مشاهدة النسخة كاملة : فـــــــضاءات
أحمد عيسى
08-11-2008, 11:06 PM
فضاءات
الفضاء الأول :
أشياء لا ترى بالعتمة ..
الحب ، أخبرتها بهذا في تفسير ارتعاشات قلبي إذ يراه ، فردت بتهكم أنني واهمة ..
أيتها المعقدة الشريرة ، كيف تحكمين ولم تحبي قط ، كيف تصفين حالة الشعور بالوهم ولم تعيشيها .. تغارين لأنني حظيت بكل هذا الحب والوسامة وحسن الطباع ممثلة جميعها فيه ... انظري إلى الطيبة التي تطل من عينيه إذ يراني ، لاحظي الحب الذي يرمقني به وعينه تكاد تدمع ..
آه كم يحبني وكم يفتتن بجمالي .. لقد كتب القصائد فقط من أجلي ، وغنى لكي يسعدني ، وضرب أصدقائه دفاعاً عني ، فكيف لا أحبه ..
قالت :
هكذا نحن وطبعنا لا يتغير ، لا نرى إلا ما نحب أن نرى ، لعيوننا اتجاه واحد يرى ما يمليه القلب وتمثله الرغبة ،
لهذا نلهث خلف السراب دائماً ، نرتمي في حضن أعدائنا مخادعين أنفسنا ، نهرب من حضن عدو لنرتمي في حضن الآخر متجاهلين الصديق الذي يمد لنا يديه رغبة في تقديم العون ..
لا نرى ابتسامتهم المتشفية في الظلام ، ولا نسمع صوت الضحكات الساخرة إذ تدوي من وراء ظهورنا .. والله إننا نسمعها ولا نبالي ، تزحف الغشاوة لتغطي آذاننا وتمحو الحقيقة من أمام عيوننا ..
لهذا لا ترين كيف ينظر إليك ، وماذا يخبر أصدقائه من خلف ظهرك ..
لا تعرفين أن القصائد التي قالها لك قد قالها لي من قبلك ، وغنى نفس الأغاني مترنماً بجمالي ، وتظاهر بأنه يضرب أصدقائه من أجلي ، تكملة لمسرحية هم أبطالها ..
هذه الأشياء لا ترى يا عزيزتي ، إنما تحس ، وظاهر الشيء لا يلغي باطنه ..
لا أغار منك كما تظنين ، لكني أشفق عليك فقد أكلت قبلك ..
أفلا تتعلمين .. لم يؤكل الثور الأبيض فحسب ..
إنما أكلت كل الحظيرة ولم يبق إلا أنتِ ..
انتظري أسنانه واعلمي أن هذه وحدها...
سوف ترينها في العتمة .
*************
مينا عبد الله
08-11-2008, 11:38 PM
نص رائع .. وتعبير صادق عن حوارية انثوية تكاد تتكرر كل يوم مئة مرة .. ولكن لا عزاء
اخي الفاضل احمد عيسى
تخيلت واجدت .. صورت فابدعت
خالص تحيتي
ميــــــــــنا
مينا عبد الله
08-11-2008, 11:39 PM
انتظر الفضاءات الاخرى ..
وتحيتي مرة اخرى
أحمد عيسى
09-11-2008, 06:16 AM
انتظر الفضاءات الاخرى ..
وتحيتي مرة اخرى
الأخ الكبير : مينا عبد الله
لك خالص شكري على مرورك الذي أسعدني وأثلج صدري
دمت دائماً كما أنت
ولسوف نكمل باذن الله ... فأرجو أن تظل متابعاً
روميه فهد
09-11-2008, 11:46 AM
هم لا يعرفون الحب فـ يستغلونه بسوء ومضرة ، وهن لا يبصرن بعقل فـ يتعرضنّ لسوء بعد مودة.
الفاضل أحمــد..
أهلا بك مجدداً ، جميلة عودتك ، ومشهد نثري من الواقع بعدسة أنثى ..
ننتظر الفضاء الثاني ..
دمتَ لمن تحب..
روميه
عبد الرحمن الكرد
09-11-2008, 12:39 PM
العزيز أحمد
كل أنثى تحب أن تجرب وهي
تعرف مسبقا النتيجه
تحياتي لعدستك المبصره
أحمد عيسى
09-11-2008, 05:04 PM
الفضاء الثاني :
مرآة الروح ..
- أراهم يتغيرون شيئاً فشيئاً ، تأخذهم الدنيا إلى طريق تميل إلى السواد ، لم يعد لهم نفس الوجوه ، اختلفت الضحكات وشاهت الوجوه واصفرت الأسنان وازدادت حدة ..
لقد توحشوا ...
- إذن .. غير نظارتك الطبية .
قالها ضاحكاً واستدار ..
ثم قال من وراء ظهره ..
- هكذا ترى الناس لأنك لا ترى نفسك ، تراهم قد توحشوا وبدأوا يفقدون الرشد والإنسانية ، لكنك نسيت أنك واحداً منهم ، تتأثر بهم ، وتتغير معهم بالكيفية نفسها ..
هكذا تراهم يا صديقي فنظارتك تعكس نفسك ، وما تشاهده هو ردود فعل لحدث صنعته أنت .. ..
سبقتهم إلى التغير ولم تكن تسمع منا ، نصحناك فلم نجد الصدى ...
تغير الناس إلى وحوش أنت أحدهم ، لكن نظرك وبصيرتك خانوك فلم تعد ترى كيف استوحشوا من ظلمك ، وتمردوا عليك من معاملتك لهم ..
غير نظارتك يا صديقي أو افقأ عينك .. فهي لا ترى إلا ما تعكسه روحك ..
أو تغير ..
ربما لم يفت الأوان بعد ..
[/size][/font]
هشام عزاس
09-11-2008, 07:50 PM
الجميل المورق / أحمد عيســى
فضاءات ... وقفات مع الوجوه التي تصنع من الحب عقدا من لؤلؤ ... لا ليكون أجمل هدية بل ليكون وسيلة لخنق كل المشاعر الجميلة و شنقها بمقصلة الخداع و التمثيل .
حوارية بين مشنوق خبِـر كيف يرى وجوه الذئاب من تحت أقنعتها و بين مقبل يرغب في الشنق و لا يرى غير القناع الملون الجميل .
سهل جدا أن نغير نظارات طبية و نختار الرؤية التي تناسبنا و لكن صعب جدا أن نغير نظارات الحس لأنها لا تنظر إلا من خلال عدسات غريبة تفسر حقيقة النفس البشرية العجيبة .
عودة ميمونة أيها الرائع
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
أحمد عيسى
10-11-2008, 06:18 AM
هم لا يعرفون الحب فـ يستغلونه بسوء ومضرة ، وهن لا يبصرن بعقل فـ يتعرضنّ لسوء بعد مودة.
الفاضل أحمــد..
أهلا بك مجدداً ، جميلة عودتك ، ومشهد نثري من الواقع بعدسة أنثى ..
ننتظر الفضاء الثاني ..
دمتَ لمن تحب..
روميه
والمشهد أكبر وأبعد تأثيراً وأعمق مدى
أشكرك على تزيين الصفحة بحروف اسمك
دمت بكل الود
أحمد عيسى
10-11-2008, 06:20 AM
العزيز أحمد
كل أنثى تحب أن تجرب وهي
تعرف مسبقا النتيجه
تحياتي لعدستك المبصره
الأستاذ الفاضل : عبد الرحمن الكرد
جربنا خيار السلام " الاستراتيجي " ألف مرة ..
ولا نزال نحلف بوحدانيته ..
فمتى سنتعلم من أخطاءنا ومتى تعلمنا التجربة ..
أحييك على الدوام ..
أحمد عيسى
10-11-2008, 06:22 AM
الجميل المورق / أحمد عيســى
فضاءات ... وقفات مع الوجوه التي تصنع من الحب عقدا من لؤلؤ ... لا ليكون أجمل هدية بل ليكون وسيلة لخنق كل المشاعر الجميلة و شنقها بمقصلة الخداع و التمثيل .
حوارية بين مشنوق خبِـر كيف يرى وجوه الذئاب من تحت أقنعتها و بين مقبل يرغب في الشنق و لا يرى غير القناع الملون الجميل .
سهل جدا أن نغير نظارات طبية و نختار الرؤية التي تناسبنا و لكن صعب جدا أن نغير نظارات الحس لأنها لا تنظر إلا من خلال عدسات غريبة تفسر حقيقة النفس البشرية العجيبة .
عودة ميمونة أيها الرائع
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
الفاضل هشام
قراءة مبدعة للنص ، تنعكس من نفس فنان يعرف كيف يقرأ ، وكيف يترجم ما يقرأ
أحيي دوماً ، وأسعد باستمرار برؤية اسمك بين ثنايا نصوصي المتواضعة ،
يا صاحب القلب الذهبي
دم كما أنت
أحمد عيسى
10-11-2008, 06:24 AM
الفضاء الثالث :
انعكاسات
لماذا لم يعد أبي مثلما كان ؟
كيف يهجرني فلا يغطيني عندما أنام ، كيف تركني فلا أراه كل يوم عندما أفتح عيني في الصباح ..
هذه القسوة من أين جاء بها ، وكيف استطاع امتلاكها ؟
وحيد أنا فلا أشعر بطعم أي شيء ، لم أكبر بعد يا والدي ، فسنوات عمري لا تعني أبداً أن أكبر عليك فتتركني ..
أظل صغيراً أحتاجك ، قوتي تنهار بنظرة واحدة من عينيك ، صرامتي تتهاوى أمام صوت واحد يهز أركاني ان أخطأت .. أكرهك لثانية واحدة وأعشقك لسنوات .. لا تظن هروبي منك خوفاً منك ، فأنا أضعف من أن أخاف .
. أنا جزء من مشروعك ، ذرة من كيانك ، امتداد طبيعي لجيناتك التي منحتها لي عن طيب خاطر ..
ليتني أملك منك صبرك وجلدك ، ليتني أرث منك الرغبة والحياة ، الإيمان والإصرار ..
ليتني أكن أنت ..
أجبني يا أبتي فقد طال انتظارك ، أجبني فقد مللت من صمتك ..
لكن شاهداً من رخام لم يكن لينطق أبداً ..
أبداً ..
أحمد عيسى
10-11-2008, 01:45 PM
الفضاء الرابع
إغواء
- اضغط على دواسة الوقود بسرعة فالعمر يمضي ولابد من استغلاله إلى أقصى الحدود ..
دس ولا يهمنك أمر شيء فالحواجز صنعت لكي نتخطاها .. والقوانين وضعت لنتجاوزها ، والمحرمات خلقت لكي نستمتع بانتهاكها ..
أطلق لنفسك العنان وكن أنت ، عش ولا تحرم نفسك المسكينة مما تتمناه ..
نفض الرجل رأسه وبدأ في الضغط بعصبية على دواسة الوقود .. والصوت لا زال يدوي في رأسه ..
- اقتحم عملك وامنح سكرتيرتك ما تريد مذ عينتها ، هي تريد إسعادك أملاً في نيل رضاك والتمتع بنقودك ..
وأنت تملك حياتها بين يديك .. أعطها ما تريد وعش لحظتك ..
ستكون الليلة ليلتك ، ولسوف تنال الأجر على إسعادك لقلب فتاة مكسور ..
دعك من النواح وهز رأسك كطفلة لا تملك من أمرها شيئاً ..
شاحنة ضخمة تسد الطريق ، والسيارة تسير بسرعتها القصوى ، والاصطدام بات وشيكاً ..
فاغراً فاه عاجزاً عن التصرف يتشنج على مقود السيارة ..
والصوت لم يتوقف بعد ..
- عفواً .. ألا زلت تسمعني ؟؟
وفاء شوكت خضر
10-11-2008, 02:45 PM
أخي الكريم أحمد عيسى ..
سردية بأسلوبها اقرب للقص منها للنثر ، مزجت بين فنين ، لكنك أتقنت المزج لتصل إلى الفكرة بسلاسة ،
وإلى الرسالة المراد توجيهها ..
مرحبا بعودتك بعد طول غياب ..
عودا حميدا نسأل الله أن لا يكون بعده غيبة ..
دمت بخير .
أحمد عيسى
10-11-2008, 08:53 PM
الفضاء الخامس :
كوكب اللاشيء
هناك ، حين تتنحى قوانين الفيزياء جانباً ، تتمرد قوى الطبيعة اذ ترى كل نظرياتها تنهار
..
كيف يمكن لك أن تكسر كل قاعدة ممكنة ، كيف تصنع حدثاً لا يمكن لك احتواؤه ؟
من أنت لتفعل بي كل هذا ، أي جرأة واتتك لتخترق كوكبي دون استئذان ، تحط بمركبتك على أرضي دون اذن بالهبوط ..
تتحدى كل قانون ممكن ، وكل نظرية صاغها بني جنسك ، وتعلن كفرك ببديهيات حفظتها مذ وعيت حياتك وعرفت ماهيتك ..
أنا لست من جنسك ، ولم أعرف يوماً حياتك ، ولم أسكن كوكبك ..
فلا داعي أن تحط في كوكب تنعدم فيه الجاذبية وتتهاوى فيه الاتجاهات ..
هنا ، حيث يمكن للأبعاد أن ترسم معالم لم تراها ، حيث نبيت ولا نبيت ، نسهر ولا نسكر ، نعرف الحب ولكن ....
أنا يا سيدي لا شيء ، وأنت كل شيء ..
دعني وارحل بمركبتك عني ، فلستَ مني ، ولستُ منك ..
فان قررت أن يطيل تحديك فاعلم أنك لن تقاوم العواصف كثيراً ، وأن انهيارك سيأتي وان صمدت ،
يا سيدي .. أعرف الحب ولكن ..
لا أملك أن أطير ..
أحمد عيسى
11-11-2008, 07:38 PM
أخي الكريم أحمد عيسى ..
سردية بأسلوبها اقرب للقص منها للنثر ، مزجت بين فنين ، لكنك أتقنت المزج لتصل إلى الفكرة بسلاسة ،
وإلى الرسالة المراد توجيهها ..
مرحبا بعودتك بعد طول غياب ..
عودا حميدا نسأل الله أن لا يكون بعده غيبة ..
دمت بخير .
الأخت الأديبة الكبيرة : وفاء
هكذا أسلوبي لا أستطيع تغييره
لا يمكنني كتابة نص نثري دون أن تدخل فنيات القصة بين ثناياه .. ربما لعشقي الشديد للقصة ..
لم يبعدني عنكم الا الانشغال الشديد وقد بدأت أفيق والحمد لله من ذروة الانشغالات
يسعدني دوماً مرورك ..
هشام عزاس
11-11-2008, 08:45 PM
الفضاء الثالث :
انعكاسات
لماذا لم يعد أبي مثلما كان ؟
كيف يهجرني فلا يغطيني عندما أنام ، كيف تركني فلا أراه كل يوم عندما أفتح عيني في الصباح ..
هذه القسوة من أين جاء بها ، وكيف استطاع امتلاكها ؟
وحيد أنا فلا أشعر بطعم أي شيء ، لم أكبر بعد يا والدي ، فسنوات عمري لا تعني أبداً أن أكبر عليك فتتركني ..
أظل صغيراً أحتاجك ، قوتي تنهار بنظرة واحدة من عينيك ، صرامتي تتهاوى أمام صوت واحد يهز أركاني ان أخطأت .. أكرهك لثانية واحدة وأعشقك لسنوات .. لا تظن هروبي منك خوفاً منك ، فأنا أضعف من أن أخاف .
. أنا جزء من مشروعك ، ذرة من كيانك ، امتداد طبيعي لجيناتك التي منحتها لي عن طيب خاطر ..
ليتني أملك منك صبرك وجلدك ، ليتني أرث منك الرغبة والحياة ، الإيمان والإصرار ..
ليتني أكن أنت ..
أجبني يا أبتي فقد طال انتظارك ، أجبني فقد مللت من صمتك ..
لكن شاهداً من رخام لم يكن لينطق أبداً ..
أبداً ..
بل نطق و من زمن بعيد ... و ما هذه الإنعكاسات سوى ترددات لصوته في داخلك .
هل تريد أن تسمعه حقا ؟؟؟ أنصت ... أنت تستمع له الآن ... و أنا أسمعه من خلالك ...
أتشكُ لحظة في ذلك ؟؟؟
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
أحمد عيسى
12-11-2008, 06:10 PM
بل نطق و من زمن بعيد ... و ما هذه الإنعكاسات سوى ترددات لصوته في داخلك .
هل تريد أن تسمعه حقا ؟؟؟ أنصت ... أنت تستمع له الآن ... و أنا أسمعه من خلالك ...
أتشكُ لحظة في ذلك ؟؟؟
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
نعم هي هكذا ..
وكيف أشك وقد تعودنا أن من يموت لا يموت في القلوب ، وأن كثيراً ممن يعيشون بيننا تموت ذكراهم قبل أن يموتوا ..
هكذا تكون المعادلة ، وهكذا خلود الدنيا ، بقدر عملك ومقدار حبك للناس تحيا أو تموت ..
لمرورك طعم مختلف
يسعدني دائماً رؤية اسمك ..
طِب لمحبيك
أحمد عيسى
14-11-2008, 07:37 AM
الفضاء السادس
شمعة واحدة
أراها تتقافز في أرجاء المنزل كطفلة حصلت على لعبة جديدة ..
أخيراً حصلت على الترقية التي كنت أحلم بها ، انتقلت الى عمل جديد براتب مغر ، وحققت ما كنت أتمناه ..
أراها تسعد لسعادتي ، تبدو وكأنها هي التي نالت الترقية ، تحتضنني بقوة وتبدأ في الصراخ والتقافز .. ثم تبدأ في تعداد طريقة الاحتفال بهذه المناسبة ، وأول ما سوف نشتريه بأول راتب جديد أحصل عليه .. وكيف ستكون شكل حياتنا وقد ازداد دخلنا وتحسن مستوانا ..
أراها تشعرني بذاتي ، تشاركني أحاسيسي ، تحتضن كياني وتحلق بمشاعرنا معاً ..
هكذا تكون الفرحة .. هكذا تكون المشاركة ..
أراها هكذا بعين تتوق للحظة كتلك ..
أجلس وحيداً على كنبة متفردة ..
أشعل شمعة واحدة يتيمة ..
وأجرب الاحتفال وحدي ..
****
أحمد عيسى
15-11-2008, 09:05 PM
الفضاء السابع
جمهورية الفناء
لا أعلم كيف أقف على عتبة دارها وحيداً متجرداً من سلاحي عارياً من إنسانيتي ككل مرة ..
أستحي أن تهرب نظرة من عيوني التي أثقلتها الدموع لتتلاقى في جنة تسكن بين حدقاتها ..
كيف لهثت خلفها طويلاً دون أن أمعن قليلاً في ملامحها .. أراها كأنني لم أعرفها من قبل ...
بريقها صار يذوب إذ تعرت من جمالها فأصبح غير ذا معنى ، ولونها صار شاحباً إذ ذبلت الجنة في عينيها ..
سنون مرت ولم يعد بي بال لعناقها ، طال انتظاري لكي ألقاها ، فلما طال الانتظار جفت روعة اللقاء ، ذبل الإحساس ولم أعرفه بعد ، لستِ كما ينبغي لكِ أن تكوني .. لست أنتِ .. أو ربما خدعت فيكِ ككل خدعة ترتسم في ملامح كل شيء .. حرباء تلونت بكل لون .. فلم تعجبني أثوابها .. ولن تفتنني ألوانها ، ولن ألهث خلف رضاها بعد اليوم ..
أنا هارب منكِ .. إن استطعت .. باحث عن أخرى تصون العهد ، تحفظ الود ، وتبقي على العيش والملح ..
إن وجدتها ، فاعرفي أن أسلحتك قد جف بريقها ، وخبا لونها وانكسرت شوكتها ..
ليس يربطني بك إلا انتظاراً للقاء الأخرى .. ولا يقربني منك إلا سمسار للشر لا يبحث إلا عن خراب بيتي وخرابك ..
اسمحي لي بأن أعلن انفصالي ، وإنشاء جمهوريتي بعيداً عنكِ ، سأعيش بقربك ، مؤقتاً .. لكي أؤسس دولتي هناك ..
حيث لا ضيم أو فقر أبداً ..
حيث أكون أنا .. أنا ..
خلود محمد جمعة
02-12-2014, 07:11 AM
فضاءات من التأمل في الذات وما يحيط بها وما يعتريها من حالات تعرية وجفاف وتفتت وانصهار وتماهي لتتغير معالمها لدرجة نتوه فيها عنا
فضاءاتك مرصعة بجميل حرفك وعمق معناك ورهافة حسك
مداراتك مضيئة ألقا
اسجل اعجابي
كل التقدير
ربيحة الرفاعي
05-12-2014, 12:27 AM
فضاءات من وعي الحقيقة الكامنة وراء المشهد المختار لعرضه، بأداء تعبيري جميل
كلّ نص منهنا كان حقيقا بنشره في موضوع مستقل
شابت اللغة بعض عثرة وددت لو حظيت من الكاتب بحقها في المراجعة لضبطها
دمت بخير
تحاياي
نداء غريب صبري
30-12-2014, 09:46 PM
سبعة فضاءات قرأنا فيها روعتك وجمال إبداعك
شكرا لك أخي
بوركت
رويدة القحطاني
03-04-2015, 06:31 PM
[center]الفضاء الثاني :
سبقتهم إلى التغير ولم تكن تسمع منا ، نصحناك فلم نجد الصدى ...
تغير الناس إلى وحوش أنت أحدهم ، لكن نظرك وبصيرتك خانوك فلم تعد ترى كيف استوحشوا من ظلمك ، وتمردوا عليك من معاملتك لهم ..
غير نظارتك يا صديقي أو افقأ عينك .. فهي لا ترى إلا ما تعكسه روحك ..
[/size][/font]
ستكون الدنيا أفضل عندما نرى مسؤوليتنا عما يحدث لنا
نثرك جميل لكن روح القصة مسيطرة عليه
وليد مجاهد
06-07-2015, 06:24 PM
حرفك متمكن أيها الأيب وفيه أشعر بروح محلقة في فضاءات بعيدة
سعدت بالقراءة لك فشكرا
تحيتي
ناديه محمد الجابي
19-12-2016, 04:40 PM
فضاءات
الفضاء الأول :
أشياء لا ترى بالعتمة ..
الحب ، أخبرتها بهذا في تفسير ارتعاشات قلبي إذ يراه ، فردت بتهكم أنني واهمة ..
أيتها المعقدة الشريرة ، كيف تحكمين ولم تحبي قط ، كيف تصفين حالة الشعور بالوهم ولم تعيشيها .. تغارين لأنني حظيت بكل هذا الحب والوسامة وحسن الطباع ممثلة جميعها فيه ... انظري إلى الطيبة التي تطل من عينيه إذ يراني ، لاحظي الحب الذي يرمقني به وعينه تكاد تدمع ..
آه كم يحبني وكم يفتتن بجمالي .. لقد كتب القصائد فقط من أجلي ، وغنى لكي يسعدني ، وضرب أصدقائه دفاعاً عني ، فكيف لا أحبه ..
قالت :
هكذا نحن وطبعنا لا يتغير ، لا نرى إلا ما نحب أن نرى ، لعيوننا اتجاه واحد يرى ما يمليه القلب وتمثله الرغبة ،
لهذا نلهث خلف السراب دائماً ، نرتمي في حضن أعدائنا مخادعين أنفسنا ، نهرب من حضن عدو لنرتمي في حضن الآخر متجاهلين الصديق الذي يمد لنا يديه رغبة في تقديم العون ..
لا نرى ابتسامتهم المتشفية في الظلام ، ولا نسمع صوت الضحكات الساخرة إذ تدوي من وراء ظهورنا .. والله إننا نسمعها ولا نبالي ، تزحف الغشاوة لتغطي آذاننا وتمحو الحقيقة من أمام عيوننا ..
لهذا لا ترين كيف ينظر إليك ، وماذا يخبر أصدقائه من خلف ظهرك ..
لا تعرفين أن القصائد التي قالها لك قد قالها لي من قبلك ، وغنى نفس الأغاني مترنماً بجمالي ، وتظاهر بأنه يضرب أصدقائه من أجلي ، تكملة لمسرحية هم أبطالها ..
هذه الأشياء لا ترى يا عزيزتي ، إنما تحس ، وظاهر الشيء لا يلغي باطنه ..
لا أغار منك كما تظنين ، لكني أشفق عليك فقد أكلت قبلك ..
أفلا تتعلمين .. لم يؤكل الثور الأبيض فحسب ..
إنما أكلت كل الحظيرة ولم يبق إلا أنتِ ..
انتظري أسنانه واعلمي أن هذه وحدها...
سوف ترينها في العتمة .
*************
حوارية رائعة أبدعت فيها حسا ونصا بشاعرية قول
وألق شعور وبهاء تعبير
أمسكت بناصية الفكرة بمهارة وتمكن ـ فجاء البوح الأنثوي
عالي الجرس يعبر عن خوالج النفس بصورة شفيفة
دام حرفك راقيا. :001:
ناديه محمد الجابي
19-12-2016, 05:11 PM
الفضاء الثالث :
انعكاسات
لماذا لم يعد أبي مثلما كان ؟
كيف يهجرني فلا يغطيني عندما أنام ، كيف تركني فلا أراه كل يوم عندما أفتح عيني في الصباح ..
هذه القسوة من أين جاء بها ، وكيف استطاع امتلاكها ؟
وحيد أنا فلا أشعر بطعم أي شيء ، لم أكبر بعد يا والدي ، فسنوات عمري لا تعني أبداً أن أكبر عليك فتتركني ..
أظل صغيراً أحتاجك ، قوتي تنهار بنظرة واحدة من عينيك ، صرامتي تتهاوى أمام صوت واحد يهز أركاني ان أخطأت .. أكرهك لثانية واحدة وأعشقك لسنوات .. لا تظن هروبي منك خوفاً منك ، فأنا أضعف من أن أخاف .
. أنا جزء من مشروعك ، ذرة من كيانك ، امتداد طبيعي لجيناتك التي منحتها لي عن طيب خاطر ..
ليتني أملك منك صبرك وجلدك ، ليتني أرث منك الرغبة والحياة ، الإيمان والإصرار ..
ليتني أكن أنت ..
أجبني يا أبتي فقد طال انتظارك ، أجبني فقد مللت من صمتك ..
لكن شاهداً من رخام لم يكن لينطق أبداً ..
أبداً ..
الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة
ولفقد الأب أنين وألم ينسينا طعم الفرح ، والأمان لأنه كان مصدرها
انسياب شعوري في نثرية بليغة بديعة فاضت من كأس الفقد بألم وعذاب.
دام نبض قلمك. :001:
ناديه محمد الجابي
19-12-2016, 05:31 PM
تألق الحرف وسمت المشاعر فأنتجت تلك الفضاءات الموشاة ببديع الصور
نثر بنكهة القصة ، أو قص نثري بقلم زاخر بالعطاء وحرف متمكن وبيان متدفق
كل التقدير لحرفك ـ ودام يراعك. :001:
ناديه محمد الجابي
19-12-2016, 05:31 PM
تألق الحرف وسمت المشاعر فأنتجت تلك الفضاءات الموشاة ببديع الصور
نثر بنكهة القصة ، أو قص نثري بقلم زاخر بالعطاء وحرف متمكن وبيان متدفق
كل التقدير لحرفك ـ ودام يراعك. :001:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir