تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وعي



حسين أحمد سليم
24-10-2008, 01:31 PM
وعي

بقلم: حسين أحمد سليم

تتجلّى مظاهر الوعي في ومضات فعل النضج عند المرء, وترتسم مطاوي النّضج في مشهديّات حركة المسارات, وتتشكّل لوحات القناعة بالأمر في وضع الأمور في أمكنتها المناسبة, بعيدا عن لعبة التّزلّف في مفاهيم المحافظة على سير العلاقات, فالجرأة في البوح بالحقيقة في تخيّر الزّمان والمكان, نتاج إقتران الوعي الدّاخليّ بالمعارف والثّقافات في منظومة بنية كينونة الفرد, ليتماهى العرفان الذّاتيّ في الخفايا الإنسانيّة, إنعكاس الشّفافيّة في صيرورة نتائج الفعل, فترتسم سمة المرء المعنويّة في خلاصات خوض التّجارب المختلفة, وتلعب النّتائج فعل السّحر في عمليّة الإشهار, لتأتي إختصارات العناوين بما قلّ ودلّ بالإيجاب أو السّلب, فتتّسم الشّخصية الإنسانيّة بألقاب شتّى في تحابب حروف كلماتها تكمن إستمراريّة الفرد...

مقاييس الوعي الباطنيّ عند المرء, تكمن في لعبة حركات التّصنيف عند الجهابذة, وموازين حضارة المجتمعات في بيئات النّاس المنوّعة, ديناميّة القسطاس العادل للتميّيز بين بين الإدراك واللا وعي, تسمو المقامات للبعض صعدا في الدّرجات العلى بفعل التداول بجواهر الحقيقة, وتهبط بعض المقامات الأخرى في الدّركات المظلمة بفعل التّجديف في المستنقعات الغثّة, وهنا تكمن الأسرار في حفظ الكرامات بين النّاس, فتترقّى بمقاييس الوعي الباطنيّ وسعة العمق بالإدراك, تتجلّى ناصعة الشّفافيّة بالطّهارة في فنون الإحتكاكات بشرائح البشر, فتتقارب بالوعي النّفوس الولهى لفعل التّواصل, وتتسامى الأرواح الشّفيفة بقداسة حفظ الحقوق في معتركات الحياة, فترتاح الذّوات الإنسانيّة بالذّوات الإنسانيّة لقيامة معظمة قرابين العرفان بالوعي, وتتماذج الرّؤى الصّادقة الوعد بمكارم الأخلاق في فضاءات النّفوس, وتطمئنّ العقول المتفكّرة خشوعا بكينونة الوجود في مطاوي الوعي, فيتماهى قداسة متفرّدة اللقاء الأسمى بين الوعي والعرفان, فعل إيمان راسخ ميراث منحة عبادة الله بوفاء وإخلاص وطاعة, فتنعم الحياة مودّة ورحمة بين خلائق البشر, وتمتدّ صروح الفضائل تعمر الأرض قسطا وعدالة, قوامها منظومة الوعي الباطنيّ والعرفان الذّاتيّ في النّفوس والعقول...

رحمة الله ومودّته إكرام المرء بالوعي الباطنيّ, ورفعة المرء وسموّه في الوعي التّمسك قولا وفعلا بمنظومة مكارم الأخلاق, وحيازة زمام القيادة في المجتمعات تطبيق الرّؤى بأنظمة العدالة, بيعة النّاس لا تأتي خبط عشواء للبعض على ذمّة الأهواء, المصداقيّة في التّطابق بين التّشريع والإجراءات والتّنفيذ, همزات الوصل والتّواصل بين المشرّع الواعي المدرك وشرائح المجتمعات, قيامة الجمهوريّة الفاضلة في الزّمان والمكان, مرتكزات قواعدها المتينة تتّكيء على وسادات متجزّرة من الوعي الباطنيّ عند قادة الأمّة, وقادة لا تتّسم بالوعي الباطنيّ والعرفان الذّاتيّ قاصرة القيادة, لا تتبوّأ المكانة المرموقة في طلائع الأمّة حتّى تكتمل في وعيها, ومن سعى لتنصيب نفسه قياديّا, عليه بنفسه أوّلا وعيا وعرفانا وإدراكا, فإذا صلح وعيا بتقوى الله في العباد, جاز له فعل القيادة على بركة الله, ولا يتسرّع في الأمر ويجازف أحد يحترق في أتون قصور الوعي, ويفشل من حيث بدأ وتذهب ريحه بلا نتائج مرجوّة, وتقذف به الأمّة في متاهات النّسيان...

الوعي الباطنيّ هو الخطاب الأجدى بين القيادة والقاعدة, فلسفة منطقيّة أراها في قيامة صروح الحضارات, والسّرّ الدّفين يكمن في تحمّل مسؤوليّات التّكاليف, وأسلوب إنتقال الأمانات من الأسلاف إلى الأخلاف, ضمانة إستمراريّة النّاس أفراد ومجموعات في البيئة الموحّدة, تناسقا متكاملا وتقاربا صادقا في حركة الإستمرار بالعيش, والإطمئنان في النّفوس حركة إرتياح النّفوس لأصحاب الوعي والإدراك, فإذا ما مارست فعل الإكراز بالوعي الكامل, عازفة مصداقيّة ما تتفتّق عنه أفكارها بنغمات الوعي الصّادق الشّفيف, لتتجلّى سيمفونيّات الخلق والإبداع في المسارات, فتتحابب النّفوس بالنّفوس في رحاب الإيمان, وتتعاشق الأرواح بالأرواح في التّقوى بين العباد, وتتناغم الطّاقات البشريّة في الخلق والإبداع, وتتكامل القوى العقليّة والفكريّة والفنّيّة والنّفسيّة والجسديّة, لتولد من رحم الوعي والإدراك والعرفان حضارة أخرى رفيعة المقام, تتلألأ مشهديّاتها وضّاءة في إمتدادات الفضاءات, تعكس جماليّات لوحات إبداعات أفراد وجماعات الأمّة, ترفل لها أطراف الأبصار في مكنون التّفكر بالوعي الباطنيّ والعرفان الذّاتيّ, وتتراءى للعقلانيّ المتدبّر عظمة الخالق في عظمة الوعي, وتتجلّى وحدانية الله في مكنون وحدة العرفان في عقول الخلائق...

قيم الوعي الباطنيّ عند الأفراد والجماعات, تتكامل في عمليّة لقاءات الوعي بالوعي وتبادل ومضات الرّؤى الواعية, حركة وعي وإدراك متفاعلة متكاملة في كيفيّة تناول قضايا الأمّة في المجتمعات, تبرز جليّة الإشراقات في مدى نجاح المعالجات الفاعلة والنّاجعة, في القضاء المبرم على الأمراض المستشرية بين الأفراد والأفراد في مكان معين وزمان, عيّنة مثلى تعكس حجوم المعاناة بالقهر الزّمنيّ المتطابق مع القهر في البلاد, وتكامل الرّؤى في الوعي مع تطابق العرفان بالواقع, تحدّد توافقات الأولويّات للتّناول في حميم اللقاءات, وتجلّيات التّكامل بمعالم الإبداعات في إيجابيّات خلاصات النّتائج, تتوكّد بتمازج الأفكار الطّيبة بالأفكار الطّيّبة, وتتجسّد بملاقات الرّؤى الصّالحة بالرّؤى الصّالحة للأمّة, فتتوحّد كلّ المسارات وتتمازج أطياف السّيّالات, وتتدفّق كلّ القدرات بإتّجاه موحّد, تتوالد من متانة العروة الوثقى حالات النّفع في الإتّحادات, وتنعم حياة الأمّة بكلّ قدرات الوعي الباطنيّ, الموظّفة مسؤوليّة تكليفيّة بعرفان الوعي في خدمة قيامة الحضارة...

فعل الوعي الباطنيّ وحركة العرفان الذّاتيّ, مقاييس ثقافة الإدراك في كينونة الخلائق الإنسانيّة, أمثلة مشرقة لمعالم الوعي في أعماق الجوارح, ونماذج مجلوّة لفعل العرفان في إمتدادات النّفوس, تشكيلات من نوع مغاير تتخاطر مع ومضات التّفكّر, تنساب كالرّذاذات اللطيفة عبر تموجات الأثير, لتؤكّد معالم الحقائق في إرتفاع بنيان الآمال المرتجاة, والّتي يجب قدرا أن نكون عليها في الغاية من وجودنا في هذه الحياة, تفعيلا للوعي والعرفان في قيامة الحضارة الفضلى, تترقّى وتتنامى وتتعاظم في رحاب جمهوريّة يحكمها الوعي الباطنيّ والإدراك العقليّ والعرفان الذّاتيّ قبل وساوس النّفوس الأمّارة بكلّ الأشياء...

ناثر, ناصّ ورسّام من بلاد الأرز
مدينة الشّمس, غربي بعلبك, الحدث, النّبي رشادي
موئل النّسر العربيّ المحلّق

هشام عزاس
24-10-2008, 09:10 PM
سيدي الفاضل / حسين أحمد سليم

مقال ثري طرحته هنا عن الوعي بشكل عام و الوعي الباطني بشكل خاص و مدى تأثيراته بالنفس و توجيهها نحو السمو و الرقي سواء على المستوى الإجتماعي في تعاملات الأفراد العاديين أو السياسي من حيث المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الفرد القيادي في الأمة من خلال الوعي الفردي أولا و الجماعي و على المستوى الثقافي من خلال التفاعل الإيجابي و امتزاج المدركات بين الباث و المتلقي .
و ما يخلقه هذا الوعي في نفسية و مدارك الفرد و بتجلي العرفان قيمة واضحة تعكس تلك الرؤى المتجذرة أصلا في الذات الواعية التي تستمر وفق معطيات معنوية فاضلة تتبادلها و الآخر على حد سواء .
و مما لا شك فيه أن العرفان الذاتي من أهم العوامل على الإستمرار لبلوغ القيم الحضارية و تجسيدها واقعيا .

نصك رائع أستاذنا الكريم و لكن أظن أن ملتقى فنون النثر ليس المكان المناسب له .

مرحبا بك و بقلمك و فكرك النيرين

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

ثائر الحيالي
24-10-2008, 10:13 PM
الاستاذ الفاضل حسين احمد سليم

تحية طيبة

لي مع هذا المقال الزاخر ومعك وقفتان..

الاولى ..هي الترحيب بك في اطلالتك الاولى اسما ونتاجا.ادبيا ثر الملامح

والثانية ..

أرى ياسيدي الكريم انك قد اوغلت كثيرا في استشراف مكامن اشراقات الباطن..وما تضفيه على

العقل المدرك من حتمية الفعل المطابق ل اللاوعي ذلك المحز الكبير لماهية الحركة حرفا ..

ورسما تستمد منه ماهية الحياة كينونتها..!

اجدك ياسيدي الكريم قد منحت المتتبع لبهاء حرفك حالة انعدام الوزن بين مُدرك آني قد يضيع

سريعا في تتبع لمحة اخرى تتماهى في تشظي الدلالات..!

هنا لي وقفة ارجو ان تمنحني مساحة للوقوف في شرفة من لامس مديات الباطن

ومختزلاته

في الكم الثري والهائل مما تركه السلف الصالح من اساطين التصوف والزهد..

قد يكون المنطلق الديني النقي هو البوابة الاولى للولوج الى سحر الباطن ..

لكن يبقى هناك عامل مؤرجح بين التشبث بالمُدرك..والضياع في عدمية التضائل امام

ما يمليه اشراق الباطن وسعة مداه ..على العقل البشري..وهنا فقط..قد ينتكس او يعود

العقل القهقري او النكوص لضياع الدلالة..!!

أجد ان هذا المخاض الذي اقحمت به عقلية المتلقي على حين غرة..ما قد يستوجب

افقا اوسع..وابعد للحوار المتمعن بحثا عن بصيرة تنير مكامن الظلام ..بين هلامين..!!

لايسعني هنا الا الترحيب بك سيدي..ثانية وثالثة عسى ان يطيب لك المقام بيننا..

تقبل مني فائق الوداد والمحبة

حسين أحمد سليم
24-10-2008, 10:18 PM
سيدي الفاضل / حسين أحمد سليم

مقال ثري طرحته هنا عن الوعي بشكل عام و الوعي الباطني بشكل خاص و مدى تأثيراته بالنفس و توجيهها نحو السمو و الرقي سواء على المستوى الإجتماعي في تعاملات الأفراد العاديين أو السياسي من حيث المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الفرد القيادي في الأمة من خلال الوعي الفردي أولا و الجماعي و على المستوى الثقافي من خلال التفاعل الإيجابي و امتزاج المدركات بين الباث و المتلقي .
و ما يخلقه هذا الوعي في نفسية و مدارك الفرد و بتجلي العرفان قيمة واضحة تعكس تلك الرؤى المتجذرة أصلا في الذات الواعية التي تستمر وفق معطيات معنوية فاضلة تتبادلها و الآخر على حد سواء .
و مما لا شك فيه أن العرفان الذاتي من أهم العوامل على الإستمرار لبلوغ القيم الحضارية و تجسيدها واقعيا .

نصك رائع أستاذنا الكريم و لكن أظن أن ملتقى فنون النثر ليس المكان المناسب له .

مرحبا بك و بقلمك و فكرك النيرين

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

مداخلتك أثرت المقالة

بورك بوح يراعك

وفاء شوكت خضر
24-10-2008, 10:23 PM
أهلا بك أيها الكريم حسين أحمد سليم في واحة الخير ..
يشرفنا ويسعدنا انضمامك لأسرتنا أخا نعتز به ..

أعتقد أن هذا النص يجب أن يكون في منتدى الفكر أو الفكر الفلسفي أو منتدى تطوير الذات ..

فلو سمحت لي أستاذي الكريم بنقله ..
سأعيد قراءته وأنقله إلى حيث يجب أن يكون ..


كل الاحترام وصادق الود ..

حسين أحمد سليم
24-10-2008, 10:24 PM
الاستاذ الفاضل حسين احمد سليم

تحية طيبة

لي مع هذا المقال الزاخر ومعك وقفتان..

الاولى ..هي الترحيب بك في اطلالتك الاولى اسما ونتاجا.ادبيا ثر الملامح

والثانية ..

أرى ياسيدي الكريم انك قد اوغلت كثيرا في استشراف مكامن اشراقات الباطن..وما تضفيه على

العقل المدرك من حتمية الفعل المطابق ل اللاوعي ذلك المحز الكبير لماهية الحركة حرفا ..

ورسما تستمد منه ماهية الحياة كينونتها..!

اجدك ياسيدي الكريم قد منحت المتتبع لبهاء حرفك حالة انعدام الوزن بين مُدرك آني قد يضيع

سريعا في تتبع لمحة اخرى تتماهى في تشظي الدلالات..!

هنا لي وقفة ارجو ان تمنحني مساحة للوقوف في شرفة من لامس مديات الباطن

ومختزلاته

في الكم الثري والهائل مما تركه السلف الصالح من اساطين التصوف والزهد..

قد يكون المنطلق الديني النقي هو البوابة الاولى للولوج الى سحر الباطن ..

لكن يبقى هناك عامل مؤرجح بين التشبث بالمُدرك..والضياع في عدمية التضائل امام

ما يمليه اشراق الباطن وسعة مداه ..على العقل البشري..وهنا فقط..قد ينتكس او يعود

العقل القهقري او النكوص لضياع الدلالة..!!

أجد ان هذا المخاض الذي اقحمت به عقلية المتلقي على حين غرة..ما قد يستوجب

افقا اوسع..وابعد للحوار المتمعن بحثا عن بصيرة تنير مكامن الظلام ..بين هلامين..!!

لايسعني هنا الا الترحيب بك سيدي..ثانية وثالثة عسى ان يطيب لك المقام بيننا..

تقبل مني فائق الوداد والمحبة



إبحارك في أبعاد مقالتي

زادني معرفة

بورك شرحك

حسين أحمد سليم
24-10-2008, 10:28 PM
أهلا بك أيها الكريم حسين أحمد سليم في واحة الخير ..
يشرفنا ويسعدنا انضمامك لأسرتنا أخا نعتز به ..

أعتقد أن هذا النص يجب أن يكون في منتدى الفكر أو الفكر الفلسفي أو منتدى تطوير الذات ..

فلو سمحت لي أستاذي الكريم بنقله ..
سأعيد قراءته وأنقله إلى حيث يجب أن يكون ..


كل الاحترام وصادق الود ..


الخير حيث يأتي أكله

حفاوة أصيلة

خليل حلاوجي
25-10-2008, 09:23 AM
نعم : هو الأمر كما ذكرت أخي الكريم ولذلك فإن الله تعالى لم يقل عن الدين أنه علم يهبنا الوعي ويعدل لنا الأدراك


قال إنه : فطرة الله التي فطر الناس عليها


ولكننا ... لانصدق أن الدين إلا وهو علم ..

ومن هذه الزاوية القلقة تجدنا موقوفين باللحظة المقدسة لرحيل الوحي عند موت المصطفى ...

ثم

أن الآخر ( العدو) خصوصاً غادر طريقته القديمة في الاستلاب حين هاجم وعينا وهاهو ... يقوم بعملية منتظمة لإختراق ثقافتنا الإسلامية .. في متون مفزعة أهمها ( الفوضى الخلاقة ) و ( أسلمة الارهاب )

أخي الحبيب

الإسلام اليوم بحاجة إلى مثل هذه الطروحات الناضجة ..

ومايعلم جنود ربك إلا هو

وماأراك إلا جندياً أميناً ... فمرحبا بقلمك الباهر

عبدالصمد حسن زيبار
25-10-2008, 03:15 PM
مرحبا بك سيدي في واحة الشرفاء :noc:

:011: :011:
كتابة وجودية ذات منحى طهراني
خطاب للشارد عن مسار الصدق و البهاء المتدفق من علو الروح
دعوة للاستواء الصادق و الانسجام مع نواميس الكون

للتثبيت أيها الكريم

روميه فهد
25-10-2008, 03:24 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=32280

ولي عودة لموضوعك إن شاء الله ..

دمتَ لمن تحب ..

روميه

حسين أحمد سليم
25-10-2008, 04:22 PM
نعم : هو الأمر كما ذكرت أخي الكريم ولذلك فإن الله تعالى لم يقل عن الدين أنه علم يهبنا الوعي ويعدل لنا الأدراك
قال إنه : فطرة الله التي فطر الناس عليها
ولكننا ... لانصدق أن الدين إلا وهو علم ..
ومن هذه الزاوية القلقة تجدنا موقوفين باللحظة المقدسة لرحيل الوحي عند موت المصطفى ...
ثم
أن الآخر ( العدو) خصوصاً غادر طريقته القديمة في الاستلاب حين هاجم وعينا وهاهو ... يقوم بعملية منتظمة لإختراق ثقافتنا الإسلامية .. في متون مفزعة أهمها ( الفوضى الخلاقة ) و ( أسلمة الارهاب )
أخي الحبيب
الإسلام اليوم بحاجة إلى مثل هذه الطروحات الناضجة ..
ومايعلم جنود ربك إلا هو
وماأراك إلا جندياً أميناً ... فمرحبا بقلمك الباهر


عقولنا تتفكّر

وقلوبنا مفعمة بالإيمان

وأقلامنا مجنّدة لمرضاة الرّحمن

فخرنا بكم أخوة الإسلام

بابيه أمال
02-11-2008, 10:39 PM
سلام الله عليكم..

الوعي هو التثبت في الأمور والتفكير فيها تفكيرا عميقا قبل الإقدام عليها، ولقد سمي الوعي وعيا لأنه يعقّل صاحبه عن التورط في المهالك، إذن فهو فهم وإدراك يحبس صاحبه عن التصرف في أي أمر من الأمور الشخصية أو العامة إلا بعد أن يدرك هذا الأمر ويفهمه فهما كاملا على حقيقته.. بهذا كان الرأي النابع من الوعي هو في الدرجة الأولى عند الإنسان العاقل، عكس الإنسان الذي يخلو من الوعي والإدراك، الفاقد لقيمة الحياة والمكتفي بالعيش على هامشها بعيدا عن أمورها وعن الناس الذين يعيشون أفراحها وأتراحها.. بل حتى لو شعر بمعنى الحياة، فلن يكون هذا الشعور إلا بمستوى وعيه غير المدرك للقيمة الحقيقية للأشياء المحيطة به فما بالك بالحياة ككل!

هناك اختلاف كبير في درجة الوعي من إنسان لآخر، بهذا نجد الاختلاف في التصرف، في العمل، في مدى النجاح في الحياة، بل حتى في درجة الفشل في كل أمر من أمور الحياة.. وهذا الاختلاف هو من مشيئة الله تعالى في خلقه.. يقول سبحانه: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفون). لكن لو تصورنا مثلا أن درجات الوعي متساوية عند كل الناس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ليكونوا بعد ذلك متشابهين في كل شيء، فالنتيجة بعد ذلك ستكون ركودا وجمودا لا يؤديان إلا إلى كل ما هو ضد طبيعة الحياة حيث حوافز الإبداع، والتغلب على الآخرين، والإتيان بكل ما هو جديد، وتركيز الوعي الذهني على التجديد والاختراع، والوصول إلى معرفة أسرار هذا الكون العظيم.. بهذا أصبحت مستويات الوعي الشاسعة بين الناس طبيعية، حيث البعض قد بلغ أرقى مستوى في حياته، ووصل به الطموح إلى الكشف عن أسرار الكواكب الأخرى، والبعض الآخر ما زال يتعثر في حضيض الحياة، أو يبحث عن لقمة عيش يسد بها رمقه..

وفيما يخص وعينا العربي الغائب منذ قرون خلت، فمن العجيب حقا أن تمر علينا الكثير من الدروس القاسية، والعبر البليغة المتمثلة في الهزائم والنكسات الطويلة الأمد، ولا نستطيع بعد كل هذا الاستفادة منها لبلوغ معاقل الوعي والإدراك !! بل لا زلنا لحد يومنا هذا نسمع التصريحات التي تدعو إلى الرثاء، والخطب التي تثير السخرية، والادعاء الذي يخلو من المنطق، والتعليقات التي لا نجد فيها إلا الكذب والمواربة، والحماس الباطل والمخفي من ورائه المصالح، والكثير الكثير من الدلائل التي تشير قطعيا إلى أن الوعي والإدراك غائب تماما في أدمغة المتحكمين بقيادات الشعوب العربية المغلوبة على أمرها... لنجد بعد كل هذا أن الذين يدعون للوحدة العربية، ويعلقون على رؤوسهم شعاراتها تتشنج أعصابهم حينما يشعرون برياحها تهب عليهم !! والذين ينادون بالحرية نراهم يبطشون بها ويمثلون بجثثها تمثيلا.. بعضهم خفية واستحياء، والبعض الآخر علنا بكل جحود وطمع..!! والذين يتبجحون علينا بالعدالة والديمقراطية، يغتالون العدالة، ويشوهون سمعتها بتصرفاتهم، وبالترف الذين يعيشون فيه، في بطونهم وفوق ظهورهم..!!

إلى متى كل هذا..؟ لا ندري حقا كم ستدوم أيام الجهل ونحن قابعون تحت سلطة الخوف والقمع الذي أزاح آخر قناع الهيبة من وجوهنا، وتركنا مصغري الوجوه أمام ما يحدث من انتهاكات صريحة لأقل حق من حقوق الإنسان والأفواه منا صامتة خشية النطق..!!


سيد حسن أحمد
شكرا لكل الوعي هنا.. ودمتم للخير..

حسين أحمد سليم
03-11-2008, 04:49 AM
سلام الله عليكم..
الوعي هو التثبت في الأمور والتفكير فيها تفكيرا عميقا قبل الإقدام عليها، ولقد سمي الوعي وعيا لأنه يعقّل صاحبه عن التورط في المهالك، إذن فهو فهم وإدراك يحبس صاحبه عن التصرف في أي أمر من الأمور الشخصية أو العامة إلا بعد أن يدرك هذا الأمر ويفهمه فهما كاملا على حقيقته.. بهذا كان الرأي النابع من الوعي هو في الدرجة الأولى عند الإنسان العاقل، عكس الإنسان الذي يخلو من الوعي والإدراك، الفاقد لقيمة الحياة والمكتفي بالعيش على هامشها بعيدا عن أمورها وعن الناس الذين يعيشون أفراحها وأتراحها.. بل حتى لو شعر بمعنى الحياة، فلن يكون هذا الشعور إلا بمستوى وعيه غير المدرك للقيمة الحقيقية للأشياء المحيطة به فما بالك بالحياة ككل!
هناك اختلاف كبير في درجة الوعي من إنسان لآخر، بهذا نجد الاختلاف في التصرف، في العمل، في مدى النجاح في الحياة، بل حتى في درجة الفشل في كل أمر من أمور الحياة.. وهذا الاختلاف هو من مشيئة الله تعالى في خلقه.. يقول سبحانه: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفون). لكن لو تصورنا مثلا أن درجات الوعي متساوية عند كل الناس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ليكونوا بعد ذلك متشابهين في كل شيء، فالنتيجة بعد ذلك ستكون ركودا وجمودا لا يؤديان إلا إلى كل ما هو ضد طبيعة الحياة حيث حوافز الإبداع، والتغلب على الآخرين، والإتيان بكل ما هو جديد، وتركيز الوعي الذهني على التجديد والاختراع، والوصول إلى معرفة أسرار هذا الكون العظيم.. بهذا أصبحت مستويات الوعي الشاسعة بين الناس طبيعية، حيث البعض قد بلغ أرقى مستوى في حياته، ووصل به الطموح إلى الكشف عن أسرار الكواكب الأخرى، والبعض الآخر ما زال يتعثر في حضيض الحياة، أو يبحث عن لقمة عيش يسد بها رمقه..
وفيما يخص وعينا العربي الغائب منذ قرون خلت، فمن العجيب حقا أن تمر علينا الكثير من الدروس القاسية، والعبر البليغة المتمثلة في الهزائم والنكسات الطويلة الأمد، ولا نستطيع بعد كل هذا الاستفادة منها لبلوغ معاقل الوعي والإدراك !! بل لا زلنا لحد يومنا هذا نسمع التصريحات التي تدعو إلى الرثاء، والخطب التي تثير السخرية، والادعاء الذي يخلو من المنطق، والتعليقات التي لا نجد فيها إلا الكذب والمواربة، والحماس الباطل والمخفي من ورائه المصالح، والكثير الكثير من الدلائل التي تشير قطعيا إلى أن الوعي والإدراك غائب تماما في أدمغة المتحكمين بقيادات الشعوب العربية المغلوبة على أمرها... لنجد بعد كل هذا أن الذين يدعون للوحدة العربية، ويعلقون على رؤوسهم شعاراتها تتشنج أعصابهم حينما يشعرون برياحها تهب عليهم !! والذين ينادون بالحرية نراهم يبطشون بها ويمثلون بجثثها تمثيلا.. بعضهم خفية واستحياء، والبعض الآخر علنا بكل جحود وطمع..!! والذين يتبجحون علينا بالعدالة والديمقراطية، يغتالون العدالة، ويشوهون سمعتها بتصرفاتهم، وبالترف الذين يعيشون فيه، في بطونهم وفوق ظهورهم..!!
إلى متى كل هذا..؟ لا ندري حقا كم ستدوم أيام الجهل ونحن قابعون تحت سلطة الخوف والقمع الذي أزاح آخر قناع الهيبة من وجوهنا، وتركنا مصغري الوجوه أمام ما يحدث من انتهاكات صريحة لأقل حق من حقوق الإنسان والأفواه منا صامتة خشية النطق..!!
سيد حسن أحمد
شكرا لكل الوعي هنا.. ودمتم للخير..


مداخلتك أكملت ثقافة الوعي
تقديري لعزف الوعي بالوعي