تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وجوه في مراياتي



وداد ابراهيم محمود
01-10-2008, 04:15 AM
وجوه في مراياتي
وداد ابراهيم
كلما تطلعت في المرآة اجد وجوه تظهر وتغيب عني وأحيانا تتكرر تلك وجوه ارتسمت في ذا كرتي حية، أحببت ان اضعها في حكايات جئت بها من الواقع فوقعت في حلقات حملت عنوان (وجوه في مراياتي)


لم اعتاد النهوض على صوت المنبه فساعة العقل توقظني يوميا لكني في هذا اليوم نهضت على ساعة المنبه لاخرج مبكرة للعمل وما ان رشقت الماء على وجهي وتناثرت قطرات منه على مرآتي وجدت تلك المرأة من بين القطرات تطلعت اليها فوجدتها امرأة في مقتبل العمر بيضاء نحيلة الوجه والقامة شاحبة دقيقة الانف تجاوزت العشرين بخمس سنوات
مزقت وحدتها وصمتها ورافقت أطفالها الى حديقة قريبة من بيتها ،ليس وحده الفراغ الذي يأكل عمرها بعد ان قتل زوجها على يد مجموعة ضالة بل فقدت أخر حدود الأمان فكان حريا بها ان تطيل النظر بين الآونة والأخرى على من حولها من العوائل، تراقب لعبهم حديثهم عبثهم حتى اخترق عالمها ذلك الرجل الخمسيني .
جاء الحديقة برفقة نفسه ليضيع قليلا من وحدته ويشتت السكون الذي يعيشة بعد ان عادت زوجته لحبها الاول وطالبته بالطلاق فكان لها ما ارادت فرضخ لها لان طيش العاشقين مثل البركان الهائج له بداية وليس له نهاية .
سالها ان يرافق اطفالها ويشاركهم لعبهم فأجابت بالصمت والصمت حياء وقبول،وعاد فسالها ان يشاركوه طعامه ويقتسم معهم علب العصائر والشطائر التي اشتراها باردة وقد بدت عليها السخونة وهو يزيل عنها ورق الصحف ،بعثر صمتها وسكونها صراخ اطفالها وضحكهم و
بين الانسان وماحوله حقيقة اسمها التعبير وكان لديها مزج وصراع بين الافكار تتناوب بين الصمت والكلام ..إيماءات الغموض ومجاهل الصمت تراجعت عندها وهي تطلب من اطفالها ان يتركوا كل شيء ويلتفوا حولها فما عاد هناك وقت للبقاء اكثر .
جمعت اشياءها بساط مهترء وحقيبة وضعت فيها ملاعق وأواني وبقايا الخبز وجمعت حبات الرز التي تناثرت وتجرعت اخر ماتبقى من علب العصير وتهيأت لترك الحديقة والعودة للبيت خوفا من ان تتبرص بها الريح وقد اخترقت دفء الربيع فكثيرا ما خدعت بتقلبات نيسان حين يتربص الريح حفيف الهدوء
اشتبكت اصابعها باصابع ابنها تجره مع الأخر وحديث في داخلها :ضعيفة انا قد اكون مثل الفجر الشاحب في صباحات الشتاء الباردة.قطع عليها سلسلة الأفكار، وشق شرنقة الصمت وقال لها انا لست بذلك الرجل القوي لكني قوي من الداخل .
رجل يظلل عليك حياتك المظلمة ويزيح عنك مايسد قرص الشمس عن حياتك،وهو يمسك بيد ابنها الاخرى حدثها عن حياته وزوجته التي تركته وانفصلت عنه فاجابت نعم انت لست بذلك الرجل المشرق لكني ساحلم معك بالشتاء
انفرجت اساريره وقال ساعيش معك زوجا وعاشقا وابا لأولادك فهم لم يبلغوا الخامسة والسادسة من اعمارهم ،تطعلت له بنظرات خجلة طاهرة ونادت من وراء صمتها لنكون عائلة جديدة نعيش على الامل بحياة جديدة

جوتيار تمر
01-10-2008, 10:31 AM
وداد العزيزة...
استوقفتني اللغة الوصفية في نصك، وتوظيفها الجميل من اجل الكشف عن لحظات التحول في سياق حركة النص النفسية اضافة الى ما تخلل بعض لحظاته من شعرية ترتقي بمستوى المتخيل فيه، هذا النص الثاني الذي اقرأه لك ، واراه كسابقه ينهل من هذا الواقع المؤجع ، الذي فرض عليك وعلينا ، ولطالما قلت عندما يكون الواقع مادة ننهل منه نصوصنا فاننا نعاني منا ومنه على حد سواء ، التقاط هذه اللقطة من ضمن الاف اللقطاتت في الحياة وبهذا التشكيل اللغوي والوصفي الرائع يقربنا كثيرا الى نفسية الساردة نفسها ، والمحيط الذي تعيشه ، الخوف ،الفقد ، الحرص ،الفقر ،الاماني ، الاما في زمن اللا امان حيث اشرت اليه بوضوح في مسألة قتل الزوج، البحث عن حضن ، او بحث حضن عنه ، الاولاد كلها من موجبات الواقع التي نراه ونعيشه ، ونلمسه بصورة عميقة في نصك .


محبتي
جوتيار

وداد ابراهيم محمود
02-10-2008, 09:00 AM
وداد العزيزة...
استوقفتني اللغة الوصفية في نصك، وتوظيفها الجميل من اجل الكشف عن لحظات التحول في سياق حركة النص النفسية اضافة الى ما تخلل بعض لحظاته من شعرية ترتقي بمستوى المتخيل فيه، هذا النص الثاني الذي اقرأه لك ، واراه كسابقه ينهل من هذا الواقع المؤجع ، الذي فرض عليك وعلينا ، ولطالما قلت عندما يكون الواقع مادة ننهل منه نصوصنا فاننا نعاني منا ومنه على حد سواء ، التقاط هذه اللقطة من ضمن الاف اللقطاتت في الحياة وبهذا التشكيل اللغوي والوصفي الرائع يقربنا كثيرا الى نفسية الساردة نفسها ، والمحيط الذي تعيشه ، الخوف ،الفقد ، الحرص ،الفقر ،الاماني ، الاما في زمن اللا امان حيث اشرت اليه بوضوح في مسألة قتل الزوج، البحث عن حضن ، او بحث حضن عنه ، الاولاد كلها من موجبات الواقع التي نراه ونعيشه ، ونلمسه بصورة عميقة في نصك .
محبتي
جوتيار
شكرا على التعليق الذي جاء معبرا عن ذهن متقد وعين ثاقبة وعمق الحس الادبي فلم اكن ادرك ان كل هذا موجود في كتبت علما اني اكتب عن شخصيات حقيقية عشت معها وشاركتها صراعاتها مع الحياة
مع تحياتي

ربيحة الرفاعي
16-08-2013, 12:32 PM
جميل ما حمل النص من فكرة

شابت اللغة اخطاء واحتاجت لعناية ومراجعة

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
03-02-2015, 12:50 PM
لغة تصويرية للحالة النفسية والمشهد اليومي بتفاصيله بسلاسة وجمال
طرح حالة اجتماعية بنهاية إيجابية
بوركت
تقديري

آمال المصري
28-11-2015, 02:05 AM
بحث عن الأمان ويد حانية تحتوي شتات نفوس أرهقتها الأقدار
ولأن الحياة تسير ولا تتوقف بموت ولا ميلاد وضعه الله في طريقها لتتشابك الأيدي محتضنة براعم الأمل
جميلة بلغتها وحبكتها القوية وواقعيتها احتاجت للتريث قبل النشر لتجنب الهنات
بوركت واليراع أديبتنا الفاضلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي