المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأسف !!



وئام سميرة
21-10-2008, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




مر عبد القادر و هو عائد من عمله على حشود من القوات الخاصة .. كانت قد وضعت رحالها بمحاذاة بيته .. فدخل على زوجته مستغربا : ترى هل هم هنا من أجل مساء اليوم؟ردت عليه فاطمة : و الله لا أعلم ما الذي يجري هنا .. حتى في السوق وجدتهم يجلدون الباعة بغير ذنب ..عبد القادر : لا حول و لا قوة إلا بالله لكن لا عليك يفعل الله خيرا المهم علينا إطعام الجنود الواقفين تحت الشمس خارجا ..مهما يكن ما جاؤوا من أجله .. إلا أننا لن نتوانى على إطعامهم ..حظري مائدتين ..و سأطرق أبواب الجيران باباً باباً ليساعدونا على الباقي ....خرج عبد القادر ليخدم رجال المخزن بنفسه و أبناءه ..يحمل قنينات من ماء صالح للشرب .. فيسقي كل مائدة على حدة ثم يعود محملا بآنية للغسل .. بوجه بشوش مبتهج ..مما ترك أثرا في نفس كل جندي هناك ..فتقدم الضابط علي الى عبد القادر لا يعرف كيف يشكره و اهل الحي على كرمهم وجودهم نيابة عن الفرق الموجودة هناك ..راجين ان يبارك الله لهم في ما رزقهم ..فابتسم عبد القادر مرددا هذا واجبنا جميعا .. أولسنا جميعا مسلمين ؟؟ثم عاد إلى بيته يأخذ قسطا من الراحة تأهبا لما ينتظرهم هذا المساء ....انها الساعة الخامسة ..هو الوقت المحدد للتجمع أمام قصر البلدية ..بعد خطبة لاذعة ألقاها أحد أعضاء النقابة .. تعالت الأصوات و الهتافات ..و مرددين شعارات تدين الحكومة بما يعانيه الشعب اليوم من غلاء السلع الذي صار يرتفع كل أسبوع ..و عن الرواتب التي استقرت على رقم معين منذ سنوات ..فأمرت السلطات بتدخل القوات المسلحة ..فحمل كل جندي سلاحه و دخل الى ساحة المعركة ..و هاجموا الناس من كل حدب وصوب ..و تقدمت أغلب الفرق من وراء الجماهير المحتشدة هناك ..و اذا بالضابط علي يرفع عصاه إلى أعلى و يضرب بكل قوته رأس رجل من خلف كان لم يتوقف عن ترديد تلك الشعارات ..فسقط الرجل أرضا بعد أن التفت بعينين معاتبتين علي على ما صنعت يداه ..ففغر علي فاه بأسى و أسف بالغين .. و أسقط عصاه من يده دهشة ..و اغرورقت عيناه بالدموع : أن ماذا فعلت ؟؟بعد ان تبين له أن الرجل الذي ضربه كان هو نفسه عبد القادر ..



تمت بقلمي




مع أرقى التحيات

وئام

ابراهيم خليل
21-10-2008, 06:19 PM
نصك يحمل الصدق فى النبض
لك خالص تحياتى

جوتيار تمر
21-10-2008, 07:37 PM
وئــــــــام....

لن يتوقف الشعب عم ممارسة دور الضحية يوما ، ربما عن جهالة وسذاجة ، وربما عن قناعة ، وربما عن جبر وقسر ، وفي جيمع الحالات ، النتيجة واحدة ، اليد العليا للسلطة ، بالاخص للعسكر ، قدمت لوحة جميلة عن التناقضات التي تمزق الانسان نفسيا وحياتيا ، واسمحي لي بهذه الملاحظة ، النهاية لم تكن بالمستوى العام للنص ، هي اصلا كانت متوقعة ، وثانيا ، كان بالامكان التوقف عند (ماذا فعلت...) وان زائدة ايضا ، وحتى كان بالامكان التوقف عن حالة الضرب عند من الخلف، حيث حينها كنت تطعين للمتلقي بعض الوقت للتخيل .
محبتي
جوتيار

سعيدة الهاشمي
22-10-2008, 03:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وئام قصتك ذكرتني بقصة مشابهة شهدت وقائعها، أمام منزلنا مباشرة تقع دائرة للشرطة

أحد جيراننا كان يطعمهم كل صباح ومساء خاصة في الأعياد والحراسة الليلية، ونحن نمد له يد العون

في أحد الأيام وقع جارنا في مشكل بسيط كان فيه مظلوما، تفاجأت عندما رأيت يد ذلك الشرطي الذي

طالما أطعمه تضربه، والشتائم تتطاير من فمه لتصدح في المكان، لكن الفرق أن الجندي في قصتك ذرف الدمع

وندم بينما في قصتي لم يندم ولم يذرف دمعا، راقني تصويرك للحدث.

دمت بود، تحياتي لك.

وفاء شوكت خضر
22-10-2008, 07:13 PM
تصوير أتى من خلال واقع معاش ، هناك فاصل بين تأدية الأوامر وتأدية الواجب ..
برزت الروح الإنسانية بردود فعلها في نصك ، وأعتقد بعض القص يحتاج للمباشرة ، ولا يحتاج لكثير من الرمزية وخاصة حين يدور النص حول فكرة هادفة ، وليس متعة القراءة فحسب .

تحيتي ..

علي عطية
22-10-2008, 10:01 PM
الأديبة السميرة


رائعة حروفك تحكي قلباً تفطر وآخر تصلب.


ويداً تضرب حسب التوجية وفقط , بلا عقل يفكر قبل ولا بعد . وهذه هي يد الرعاع الهائم على تقبيل القدم التي تركله ليتدحرج أمامها كما هباءة في ريح هائج تخشي الهاوية ...


سيدتي : نثرية جميلة نثرتِ فيها معنا جميلا هادفاً .


وإن كانت المباشرة ميزتها ...

وإن كانت بساطة صورها أراحت الخاطر من عراك الصور وتداخلاتها...
وإن كانت الخاتمة جميلة مباشرة أيضاً لم تثقل علينا كثير الإنتظار للوصول إليها ..
وإن كان حرفك رائع فهذا كله تذوق بلذه الضوء ومباشرة النسيم على المحيا الندي بندى السحر وروعته .



دمت أستاذة هادفة نقية



أبو عباد

نافع مرعي بوظو
15-04-2012, 02:42 PM
الأديبة وئام سميرة المحترمة
كأن قصتك القديمة تحصل اليوم بشكل أشمل وأوضح بكثير !
موضوع قيّم و حالة إنسانية مؤثرة جداً
وجاءت الخاتمة مذهلة بالفعل !
أرجو لك دوام الخير دائماً

بهجت عبدالغني
15-04-2012, 02:57 PM
واليوم لا تسقط العصا من يد الجلاد ولا تغرورق عيونه دموعاً

وهو يقصف كل شيء ويدمر ..

نعم .. إن انت أكرمت اللئيم تمرداً ..

قصة في عمق الواقع المعاش ..


وددت أن تكون مرتبة أكثر ، بفصل الحوار عن غيره ..


وئام سميرة

دمت مبدعة



تحياتي ..

أحمد عيسى
15-04-2012, 07:17 PM
ورغم أنها قصة قديمة
الا أنها تلمس واقع الحال اليوم في سوريا

قص ماتع وأسلوب جميل رغم بساطته

تقديري

نعيمة محمد التاجر
15-04-2012, 07:52 PM
هكذا هي السلطة سياط يجلد به كل معارض على حق وتنسف معاني الانسانية من دواخل عبيدها دون رحمة
وئام اجدت نسج واقع مرير وتصدع خطير يشتت لحمة الامة من اجل استمرار دكتاتوريات ضالة
سلمت ايتها المبدعة

ربيحة الرفاعي
16-08-2012, 12:39 AM
يحلو الأدب حين تتحقق في حرفه فكرة نبوءة الأديب
وتسمو معانيه حين تحاكي الواقع رغم تقادم الوقت عليه

كأني هنا في حضرة نص كتب بوحي الواقع السوري اليوم
فزهى بواقعيته

أهلا بك في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
09-04-2013, 07:50 PM
السلطة هي السلطة في كل مكان، ورجال الأمن موظفون لديها
إذا تحرروا منها فهو انقلاب عسكري

شكرا لك اختي

بوركت

لانا عبد الستار
16-07-2013, 01:57 AM
التوضيح في السطر الأخير لم يكن ضروريا لوضوح الصورة

قصة جميلة وتلامس الواقع القبيح في دول الربيع
أشكرك

آمال المصري
06-03-2015, 10:25 PM
هل كنت تقرئين الواقع ياوئام قبل أن يقع ؟
ربما هنا شعر الضابط عليّ بالأسى والأسف أن جاءت الضربة لمن مد يده بالخير
أما اليوم اغتيلت الرحمة وطغى فرعون وجنوده
ففئة تحتفل وتتراقص وأخرى تقتل وتقتنص
نص صادق من عمق المعاناه وسرد ماتع بلغة سلسة وحبكة قوية غاب فيها عنصر المباغتة لكن لم ينتقص من بهاءه
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
08-03-2015, 10:32 AM
حين تصبح السلطة تفرق ابناء الوطن الواحد فلا وطن يبقى
جميلة ومؤثرة رغم مباشرتها وبساطة طرحها
كل التقدير
بوركت