سعيد بنعياد
03-11-2008, 06:27 PM
اِقْذِفِ البحرَ !
اِقْذِفِ البحرَ . هل نأى البحرُ شِبْرَا ؟ = وارشُقِ البَدْرَ . هل شكا البدرُ ضُرَّا ؟
وارجُمِ الطَّوْدَ . هل تَرى الطَّوْدَ إلاّ = راسِخَ الأصلِ ، شامِخاً ، مُشْمَخِرّا ؟
والْعَنِ اللَّيْثَ . هل تَرى اللَّيْثَ يَخشَى = لَعْنةَ الخَصْمِ ، إنْ رَأى الخَصْمَ هِرّا ؟
واسألِ الشمسَ : هل خَفَافيشُ لَيْلٍ = تُبْغِضُ الفَجرَ تَحرِمُ الأرضَ فَجْرا ؟
واسألِ الرَّوضَ : هل طَنينُ ذُبابٍ = يَشتِمُ الزَّهْرَ يَسلُبُ الزَّهْرَ عِطْرا ؟
إنّما الشَّتْمُ سَيفُ كُلِّ جَبانٍ = يَحسِبُ القَدْحَ في المَغاويرِ نَصْرا
يُحْسِنُ الطَّعْنَ في الهَواءِ ، ويَبْني = مِن صُخورِ الجَوْزاءِ لِلمَجدِ قَصْرا
يُمْطِرُ الخَلْقَ وابِلاً مِن صِفاتٍ = لوْ بها اختَصَّ نفْسَهُ نال أجْرا
يُبْصِرُ البَدْرُ قَلْبَهُ في احتراقٍ = وتَرى الشمسُ وَجهَهُ مُكْفَهِرّا
وَدَّ لو يُشْرِكُ الأنامَ جَميعاً = في عُيوبٍ بِحَمْلِها ضاقَ صَدْرا
إنّما يَرتَضي الشَّتيمةَ خِدْناً = مَن رَأى قَلْبَهُ مِن الخَيرِ صِفْرا
عَجِبَ الكَونُ مِن دَفائنِ حِقْدٍ = أشْبَعَتْها صَحائفُ الغَرْبِ نَشْرا
مِن حَقُودٍ تَجاوَزَ القَدْرَ حتّى = رامَ طَعْناً في أشرَفِ الخَلْقِ قَدْرا
لو درَى قَدْرَ مَن عليهِ تَجنَّى = وَدَّ لو لَمْ تُطِعْ لهُ الكَفُّ أمْرا
لَمْ يَجِدْ في الأَنامِ لِلشَّتْمِ أَهْلاً = غَيْرَ أَوْلَى الأَنامِ بالمَدْحِ طُرَّا
شَتَمَ المُصْطَفى ، ونادَى بِخُبْثٍٍ : = صَفِّقوا لِلإبداعِ فَنّاً وفِكْرا !
أيُّ إبداعٍ ؟ أيُّ فَنٍّ وفِكْرٍ ؟ = عَجَباًَ ! كيْفَ يُصبِحُ التُّرْبُ تِبْرا ؟
أيُّ ذُلٍّ في المُسلِمينَ تَفشَّى ؟ = لَمْ يَجِدْ غيْرَ أرْضِهمْ مُسْتقَرّا !
كُلّما أَزعَجَ اليَهودَ لِسانٌ = يُنْكِرُ المَحرَقاتِ أُخْرِسَ قَسْرا
والنَّصارى بالأمْسِ ثارُوا انتِقاماً = مِن شَريطٍ يُؤْذِي المَسيحَ الأغَرّا
ولقد فَجَّرَتْ تَماثيلُ بُوذا = غضَباً يوْمَ نَسْفِها مُسْتَحِرّا
فإذا المُسلِمون يوْماً أُهِينوا = قيلَ : تعبيرٌ صاغَهُ الفِكْرُ حُرّا !
لَنْ تَنالُوا اعتذارَ مَنْ ظلَمُوكمْ = هل يسُوقُ الجَزّارُ للشّاةِ عُذْرا ؟
نَحنُ تَحْتَ السّماءِ أشْقَى البَرَايا = كيف نَعْصي لِسادةِ الأرضِ أمْرا ؟
قذَفوا الرُّعبَ في القلوبِ ، فصِرْنا = لا نُسمِّي السِّنَّوْرَ إلاّ هِزَبْرا
إنْ سَقَوْنا مِن عَلْقَمٍ ، صار حُلْواً = أو نَهَوْنا عن سُكَّرٍ ، صار مُرّا
أو أشادُوا بِجاهِلٍ ، عاش نَجْماً = أو أطاحُوا بِعالِمٍ ، مات غُمْرا
قد رأى الذُّلُّ ذُلَّنا فتَوارى = ورأى الخَوفُ خَوفَنا فاقشَعَرّا
بأسُنا بيْنَنا مَرِيرٌ ، ولكِنْ = قد لَقِينا مِمّن سِوانا الأمَرّا
ندَّعي مَجْداً قد مَضى ، كدُخَانٍ = يدَّعي أنّ أصْلَـهُ كان جَمْرا
نتَباكَى على مَرابِعِ فَخْرٍ = مسَخَتْها عواصفُ الدَّهْرِ قَفْرا
فِرَقٌ نَحْنُ ، والمَصيرُ انكِسارٌ = ليْتَ دَمْعَ التِّمساحِ يَجْبُرُ كَسْرا !
ففريقٌ رَأى التَّديُّنَ حُمْقاً = وفريقٌ رَأى التَّمدُّنَ كُفْرا
وفريقٌ يَضِيقُ بالنَّقْلِ ذَرْعاً = وفريقٌ يَرْنُو إلى العَقْلِ شَزْرا
إنّما ضيَّعَ الشّرائعَ قوْمٌ = نَبَذُوا شِرْعةَ التَّوسُّطِ ظَهْرا
يا رسولَ الإسلامِ ، أنَّى لِمِثْلي = أنْ يُرَى مُحْصِياً مَزَاياكَ شِعْرا ؟
إنّما أَستَحِثُّ « بَحْراً خفيفاً » = ورِياحُ الذُّنوبِ يُضْمِرْنَ شَرّا
فعَسى أنتهي إلى بَحْرِ جُودٍ = يَغْمُرُ القلْبَ مِن عَطاياكَ دُرّا
أنتَ شَمْسي ومُنقِذي وطبيبي = وشفيعي إذْ يُحشَرُ الخَلقُ حَشْرا
بَدْرُ حُسْنٍ هَيْهاتَ مِنْهُ انتقاصٌ = بَحْرُ فَضْلٍ لا يَعْرِفُ الدَّهْرَ جَزْرا
طَوْدُ عِزٍّ لا تَعْتَرِيهِ الدَّواهي = فَيْضُ عِلْمٍ تَزْهُو به الأرضُ فَخْرا
رَحْمةٌ أنتَ أُهْدِيَتْ لِلبَرايا = كيْفَ نَجْزِي على الهَدِيّةِ نُكْرا ؟
فسَلامٌ عليكَ يتْلُو سَلاماً = ما ارْعَوَى شاتِمٌ أوِ ازدادَ هُجْرا
تطوان (المغرب) - 05 مارس 2006
اِقْذِفِ البحرَ . هل نأى البحرُ شِبْرَا ؟ = وارشُقِ البَدْرَ . هل شكا البدرُ ضُرَّا ؟
وارجُمِ الطَّوْدَ . هل تَرى الطَّوْدَ إلاّ = راسِخَ الأصلِ ، شامِخاً ، مُشْمَخِرّا ؟
والْعَنِ اللَّيْثَ . هل تَرى اللَّيْثَ يَخشَى = لَعْنةَ الخَصْمِ ، إنْ رَأى الخَصْمَ هِرّا ؟
واسألِ الشمسَ : هل خَفَافيشُ لَيْلٍ = تُبْغِضُ الفَجرَ تَحرِمُ الأرضَ فَجْرا ؟
واسألِ الرَّوضَ : هل طَنينُ ذُبابٍ = يَشتِمُ الزَّهْرَ يَسلُبُ الزَّهْرَ عِطْرا ؟
إنّما الشَّتْمُ سَيفُ كُلِّ جَبانٍ = يَحسِبُ القَدْحَ في المَغاويرِ نَصْرا
يُحْسِنُ الطَّعْنَ في الهَواءِ ، ويَبْني = مِن صُخورِ الجَوْزاءِ لِلمَجدِ قَصْرا
يُمْطِرُ الخَلْقَ وابِلاً مِن صِفاتٍ = لوْ بها اختَصَّ نفْسَهُ نال أجْرا
يُبْصِرُ البَدْرُ قَلْبَهُ في احتراقٍ = وتَرى الشمسُ وَجهَهُ مُكْفَهِرّا
وَدَّ لو يُشْرِكُ الأنامَ جَميعاً = في عُيوبٍ بِحَمْلِها ضاقَ صَدْرا
إنّما يَرتَضي الشَّتيمةَ خِدْناً = مَن رَأى قَلْبَهُ مِن الخَيرِ صِفْرا
عَجِبَ الكَونُ مِن دَفائنِ حِقْدٍ = أشْبَعَتْها صَحائفُ الغَرْبِ نَشْرا
مِن حَقُودٍ تَجاوَزَ القَدْرَ حتّى = رامَ طَعْناً في أشرَفِ الخَلْقِ قَدْرا
لو درَى قَدْرَ مَن عليهِ تَجنَّى = وَدَّ لو لَمْ تُطِعْ لهُ الكَفُّ أمْرا
لَمْ يَجِدْ في الأَنامِ لِلشَّتْمِ أَهْلاً = غَيْرَ أَوْلَى الأَنامِ بالمَدْحِ طُرَّا
شَتَمَ المُصْطَفى ، ونادَى بِخُبْثٍٍ : = صَفِّقوا لِلإبداعِ فَنّاً وفِكْرا !
أيُّ إبداعٍ ؟ أيُّ فَنٍّ وفِكْرٍ ؟ = عَجَباًَ ! كيْفَ يُصبِحُ التُّرْبُ تِبْرا ؟
أيُّ ذُلٍّ في المُسلِمينَ تَفشَّى ؟ = لَمْ يَجِدْ غيْرَ أرْضِهمْ مُسْتقَرّا !
كُلّما أَزعَجَ اليَهودَ لِسانٌ = يُنْكِرُ المَحرَقاتِ أُخْرِسَ قَسْرا
والنَّصارى بالأمْسِ ثارُوا انتِقاماً = مِن شَريطٍ يُؤْذِي المَسيحَ الأغَرّا
ولقد فَجَّرَتْ تَماثيلُ بُوذا = غضَباً يوْمَ نَسْفِها مُسْتَحِرّا
فإذا المُسلِمون يوْماً أُهِينوا = قيلَ : تعبيرٌ صاغَهُ الفِكْرُ حُرّا !
لَنْ تَنالُوا اعتذارَ مَنْ ظلَمُوكمْ = هل يسُوقُ الجَزّارُ للشّاةِ عُذْرا ؟
نَحنُ تَحْتَ السّماءِ أشْقَى البَرَايا = كيف نَعْصي لِسادةِ الأرضِ أمْرا ؟
قذَفوا الرُّعبَ في القلوبِ ، فصِرْنا = لا نُسمِّي السِّنَّوْرَ إلاّ هِزَبْرا
إنْ سَقَوْنا مِن عَلْقَمٍ ، صار حُلْواً = أو نَهَوْنا عن سُكَّرٍ ، صار مُرّا
أو أشادُوا بِجاهِلٍ ، عاش نَجْماً = أو أطاحُوا بِعالِمٍ ، مات غُمْرا
قد رأى الذُّلُّ ذُلَّنا فتَوارى = ورأى الخَوفُ خَوفَنا فاقشَعَرّا
بأسُنا بيْنَنا مَرِيرٌ ، ولكِنْ = قد لَقِينا مِمّن سِوانا الأمَرّا
ندَّعي مَجْداً قد مَضى ، كدُخَانٍ = يدَّعي أنّ أصْلَـهُ كان جَمْرا
نتَباكَى على مَرابِعِ فَخْرٍ = مسَخَتْها عواصفُ الدَّهْرِ قَفْرا
فِرَقٌ نَحْنُ ، والمَصيرُ انكِسارٌ = ليْتَ دَمْعَ التِّمساحِ يَجْبُرُ كَسْرا !
ففريقٌ رَأى التَّديُّنَ حُمْقاً = وفريقٌ رَأى التَّمدُّنَ كُفْرا
وفريقٌ يَضِيقُ بالنَّقْلِ ذَرْعاً = وفريقٌ يَرْنُو إلى العَقْلِ شَزْرا
إنّما ضيَّعَ الشّرائعَ قوْمٌ = نَبَذُوا شِرْعةَ التَّوسُّطِ ظَهْرا
يا رسولَ الإسلامِ ، أنَّى لِمِثْلي = أنْ يُرَى مُحْصِياً مَزَاياكَ شِعْرا ؟
إنّما أَستَحِثُّ « بَحْراً خفيفاً » = ورِياحُ الذُّنوبِ يُضْمِرْنَ شَرّا
فعَسى أنتهي إلى بَحْرِ جُودٍ = يَغْمُرُ القلْبَ مِن عَطاياكَ دُرّا
أنتَ شَمْسي ومُنقِذي وطبيبي = وشفيعي إذْ يُحشَرُ الخَلقُ حَشْرا
بَدْرُ حُسْنٍ هَيْهاتَ مِنْهُ انتقاصٌ = بَحْرُ فَضْلٍ لا يَعْرِفُ الدَّهْرَ جَزْرا
طَوْدُ عِزٍّ لا تَعْتَرِيهِ الدَّواهي = فَيْضُ عِلْمٍ تَزْهُو به الأرضُ فَخْرا
رَحْمةٌ أنتَ أُهْدِيَتْ لِلبَرايا = كيْفَ نَجْزِي على الهَدِيّةِ نُكْرا ؟
فسَلامٌ عليكَ يتْلُو سَلاماً = ما ارْعَوَى شاتِمٌ أوِ ازدادَ هُجْرا
تطوان (المغرب) - 05 مارس 2006