تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شظايا خزف ..



د. عمر جلال الدين هزاع
05-10-2008, 02:56 AM
شَظايا خَزَف ..
..






وَ لِي فُؤادٌ ؛ أَنَا أَودَعتُهُ - كَلِفُ=- فِي صَدرِها - قَد غَزَاهُ الشَّوقُ ؛ وَ الَّلهَفُ
فَمَزَّقَتهُ بِسِكِّينِ القِلِى شَغَفًا=وَ أَرهَقَتهُ , فَلَمْ يَذَّمَّرِ الشَّغَفُ
هَذا دَمِي ؛ مِنْ وَرِيدِ الشِّعرِ أَنزِفُهُ=قَصِيدَةً - بِاضطِرابِ النَّبضِ - تَرتَجِفُ
وَ مَا كَذَبتُ بِأَشعارِي ؛ وَ لَا نَكَثَتْ=مِنِّي المَكاتِيبُ ؛ وَ الأوراقُ ؛ وَ الصُّحُفُ
مُعَذَّبٌ - بِاحتِراقِ الحِسِّ - مُرتَطِمٌ=قَلبِي - عَلَى جَلمَدٍ بِالبَينِ - مُنصَدِفُ
وَ مُولَعٌ - وَيحَ مَنْ يَومًا وَلَعتُ بِها -=وَ مُدنَفُ الحِسِّ , مَوهُومُ الهَوَى , تَلِفُ
تَخَطَّفَتنِي بِكُلَّابَينِ مِنْ هُدُبٍ=وَ أَطفَأَتنِي , كَأَنِّي - بَعدَها - سُدُفُ
مَا صُدفَةً نَاوَشَتنِي الطَّعنَ مُقلَتُها=وَ لَا جُزَافًا رَمَتها - فِي يَدِي - الصُّدَفُ
بَلْ سَاقَها قَدَرِي كَي تَستَبِدَّ بِما=أَكتَالُ إِذْ سَاءَنِي - فِي كَيلِي - الحَشَفُ
فَعَاقَبَتنِي عَلَى عِشقِي بِذَبحِ فَمِي=وَ شَنقِها قُبلَةً بِالحُبِّ تَعتَرِفُ
أَرَى بِها مِنْ شُمُوسِ الحَرِقِ مَا سَفَعَتْ=بِهِ جَبِينِي , وَ بَدرًا رَاحَ يَنخَسِفُ
وَ غَيمَةً تُمطِرُ الأحلَامَ أُمنِيَةً=وَ رَملَ بِيدٍ - نَزِيفَ القَلبِ - يَرتَشِفُ
وَ مَهدَ طِفلٍ إِلَيهِ التَّوقُ يَجذِبِنُي=وَ لَحدَ بُؤسٍ بِهِ الأضلَاعُ تَختَلِفُ
وَ لَستُ أُدرِكُ , هَلْ حَقًّا لَقِيتُ بِها=ظِلًّا وَرِيفًا ! أَمِ الرَّمضَاءَ أَزدَلِفُ ؟
جَهَنَّمًا مِنْ زَفِيرِ النَّارِ نَفثَتُها ؟=أَمْ جَنَّةً تَزدَهِي فِي رَوضِها غُرَفُ ؟
جُورِيَّةَ الخَدِّ ؟ أَمْ عِنَّابَةً عُقِدَتْ ؟=أَمْ دَالِياتٍ تَغَشَّى حَبَّها تَرَفُ ؟
أَمْ شَفرَةً تَشتَهِي لَحمِي بِنَصلَتِها ؟=أَمْ قَوسَ غَدرٍ رَمَانِي نَبلُها النُّجُفُ ؟
فَكَيفَ أَنظِمُ شِعرِي ؟ وَ الحِجا زَهَقَتْ=بِهِ تَفاسِيرُ أَفكارِي إِذا أَصِفُ ؟
وَ كَيفَ مَا بَينَ فَكِّيِّ الصِّراعِ , عَلَى=جَمرِ الحَقِيقَةِ يَستَهوِينِيَ الخَرَفُ ؟
مَرمَى أَمَانِيَّ - وَا شِعرَاهُ - مُمتَنِعٌ=لَا غَايَةٌ بَلَغَتْ مَا فِيهِ , لَا هَدَفُ
كَأَنَّنِي - بَعدَ سَحقِ الرُّوحِ فِي يَدِها=رُغْمَ امتِنَاعِيَ - بِالوَيلَاتِ مُنصَرِفُ
جُيُوشُ عَزمِي - فِي الظَّلماءِ - بَائِدَةٌ=وَ وَقعُ خَطوِيَ - وَسطَ التَّيهِ - مُنحَرِفُ
أَنَا هَشِيمُ الأَمَانِيِّ الَّتِي عَصَفَتْ=بِها الظُّنُونُ عَلَى مَا خَلَّفَ الأَسَفُ
حَتَّى إِذا مَا تَمَنَّيتُ الوِصَالَ , فَلَمْ=أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَاوَى الكِبرُ وَ الصَّلَفُ
وَ ضَجَّ حِلمِي ؛ وَ خَارَ الصَّبرُ فِي كَنَفِي=وَ صَارَتِ النَّفسُ لِلآوهامِ تَقتَرِفُ
فَحَطَّمَتنِي شَظَايا فَانتَثَرتُ ؛ هُنا=حُطَامَ قَلبٍ ؛ كَأَنِّي - وَيحَها - خَزَفُ




...
السّدَفُ : ظلمة الليل
النُّجُف : النَّجِيف : النصلُ العريض . و النَّجِيف من السِّهام : العريضُ النصل الواسعُ الجُرْح ، و الجمع نُجُفٌ .

عبدالملك الخديدي
05-10-2008, 03:18 AM
مع إطلالة هذا السَّحَر الجميل
أقرأ بشوق هذه القصيدة الجميلة العذبة التي تلج إلى أعماق النفس فتريحها ، وكأنك تختار الوقت تحديدا لنشر هذه الروائع وهذه النفحات العاطفية لتشجي القلوب .
بارك الله فيك أخي الحبيب ( عمر ) .. وزادك من فضله .
تحيتي العطرة لشخصكم العزيز.
:0014:

أحمد عبد الرحمن جنيدو
05-10-2008, 03:06 PM
آه ما أروعك وما أروعك بوحك
بين أغصانك ينام الإحساس وترقد المشاعر هانئة مرتاحة
أدامك الله شاعراً مبدعاً

محسن شاهين المناور
05-10-2008, 03:22 PM
الشاعر الحبيب الدكتور عمر هزاع

شجن على شجن

سلامة قلبك ودمك من كل مكروه

أمتعتنا أيها الحبيب لاحرمنا ابداعك

لي سؤال: لماذا نصبت ( جهنما ) ونفثتها مرفوعة _

سؤال أريد به الفائدة

أخوك

لطفي الياسيني
05-10-2008, 04:24 PM
الاستاذ الفاضل الشاعر السامق د. عمر هزاع
تحية الاسلام
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
باحترام تلميذك
ابي مازن

د. عمر جلال الدين هزاع
06-10-2008, 12:45 AM
بوركت قلوبكم جميعًا
أعود لردودكم الطيبة بعد أن أجيب أخي الحبيب محسن المناور
ــــــــــــ
أخي النبيل
تقدير الكلام :
و لست أدرك ... لقيت بها الرمضاءَ جهنمًا نفثتُها من زفير النار .. أم ...
هي حالات عطف بعضها بعاطف و بعضها بلا
مع حبي و تقديري

حازم محمد البحيصي
06-10-2008, 01:52 AM
الحبيب عمر هزاع
كعادتك مبدع
جميلة جميلة هى قصيدتك
قوية العشق والريبة والتساؤلات
هنّئ الله قلبك أيها الحبيب القريب

فَعَاقَبَتنِـي عَلَـى عِشقِـي بِذَبـحِ فَـمِـي
وَ شَنقِهـا قُبـلَـةً بِالـحُـبِّ تَعـتَـرِفُ
فاهنئ بما شُنقتَ به
هههههههههههه
تحيتى لك ولطيب حرفك

د. عمر جلال الدين هزاع
07-10-2008, 01:28 AM
مع إطلالة هذا السَّحَر الجميل
أقرأ بشوق هذه القصيدة الجميلة العذبة التي تلج إلى أعماق النفس فتريحها ، وكأنك تختار الوقت تحديدا لنشر هذه الروائع وهذه النفحات العاطفية لتشجي القلوب .
بارك الله فيك أخي الحبيب ( عمر ) .. وزادك من فضله .
تحيتي العطرة لشخصكم العزيز.
:0014:


بوركت أبا الوليد
ولك محبتي و تقديري أنك أول من عطر الصفحة بالشذى
تحيتي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
08-10-2008, 05:18 PM
أنا هنا من جديد لأروي نفسي جمالا

د. عمر جلال الدين هزاع
09-10-2008, 10:42 PM
آه ما أروعك وما أروعك بوحك
بين أغصانك ينام الإحساس وترقد المشاعر هانئة مرتاحة
أدامك الله شاعراً مبدعاً


أخي الحبيب
إنما الروعة بعض حرفك الذي رددت به
و إنما الجمال جمال روحك التي تحلق ههنا
مودتي وتقديري

النواري محمد الأمين
10-10-2008, 04:35 PM
إلى الدكتور عمر ..
دم في هناء، ومتعنا بما تجود، ولاتحرمنا منك، فلنا عنك طول غياب ..
تقبل خالص التقدير/ الشعرور القديم ..
مودتي

د. عمر جلال الدين هزاع
14-10-2008, 01:05 AM
الاستاذ الفاضل الشاعر السامق د. عمر هزاع
تحية الاسلام
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
باحترام تلميذك
ابي مازن




لقد أجزلت العطاء
فلله أنت
تستحيي حروفي أن ترد على بهاء ضيائك وهي شمعة ضعيفة أمام هذا النور
بوركت

مروان المزيني
14-10-2008, 07:43 PM
شَظايا خَزَف ..
..

وَ لِي فُؤادٌ ؛ أَنَا أَودَعتُهُ - كَلِفُ=- فِي صَدرِها - قَد غَزَاهُ الشَّوقُ ؛ وَ الَّلهَفُ
فَمَزَّقَتهُ بِسِكِّينِ القِلِى شَغَفًا=وَ أَرهَقَتهُ , فَلَمْ يَذَّمَّرِ الشَّغَفُ
هَذا دَمِي ؛ مِنْ وَرِيدِ الشِّعرِ أَنزِفُهُ=قَصِيدَةً - بِاضطِرابِ النَّبضِ - تَرتَجِفُ
وَ مَا كَذَبتُ بِأَشعارِي ؛ وَ لَا نَكَثَتْ=مِنِّي المَكاتِيبُ ؛ وَ الأوراقُ ؛ وَ الصُّحُفُ
مُعَذَّبٌ - بِاحتِراقِ الحِسِّ - مُرتَطِمٌ=قَلبِي - عَلَى جَلمَدٍ بِالبَينِ - مُنصَدِفُ
وَ مُولَعٌ - وَيحَ مَنْ يَومًا وَلَعتُ بِها -=وَ مُدنَفُ الحِسِّ , مَوهُومُ الهَوَى , تَلِفُ
تَخَطَّفَتنِي بِكُلَّابَينِ مِنْ هُدُبٍ=وَ أَطفَأَتنِي , كَأَنِّي - بَعدَها - سُدُفُ
مَا صُدفَةً نَاوَشَتنِي الطَّعنَ مُقلَتُها=وَ لَا جُزَافًا رَمَتها - فِي يَدِي - الصُّدَفُ
بَلْ سَاقَها قَدَرِي كَي تَستَبِدَّ بِما=أَكتَالُ إِذْ سَاءَنِي - فِي كَيلِي - الحَشَفُ
فَعَاقَبَتنِي عَلَى عِشقِي بِذَبحِ فَمِي=وَ شَنقِها قُبلَةً بِالحُبِّ تَعتَرِفُ
أَرَى بِها مِنْ شُمُوسِ الحَرِقِ مَا سَفَعَتْ=بِهِ جَبِينِي , وَ بَدرًا رَاحَ يَنخَسِفُ
وَ غَيمَةً تُمطِرُ الأحلَامَ أُمنِيَةً=وَ رَملَ بِيدٍ - نَزِيفَ القَلبِ - يَرتَشِفُ
وَ مَهدَ طِفلٍ إِلَيهِ التَّوقُ يَجذِبِنُي=وَ لَحدَ بُؤسٍ بِهِ الأضلَاعُ تَختَلِفُ
وَ لَستُ أُدرِكُ , هَلْ حَقًّا لَقِيتُ بِها=ظِلًّا وَرِيفًا ! أَمِ الرَّمضَاءَ أَزدَلِفُ ؟
جَهَنَّمًا مِنْ زَفِيرِ النَّارِ نَفثَتُها ؟=أَمْ جَنَّةً تَزدَهِي فِي رَوضِها غُرَفُ ؟
جُورِيَّةَ الخَدِّ ؟ أَمْ عِنَّابَةً عُقِدَتْ ؟=أَمْ دَالِياتٍ تَغَشَّى حَبَّها تَرَفُ ؟
أَمْ شَفرَةً تَشتَهِي لَحمِي بِنَصلَتِها ؟=أَمْ قَوسَ غَدرٍ رَمَانِي نَبلُها النُّجُفُ ؟
فَكَيفَ أَنظِمُ شِعرِي ؟ وَ الحِجا زَهَقَتْ=بِهِ تَفاسِيرُ أَفكارِي إِذا أَصِفُ ؟
وَ كَيفَ مَا بَينَ فَكِّيِّ الصِّراعِ , عَلَى=جَمرِ الحَقِيقَةِ يَستَهوِينِيَ الخَرَفُ ؟
مَرمَى أَمَانِيَّ - وَا شِعرَاهُ - مُمتَنِعٌ=لَا غَايَةٌ بَلَغَتْ مَا فِيهِ , لَا هَدَفُ
كَأَنَّنِي - بَعدَ سَحقِ الرُّوحِ فِي يَدِها=رُغْمَ امتِنَاعِيَ - بِالوَيلَاتِ مُنصَرِفُ
جُيُوشُ عَزمِي - فِي الظَّلماءِ - بَائِدَةٌ=وَ وَقعُ خَطوِيَ - وَسطَ التَّيهِ - مُنحَرِفُ
أَنَا هَشِيمُ الأَمَانِيِّ الَّتِي عَصَفَتْ=بِها الظُّنُونُ عَلَى مَا خَلَّفَ الأَسَفُ
حَتَّى إِذا مَا تَمَنَّيتُ الوِصَالَ , فَلَمْ=أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَاوَى الكِبرُ وَ الصَّلَفُ
وَ ضَجَّ حِلمِي ؛ وَ خَارَ الصَّبرُ فِي كَنَفِي=وَ صَارَتِ النَّفسُ لِلآوهامِ تَقتَرِفُ
فَحَطَّمَتنِي شَظَايا فَانتَثَرتُ ؛ هُنا=حُطَامَ قَلبٍ ؛ كَأَنِّي - وَيحَها - خَزَفُ

...
السّدَفُ : ظلمة الليل
النُّجُف : النَّجِيف : النصلُ العريض . و النَّجِيف من السِّهام : العريضُ النصل الواسعُ الجُرْح ، و الجمع نُجُفٌ .

جميل هذا البوح الدافئ ..

د.عمر هزاع
الشعر يعرفك كما تعرفه
بينكما صداقة متينة تتجلى في مشاركته لك في انسيابيته العذبة ..
فكل بيت له وقفة ..

تحيتي

قيس الحسيني
15-10-2008, 04:23 AM
أَنَـا هَشِيـمُ الأَمَانِـيِّ الَّتِـي عَصَـفَـتْ
بِها الظُّنُـونُ عَلَـى مَـا خَلَّـفَ الأَسَـفُ
حَتَّـى إِذا مَـا تَمَنَّيـتُ الوِصَـالَ , فَلَـمْ
أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَـاوَى الكِبـرُ وَ الصَّلَـفُ

عبد القادر رابحي
15-10-2008, 08:25 PM
شَظايا خَزَف ..


..





[gasida= font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="https://www.rabitat-alwaha.net/images/toolbox/backgrounds/45.gif" border="double,3," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَ لِي فُؤادٌ ؛ أَنَا أَودَعتُهُ - كَلِفُ=- فِي صَدرِها - قَد غَزَاهُ الشَّوقُ ؛ وَ الَّلهَفُ
فَمَزَّقَتهُ بِسِكِّينِ القِلِى شَغَفًا=وَ أَرهَقَتهُ , فَلَمْ يَذَّمَّرِ الشَّغَفُ
هَذا دَمِي ؛ مِنْ وَرِيدِ الشِّعرِ أَنزِفُهُ=قَصِيدَةً - بِاضطِرابِ النَّبضِ - تَرتَجِفُ
وَ مَا كَذَبتُ بِأَشعارِي ؛ وَ لَا نَكَثَتْ=مِنِّي المَكاتِيبُ ؛ وَ الأوراقُ ؛ وَ الصُّحُفُ
مُعَذَّبٌ - بِاحتِراقِ الحِسِّ - مُرتَطِمٌ=قَلبِي - عَلَى جَلمَدٍ بِالبَينِ - مُنصَدِفُ
وَ مُولَعٌ - وَيحَ مَنْ يَومًا وَلَعتُ بِها -=وَ مُدنَفُ الحِسِّ , مَوهُومُ الهَوَى , تَلِفُ
تَخَطَّفَتنِي بِكُلَّابَينِ مِنْ هُدُبٍ=وَ أَطفَأَتنِي , كَأَنِّي - بَعدَها - سُدُفُ
مَا صُدفَةً نَاوَشَتنِي الطَّعنَ مُقلَتُها=وَ لَا جُزَافًا رَمَتها - فِي يَدِي - الصُّدَفُ
بَلْ سَاقَها قَدَرِي كَي تَستَبِدَّ بِما=أَكتَالُ إِذْ سَاءَنِي - فِي كَيلِي - الحَشَفُ
فَعَاقَبَتنِي عَلَى عِشقِي بِذَبحِ فَمِي=وَ شَنقِها قُبلَةً بِالحُبِّ تَعتَرِفُ
أَرَى بِها مِنْ شُمُوسِ الحَرِقِ مَا سَفَعَتْ=بِهِ جَبِينِي , وَ بَدرًا رَاحَ يَنخَسِفُ
وَ غَيمَةً تُمطِرُ الأحلَامَ أُمنِيَةً=وَ رَملَ بِيدٍ - نَزِيفَ القَلبِ - يَرتَشِفُ
وَ مَهدَ طِفلٍ إِلَيهِ التَّوقُ يَجذِبِنُي=وَ لَحدَ بُؤسٍ بِهِ الأضلَاعُ تَختَلِفُ
وَ لَستُ أُدرِكُ , هَلْ حَقًّا لَقِيتُ بِها=ظِلًّا وَرِيفًا ! أَمِ الرَّمضَاءَ أَزدَلِفُ ؟
جَهَنَّمًا مِنْ زَفِيرِ النَّارِ نَفثَتُها ؟=أَمْ جَنَّةً تَزدَهِي فِي رَوضِها غُرَفُ ؟
جُورِيَّةَ الخَدِّ ؟ أَمْ عِنَّابَةً عُقِدَتْ ؟=أَمْ دَالِياتٍ تَغَشَّى حَبَّها تَرَفُ ؟
أَمْ شَفرَةً تَشتَهِي لَحمِي بِنَصلَتِها ؟=أَمْ قَوسَ غَدرٍ رَمَانِي نَبلُها النُّجُفُ ؟
فَكَيفَ أَنظِمُ شِعرِي ؟ وَ الحِجا زَهَقَتْ=بِهِ تَفاسِيرُ أَفكارِي إِذا أَصِفُ ؟
وَ كَيفَ مَا بَينَ فَكِّيِّ الصِّراعِ , عَلَى=جَمرِ الحَقِيقَةِ يَستَهوِينِيَ الخَرَفُ ؟
مَرمَى أَمَانِيَّ - وَا شِعرَاهُ - مُمتَنِعٌ=لَا غَايَةٌ بَلَغَتْ مَا فِيهِ , لَا هَدَفُ
كَأَنَّنِي - بَعدَ سَحقِ الرُّوحِ فِي يَدِها=رُغْمَ امتِنَاعِيَ - بِالوَيلَاتِ مُنصَرِفُ
جُيُوشُ عَزمِي - فِي الظَّلماءِ - بَائِدَةٌ=وَ وَقعُ خَطوِيَ - وَسطَ التَّيهِ - مُنحَرِفُ
أَنَا هَشِيمُ الأَمَانِيِّ الَّتِي عَصَفَتْ=بِها الظُّنُونُ عَلَى مَا خَلَّفَ الأَسَفُ
حَتَّى إِذا مَا تَمَنَّيتُ الوِصَالَ , فَلَمْ=أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَاوَى الكِبرُ وَ الصَّلَفُ
وَ ضَجَّ حِلمِي ؛ وَ خَارَ الصَّبرُ فِي كَنَفِي=وَ صَارَتِ النَّفسُ لِلآوهامِ تَقتَرِفُ

فَحَطَّمَتنِي شَظَايا فَانتَثَرتُ ؛ هُنا=حُطَامَ قَلبٍ ؛ كَأَنِّي - وَيحَها - خَزَفُ





...
السّدَفُ : ظلمة الليل

النُّجُف : النَّجِيف : النصلُ العريض . و النَّجِيف من السِّهام : العريضُ النصل الواسعُ الجُرْح ، و الجمع نُجُفٌ .


أخي عمر الشاعر القدير..
معطاء أنت دائما
لا تبخل عليك بغيثك الشعري الدافق..

قصيدة عذبة من مكنزنات شاعر عذب..

دمت أخي .. و دام خزفك النادر..

عبد القادر

د. عمر جلال الدين هزاع
15-10-2008, 11:13 PM
الحبيب عمر هزاع

كعادتك مبدع
جميلة جميلة هى قصيدتك
قوية العشق والريبة والتساؤلات
هنّئ الله قلبك أيها الحبيب القريب


فَعَاقَبَتنِـي عَلَـى عِشقِـي بِذَبـحِ فَـمِـي
وَ شَنقِهـا قُبـلَـةً بِالـحُـبِّ تَعـتَـرِفُ
فاهنئ بما شُنقتَ به
هههههههههههه

تحيتى لك ولطيب حرفك



هههههههه
عندنا بيقولوا : حسد و لا ضيقة عين
ههههههه
ودي و تقديري أخي
و أسعدك الله كما أسعدت أخيك
محبتي

د. عمر جلال الدين هزاع
15-10-2008, 11:16 PM
أنا هنا من جديد لأروي نفسي جمالا



بل عودتك هي الغمام الذي يسقي جدب صفحتي
و يروي عطشها
بوركت يا حبيب

الطنطاوي الحسيني
15-10-2008, 11:25 PM
من أي بحر تهادى الماس والصدفُ = واي شاعر انت يا ايها اللهفُ

حبيبي عمر جلال انت في القصيد جلال

جزاك الله خيرا يا جمال على جمال

جميلة بكل معاني الكلمات وسمو الصور والايات

دمت بهذا الابداع رائد

سالم العلوي
16-10-2008, 06:55 AM
عندما يغترف المار من شعرك أيها المحلق بعيدا لا يملك إلا أن يقول ... الله
ما أجمل هذا الشعر .. سحر وأي سحر
صور خلابة
ولغة سامقة
وموسيقى عذبة حالمة
ليهنأك الشعر - أيها المحلق بعيدا - وهنيئا لنا بك
تقبل خالص التحايا
ودمت بخير وعافية

يحيى الشعبي
17-10-2008, 05:14 AM
الشاعر الجميل المتمكن جلال هزاع جمال على جمال وإتقان واقتدار
أمتعتنا بهذه المذهبة .
كل هذا الجمال وفمك مذبوح ماذا ستفعل بنا لو لم تفعل !!
تحيتي

د. عمر جلال الدين هزاع
18-10-2008, 01:42 AM
إلى الدكتور عمر ..
دم في هناء، ومتعنا بما تجود، ولاتحرمنا منك، فلنا عنك طول غياب ..
تقبل خالص التقدير/ الشعرور القديم ..
مودتي



منك هذه النفحة كنسائم عطرة تنعش القلب
حييت وبوركت
محبتي ..