تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحت شرفة " لو"



جهاد غريب
24-09-2008, 09:06 PM
:
:
(..)
أماني..
تُترجِمها الأقلام،
وتحرِّرها الأحلام،
أمَّا الواقع.. فلها اللجام.
:
(2)
حتى الأماني بحاجة إلى وقود يُشعل مصابيحها..
بفتيلٍ يشرب زيت الخردل والمرارة،
فيمدُّ لسانه المبلول أساً.. بلا تردد،
وعلى رأسه..
شعلة من الكلام.. لا تنطفئ،
إذْ أذِْنَ النصيب له.. ومدَّ بساط القسمة -مفترشاً- أرض الملاذ،
مالكها فقط..
حبيب توحَّد مع القلب.. وشاركه الوجدان،
ونال الذوْد من العشيق ما استطاع، وله بكل الرضا أطاع.
:
هناك نحلم، أو ربما نحجز تذكرة إلى الخيال،
فيسرح بنا عبير الشوق، ونتخيَّل:
أنفاساً تتراشق بالرضا، وقد استمدَّت الدفء من القلب إلى القلب،
ثم نتخيَّل ونحلم، ونحلم ونتخيَّل:
انسكاب النشوة بين حضنين،
في فسحةٍ حدودها فقط!.. صدران جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
:
(3)
وبين الأنفاس والصدرين.. أرجوحة تلهو عليها العاطفة..
ذهابا وإيابا، وإيابا وذهابا.. حتى..
تتبسَّم الذكريات، ويعلو صوت ضحكاتها.. أرجاء الفسحة والمكان.
فجأة..!
يعلن الأفق موعد استيقاظ حلم كان في اليقظة،
وخيال رحب.. أغمض العينين، وسافر بأفلاكه إلى البعيد البعيد..
لـ.. لحظات.
:
إذْ بالإعلان تنكتب الحقيقة.. بحبرٍ من اللوعةِ فيه كل الألوان،
وقلم صادق أمين.. خط الغياب.. بـ.. كلمة واحدة فقط..
" النهاية".
:
(4)
آه.. لقد كان مشهداً في عدسةٍ صُنعت..
من زجاجِ الكونِ.. والقرطاسْ،
جعل القصة مثيرة، والفرحة.. معلَّقة بين السماء والأرض
تطرد الحيرة، وتنادي الحلم أن يعود حيث كان،
وترتجي الخيال أن يمدَّ ذراعيه بأناقة، ويفْرد جناحيه..
لينعم بالتحليق من جديد، بـ.. لا يأس،
في مجرَّة.. خُلقت من الوهمِ.. فقط! في عصب الرأس.
:
(5)
الوهم في واقع العدسة والمشهد.. هو الحقيقة فعلاً!!
نعلمها جيداً، إلا أننا.. لا نطالب أفئدتنا بوقف التنفيذ.
ونستوعب كل مراراتها، فنتجاوز بها دوائر التنكيد
والنبض هو غير النبض، إذْ هو بها ومنها.. يشتعل أنين،
ويضخ التعب في الصدر، فيبقى هناك.. يترنَّح،
حتى يسقط بين أناملنا، فنقبض بها عليه..بـ..قوة،
ومن دونِ رحمةٍ، نلغي قواعد الشفاعة، والاسترحام، وكأننا..
بهذا السباق مع أقدام الزمن.. نريد أن نعتصر
في كل نبضة تنزلق من الفؤاد.. لِنُخْرِجَ من قطراتها:
زفيراً ساخناً.. يغيّر ملامح الهواء، ويعيد ترتيب.. زرقة السماء.
لربما -في الظلام- تتوقّف الساعة.. في لحظة هناء،
وتصمد القناعة.. أمامنا، إذْ نحن من دونها نحن العناء،
ونحن الـ.. آه وطوق الهاء.
:
هذه المشاعر تبقى.. تنسكب، وبوحاً.. تنكتب
كلّما زاد في البعد الغياب، وكلّما دبت الروح بالاحتراق تنبض وتنقبض.
:
(6)
في لحظة صخب.. ونوبة لهب
من ضوء شعلة في مصباح.. ينتظر الصباح،
فتيلٌ يحترق، ووقودٌ يتبخَّر.. وصمت من جداره يتجرَّد
حتى يخترق.. له فيه.. فتحات
والجروح تتفتح، والأوجاع مئة ومئآت
بالهم تتطاير.. هنا وهناك..
أسراب رماد يحتفظ بلونِ الكحلِ لا بُردة، ولا عاج
وحداد يرتدي جلده الأسود.. وفاء
فـ.. يصبغ خصلاته ببعض طلاء:
من بياض الشيب المبكر.. أنْ لا ابتهاج.
:
(7)
ياه، ما أصعب..
في العشق تحقيقُ أمانينا، واستمرارٌ بالصدقِ يحيينا.
:
بساتين الورق تنتظر الحروف..
تُنقش.. بكل ألوان العذاب والصنوف:
لوحة: "ما أقسى الغياب".
ضجيج ينتفخ أسرار، وصدى.. رجعه عتاب.
:
انتحار تلو انتحار، حتى..
ألِفَ التسرب والتمرير.. من دون تبرير!
تسبَّب في انتفاضة أحاسيس.. تموج غثيان
وكأنها.. نشوة
فُطمت للتوِ عن حليبِ الحبِ، وعن دفءِ حبيبٍ..
لا زلنا نرصده في قوائم الغياب.. إنسان.
:
(8)
آه..
نبقى وحدنا نتألَّم،
ونسْتفز العزلة.. نحاورها.. فتكسرنا
ولا نملك غير البقاء في وجهها.. نتجهَّم
حتى ننثني كلّما.. نهشتنا أظافر الزمن بالعتاب
والعاطفة تنزف حنيناً.. لا يتوقف عن الانسكاب
فتتناثر حروف.. نكتبها ونكتبها ونكتبها..
أمّا هي فلا تكتبنا أبداً..
مهما حاولت!
ومهما جاهدت،
ومهما عنا تكلمت.
:
(9)
ستذوب كل الأماني، فقط..!
عندما هي وهو.. تحت شرفة " لو" يتعاتبان
يبقى السؤال:
لماذا؟! جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
من الدهشة أقول: "ول"
حتى تزول أو لا تزول.. كلمة " لو".

اشرف نبوي
25-09-2008, 09:37 AM
جهاد غريب

اطلاتي الأولي علي حرفك وسدت بهجه في القلب ، وعطرت الفكر بجميل المعاني وسمو الفكر ، تكتب بنقاء وقدره فائقه علي التعبير ممتلكا زمام الفكره من البداية للنهاية

خالص مودتي

اشرف نبوي

جوتيار تمر
25-09-2008, 01:21 PM
جهــــاد...

في اللغة تتعدد المعاني ل '' لو '' معاني تبقى مرهونة بالنفي والإثبات في الجملة ،أما حين تكون معلقة بابتداء على الظرفية - بغض النظر عن مقصديته استباحة او بحثا ، فإنها تخرج عن دلالة الوجوب أو الوجود لامتناع بالشكل الذي تتحدث فيه ضمن السياق ،نصك يحمل الكثير من الدلالات التي تغربل الاماني ، تجعلها تتحدث وفق معطيات تسبق ماهيتها .

محبتي
جوتيار

روميه فهد
26-09-2008, 11:56 PM
الفاضل جهـاد..

نثريتك هنا بللت ريق بعد منتصف ليلي ، فالزمان هو الزمان والمكان هو المكان
والمشاعر بـ لو أو غيرها آخذت في التسلق لأنها تسقط أوراقنا على أرض ظاهرة للعيان
مع الخيال تارة فلا يراها إلا أمثالنا ومع الواقع تارة أخرى يشاركنا الكون فيها.

يعني .. أنتَ هنا بدقيق معاني الألفاظ،ووضعها في القوالب الجمالية،
متألقا جدا ..

دمتَ بخير ..

صاحبة الحروف الأربعة

شريفة السيد
28-09-2008, 07:01 PM
:
:
(..)
(9)
ستذوب كل الأماني، فقط..!
عندما هي وهو.. تحت شرفة " لو" يتعاتبان
يبقى السؤال:
لماذا؟! جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
من الدهشة أقول: "ول"
حتى تزول أو لا تزول.. كلمة " لو".



جديد ما قرأته هنا
فسامحني أخي الفاضل / جهاد غريب إذا اخترت من بين نثرك الجميل هذا الممقطع
فكلها جميلة ... وقد جذبني العنوان فدخلت قسم النثر لأجله
ما شاء الله ،،،،،،،،، ما أجمل نثرك،،،
أسعدتني قراءتك للمرة الأولى
ولن تكون الأخيرة إن شاء الله
تحية من القلب
مودتي

هشام عزاس
03-10-2008, 09:23 PM
المورقـــة / جهــــاد

تحت شرفة لو ... وقفنا طويلا ... مرت بنا مواسم كلماتها
أحيانا تكون رذاذا عذبا يضرب وجوهنا بألق و أحيانا خيوطا شمسية دافئة تغمرنا بوهجها المشرق
و في الحالتين كنا نترنح بين رؤى الإمكانات و سبل تحقيقها اللامتوفرة ....
بين أماني تسكننا نزرعها فتلات بذواتنا و أشجارا من حلم و بين تحقيق تلك الرؤى على أرض الواقع
تحت شرفة لو ... قد لا تتحقق كل الأماني و لكن يكفينا لو تحقق حلم واحد ... فللأمل موضعه بلا شك

نص جميل جدا ... / حقق الله كل أمانيكِ ..

عيدكِ مبارك سعيد
و كل عام و أنت بألف خير

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

جهاد غريب
17-11-2008, 06:03 PM
:
:

الطموح مسألة تتعلق بمن يكون لها بساط،
واليأس ملحوظ على حامله ، متى تحرَّر منها..
استكانت نفسه.

شريفة السيد
20-11-2008, 07:26 AM
أعتذر لك يا أستاذة / جهاد
طلعتي أنثى
العتب على النظر
لا تؤاخذيني يا أختاه

قال تعالى في كتابه الحكيم:

بسم الله الرحمن الرحيم : "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " صدق الله العظيم
مودتي

جهاد غريب
20-11-2008, 03:56 PM
أعتذر لك يا أستاذة / جهاد
طلعتي أنثى
العتب على النظر

:
سيدتي
لقد جانبتي الصواب تماماً
أتساءل: ما هو لون طيف النظر الذي دفعكِ لعتابه يا ترى؟
:
اسمي هكذا، وعلى الرغم فأنا آدم.
:
كوني بخير سيدتي.

وفاء شوكت خضر
16-03-2009, 05:31 PM
الأخ جهاد غريب ..

كلماتك جعلتني أمزق كل أوراق الماضي ..
حيث غطى غبار النسيان حروفي ..
وذبحت الحلم على نصب الواقع ..

ليت لو لعل ..
كم تمنينا ولكن ..


تحيتي ..

شيماء وفا
17-03-2009, 12:54 PM
(9)
ستذوب كل الأماني، فقط..!
عندما هي وهو.. تحت شرفة " لو" يتعاتبان
يبقى السؤال:
لماذا؟! جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
من الدهشة أقول: "ول"
حتى تزول أو لا تزول.. كلمة " لو"

نتمنى ونتمنى لكن بين تمنياتنا وواقعنا فراغ كبير لا يملؤه شيء, فحتى يتم الإجتماع ستظل كلمة { لو } تعاتب الدهشة على جدار الأمنيات .
أستاذي العزيز
ستظل الأمنيات مجرد أمنيات ؟؟؟؟ أم ستتحول إلى واقع ؟؟؟؟؟ سؤال يفرض نفسه على واقعنا .
خالص تحياتي

د. سمير العمري
28-07-2009, 07:48 PM
نص أدبي جميل ومعبر كان يحتاج بعض اهتمام باللغة وبالأسلوب وبشكل العرض وعلامات الترقيم.

أحيي فيك هذه القدرة الأدبية البارعة!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

ربيحة الرفاعي
14-12-2014, 01:35 AM
تمتلك مهارة تصويرية وقدرات تعبيرية يعوزها قليل عناية بأسلوبية البناء وقوالب العرض لتهمي الحروف ألقا وبهاء
أتوق لقراءة جديد هذا القلم!

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
17-12-2014, 10:25 AM
أماني..
تُترجِمها الأقلام،
وتحرِّرها الأحلام،
أمَّا الواقع.. فلها اللجام.
أيها القدر ماذا ولو..........
لو طرحت كل الاحتمالات أرضا وهربت تبحث عن إجابات معلقة على جدار الواقع
صور عميقة وحلرف ملون بالجمال
بعض عناية ويكتمل الألق
بوركت
كل التقدير واعجابي

نداء غريب صبري
22-03-2015, 11:47 PM
حتى الأماني بحاجة إلى وقود يُشعل مصابيحها..
بفتيلٍ يشرب زيت الخردل والمرارة،
فيمدُّ لسانه المبلول أساً.. بلا تردد،
وعلى رأسه..
شعلة من الكلام.. لا تنطفئ،
إذْ أذِْنَ النصيب له.. ومدَّ بساط القسمة -مفترشاً- أرض الملاذ،
مالكها فقط..
حبيب توحَّد مع القلب.. وشاركه الوجدان،
ونال الذوْد من العشيق ما استطاع، وله بكل الرضا أطاع.


نثر جميل ومميز

شكرا لك
بورت