د. صالح العايد
13-10-2008, 05:30 PM
صرخة الصمت
إلى ذلك الطير الذي هاجــر بعد أن مــلَّ مــن الـغــنــاء على النافذة ،
ولم يــجــد أذناً مصغيةً ، فأرسلها صرخةً صامتةً بلا صوتٍ ولا صدى ،
ورحل رحيل مَنْ لا ينوي رجوعاً :
صرخةُ الصمتِ وللصمتِ مــدى = دونَ صوتٍ جَلـْجَـلَتْ دونَ صَدَى
هَتَفَتْ حُبّاً شـَجـِيّاً لـَحــْنـُهُ = مثلما شادٍ على قـَبْرٍ شــدا
قد يُغـَـنَّيْ الطيرُ في مَذْبَحـِهِ = وَزُعافُ الموتِ في حَدِّ الـمُدَى
وفـُؤادي هَبَّ مِنْ غـَفـْوَتِهِ = بعدَ أعوامٍ بها قد رَقـَدا
أَيْقـَظَتْهُ صَرْخَةٌ صامتةٌ = فانثنى سَيْراً على غيرِ هُدَى
يَرْسُمَ الـخـَيْبَةَ في أمسٍ مضى = وَغـَدٍ ما أتـْعَسَ الحظَّ غدا
حاضرٌ يّذْوِيْ وماضٍ وغدٌ = هكذا عُمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى
أيُّها الـحُبُّ تأخرْتَ فـَدَعْ = لَوْمَ مَعـْذورٍ إذا العُذْرُ بَدا
يا فؤاداً نـَبَتَ الـحُبُّ بهِ = وَنـَمَا تـَحْتَ ظلامٍ أَسْوَدا
قبلَ حِـيْنٍ بَدَأتْ رِحْلَتـُهُ = بئسَ _ إذ فاتَ الأوانُ_ الـمُبْتَدا
يا حبيباً بَاحَ بالـوُدِّ الذي = ظلَّ مكتوماً على طُوْلِ الـمَدَى
لا تـَسَلـْنِــيْ كيفَ لم آبَهْ بهِ = لـَسْتُ بالسِرِّ عليماً أبَدا
جاءَ مَنْ يهواكَ فـَلـْتـَهْنأْ بهِ = إنّ سُوْقَ الـحُبِّ عنديْ كَسَدا
فـَاغـْنَمِ العُمْرَ نعيماً غامِراً = وَاحْيَ في الحاضرِ عَيْشَ السُعَدا
وَدِعَ الأمسَ وما مَرَّ بهِ = إنَّ أحلى العُمْرَ تلقاهُ غدا
إلى ذلك الطير الذي هاجــر بعد أن مــلَّ مــن الـغــنــاء على النافذة ،
ولم يــجــد أذناً مصغيةً ، فأرسلها صرخةً صامتةً بلا صوتٍ ولا صدى ،
ورحل رحيل مَنْ لا ينوي رجوعاً :
صرخةُ الصمتِ وللصمتِ مــدى = دونَ صوتٍ جَلـْجَـلَتْ دونَ صَدَى
هَتَفَتْ حُبّاً شـَجـِيّاً لـَحــْنـُهُ = مثلما شادٍ على قـَبْرٍ شــدا
قد يُغـَـنَّيْ الطيرُ في مَذْبَحـِهِ = وَزُعافُ الموتِ في حَدِّ الـمُدَى
وفـُؤادي هَبَّ مِنْ غـَفـْوَتِهِ = بعدَ أعوامٍ بها قد رَقـَدا
أَيْقـَظَتْهُ صَرْخَةٌ صامتةٌ = فانثنى سَيْراً على غيرِ هُدَى
يَرْسُمَ الـخـَيْبَةَ في أمسٍ مضى = وَغـَدٍ ما أتـْعَسَ الحظَّ غدا
حاضرٌ يّذْوِيْ وماضٍ وغدٌ = هكذا عُمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى
أيُّها الـحُبُّ تأخرْتَ فـَدَعْ = لَوْمَ مَعـْذورٍ إذا العُذْرُ بَدا
يا فؤاداً نـَبَتَ الـحُبُّ بهِ = وَنـَمَا تـَحْتَ ظلامٍ أَسْوَدا
قبلَ حِـيْنٍ بَدَأتْ رِحْلَتـُهُ = بئسَ _ إذ فاتَ الأوانُ_ الـمُبْتَدا
يا حبيباً بَاحَ بالـوُدِّ الذي = ظلَّ مكتوماً على طُوْلِ الـمَدَى
لا تـَسَلـْنِــيْ كيفَ لم آبَهْ بهِ = لـَسْتُ بالسِرِّ عليماً أبَدا
جاءَ مَنْ يهواكَ فـَلـْتـَهْنأْ بهِ = إنّ سُوْقَ الـحُبِّ عنديْ كَسَدا
فـَاغـْنَمِ العُمْرَ نعيماً غامِراً = وَاحْيَ في الحاضرِ عَيْشَ السُعَدا
وَدِعَ الأمسَ وما مَرَّ بهِ = إنَّ أحلى العُمْرَ تلقاهُ غدا