المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذات اليمين وذات الشمال.. قصة قصيرة جدا..



عبدالرحمان بن محمد
20-09-2008, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
-(كل بيمينك يابني)..
أوقف الطفل الصغير لقمة الطعام قبل أن تصل لفمه المفتوح
عن آخره، مستمعا لأمر أبيه المعتاد،رامقا إياه بنظرات استغربها
الحاضرون.. ثم في فمه، وبنفسد اليد ،يلقي باللقمة ليبدأ في مضغها بهدوء،
فتزداد نظرات من حوله دهشة، واستنكارا، قبل أن يتوقف فجأة عن المضغ،
ويسرح بنظره مفكرا،واجما..
وفي لحظات يرفع سبابته نحو وجه أبيه المذهول ويسأله في عفوية:
- أبي.. إذا ماسر قلب الإنسان وقد استقر شمالا؟!!!
ودون أن ينتظر جوابا ممن لم يستطيعوه، مد هذه المرة بالأصابع الثلاث، من
يده اليمنى نحو إناء الطعام ليبدأ فصلا آخر ..
وفي ركن منزو من الغرفة، كان هناك عجوز تراقب مايحدث في صمت، حتى
انتهى الأمر بالجميع وكأن على رؤوسهم الطير، فابتسمت كاشفة عن
أسنان كأسنان طفل سقط معظمها، وتمتمت كصغير يتعلم الكلام:
- لاتتعجوا !! إن هو إلا كلام أطفال..
وكأن الكل كان ينتظرها لتحررهم من الوجوم الذي خيم عليهم،
إذ سرعان ماراح بعضهم يهمهم بالقول:
نعم .. نعم .. إن هو إلا كلام أطفال..
**************
عبدالرحمان.. في هذه الساعة..

عبدالرحمان بن محمد
20-09-2008, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
-(كل بيمينك يابني)..
أوقف الطفل الصغير لقمة الطعام قبل أن تصل لفمه المفتوح
عن آخره، مستمعا لأمر أبيه المعتاد،رامقا إياه بنظرات استغربها
الحاضرون.. ثم في فمه، وبنفسد اليد ،يلقي باللقمة ليبدأ في مضغها بهدوء،
فتزداد نظرات من حوله دهشة، واستنكارا، قبل أن يتوقف فجأة عن المضغ،
ويسرح بنظره مفكرا،واجما..
وفي لحظات يرفع سبابته نحو وجه أبيه المذهول ويسأله في عفوية:
- أبي.. إذا ماسر قلب الإنسان وقد استقر شمالا؟!!!
ودون أن ينتظر جوابا ممن لم يستطيعوه، مد هذه المرة بالأصابع الثلاث، من
يده اليمنى نحو إناء الطعام ليبدأ فصلا آخر ..
وفي ركن منزو من الغرفة، كان هناك عجوز تراقب مايحدث في صمت، حتى
انتهى الأمر بالجميع وكأن على رؤوسهم الطير، فابتسمت كاشفة عن
أسنان كأسنان طفل سقط معظمها، وتمتمت كصغير يتعلم الكلام:
- لاتتعجوا !! إن هو إلا كلام أطفال..
وكأن الكل كان ينتظرها لتحررهم من الوجوم الذي خيم عليهم،
إذ سرعان ماراح بعضهم يهمهم بالقول:
نعم .. نعم .. إن هو إلا كلام أطفال..
**************
عبدالرحمان.. في هذه الساعة..
* ملحوظة: لما لم أجد أيقونة تعديل الموضوع لتصحيحه إملائيا فقد فكرت في طريقة الاقتباس
أعتذر للجميع

وئام سميرة
20-09-2008, 08:31 PM
الفاضل { عبد الرحمن بن محمد }

جميلة هي كلماتك اخي ..

حيث تحمل ابعاد اخرى ..

لك خالص ودي

وئام

عبدالرحمان بن محمد
20-09-2008, 10:50 PM
الكريمة الغالية وئام..
سعيد كون محاولتي نالت رضاك..
أتمنى لك التوفيق الدائم
والسعادة الأبدية..
أشكرك

عبدالرحمان

جوتيار تمر
21-09-2008, 09:36 AM
المبدع عبد الرحمان...

جميلة السردية ، اقتنصت حالة ، وباشرت في فك طلاسمها بصورة محكية جميلة ، وبناء جميل ايضا ، مما توضح لدى المتلقي الرؤية المنشودة من القصة ، ولااخفيك سرا اذا قلت بأن التربية التيترتكز على التشدد في بعض المسائل شكلت في نهايتها منحى تمردي لدى البعض ، لذا الافتقار الى الاساليب الاكثر تأثيرا لم يزل امرا نعاني منه ، لكن في الوقت نفسه ، هناك تشتت واضح في الرؤية من حيث الابقاء عليها او اعطاء الطفل الحرية في الوصول الى الطريقة المثلى بقناعته ،ولااعلم لماذا يمثل الكل لصوت العجوزة ، بنما صوت الطفل كان هنا الاجدر بأن يستمع لأنه يحقق كينونته بها.

محبتي
جوتيار

عبدالرحمان بن محمد
25-01-2009, 11:47 PM
الفاضل جوتيار تمر

تحليلك عميق أضفى على قصتي ميزة خاصة
وتساؤلاتك، أو بالأحرى استنكارك الأخير كان في محله تماما
لا ندري لم دائما نحقر كلام الصغير رغم ماقد ينطق به من بلاغة!!

الأخ المبدع
أنت تستحق الاحترام المطلق

ربيحة الرفاعي
28-05-2014, 09:32 PM
بين الطفل الذي تمرد على تشدد يتحكم بتفاصيل قد تكون متعلقة بأسباب خلقية لا تربوية فيقابل بوجوم المندهشين لتماديه، وبين العجوز التي شكّلت النقيض المستخف بكل خروج على القاعدة تهرف بما ليس حقا فيلتقط سقط فيها القوم ويجدون فيه منجاة، حملنا الكاتب في سردية التقطت مشهدا لا شك أن جلنا رأى ما يشبه بعضه عيانا إن لم يعشه، وألقى بسلاسة وهدوء رسالته لتنفذ بذات الهدوء ومضى
نص موفق طرحا ومعالجة، شابته بعض عثرة حتى في النسخة المعدلة، فليتك تعود عليها منقحا
وكم تمنيت لو كتب مرسلا بأسلوب الفقرة وباستخدام علامات الترقيم

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

نداء غريب صبري
21-07-2014, 06:18 PM
قصة جميلة التقط أخي القاص فيها اللحظة التي تعبر عن الكثير من واقعنا المتارجح بين الجهل والجهل

شكرا لك اخي

بوركت