المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجيديا نهر البارد - دموع مضافة



ياسر
09-09-2008, 02:47 PM
تراجيديا نهر البارد
- دموع مضافة.

ياسر علي
فيما سمعتُ، وما رأيتُ،
وما هَدَتني أمتي لمصيره
وقرأتُ في كتبٍ تؤرخ للحروب
وما تغطّيه الفضائيات من قصص
وأحداثٍ يُهزّ لها الضميرُ،
سيستحيل له شبيهْ
*
فهُنا،
تشمّ الموت
ذرّ حريقه ورماده ودماره
وتراه في غُضَن الوجوه،
وفي العيون
وصوت حزن في رثاء العابرين
الزائرين،
كأن طعم الموت فيه
*
وهنا،
يصدّ الموت طفل في الركام يلمّ خردته،
يبيع لكي يعيش،
يقولها: «إنّا هنا يا موتنا،
ذقناكَ،
لا نخشاكَ،
بل نحيا حماك
وآن أن نبني صداقتنا النقيضة
كي نؤجج شعلةً لحياتنا
ونضيء ظلمة ما تسبَّبَه السفيه»
*
وهنا،
تغض الطرفَ في خجلٍ،
لأنك لم تكُنْهم حينما خرجوا إليك.. ومنك!
تغمضُ رَفّةَ الجفنين
تحبسُ أدمعاً
وستغرق الأفكارُ في الأوجاع
من تيهٍ لتيه
*
وهنا،
تُحِسُّ مشاعرَ القهرِ الذي
حرَقَ الركامَ،
وفتّت الأحجارَ والإنسانَ،
فانظر مسرحيات «الهوى الغلاّب»
والتنظيرَ للُّطف المهذب في الدمار،
كما ستعجبُ، كيف يأتي القتل في علب الهدايا..
في بطاقات ملوّنة موقّعة بلطف الأمنيات إليك
في حبٍ.. كريه؟!
*
وهنا،
تجاربُ تكنولوجيات تصنيع السلاح،
فيملأون الحقد فيها كي تُبدّعَ بالأذى،
فيجازُ للأخلاق تدميرَ الجَنَى والذكرياتِ،
تُحيلُ تفصيلاتِها ردماً
وتنبش حاضرَ الأيامِ تغمره بلطف جامح
حتى تعانقَه لِتعصر ما يليه
*
وهنا،
تجمّعت الحروبُ جميعُها
فتكثّفت بمساحة الكيلو ونصفٍ، من خيام،
نارُ حربِ الكونِ فيهِ،
دمار حرب الكون فيهِ
فلا عيونٌ قد رأته،
ولا فؤادٌ قد يعيه
*
فهنا،
ترى في قوةِ النيران تَنّيناً،
بَدَا ليجدّدَ المأساةَ والملهاةَ
بالشعب الفلسطيني
لا الصينيّ لا الإغريق لا!
ولكي يتممَ ما تمنى في الأساطير القديمة
إذ يفرّغُ حقده ناراً بِفِيه

سالم العلوي
09-09-2008, 04:24 PM
أخي أيها الشاعر الحزين
حزننا حزنك
ودمعنا دمعك
وأمتنا أخي تبكي مثلنا لكنها مستلبة
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده
وما ذلك على الله بعزيز
من تحت الركام ..
ومن بين الأنقاض ..
تنبت زهور الأمل .. رغم أنوفهم
الفجر قادم .. رغم أنوفهم
وحينها سيقذف التاريخ في مزبلته كل من شارك في ذبحنا .. وكل من تآمر علينا ..
لك خالص التحية
ورمضان كريم

لطفي الياسيني
07-10-2008, 12:34 AM
الاستاذ الشاعر السامق ياسر
تحية الاسلام
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

عمّار حجّاج
07-10-2008, 06:24 PM
وهنا،
يصدّ الموت طفل في الركام يلمّ خردته،
يبيع لكي يعيش،
يقولها: «إنّا هنا يا موتنا،
ذقناكَ،
لا نخشاكَ،
بل نحيا حماك
وآن أن نبني صداقتنا النقيضة
كي نؤجج شعلةً لحياتنا
ونضيء ظلمة ما تسبَّبَه السفيه»



أخي ياسر أسعد الله مساءك بالخيرات ..
ما أروعها من قصيدة ، وما أبدعه من مقطع !
الصّداقة النّقيضة ستقوم بين الأطفال الّذين هم جذوة البراءة وبين الموت بسطوته وبطشه ..
دفاعاً عن الذّات ... أيُّ إصابةٍ للوجع ؟!
دُمت مُبدعاً ونبيلاً

محسن شاهين المناور
07-10-2008, 06:36 PM
تراجيديا نهر البارد
- دموع مضافة.
ياسر علي
*
وهنا،
تغض الطرفَ في خجلٍ،
لأنك لم تكُنْهم حينما خرجوا إليك.. ومنك!
تغمضُ رَفّةَ الجفنين
تحبسُ أدمعاً
وستغرق الأفكارُ في الأوجاع
من تيهٍ لتيه
*


أخي الحبيب ياسر

قصيدة تقطر ألما . . يالحزنك أيها الحبيب

ويالدقة تشخيصك وتصويرك وكأن الواحد منا كان هناك

أنبت نفسي وأنا أقرأ هذا المقطع وكأنني فعلا أنا الذي

مررت أصلح الله حال الأمة

دمت ولكن للفرح أيها الجميل

أخوك

د. سمير العمري
25-11-2008, 01:41 AM
نص شعري باسق ومعبر عن حال أليمة نسأل الله السلامة.

لا فض فوك أيها الشاعر المبدع!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير



تحياتي