تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تتذكرين...؟



فاطمة أولاد حمو يشو
18-09-2008, 04:22 AM
هل تتذكرين...؟


هل تتذكرين تلك الليلة السابعة والعشرون من ذلك الشهر المميز؟ كنت وأنت بكامل براءة الصبيان والصبيات تركضين إلى الخارج وبين كتل السحب المتفرقة المسرعة التي كانت تلهو بمداعبة النور فتحجبه تارة وتنسحب لتجعلك ترين ما كنت تبحثين عنه تارة أخرى ..بين كتل السحب تلك كانت عيناك متشبثة بالحلم ..حلم لم تمكنك السماء من فتح بابها لتقبضين عليه وترحلين إلى ذلك العالم ..كل ما يمكن أن يقال عنه إنه كان بديلا لعالم الأرض بل لضيق العيش في سكن ضاق به الظلام كما يضيق الزناد بما فيه..كانت السماء شاشة تعرض صورا رمادية يعلو الوميض أطرافها.. صورا لسحب متحركة كأنها صورللحرية في عقل السجين..كنت المتفرجة الوحيدة..وحدك كنت تقفين في تلك الساعة ما قبل طلوع الفجر على بوابة الدار العتيقة..وبلهفة حب المعرفة كنت تنتظرين انفراج باب السماء ..لقد قيل لك " باب السماء يفتح في السابع والعشرين .." وهذا يحدث مرة كل عام ..لم يكن قلبك الصغير قد امتلأ بعد بالأسئلة العويصة..كان يافعا ..نابضا بأجمل ما تهديه الحياة لصبية في مثل سنك..كانت مخيلتك مشرقة كمياه شلال يغتسل بأشعة خيوط الفجر ..وكنت كل عام تقفين في نفس المكان بالدرب العتيق ..تتسللين ساحبة بقية ليلتك معك وتنتظرين ..تنتظرين انسحاب الغيوم ..تأملين حدوث المعجزة .. كنت تنتظرين رؤية ما لا يرى..كانت سور وآيات تمر بذهنك مرور كتل السحب المسرعة الملاطفة للنور ..كنت تبتهلين بالصلاة ..وكان وجهك المبلل بماء الوضوء يستغني عن استقبال تلك الحبات من المطر المشتتة الناعمة المنفلتة من السماء.. الخفيفة خفة روحك .. كنت تقرئين المستقبل فقد بعثت إلى ملاقاته هناك ..حيث كانت صفحة السماء غادرتها النجوم حين احتلها نور القمر المكتمل الدائرة..وحده انتظارك ظل غير مكتمل ..وكالفراشة ظل محلقا بزهو معانقا شوقك المتفجر من ينابيع قلبك الصغير المؤمن..كم كنت تتوقين إلى معرفة ما وراء هذا الوجه الذي كان يحلو للغيوم أن تخفيه ..مرت سنوات تلو سنوات ..السماء ظلت في نفس المكان..وظلت الغيوم تراقص وجه القمر باستمرار ..لكن لم غادرك الانتظار ..؟

علي عطية
18-09-2008, 11:02 AM
الله كم أنها جميلة روح البراءة

وعين الخيال الرحيب الخصيب

كم من الأماني نزعها ونحصدها ثمارا في الانتظار
قبل أن يقتله الملل

أيتها البراءة المؤمنة دومي على العتبات حتى انبثاق الفجر بالأمل القريب العزيز

لا تخلي الوقوف بالنافذة العتيقة فلها ألف باب على النور لن يحجبه الغيم

أيتها الفراشة الزاهية بألوان الطفولة الشقية انشري رحيقك على كل الدروب ليسقي العطاش من الطهر الزكي .

دندني بغنج ولحن الأرجوحة الراقصة على قلب العيون المفتوحة بحب الحياة وينابيع البسمات .

مدي يديك إلى السماء تدنو من كفك ترتمي في حضنه نجماتها , ويُقبِّل أناملك القمر متملقاً ليستجدي بعض النور من طهرك البكر

أيها الانتظار القريب لك نكهة اللقاء ووجه من بسمة الذكريات , فلن أملـَّكَ أبدًا وٍسأبقى على أعتابك أدق باب الولوج إلى ساحتك الرحيبة .

فلتودع أيها الملل الطريق الطويل فلن تصبر معي حتى النهاية .

دمتم بابداع بلا حدود

أبو عباد

جوتيار تمر
18-09-2008, 12:33 PM
فـــــــاطمة العزيزة...
يقول فينيكوت عن الانتظار:"ثمة اخراج مسرحي للانتظار ،انظمه وادبره،اقتطع بعضا من الزمن واحاكي حالة من فقد معشوق،وافتعل نتائج حداد بسيط،هكذا كما في المسرحية..".
تعدد المعاني في النص ،يجعل ذهن المتلقي، يجول بين صور مختلفة للوقعة هذه ، للاستحضار هذا ، لماهية الانتظار هذا ، ليس مهما هنا أن تتعدد الصور أو تتجانس ، لكن المهم أن حركة مراوغاتها للذهن لا تهدأ ، و تخلق انشغالًا ممتعا بالنص ،نص فيه نبرة حزن قصية ، يعيد ترتيب الشتات املا في لقاء تتآلف فيه الذات وتستعيد كينونتها الباعثة رغم وطأة الاغتراب النفسي هذا.

محبتي
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
18-09-2008, 02:29 PM
الله كم أنها جميلة روح البراءة
وعين الخيال الرحيب الخصيب
كم من الأماني نزعها ونحصدها ثمارا في الانتظار
قبل أن يقتله الملل
أيتها البراءة المؤمنة دومي على العتبات حتى انبثاق الفجر بالأمل القريب العزيز
لا تخلي الوقوف بالنافذة العتيقة فلها ألف باب على النور لن يحجبه الغيم
أيتها الفراشة الزاهية بألوان الطفولة الشقية انشري رحيقك على كل الدروب ليسقي العطاش من الطهر الزكي .
دندني بغنج ولحن الأرجوحة الراقصة على قلب العيون المفتوحة بحب الحياة وينابيع البسمات .
مدي يديك إلى السماء تدنو من كفك ترتمي في حضنه نجماتها , ويُقبِّل أناملك القمر متملقاً ليستجدي بعض النور من طهرك البكر
أيها الانتظار القريب لك نكهة اللقاء ووجه من بسمة الذكريات , فلن أملـَّكَ أبدًا وٍسأبقى على أعتابك أدق باب الولوج إلى ساحتك الرحيبة .
فلتودع أيها الملل الطريق الطويل فلن تصبر معي حتى النهاية .
دمتم بابداع بلا حدود
أبو عباد

الاخ الكريم أبو عباد ..لقد قدمت لي وجبة شهية على هامش مائدتي ..إنها قراءة تضيف للخيال صورا اخرى جميلة عن نفس المشهد..وسأقول معك " فلتودع أيها الملل الطريق الطويل فلن تصبر معي حتى النهاية" ..
شكرا جزيلا لقد أسعدني مرورك المبدع..
مودتي الصادقة ..

فاطمة أولاد حمو يشو
18-09-2008, 02:43 PM
فـــــــاطمة العزيزة...
يقول فينيكوت عن الانتظار:"ثمة اخراج مسرحي للانتظار ،انظمه وادبره،اقتطع بعضا من الزمن واحاكي حالة من فقد معشوق،وافتعل نتائج حداد بسيط،هكذا كما في المسرحية..".
تعدد المعاني في النص ،يجعل ذهن المتلقي، يجول بين صور مختلفة للوقعة هذه ، للاستحضار هذا ، لماهية الانتظار هذا ، ليس مهما هنا أن تتعدد الصور أو تتجانس ، لكن المهم أن حركة مراوغاتها للذهن لا تهدأ ، و تخلق انشغالًا ممتعا بالنص ،نص فيه نبرة حزن قصية ، يعيد ترتيب الشتات املا في لقاء تتآلف فيه الذات وتستعيد كينونتها الباعثة رغم وطأة الاغتراب النفسي هذا.
محبتي
جوتيار
أهلا بك جو العزيز ..ورمضان كريم..سعيدة بمرورك الذي طالما انتظرته..واقول:"
إن هذه المقابلة بين الإخراج المسرحي للانتظار وبين المسرحية يبرز وجود ذات مدبرة منظمة تستطيع ان تتوقف لحظة لتلاحظ وتفتعل من القصص ما هو بسيط وما هو مركب..إنها الذات المبدعة ..تعيد ترتيب الشتات أملا في إعادة بناء نفسها بشكل مدهش..فينيكوت..يظهر انه ناقد لذاته المبدعة..
مودتي الصادقة جو ..