المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاورني - قصيدة تفضح غاية المرجفين من الحوار



فارس عودة
14-10-2008, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام :
يعمد المنافقون في كل عصر حين يعجزون عن المواجهة إلى أساليب عديدة منها الجدل وما يسمونه بالحوار لعلهم يكسبون ما عجزوا عن كسبه ، وكم ادعوا رغبة في الحوار ، ثم أفشلوا ذلك متعمدين إفشاله ؛ لأنهم ما قدموا للحوار ، وإنما لكسب وقت وتحقيق غاية ، فإذا وجدوا الحوار لا يحقق غايتهم افتعلوا ما يفشلونه به ، وإني لأعجب من أشباه المثقفين اليوم كيف لا يعرفون حقيقة هؤلاء الخونة الذين يبيعون الوطن جهارا نهارا ثم يتشدقون بالوطنية ومصلحة الشعب الفلسطيني ، في الوقت الذي يسهم قادتهم في بناء الجدار العازل بتوفير الإسمنت والعمال ، وفي الوقت الذي يجلسون بصدور منشرحة مع الأعداء ، وفي الوقت الذي يلاحقون فيه المقاومين الشرفاء . لا أريد أن أطيل الحديث ، وأترككم مع :

" حاورنِي "
حاورنِـي واعلـنْ إذعـانَـكْ = حـاورنِـي وانبـذْ قُــرآنَكْ
حاورنِي واسـتعظمْ شـأنِـي = حاورنِـي واستصـغرْ شَـانَكْ
حاورنِـي فِي اليمنِ الغَـالِـي = واجعلْ منهـاجِي عـنـوانَـكْ
فِي مكـَّةَ حـاورنِـي واعـلمْ = أنِّــي لنْ أرحـمَ إخْـوَانَـكْ
حاورنِـي فِي مصـرَ الكبرَى = حـاورنِـي واهـجـرْ ميدانَكْ
حاورنِـي كـيْ أبنِي وطنـًا = وأهـدَّمَ فـيـهِ بُـنـْيَـانَـكْ
وطـنـًا تحـدُوهُ زبـانيَتِـي = للموتِ وتصنـعُ أكـفـانَـكْ
تحـدُوهُ ليســبحَ فِي فـلكٍ = لا يبصــرُ فيـهِ أكـوانَـكْ
تحـدُوهُ ليسـمعَ تصـديتِـي = فأصـمَّ بصـوتِـي آذانـَـكْ
تحدُوهُ ليجعـلَ مِـنْ هَـذَرِي = دينــًا وَيُـبَـدِّلَ قُــرْآنـَكْ
تحـدُوهُ ليقـَوى سلطـانِـي = فِي الأرضِ ويقهـرَ سُـلْطَانَكْ
حاورنِـي واتبـعْ آلهـتِـي = واغضضْ عنْ جُرْمِي أجفانَكْ
ما كـنتُ لأسـمعَ دنـدنـةً = مِنْ فيكَ وأَرْضَـى إيمـانَـكْ
ما كنتُ لأرضَـى أنْ تحيَـا = وتقـيـمَ بغـزَّةَ أركــانَـكْ
سأدسُ السُــمَّ بتربتـِنَــا = لأمُيتَ بـِسُـمِّي أغصـانَـكْ
لأراكَ وقدْ ضَمَّـتْ أرضِـي = مِنْ بعـدِ رحـيلِكَ جُثْمَـانَـكْ
************
يا شـانئَ إخـوانِي مَـهْـلاً = واغسـلْ مِنْ عـارِكَ أدْرَانَكْ
قدْ بِعْتَ العِـرْضَ بلا ثَمَـنٍ = وجمعـتَ لسـوءٍ أخـدانَـكْ
أَرْضَيْتَ بفعلِكَ مَـنْ كَـفَرُوا = وعبدتَ لجـهلِكَ شـيطـانَكْ
ضؤُلَتْ أحلامُـكَ فِي عَفَـنٍ = فرمـيتَ بِعُطْـنٍ أشـْطَانَـكْ
ورضيتَ الذِّلَّـةَ مَـرْكَـبَـةً = وجعلتَ الخِـسَّةَ عُـنْوانَــكْ
ولبسـتَ العَـارَ بِلا خَجَـلٍ = وَصَبَغْتَ بِرِجْـسٍ أرْدَانَــكْ
لا ترفعْ صوتَكَ فِي وجْهِـي = يا وغدُ فمَا أوْهَـى شـانَـكْ
واخسـأْ فمقامُكَ فِي سَـفَلٍ = وكلامُـكَ فينَـا قـدْ شَـانَكْ
لا زالَ العـالـمُ يعـرفُنَـا = بالحـقِّ ويعـلـمُ أوثـانـَكْ
عرفُـوا فِي الحربِ فوارسَنَا = ورأوا فِـي غـزَّةَ خـذلانَكْ
لو جئتَ بقـومِكَ قـاطبـةً = أو صـارَ الجِنَّـةُ أعـوانَكْ
لأتتْكَ ريـاحِـي عاصـفةً = تذرُوكَ وتقصفُ أغصــانَكْ
تمحُو آثـارَكَ مِنْ وطنِـي = وتزيـلُ بعدلٍ سـلطـانَـكْ
يا بنَ القسَّـامِ فِـدَاكَ دمِي = أشعلْ فِي المُرْجـِفِ نيرانَـكْ
اقذفْ أشـواظَكَ فِي غَضَبٍ = فَجِّـرْ بالخـائـِنِ بُرْكَـانَـكْ
يا أقصَـى تلكَ كـتـائِبُنَـا = تُعْـلِـي بالعـزَّةِ أرْكَـانَـكْ
تَرْوِي أفنـاءَكَ مِنْ دَمِهَـا = حبـًّا وتُعَـطِّـرُ أفْـنَـانَـكْ
وتعـزُّ الحـرَّ أيـاديِـهـا = وتذلُّ بحـزْمٍ مَـنْ خَـانَـكْ
يا مسـلـمُ صبـرًا فالآتِـي = نصـرٌ فـتدبَّـرْ قُـرْآنَــكْ
===========================
مع تحياتي أخوكم فارس عودة

سالم العلوي
15-10-2008, 05:12 AM
أخي الحبيب فارس
سلمت الحروف والقوافي
وهذا العهد بمن عهده مقاومة
الذي ألحظه أن هناك عددا غير قليل من إخواننا الأدباء وأخواتنا الأديبات في رابطتنا وواحتنا المباركة هذه من فلسطين الحبيبة ، وألحظ أنهم يحملون فكرا متقاربا وفهما للقضية متشابها إلا شيئا قليلا ونزرا يسيرا، فهلا اجتمعتم على كلمة سواء فتكونون دعوة صادقة واضحة صريحة للأهل في فلسطين وغيرها وحجة على ممسوخي الهوية ..
وفقكم الله ونفع بكم وجعل ما تكتبون في ميزان حسناتكم .. ومشاعل هدى في طريق العودة والظفر ..
تقبل خالص الحب والتقدير
ودمت بخير وعافية

ضفاف أماني
15-10-2008, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وربكاته
لقد احزنتني ابياتك كثيرا
وهذا دليل انها تخرج من عمق المحنة


قد لا استطيع انا البعيدة ان اعطيك رد لكن لي اختا غالية لديكم وفي غزة قد كتبت عن هذا الموضوع لذى نقلته عنها

الاستاذة الهوائية محاضرة واستاذة رياضيات تعمل في رسالة الدكتوراة



فأليك مقالتها في فترة الفنتة التي نشبت في غزة بعنوان الفتنة

لقد عشنا هنا في غزة أيامأً مريرة، ملئت قلوبنا يأساً، ما أقسى ذلك الشعور الذي ينتابك و أنت ترى بلدك قد استحالت خراباً بأيدي أبنائها! أولئك الذين هم من بني جلدتنا و يتكلمون بلغتنا، ما أغربه من منطق ذلك الذي يتعاملون به. و ما أشقاها من حياة تلك التي يحيونها،
و تذكرت قول الحبيب المصطفى المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم و هو يضع يده على الجرح يشير إلى الحدث و يعلمنا كيف نتعامل معه، و ما أحوجنا إلى هدي رسول الله
‏عن ‏ ‏أبي ذر رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "‏ ‏كيف أنت يا ‏ ‏أبا ذر ‏ ‏وموتا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف ‏ ‏يعني القبر ‏ ‏قلت ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله ‏ ‏أو قال الله ورسوله أعلم ‏ ‏قال تصبر قال كيف أنت وجوعا يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك قال قلت الله ورسوله أعلم ‏ ‏أو ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله ‏ ‏قال عليك بالعفة ثم قال كيف أنت وقتلا يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم قلت ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله قال الحق بمن أنت منه قال قلت يا رسول الله أفلا آخذ بسيفي فأضرب به من فعل ذلك قال شاركت القوم إذا ولكن ادخل بيتك قلت يا رسول الله فإن دخل بيتي قال إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك ‏ ‏فيبوء ‏ ‏بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار )فهل يدرك المسلمون ذلك، فأين نحن من أبي ذر، و هل عملنا بهدي سيدنا محمد، أم أن الجرح يغوص عميقاً فينا حتى نملك الدواء و لا نحسن أن نتداوى به!
في الفترة الأخيرة عايشنا نفس هذا الجرح أكثر من مرة، و قبل حوالي عشر سنوات أبتلينا بنفس المأساة، و أذكر أن أختي كتبت يومها
" دقائق معدودة …للضحية و القاتل
كل شيء معد له، في الدقيقة و بالثانية في الموقع، تخرج الفريسة بريئة، تناوش تضايق ثم تلتهم، لا يهم كم العدد، واحد ، اثنان، عشرة، عشرون، مئة. حقاً لا يهم.
هذه سياسة، و الذي يدفع الثمن هو كائن لا يستحق حياته، معادلة صعبة، و لكنها متبعة في أكثر الدول فقراً إلى نفسها، إلى حقها، إلى ربها.
قد ينام الناس و تخمد جراحهم، و تذوي ذاكرتهم المنهكة، قد يتجرأ ذئب على أحلامهم البريئة…
قد يعبث السجان بالجرح الدافئ و الروح المزهقة ...قد تتجرد الحياة من أسمها و تصبح شكلاً من أشكال الموت، قد ينام القاتل ، و يسند بكفه- التي أطلقت الرصاص- رأسه و يغط في النوم عميقاً.
و كما قتل عمر و عثمان و علي، و لم يتأثر لدمهم المهدر أبناؤهم. نظل نتعلم أن الحياة جسر قد يطول و يقصر، و لكنما هو موصل لأحد السبيلين، إما للنوم على جثث الضحايا، وإما تقبيل مثواهم و النوم على جراحهم رغم دموعهم الملتهبة و يأسهم في أمل قريب، نتلو قول الله تعالى
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم، مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا زلزالاً شديداً حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب."

فما أشبه اليوم بالبارحة، و ما أحوجنا أن نعي ديننا، و نسير وفق منهج لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه عسى أن يمن الله علينا برحمة منه .

أحمد عبد الرحمن جنيدو
18-10-2008, 04:11 PM
لن أستطيع أن أضيف من الزملاء قد كفوا ووفوا
فقط سأضيف جميل ورائع وابداع

د. سمير العمري
05-11-2008, 08:30 PM
تظل أخي الحبيب فارس رجل مبادئ ثابتة ونظرة ثاقبة وثبات على المنهج وولاء للحق راسخ.

بوركت حرفا وبوركت رجلا وبوركت أبيا!

الحال هي كما وصفت أخي نسأل الله العافية ونسأل إخواننا أن يسمعوا ويعوا نصحنا ، وهذا أخي نص لي حديث يتحدث عن ذات الشأن أهديه إليك.

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=32360



تحياتي

الطنطاوي الحسيني
05-11-2008, 10:58 PM
اخي فارس عودة الشاعر المجاهد

ممشوق الحرف والفكر

افرحتنا بهذه العودة

تعطرنا بانفاسك في الملتقى وها نحن نتعطر بشظاك في الواحة

نصر الله المؤمنين واذل المتخاذلين والمنافقين اللهم امين

دمت مبدعا ثائرا

لطفي الياسيني
06-11-2008, 06:42 AM
الاستاذ الفاضل فارس عودة
تحية الاسلام
شكرا لك على هذه الرائعة الشعرية
وكلماتك التي اثلجت صدري