المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسلام عمرو بدر



أسماء عايد
16-11-2008, 09:43 PM
كان اسمه منقوشاً علي جدار الرحم منذ كان بين يدي الله يتخلق و يوم الاحد الموافق 26 أكتوبر 2008 نُقش اسمه علي جدار علي جدار القبر فـت"رحم" عليه الجميع الا من قتلوه بمنتهي البشاعة و الدنس .

وسط ضوضاء الأجساد و عولمة الأرواح و المجانين التي تهذي في أزقة الظلام .. وسط عهر تلك المدينة و كل المدن .. كانت هناك ابتسامة تضئ الكون .. انها ابتسامة " اسلام " و غيره من الأطفال الأنقياء .

أشرق اسلام صباح الأحد و كله ضياء و فرحة و اقبال علي الحياة حتي انه طلب من والدته أن تضع له في حقيبة المدرسة قطعة من عود القصب كي يأكله في الفسحة - فترة الاستراحة بين الحصص المدرسية ..

و مع الحادية عشر و نصف تقريبا تلقي والد اسلام السيد عمرو بدر مكالمة تليفونية من احدي معلمات مدرسة سعد عثمان الابتدائية بمنطقة الرأس السوداء المنتزه الاسكندرية - المدرسة التي يدرس بها ابنه - تخبره فيها بانه تم نقل اسلام الي مستشفي شرق المدينة .

هرول والد الطفل ليجد حشوداً من المعلمين و المعلمات أمام غرفة العناية المركزة حيث يرقد اسلام و سط اجهزة لا حصر لها !

تمر 3 ساعات و الأب يطوف حول الجميع من أساتذة المدرسة و أطباء المستشفي عسي ان يفهم ما الذي قذف بـ ابنه الي غرفة ما قبل الموت هذه !! لكن الجميع صم بكم عمي يحاولون ازهاق الحق و نشر الباطل الذي يرضي ضمائرهم العفنة .. و من أسفل الانقاض تخرج أشلاء انسان يرتدي قميص طويل كان قد أقسم يوما بـ أن يصون أجساد و أرواح البشر لهذا سمته مؤسسة التربية و التعليم " طبيب بشري لمعالجة بني آدم " !

بمنتهي العنجهية يقف ذلك الطبيب أمام المواطن البسيط والد اسلام ليسأله : هل كان ابنك يعاني من أي امراض بالقلب ؟ هل و هل و هل .. ؟! فأجاب الأب الصابر الحكيم : لا .. لم يكن يعاني من اي مرض . فقال له الطبيب : غريبة ! فهو الآن يعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية و القلب و فشل في وظائف التنفس و المخ .

بدأ السيد عمرو بدر بالشك في الامر خاصة بعد ان تم منعه من مجرد القاء نظرة علي طفله .. فتوجه فورا الي قسم الشرطة لعمل محضر و التقي بالضابط حازم أمين الذي حرر له محضرا رقمه 110 ثم عاد الي المستشفي و اقتحم غرفة الانعاش مفتشاً في جسد ابنه ليكتشف العديد من الكدمات و اثار ضرب بالعصا علي ظهره و بطنه .. حاول الجميع دفعه خارج غرفة الانعاش من أجل سلامة ابنه !! و مع دقات الساعة السابعة مساء أخبروه انه قد فارق الحياة .

في نفس الليلة ذهب الأب برفقة رجال الشرطة الي بيت زميل اسلام بنفس الفصل المدرسي و اسمه اسلام ايضا . في البداية خافت أم الطفل أن تجلب شهادة ابنها المكشلات له او يتم رفده من قبل ادارة المدرسة - التي كانت تحاول التعتيم علي الحادثة - لكن الأم تداركت ان الاستمرار في الصمت و الخنوع سيعود بنفس المأساة علي كل أطفال مصر .

و بالفعل حكي الطفل أن مدرس مادرة الرياضيات و اسمه هيثم نبيل عبد الحميد 23 عاما .. قام بمعاقبة اسلام و اخرين غيره لعدم القيام بحل الواجب و حين جاء الدور علي ضرب اسلام بالعصا تفلتت الضربة فسقطت العصا علي الهواء بدلا من سقوطها علي يد اسلام .. و لتعويض هذا السقوط القدري فقد انهال المدرس الهمجي علي اسلام بركله عدة ركلات بجوار عضلة القلب الي ان سقط مغشيا عليه ! و تم تحويله الي المركز الطبي القريب علي المدرسة مع العاشرة صباحا .

هنا نهض الأب و اتجه فورا الي المركز الطبي و ما ان دخل في الاستقبال و تفوه بانه والد الطفل اسلام عمرو بدر فقال له الحضور : البقاء لله !

أي انه توفي في العاشرة صباحا رغم ذلك تم نقله حثة هامدة الي المستشفي الابهة و وضع أجهزة التنفس الصناعي و غيرها من مظاهر الخداع البصري ! لكنهم غفلوا عن البصيرة و عن البصير - سبحانه و تعالي ...

أساتذة لا يعرفون عن الآدمية حتي أسمها و أطباء مثلهم و أكثر !!

غُسل اسلام و تم تكفينه و دفنه و اقيمت جنازته دون ان يذهب ناظر المدرسة او حتي الفراش العامل بها .. و لا أي مسؤول من وزارة التربية و التعليم لتقديم اعتذار علي الأقل !! لكن نحن لن نقبل بالأقل و لا بأي قليل ..

حتما ستصل اصواتنا الي الاب الكبير و سيلبي طلب والد اسلام باقالة وزير التربية و التعليم كي يكون عبرة لكل من يعمل علي ارض مصر . فالمدرس الشاب هو فقط تلميذ صغير في شجرة فساد مكتملة الفروع و الجذور ..

للحظات جلست وحدي أتساءل: هل كان لأستاذ هيثم ان يفعل ما فعل ما اي طفل من أطفال أولاد الزوات و البشوات ؟! برب الكون أخبروني أين الآدمية في بلاد يداس علي فقراءها بالنعال ؟!! و متي ستطبق علي المعتدي أحكام الشريعة الاسلامية بدلا من تلك القوانين المستوردة ..

نريد قصاصا عادلا يطفئ نيران القهر في دواخلنا المحترقة و في خارجنا المكتسي بثوب الحداد علي اسلام و غيره من المظلومين .

أحببتك جدا يا اسلام مع أنني لم اعرفك الا بعد نشر الحادثة .. لكن أعرف انني يوما ما سأتزوج - ان شاء الله تعالي - و سيرزقني الله بطفل رائع مثلك .. فهل سأمنعه من الذهاب الي المدرسة مخافة ان تذهب روحه بشكل أبدي ! أم أحميه انا و والده بأن نهاجر الي اي وطن آدمي بلا عودة !!

و الله الذي سمك السماء أنا يا مصر أحبك حد الجنون و لا اريد الهجرة مستقبلا .. ففي طفولتي كان عندنا بالمدرسة أستاذ آدمي علمني معني الوطن فصرت أعشق الوطن مهما ذبحني و مهما بصق السم في شرايين حياتي و علمني أيضا ان مصر أم الدنيا و أم المصريين ..

فـهل تقبلين يا امي ان يقتل ابنك الكبير طفلك الصغير ؟؟! . أنا و جميع أبناءك الأحياء بانتظار اجابتك .. علها تصلنا قبل ان نموت او نقتل نحن أيضا .

***
بقلم / أسماء عايد

صحيفة المصريون

بتاريخ 4 - 11 - 20

إبراهيم بهانة
17-11-2008, 10:25 AM
الرقيقة أسماء

هاأنت تطلين علينا بعد طول غياب ، ولقد اشتقنا إليك اشتياق المحبين الأوفياء

اطلالتك هذه المرة جميلة حزينة مؤسفة فلاأظن هذا المعلم الذي اعتدى على تلميذه يستحق هذا الأسم

لكن وددت أن لا تخافي على ابنك في المستقبل كما قلت لأن هناك معلمون وأساتذه فهموا مهننهم وأخلصوا لها

وهم متواجدون إلى يوم الدين، فالحق باق ولو كره المبطلون .

دمت رائعة جميلة يا أسماء...

إبراهيم ........

أسماء عايد
17-11-2008, 01:42 PM
اهلا بالأخ الفاضل و الانسان السامق

شكرا لك

دمت ظلا وارف الرأي علي رياض أروحنا

معروف محمد آل جلول
24-11-2008, 07:20 PM
المحترمة أسماء ..
حينما تكتبين مقالا ويعلق عليه المبدعون المحترمون ..ولا تردين بكلمة ..
وحينما لاتقرئين للآخرين ..ولا تعلقين فإنهم لايعلقون ثانية ..
تعليق بلا جدوى ..
لذا أقول لأختي الكريمة ..
قرأت
خالص تحياتي..

أسماء عايد
27-11-2008, 11:28 PM
المحترمة أسماء ..
حينما تكتبين مقالا ويعلق عليه المبدعون المحترمون ..ولا تردين بكلمة ..
وحينما لاتقرئين للآخرين ..ولا تعلقين فإنهم لايعلقون ثانية ..
تعليق بلا جدوى ..
لذا أقول لأختي الكريمة ..
قرأت
خالص تحياتي..

اخي الفاضل / معروف محمد آل جلول
جزاك الله خيرا كثيرا مرورك الطيب
تخيل .. تعليقك أبكاني جدا !
أعترف بتقصيري في المتابعة .. لكن و رب الكون كثرة المشاغل خاصة اني طالبة في صيدلة و يوميا بسافر للجامعة و برجع بنفس اليوم , علاوة علي بعض الاعمال التطوعية للمساهمة في المجتمع .
من اليوم ستجدني هنا معكم دوما - ان شاء الله تعالي .
دعواتي لكم بكل خير ..