المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رعـى الله قــلباً



سمو الكعبي
25-10-2008, 02:45 AM
رعى الله زمناً ما التقينا فيه إلا واخضر ّ بعدما أقفر و ليلاً ما سهرناهُ إلا أسفرَ ,أين تلك الأيام يا من كنت في مغانينا سيَّداً تأمر فتهتز مملكة السمو وجلاً.
نعم وجلا ً من هيبة الود و وقدراً لشخص ما لبث أن تَملَّك بل مُلـِّك طواعية زمام الأمور ونواصيها, وقد كانت عصيَّاً على غيره أبيِّة’ على من علا واستعلى عليه قدرا .
لم يكن اختيارنا لكم لفضل امُتنِنْتم به, وليس من سمة السمو أن تُظهر الزلة وتكَّفر ملِّة ودٍّ تغلغل في سويدائها, لأننا في النهاية الأمر بشر فليس في اكتمال الخِّل في نظرة خليلة نابع عن حقيقة, وإنما هي مجازات أرادها القلب وحتَّمتها إشارات التجاذاب , بل عالم يكونه كلاهما يعتليه الكمال .
لقد كانت رؤياي أمراً غير مليٍّ في استحالة الماضي أن يصير حاضراً فقد سُدَّ مجرى النهر ليصبح جريانه ممنوعاً لحظتها تشعر بأنها لحظة موت تعقبها ولادة متعسرة جدا.
يعلم الله كم بها من ألم المخاض الميت, فهو انسلاخ روح من روح وجمودٌ لذوبان كان قد انتشر في جميع أجزاء الميت, و وإن كان الحي يخرج من الحي, فالأصعب منه كيف يهب الموت الحياة؟
وما أجمعتُ أمري وأعزمتُ من شأني إلا بعد أن رأيت ما لو رآه طفل لصار كـــهلاً, ولو أشْممتهُ زهرا لأصبح ذابلاً وعَفُنَ ريحهُ فصاعقة الهول شطرتني إلى شظايا جعلت السمو يتناثر في كل صوب .
كيف وقد تألفت الأرواح فربطتَ الوثاق وغلَّظتَ الأيمان , كيف استطعت أن تفصل تلك الوعود والأماني وتتنصل منها وقد التبستنا بها دهراً فصارت عصارة أرواحنا و لُبابة فكرنا واحدة ,لا نمسي ولا نصبح إلا عليها .
آهٍ... كم كان كأس الغدر مُراً وليته كان سُمَّاُ, فلئن كان في الحياة خير, ففي الموت وإن تعسَّر الخير كله
فكل ما في الكون مُذكِرٌ لما في تلك التراتيل القديمة التي جوّدناه بأحسن الألحان وقسّمنا عليها الإيمان فحنثتَ, وليتك لم تكن قاصدا بل كنت عامدا.
أي لحظة تلك التي رأيتُ فيها وسمعتُ واقتربت من وقع الحدث فعلمتُ أنه أنت وأنت الفاعل أنت, فالنفس لا تنكر نفسها – يا سيدي- عفواً اعتدتُ أن أقولها لك في عالم سماوي له معانٍ تبعد عن معنى السلطة والتسوّد, وأنا اليوم أقولها كما تقال في المحافل العامة لا كما كانت في خُلد الروح وسويدائه, وكنتُ من قبل قد ألغيتُ ضمير أنتَ وتحمّلت وزرك, , فقد كان اسم الود فصيحا بيننا بلا كسرة أو ضمّه, هو االود ذاته لا ابن خاله ولا ابن عمه , هو ذاك الذي لا وزن ولا شكل له , سوى أن سريانا في الروح ونسيم في جنة مخفية عن الناظرين فأي تمازج كان وكان .
تعلم - يا هذا -ما هي المشكلة عندي أنني كيف أُنقِي بدني منك وأفصل ذاتي عن ذاتك, فما من مغزَّ إبرة في السمو إلا ولكم فيها موطئ ومكان ,فوجدتُ أفضل حلٍ أن أترك لك كُلِّي القديم, وأخرُج بكلٍّ أو نصفٍ أوعشرٍ خذ ما أخذتَ من السمو إن أردتَ ذلك أو زعمتَ أنها فيها ريحاً منها ومن نفسها, فهذه مشكلتك تؤمن أن المحسوسات هي الكافية, خُذ كلَّ الباقي والذكريات لكن- لعمري- لن تجد فائدة بها, ولا عائدةً منها,فقد وإن كان مشوهاً بك أفضل من أن تكدرني قطعة منك فلم أعد احتمل شيئا ولوكان نطفة طهر منك .
سُلِبتْ روح السمو وجوهره.
ولا تقـتفينَّ لي اثراً ولا تتتبعنَّ لي درباً, مٌدعيا بأنك لن تضله, فلئن كنتَ تعرفني من ألف ألف ميل من قبل فما أنت بُمسْتيـْقِنٍّ منِّي ولو كنتُ أمام ناظريك .
لا ورب الكعبة لن تعرف فكل شيء تغير ,وإن اسْتسمحتني في شيء فهو أن نعيد بعضاً مما فات في ذاكرةٍ باتت منفصلة تماما مُعرّاة من أيّة مشاعر فلا تَسْتَجْدِينَّ بأي رحمة ولا تستسقينَّ بأي عطف فما عاد فينا لكم أي ذرة من ذاك لكم.
رعى الله قلبا أعطاك الحياة ووهبته الموت, أسقاك الزلال و أرْويتهُ الكدر بالقذى, حفر لك الوفاء وطعنته بالغدر, وأدفأك بدفء الصدق و أجْمدْتَهُ بالغدر.
رعى الله قلبا ما انسلخ ولا انجلى من رفعته إلا ليصعد إلى علو يضاهي سابقه .
وبعد هذا أَتُرى أن أهبك؟!!!
فلا وربك لا يكفي أن يكون جزاؤك إلا بالمثل وضعفه إلا أن طيب السمو ورفعته يَتَأبَّيَان, ذلك وليس ذاك من أجلك وإنما من أجل نفسٍ تعودت أن تعيش عالياً.

مينا عبد الله
25-10-2008, 06:22 AM
يا لهذا السمو والشموخ ..
ويا لروعة الرفض المتأبي ..
ويا البجمال الحرف .. ودقة اختيار الكلمة
ويا لدقة التصويب التي عرفت الهدف ..

الاديبة الرائعة .. سمو الكعبي

راقية أنتِ ... وتبقين شامخة

وصباح السمو والإباء لعيونكِ ايتها الأخت الكريمة
اعجابي أسجله بكل حرف وألف
واحترامي لكِ


ميــــــــــنا

وفاء شوكت خضر
25-10-2008, 08:53 AM
سامية الكعب شامخة الحرف ..
وكأني أقرأ رسالة للرافعي هنا ..
نظمت البيان دررا مصفوفة ، فتألقت بعمق الكلمة وجمال المعنى ومتانة الرصف ..
هنا الكبرياء والترفع والسمو الشامخ للمرأة ..

رائعة وأكثر ..
محبتي وكل ودي ..

عبد الرحمن الكرد
25-10-2008, 02:28 PM
القديره سمو
مقطوعه أدبيه وسيمفونيه عزفت
بأنامل قديره وجديره
تحياتي

عدنان أحمد البحيصي
25-10-2008, 02:34 PM
سمو

هنا نصك نهر من الإبداع

سأعود له لأنهل

بوركت

سمو الكعبي
26-10-2008, 03:28 AM
يا لهذا السمو والشموخ ..
ويا لروعة الرفض المتأبي ..
ويا البجمال الحرف .. ودقة اختيار الكلمة
ويا لدقة التصويب التي عرفت الهدف ..

الاديبة الرائعة .. سمو الكعبي

راقية أنتِ ... وتبقين شامخة

وصباح السمو والإباء لعيونكِ ايتها الأخت الكريمة
اعجابي أسجله بكل حرف وألف
واحترامي لكِ


ميــــــــــنا

الأخت مينا /:
طرقكِ لحرف السمو أولا له معنى في نفسي أحفظه لك

تحياتي مُعشقةٌ بالمسك لك

سمو الكعبي
26-10-2008, 05:11 PM
سامية الكعب شامخة الحرف ..
وكأني أقرأ رسالة للرافعي هنا ..
نظمت البيان دررا مصفوفة ، فتألقت بعمق الكلمة وجمال المعنى ومتانة الرصف ..
هنا الكبرياء والترفع والسمو الشامخ للمرأة ..
رائعة وأكثر ..
محبتي وكل ودي ..
الوالدةالغالية:
أما وقد ذكرت الرافعي فهو شرف أتمنى أن أناله , مرور ذهبي أيتها الغالية.

روميه فهد
27-10-2008, 07:14 AM
الفاضلة سمو ...

بلاغة باذخة ، تستحق التصفيق إعجابا لما فيها من سمو ،أدب رفيع ورقيا محببا للنفس .

دمتِ بحب ..

روميه

عمّار حجّاج
27-10-2008, 11:57 AM
ياللّه ما أعذبه

رعى اللّه قلبك ما سموتِ به فوق النّجوم

وما انهمرتْ فُيوضات بوحك نـميراً عذباً يختصرُ مُحيطات مشاعر

لم أقــرأ لُـغةً بهذا الجمال الكلاسيكيّ الخاصّ ، مُـنذُ غُربتين أو ثلاث

ولم أجد رُوحاً أصيلةً ، كأنّـها من لدن الخنساء ، تفيضُ يناعة كبرياءٍ ، كما أنتِ

لا تُكــــدّري نفسكِ ، بغدر ترابٍ زائلٍ ،

لكلتُ له التّـهم والازدراء جزاءً على ما فــرّط من بهاءٍ

لولا أنّـي أجزمُ أنّكِ لا ترضين المسّ به مع ما أذاقكِ ، لفرط سُــــموّك

دمتِ مُـورقــةً مُـزهرةً بالأمل

فيضُ تحايا وباقاتُ وردٍ وتقدير

سحر الليالي
27-10-2008, 12:37 PM
الغالية [ سمو ]
:
أخبريني من أي محبرة تستقي قلمك؟؟ ومن أين تأتين بكل هذا الجمال ؟؟
لله أنت !!
نص باذخ ياذخ ،يستحق أن يعلق عاليا ولن نجزيه حقه .

سلمت يا سمو ودام مدادك ساميا
لك ودي وتراتيل ورد

هشام عزاس
27-10-2008, 08:07 PM
المورقـــة / ســــمـــو

هو انسلاخ إذن من براثن الغدر و أوحال النكران ... و تجديد ذات أودعت قديمها عند مخالب ناكر .
انسلخي ... و تجددي كماء الغدير .... ربما لن ينسلخ كلكِ و لكن بعض بعضكِ كافِ لمتابعة المسير

كبرياء و نبرة واثقة تستمد صلابتها من عمق الجرح نفسه ... هكذا وجدت نصك سيدتي

دمت بخير و نقـــاء

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

سمو الكعبي
30-10-2008, 07:23 AM
القديره سمو
مقطوعه أدبيه وسيمفونيه عزفت
بأنامل قديره وجديره
تحياتي
الأخ الفاضل عبد الرحمن :

شكرا على طيب المرور , شكر يتبعه تقدير جزل

عبدالملك
30-10-2008, 06:48 PM
جميل ما تكتبي مشاء الله ابحرت في كتابتك الجميلة
اطلاق العنان للقلم وعدم التقلد بالقافيه
اسلوب راقي جدا وثقافة عاليه بحر من الكلمات والمفردات
تقبلي مروري المتواضع واعجابي بكتابتك
قارئك واخوك
عبدالملك

سمو الكعبي
31-10-2008, 09:15 AM
سمو
هنا نصك نهر من الإبداع
سأعود له لأنهل
بوركت


الأخ عدنان :
ننتظر شرف العودة , شكر ٌللمرور

سمو الكعبي
10-11-2008, 05:57 PM
الفاضلة سمو ...
بلاغة باذخة ، تستحق التصفيق إعجابا لما فيها من سمو ،أدب رفيع ورقيا محببا للنفس .
دمتِ بحب ..
روميه
الفاضلة رومية :
وبذخ كان مرورك هنا تقديرلك ولأدبك

تحيتي

يسرى علي آل فنه
10-11-2008, 07:50 PM
رعى الله زمناً ما التقينا فيه إلا واخضر ّ بعدما أقفر و ليلاً ما سهرناهُ إلا أسفرَ ,أين تلك الأيام يا من كنت في مغانينا سيَّداً تأمر فتهتز مملكة السمو وجلاً.
نعم وجلا ً من هيبة الود و وقدراً لشخص ما لبث أن تَملَّك بل مُلـِّك طواعية زمام الأمور ونواصيها, وقد كانت عصيَّاً على غيره أبيِّة’ على من علا واستعلى عليه قدرا .
لم يكن اختيارنا لكم لفضل امُتنِنْتم به, وليس من سمة السمو أن تُظهر الزلة وتكَّفر ملِّة ودٍّ تغلغل في سويدائها, لأننا في النهاية الأمر بشر فليس في اكتمال الخِّل في نظرة خليلة نابع عن حقيقة, وإنما هي مجازات أرادها القلب وحتَّمتها إشارات التجاذاب , بل عالم يكونه كلاهما يعتليه الكمال .
لقد كانت رؤياي أمراً غير مليٍّ في استحالة الماضي أن يصير حاضراً فقد سُدَّ مجرى النهر ليصبح جريانه ممنوعاً لحظتها تشعر بأنها لحظة موت تعقبها ولادة متعسرة جدا.
يعلم الله كم بها من ألم المخاض الميت, فهو انسلاخ روح من روح وجمودٌ لذوبان كان قد انتشر في جميع أجزاء الميت, و وإن كان الحي يخرج من الحي, فالأصعب منه كيف يهب الموت الحياة؟
وما أجمعتُ أمري وأعزمتُ من شأني إلا بعد أن رأيت ما لو رآه طفل لصار كـــهلاً, ولو أشْممتهُ زهرا لأصبح ذابلاً وعَفُنَ ريحهُ فصاعقة الهول شطرتني إلى شظايا جعلت السمو يتناثر في كل صوب .
كيف وقد تألفت الأرواح فربطتَ الوثاق وغلَّظتَ الأيمان , كيف استطعت أن تفصل تلك الوعود والأماني وتتنصل منها وقد التبستنا بها دهراً فصارت عصارة أرواحنا و لُبابة فكرنا واحدة ,لا نمسي ولا نصبح إلا عليها .
آهٍ... كم كان كأس الغدر مُراً وليته كان سُمَّاُ, فلئن كان في الحياة خير, ففي الموت وإن تعسَّر الخير كله
فكل ما في الكون مُذكِرٌ لما في تلك التراتيل القديمة التي جوّدناه بأحسن الألحان وقسّمنا عليها الإيمان فحنثتَ, وليتك لم تكن قاصدا بل كنت عامدا.
أي لحظة تلك التي رأيتُ فيها وسمعتُ واقتربت من وقع الحدث فعلمتُ أنه أنت وأنت الفاعل أنت, فالنفس لا تنكر نفسها – يا سيدي- عفواً اعتدتُ أن أقولها لك في عالم سماوي له معانٍ تبعد عن معنى السلطة والتسوّد, وأنا اليوم أقولها كما تقال في المحافل العامة لا كما كانت في خُلد الروح وسويدائه, وكنتُ من قبل قد ألغيتُ ضمير أنتَ وتحمّلت وزرك, , فقد كان اسم الود فصيحا بيننا بلا كسرة أو ضمّه, هو االود ذاته لا ابن خاله ولا ابن عمه , هو ذاك الذي لا وزن ولا شكل له , سوى أن سريانا في الروح ونسيم في جنة مخفية عن الناظرين فأي تمازج كان وكان .
تعلم - يا هذا -ما هي المشكلة عندي أنني كيف أُنقِي بدني منك وأفصل ذاتي عن ذاتك, فما من مغزَّ إبرة في السمو إلا ولكم فيها موطئ ومكان ,فوجدتُ أفضل حلٍ أن أترك لك كُلِّي القديم, وأخرُج بكلٍّ أو نصفٍ أوعشرٍ خذ ما أخذتَ من السمو إن أردتَ ذلك أو زعمتَ أنها فيها ريحاً منها ومن نفسها, فهذه مشكلتك تؤمن أن المحسوسات هي الكافية, خُذ كلَّ الباقي والذكريات لكن- لعمري- لن تجد فائدة بها, ولا عائدةً منها,فقد وإن كان مشوهاً بك أفضل من أن تكدرني قطعة منك فلم أعد احتمل شيئا ولوكان نطفة طهر منك .
سُلِبتْ روح السمو وجوهره.
ولا تقـتفينَّ لي اثراً ولا تتتبعنَّ لي درباً, مٌدعيا بأنك لن تضله, فلئن كنتَ تعرفني من ألف ألف ميل من قبل فما أنت بُمسْتيـْقِنٍّ منِّي ولو كنتُ أمام ناظريك .
لا ورب الكعبة لن تعرف فكل شيء تغير ,وإن اسْتسمحتني في شيء فهو أن نعيد بعضاً مما فات في ذاكرةٍ باتت منفصلة تماما مُعرّاة من أيّة مشاعر فلا تَسْتَجْدِينَّ بأي رحمة ولا تستسقينَّ بأي عطف فما عاد فينا لكم أي ذرة من ذاك لكم.
رعى الله قلبا أعطاك الحياة ووهبته الموت, أسقاك الزلال و أرْويتهُ الكدر بالقذى, حفر لك الوفاء وطعنته بالغدر, وأدفأك بدفء الصدق و أجْمدْتَهُ بالغدر.
رعى الله قلبا ما انسلخ ولا انجلى من رفعته إلا ليصعد إلى علو يضاهي سابقه .
وبعد هذا أَتُرى أن أهبك؟!!!
فلا وربك لا يكفي أن يكون جزاؤك إلا بالمثل وضعفه إلا أن طيب السمو ورفعته يَتَأبَّيَان, ذلك وليس ذاك من أجلك وإنما من أجل نفسٍ تعودت أن تعيش عالياً.

يبقى بخير من يصارع الألم بثبات وصبر
ورعى الله قلبك النقي وروحك المحلقة وأنفاسك الأبية
الأديبة الراقية سمو الكعبي
أنتِ رائعة

أحمد الرشيدي
11-11-2008, 08:47 PM
رعى الله زمناً ما التقينا فيه إلا واخضر ّ بعدما أقفر و ليلاً ما سهرناهُ إلا أسفرَ ,أين تلك الأيام يا من كنت في مغانينا سيَّداً تأمر فتهتز مملكة السمو وجلاً.
نعم وجلا ً من هيبة الود و وقدراً لشخص ما لبث أن تَملَّك بل مُلـِّك طواعية زمام الأمور ونواصيها, وقد كانت عصيَّاً على غيره أبيِّة’ على من علا واستعلى عليه قدرا .
لم يكن اختيارنا لكم لفضل امُتنِنْتم به, وليس من سمة السمو أن تُظهر الزلة وتكَّفر ملِّة ودٍّ تغلغل في سويدائها, لأننا في النهاية الأمر بشر فليس في اكتمال الخِّل في نظرة خليلة نابع عن حقيقة, وإنما هي مجازات أرادها القلب وحتَّمتها إشارات التجاذاب , بل عالم يكونه كلاهما يعتليه الكمال .
لقد كانت رؤياي أمراً غير مليٍّ في استحالة الماضي أن يصير حاضراً فقد سُدَّ مجرى النهر ليصبح جريانه ممنوعاً لحظتها تشعر بأنها لحظة موت تعقبها ولادة متعسرة جدا.
يعلم الله كم بها من ألم المخاض الميت, فهو انسلاخ روح من روح وجمودٌ لذوبان كان قد انتشر في جميع أجزاء الميت, و وإن كان الحي يخرج من الحي, فالأصعب منه كيف يهب الموت الحياة؟
وما أجمعتُ أمري وأعزمتُ من شأني إلا بعد أن رأيت ما لو رآه طفل لصار كـــهلاً, ولو أشْممتهُ زهرا لأصبح ذابلاً وعَفُنَ ريحهُ فصاعقة الهول شطرتني إلى شظايا جعلت السمو يتناثر في كل صوب .
كيف وقد تألفت الأرواح فربطتَ الوثاق وغلَّظتَ الأيمان , كيف استطعت أن تفصل تلك الوعود والأماني وتتنصل منها وقد التبستنا بها دهراً فصارت عصارة أرواحنا و لُبابة فكرنا واحدة ,لا نمسي ولا نصبح إلا عليها .
آهٍ... كم كان كأس الغدر مُراً وليته كان سُمَّاُ, فلئن كان في الحياة خير, ففي الموت وإن تعسَّر الخير كله
فكل ما في الكون مُذكِرٌ لما في تلك التراتيل القديمة التي جوّدناه بأحسن الألحان وقسّمنا عليها الإيمان فحنثتَ, وليتك لم تكن قاصدا بل كنت عامدا.
أي لحظة تلك التي رأيتُ فيها وسمعتُ واقتربت من وقع الحدث فعلمتُ أنه أنت وأنت الفاعل أنت, فالنفس لا تنكر نفسها – يا سيدي- عفواً اعتدتُ أن أقولها لك في عالم سماوي له معانٍ تبعد عن معنى السلطة والتسوّد, وأنا اليوم أقولها كما تقال في المحافل العامة لا كما كانت في خُلد الروح وسويدائه, وكنتُ من قبل قد ألغيتُ ضمير أنتَ وتحمّلت وزرك, , فقد كان اسم الود فصيحا بيننا بلا كسرة أو ضمّه, هو االود ذاته لا ابن خاله ولا ابن عمه , هو ذاك الذي لا وزن ولا شكل له , سوى أن سريانا في الروح ونسيم في جنة مخفية عن الناظرين فأي تمازج كان وكان .
تعلم - يا هذا -ما هي المشكلة عندي أنني كيف أُنقِي بدني منك وأفصل ذاتي عن ذاتك, فما من مغزَّ إبرة في السمو إلا ولكم فيها موطئ ومكان ,فوجدتُ أفضل حلٍ أن أترك لك كُلِّي القديم, وأخرُج بكلٍّ أو نصفٍ أوعشرٍ خذ ما أخذتَ من السمو إن أردتَ ذلك أو زعمتَ أنها فيها ريحاً منها ومن نفسها, فهذه مشكلتك تؤمن أن المحسوسات هي الكافية, خُذ كلَّ الباقي والذكريات لكن- لعمري- لن تجد فائدة بها, ولا عائدةً منها,فقد وإن كان مشوهاً بك أفضل من أن تكدرني قطعة منك فلم أعد احتمل شيئا ولوكان نطفة طهر منك .
سُلِبتْ روح السمو وجوهره.
ولا تقـتفينَّ لي اثراً ولا تتتبعنَّ لي درباً, مٌدعيا بأنك لن تضله, فلئن كنتَ تعرفني من ألف ألف ميل من قبل فما أنت بُمسْتيـْقِنٍّ منِّي ولو كنتُ أمام ناظريك .
لا ورب الكعبة لن تعرف فكل شيء تغير ,وإن اسْتسمحتني في شيء فهو أن نعيد بعضاً مما فات في ذاكرةٍ باتت منفصلة تماما مُعرّاة من أيّة مشاعر فلا تَسْتَجْدِينَّ بأي رحمة ولا تستسقينَّ بأي عطف فما عاد فينا لكم أي ذرة من ذاك لكم.
رعى الله قلبا أعطاك الحياة ووهبته الموت, أسقاك الزلال و أرْويتهُ الكدر بالقذى, حفر لك الوفاء وطعنته بالغدر, وأدفأك بدفء الصدق و أجْمدْتَهُ بالغدر.
رعى الله قلبا ما انسلخ ولا انجلى من رفعته إلا ليصعد إلى علو يضاهي سابقه .
وبعد هذا أَتُرى أن أهبك؟!!!
فلا وربك لا يكفي أن يكون جزاؤك إلا بالمثل وضعفه إلا أن طيب السمو ورفعته يَتَأبَّيَان, ذلك وليس ذاك من أجلك وإنما من أجل نفسٍ تعودت أن تعيش عالياً.

حرفك - أديبتنا القديرة - سام سمو نفسك وفكرك وخلقك ، وهيهات أن يطاول كعب السمو من قصر به أدبه منعوتا بالغدر من لدنها ...

حين طفت بحرفك - أيتها الفاضلة - خيل إلي أني أحوم حول حمم بركانية يتطار منها الشرر ، ولا أعلم لم حضرني شخص هند بنت عتبة بإبائها وفصاحتها وسؤددها قبل الإسلام وبعده ؟!

حفظك الرحمن ورفع قدرك في الدارين

سمو الكعبي
25-11-2008, 05:38 PM
ياللّه ما أعذبه
رعى اللّه قلبك ما سموتِ به فوق النّجوم
وما انهمرتْ فُيوضات بوحك نـميراً عذباً يختصرُ مُحيطات مشاعر
لم أقــرأ لُـغةً بهذا الجمال الكلاسيكيّ الخاصّ ، مُـنذُ غُربتين أو ثلاث
ولم أجد رُوحاً أصيلةً ، كأنّـها من لدن الخنساء ، تفيضُ يناعة كبرياءٍ ، كما أنتِ
لا تُكــــدّري نفسكِ ، بغدر ترابٍ زائلٍ ،
لكلتُ له التّـهم والازدراء جزاءً على ما فــرّط من بهاءٍ
لولا أنّـي أجزمُ أنّكِ لا ترضين المسّ به مع ما أذاقكِ ، لفرط سُــــموّك
دمتِ مُـورقــةً مُـزهرةً بالأمل
فيضُ تحايا وباقاتُ وردٍ وتقدير

الأخ عمار:
سررتني سرك الله أفضت علي بما أسأل الله أن يقلدني إياه , فهو أرث نرثه من خنساء الإباء .
تحية لا تبلى ولا تنضب

سمو الكعبي
25-11-2008, 05:47 PM
الغالية [ سمو ]
:
أخبريني من أي محبرة تستقي قلمك؟؟ ومن أين تأتين بكل هذا الجمال ؟؟
لله أنت !!
نص باذخ ياذخ ،يستحق أن يعلق عاليا ولن نجزيه حقه .
سلمت يا سمو ودام مدادك ساميا
لك ودي وتراتيل ورد

سحر:
لله درك ما أجمل سحرك الذي تثرينه بمرورك العابر , ألف ألف ود أبعثه لك .

سمو الكعبي
26-12-2008, 08:33 PM
المورقـــة / ســــمـــو
هو انسلاخ إذن من براثن الغدر و أوحال النكران ... و تجديد ذات أودعت قديمها عند مخالب ناكر .
انسلخي ... و تجددي كماء الغدير .... ربما لن ينسلخ كلكِ و لكن بعض بعضكِ كافِ لمتابعة المسير
كبرياء و نبرة واثقة تستمد صلابتها من عمق الجرح نفسه ... هكذا وجدت نصك سيدتي
دمت بخير و نقـــاء
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام


الرائع هشام :
هي صرخات انطلفقت فاعتصم لها القلم , وأنجدها الورق .
دمت

سمو الكعبي
26-12-2008, 08:35 PM
جميل ما تكتبي مشاء الله ابحرت في كتابتك الجميلة
اطلاق العنان للقلم وعدم التقلد بالقافيه
اسلوب راقي جدا وثقافة عاليه بحر من الكلمات والمفردات
تقبلي مروري المتواضع واعجابي بكتابتك
قارئك واخوك
عبدالملك
الأخ الفاضل عبد الملك :
لاعدمناك أخا وفيا, أهلا بك

محمد الأمين سعيدي
26-12-2008, 09:29 PM
فلا وربك لا يكفي أن يكون جزاؤك إلا بالمثل وضعفه إلا أن طيب السمو ورفعته يَتَأبَّيَان, ذلك وليس ذاك من أجلك وإنما من أجل نفسٍ تعودت أن تعيش عالياً.
..
..
..
مساء الخير..
أودّ أن أشير إلى علوٍ من نوع آخر يبرز في أفق النص اللغويّ..فأسلوبك هنا يُشبه كثيرا من رسائل الملوك إلى من هم دونهم منزلة ، وهو مع هذا يشتمل على كلام جزل وصور بليغة ، ..
شكرا شكرا

سمو الكعبي
29-01-2009, 05:57 AM
يبقى بخير من يصارع الألم بثبات وصبر
ورعى الله قلبك النقي وروحك المحلقة وأنفاسك الأبية
الأديبة الراقية سمو الكعبي
أنتِ رائعة
الأديبة يسري :
مأجمل نسمائك التي تهادت على فنون حروفي , تقبلي ودي

نور الفيصل
29-01-2009, 08:28 AM
حتى حين الوجع في أقصاه تجعلين الحرف توأماً للغيم

الله يا سمو
رائعة كما هو العهد بكِ
عميقة ، رقيقة ، باذخة اللغة ، باذخة الصدق

سعدت أن كان صباحي ماراً بكِ
أفتقدت هذه الروح جداً


دمت حدائق عطر

سمو الكعبي
17-02-2009, 11:25 PM
حرفك - أديبتنا القديرة - سام سمو نفسك وفكرك وخلقك ، وهيهات أن يطاول كعب السمو من قصر به أدبه منعوتا بالغدر من لدنها ...
حين طفت بحرفك - أيتها الفاضلة - خيل إلي أني أحوم حول حمم بركانية يتطار منها الشرر ، ولا أعلم لم حضرني شخص هند بنت عتبة بإبائها وفصاحتها وسؤددها قبل الإسلام وبعده ؟!
حفظك الرحمن ورفع قدرك في الدارين
لا أنقص الله لك قدرا ولا خفض لك أمرا بل أنت أيها الأديب سام ورفيع كرفعة الجبل زادك الله علما ومهابة فمثلك أستاذ لحرف السمو

سمو الكعبي
17-02-2009, 11:45 PM
فلا وربك لا يكفي أن يكون جزاؤك إلا بالمثل وضعفه إلا أن طيب السمو ورفعته يَتَأبَّيَان, ذلك وليس ذاك من أجلك وإنما من أجل نفسٍ تعودت أن تعيش عالياً.
..
..
..
مساء الخير..
أودّ أن أشير إلى علوٍ من نوع آخر يبرز في أفق النص اللغويّ..فأسلوبك هنا يُشبه كثيرا من رسائل الملوك إلى من هم دونهم منزلة ، وهو مع هذا يشتمل على كلام جزل وصور بليغة ، ..
شكرا شكرا
السعيدي :
نظرتك تحظى بتقدير وفرح من حرف السمو , وما قصدت من أمر الغرور بقدر ما كان المقصد وصف غور الجرح

سمو الكعبي
28-02-2009, 01:51 AM
حتى حين الوجع في أقصاه تجعلين الحرف توأماً للغيم
الله يا سمو
رائعة كما هو العهد بكِ
عميقة ، رقيقة ، باذخة اللغة ، باذخة الصدق
سعدت أن كان صباحي ماراً بكِ
أفتقدت هذه الروح جداً
دمت حدائق عطر
الغالية نور :
مرورك كان أريجا عطر حرفي كلالشكر

د. سمير العمري
16-07-2009, 06:55 PM
يا سمو:

أنت على عتبات التفوق الأدبي كما أرى وأسعد بهذا التطور الكبير.

دام إبداعك شعرا ونثرا!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي