تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الْغُصَّةُ



د. عبد الفتاح أفكوح
31-10-2008, 02:11 PM
الْغُصَّةُ
... ثم إن ذكرى ذلك الحدث الأليم القديم، كلما انبعثت من جديد، وهي تسعى بآثارها الدامية في نفسه هدما وتمزيقا، إلا وجد لها في فؤاده نبضا حارقا، وفي سمعه أحس لها صوتا طارقا، وجرى على إثرها من عينيه دمعا حارا دافقا ...
ففي يوم ولى من حياته ولن يعود، ظل في حال عصيبة لا يحسد عليها، إذ رأى ما تشيب له الولدان، وسمع ما لم يخطر له يوما، وما لم يكن لديه في الحسبان، فتبادر إلى ذهنه يومها أنه يقرأ جريمة شنيعة منكرة بلا عنوان ...
بكى ساعة وقوع الحادث الدامي بكاء شديدا، ونزف قلبه ألما على ألم وقهرا مزيدا، فجمدت تفاصيل المشهد المرعب الدم في عروقه، قبل أن تنحت جراحا غائرة جامدة في ذهنه دون حراك، ولم تمهله سطوة ما يجري أمام عينيه أن يسأل نفسه: ما الذي دهاك؟ ولم يمكنه ما بطش بسمعه عنيفا، من صراخ الضحايا المكلومين، ونهش منكر الأصوات الجائرة الغاصبة، من استعادة توازنه المفقود في دوامة ذلك الدمار غير المعهود ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

سعيدة الهاشمي
31-10-2008, 06:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

د. عبد الفتاح موعد آخر مع قلمك، وحرفك المنسكب واقعا مرا هنا، إنها غصة الدمار التي جعلت الجسد

يبكي دما والعين تذرف دمعا مدرارا، يشكل غصة تقف في الحلق فتجرحه وتؤلمه،

لحروفك دوما وقع خاص، ولعلامات حذفك حكايات لا يمكن للحرف تفصيلها.

تحيتي ومودتي.

د. عبد الفتاح أفكوح
05-11-2008, 02:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك من جديد أختي الكريمة
سعيدة شكري
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك من أخيك أبي شامة المغربي مسك الشكر الجزيل وعبيره على جود اهتمامك المتواصل بما نثرت وأنثر من حروف في هذا المقام وفي غيره من المقامات، ولك منه شذى التقدير ونداه على إشراقة كلماتك مجددا في سماء هذه الواحة القصصية المورقة بكل حرف عربي أصيل، والله عز وجل أسأل، وهو الذي علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم، أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، وفي ما نخطه باليمين من حروف وكلمات وجمل ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ربيحة الرفاعي
02-12-2014, 01:18 AM
مشهد مقتطع من قصّة إنسانية تحمل فكرة استلهمت واقعا نراه اليوم في حالات تحت عناوين مختلفة وأحيانا متعارضة
أكانت نبوءة أديبنا!!
أشهد انها كذلك

تحاياي

خلود محمد جمعة
31-05-2015, 09:03 AM
بعض الصور تحفر أخاديد في أرواحنا
وبعض الذكريات نار تتأجج كلما لاح طيفها
جميلة رغم ما سكنها من وجع
بوركت وكل التقدير

كاملة بدارنه
01-06-2015, 02:24 PM
ولازال صوت الصّراخ يدوّي، والعمران يهوي ولا من منقذ لما أصاب الأمّة من تدنّ
نصّ مؤلم
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
28-08-2016, 09:38 PM
صدقت د. ربيحة .. وكانك كنت تتنبأ بالأحداث التي تحدث حولنا الآن
موجع ما رسمت من لوحة رسمت بمشاعر مرهفة فصورت حالة
من الألم تركت في القلب غصة.
تحياتي وتقديري. :001:

سلوى سعد
29-08-2016, 10:00 AM
وهل ذهبت تلك الغصة ؟ ستبقى ملازمة له طيلة حياته ، وستمر المشاهد أمامه كما هي ولن يغادر صوتها أذنيه وسيبقى القلب ينزف ألماً على ما حدث
لوحة جميلة وموجعة لمن مر بها
دام قلمك مبدعا سلمت يمناك

أحمد العكيدي
29-08-2016, 11:59 AM
حالة إنسانية مؤلمة في قالب جميل
تحياتي

د. عبد الفتاح أفكوح
06-08-2017, 11:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ربيحة الرفاعي - خلود محمد جمعة - كاملة بدارنه - ناديه محمد الجابي - سلوى سعد - أحمد العكيدي
لكم خالصَ الشكر، وَصَادِق التقدير على سَناء حروفكم العربية الأصِيلة، المحلقة بهاءً في سمَاء قصتي القصِيرة، الموسُومة بعنوان: (الغصة)
حياكم الله جل جلاله
د. عبد الفتاح أفكوح (أبو شامة المغربي)