تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : -{ البشعة ..||



وجدان الحامد
17-10-2008, 06:25 PM
رأس ..}



لكل قصة عآلمهآ .. فـ أنغمسوآ حد اللآ أدرآكـ و../ دعوني أقودكم في ثنآيآ الخيآل ..



{.. نص ..}


أدركت منذ اللحظة الأولى التي وقعت بها عيني عليها أن الله استجاب دعائي ...
لم تكن جميلة بل كانت ذات عينين بارزتين وفم طويل شعرها مجعد وسمراء لم أحزن أن ابنتي بشعة ../ بل داخل قلبي سرور لا أعلم مغزاه ..!
كنت أراها وهي تنمو أمامي .. سنة بعد أخرى ..
وتزداد بشاعة إلى بشاعتها .. لم يهمني شكلها ..!
بل ما اهتممت به أكثر هو عقلها ذكائها المتقد وحبها للإطلاع ..
كم كنت أدعو بان ارزق بطفل عبقري - نعم - يعيد لي أحلامي التي لم أستطع تحقيقها ..!
كنت أحب الرياضيات لكن لم أستطع حتى حفظ جدول الضرب ../ أحببت الكيمياء ولم أقدر على حفظ الجدول الدوري ../ الفيزياء لم أكن أطيقه ولم أهتم بذلك ..!
لكن ابنتي هذه هي عالمة بحق متبحرة في كل تلك الأمور ابنتي ملكي أنا إنجازها إنجازي ...
آه ...نعم أتذكرها .. طفولتها .. ويالها من طفولة ..
أتذكر يوم أتت ألي أول أيام دراستها في المدرسة تسألني :
- أمي قلن لي البنات في المدرسة أني بشعة كيف ذلك ؟؟؟
أدركت تماما بأن لأبنتي مشوآر حآفل مع الألم.. لا بأس سـ ../ يرين من ستكون ابنتي ..!
لم تكن تستوعب مدى قبحها لكنها ما لبثت أن كبرت في الأسابيع التالية وبدأت ترى أي صورة تعكسهآ مرأتهآ .. أدركتُ أنها تنعزل لكن هذا جيد فكل العلماء كانوا منعزلين ..!
لقد بدأت عالمها الخاص في سن مبكرة جدا ... لم أعد أذكر هل كان ذاك قبل ذلك اليوم الذي بكت فيه طالبة إياي أن أغير مدرستها .. أم بعد ..!
لا اعلم لكن ما أعلمه يقيناً أنه بعد أن وجدت جميع المرايا في غرفتها محطمة .. نعم يا لذاك اليوم .. لا يهم جميعها غدت ذكريات تذهب وتعود ..!
أنا لم أغير مدرستها نعم لقد خذلتها لأنه كان عليها أن تكمل حلمي ..
أنانية أنا ... نعم اعلم ذلك ولكن ما باليد حيلة .. لان عليها أن تكمل المشوار كما ضحيت وأنجبتها عليها أن تضحي وتحقق حلمي ..
في الحقيقة لم تكن تلك المرة الوحيدة التي بدت فيها أنانيتي وآضحة ..
هي لم تتزوج .. والسبب أنا ..!!
لا يهم هي أيضا رضخت لذلك لابد أن السبب بشاعتها ..
كم كنت أسمع بكائها في تلك الليالي الباردة الطويلة كنت أعاني من أمراض البرد واسمع ذاك البكاء كنت أتجاهل آلامها كالعادة .. لم احفل ..
يجب أن نضحي .. أنا قبلت ... لم هي لا تقبل بكل بساطة ..!
يا ألهي كيف نسيت ../ هكذا الذكريات تأتي على ومضات ..
حسنا المهم أني تذكرت .. ذاك اليوم الذي طُلب منها أن تلقي محاضرة ..
يا ألهي كم كانت عنيدة لقد رفضت بحجة خجلها ولكني أقنعتها بذكائي ../ أن جميع عظماء العالم كانوا قبيحين ..!
كادت عينيها تخرجان من محجريهما حين سمعت كلمة قبيحين بكت وصرخت بوجهي :
- لا أريد أن أكون عظيمة ..!
هي لم تخذلني لقد أصبحت عظيمة جدا جدا ...
و ها أنا ذا بعد مرور 10اعوام من تلك المحاضرة امسك بأحدث مجلة تقنية و أقرأ فيها آخر إنجازات ابنتي
فهي قد ذهبت ولم تعد ../ لكنني فخورة و... وحيدة ..!




{.. خآتمة



ليس فخرآ أن نُسير النآس كمآ نشتهي .. بل ../ فخرآ أن نضحي من أجلهم ..!

هشام عزاس
17-10-2008, 09:47 PM
المورقــة / وجــدان

قصة جميلة عالجت فيها موضوعا حساسا يتعلق بطبيعة النفس البشرية و ما يعتمل بداخلها من رؤى مريضة تحيل العلاقات الإنسانية إلى كومة من رماد .
نرى بالواقع صورا مشابهة و ربما أفظع من تلك التي ذكرتِ بقصتك و كأن الإنسان هو من يختار شكله فيكون التعامل رهيبا من طرف الآخرين يضيف إليه حسرات على حسراته النفسية .
تحضرني الآن صورة سيرانو و أنفه القبيح الذي كان حائلا بينه و بين حبه لـ روكسان و لكنه على رغم ذلك خلد اسمه على صفحات التضحية و العطاء .
إن الإنسان بطبعه يتوق إلى الجمال و لكن عندما يحصر الجمال في الشكل فقط يكون هناك خلل في الرؤية السليمة و عندما يفقد المرء روعة تلك الرابطة التي هي أقوى و أمتن برأيي بين الأم و وليدها نلمس حقيقة المرض النفسي عند الطرفين .
البنت هنا كانت ضحية أنانية الأم و جبروتها و نتيجة طبيعية أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه بالأخير و أن تجلس الأم وحيدة تلوك مرارة انتصارها .
قصة معبرة جدا سيدتي .

دمت بخير و جمال

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

جوتيار تمر
18-10-2008, 11:55 AM
وجــدان...

العنوام مباشر جدا ، يحمل دلالات مستفزة ، تعمل على التنصل من المضمون ، كي لايواجه المتلقي نوعية البشاعة هذه ، لكن من خلال السرد استطعت ان تخرج البشاعة من صورها العادية ، السائدة ، وتعيد تشكيلها وفق معطيات تبرهن على الجوهر ، وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن الظاهر / القشرة لاتمثل الا جزء بسيط من الكينونة البشرية ، وليست هي الدافع على القبول والرفض ، انما الاصل هو الجوهر الذي يخلق الانسان كأنسان ، هنا استحضر الرافعي في قبح جميل ضمن الجزء الاول من كتابه وحي القلم .

دم بخير
محبتي
جوتيار

صبيحة شبر
18-10-2008, 01:39 PM
الأخت العزيزة وجدان الحامد
( البشعة) قصة متقنة تبين اصرار بعض الاباء على ان يكون الابناء
ما عجزوا هم عن الوصول اليه
يمكن للانسان ان يكون بشع الشكل ، جميل الاخلاق ، فلا يعيش معزولا
عن الناس ، والانسان مخلوق اجتماعي ، لايمكن ان يحيا دون حب ودفء
واقبال من الاخرين ، مهما كان نابغا

سعيدة الهاشمي
18-10-2008, 02:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هل كانت بشعة بقدر بشاعة وأنانية أمها؟ هل الجمال محور الوجود الإنساني؟ هل يمكن للإنسان أن يغير من شكله؟

لم نرفض الآخر ونتخذ مقياس رفضنا المظهر؟ كلها تساؤلات انبثقت من قصتك الدقيقة التصوير، العميقة المعنى،

إن كانت أمها رفضت وجودها وحصرته في تحقيق أحلام بالية، فكيف بنظرة الآخر، إنه إنصاف أن

تبقى الأم وحيدة تلوك بعضا من أحلامها على صفحات المجلات.

لعله حان الوقت للإنسان أن يغير من طريقة تفكيره وأن ينظر للأشياء في جوهرها، لا من خلال

قشورها فمادمنا هكذا سنظل دوما في المؤخرة.

راقني قلمك أختي، متمنياتي لك بمزيد من التوفيق.

سحر الليالي
18-10-2008, 10:33 PM
:
الفاضلة [ وجدان حامد]
أهلا بك في واحتنا مبدعة نعنز بها ..
سعدت بــ القراءة لك ...
سأنتظر جديدك دوما

لك ودي وتراتيل ورد

لانا عبد الستار
10-06-2013, 08:35 PM
البشعة قصة تجسد أنانية الاباء في مطالبة ابنائهم بأن يحملوا أحلامهم وأن يكونوا امتدادا لهم ولمشاريعهم مهما كان الثمن الذي سيدفعه الأبناء مقابل ذلك
فكرة رائعة وسرد متقن
أشكرك

براءة الجودي
11-06-2013, 05:46 AM
ليس شرطا أن يكون حلم الأبناء كحلم الآباء أو الأمهات , كانت أنانية من الأم حقا , ومن الجميل ان ندع الأبناء يختارون مايريردون ويخططون ويحددون لهم أهدافا ولامانع من غبداء الرأي في حال استشارة أحدهم
اما الشكل فلقد قال اله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فمهم يكن الشكل الإنسان إذا اقتنع وقرأ هذه الآية جيدا ستتحسن نفسيته ولن يتأثر كثيرا بتعليقات الغير الذين قد يقول بعضهم للجميل قبيحا إن غاروا أو اغتاظوا منه فمن يصدق قولهم فهو غبي , لأنه لاأحد كاملا أو مثاليا في كل شئ , والأهم هو الجوهر والروح و فكم من قبيح في الشكل احبه الناس لجمال روحه , وكم من جميل في شكله استثقلوه الناس وكرهوه او نعتوه بالغرور لأن أخلاقه قبيحة .
ناقشتِ قضية رائعة هنا وباسلوب جميل حقا
تقديري

ربيحة الرفاعي
01-07-2013, 05:53 PM
غوص عميق في دخيلة الأم عبر تصوير ردمها لكينونة ابنتها وتحويلها لظل إنسان مرهون لتحقيق ما حلمت هي به

قصة قوية الفكرة موفقة الطرح
وددت لهت تنسيقا أكثر ملاءمة للقالب السردي القصي

تحاياي

نداء غريب صبري
29-07-2013, 07:48 AM
كلنا نتمنى أن يتحقق لنا بأولادنا ما فشلنا في تحقيقه لأتفسنا بأنفسنا
لكننا لا نمارس ذلك بهذه القسوة والأنانية

مبالغة أدبية لتأكيد الأنانية في أصرارنا على ان يكون ابناؤنا امتدادا لنا

قصة جميلة اختي

شكرا لك

بوركت

آمال المصري
29-12-2015, 01:50 PM
دفعني العنوان للولوج لنصك أديبتنا الفاضلة
من عمق الواقع كانت تلك الصورة الاجتماعية التي نقلت لنا حالة ربما يراها البعض مرضية
الأم عطاء وهنا رغم بشاعة القشرة الخارجية للابنة والتي طفقت على حياتهما معا لتحيلها لنوع من الإصرار على وصول الأم بابنتها للتميز حتى وإن تذهب عنها بعيدا وكفاها أن تسمع بإنجازاتها .. أليس تلك تضحية لا تتمتع بها الكثير منهن ؟
نص رائع رائع بفكرته الهادفة ولغته الأنيقة ونهايته
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
29-12-2015, 07:49 PM
قد يكون الإنسان بشعا أو قمة في الجمال ـ لكن بعد الزمالة أو الصداقة
أو المعاشرة لا نرى الجمال أو القبح ، ولكننا نرى الجوهر ، نرى الروح التي
داخل الإنسان ، فإن كانت جميلة طغا جمال الروح على جمال الشكل.
وإذا كانت الروح قبيحة خبيثة لا يرى من حولها إلا قبحها حتى لو
كانت تملك الجمال مجسدا.
أما الأم فقد اختلطت عليها رغبتين .. الأنانية .. بأن تجعل ابنتها تحقق
أحلامها هى مهما كان الثمن.
أما الرغبة الثانية .. فهى أن تجعلها عالمة متميزة فيطغى تميزها على قبحها.
مضمون هادف في نص أجتماعي جميل عميق المعنى.
سلم الفكر والقلم. :001: