تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن الأجمل



يوسف الحربي
22-10-2008, 09:43 AM
دون مرئيات الآن تُسبل العين جفنها وتنساح الأفكار باتجاه قناديل تشرّبت زيت الماضي لتضيء قاعة الذاكرة ..
هي ذاكرة الأيام ينسرب ضوءها من كوة في جدار الزمن العتيق لتشتعل وسائد النوم بأحلام العودة لذاك الزمن المغيّب جماله في أدغال الذاكرة
الصمت الملتفع رتابة الدروب ساعة منبهة , ترن حين مؤشرها يلامس لحظة تذكر , كالمايسترو يلوّح بعصاه للعازفين إشارة بدء لتنساب الأنغام إيقاع شلال تدفق على عزف سحابة عابرة
وهي ظلال الماضي لا تغيّبها هاجرة الآن , في صباحات الشوق تبدو كالندى تلتحف به الحقول .. تلك الظلال ملاءة شوق زركشتها بالذكريات أهداب نظرة ترنو إلى منابع نهر الزمن الأجمل
ثمة أشياء اعترضت دروبنا ذات خطو ولم نعرها المستحق من الاهتمام , الآن فقط نقف على المرافيء , نتكيء على سواعد الاشتياق ونرقب أوبة مراكب رحلت مع ذاك الزمن المنفي إلى البعد
الآن فقط نقتفي أثر طعمه المنسرب في شرايين التذكر , نقتفي ولا نملك من زاد الرحلة سوى دمعة
يوسف الحربي
..
,
لعل الذاكرة تمنح قلمي بعض المداد لأدوّن على السطور مذاق أيام تنام في طي السنين الماضية

يوسف الحربي
22-10-2008, 09:44 AM
بهية
أن تعشق وجهاً أبدع الخالق تصويره فذاك أمر طبيعي في سنن الحياة ..ذاك الوجه الممطر حسناً تبتل له المآقي وترتوي القلوب , تخضرّ غصون المشاعر وتزهر حباّ وانتظاراً وحنينا
ذاك الوجه صنع الله , ومن أكمل من الله صنعا ....
وعلى غير المألوف عشقك لوجه رسمته بالحروف أنامل كاتب غُمست في حبر الأخيلة .
بهية .. زهرة برية أنبتها يراع نجيب محفوظ على صفحات روايته - بداية ونهاية - المترعة أحداثها بالبؤس والحرمان
بهية .. فتاة أبدع نجيب محفوظ في تصوير جسدها الفاتن رقة وجمالا , وأتقن في تصوير مشاعرها تجاه من تهوى والقائمة على خط التماس بين الصد والقبول
لم تكن بهية معشوقة حسنين بطل الرواية الذي قال في لحظة هيام ( بهية ولطافة المغيب هما شيء واحد في نفسي ) ..لم تكن معشوقته فقط .. ثمة عاشق آخر مثُل أمام السطور الملتهبة بالشوق والعشق ليبادلها ذات النار ..عاشق على أعتاب المراهقة , يوسف الذي لم يبلغ الخامسة عشر من عمره تفتحت ورود نبضه على مد فتنتها وقطب جبينه لحظة جزر عبوسها .
كان عشقاً لم تكتمل دورة حياته , ولد في ربيع الأخيلة وتساقطت أوراقه في خريف تقهقه رياحه بالحقيقة المرتكزة على أعمدة الواقع ...
يوسف

يوسف الحربي
22-10-2008, 09:47 AM
سلال الذاكرة مفعمة بالعطر والدفء
انتظروني

سحر الليالي
22-10-2008, 08:08 PM
الفاضل الباذخ [ ابن المدينه]
:
لــ تتابع هطولك ..
فــ كلي هنا منصته..!

سلمت ودمت بــ ترف
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد

يوسف الحربي
23-10-2008, 07:38 AM
الفاضل الباذخ [ ابن المدينه]
:
لــ تتابع هطولك ..
فــ كلي هنا منصته..!

سلمت ودمت بــ ترف
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد

القديرة دائما / سحر الليالي
نفحات روحك الطاهرة ترتسم على السطور حرفاً ومشاعر تجاه أخيك يوسف
يوسف العاجز عن الشكر الذي يليق بجمال حضورك
لك من يوسف ومن مدينته البيضاء كل الدعاء لك أيتها النقية
مودتي والتقدير

يوسف الحربي
23-10-2008, 07:40 AM
مصطفى لطفي المنفلوطي
حين كان الزمن أجمل كانت حجرة القلب موصد بابها دون الهموم , مشرعة نوافذها على بواعث الحلم والأمل ..حينها كانت النبضات فراشات توردت على شمس الحياة أجنحتها , فراشات تنتقل بين دفء ربيع الأخيلة وزهور ينساب في دروب الواقع ومنافسات العطر أرجها .
في شرفات الشوق للمعرفة اصطفت أصص الكتب المخضرّ بالمعاني والمغاني أوراقها , بين عطرها والظلال حروف تُشرب لا تُقرأ , ومعاني يُلمس صوتها لا يُسمع
مصطفى لطفي المنفلوطي .. كان زهرة لا تعرف الذبول , وكان النبض فراش يمتح من رحيق المعاني وصدق الكلمات بين أوراقها , أسلوبه المورق بالبلاغة وحرفه الندي بالأحاسيس ينبعان من موهبة لغوية تدعمها قدرة فنية مكنته من الوصول إلى نقطة التوافق بين الحدث ودلالات الكلمة التي تصوّره وأبعادها مما خلق تناغماً فريداً بين المتلقي والسطور الماثلة أمامه
تفرغ من قراءة العبرات أو النظرات أو غيرها من كتبه لتجد نفسك أمام شخصيته وسؤال يلوح من على سطح الميناء :
هل كان حرفه فيما ترجم من قصص وحوادث وسيلة نقل أمينة وقدرة فائقة على ترجمة الحرف بكل الطبائع والمشاعر التي رسمها الحرف في بيئة غريبة إلى سطور عربية تنغل في نوازعنا الوجدانية ؟
أم كان صائغاً ماهراً يحيل قوالب الذهب إلى قلائد يومض بريقها بما سكب عليه من عصارة روحه وقلبه ؟
مصطفى لطفي المنفلوطي .. لم يكتب لأجل الكتابة فقط , شعوره بالمسئولية تجاه غرس القيم النبيلة ونقاء المشاعر هو ما يدفعه , كان يكتب حتى الوصول إلى أسوار الشرف الخجل , يقف ولا يتجاوزها
الآن أسأل نفسي :
هل أقرأ للمنفلوطي هذه اللحظة بذات الشغف والمتعة السابقة ؟
تدمع الاجابة وينساب على الخدود رسمها : لم تعد أرواحنا بذاك البياض الذي دالت دولته .
يوسف الحربي

عبد الرحمن الكرد
23-10-2008, 11:00 AM
الحربي الجميل
بوركت أعدتنا الى
يواكير الأدب الأصيل
لحرفك الرطب الود والتقدير
تحياتي

سعيد امباركي
23-10-2008, 09:40 PM
يشرفني بدوري أن أحط وتد جنوني بيب دفتي إلهامك المستفيض .مزيدا من الثورة في الكتابة.

مع خالص ودي.

هشام عزاس
23-10-2008, 10:01 PM
المبدع الجميل / يـــوسف الحـــربي

سأمكث هنا طويلا ... طويلا ... طويـــلا

أسترجع معك ذكريات جميلة لا أظن الذاكرة غيبتها مع مرور السنوات فوقع تلك اللحظات راسخ فينا رغم أننا فعلا تخلينا مع وتيرة حياتنا المتسارعة و طلباتها المتجددة التي لا تنتهي عن تلك المساءات الحالمة من ذلك الزمن الجميل .
سأتابعك لأسترجع بعضي ... فهناك تركتني يوما و لكنني سأعود معك حتى و لو كان الطريق محفوف بالدموع .

دمت مميزا أخي على الدوام

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

يوسف الحربي
24-10-2008, 07:07 AM
الأحبة / عبدالرحمن , سعيد , هشام
هي الكتابة استجابة لأشياء تلامس العين والعقل والوجدان ..
الكتابة رد فعل فكيف إذا كان ذاك الفعل يستوطن النبض والذاكرة
أحبتي
ثمة أشياء في حياتنا جديرة بالتدوين , أشياء تنساب من الذاكرة صرخات شوق وحنين لأيام لا تعود
يا تلك الأيام هل من عودة أم هي الأنهار لا تعود لمصبها أبدا
كل الشكر والتقدير لحروف توقد فوانيس الأمل والتفاؤل بين أضلعي
كل الحب

يوسف الحربي
24-10-2008, 07:09 AM
صوت العرب من القاهرة
على دروب الفضاء الملتوية مسالكها بالفوضوية والنشاز تُطل نوافذ تداخلت مع الضجيج ألوانها حد ضياع هوية الأصباغ , نوافذ تنتمي بالبناء لأمكنتها بينما الوجوه المطلّة منها غريبة الوجه والفكر واللسان .
نوافذ الإعلام تلك كالطفل المولود على فراش الخطيئة , سرت في شرايينه دماء أبيه وغابت عن التشكّل في نسيج المجتمع خيوط نسبه .. كل هذه الفضائيات تزاحمت مناكبها في منعرجات زمننا الأسوأ هذا.
حين الحياة دروبها محفوفة بالصخب والضوضاء يكون إغلاق الأذن على الانصات لذاك الصوت المتصاعد من أعماق الزمن الأجمل متعة ..وحين الألم يعض وسادة الآن تكون الذاكرة مطراً ترتق خيوطه فتق التوجع .. وعندما نرتطم بتلك الاذاعات والفضائيات ذات الهوية المفقودة نتذكر صوتاً مصري الجذور والأغصان والثمر / صوت العرب من القاهرة
صوت العرب من القاهرة يعانق الآن صوت الهرب إلى الذاكرة ..صوتاً من أثير الزمن الأجمل نستعيد بالتذكر متعة الانصات له حين كان يستبقي أجسادنا في مكانها ويستلب مشاعرنا ليلقي بها في أحضان قاهرة المعز وبين أيادي نهرها الخالد , نتأبط ظمأنا ونجول في شوارع مصر لا نرتوي من قلل الفن والأدب والثقافة , نصافح في صوالينها عطر العباقرة ونلمس في مقاهيها هموم الغلابة ..
صوت العرب كتاب مصري احتوت سطوره على فكر باحت به خواطر الأدباء .. أنغام جادت بعزفها أنامل الموسيقيين ..شدو التهبت بنزفه حناجر المغنيين , صوت العرب كالنيل يمتد غنياً ويفيض كرماً ليمنح جوع الحقول طمي الخصوبة ..
كالنيل هو صوت العرب .. يمضي ونمضي في ركابه , نشم رائحة التاريخ وعبق العابرين مجراه , يجتاز بنا مراحل الحياة في مصر , تقلباتها ومتغيراتها وتترسب في ذاكرة المعرفة نتاج مصر في تلك المراحل المتعاقبة ...........
تلك الاذاعة هل كانت صوت العرب أم هي صوت مصر ؟
هي صوت العرب حين كان العرب كلهم مصر , وكانت صوت مصر حين كانت مصر ينبوعاً انفجر ماؤه وأمتدت يده بالسقيا لكل العرب
وهي صوت العرب عندما كانت مصر العربية بمنأى عن المرتمين في أحضان الفكر الغربي الغالب
يوسف الحربي

يوسف الحربي
25-10-2008, 09:38 AM
مقاهي المدينة

هل الوطن مكان اجتازت انفاسنا في مراحل العمر دروبه ؟ ..أم هو ذاكرة يطوف حولها رنين تلك الأمكنة ؟

هي الذاكرة خلية جمعت عاملات التذكر عسلها من رحيق زهور تنوعت فيها الروائح والألوان بتعدد الأمكنة في حقول الوطن .

العودة بالذاكرة لأيام تخطى الزمن عتباتها كـ ارتماء المتعبين من قيظ النهار في أنفاس الليل الرطبة .

هي الأيام نستعيد لحظاتها عندما نتكيء بكوع التذكر على وسادة الاسترجاع حد تلاشي الشعور بالزمن الآني ..

ها أنا استرجع تلك الأيام وأتجمل بذكرياتها كالرجل الأشيب يعيد بصبغة السواد بياض شبابه
أدفع ثمن تذكرة العودة لأيام مدينتي دمعة حنين ..مدينتي المنورة , المجدلة شوارعها بالحب , المضيء على هامتها طوق الحنان , تلك مدينتي قبل أن تسقط أمكنتها في أشداق الفقد الحضاري , تلك مدينتي التي لم يتبق من ملامحها سوى تذكاراً تتشبث به جدران الذاكرة , تذكاراً أضمه لجوانحي كلما دهمها سيل الشعور بالغربة ..شوارع مدينتي الآن تزدحم بمحلات تفتقد الهوية ومقاهي ذات صبغة غربية. حتى العابرين أرصفتها تلونت أثوابهم وتلوثت نفوسهم

نتأبط الحنين ونعود إلى الماضي وطريق قربان المتجه جنوباً كالنهر يشق مزارع النخيل , إلى مقاهي من بين النخل والشجر تطل على ذاك الشارع العبق بما تفوح به تلك البساتين .
تلك المقاهي كانت ملتقى شباب المدينة ومتنفسهم , أرواحهم أستمدت من النخل شموخه , وأحلامهم أخذت من أغصان الشجر تهدلها .. نرتادها عصر كل نهار وتستقبلنا فيروز بأغانيها ودبكاتها , وعندما تغيب فيروز نجد الشحرورة تهتف لنا بصوتها المتيقظ على
مواويل الشوق والشجن ..

حين يجن الليل يصحو عبق النخيل وشذا الورد المحتضن تلك المقاهي ليعانق صوت أم كلثوم وهو يسكب ذاته في مسامع المرتادين آهة واشتياقا , في مداه يطوي موج الصوت الكلثومي حديث المتحاورين ويُغرق الجميع في متعة الانصات عمقا ..

تلك كانت مقاهي المدينة قبل أن يجتاحها هكسوس هذا الزمن وسيوفهم المسلولة من غمد ممنوع ..حرام ..............

يوسف الحربي

يوسف الحربي
27-10-2008, 02:31 PM
مجلة العربي
الذاكرة يمامة تحلّق في أجواء الماضي قبل أن تهبط وتمنح ما يروق لها من غصن هديلها
في أواخر عمر الطفولة وعلى أرفف مكتبة والدي رحمه الله التقيتها , خاطبتني بما يتناسب وقدرات عقلي الصغير وغرست في داخلي الفضول لمعرفة ما لا تسمح به حدود الادراك في ذاك السن , يمتد العمر ويتسع الادراك وما برحت مجلة العربي تلبي الاحتياج المتواصل للمعرفة .
مجلةالعربي مكتبة قطوف ثمارها تضمه سلة واحدة لا تنتمي لمذهب معين ولا تتعبّد في صومعة فكر أحادي الجانب , لم تنحاز إلى فئة دون أخرى ولم تمارس التطبيل على تمايل الرقص السياسي , استجابت للتحديات واجتازت الصعوبات ولم تندّ عن طريق استهدفت فيه انشاء انسان عربي جديد , ثيابه العصرية تضمخها عطور تاريخنا العبق
أمام ذاك الطبق الشهري الشهي أجدني على الدوام جوعاً لا يعرف الشبع وطمعاً لا نهاية له , هي رفيقة عمر تنفس مع الهواء الحروف , رفيقة الليالي النشاوى هي ..أنا وخلوتي والعربي ثالثنا .
تلك مجلة العربي ..قبل خمسين عاماً ومن رحم الوفاء للجذور ولدت ودرجت على دروب حاضر لم تبخسه حقه .. منذ ذاك التاريخ ونهرها الدائم جريانه يتدفق معطيات ثقافية تروي تعطّش العقول للمعرفة
تلك مجلة العربي حين كان الدكتور أحمد زكي رئيساً لتحريرها وحارساً أميناً لعروبتها وثقافتها المرتكزة على انتقائية صحيحة لا تدفن الماضي ولا تُحارب الآن ..انتقائية كالنحل يأخذ من هذه الزهرة وتلك , معياره في ذاك العطر والرحيق ..
مع أفول ذاك الزمن الأجمل غابت مجلة العربي , لم تعد منهلاً للظاميء ولا مائدة كريم ينصبها للجوعى العابرين , أضحت كالمتنبي في شعب بوان ....................
رحم الله مجلة العربي ورحم تلك الأيام الخوالي التي كان العربي فيها يتحدث إلى أخيه بلسان عربي فصيح .
يوسف الحربي

يوسف الحربي
28-10-2008, 07:30 PM
سِيدي شاهِن
يبقى الماضي صمتاً يسكن ثغر الزمن ثم تداعبه بواعث التذكر ليضيء بالتبسّم
ليلة النصف من شعبان وقفت أمام أحد المحال القلائل التي تشي معروضاتها بأن الغد هو يوم الاحتفال بـ سِيدي شاهِن , ذاك العيد الذي أفلت شمسه ولم يتبق منه إلا شفق يقترب من ليل النسيان
بينا ذاك البائع يتابع مطالب من تهيأ لاستقبال سِيدي شاهِن بحلوى المشبك والفشار المصنوع من الذرة كنت أتابع أفكاري وهي تخوض ذكريات الطفولة العبقة بجمال ذاك الاحتفال .
ثمة أعياد من رحم المعتنقات أطلّت , ثم توالت الأيام وامتد بها العمر حتى نسي الناس مكان وكيفية ولادتها , بقي الاحتفال وانطوت أسبابه
سِيدي شاهِن مناسبة تمخضت عن الاحتفال بليلة النصف من شعبان وخصوصيتها بين الليالي , هي ليلة يرى البعض قدسيتها رغم عدم وجود ما يؤكد ذلك , في صبيحتها يرتدي الأطفال أثواباً ناصعة البياض كأرواحهم ثم يبدأون رحلة المرور بالبيوت المجاورة ينشدون ما تجود به تلك البيوت من هدايا بهذه المناسبة ..أغانيهم على نوعين , أحدها يمدح اليد المبسوطة على العطاء والآخر يقدح في تلك المغلولة إلى أعناق المنع ..يحتفلون ببراءة ويفرحون دون إدراك لأسباب هذا الاحتفال .
ذاكرة الفرح تقف طويلاً أمام هذه المناسبة ..أتذكر والدي رحمه الله حين يدخل علينا ليلة النصف من شعبان بالحلوى والفشار وغيرها من لوازم الاحتفال , ليلتها أستجدي النوم ليختصر المسافة بين موعد النوم وصبح يُشرق بالمناسبة ..الآن أُعيد ما كان يفعله والدي , أحدّث الأبناء عن تلك الأيام وهذه المناسبة التي كان أهل المدينة يحتفلون بها دون أن أتطرّق لأصل هذه المناسبة وبواعثها العقدية
سِيدي شاهِن أشبه ما يكون بالاحتفال الخليجي المسمى قرقيعان ..
سيِدي تعني سيّدي في الدارجة الحجازية و شاهِن تعني أعطني في لغة الأعاجم الذين يقطنون أواسط قارة آسيا
يوسف الحربي

يوسف الحربي
02-12-2008, 01:08 PM
محمد عبدالحليم عبدالله
هل الربيع ما تخطر فتنته على مسرح العين أم هو ما اصطبغ باخضرار المشاعر ؟
رغم زخرفه وتنوع ألوانه يبدو الآن على العين المتراجعة نظراتها للوراء صحراء مترامية الهموم , بين رمضاء وحدته وكواهل مثقلة بالأحلام نحنّ للماضي .. نشتاق ظلاله ونظمأ لضجيجه ..
الآن أجدني متعلقاً بقطار ذاكرة في رحلة العودة إلى محطته الأولى ..إلى الزمن الأجمل بمرئياته والخواطر , إلى قلب حديث عهد بالخفقان كـ ربوة خطت فوق أديمها سحابة بكت وهي تلهث خلف أخواتها
من ذاك القلب جرى جدول صغير لا يعلم أين مصبه ..ثمة روافد احتوت وحدته وتعهّدت بالتغذية دفقه .. روافد عدة ..بوح الزهر في مساء جدّلته الأنسام وخيالات حلم تملأ أفق الأغنيات ..آهات شِعر من جوف ليل العاشقين ولقاءات على أرائك الشوق رسمها بالحرف على ورق الرواية محمد عبدالحليم عبدالله ..
كان القلب كرنفالاً من المشاعر تهتف له الأشواق وتمضي في مسيرته الأحلام ..وكان محمد عبدالحليم عبدالله أحد الرعاة الرسميين لذاك الكرنفال
بقلوب كأواخر الشتاء تحنّ لدفء الربيع خضنا لجة رواياته , بين سطورها تلاعبت بنا أمواج الحب والحنين وامتصنا عمق الأحلام ....
لم يكن محمد عبدالحليم عبدالله يكتب ..
كان يعزف على وتر الحنين فتبكي الضلوع من أجل الحنان , كان ينسج بقلمه وشاحاً من حروف نضمه إلى صدورنا شوقاً ونرتديه خفقاً يُغلق حجرة العين على أزهى صور الأماني
الآن وبعد طول انقطاع أجدني على ضفاف رواياته ثانية , أستعيد بالشِِبَاك ما تخلف من ذكريات في قاع الماضي البعيد
الآن وبعد غروب شمس الأحلام استدفيء بروايته بعد الغروب وأقف طويلاً عند خاتمتها وأسكب دمعة على تعاسة بطلها حين صُلب حُبه على جذع التضحية بأنفس ما يجود به نبض القلوب , لم تكن تلك خاتمة , كانت يداً رسمها محمد عبدالحليم عبدالله لتغوص في عمق الحنايا وترتد لتداعب أهداب الشجن
الآن وبعد سكون العاصفة نبحث عن غصن الزيتون لنبدأ به الحياة ولا نجد سوى صوت محمد عبدالحليم عبدالله يغلق جميع المنافذ بكلمته النافذة خنجر حقيقة ..الماضي لا يعود ..
محمد عبدالحليم عبدالله
كنت ومازلت بين يدي رواياتك طفلاً ظُلِم بالحرمان ثم مسته يد الحنان فبكى
يوسف الحربي

سعيدة الهاشمي
02-12-2008, 01:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخي المبدع يوسف،

سأزرعني هنا، لعل هواء ذكرياتك النقي يغمرني ببهجة استحضار الأيام الخوالي

لحرفك رونق خاص في طرق باب الزمن الأجمل، بالفعل كان أجمل، لم تقتحمه

سفن العولمة والتحرر، لترميه على شاطئ الرذيلة، كان زمن الكلمة المميزة، تلك التي تترك

عينا القارئ لصيقة بالصفحة، وعقله هائما محلقا يحاول إدراك جماليتها فيظل قاصرا، عاجزا.

أخذتنا مياه الحياة والتجديد عبر أزقة ضيقة ففقدنا الذاكرة في لحظة مسايرة الواقع.

سنعيدها هنا.

.

***********
عدت بعدما قرأت ما أضفت، انصهر الإعلام فذاب في خيوط الخيال والحرام، تسارعت الفضائيات في بث

كل غريب عن الدين والوطن، فتناطحت أقمارها في الفضاء ملوثة جماله، مكدرة صفاءه، لم يعد لصوت

القاهرة وجود، كما لم يعد لبعض الطقوس وجود، تلك الطقوس التي كانت تدخل علينا الفرحة صغارا، رغم

أننا لا ندرك ماهيتها ولعل آباءنا لا يدركونها بدورهم، بل نقلوها عن أسلافهم وأجدادهم، كان لطعم الحلوى

فرحة عميقة، تلاشت؛ كما تحولت المقاهي إلى مركز لمراقبة المارة، والانغماس في المحرم، واختفت

الشخصيات التي علمت صفحة الأدب، تاهت أسماؤها خلف غبار الواقع المزيف.

مازلت ساكنة ضفاف حرفك.

تحيتي ومودتي.

رنده يوسف
02-12-2008, 01:50 PM
الحربي المبدع
ارق تحية عبور لبوابة الزمن بذكرياته الجميلة
لاعدمت هذا التميز
مودتي

فاطمه عبد القادر
03-12-2008, 01:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوسف الحربي
الزمن الأجمل
لقد قرأتك حرفا حرفا ,,,واستمتعت بكل ما جاء
تصوّر يا يوسف لو استمرت الأمور كما بدأت مع بدايات ذلك الزمن الأجمل
تصور لو أخذ التطور مجراه الطبيعي دون تدخل اليد الغاشمة
تصور لو كان امتداد الزمن الاجمل امتدادا كما أراده الله, وليس كما اراده الأعداء اللذين عرفو ماذا يفعلون بعد دراسات مطولة
كم كانت سعادة الأجيال ونجاحها وابداعها في كل شيء
للأسف عرفوا كيف تقتلع النخلة من العمق
صارت شرايينها الحية تمتد فوق الارض بلهاء مجنونة على غير هدى
أنتجت أجيالا ممسوخة لا جذور لها تهوى التقليد
للأسف
الزمن لا يمكنه العودة للخلف كي تتصحح الاخطاء
اذا نجحوا
وفشلنا
ماسة
:011:

مينا عبد الله
03-12-2008, 06:21 AM
سلال الذاكرة مفعمة بالعطر والدفء
انتظروني

ومن سلال الذاكرة ننتظر كل عطر

ما اجمل ما كتبت اخي الكريم يوسف الحربي

لك التحايا والاحترام

ميـــــــــنا

هشام عزاس
04-12-2008, 10:59 AM
أحبتي
ثمة أشياء في حياتنا جديرة بالتدوين , أشياء تنساب من الذاكرة صرخات شوق وحنين لأيام لا تعود
يا تلك الأيام هل من عودة أم هي الأنهار لا تعود لمصبها أبدا
كل الشكر والتقدير لحروف توقد فوانيس الأمل والتفاؤل بين أضلعي
كل الحب
لنساهم و لو قليلا في إذكاء فوانيس أمل مشعة أيها المبدع الفنان
نصك للتثبيت

يوسف الحربي
05-12-2008, 12:10 PM
نجاة
في زمن الغناء / الغثاء التمستكِ نجاة / طوق نجاة
,,,
في بهو ليلي المتسع باتساع صدري لكل ألوان الحلم والألم تضيق دوائر الصمت على شموع الأسئلة المترجّحة على أطراف اللسان لتنطفيء بالزفير المنبث من خلجات الحنين في أحناء وحدتي , يسكب الصمت رمله في شقوق الليل وعلى كل المنافذ عدا نوافذ الاصغاء المشرعة على تأوهات الألم المنبعث من مفاصل التعب المتهيجة بالأنين .
في سكون الليل يتهادى صوتكِ نجاة كــ أنسام مشبعة بأنداء الفجر , تختلج مشاعري بانسكابه كــ اختلاجة ضوء القمر عند عناق موج البحر , يتنامى في أذني / شكل تاني حبك إنتَ نبتة شوق تمتد أغصانها في داخلي موجة تأخذني إلى الأعماق لتوقظ جذور الحب الغافية بين مشاعر غيّبها النسيان في دهاليزه .
يالهذا الصوت / الربيع يبعث دفئه وعطره نغماً يحقن أوصال ذاكرة أتعبتها السنون , ويالكلماتك تحملني وترحل بي عبر ممر الليالي إلى مساحات نائية من ماضٍ ينام على وسائد الزمن المحشوة بحزن السنين الماضيات , أعدو خلف الأيام حيث عيون القلب ترقب تلك الرواشين علّ ودق الحب يخرج من خلالها ويعانق سقياه نبتة العشق الملتهبة عطشاً لهمس تهمي به تلك الثقوب ..
مابين أحداق الانتظار وأهداب الشجن تترقب كل خلايا المقل حد انطفاء جذوة النهار ليشتعل ليلي بثقاب صوتكِ أغانٍ دافئة أنام في حضنها وفي دواخلي ترتع أحلام حبلى بأماني الشباب ..
الآن بعدما تصرّمت الأيام وصحوت بعد طول غفوة أجدني مابين اشراقة الفرح بسؤالك حبايبنا عاملين إيه ولطافة مغيبه في أحضان الإجابة باجترار التذكر دمعة يتيمة لم تسكب إلا لكِ .
أيها الصوت القادم من تساقط الأيام
ينساب صوتك شلالاً يغمر القلب بدفء الحنان فتنجاب الهموم الجاثية على دروبه , تتدفق الدماء من رحم الانتشاء لتعيدني طفلاً في لحظة ميلاد عشقه الأولى من تاريخ ذاك الزمن الأجمل , ذاك العمر الذي لن يسقط في أشداق الفقد .
أجدني الآن ومشاعري تجنح للمغيب عاشقاً يتجمل بالذكريات ويواصل التنقيب في نبرة صوت نجاة , يردد مع أبعاد الابداع النزاري ارجع كما أنت صحواً كنت أم مطرا
نجاة ..يا رفيقة الليالي النشاوى
هذا الماثلة مشاعره أمامك , رحل مع الطير المسافر في تموجات صوتك , ذاب في دمع الزمن والذكريات , ألفى نفسه آهة في وسط الطريق حين غيّبت الرياح خطى الأصوات على رمل السنين , كل الجمال أضحى طللاً إلا إنتَ أيها الدفء / النهار المشاعر / النهر بقيت على مدى العمر مدينة مغنى تمتد عبر دروب مشاعري ألقاً يضيء الذاكرة رغم ترمّد الأيام
نجاة الصغيرة
حتام ننتظر وقد تحولنا في هذا الزمن المغلفة أمانيه بالصدأ إلى حضور يعجز عن ولادة الشعور.
وإلام الانتظار واهتراءات الأيام تمتصنا وتدجن مشاعرنا في هذا الغناء / الغثاء المعلب داخل شريط يهتز مجوناً لا طربا ..
يا أم الوليــــــــد
متى تعودين ؟
طال وقوفنا وتورّمت أطراف الانتظار .
الحربي يوسف

يسرى علي آل فنه
10-12-2008, 09:01 AM
أخي الكريم:- المبدع يوسف الحربي
ذكرياتك جعلتني أتيقن أننا حقاً عشنا زمناً جميلاً كانت للناس فيه ذكريات مشتركة واهتمامات متقاربة
لم نكن فيه مبعثرين أمام هذا الزخم الردئ في جوانب مختلفة
وأجدني أتفق معك تماماً في أن تفحص الماضي أحياناً يجعلنا مصدومين ونحن نبحث عن تلك الفرحة الغامرة التي كنا نحياها فلا نجد لها سبباً الآن إلا دهشة الإكتشاف وقتها وصفاء الروح .
احترامي لك وتقديري لهذه الإشراقات المميزة
وأتمنى أن تستمر أكثر

د. سمير العمري
23-10-2010, 01:15 PM
وقعت على هذا الكنز الأدبي في أعماق أرشيف الواحة فعادت بي معك إلى الزمن الجميل أيها الحربي المحلق ، ورأيت هنا ما تعودت من اسلوب ابن المدينة الراقي وتميزه بالبساطة والألق فهو أقرب للسهل الممتنع. وهنا حلقت مع النصوص واحدا فواحدا لم يشوب النفس فيها شائة حتى تلك الهنات التي غافلتك في رسم بعض الكلمات.

دمت مبهرا وأديبا مميزا!

وأتمنى لو عدت ليعود إلينا الزمن الجميل!

دمت مبدعا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي