المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب على قوافل الهجرة



أحمد حسين أحمد
15-11-2008, 01:22 AM
الحب على قوافل الهجرة


1
أهدابها وهي تومئ إلي ، غصن أشار للبلبل بالتغريد. أذكر تلك الدعوة للاستغراق بالحب، أجبرتني على تصفح النور المنبثق من بين نصف إغماض للجفون. فتحت أبواب حدائق قلبي لعندليبها
أذكر ذاك الشذا ونسيم جدائلها، يغزل البرق في شالها المسترخي. تنجذب الفراشات للسكر المكرر في العيون العسلية، والجنادب في الغابات تسترخي لرياح الربيع .
أذكر عطرها الياسميني وهو يطل على شجري الرطب، عندما قابلتها في ضواحي المدينة بين النهر والجزيرة الغارقة بالزينة. لقد لملمت خضرتها خجلا عندما رأيتها تمشي معي وشرعت زهورها بالانحناء ، لم لا وهي ترى المصابيح تمشي على الأرض.
ليس حلما ذاك الذي مر، لكنه إغفاءة الجمال في غفلة من شحارير البراري ، يوم بدا قصيرا لي ، لكنه ما زال يغدق عليَّ بنسائمه المهرولة في يوم قائظ، وجوانب حروف أهدابها لا زالت تطرز حروفي بالجمال،عبر أزهار الحديقة النائية وقرص الشمس الذي تلألأ في بؤبؤها الباسم.
ولكنني عندما غادرت أرض الشمس تركت خلفي المساحات المنبسطة حزينة تتذكر ساعات التواصل مع الأفق الرحب بعيدا عن أراضي الجنوب ، لم أكن أعلم أن حنيني لها ربما سيقتلني ولكنى أنبت أمري وأمرها لله..


أنبنا إلى الله أمر الرحيل..
وما كان من أمر حشد الجياع
عجنّا المرارة معْ صبرنا
وسرنا إلى ناطحات الضياع
لففنا خطانا بحزن السبايا
وقلنا سلاماً لأرضِ الوداع
سهونا قليلاً ولكننا،
خبزنا الضياع بديجورهِ
وعفنا العراق لأهل الضلالة والمعدمين
لعلَّ الظلام يتيح التخفّي
ويستحضر الملتقى بالسلام
وكنّا إلى الله ندعو الخلاص
فكفُّ الحصارِ جنودٌ علينا
أتتنا بفكٍّ ضروسٍ
وما قد تبقّى، شظايا عظام..

أحمد حسين أحمد
15-11-2008, 01:25 AM
2
لم تكن تلك الكلمات الحالمة مجرد كلمات، لقد كانت سمفونية غنائية عزفتها أنامل غضة مفعمة بالحيوية والإبداع .لقد خطّـ خلاصة العواطف النبيلة الهادئة على ورق ناصع البياض فشعت أنواره لتخترق شغاف القلب وتتربع في الداخل ناسخة الألم مستلة الحزن لتزرع الفرح والمهرجانات في ليالي الغربة الصماء وأيام الوحدة القاتلة، لتفتح الأبواب على مصراعيها.. وتوزع ألحان عندليب فرد إلى جوقة الموسيقيين فينال الهوى رذاذا خفيفا يبلل النفوس العطشى ويرد إليها الروح المسلوبة ويمنحها لحظات التجلي والانتشاء .
هكذا أخذت من معين كلماتك الرقراقة عذوبة الحب وتذوقت طعم العواطف الصادقة الجياشة فنمت وأنا أحلم بك وأنت تندسين بين عروقي وتتسربين إلى شراييني كماء الحياة وباتت حشرجات كلماتي تتهاوى أمام ملكوت صفاؤك وهمسات أنفاسك تشق حنجرتي حتى أكاد أتنفسها وأنفث قرنفلها اللاهث رغم المسافات الشاسعة.
لقد اخترقتني من كل الجوانب وصار نزيف شوقي كافيا لاجتياح غابة الرغبات فيها، وراح فراتي يسترخي بين عشبها لترويه فيزدهر ويورق بالمسرات. حتى أنني ما عدت أقوى على الكلام لقد استنفذت قواي وتهاديت على بيادرها الخصبة متهالكا وأنا أرقب لحظات عشقنا المبتورة ، ولمّا اقتربت منها أكثر صوّبت نظراتها نحوي فتهالكت ملتزما بصمتي.
للوهلة الأولى حسبتُ أنها ستقتلني ، وربما ستفعلها يوماً ، تلك النظرات التي جعلتني ألوذ بالصمت المطبق ، ربما هو صمت القبور أو غيره .. لا أدري بالضبط ،ولكنني آثرت تدوين صمتي ذاك..


صمتّي تجلّى في العيونِ لأنها ملكي،
وملْكُ المرءِ تحفظهُ العيون
أ لأنها بسطتْ محاورها استقلتْ
واستباحَ بصيرتي شلل الجفون؟
تهالكتُ على مقعدي ولم أنبس ببنت شفة ، كانت تصفف شعرها لمّا انتزعتني من ملكوتي السرمدي ، شاعرٌ مغمورٌ جوال.. لا يعرف فكَّ تلك النظرات؟ يا للعار..هو إذن يضرب في الرمال الودع ، ويخالط الغرباء وعابري السبيل..ويقرأ ملامح أشكال النظرات ، لا بل يتمكن من فك رموز الطبيعة المجهولة أيضاً. هو يتحدث مع النحل ويحاكي إناث العناكب ، لا بل يعلمها أيضا خياطة نسيجها.. كيف لم يتمكن هذه المرة من فهم تلك النظرات؟ عار وأي عار ..


راهنتها،
تلك التي احتضنت أسارير النهار
إنَّ الليالي قدْ تشتتها فينتثرُ الغبار
حيناً إذا ما هزَّ شوقٌ نابضاً
بين الضلوع وهتّكَ الأسوار
خاطبتها،
بجميعِ أنواع اللغاتِ وبعضها لغة السنابل والحقول
يوماً إذا انحدرت معي للسهلِ،
أو صعدت على ظهر الخيول
لكنها آلتْ إلى عودٍ يجنبها التلاقي،
والتلاطم معْ تفاصيل القبول
هي والأمسية التي احتكرتني كانتا كالريح تعصف بالأغنيات ،وتلك العصافير التي أخلت الدار للغربان والطيور الجارحة ، جميعهم سلبوني جلدتي وانتمائي..ولم يكن أمامي سوى التلوّي على الورق.. أزرعهُ بالحمّى والقلق..

خاصمتها،
وخصمتُ شيئاً من ندى قلبي،
وكبّلتُ المطر..
لكنّني عدتُ أناجيها بصمتي،
وابتسامات الصور..
حيناً إذا عادت كما،
عادت طيور الدار تستبق الأثر..
يا ليتها سمعت بنجوايَ ،
وألحاني تغنيها البراري،
وجلاميد الصخر؟
يتبع

أحمد حسين أحمد
15-11-2008, 01:28 AM
3

معا كنّا حبيبين.. وخصمين عنيدين ..فهي كالسحاب الذي يرتقي الجبال ، وأنا كالعشب النامي الذي ينتظر الغيث..فلا هي تمر بحقلي ولا أنا أستميل ود النهر القريب ..

معاً كنّا حبيبينِ
وخصمينِ عنيدينِ..
هي الغيمُ الذي سوى
ثلوج الألب والقطبينِ والكونِ..
وكنتُ العشبَ لا أدري
متى يأتي سحاب الأرضِ بالأمطارِ،
والأمطار أحبسها هنا في بؤبؤ العينِ..
مرارا تعبر الأنهار ودياني
فلا أستعطف الأقفال في القنوات،
أو ينهلُّ نبعُ الماء من بيني..


بيني وبينها حلم مشترك ، هي التي باغتتها العنادل وهي تقترف الحب. كانت كلما تمر ، أتحسس ثقوب جسدي ، وجه أثملته التنهدات يسري بروحك كجرس ملائكي أو يهتز كأوتار قيثارة سومرية ، أو هكذا أحسستها لأنني اخترقت حواجز الزمن وحلمت مثلها بعوالمٍ مندثرة. هي وحدها التي هيجّتْ وجداني ودثّرني جنانها الخمري الملتهب ساعة حرماني الصحراوي ووحدتي القمرية.
من يقوى الصمود؟ .. حورية بحرية وعبد أرضي أدمته القيود ؟..آه...

هي الحبُّ، هي الرغبة..
هي الأخوان والصحبة
لها أسَّستُ ديواني
مقاماتي وألحاني
ومنها قدْ جدلتُ الماء بالتربة
إذا غنّت عنادلها
تغنّى الدارُ والعتبة
فهلاّ تهتدي يوماً لعنواني ؟
وتقطف زهر بستاني
وهلاّ زالت الغربة؟
في لحظات التردد تنتحر الفرصة، والفرصة ابنة البرق ، لا يأتي بعدها سوى سيل منهمر جارف. ألا يحق لي الانجراف إذن لمرة واحدة؟.. فما أحلى الموت بين ذراع النسرين وما أروع التوهج بين خصلات الغمام ..إنني مسلوب الإرادة بين مَلكين يتحققان أعمالي، وجهها السرمدي وصوتها المكهرب..

لها أطلقتُ أشواقي
لها من دون عشاقي
هي الدنيا وما فيها
هي الخمّارُ والساقي
ومنها أستقي شعري
ومنها كلّ أوراقي
إذا ما قلت زوريني
تعكّر صفوها الراقي
وإنْ جاءتْ تعانقني
ستتركني بلا باقي
حشرجة كلماتي تتهالك أمام ملكوت إصغائها ، وهمسات أنفاسها تشقّ بئر رئتي حتى أكاد أتنفس ياسمينها وأنفث قرنفلها اللاهث. هي ومذبح الليل تآمرا على سلخي حيّاً ، وهاأنذا أنزف شوقا وأترنح حنانا أحدثها من وعي مقتلي عن سعادتي بها . نازفا يطببني ترنيم حنجرتها الخافت فأختال فرحاً وأنا أتلوى تحت جنح الظلام وبطش جبروتها وسكينتها الجارحة.

يتبع

روميه فهد
15-11-2008, 03:25 AM
مع الفجر ، طقسٌ بارد ، أجبرني على ارتداد وشاح ثقيل ، وفضلّتُ الاستمتاع بالأجواء مع الواحة ، وعندما بداتُ
القراءة (الحب على قوافل الهجرة) ، تخليتُ عن الوشاح ، الكلمات دافئة ، السرد متناغم بطريقة تشدُّ على
المتابعة ، كـ مسرحية وجدانية يحكيها راوي وبلبل ، فما أن ينتهي الراوي من الفقرة - يغرد البلبل بأشعار
شفيفة ، تلخص حديثه بصوت شجي ومرهف .

العزيز أحمــد .. متابعة وبشغف ..

دمتَ لمن تحب ..

روميه

أحمد حسين أحمد
15-11-2008, 10:46 AM
مع الفجر ، طقسٌ بارد ، أجبرني على ارتداد وشاح ثقيل ، وفضلّتُ الاستمتاع بالأجواء مع الواحة ، وعندما بداتُ
القراءة (الحب على قوافل الهجرة) ، تخليتُ عن الوشاح ، الكلمات دافئة ، السرد متناغم بطريقة تشدُّ على
المتابعة ، كـ مسرحية وجدانية يحكيها راوي وبلبل ، فما أن ينتهي الراوي من الفقرة - يغرد البلبل بأشعار
شفيفة ، تلخص حديثه بصوت شجي ومرهف .
العزيز أحمــد .. متابعة وبشغف ..
دمتَ لمن تحب ..
روميه

صاحبة الذوق الرفيع رومية فهد
عطّر الله صباحك برياحين الجنان ، أسعدتني بهذه الكلمات المتناغمة وأعطيت دفئا حقيقيا لصباح أوربا المتجلد.. نعم سوف نتابع السرد والتلحين فكوني بالجوار
تحياتي ومودتي

ثائر الحيالي
15-11-2008, 02:56 PM
الرائع الجميل أحمد حسين أحمد


تنقلت في رياض زهرك..

وتحيرت في جمال القطوف..!

رائع انت ..اخي الكريم..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي

أحمد حسين أحمد
15-11-2008, 07:16 PM
الرائع الجميل أحمد حسين أحمد


تنقلت في رياض زهرك..

وتحيرت في جمال القطوف..!

رائع انت ..اخي الكريم..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي


الصديق الشاعر الجميل خالد الحيالي

البستان بستانك والقطوف دانية

فأهلا وسهلا بك نورت المكان وشرفته

تحياتي ومودتي

سحر الليالي
15-11-2008, 10:58 PM
وأنا أيضا سأتابع بــصمت ،فما أجمل نغم الحرف هنا .

سلمت ودام حرفك.

هشام عزاس
15-11-2008, 11:54 PM
الجميل / أحمـــد

هي الأرض حبها ينبض فينا و ترابها غطاء لا ينفذ البرد داخله ... مشاعر جياشة تعاند واقع البعد و الإغتراب و كأني أسمعها تصرخ ... نار أرضكِ حبيبتي و لا جنة البلدان و نعيمها .

أحاول أن أطرز كلمات لكِ ... أنسج منها قميصا قطنيا من وحي شجركِ و رائحة زرعكِ ... ألملمني فيه ..
أستعين بذكرياتي و دواتي لأحبك أكثر ... لأبدع أكثر ... عزائي لحن ما زال يتردد بمسمعي و مشهد من وجهكِ السومري الذي أشتاق لمسه و معانقة روحي لعيونكِ التي تستوعبُ خفقاتي العاشقة .

نص رائع و تعابير في منتهى الجمال و القسوة .

دمت عاشقا و أعادك الله لحضن حبيبتك قريبا ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

مازن دويكات
16-11-2008, 02:50 PM
الصديق العزيز
أحمد
كعهدي بك أيها المبدع المتألق, ما زال الإبداع يتحرش بك من جميع الجهات, وما زلت تمنحه ضوء الروح ونبض القلب.
وأنت َ أنت َ لم تتغير سوى أنك أصبحت أكثر روعة.

أحمد حسين أحمد
17-11-2008, 12:19 PM
وأنا أيضا سأتابع بــصمت ،فما أجمل نغم الحرف هنا .

سلمت ودام حرفك.


سحر الليالي

تعجبني متابعتك لهذه السلسلة من الألحان
اطمئني سنأتيك بالباقي

تحياتي ومودتي

أحمد حسين أحمد
17-11-2008, 12:22 PM
4
اخترقتني من كل الزوايا بنظراتها،لم أعرف كيف دخلت قاموسي المشوش ، كنت منغمسا بها كبرعمٍ طفلٍ يُسقى من نبع فراتٍ صاف ويسترخي وعزف عود منفرد..ألهمتني بعض صفاتي فأغمضتُ عيني تاركا لخيالي حرية العوم في المساحات المغلقة ودوائر الإرهاصات الضحلة، مخترقا عباب تيارات الإخفاق المترادفة نحو أفق سلس وبعد غض..
ليس ثمة جدار غير قابل للتصدع، إلاّ إسمنت عزلتي وخرسانة وحدتي واشتهائها..في الليالي هلامية الأقمار، يندسُّ في بدني عبيرها ، فتهزمني الذاكرة ويسلبني السرير حق الرقاد..لذلك أمارسها حبّاً كبلبلٍ في قفصٍ يعذبه التغريد..ها هي ذي تداعبني، تلاطمني، تصفعني أحيانا، لكنني أستمر بحبها خصوصا وهي تضحك كالنسيم الذي غادر العراق..كانت هناك تلاطمها الأفكار، جنودٌ من الفرنجة بلا ملامح، عطبوا ما لديها من حنين..

هيَ الهاجسُ الشاردُ
هي المتعةُ المستديمة..
هي القاتلُ المشتكي
هي البسمةُ المستقيمة..
هي الملتقى والتجلّي
هي الأمسياتُ الأليمة
هي البلبلُ المنتشي
هي الذكرياتُ القديمة
لها وجهُ حورٍ تثنى
على ديمةٍ مستديمة
لها في ارتكابي انتثارٌ
لها... وابتلتني الهزيمةلم تعد المسافات موجودة وتلك الحواجز لا أثر لها ، القيود مكسورة، وطريق العودة بات سالكا... ها ها ها .. من قال ذلك؟..بل أن الأيام المقبلة باتت قصيرة جدا وستمر دون الرجوع إلى منطق العقل أو منطق التحليل ، فعندما تسحقك الحياة تحت أقدامها الثقيلة ويهرب منك الزمن الباقي في مركبة (آينشتاين) الضوئية ،سوف يشلّ تفكيرك وتأخذك دربكة الأشياء الصغيرة بأصواتها الناعمة فتنبهر وتنساق بسهولة ضمن الدوائر والمسارات في لحظة بارقة ، وفي لحظة أخرى سينهار كل شيء..فما بالك و(آينشتاين) باللغة الألمانية يعني (حجرا واحدا).. ماذا ستفعل إذن لو كانا حجرين قاسيين؟..هي، والعزلة الخانقة..

مضغتُ الحلاوة من ثغر فيها
هي العندليبُ يغني غناء الأقاحي
لمن صمَّ أذناً لذكرى سعيدة..
أخذتُ النعومةَ من وجنتيها
هي النقشُ في غازلاتِ الحريرِ،
وثلجُ جبال الأقاصي البعيدة
وبعضي خرابٌ وبعضي رمال
وبعضي أسىً واحتداد اقتتال..
فهلاّ أسرتُ الأماني الأكيدة؟
تعلّمتُ منها ابتكار الأغاني
وكنتُ غزيراً بشرح المعاني
ولكن علمي تبعثر لمّا
تركتُ انتمائي وحضن القصيدة

يتبع

أحمد حسين أحمد
17-11-2008, 09:26 PM
الجميل / أحمـــد

هي الأرض حبها ينبض فينا و ترابها غطاء لا ينفذ البرد داخله ... مشاعر جياشة تعاند واقع البعد و الإغتراب و كأني أسمعها تصرخ ... نار أرضكِ حبيبتي و لا جنة البلدان و نعيمها .

أحاول أن أطرز كلمات لكِ ... أنسج منها قميصا قطنيا من وحي شجركِ و رائحة زرعكِ ... ألملمني فيه ..
أستعين بذكرياتي و دواتي لأحبك أكثر ... لأبدع أكثر ... عزائي لحن ما زال يتردد بمسمعي و مشهد من وجهكِ السومري الذي أشتاق لمسه و معانقة روحي لعيونكِ التي تستوعبُ خفقاتي العاشقة .

نص رائع و تعابير في منتهى الجمال و القسوة .

دمت عاشقا و أعادك الله لحضن حبيبتك قريبا ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


الجميل هشام عزاس

هو حضورك البهي ونورك الوضاء الذي أعطى للنص رونقه وبهاءه

أشكرك من القلب أيها السامي الذواق

تحياتي ومودتي

أحمد حسين أحمد
17-11-2008, 09:30 PM
5
إنه الزمن الضائع والضوء الذي غادر الأرض يوم نزل عليها الإنسان الأول فصنع ما صنع وقاسى ما قاسى ، فكانت الحياة مجرد نزهة قصيرة ستغادر الأرض مجددا كالإنسان الأول مع شعاع الضوء المغادر في جوف الفضاء السحيق، والفرصة الوحيدة التي تبقى قائمة هي العودة لمنطق العقل والتحليل لاستغلال الوقت القصير المتبقي والذي لابد سيلتحق بالركب المغادر. عندها لن تكون هناك جدوى لأي شيء وعندها أكون قد تهت مع الزمن الضائع.. سبحان الله..


نفرنا إلى الله مثل الحجيج
عساه يكفّرّ عنّا ويعفو
وكنّا نخيطُ الدعاء إليهِ ،
بكلِّ صلاةٍ ووقت أذان
ونأتيهِ قلباً طهوراً صدوقاً
لعلَّ السماء تخفف عنّا
وتفتح باباً لكلّ مُهان
فيا ربُّ إنّا عبيدٌ
ونبغي سماحاً ونبغي أمان

تطلعتُ في هذه الورقة البيضاء ربما أكثر مما ينبغي ، وربما لأنني ما زلت أتخبط في أسطرها المستقيمة. ينتابني شعور ما بالتردي والإحباط،وهذا يحدث عندما أفقد تركيزي ولا أتمكن من تحسس الأشياء المحيطة بي فوجهها على الطرف الآخر من الأرض يعذبني ويشج رونقي ويفض صفاء ذهني، لا أدري، فعندما خطوت خطوتي المرتقبة إلى المجهول، ثمة أسئلة مركونة على الرف راودتني وليس لي أن أسلخها من جلدتها، ولا أن أتركها تتهالك بين الرفوف. آنذاك لم أشأ أن أنزع لحائها على حين غرة لأن أكثر ما أخشاه أن نكون قد مارسنا جميع الأحاسيس دفعة واحدة ونكون قد فقدنا نقائنا لآخر مرة.
كنت أخشى الأمنيات التي لا تتحقق، كما أخشى اليراعات التي تنبذ الرحيق. تلك اللحظات التي صنعناها، كنت أحترمها ولسان حالي يقول: لا تقتلوا اللحظة ، إنها ابنة البرق..والآن أخشى أن جميع اللحظات التي صنعناها ربما قد قتلت. وها هي الأسئلة المنسية تجتث خمولي، أنا الذي تعودت على تصوير الحالة، وتمكنت من استخراج الحب من بين الصخور، ونثرت الأغاني تحت شموس الصحارى الملتهبة، فهل أستطيع الغناء تحت ظلال وارفة وجيوش الغيوم الممطرة تهاجم جفافي؟.. أليست هي محنةٌ مضافة؟.. لعل ما بي هو محض خيال لا ينبغي له التشرد، وجل ما أخشاه أن يأكلني النسيان، آفة الزمن العتيد..ولو كان كذلك سوف أعلم بحلول موسم الانتحار..

فقدتُ الخطى بُعيد ارتحالي،
ونامتْ بباقي شتاتي الهموم..
لأني أسرتُ التمنّي،
وأودعتُ حلمي لسرب طيور..
ربما أحرقتكم أحرّ الأماني
وربَّ الأماني غفت في الركام القديم
وربَّ الأحاسيسُ نبضٌ يفورُ،
بتنّورِ وجداننا المستقيم..
وكنّا سنمضي بدون وداعٍ،
وكانتْ ستحتجُ من رحلنا الراحلات..

يتبع

أحمد حسين أحمد
18-11-2008, 01:58 AM
الصديق العزيز
أحمد
كعهدي بك أيها المبدع المتألق, ما زال الإبداع يتحرش بك من جميع الجهات, وما زلت تمنحه ضوء الروح ونبض القلب.
وأنت َ أنت َ لم تتغير سوى أنك أصبحت أكثر روعة.



الأديب الكبير والصديق الحميم مازن دويكات

وأنت ما زلت شامخا وحرفك يزدهي بالنور
وأنا بأحسن حال مذ جمعتنا الأيام معا وأتمنى لك كل خير أيها الجميل

وشكرا لأنك هنا
تحياتي ومودتي

أحمد حسين أحمد
19-11-2008, 09:45 PM
6

هي تجربة صعبة وقاسية أدفع ثمنها كل يوم، فالوقوع في شباك التفكير بها كارثة ، فلو أغفلت الزمن ربما أجد نفسي في هاوية مظلمة. والسؤال الذي يطرح نفسه أمامي بقوة: هل تستمر حالة استنفاري القصوى للحرف؟ ومتى يتوقف التدوين وهذا العبث..؟
إنها ممارسة جديدة كلّفتني إعادة برمجة ذهني المختل للحصول على الصورة الأصلية التي كنتها يوما ما، ومن دون الولوج إلى داخل المتاهة مختارا. من المؤكد أن المرء يستطيع التفكير بشكل جلي وواضح عندما تتوفر الأسباب الملائمة، ولكن هذا يتأتى في جو خال من الصدمات المفاجئة وعندما يكون الهدف واضحا ومعروفا وذا طريق مرسومة يمكن السير نحوها بخطى ثابتة غير متعثرة ، وهذا ما افتقدته من سنين طويلة. والآن يعودني ذاك الإحساس بها بعد الغياب القسري ، وأجد أن من واجبي ترميم الصدع النفسي وإعادة الجسور المهدمة. الشيء الباقي الوحيد هو اختيار المسلك السليم والانتصار على التردد..

قواريرُ سِفر الطريق التي تحتوينا ،
استجارت ببعض النذور..
لعلَّ التي ما اصطحبتُ بخيرٍ تكون..
هناك تصلّي لربٍّ كريمٍ،
وتذكي البخور،
لنا أن نعودُ قريباً كسربِ الطيور
إذا ما تقوس ظهر المكانِ،
كشيخ الشتاء..
ولكن دعوى الحبيبُ تلاشت،
وبات الكلام..
وتلكَ القواريرُ ، حملي الثقيل
من الضيمِ أمستْ حطام..
ولمّا بلغنا مدى المستحيل..
وحيداً بقيتُ بدون انفراجٍ،
وعسعسَ ليلٌ طويل..

قالت لي مرة: تلسعني إن كنت ثلجي أو موقدي، وحتى لو أعرضت عنّي ستجدني فيك، أنا لمعة عينيك ومركز بؤبؤها.
آه.. لو تدري إن الأجساد المنتهكة أساطيل مهزومة تحوم عليها طيور النوء كلما حمحمت الظلماء .وإن الفراشات المولعة بصباحات الورد لا تطير ليلاً . وهل تدري إن خطايانا الصغيرة تجتمع في بؤرة واحدة؟ .. وها إنني دجّنتُ أحزاني مذ وطأت المكان وحملت باقات الكلمات الدافئة بين جوانحي أوزعها ككرات الثلج. فكم كرة ذابت، وكم كرة تحتاج المزيد؟.. لا أتقن الحساب يا سيدتي كما أتقن الكلام لذلك خاطبت الطيور المهاجرة بندى أزهار الصباح، وتهجيّت فراشات لوعتها حتى غفت بين ذراعيّ، ولمّا أيقظتها وجدت الفراشات قد تشرنقت. وكان عليّ انتظار صباح جديد.


فقدتُ الخطى من زمانٍ بَعيدٍ قبيلَ ارتحالي،
وبعدَ الرحيل..
وظلت بقايا الأماني تصاحبُ رحلي،
أراها الرفيق الصديق..
فلا أسّسَ الرحلُ بيتاً جديداً،
ولا سربلتني الأماني بعطرِ الحبيب
معاً حطمتنا صخور الطريق..
وبات شرودي متاعي الأثيرُ،
وثوبي الرحيب
فهلاّ أتتني السماءُ بقطرٍ غزيرٍ،
وعودٍ قريب..؟

نهاية المجموعة الأولى

نريانا تقي الهاشمي
13-07-2010, 02:13 PM
حسين احمدين

مررت من هنا ساعود انشاء الله.....

قل لي ها اتاك اي خبر جديد....عن اميرتنا المستباحة دجلة الخير!!!!

بالله اكتب اي شي !!!