مشاهدة النسخة كاملة : رائحة الجنة..
ندى يزوغ
04-10-2008, 12:25 PM
تغزو لحظات التمرد فكر الإنسان و أعماقه..فتعتريه أحاسيس متناقضة و غريبة لا عبرة فيها أحيانا.. و قد تحمل مع ذلك كل العبر إذا ما فكت رموزها بطريقة معكوسة..
يستيقظ الإنسان لصباح جديد..كله توق للانعتاق من ليل دام مخاضه الكثير من الآهات و التوجعات ..فقط يريد هذا الإنسان أن ينفلت من عتمة الليل القاسي.. لكي يقضم الصباح الجديد بشهية و نشاط..تتلبسه اللذة في البدء من جديد مع أول اشراقة..لكن مع أول خيط الصباح تصيح كوابيس الليل من إذن لك بالمرور؟ بالانعتاق؟.. يصرخ الإنسان.. يلعن.. يتوسل ويضيع ..و لا من يغيث.. فقد ارتدى الليل رداء الصمم من يوم بدء التكوين..لا مفر إذن..يظل حبيسا يتنفس الآه و العتب..ينتشي الفرج القريب في الحلم و الخيال فقط..يذعن لكل بصيص أمل.. لكنه مع ذلك يظل حزينا.. تلجمه الغصة الكاسحة فوق صدره.. كل أعضائه توجعه..ضربات قلبه تعدو عدوا لا مباليا.. دورته الدموية غيرت لون الكريات فقد تداخل الأحمر و الأبيض فيها..عاد الوجع من جديد قويا طاغيا جبارا.. عاد الألم يكتسي منطقة الحنجرة.. يرفض الصوت أن ينفجر.. أن يندفع... لا مفر... قطع اللسان و انعدم الماء.. بياض واضح و جفاف مريب..الشفتان تتلفظان بآخر كلمة في أول انفراج.. في أول انشراح كفى.... كفى كدرا..أشم رائحة الجنة..
ندى يزوغ
المغرب
خليل حلاوجي
04-10-2008, 01:18 PM
قيل أن الفضيلة أن لا تفعل الرذيلة ...
أنا أقول :
الفضيلة أن لاتشتهيها ....
أنا من يحدد أطر وحدود وفواصل الفضيلة عن الرذيلة ... في صباحي ومسائي ...
\
نص شفاف ... وبهي
عبدو الطرابلسي
04-10-2008, 01:29 PM
لا عجب في ان يأكل النهار الليل
و في أن يأكل الليل النهار ... قديكون الفاعل مفعولا به
و المفعول به فاعلا ... كما أن للحشرجة و الاختناق ,, سيل لعاب يرطبهما
حينئذٍ ... تنفجر الحنجرة ... و يتبدد الصمت .. و تعلو الصرخات
كنت هنا أتلذذ بالنص الجميل
تحياتي و احترامي
شريفة العلوي
04-10-2008, 04:10 PM
لزج ذاك الحجر الذي يتلبسه التمرد .. وينفلت ضؤوه الطاغي من بين الاصابع بين تردد الصوت وإرتداد البحة التي تهز خواصر الصدى ..في طغيان يميط من الدروب آثار خطوات الصبر لعابرين من ذاك الوجع ..ويأتي صوت الليل جاثيا على أوتار قيثارة حلم داهمه الفجر قبل ان يستريح من وعثاء الكرى ...هل كانت الأحلام الغائبة عبارة عن رائحة تبحث عن الأنف أم كان للأنف حسابات اخرى ؟
عبث ذلك الوجع الذي يرصع جباه الأنين اذا لم نتحمل صليل سيوف الليل الغاشم ..وإنتظار يحد سكاكينه مسلطا نصالها على رقاب التوجس لفجر يتسلل من نافذة الروح لما لهذه الروح من عطاء في اعتناق الصبر والعزف على اصابع جمر العناء ..ولما لهذه الروح ما يشفع من اكوام رماد شيده حريق الصمت أو اليس الصمت نبوءة الحكمة ؟ لهذا لابد ان تكون خاتمة الرحلة فوحا يثلم الروح برائحة الجنة .................
المبدعة الجميلة ندى يزوغ
ما أروع قلمك واحساسك وصوتا يسكن هذه السطور حاملا حبق طال انتظاره
دمت ببهاء
ندى يزوغ
05-10-2008, 12:16 PM
خليل صدقت
الفضيلة كذلك كما وصفت
تحياتي لفكرك الراقي
ندى يزوغ
05-10-2008, 12:17 PM
عبدو قرائتك لحرفي عبرت جسورا جميلة زادت النص رقيا
شكرا على تحليلك اللغوي و التركيبي..
ندى يزوغ
05-10-2008, 12:20 PM
شريفة تعليقك جاء نصا جميلا أقوى من الذي كتبته ..
تحياتي سيدتي لحسن فلسفتك للأمور..
علي عطية
05-10-2008, 01:50 PM
رائحة الجنة
تنسحب على كل الأهات فتحيلها بسمات ولذه
كطعم الاشتهاء منذ البداية للختام تتودد الظلمة للشمس ألا تخنقها وتعود تنشر اوجاعها مع كل ولادة للمساءوتتدثر رداء الهروب مع الشروق الجديد
تتمتم الأهات بحروف الانفجار في اعماق الدمعة ودجى التوجع لكي تبقي الحياة مع النبض الهارب إلى الفناء
وبلون الوداع تكون النهاية وبصمت الذهول تعجز الكلمات عن البيان
ولكن رائحة الجنة ترسم كل العبارات على الوجوه النضرة
رائعة كندى السحر العاطر
دمتم ببيان عذب
أبوعباد
عبد الرحمن الكرد
05-10-2008, 03:19 PM
القديره ندى
هكذا هي صيرورة الكون
الأنبعاث والفناء
والأنتهاء من أجل التجديد
تحياتي لقلمك الواعي
سحر الليالي
05-10-2008, 03:28 PM
الفاضلة [ندى]
:
حرفك مساحات ضوء كافية لسراج ليل عتيم...!
رائعة .
سلمت ودام حرفك
لك ودي وتراتيل ورد
بابيه أمال
06-10-2008, 12:09 AM
في هذا الكون اللامتناهي الأطراف.. هناك ما يكفي من الضوء لمن لا يريدون إلا الرؤية السليمة كما هناك من الظلمة ما يكفي ليسد أعين من يتطلعون لعكس ذلك..
وما بين صفاء النظر بين كل رؤية سليمة وأخرى، قد تتفتح الأعين على ما وراء الكون هذا بما يجعل من تخيل اللامنظور إحساسا يضيف للصورة ما يكملها.. فتنشرح الروح باسطة جنباتها في طمأنينة وسلام لا يكدرهما شر نفس أو شيطان..
ندى بزوغ
لإشراقة معاني الحروف بزوغ يرى من أول سطر كما في صفحتك هنا..
دامت لكِ الإشراقة كما الحروف..
جوتيار تمر
06-10-2008, 01:54 PM
العززية نـــــــدى...
وقفت اتأمل ، فاذا بي عند مفرتق الطرق ، بين ابداع ادبي ، واخر روحي ، وكلاهما ينثران عبق الصدق في البوح ، هي الصيرورة ايتها العزيزة ، هي الحتمية احيانا ، القدرية ، واحيانا الاختيارية ، وبينهما ، يبقى ما هو كائن يكون .
محبتي
جوتيار
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir