تعانق البحر....
في الضفة الأخرى كان الأمر مختلفا ..تجمعت النوارس حول نقطة لم يظهر منها سوى نتوء لا تبدو معالمه ... الصورة لمن رصدها عن قرب كانت كالآتي ..في كيفية أن الجميلة تجاهلت كمائن الحوت , وخنقت في أعماقها الخوف من الموت ...وغرزت أصابع صمتها في حنجرة الصوت ..خصلات شعرٍ مشبعة بأصباغ الطحالب وزعانف بنفسجية عالقة بطرف سفلي للثوب..وخدود كبتلات الزهر المتبل بالندى عاكسا الشعاع الفتي لشمس الضحى وكأنها لم يلامسها أجاج الزبد الجامح المرافق لها طيلة الوقت ,, سر الوقاية و معجزة السحر ,, تكمن في طهر ذاك الأجاج..وجبين ينبئ بسر خام بل رغم بهائه وتسييره دفة السير كان يبدو كمسحة مسك معتق ...وأما الفستان الأزرق قد سطا على لونه البحر مما كشف زيف زرقته مع انه حاول كثيرا ان يبرئ ذمته من هذه الزرقة ...ولأن الخبر دائما يسبق البرق ..لقد علم الجميع بأن ذات الرداء الأزرق نزلت البحر الذي أودع الأمانة ثانية الى البر ...ولكن شيئا ما كان مختلفا هناك ..
بسبب الجميلة غرق البحر لأول مرة بنظرات الجموع ..النوارس التي اصطفت حولها لم تقترب منها ..وكأن الروح تطرد الأرواح الأخرى التي لا تتوافق مع فسيفسائها الضوئية ..نبضات قلبها التي كانت تعزف على أوتار العلم بالشيء ..دقاته كانت توحي بأنها مازالت على قيد الحياة بكل قوتها الكهرومغناطيسية طردت النوارس .. وكان يطوف عليها غلمان من ضوء الضحى ...عندما وصلوا الذين سمعوا بأنها نزلت البحر ...لم يبق في تلك الميناء فردا سوى عجوز أنهكه الإعياء ..
رضيع نائم في المهد ...
جندي عاد من الحرب الأخيرة مشلولا وأكتفت الدولة بوصفه بطلا ضحى بحرية أطرافه حتى لا تتخثر دماء الديمومة في عروق السلطة الحاكمة ..
ولا يهم اذا كان الوطن عنصر محايد في هذه القضية التي شلت فيه اطراف الوطن منذ زمن ..لقد تخلف من الحضور أيضا عربيد لا يهمه من الحياة سوى الأكل والشرب و يعيث في زوايا القهاوي نميمةً ووشاية ونقل الكلام ...لم يبق احد إلا و جاء الى شاطئٍ كان يحتضن الجميلة ....
تباعدت النوارس على اثر خطوات المجموع وكأنها تقول ليس لي مكان بقربها وربما كانت تحمي الجميلة من لدغات القواقع الحلزونية وهذه حكمة أخرى من حكم الله التي لقنها للكائنات ...فهيبة الروح هيبة وما أدراك ما الروح ..والروح كما ذكرها الله سبحانه وتعالى بأذن ربه ..وكانت هذه الروح كفيلة بطرد ذوات الأرواح التي تقتنص الجسد في حالة خلوه من الروح ..كانت ضمن المجموعة امرأة تحمل طفلا عمره ثلاثة سنوات وقد تأخر في النطق عن المألوف ولكنه عندما رأى الجميلة نطق و قال ..أهذي هي التي تجرأت بنزول البحر ؟
الدهشة كبلت الجميع وبدأت ترتفع المتمتمات وفجأة نسوا الدهشة الأولى عندما لمحوا حركة ما في الكف الأيمن للجميلة التي رفعت يدها الى السماء لتقول الحمد لله وكأن الغرق هو النجاة حتى لو كان على هيئة غيبوبة بدلا من التواجد الحيوي في أماكن تسحبك الى أسفل الأرض قبل ان تذوب المسافات بينك وبين اللحد........وأجفلت الجميلة الآتية من الشاطئ الآخر في غيبوبة أخرى .........

سيلفا حنا حنا
25-08-2008, 02:56 PM
عزيزتي شريفة حروفك من نور تسكبيها هنا من بين نعم الطبيعة علينا

دمت ياعزيزتي
ليوفقنا الله

شريفة العلوي
25-08-2008, 11:55 PM
عزيزتي شريفة حروفك من نور تسكبيها هنا من بين نعم الطبيعة علينا
دمت ياعزيزتي
ليوفقنا الله


العزيزة سيلفا حنا حنا
جمال حضورك يعصر الغمام على حروفي ويضفي عليها رونق البريق
دمت بكل هذا البهاء

سحر الليالي
26-08-2008, 03:43 PM
الغالية [ شريفة العلوي]
:
جميل ما قرأته هنا ...
سلمت ودام قلمك الجميل ..
:
لك ودي وتراتيل ورد

وفاء حسن الأيوبي
26-08-2008, 06:12 PM
في إحدى الليالي .....أطل القمر من نافذتي وتساءل عن ذات الفستان الأزرق قلت له من هي ؟
وأردف ,, تلك التي على راسها تاج من اكليل القرنفلي الأبيض ..قلت من هي قال ..صاحبة العقد الكهرماني و الذي كان يطوق بعناية ورقة جيدها المرمري العالي ..أجبت .. إنها ...إنها ذهبت مع الغروب ...
وآخر من رآها تلك الغمامة التي ظللت هامتها عندما نزلت البحر و رمال الشاطئ التي أستبقت آثار خطواتها قناديلا ..والموج الذي أعاد حذائها ..والنوارس التي تنبأت بقدوم زوارق الصيد العائدة من بعيد وقد عثرت على رائحة عطرها بين زعانف السمك والشبكة ..والصخرة التي لم تشأ ان يدفعها التيار على جوانبها المدببة ..وآخر من شاهدها كان النسيم الذي حمل صدى الفقاعات التي فقأتها ذراعيها وهي تلوحهما لقطع مسافات طويلة نحو جهة لا تعرفها ..آخر من شاهدها الجزر عندما أغراها بنزول البحر ...والمد عندما حل محلها في الساحل وسحبها الى الخلف والخلف هو الأمام في البحر ..وأي بوصلة قد لا تعي الإتجاه في عرض البحر ........
ولكن ماذا عن السفن العابرة والتي تحمل السلع الغابرة ..وإن كروية الأرض تعيد الينا ضياعنا وتضيع هدانا ...ليس للبحر ساعة لحظر التجول ..ولكن في عقولنا أقفال تنفلت من مفاتيحها في لحظات ما ...آخر من رآها وصل الشاطئ بعد فوات الأوان وعاد يبحث عنها متتبعا رائحة الأثر على الرمال وزوج حذائها الذي طردته الأمواج ......قيل أن صاحبة الفستان الأزرق تركت صورتها على الغمامات المسافرة في الهطول ولم ينتبه أحد للمعان صوتها الذي تلألأ بين أطياف الزبد ..شيء ما كان يلمع من هناك في إحتراق الغروب الذهبي تسلل الى نقطة دجى التي غرقت في مطر أغتسلت فيه الذاكرة وكان الصباح ضيفا جديدا في شاطئ الصمت الذي أطرق رأسه لمعاودة إرتجاف الموج وخطوات أخرى تعانق البحر....
في الضفة الأخرى كان الأمر مختلفا ..تجمعت النوارس حول نقطة لم يظهر منها سوى نتوء لا تبدو معالمه ... الصورة لمن رصدها عن قرب كانت كالآتي ..في كيفية أن الجميلة تجاهلت كمائن الحوت , وخنقت في أعماقها الخوف من الموت ...وغرزت أصابع صمتها في حنجرة الصوت ..خصلات شعرٍ مشبعة بأصباغ الطحالب وزعانف بنفسجية عالقة بطرف سفلي للثوب..وخدود كبتلات الزهر المتبل بالندى عاكسا الشعاع الفتي لشمس الضحى وكأنها لم يلامسها أجاج الزبد الجامح المرافق لها طيلة الوقت ,, سر الوقاية و معجزة السحر ,, تكمن في طهر ذاك الأجاج..وجبين ينبئ بسر خام بل رغم بهائه وتسييره دفة السير كان يبدو كمسحة مسك معتق ...وأما الفستان الأزرق قد سطا على لونه البحر مما كشف زيف زرقته مع انه حاول كثيرا ان يبرئ ذمته من هذه الزرقة ...ولأن الخبر دائما يسبق البرق ..لقد علم الجميع بأن ذات الرداء الأزرق نزلت البحر الذي أودع الأمانة ثانية الى البر ...ولكن شيئا ما كان مختلفا هناك ..
بسبب الجميلة غرق البحر لأول مرة بنظرات الجموع ..النوارس التي اصطفت حولها لم تقترب منها ..وكأن الروح تطرد الأرواح الأخرى التي لا تتوافق مع فسيفسائها الضوئية ..نبضات قلبها التي كانت تعزف على أوتار العلم بالشيء ..دقاته كانت توحي بأنها مازالت على قيد الحياة بكل قوتها الكهرومغناطيسية طردت النوارس .. وكان يطوف عليها غلمان من ضوء الضحى ...عندما وصلوا الذين سمعوا بأنها نزلت البحر ...لم يبق في تلك الميناء فردا سوى عجوز أنهكه الإعياء ..
رضيع نائم في المهد ...
جندي عاد من الحرب الأخيرة مشلولا وأكتفت الدولة بوصفه بطلا ضحى بحرية أطرافه حتى لا تتخثر دماء الديمومة في عروق السلطة الحاكمة ..
ولا يهم اذا كان الوطن عنصر محايد في هذه القضية التي شلت فيه اطراف الوطن منذ زمن ..لقد تخلف من الحضور أيضا عربيد لا يهمه من الحياة سوى الأكل والشرب و يعيث في زوايا القهاوي نميمةً ووشاية ونقل الكلام ...لم يبق احد إلا و جاء الى شاطئٍ كان يحتضن الجميلة ....
تباعدت النوارس على اثر خطوات المجموع وكأنها تقول ليس لي مكان بقربها وربما كانت تحمي الجميلة من لدغات القواقع الحلزونية وهذه حكمة أخرى من حكم الله التي لقنها للكائنات ...فهيبة الروح هيبة وما أدراك ما الروح ..والروح كما ذكرها الله سبحانه وتعالى بأذن ربه ..وكانت هذه الروح كفيلة بطرد ذوات الأرواح التي تقتنص الجسد في حالة خلوه من الروح ..كانت ضمن المجموعة امرأة تحمل طفلا عمره ثلاثة سنوات وقد تأخر في النطق عن المألوف ولكنه عندما رأى الجميلة نطق و قال ..أهذي هي التي تجرأت بنزول البحر ؟
الدهشة كبلت الجميع وبدأت ترتفع المتمتمات وفجأة نسوا الدهشة الأولى عندما لمحوا حركة ما في الكف الأيمن للجميلة التي رفعت يدها الى السماء لتقول الحمد لله وكأن الغرق هو النجاة حتى لو كان على هيئة غيبوبة بدلا من التواجد الحيوي في أماكن تسحبك الى أسفل الأرض قبل ان تذوب المسافات بينك وبين اللحد........وأجفلت الجميلة الآتية من الشاطئ الآخر في غيبوبة أخرى .........



الأخت الشاعرة والأديبة شريفة العلوي
ما أبدعك في النثر كما في الشعر
غاليتي انت لا تكتبين بل ترسمين
وما أبدع المفردات بها تتالقين
كهرماني، ومرمري
تأخذنا الى عالم آخر
كله رقة وسحر :0014:

لك مني كل التقدير

شريفة العلوي
28-08-2008, 10:33 AM
الغالية [ شريفة العلوي]
:
جميل ما قرأته هنا ...
سلمت ودام قلمك الجميل ..
:
لك ودي وتراتيل ورد

العزيزة المبدعة سحر الليالي
ما اروع حضورك وجمال تواجدك
كوني بالقرب ايتها الوردة
دمت بكل خير

جوتيار تمر
28-08-2008, 01:00 PM
العزيز شريفة....

مزج جميل كعادتك بين الخاطرة البوح الذاتي ، والسردية الشفيفة ، بلغة تتحمل اعباء ايصال المعني به الى المتلقي ، مع عدم تجاهل الصورية المشهدية التي ترافق الكلمة في حركة لها ، او حتى همس داخلي ، ولست اعلم ان كنت محقا في قول بأنك تعتمدين الذات كمعبر للكلمة ، حيث تدخل الكلمة فيها ، لتمحص وتتمزج وتخلق بعدها انزياحا ذاتيا حتى تستهل الكلمة رحلتها في الوجود ، محملة بكل رؤاك الواعية ، لحقائق ووجوديات مهمينة على الفكر والوجدان معا ، بارعة انت وتبقين ايتها العزيزة في الرصد الجواني والخارجي معا.

محبتي
جوتيار

شريفة العلوي
29-08-2008, 10:41 PM
الأخت الشاعرة والأديبة شريفة العلوي
ما أبدعك في النثر كما في الشعر
غاليتي انت لا تكتبين بل ترسمين
وما أبدع المفردات بها تتالقين
كهرماني، ومرمري
تأخذنا الى عالم آخر
كله رقة وسحر :0014:
لك مني كل التقدير
الأديبة الغالية وفاء الايوبي
لك.... صفتان محبوبتان
قدرتك الفائقة في رسم البيان ...وكفاءتك العالية في رصف المعاني كالبنيان
لهذا احب دائما قراءتك للنص واسعد اكثر حين المح اسمك بين السطور
اهنئك بقدوم شهر رمضان الكريم واعاده الله علينا وعليك باليمن والبركات
دمت بكل خير

وفاء شوكت خضر
31-08-2008, 01:18 AM
لوحة مزجت فيها الألوان بالمشاعر بالقدرة الفائقة على التصوير البياني ، ورصف حروف كالدر على سطور من جمال يتألق بنور يضفي على اللوحة سحرا يجتذب القارئ ليتوغل في عمق المعنى ..


أيتها الأديبة الشاعرة شريفة العلوي ...
صفحة متألقة بقلم اديبة سامقة ..

شريفة العلوي
31-08-2008, 03:16 PM
العزيز شريفة....
مزج جميل كعادتك بين الخاطرة البوح الذاتي ، والسردية الشفيفة ، بلغة تتحمل اعباء ايصال المعني به الى المتلقي ، مع عدم تجاهل الصورية المشهدية التي ترافق الكلمة في حركة لها ، او حتى همس داخلي ، ولست اعلم ان كنت محقا في قول بأنك تعتمدين الذات كمعبر للكلمة ، حيث تدخل الكلمة فيها ، لتمحص وتتمزج وتخلق بعدها انزياحا ذاتيا حتى تستهل الكلمة رحلتها في الوجود ، محملة بكل رؤاك الواعية ، لحقائق ووجوديات مهمينة على الفكر والوجدان معا ، بارعة انت وتبقين ايتها العزيزة في الرصد الجواني والخارجي معا.
محبتي
جوتيار
أخي الشاعر جوتيار تمر
أصابع اليد الواحدة لا تتماثل كذلك تتباين الذوات وكل ذات تملك دمغة خاصة بها تتميز فيها عن الآخرين وهنا جاءت قراءتك متطابقة مع ملامح حروفك واسقطت في هذه المساحة رذاذ ضوؤها المخبوء المكشوف حاملا رؤية تتسع وتتسق مع كل قراءة اخرى لاحقة بعد ان سبقتها بالتحليل والتعليل ............كل عام وانت بخير

شريفة العلوي
03-09-2008, 12:55 PM
لوحة مزجت فيها الألوان بالمشاعر بالقدرة الفائقة على التصوير البياني ، ورصف حروف كالدر على سطور من جمال يتألق بنور يضفي على اللوحة سحرا يجتذب القارئ ليتوغل في عمق المعنى ..
أيتها الأديبة الشاعرة شريفة العلوي ...
صفحة متألقة بقلم اديبة سامقة ..

العزيزة الغالية وفاء شوكت خضر
القلم الأجمل احساسا والقدرة الفائقة على سياقة الصور البديعة
كل الشكر والامتنان لحضورك البهي