تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صوتك في حقول صباحاتي (4)



شريفة العلوي
19-10-2008, 06:59 PM
للزمن ألوان ...ولكن الرمادي يختزل كل الألوان ..

الرمادي تخطى سبع عجاف الذاكرة يا أبي ...
وكتب على ملامح الأرض والحرث وحقول الجوع والشبع سنابل الخاطرة ...سار و زحف , وهرول , ثم تحدى المتبارين في سباق الدرجات وإنطلاق طلقات الرصاص في الهواء مع بقاء الصوت في الثلاجة وتجميد الصدى بأثر رياح الماراثون ....

الرمادي ..عشب أصفر يطرد الأنفلونزا و يستعطف شعاع الشمس في وسط النهار ثم يستمد من رائحة الغروب همهمات الدجى المتهاوية على مساحات المساء باستحياء حتى تعبئ أستار الليل الممتد ملء الأفق ..............
الرمادي حين يكون رماديٌ يتساقط في بحر اللا لون حتى تتلاشى الألوان وتتشابك جزئيات الطيف هنا وهناك ويظل صوتي مبحوحا يحاول أن يمسك طرف الخيط المتدلي من غمامة عابرة لا تحاول حتى الوقوف برهة أمام برج الأرصاد لأنه فقط يراقب الغمامات في بلد آخر .........لأسباب لا تهمنا وربما يجب أن لا نعلمها ..لهم حساباتهم ولنا محاسبة أنفسنا على الأحلام ....فقط علينا أن نلعق الفشل وندعي إن مرارته حلاوة ..

الرمادي ..معطف معلق في غرفة أبي وبعدما توفى أبي ظللتُ أناجيه وادس اصابعي الخمس في جيوبه المهملة كي استخرج منها حلوى بلون النصيحة بل أقصد إنها نصيحة بطعم الحلوى شرعت ...اشتم عبق عطر أبي الذي ظل فائحا في الأرجاء وظلال المعطف الذي أسقط تحت مصباح الليل صورته على الجدار كان أصدق من ساعة الحائط الكاذبة التي تخبرني بأن أبي مازال معي بالرغم من انه لم يلب دعوة ادارة المدرسة عندما أنعقد مجلس الأباء .......

رسائل الكون لا تكف لأقراك ...
وأنجم الليل لا تجعلني أبصرك...
فمكتبات العلم مازالت برمتها ..
ضئيلة الترتيب نسقا في مواكبك ..

أيتها الوردة المياسة ..
العطر تعطر منك ندىً
قبل بزوغك / بلوغك ركنا
يتفنن في إهدار خريفين ..
وإراقة ريحان ربيعين ...
ها قبرك يحفر ذاته كالطين ..
أفسحي أيتها الوردة للموكب
قدر مشاة مسارين ..
خط لا يعرف مفهوم العودة ..
وهنا جبل من تبرٍ
يملأ كفيك بقنطارين ..
وتسير موازاته قاطرتين ..
زمنٌ يتقشرُ عن جسد التاريخ
على أيد الريح ..
يرتج هبوبا..
يرتد حنينا ..
يتكلم آليا ..
ينصت رقميا
كاد يفوق على حدة زرقاء بإبصارٍ
كضفيرة بوذا المدهونة بدهاء اللذة
تمتص حرائق زيت الأوجاع
بصمت أقسى من الصخرة
تأتيني الأنباء زرافات
و تقود جموع الألحان الى قانون القرنين ..
أطرق بابك في غرفة ذاكرتي
لكنك لا تتجاوب
حتى كلَّ الباب
لكن ..لم تتعب قدميّ من السير
أين أنا من هذا !!
مازلت معلقة يا أبي بين جدارين ..
مازالت وردتك (...) تشق طريقها بين الجبلين .

هشام عزاس
19-10-2008, 09:32 PM
المورقـة المبدعة دوما / شريفــة العلوي

نص رائع آخر شهدت فيه انسكابا لمشاعر الفقد لديكِ و امتزاج موجودات الحاضر و إسقاطها على صور الماضي مما جعل الذهن يحيا تلك اللحظات الرمادية بكل صورها التي امتزجت في الذاكرة لديكِ و خلقت جوا فريدا و حسا فريدا و بالتالي نصا فريدا ...
كنتُ قد كتبتُ ردا مفصلا و لكن بسبب انقطاع النت في نفس اللحظة التي أرسلتُ فيها الرد فقدته للأسف .

دمت في إبداع مستمر ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

يسرى علي آل فنه
19-10-2008, 09:43 PM
شريفة الراقية:-

مثمرة حقول مشاعرك المرهفة بالحنين، معطرة بالوفاء

كأني وأنا أقرأ كنت الاحق فراشات وعيك تلك التي تحطم أسوار الخوف المر

والفقد المشتعل بخفة وعذوبة

تقبلي عميق إعجابي بنبضك المميز

شريفة العلوي
20-10-2008, 02:01 PM
المورقـة المبدعة دوما / شريفــة العلوي

نص رائع آخر شهدت فيه انسكابا لمشاعر الفقد لديكِ و امتزاج موجودات الحاضر و إسقاطها على صور الماضي مما جعل الذهن يحيا تلك اللحظات الرمادية بكل صورها التي امتزجت في الذاكرة لديكِ و خلقت جوا فريدا و حسا فريدا و بالتالي نصا فريدا ...
كنتُ قد كتبتُ ردا مفصلا و لكن بسبب انقطاع النت في نفس اللحظة التي أرسلتُ فيها الرد فقدته للأسف .

دمت في إبداع مستمر ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

اخي المبدع هشام عزاس
القراءة المتأملة تأتي بمداخلة باهرة ومن خلالها يصل النص الى الضوء بسهولة
دمت مبدعا كما انت

روميه فهد
20-10-2008, 02:27 PM
الفاضلة شريفة ..

كل فقرة في النص تحكي الرمادي كـ سيد الألوان في الذاكرة ،
ولا عجب في أن يكون الوالد رحمه الله سيد الرجال في القلب والذاكرة.

أنتِ مذهلة ، تشديني للاستمرار في القراءة وتذوق الصورة الجمالية
في مكانها المناسب.

دمتِ لمن تحبين..

روميه

سعيدة الهاشمي
20-10-2008, 02:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختي شريفة لونك هذا أثر بي وجعل الحزن يغلف مشاعري التي لم يبرحها يوما، بل تفاوتت حدة

سيطرته عليها فقط، هو نفس اللون الذي تسطره ذاكرتي وتحتفظ به، لون رحيل والدي.

كلماتك المليئة بالحنين والشوق نفذت مباشرة لقلبي لتشكوه ذات الحال.

دمت بود، لك تحياتي.

شريفة العلوي
20-10-2008, 05:24 PM
شريفة الراقية:-



مثمرة حقول مشاعرك المرهفة بالحنين، معطرة بالوفاء


كأني وأنا أقرأ كنت الاحق فراشات وعيك تلك التي تحطم أسوار الخوف المر


والفقد المشتعل بخفة وعذوبة


تقبلي عميق إعجابي بنبضك المميز



العزيزة المبدعة يسرى علي آل فنة
روعة حضورك تقطف من سنا البرق أرواق الطيف وتحيل المكان الى حديقة تزهر بالبهجة
دمت بكل هذا الجمال والإبداع

شريفة العلوي
21-10-2008, 03:14 PM
الفاضلة شريفة ..


كل فقرة في النص تحكي الرمادي كـ سيد الألوان في الذاكرة ،
ولا عجب في أن يكون الوالد رحمه الله سيد الرجال في القلب والذاكرة.


أنتِ مذهلة ، تشديني للاستمرار في القراءة وتذوق الصورة الجمالية
في مكانها المناسب.


دمتِ لمن تحبين..


روميه


الغالية رومية فهد

كل الألوان في هذا النص تحتفل بتواجدك وتنهل من زلال حرفك

كوني هكذا دوما مبدعة حد الذهول

دمت وفية الخطى

معروف محمد آل جلول
21-10-2008, 04:10 PM
المحترمة شريفة ..
هذا اللون الداكن الذى حف مشاعر الشوق و الحرمان ..
من صدر الأمان ..تشكل عبر مسافة بدايتها الفاجعة بالفقدان ..ويتمطى عبر الزمن ..تلك الذاكرة المتفطنة ..الموقظة ..
ولايقف عند حدود ..بل يتجاوز لحظة الكتابة النصية .. ليرافق كل قارئ مهما طال الزمن ..
محفوفة مضامينه بالصور الجمالية المكثفة التي تزيده جلاء وبهاء ..
هذا هو الأدب الذي ينعكس شعاعه على ذات المتلقي ..
دمت مبدعة ..
والحياة لاتستحق الحزن ..

شريفة العلوي
22-10-2008, 11:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختي شريفة لونك هذا أثر بي وجعل الحزن يغلف مشاعري التي لم يبرحها يوما، بل تفاوتت حدة

سيطرته عليها فقط، هو نفس اللون الذي تسطره ذاكرتي وتحتفظ به، لون رحيل والدي.

كلماتك المليئة بالحنين والشوق نفذت مباشرة لقلبي لتشكوه ذات الحال.

دمت بود، لك تحياتي.

الأخت المبدعة سعيدة شكري
ما أروع أن تلامس هذه الباقات وتر حنينك في ذكريات رحيل الأب ...أتخيل بأن كل قوافل المشاعر تتوقف في محطات ذكرى رحيل الأب ..
سعدت بجميل حضورك وحسن إنطباعك
دمت ايتها الراقية

جوتيار تمر
23-10-2008, 05:09 PM
العزيزة شريفة..
العنوان لفت نظري كثيرا ، فلعبة الالوان دائما ما تمزج الانين الخافت بالصراخ الحاد ، استوقفتني لعبة الالوان في نصك ، واعجبني توظفيها الجميل ، من اجل الكشف عن لحظات التحول في سياق حركة النص النفسية ، اضافة الى ما تخلل بعض لحظاته من شعرية ترتقي بمستوى المتخيل فيه ،لديك قدرة فائقة على التوظيف الخارجي ، كصيرورة داخلية تستجدي الوجود .

محبتي
جوتيار

شريفة العلوي
23-10-2008, 05:11 PM
المحترمة شريفة ..
هذا اللون الداكن الذى حف مشاعر الشوق و الحرمان ..
من صدر الأمان ..تشكل عبر مسافة بدايتها الفاجعة بالفقدان ..ويتمطى عبر الزمن ..تلك الذاكرة المتفطنة ..الموقظة ..
ولايقف عند حدود ..بل يتجاوز لحظة الكتابة النصية .. ليرافق كل قارئ مهما طال الزمن ..
محفوفة مضامينه بالصور الجمالية المكثفة التي تزيده جلاء وبهاء ..
هذا هو الأدب الذي ينعكس شعاعه على ذات المتلقي ..
دمت مبدعة ..
والحياة لاتستحق الحزن ..

اخي المبدع معروف محمد آل جلول
لا يوجد ما يضاهي فرحة صاحب النص عندما يجد المتلقي مساحته المتميزة في النص وهو حتما مشارك وصاحب مجهود كبير مباشرة بعد الكاتب ومن هنا يقيني بأن النص الذي لا يجد المتلقي فيه حيزا يخصه ويختص بما يلامس مشاعره واحاسيسه , قد يكون النص هنا ضربا من الخيال وعلى النص ان يتألف ويؤثر ويتأثر بصورة ايجابية بعد انعكاس الرؤى المختلفة على خطوطه السائرة في دماء القراءة ......وهنا اسعدني تواجدك وقراءتك
وفقك الله الى ما فيه الخير والسداد

شريفة العلوي
24-10-2008, 12:19 AM
العزيزة شريفة..
العنوان لفت نظري كثيرا ، فلعبة الالوان دائما ما تمزج الانين الخافت بالصراخ الحاد ، استوقفتني لعبة الالوان في نصك ، واعجبني توظفيها الجميل ، من اجل الكشف عن لحظات التحول في سياق حركة النص النفسية ، اضافة الى ما تخلل بعض لحظاته من شعرية ترتقي بمستوى المتخيل فيه ،لديك قدرة فائقة على التوظيف الخارجي ، كصيرورة داخلية تستجدي الوجود .

محبتي
جوتيار



أخي الشاعر المبدع جوتيار
الروعة تكمن في ملاحظتك للعنوان , وهو عنوان سبق واطلعت عليه والذي يميزه تسلسل عددي ..في نصوص صوت أبي في حقول صباحاتي ...الحبر يكحل عيني ومحطات الذكرى تزيد مساحة الثقة بالنفس وتكرس الباقي من الزمن لكفاح جاد على صدى الماضي وبينهما خيط رفيع وهذا الخيط هو مربط الفرس ....سعادتي كبيرة بقراءتك لهذا النص وما لامسته من عنفوان الألوان في عين السفر ومنظور المسافر ,, نحو ذاكرة قيد إحتواء الذكرى ...........دمت مبدعا

عبد الرحمن الكرد
24-10-2008, 10:08 AM
الراقيه شريفه
أينعت مشاعرك في ذواتنا
وأحالت اللون الداكن
الى مواسم ابداع
تحياتي

شريفة العلوي
25-10-2008, 08:33 PM
المحترمة شريفة ..
هذا اللون الداكن الذى حف مشاعر الشوق و الحرمان ..
من صدر الأمان ..تشكل عبر مسافة بدايتها الفاجعة بالفقدان ..ويتمطى عبر الزمن ..تلك الذاكرة المتفطنة ..الموقظة ..
ولايقف عند حدود ..بل يتجاوز لحظة الكتابة النصية .. ليرافق كل قارئ مهما طال الزمن ..
محفوفة مضامينه بالصور الجمالية المكثفة التي تزيده جلاء وبهاء ..
هذا هو الأدب الذي ينعكس شعاعه على ذات المتلقي ..
دمت مبدعة ..
والحياة لاتستحق الحزن ..

الأخ الوقور معروف محمد آل جلول
أسعدني حضورك المتألق الذي يضيء الدرب بجلل الكلام ويعطر السطور بحلل الغمام
وبشهادتك الحفية هنا تعشوشب الحروف فيحمل القلم القناعة الوثقى ليتوكأ على الكلم
تقديري وجزيل شكري

شريفة العلوي
26-10-2008, 12:55 AM
الراقيه شريفه
أينعت مشاعرك في ذواتنا
وأحالت اللون الداكن
الى مواسم ابداع
تحياتي

أخي المبدع المحترم عبدالرحمن الكرد
الرقي كله في حضورك والإبداع في اثر كلماتك
سعدت بقراءتك
دمت بكل خير