تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر الشعراوي .... البلاغة في القرآن الكريم



الهادي
08-11-2003, 04:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله

البلاغة في القرآن الكريم - قل سيروا في الأرض

من خواطر شيخنا العلامة الشعراوي رحمه الله





قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض ) .. لماذا لم يقل الله : قل سيروا على الأرض .. هل أنا أسير في الأرض .. أو على الأرض .. حسب مفهوم الناس جميعا .. فأنا أسير على الأرض



.. ولكننا نجد أن الله قد استخدم كلمة في .. ولم يستخدم كلمة على .. يقول : سيروا في الأرض ( ففي ) تقتضي الظرفية .. والمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشي .. ومن هنا فإن التعبير جائز .. ولكن ليس في القرآن كلمة جائز .. فالتعبير بقدر المعنى تماما .. والحرف الواحد يغير المعنى وله هدف .. وقد تم تغييره لحكمة لكن ما هي حكمة استخدام حرف ( في ) بدل من حرف ( على ) .. ؟
عندما تقدم العلم وتفتح وكشف الله أسرار الأرض وأسرار الكون .. عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط .. أي أنها ليست الماء والأرض .. أو الكرة الأرضية وحدها .. ولكن الأرض هي بغلافها الجوي .. فالغلاف الجوي جزء من الأرض يدور معها ويلازمها .. ومكمل للحياة عليها .. وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلمية .. والدليل على ذلك أنك إذا ركبت الطائرة فإنها ترتفع بك 30 ألف قدم مثلا عن سطح الأرض .. ولكنك تقول أنت تطير في الأرض .. متى تخرج من الأرض علميا وحقيقة .. عندما تخرج من الغلاف الجوي للكرة الأرضية مادمت أن في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية .. فأنت في الأرض .. وليست خارج الأرض .. فإذا خرجت من الغلاف الجوي .. فأنت في هذه اللحظة التي تخرج فيها خارج الأرض .. الغلاف الجوي متمم للأرض .. وجزء منها .. ويدور معها نعود إلى الآية الكريمة ونقول : لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ في ولم يستخدم لفظ على .. ؟ لأنك في الحقيقة تسير في الأرض .. وليس على الأرض .. هذه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو القائل .. وهو الخالق يعرف أسرار كونه .. يعلم أن الإنسان يسير في الأرض .. أنه يسير على سطح الأرض .. ومن هنا فهو يسير في الأرض التي هي جزء آخر .. وهكذا نجد دقة التعبير في القرآن في حرف .. ونجد معجزة القرآن في حرف

رحمك الله يا شيخنا و نفعنا بما حباك من العلم .......

عبد الوهاب القطب
08-11-2003, 12:31 PM
اخي الهادي

جميل جدا ولطيف

ورحم الله استاذنا الشعراوي

رحمة واسعة وجزاه عنا كل خير.

تحياتي وشكري

المخلص

ابن بيسان

عدنان أحمد البحيصي
08-11-2003, 04:39 PM
بارك الله فيك
أخي الكريم

أبو القاسم
09-11-2003, 01:36 PM
يا سبحان الله ، بلاغة وإعجاز ، لا يدركه إلا الله ثم الراسخون في العلم ، رحمك الله يا شيخنا وجعل الجنة مثواك ..

الهادي
10-11-2003, 09:16 AM
إخواني الأعزاء...... ابن بيسان ....... عدنان الاسلام ..........أبو القاسم

أشكركم لمروركم و بارك الله فيكم و جمعنا و إياكم على الخير ورحم الله شيخنا و أسكنه فسيح جناته ...


و نستمر مع الشيخ و إعجاز جديد فى كتاب رب العالمين

الهادي
10-11-2003, 09:23 AM
يقول الله سبحانه وتعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) ثم نجد في آية ثانية : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) زادت هنا اللام .. أي إنسان يقول إن زيادة اللام هنا للتأكيد .. كلمة مترادفة .. لا يتوقف عندها كثيرا .. ولكن المسلم حين يدقق في معاني القرآن الكريم .. يجد أن كل حرف في القرآن الكريم .. قد تم وضعه بحكمه بالغة .. وأنه لا شيء اسمه مترادفات


وإنما لكل لفظ معنى يؤديه , ولا يؤديه اللفظ الآخر .. رغم التشابه .. فإذا دققنا في المعنى نجد ما يلي : في الآية الأولى يقول الله سبحانه وتعالى ( واصبر على ما أصابك ) . والأمر هنا نوعان نوع للإنسان فيه غريم .. ونوع لا يوجد فيه غريم .. عندما أمرض ليس لي غريم .. وإذا أصابني مكروه بقضاء وقدر .. كان أكون سائرا في الطريق فيسقط شيء فوقي ليس هناك غريم .. إنما عندما أسير في الشارع ويعتدي على إنسان بالضرب .. إذن هناك غريم . فهناك نوعان من الصبر .. صبر النفس وما ليس لي فيه غريم .. وهذا هين لأنه ليس هناك إنسان انفعل عليه .. ولا أملك أن أرد على شيء قد حدث لي .. ما حدث هو قضاء الله .. وأنا ليس أمامي إلا الصبر .. هذا نوع من الصبر لا يحتاج إلى طاقة كبيرة ليمارسه الإنسان .. لأنه ليس هناك غريم أستطيع أن أرد له ما أصابني . والنوع الثاني من الصبر .. محتاج إلى جلد .. ومحتاج إلى قوة إرادة .. وهذا النوع هو الذي يوجد لي فيه غريم أستطيع أ انتقم منه .. وأستطيع أن أصفح وأغفر .. إذن عندما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن الصبر بنوعيه .. يعطي لكل نوع ما يستحقه من وصف للنفس البشرية .. فهو عندما يتحدث عن الصبر على شيء ليس له .. فيه غريم يقول : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) وعندما يتحدث عن الصبر الذي لي فيه غريم بحيث أستطيع أن أنتقم وأكون منفعلا إذا لم أنتقم .. يقول سبحانه وتعالى : ( إن ذلك لمن عزم الأمور ) هنا اللام للتأكيد في نوع الصبر .. وما يحتاجه من جلد وضبط للنفس .. ففي الحالة الأولى حينما لا تستطيع أن تعاقب بمثل ما عوقبت به .. يكون الصبر من عزم الأمور .. ولكن في الحالة الثانية فإنك تستطيع أن تنتقم من غريمك ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ( ولمن صبر وغفر ) وهنا يظهر من كلمة غفر .. أن هناك غريما يمكن الانتقام منه .. وأن هذا الغريم قد غفر الإنسان له .. ومن هنا لابد أن تأتي اللام للتأكيد .. لتؤكد المعنى .. وتؤكد الفرق بين عزم الأمور في الحالة الأولى .. وعزم الأمور في الحالة الثانية .. وهكذا نرى أن حرفا واحدا في القرآن الكريم يصنع معجزة

رحمك الله يا شعراوي

د. سمير العمري
20-01-2004, 01:38 PM
بارك الله بك أخي الهادي على هذا الجهد المبارك.


زدنا مما تختار من خواطر الشعراوي رحمه الله.


تحياتي وامتناني
:os:

أبو جاسم
26-01-2004, 10:02 PM
خواطر رائعة ونطمع بنشرك المزيد منها ايها الهادي الحبيب