تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الأخ المحترم عبد الجبّار بن جبّار " الرسالـة الثانيـة "



احسان مصطفى
02-09-2008, 08:46 PM
أعودُ للكتابةِ رغمَ أنّكَ لمْ ترسلْ لي بجوابٍ شافيٍ ، وإن كانَ عبرَ أحلامنا المشتركةِ ببناءِ بيتٍ صغيرٍ وأسرةٍ أصغرَ ، بكميّةٍ كبيرةٍ من المشاعر ،

أعودُ حاملاً المزيدَ من الشكوى لرجلٍ من امرأة ، فمَا أسعَدَها وَمَا أتعَسَني ،
ولعلّ رسالتي تلكَ ، قدْ فهمتَ فيها المغزى فأنتَ في القربِ أحرى أنْ تَفهمني وَفي البُعدِ أولى أنْ لا يصيبني مِنكَ إجحَاف ،

يا عالماً كُنتَ بحالي وجاهلاً بمآلي ،

عِندَ أوّلِ نقطةٍ للتعثرِ سَقطَ ما بيدي من حبٍّ وما في جيوبي من مشاعرَ تحتَ قدَمَيّ أو قدمَيْـها ، لا يهمْ ،
لا يهمّ أبداً ، فهيَ حينَ وجَدَتْهَا ضَيّعَتْني ، وَأنا قدْ ضعتُ فيني فلمْ أجِدْها ،فهَزَمتني فيها وخسِرتُني مِنْها ،



وللألمِ حِكاية ، سأحكيها من النهاية ، مروراً بالبداية ،
وكانَ فيما مَرَرتُ بهِ في دِمَشق عاصمةُ الحبّ ، أنَ الناسَ هناكَ كالجرادِ لكثرةِ دويّهم وكالعصافيرِ لصُبحِهِمْ ، وكنتُ أرقبها ،

في دخّانِ سَجَائري ، في أصابعي ، في حزمةِ الشّرايينِ الواضحةِ من يدي للعيانِ ! وكنتُ أعـَانـي ،
فولِدتْ قصيدةٌ وماتَ قصدٌ ، وأنا بينهما اليتيمْ ،


ثمّ في الوجودِ صِحتُها يا وجودي ، إنّي سئمتُ وَحدَتي فمتى تعودي ،
وفي الغربةِ عِشْتُها وَطناً ضيّعتُهُ كسَاعَتي التي اقتنيتُ وَقتها وَبِعتُ مِنهَا كُلّ زمنٍ قبلَها ، لأنّ مَنْ عَاشهُ ليْسَ أنا ،

ثمّ اشتريتُ تذكرتينِ لسَفرةٍ وَاحِدةٍ لي ، ولي ،
وَشربتُ قهوَتي مَعي ، وَسَامَرتُني ، حتّى مَلَلْتُني ، فَخَرجتُ وَحدي ،

وقدْ أخبرتُ صديقنا اليومَ أنني لا أريدُ ني هكذا ،وأنّي أجبرني على النومِ ، وأظلمُ ني ،وأحياناً أكرهني ،ولا أحدَ أصبحتُ أفهمهُ أو يفهمني ، وأنّي في القريبِ سأعودُ كباقي النِيامِ ، وربّما كالنعامِ ،
فقدْ أحِلّتْ ولاية البهائم على النساءِ هنا ، والرجالُ مدحورونَ ومذمومونَ جداً ، وأنتَ ما زلتَ طاهراً لا تدري ،

وكنتُ حينَ أعودُ أتركها فتسبقني وأحزمُ أمتعتي فتحزمني ،
وأركب سيّارةَ الأجرةِ فتدفعُ عنّي ، وتختمُ جوازَ سفري ، وأودعها فتسافر قبلي نحوي ،
وأعودُ فأجدُهَا عند أعتاب المدينة ، تجلسُ في كلِّ الزوايا لتستقبل وجعي وآهاتي القديمةِ ،

فأكتبها وأكتبُ لها وأنشدها ومَمْلوءٌ أنا بها وهيَ الخاوية منّي ، ولستَ بالحالِ تدري ،

ثمّ انتهى الطريقُ بي وحدي وانتهيتُ ضائعاً منّي ، والله وحدهُ يدري كم من جوىً أكنّهُ ، وأضمّهُ ، دونَ معنى ، سائرٌ في الكونِ عَابِسٌ وَاهِنٌ أعجَفٌ ناحل ،

وهيَ مثلكَ لا تدري .










الإهداء
إلى رجلٍ كنتُ قد قرأتُ اسمهُ على تلك الورقة .

روميه فهد
03-09-2008, 11:00 PM
الفاضل إحسـان ..

أهلا ومرحبا بعودتك...

رسالة باذخة في حرفها ووصفها وهذا النوع من الكتابة ليس بغريب على
حرف مطعم بالصدق أنتَ تملكه..

دمتَ بخير ..

صاحبة الحروف الأربعة

جوتيار تمر
04-09-2008, 03:17 AM
وقدْ أخبرتُ صديقنا اليومَ أنني لا أريدُ ني هكذا ،وأنّي أجبرني على النومِ ، وأظلمُ ني ،وأحياناً أكرهني ،ولا أحدَ أصبحتُ أفهمهُ أو يفهمني ، وأنّي في القريبِ سأعودُ كباقي النِيامِ ، وربّما كالنعامِ ...............

وصلته الرسالة وقال لك ايها العزيز كفاك ، عش ، الواقع يفرض عليك الاستمرارية ، ومادمت مستمرا فانك ترى وتلتقي وتقبر ، وتخلق ، لماذا تعيش الظل وانت خالق له ، افهم الرسالة المبطنة هذه لانها لك ومنك ، الا ترى بان الصديق يعرف كيف الحرقة تأخذك ، لكنه لايريدك الاستسلام لها ، فافهمه ولاتنسى بان بابهة مفتوح لك للابد.

محبتي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
04-09-2008, 09:20 PM
أخي الكريم إحسان ..

أفتقدك وافتقد حرفك الشجي ..
صدق جو ..
فكأننا قد ألفنا اجترار أحزاننا وبتنا لا نستسيغ الفرح ..
الحب لا يَقتُل ولكنه يُقتَل حين يتحول إلى سلبية تؤثر على كينونتنا ..

تحيتي ..

يسرى علي آل فنه
06-09-2008, 05:17 AM
أعودُ للكتابةِ رغمَ أنّكَ لمْ ترسلْ لي بجوابٍ شافيٍ ، وإن كانَ عبرَ أحلامنا المشتركةِ ببناءِ بيتٍ صغيرٍ وأسرةٍ أصغرَ ، بكميّةٍ كبيرةٍ من المشاعر ،
أعودُ حاملاً المزيدَ من الشكوى لرجلٍ من امرأة ، فمَا أسعَدَها وَمَا أتعَسَني ،
ولعلّ رسالتي تلكَ ، قدْ فهمتَ فيها المغزى فأنتَ في القربِ أحرى أنْ تَفهمني وَفي البُعدِ أولى أنْ لا يصيبني مِنكَ إجحَاف ،
يا عالماً كُنتَ بحالي وجاهلاً بمآلي ،
عِندَ أوّلِ نقطةٍ للتعثرِ سَقطَ ما بيدي من حبٍّ وما في جيوبي من مشاعرَ تحتَ قدَمَيّ أو قدمَيْـها ، لا يهمْ ،
لا يهمّ أبداً ، فهيَ حينَ وجَدَتْهَا ضَيّعَتْني ، وَأنا قدْ ضعتُ فيني فلمْ أجِدْها ،فهَزَمتني فيها وخسِرتُني مِنْها ،
وللألمِ حِكاية ، سأحكيها من النهاية ، مروراً بالبداية ،
وكانَ فيما مَرَرتُ بهِ في دِمَشق عاصمةُ الحبّ ، أنَ الناسَ هناكَ كالجرادِ لكثرةِ دويّهم وكالعصافيرِ لصُبحِهِمْ ، وكنتُ أرقبها ،
في دخّانِ سَجَائري ، في أصابعي ، في حزمةِ الشّرايينِ الواضحةِ من يدي للعيانِ ! وكنتُ أعـَانـي ،
فولِدتْ قصيدةٌ وماتَ قصدٌ ، وأنا بينهما اليتيمْ ،
ثمّ في الوجودِ صِحتُها يا وجودي ، إنّي سئمتُ وَحدَتي فمتى تعودي ،
وفي الغربةِ عِشْتُها وَطناً ضيّعتُهُ كسَاعَتي التي اقتنيتُ وَقتها وَبِعتُ مِنهَا كُلّ زمنٍ قبلَها ، لأنّ مَنْ عَاشهُ ليْسَ أنا ،
ثمّ اشتريتُ تذكرتينِ لسَفرةٍ وَاحِدةٍ لي ، ولي ،
وَشربتُ قهوَتي مَعي ، وَسَامَرتُني ، حتّى مَلَلْتُني ، فَخَرجتُ وَحدي ،
وقدْ أخبرتُ صديقنا اليومَ أنني لا أريدُ ني هكذا ،وأنّي أجبرني على النومِ ، وأظلمُ ني ،وأحياناً أكرهني ،ولا أحدَ أصبحتُ أفهمهُ أو يفهمني ، وأنّي في القريبِ سأعودُ كباقي النِيامِ ، وربّما كالنعامِ ،
فقدْ أحِلّتْ ولاية البهائم على النساءِ هنا ، والرجالُ مدحورونَ ومذمومونَ جداً ، وأنتَ ما زلتَ طاهراً لا تدري ،
وكنتُ حينَ أعودُ أتركها فتسبقني وأحزمُ أمتعتي فتحزمني ،
وأركب سيّارةَ الأجرةِ فتدفعُ عنّي ، وتختمُ جوازَ سفري ، وأودعها فتسافر قبلي نحوي ،
وأعودُ فأجدُهَا عند أعتاب المدينة ، تجلسُ في كلِّ الزوايا لتستقبل وجعي وآهاتي القديمةِ ،
فأكتبها وأكتبُ لها وأنشدها ومَمْلوءٌ أنا بها وهيَ الخاوية منّي ، ولستَ بالحالِ تدري ،
ثمّ انتهى الطريقُ بي وحدي وانتهيتُ ضائعاً منّي ، والله وحدهُ يدري كم من جوىً أكنّهُ ، وأضمّهُ ، دونَ معنى ، سائرٌ في الكونِ عَابِسٌ وَاهِنٌ أعجَفٌ ناحل ،
وهيَ مثلكَ لا تدري .
الإهداء
إلى رجلٍ كنتُ قد قرأتُ اسمهُ على تلك الورقة .


تستحق الحياة أن ننظر إليها من زوايا مختلفة

ويتسحق الحب أن لايكون سببا للموت ياإحسان

أثمن صدقك كثيراً ولغتك التعبيرية المميزة

وأتمنى أن تنفض هذا الحزن بحب

احترامي لك

احسان مصطفى
07-09-2008, 09:07 PM
الفاضل إحسـان ..
أهلا ومرحبا بعودتك...
رسالة باذخة في حرفها ووصفها وهذا النوع من الكتابة ليس بغريب على
حرف مطعم بالصدق أنتَ تملكه..
دمتَ بخير ..
صاحبة الحروف الأربعة


وأنتِ مجيئكِ اليوم جميل كحروفكِ الجميلة ...


محبتي وتقديري

احسان مصطفى
07-09-2008, 09:11 PM
وقدْ أخبرتُ صديقنا اليومَ أنني لا أريدُ ني هكذا ،وأنّي أجبرني على النومِ ، وأظلمُ ني ،وأحياناً أكرهني ،ولا أحدَ أصبحتُ أفهمهُ أو يفهمني ، وأنّي في القريبِ سأعودُ كباقي النِيامِ ، وربّما كالنعامِ ...............
وصلته الرسالة وقال لك ايها العزيز كفاك ، عش ، الواقع يفرض عليك الاستمرارية ، ومادمت مستمرا فانك ترى وتلتقي وتقبر ، وتخلق ، لماذا تعيش الظل وانت خالق له ، افهم الرسالة المبطنة هذه لانها لك ومنك ، الا ترى بان الصديق يعرف كيف الحرقة تأخذك ، لكنه لايريدك الاستسلام لها ، فافهمه ولاتنسى بان بابهة مفتوح لك للابد.
محبتي
جوتيار


حمى الله نفساً تسكنكَ يا صديقي ...


محبتي ...وما تبقى منها



واكثر